logo
نقابة الصرافين تكشف خفايا التعاملات المالية: الكريمي والقات في قلب العاصفة

نقابة الصرافين تكشف خفايا التعاملات المالية: الكريمي والقات في قلب العاصفة

اليمن الآنمنذ 3 أيام
أصدرت نقابة الصرافين الجنوبيين بيانا وضعت فيه النقاط على الحروف وكشفت فيه الكثير من المعلومات حول الجهات التي تقف حول تدهور قيمة العملة الوطنية.
وجاء في البيان:
تتابع نقابة الصرافين الجنوبيين عن كثب تطورات الأوضاع المالية والمصرفية في البلاد، وما رافقها خلال السنوات الماضية من تدهور حاد في قيمة العملة الوطنية، واتساع غير مسبوق لنطاق المضاربة، في ظل غياب الضوابط الفعّالة والرقابة الرشيدة.
وترى النقابة أن أحد أبرز العوامل التي ساهمت في هذا الانهيار يعود إلى السلوكيات السلبية التي مارستها بعض شركات الصرافة الكبرى، التي تحوّلت إلى مراكز هيمنة مالية مضاربة خارج الإطار التنظيمي، واستفادت من امتيازات غير مبررة وحصانات غير مفهومة، مكّنتها من تحقيق مكاسب شخصية على حساب استقرار الاقتصاد الوطني ومعيشة المواطنين.
وقد أصدرت النقابة خلال الفترة الماضية أكثر من أربعين بيانًا توضيحيًا، تناولت فيها بالتفصيل أبرز التحديات الاقتصادية، وقدمت توصيات موضوعية للحلول، إلا أن تلك الشركات المهيمنة استمرت في سلوكها الاحتكاري دون رادع.
أولاً: بشأن الانخفاض الأخير في أسعار العملات
تشير النقابة إلى أن الانخفاض الحاد في أسعار العملات الأجنبية لم يكن عشوائيًا كما يبدو، بل نتج – بحسب تقديراتنا – عن تدخل من قِبل ذات الأطراف التي كانت سببًا في الانهيارات السابقة، وهو ما يعكس استمرار العبث في السوق النقدي.
وتحذر النقابة من أن استمرار غياب إصلاحات جذرية وهيكلية سيؤدي إلى انتكاسات جديدة، وتؤكد على ضرورة المضي في مسار الإصلاحات المالية والنقدية كخيار لا بديل عنه لضمان استقرار العملة وتعزيز الثقة في النظام المصرفي.
ثانيًا: تفاقم السوق السوداء وضعف تدخل البنك المركزي
• شهدت السوق المحلية طلبًا كبيرًا على العملات الصعبة نتيجة ضعف قنوات التوريد الرسمية وغياب سياسات تسعير مرنة ومدروسة من البنك المركزي.
• تشير النقابة إلى أن بعض قرارات البنك المركزي – وعلى رأسها تحديد أسعار غير واقعية لصرف العملات – ساهمت في تعميق الفجوة بين السوق الرسمية والموازية، وأتاحت فرصًا جديدة للمضاربين، خصوصًا مع تورّط شركات صرافة نافذة في التلاعب.
ثالثًا: التوصيات والإجراءات العاجلة المطلوبة
1. تنظيم السوق وضبط شركات الصرافة
• إلزام جميع شركات ومنشآت الصرافة، بما فيها فروع الشركات المرخصة، بترحيل كامل مشترياتها من العملات الأجنبية إلى البنك المركزي أسبوعيًا، على أن تتم التسوية بالريال اليمني وفقًا لسعر السوق الرسمي.
• وقف ممارسة بيع وشراء العملات الأجنبية من قِبل البنوك التجارية وبنوك التمويل الأصغر، وقصر دورها على الوساطة المالية والتمويل، بما يضمن استقرار القطاع النقدي.
2. إيقاف الجهات المخالفة
• وقف نشاط الشركات التي تحوّلت فعليًا إلى بنوك غير مرخصة دون التزام بالقوانين، والتحقق من الكتلة النقدية المخزنة لديها ونقلها إلى النظام المصرفي الرسمي.
