logo
احتلال غزة.. هل سيسمح لإسرائيل بسحق حماس؟

احتلال غزة.. هل سيسمح لإسرائيل بسحق حماس؟

ذكرت صحيفة "The Spectator" البريطانية أنه "في قرارٍ تاريخيٍّ بالغ الأهمية، وافقت الحكومة الإسرائيلية رسميًا على خطةٍ لتوسيع عمليتها العسكرية وبسط سيطرتها الكاملة على قطاع غزة. وجاء ذلك رغم معارضة رئيس الأركان إيال زامير، الذي وجَّه تحذيراتٍ لاذعةً خلال اجتماعٍ بدأ مساء الخميس وامتدَّ حتى وقتٍ متأخرٍ من الليل. كانت التوترات بين زامير ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو واضحة طوال الجلسة المطولة، حيث تحدى عدد من الوزراء رئيس الأركان مباشرةً بشأن موقفه. وفي النهاية، صوّت المجلس الوزاري السياسي والأمني بأغلبية ساحقة على تأييد اقتراح نتنياهو لهزيمة حماس من خلال مزيج من الاحتلال العسكري، ونزع السلاح الاستراتيجي، والحوكمة بعد انتهاء الصراع".
وبحسب الصحيفة، "تؤكد الخطة الجديدة ما كان يُحضر منذ أسابيع: تستعد إسرائيل لدخول مدينة غزة والسيطرة المباشرة على ما تبقى من معقل حماس العملياتي. إنها المرحلة الأكثر حسمًا في الحرب حتى الآن، وتنطوي على قدرٍ هائل من المخاطر والتكاليف والتعقيد، لا مثيل له تاريخيًا في الحروب الإسرائيلية الحديثة. ووفقًا للبيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء، اعتمد مجلس الوزراء خمسة مبادئ أساسية لإنهاء الحرب. أولًا، نزع سلاح حماس، يليه إعادة جميع الأسرى، أحياءً وأمواتًا. ثالثًا، نزع السلاح الكامل من قطاع غزة، ومن ثم فرض سيطرة أمنية إسرائيلية دائمة عليه. وأخيرًا، تشكيل حكومة مدنية بديلة، لا تترأسها حماس ولا السلطة الفلسطينية".
وتابعت الصحيفة، "هذه ليست أهدافًا مجردة، بل تعكس إجماعًا متزايدًا في القدس على أن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار، وأن الحلول الجزئية، أي الضغط الدولي، والاحتواء، والدبلوماسية، قد استنفدت أغراضها. تسيطر إسرائيل بالفعل على جزء كبير من قطاع غزة. ومن خلال عمليات متتالية، بما فيها عملية "عربة جدعون" الأخيرة، طهر الجيش
الإسرائيلي مناطق مثل رفح وبيت حانون وبيت لاهيا وأجزاء واسعة من خان يونس وجباليا، ويسيطر عليها الآن. إلا أن الممر الشمالي، بما فيه مدينة غزة، لا يزال محل نزاع، وهو محور الحرب الآن. ويأتي قرار مجلس الوزراء بعد أشهر من الجمود الاستراتيجي. ورغم النجاح الكبير الذي حققته حماس في ساحة المعركة، لا تزال الحركة نشطة. والأمر الحاسم هو أن الرهائن الذين خُطفوا خلال هجمات 7 تشرين الأول 2023، رغم عودتهم في الغالب، أصبحوا بيادق في حملة نفسية مروعة. ورفضت الجماعات الفلسطينية إجراء المزيد من المفاوضات، ونشرت مقاطع فيديو دعائية لأسرى هزيلين. إن الفيديوهات ليست مجرد أعمال وحشية بل هي استفزازات مدروسة تهدف إلى كسر الإرادة الإسرائيلية".
وبحسب الصحيفة، "لقد باءت الجهود بالفشل، وقررت الحكومة الآن التحرك، معتقدةً أن السبيل الوحيد لتأمين مستقبل إسرائيل وإنقاذ الرهائن المتبقين هو تفكيك حماس ماديًا وبنيويًا وسياسيًا. وفي إطار هذه المرحلة التالية، سيبدأ الجيش الإسرائيلي ما يُتوقع أن يكون أكبر عملية إجلاء مدني منذ بدء الحرب، بتوجيه ما يقرب من مليون غزّي من الشمال إلى المناطق الوسطى. وهناك، يجري توسيع نطاق الممرات الإنسانية وعمليات الإغاثة لاستيعاب السكان الذين نزحوا بالفعل عدة مرات. ومع ذلك، لا تزال التحديات هائلة. عسكريًا، سيدخل الجيش الإسرائيلي أرضًا تعرفها حماس جيدًا، حيث يُتوقع وجود أنفاق وفخاخ وتكتيكات حرب عصابات. سياسيًا، تُمثل فكرة "السيطرة الأمنية" الإسرائيلية الطويلة الأمد على غزة دون ضم فعلي أو حكم مباشر لغزًا لم يُحل بعد: من سيتولى مسؤولية الحياة المدنية بعد أن يصمت صوت المدافع؟"
وتابعت الصحيفة، "صرح نتنياهو بأن إسرائيل لا تسعى لحكم غزة، لكن الحكومة رفضت أيضًا السلطة الفلسطينية كبديل عملي، نظرًا لفسادها وعدم استعدادها للتخلي عن دعم الإرهاب. ولا يزال احتمال استقدام قوات عربية خارجية غامضًا، وربما غير قابل للتطبيق دون تنسيق دولي وشرعية دولية كبيرة. مع ذلك، تغيرت حسابات إسرائيل. لقد شكلت أحداث السابع من تشرين الأول نقطة تحول، والهدف الآن ليس الردع فحسب، بل التفكيك. الهدف ليس وقف إطلاق نار آخر، بل حل نهائي. قبل عشرين عامًا، انسحبت إسرائيل من غزة من جانب واحد. وفي غضون شهر، استؤنف إطلاق الصواريخ. وفي غضون عامين، سيطرت حماس على القطاع، وانهار وعد هذا الانسحاب، أي السلام عن بُعد، تحت وطأة الأيديولوجية والعنف. ما يفعله الجيش الإسرائيلي اليوم هو إعادة دخول غزة ليس لإعادة احتلالها إلى الأبد، بل لسحق بنية الإرهاب واستبدالها بشيء لم يُحدد بعد، ولكنه بالضرورة مختلف".
وختمت الصحيفة، "قد لا يكون هذا الحل الأمثل، وقد لا يكون سريعًا، وقد لا ينجح حتى. لكن بالنسبة لحكومة لا ترى أي طريق آخر قابل للتطبيق، وجمهور يرفض إلى حد كبير، رغم انقسامه، العيش تحت تهديد 7 تشرين الأول آخر، يرى نتنياهو وحكومته أن هذا هو المسار الوحيد المتبقي".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تمرين "مفاجئ" للجيش الإسرائيلي لاختبار الجاهزية
تمرين "مفاجئ" للجيش الإسرائيلي لاختبار الجاهزية