• تعليق عمل شبكات التحويلات التابعة للبنوك، وعلى رأسها شبكة بنك الكريمي، وخاصه انه قدم تم فتح باب المساهمة للبنوك والشركات المتبقيه في الشبكة الموحدة وضمان عدالة التوزيع بين المساهمين واضمهم بدون تاخير .
3. إجراءات داعمة لاستقرار السوق
• تشجيع البنك المركزي على ضخ 100 مليون دولار لتغطية واردات السلع الأساسية من خلال لجنة تنظيم وتمويل الاستيراد، بما يعزز الثقة لدى المستوردين والمواطنين.
• الاستمرار في ضخ العملات الأجنبية بشكل دوري ومنظّم، مع ضمان الشفافية في آلية التوزيع وعدالتها بين المستوردين.
• تطوير الرقابة الفاعلة على سوق الصرف وضبط حركة المضاربة اليومية ومحاسبة المتلاعبين دون استثناء.
4. الحد من النزيف النقدي عبر القات
• تطالب النقابة الجهات الحكومية المعنية بمنع دخول القات من مناطق سيطرة الحوثيين بشكل تجريبي لمدة شهر، كون هذه العمليات تقود إلى تهريب العملات الصعبة مقابل توريد القات، ما يعزز السوق السوداء.
رابعًا: مسؤولية البنك المركزي
تؤكد النقابة أن ما وصفه محافظ البنك المركزي مؤخرًا بالسعر 'الوهمي' في صنعاء ينطبق كذلك على السعر الذي تم تسجيله مؤخرًا في عدن (765 ريالاً للدولار)، إذ لم يكن تعبيرًا عن قوى السوق الحقيقية بقدر ما كان نتيجة لترك السوق لفئة محدودة من المضاربين والشركات النافذة.
وتشير النقابة إلى أن البنك المركزي على علم بهويات الجهات المتلاعبة، وأن تراخي اتخاذ إجراءات بحقهم ساهم في تفاقم الأزمة. كما أن الآلية السابقة للمزادات الأسبوعية كانت من أبرز أسباب الانهيار، في حين أن الانتقال إلى لجنة تنظيم الاستيراد خطوة إيجابية يجب تعزيزها.
خامسًا: دعوة للعدالة والإنصاف
تجدد النقابة تأكيدها أن تحميل صغار الصرافين أعباء السياسات الخاطئة وسلوكيات الكبار النافذين يمثل ظلمًا غير مقبول، وأن إصلاح النظام المالي يتطلب عدالة في الرقابة والمساءلة.
كما تدعو النقابة وزارة الصناعة والتجارة إلى تشديد الرقابة على الأسواق وضبط المتلاعبين بالأسعار، بما يحمي المستهلك من الاستغلال في ظل تغيرات سعر الصرف.
وتلفت النقابة نظر الرأي العام إلى أن غالبية العاملين في قطاع الصرافة ملتزمون ويؤدون دورهم في خدمة الاقتصاد، وأن الصورة السلبية السائدة ناجمة عن سلوكيات شركات كبرى تهيمن على السوق وتسيء للقطاع بأكمله في ظل غياب رقابة عادلة وفاعلة خلال الفترات السابقة.
ختامًا
ترى نقابة الصرافين الجنوبيين أن إنقاذ النظام المالي والمصرفي لم يعد خيارًا مؤجلًا، بل ضرورة وطنية ملحّة. وتدعو كافة الأطراف، وعلى رأسها البنك المركزي، إلى تحمّل مسؤولياتها التاريخية، واتخاذ قرارات جريئة وشاملة تضع حدًا للانهيار، وتعيد ضبط السوق على أسس من الشفافية والمساءلة، بعيدًا عن المحسوبية والهيمنة
:
البنك المركزي
الصرافين
العملات الاجنبيه
شارك على فيسبوك
شارك على تويتر
تصفّح المقالات
السابق
عدن توقف تحويل الإيرادات الدولارية إلى صنعاء: خطوة تعيد تشكيل الاقتصاد اليمني
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الدوحة: "الهلال القطري" يستكمل تنفيذ مشروع مائي في أبين بتكلفة 413 ألف دولار
الدوحة: "الهلال القطري" يستكمل تنفيذ مشروع مائي في أبين بتكلفة 413 ألف دولار

اليمن الآن

timeمنذ 2 دقائق

  • اليمن الآن

الدوحة: "الهلال القطري" يستكمل تنفيذ مشروع مائي في أبين بتكلفة 413 ألف دولار

أعلنت جمعية الهلال الأحمر القطري (QRCS) الانتهاء من تنفيذ مشروع جديد لتوفير المياه لآلاف الأشخاص في محافظة أبين، جنوب اليمن، بتكلفة أكثر من 400 ألف دولار. وقال "الهلال القطري" في بيان صحفي، الثلاثاء: "انتهى مكتبنا في اليمن من تنفيذ مشروع حفر آبار ارتوازية وإنشاء خزانات مياه في مديريتي لودر ومودية بمحافظة أبين". وأضاف البيان أن التكلفة الإجمالية للمشروع بلغت نحو 413.12 ألف دولار، ممولة من أهل الخير في قطر، "ويهدف إلى توفير المياه النظيفة لفائدة 23.2 ألف شخص في 10 قرى نائية ومحرومة داخل المديريتين، عانت لسنوات طويلة من شح وندرة المياه، وضعف البنية التحتية الخدمية". وأوضح "الهلال القطري" أن المشروع تضمن حفر 4 آبار ارتوازية، وإنشاء 4 خزانات خرسانية لتجميع المياه سعة 27 متراً مكعباً، وتوفير منظومات ضخ متكاملة تعمل بالطاقة الشمسية، إضافة إلى بناء غرف تحكم لإدارة وتشغيل مكونات الآبار، وتمديد خطوط ضخ بطول إجمالي 3.926 متراً لتوصيل المياه من الآبار إلى الخزانات. وأشار مدير مكتب 'الهلال القطري" في اليمن، إلى أن الجمعية، ومنذ عام 2020، نفذت 10 مشاريع في قطاع المياه، بتكلفة إجمالية تجاوزت 3.5 مليون دولار، و"تمكنا من توفير المياه النظيفة لقرابة 370,581 شخصاً؛ معظمهم في القرى النائية والمحرومة وشديدة الاحتياج ضمن 59 مديرية في محافظات تعز، والضالع، والحديدة، وريمة، وصعدة، والجوف، وإب، والمحويت، وحجة، ولحج، وأبين".

ترمب يخسر حربه التجارية الحمقاء.. ما التكلفة التي سيتحملها الأمريكيون؟
ترمب يخسر حربه التجارية الحمقاء.. ما التكلفة التي سيتحملها الأمريكيون؟