الديار

timeمنذ 44 دقائق

  • الديار

تمرين "مفاجئ" للجيش الإسرائيلي لاختبار الجاهزية

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأحد، عن بدء "تمرين مفاجئ لاختبار جاهزية القيادة العامة والقيادات الرئيسية في الجيش الإسرائيلي". وأضاف: "بتوجيه من رئيس الأركان إيال زامير، بدأ الجيش الإسرائيلي صباح اليوم (الأحد) تمرينا مفاجئا لرئيس الأركان بصيغة "الفجر"، لاختبار جاهزية القيادة العامة والقيادات الرئيسية، واستعدادها وقدرتها على التعامل مع حدث متفجر واسع النطاق ومعقد ومتعدد السيناريوهات". وتابع: "في إطار التمرين، سيتم التدرب على سيناريوهات مفاجئة وأحداث متعددة السيناريوهات في جميع ساحات القتال". وأضاف: "سيواصل الجيش ويبدأ سلسلة من أنشطة التدقيق في جميع القيادات والفروع والوحدات من أجل تحسين كفاءتها وجاهزيتها". وقالت القناة 12 الإسرائيلية، الأحد، إن الجيش سيقدم إلى القيادة السياسية خلال الأيام المقبلة خطة جديدة وضعها بشأن السيطرة على غزة. وأضافت القناة أن الخطة تشمل تعبئة نحو 250 ألف جندي لحصار مدينة غزة، بالإضافة إلى إنشاء محطات لتوزيع المواد الغذائية. وأشارت القناة إلى أنه "عقب حصار مدينة غزة، سيبدأ نقل السكان من داخل المدينة، ومن المحتمل أن تتوسع العملية لتشمل المخيمات". ومن المقرر أن يتم خلال شهر من الآن استدعاء قوات احتياط من الفرقة 146، إضافة إلى نشر الفرقة 98 في قطاع غزة.