اليمن الآن

timeمنذ 32 دقائق

  • اليمن الآن

ترمب يخسر حربه التجارية الحمقاء.. ما التكلفة التي سيتحملها الأمريكيون؟

ستيفن جرينهاوس- كاتب وصحافي أمريكي تتباهى إدارة دونالد ترمب، المتبجح دائماً، مراراً وتكراراً بانتصاراته التجارية، بينما تُشيد بيانات البيت الأبيض الإخبارية بـ'انتصاراته التجارية التاريخية '، وعكست صحيفة وول ستريت جورنال تفاؤل ترمب المنتصر بعنوان رئيسي يقول: 'ترمب ينتصر في حربه التجارية '، وفي الأسبوع الماضي، استخدمت صحيفة نيويورك تايمز العبارة نفسها في عنوان رئيسي، لا بد أن هذا كان بمثابة موسيقى على مسامع الرئيس. سامحوني على إفساد الأمور، لكنني لا أرى أين يكمن النصر أو كيف ينتصر ترمب. أواصل قراءة كيف أدت حرب ترمب التجارية ومناوراته الجمركية إلى ارتفاع التضخم، وتقليص مكاسب الوظائف الأمريكية، وتباطؤ النمو الاقتصادي، وتعثر قطاع التصنيع. انخفض معدل نمو الوظائف بأكثر من 70% خلال الأشهر الثلاثة التي تلت إعلان ترمب عن تعريفاته الجمركية 'يوم التحرير' في 2 أبريل، والتي أثارت حالة من عدم اليقين والخوف بين مسؤولي الشركات. يبدو أن ترمب متلهف بشدة لخفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، لكن من المرجح أن يؤدي ارتفاع الأسعار الناتج عن تعريفاته الجمركية إلى تأخير تخفيضات الأسعار التي يرغب فيها بشدة. فهل يمكن لأحد أن يخبرني أين يكمن النصر هنا؟ يُعلن ترمب أيضاً أن تعريفاته الجمركية رائعة، إذ يقول إنها ستُدرّ تريليونات الدولارات من الإيرادات على الخزانة الأمريكية. لكن هذه الإيرادات ستأتي من جيوب عشرات الملايين من المستهلكين الأمريكيين الذين سيدفعون ضرائب ترمب على الواردات، ويُقدّر مختبر الميزانية في جامعة ييل أن الزيادات في الأسعار الناجمة عن تعريفات ترمب الجمركية ستُكلّف الأسرة الأمريكية العادية 2400 دولار أمريكي في عام 2025. ويشير مختبر الميزانية إلى أنه نتيجةً لهذه التعريفات، سترتفع أسعار الملابس بنسبة 37% وأسعار الأحذية بنسبة 39%، ما يتفاخر به ترمب على أنه فوز هو خسارة لملايين الأمريكيين العاديين. يحذر بعض الاقتصاديين من أن رسوم ترمب الجمركية ستُعيد الركود التضخمي، وهو مزيج خطير من ارتفاع الأسعار وتباطؤ النمو، وهو ما لم نشهده منذ سبعينيات القرن الماضي، وفي إشارة إلى علامات الركود التضخمي، حيث أكدت شركة 'بوم أكنوميك': أن النشاط الاقتصادي الأمريكي يتعثر كما تتعثر الوظائف تحت وطأة الرسوم الجمركية المرتفعة، وارتفاع التضخم، في ظل تزايد عدم اليقين بشأن السياسات الاقتصادية والتجارة. لا يبدو أن حرب ترمب التجارية تنتصر في هذا المجال. صرح ترمب مؤخراً في برنامج 'سكواك بوكس' على قناة سي إن بي سي، أن 'الناس يُحبون الرسوم الجمركية'، لكن من الواضح أن من يتحدث عنهم ليسوا الشعب الأمريكي، فقد أظهر استطلاع رأي أجرته قناة فوكس نيوز مؤخراً بين الناخبين المسجلين أن الأمريكيين يرفضون سياسات ترمب الجمركية بأغلبية ساحقة بنسبة 62% مقابل 36%، وصرح بن ماي، الخبير في التنبؤات الاقتصادية في أكسفورد إيكونوميكس، بأن رسومه الجمركية ستضر بالأسر الأمريكية لأنها 'ترفع الأسعار بشكل واضح.. وتضغط على دخل الأسر'. في كثير من الأحيان، يبدو أن ترمب يحاول الهيمنة على دورة الأخبار بإعلان تعريفات جمركية أو غيرها: ٥٠٪ على البرازيل، ومضاعفة تعريفات الهند إلى ٥٠٪، وفرض تعريفات جمركية بنسبة ١٠٠٪ على أشباه الموصلات. (حتى أن بعض مؤيدي ماغا يعتقدون على الأرجح أنه يستخدم إعلانات التعريفات لصرف الانتباه عن فضيحة جيفري إبستين). هذا الأسبوع، أثار البيت الأبيض استياء العالم بإعلانه أن ترمب سيفرض تعريفات جمركية، تتراوح بين ١٥٪ و٥٠٪، على ٩٠ دولة اعتباراً من يوم الخميس. ونتيجةً لهوس ترمب بالتعريفات، سيبلغ متوسط معدل التعريفات الجمركية الفعلي على الواردات إلى الولايات المتحدة ١٨٪، ارتفاعاً من ٢.٣٪ العام الماضي، وهو أعلى مستوى منذ أن أدت تعريفات سموت-هاولي سيئة السمعة عام ١٩٣٠ إلى تفاقم الكساد الكبير. تذكروا عندما توقع بيتر نافارو، مستشار ترمب التجاري، في أبريل الماضي أن الإدارة ستتفاوض على 90 صفقة خلال 90 يوماً. لم يكن ذلك ليتحقق قريباً. لكن ترمب ضغط على الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية لقبول اتفاقيات تجارية، على مضض، تتضمن رسوماً جمركية بنسبة 15%، وهو حل وسط أقل من مستويات 25% و30% التي طالب بها ترمب، على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية لطالما كانوا من أقرب حلفاء أمريكا، إلا أن ترمب استخدم تهديدات لاذعة لإجبارهم على قبول تلك الرسوم، مما سيضر بمصنّعي تلك الدول، ويضر أيضاً بالمستهلكين الأمريكيين. إليكم إحدى طرق النظر إلى أساليب ترمب القمعية: عندما يُطالب مُتنمّرٌ شخصاً بفعل شيء لا يرغب فيه، وأن هذا الأمر سيضرّ ليس فقط به، بل أيضاً بعائلته- وربما المُتنمّر نفسه أيضاً، على المدى البعيد- كيف يُصبح هذا رابحاً، بدلاً من التدمير المُتعمّد؟ قد يستنتج بعض كُتّاب العناوين الرئيسية بتكاسل أن ترمب ينتصر في حربه التجارية (حرب التدمير المُتعمّد)، لكن في تلك الحرب، الجميع وكل شيء، باستثناء غرور ترمب المُطلق وحفنة من الصناعات الأمريكية، خاسرون. هناك العديد من الأسباب الأخرى التي تجعل اتفاقيات ترمب التجارية لا تُعتبر انتصارات. يُمكن القول إن الدافع الرئيسي لترمب وراء الرسوم الجمركية هو زيادة التصنيع في الولايات المتحدة، لكن نشاط المصانع انخفض في الواقع خلال الأشهر الأخيرة، وفقاً لمعهد إدارة التوريد. وصرّحت هارلي ديفيدسون بأنها خفضت إنتاجها بسبب حالة عدم اليقين الناجمة عن الرسوم الجمركية وارتفاع النفقات. تشكو شركة فورد، التي تُجمّع سيارات في الولايات المتحدة أكثر من أي شركة سيارات أخرى، من أن فوضى الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب تسببت في انخفاض أرباحها بمقدار 800 مليون دولار في الربع الثاني. وقد أدى مزيج الرسوم الجمركية الذي فرضه ترمب، بما في ذلك ضرائب استيراد باهظة على الفولاذ والألمنيوم وقطع غيار السيارات، إلى زيادة إشكالية إنتاج فورد وزيادة تكلفته. دفعت حرب ترمب التجارية بالعلاقات مع العديد من الدول إلى أسوأ مستوياتها منذ عقود. وبتصرف أشبه بزعيم عصابة منه بصانع صفقات، أخبر ترمب دولاً مختلفة أنه إذا وعدت باستثمار مئات المليارات من الدولارات في الولايات المتحدة، فسوف يُرضيها ويخفض رسومها الجمركية. وإلا. وقد وصف أحد الاقتصاديين هذا الأمر بأنه 'ابتزاز عالمي'. ولا شك أن العديد من المسؤولين في أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية وكندا في حالة من الغضب الشديد. ويبدو أن ترمب يعامل شركاء واشنطن التجاريين كأكياس ملاكمة، وهذه ليست استراتيجية رابحة للولايات المتحدة أو للعالم. من دوافع ترمب الأخرى وراء فرض الرسوم الجمركية رغبته في سد العجز التجاري الأمريكي الضخم. لقد شكّل هذا العجز مشكلةً حقيقية، إذ ساهم في إغلاق عدد لا يُحصى من المصانع وفقدان الوظائف في جميع أنحاء أمريكا ذات الياقات الزرقاء. ولكن حتى مع عجزها التجاري القياسي، فإن الولايات المتحدة، وفقاً للعديد من المقاييس، تمتلك أغنى اقتصاد وأكثرها نجاحاً في العالم. يتفاخر ترمب بأن الرسوم الجمركية التي فرضها أعادت بالفعل بعض التصنيع، ولا يمكن إنكار وجود العديد من الأمثلة، ففي يوم الأربعاء الماضي، تعهدت شركة أبل باستثمار 100 مليار دولار في التصنيع المتقدم في الولايات المتحدة، وتخطط شركة جنرال موتورز لزيادة إنتاج شاحنات شيفروليه سيلفرادو وجي إم سي سييرا في إنديانا مع تقليص الإنتاج في كندا. مع ذلك، ثمة تساؤل كبير حول ما إذا كانت رسوم ترمب الجمركية ستُحفّز انتعاشاً كبيراً للصناعات التحويلية في الولايات المتحدة، وفي هذا السياق يرى العديد من الخبراء أن الرسوم الجمركية البالغة 15% المفروضة على الاتحاد الأوروبي واليابان ودول أخرى منخفضة جداً لدرجة لا تُقنع الشركات بنقل إنتاجها إلى الولايات المتحدة. لكي تبني الشركات مصنعاً جديداً بقيمة 500 مليون دولار في الولايات المتحدة، ستطلب ضمانات قوية حول الوضع الاقتصادي بعد أربع أو خمس سنوات من الآن. ولكن هل يظن أحدٌ حقاً أن السيد ترمب المتقلب لن يُصدر تهديدات جديدة بفرض رسوم جمركية أو يأمر بتغييرها في غضون أربعة أو خمسة أسابيع؟ ربما كان من الأجدر أن يكون عنوان الصحيفة: 'لقد خسر ترمب بالفعل جزءاً محورياً من حربه التجارية'. إن أشهراً من فرض ترمب للرسوم الجمركية المتقطعة، قد تعني أنه قد أفزع مخططي الشركات ونفرهم لدرجة أنه لن يحقق هدفه المتمثل في إعادة تشغيل المزيد من المصانع، على الرغم من تعهدات دول أخرى، التي غالباً ما تكون غامضة، باستثمارات بالمليارات. وحتى أبعد من ذلك، في عصر الذكاء الاصطناعي والخوارزميات واقتصاد الخدمات المزدهر، يبدو أن الحرب التجارية التي شنها ترمب- مع الألم الهائل والاضطرابات التي تسببها- ربما كانت أكثر منطقية لمساعدة اقتصاد ما قبل خمسين أو خمسة وسبعين عاماً من اقتصاد الذكاء الاصطناعي والمعلومات اليوم. نقلاً عن صحيفة الغارديان البريطانية