سنجر: وقفة نيويورك عكس الحضور المصري الفاعل بشأن فلسطين
سنجر: وقفة نيويورك عكس الحضور المصري الفاعل بشأن فلسطين

صدى البلد

timeمنذ 9 ساعات

  • صدى البلد

سنجر: وقفة نيويورك عكس الحضور المصري الفاعل بشأن فلسطين

قال الدكتور أشرف سنجر، المتخصص في السياسات الدولية، إن مدينة نيويورك شهدت وقفة تضامنية أمام مقر الأمم المتحدة، دعمًا للموقف الإنساني الذي تتبناه مصر تجاه قطاع غزة، في مشهد يعكس الحضور المصري الفاعل في الدفاع عن القضية الفلسطينية، معتبرًا أن هذه الوقفة جاءت في المكان الأنسب، حيث تتجه أنظار العالم وأشار سنجر، خلال حديثه مع الإعلامية عزة مصطفى، ببرنامج «الساعة 6» على «الحياة»، إلى أن رفع العلمين المصري والفلسطيني أمام المنظمة الدولية يرسل رسالة واضحة بأن مصر تقف إلى جانب حقوق الفلسطينيين، موضحًا أن ظهور عناصر من جماعة الإخوان في مظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب يضعهم في موقع متقاطع مع إسرائيل، كما اعتبر أن هذا التصرف يكشف عن اصطفاف سياسي مريب. وأضاف أن المواجهات الأخيرة في غزة كشفت بجلاء من يلتزم بالمبادئ ومن يغامر بمصير شعبه، مؤكدًا أن مصر طالما نبهت إلى ضرورة أن تكون أي مقاومة مدروسة وتراعي مصالح الفلسطينيين، كما انتقد قرار حركة حماس في السابع من أكتوبر الذي وصفه بأنه غير محسوب، وأدى إلى اندلاع حرب قاسية في المنطقة. واختتم حديثه بالإشادة بالدور المصري في إدارة الأزمة، موضحًا أن القاهرة استطاعت احتواء تداعيات التصعيد عبر تشكيل فريق متخصص بتوجيه مباشر من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتمكنت من وقف عمليات التهجير التي كانت تهدد سكان القطاع.

حماس: اقتحامات المستوطنين للأقصى محاولة لفرض السيطرة والتهويد
حماس: اقتحامات المستوطنين للأقصى محاولة لفرض السيطرة والتهويد

صوت بيروت

timeمنذ 11 ساعات

  • صوت بيروت

حماس: اقتحامات المستوطنين للأقصى محاولة لفرض السيطرة والتهويد

وصفت حركة حماس، اليوم السبت، تصاعد اقتحامات المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة بأنه يمثل 'محاولات بائسة لفرض وقائع تهويدية على الأرض وفرض السيطرة الكاملة على المسجد والمدينة'. وأوضح عضو المكتب السياسي للحركة هارون ناصر الدين، في بيان، أن الأسبوع الماضي شهد اقتحام أكثر من 4761 مستوطنا لباحات الأقصى، بينهم وزراء وأعضاء كنيست، في إطار ما وصفه بـ'مخططات التهويد وفرض السيطرة الكاملة على المسجد'. وأضاف أن المستوطنين أدخلوا رموزا توراتية وأدوا طقوسا علنية ورقصات استفزازية، إضافة إلى الاعتداء على القبور في مقبرة باب الرحمة، مشيرا إلى أن هذه الممارسات 'تتم تحت حماية ورعاية حكومة الاحتلال'. وشدد ناصر الدين على أن سياسة هدم منازل عشرات العائلات المقدسية خلال أيام معدودة 'لن تنال من صمود وثبات المقدسيين وتشبثهم بأرضهم ومقدساتهم'. وأكد أن 'المشاريع التهويدية بحق القدس جزء من مخطط الاحتلال للضم والتهجير، وهو ما لن يتحقق مهما كلف ذلك من تضحيات'. ودعا ناصر الدين الفلسطينيين والعرب والمسلمين إلى 'بذل كل جهد لحماية القدس والأقصى ودحر العدوان'. وفي 3 أغسطس/ آب الجاري، جدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، اقتحامه المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة. بن غفير، زعيم حزب 'القوة اليهودية' اليميني المتطرف، قاد صلاة تلمودية في باحات المسجد، بذكرى ما يسمونه 'خراب الهيكل'، وبثت وسائل إعلام عبرية، بينها صحيفة 'يسرائيل هيوم' والقناة السابعة، مقاطع مصورة لعملية الاقتحام. وسبق الاقتحام دخول مئات المستوطنين إلى المسجد، حيث أدوا صلوات تلمودية بحماية الشرطة الإسرائيلية التي تخضع لإشراف بن غفير. ويؤكد الفلسطينيون أن هذه الاقتحامات تأتي ضمن مساع إسرائيلية مكثفة لتهويد القدس الشرقية، بما فيها المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية، متمسكين بها عاصمة لدولتهم المنشودة، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال المدينة عام 1967، أو بضمها عام 1980. وتأتي الاقتحامات في وقت تشن فيه إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وخلفت الإبادة 61 ألفا و369 شهيدا و152 ألفا و862 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store