دعم وشيك من الرياض وأبوظبي لتعزيز الاستقرار الاقتصادي
دعم وشيك من الرياض وأبوظبي لتعزيز الاستقرار الاقتصادي

اليمن الآن

timeمنذ 32 دقائق

  • اليمن الآن

دعم وشيك من الرياض وأبوظبي لتعزيز الاستقرار الاقتصادي

تستعد المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لتقديم منحة نفطية جديدة للحكومة اليمنية، تقدر قيمتها بنحو 900 مليون دولار، في إطار مساعٍ مشتركة لدعم مسار الإصلاحات الاقتصادية والحفاظ على استقرار سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية. وبحسب الخبير الاقتصادي ماجد الداعري، تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه الريال اليمني حالة من الاستقرار النسبي للأسبوع الثاني على التوالي، وهي فترة لم تشهدها السوق المحلية منذ سنوات من التراجع الحاد الذي سببه المضاربات وغياب الرقابة على قطاع الصرافة. ونقل الداعري عن مصدر حكومي أن الإعلان عن المنحة يتزامن مع جولة خارجية هي الأولى لمحافظ البنك المركزي اليمني أحمد غالب المعبقي، منذ بدء تعافي العملة المحلية. ويتوقع أن يسعى المعبقي إلى استثمار هذا التحسن لجذب المزيد من الدعم الاقتصادي الدولي. وأشار المصدر إلى أن توريد الكميات النفطية الممولة من المنحة سيبدأ خلال الأسابيع المقبلة، وهو ما سيسهم في تغطية جزء كبير من احتياجات السوق المحلية من المشتقات النفطية، ويحد من الضغط على الطلب على العملات الأجنبية. ويرجح أن يؤدي ذلك إلى تراجع أسعار السلع والخدمات وتعزيز ثقة المستثمرين في الاقتصاد اليمني.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store