
أطفالنا سيعملون في وظائف لا نعرفها
نعيش في عالم يصح تسميته بعالم التحولات والتغيرات المتسارعة، وذلك بالنظر لما يتم يومياً من مبتكرات وتطورات جديدة وغير مألوفة في مختلف جوانب الحياة التي نعيشها.
أمام هذا الزخم يصبح رصد مثل هذه التطورات عملية شاقة ومتعبة، سواء من الناحية النفسية أو المادية أو المعرفية. على سبيل المثال، أجهزة الهواتف المحمولة التي نستخدمها بشكل يومي وبكثافة، والتي يتم تحديثها بشكل مستمر، وابتكار أجهزة جديدة، في العام الواحد بالعشرات، إن لم يكن بالمئات، ونجد إعلاناتها في كل مكان، وكأنها تحثنا على شراء الجهاز الجديد الذي يحمل مواصفات «غير مسبوقة». الحال نفسه في مجالات تتعلق بالملابس والأزياء، وفي تطبيقات وبرامج باشتراكات شهرية، تتعلق بالمعرفة أو الترفيه، ونحوها.
هذه التطورات تمس أيضاً أهم جوانب الحياة، وهي العمل والوظائف، نحن في هذا العصر نعاني، ونلمس أن هناك وظائف لكنها تتطلب مهارات معينة لم نتعلمها ولم نتدرب عليها، بينما الوظائف التي نجيدها ونعرف التعامل معها، تتقلص يومياً.
هذه الحالة تجعلنا نفكر في أطفالنا، أطفال اليوم جيل المستقبل، حيث ستكون مهمتهم أكثر مشقة وتعباً، بل قد لا تكون لديهم فرصة بإيجاد وظائف وأعمال مناسبة وذات دخل جيد.
ومع غياب حلول قوية من مؤسسات التعليم، يصبح الأب والأم هما المنوطين بهذه المسؤولية. جانب من قوة هذه المشكلة جاء في دراسة كتبت عنها الكاتبة والصحفية نيكول كروجر، في مقالتها التي حملت عنوان «إعداد الطلاب لوظائف غير موجودة، ونشرت في موقع: https:// iste. org/ blog/ preparing- students- for- jobs- that- dont- exist؟ utm_source = chatgpt. com قالت إن «الدراسات تشير إلى أن 65% من الأطفال الذين يلتحقون بالمدارس الابتدائية اليوم، سيعملون في وظائف لم تخترع بعد».
ودون شك أنها مهمة كبيرة، وقد تفوق طاقة وقدرة كل أم وأب، ومع هذا من الأهمية علينا جميعاً أن ننمي في أطفالنا مهارات مثل التفكير النقدي، وحل المشكلات، وتمكينهم من تحليل المعلومات، وأيضاً اتخاذ قرارات، ولو كانت قرارات بسيطة ومتواضعة. علينا، كأمهات وآباء، غرس الإبداع والابتكار في عقولهم الصغيرة، وتشجيعهم على التفكير خارج المألوف، بل وتطوير أفكارهم، ولا ننسى أثر الذكاء العاطفي، لأنه يعزز ويقوي التواصل مع الآخرين.
أيضاً علينا أن نعلّمهم وندربهم على المرونة والتكيف، لتهيئتهم لمواجهة التغيرات والتحديات المستقبلية. ولا ننسى تعليمهم المهارات التقنية والرقمية، فالتكنولوجيا ليست ترفاً، بقدر ما هي حاجة ماسة وملحة. وتبقى الأسرة هي صمام الأمان للأطفال، الآن ومستقبلاً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 6 ساعات
- البيان
منظمة العمل الدولية: واحدة من كل 4 وظائف معرضة لخطر التحول بفعل الذكاء الاصطناعى
توقعت دراسة أجرتها منظمة العمل الدولية بالتعاون مع المعهد الوطنى البولندى للبحوث أن وظيفة من بين كل أربع وظائف حول العالم معرضة لخطر التحول بفعل الذكاء الاصطناعى التوليدى الذي يعد شكلا من أشكال الذكاء الاصطناعى يمكنه انتاج نص وصور ومحتوى متنوع بناء على البيانات التى يتم تدريبه عليها مؤكدة أن التحول وليس الاستبدال هو النتيجة الأكثر ترجيحا في هذا الشأن. قالت منظمة العمل الدولية فى دراسة مشترك أعدتها مع المعهد الوطنى البولندى للبحوث أصدرته اليوم الثلاثاء فى جنيف وتناولت تأثير الذكاء الاصطناعى على سوق العمل العالمى تعد هذه الدراسة التي تحمل عنوان ( الذكاء الاصطناعي التوليدي والوظائف: مؤشر عالمي محسن للتعرض المهني ) وصدرت في جنيف اليوم ..التقييم العالمي الأكثر تفصيلا حتى الآن لكيفية إعادة تشكيل الذكاء الاصطناعي التوليدي لعالم العمل وتقدم لمحة عن كيفية مساهمة الذكاء الاصطناعي في تحويل المهن والتوظيف في جميع البلدان من خلال الجمع بين ما يقرب من 30 ألف مهمة مهنية مع التحقق من مراجعات الخبراء والتقييم بمساعدة الذكاء الاصطناعي. وقال باول غميرك الباحث الأول في منظمة العمل الدولية المعد الرئيس للدراسة إن الدراسة تجاوزت النظريات إلى بناء أداة قائمة على وظائف واقعية موضحا أنه من خلال الجمع بين المعرفة البشرية ومراجعات الخبراء ونماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي تم ابتكار طريقة قابلة للتكرار تساعد الدول على تقييم المخاطر والاستجابة بدقة . ولفت إلى أن التقييم الجديد الذى يصنف المهن وفقا لمستوى تعرضها للذكاء الاصطناعى يساعد صانعي السياسات على التمييز بين الوظائف المعرضة لخطر الأتمتة الكاملة وتلك الأكثر عرضة للتطور من خلال تحويل المهام. وذكرت الدراسة أن حوالى 25 % من الوظائف العالمية تندرج ضمن المهن المعرضة لخطر الأتمتة الكاملة مع ارتفاع النسب في البلدان ذات الدخل المرتفع (34 %). وأضافت أن التعرض للخطر بين النساء لايزال أعلى بكثير وأوضح أن الوظائف الأكثر عرضة لخطر الأتمتة تشكل 9.6 % من وظائف الإناث في البلدان ذات الدخل المرتفع وهو تناقض صارخ مع 3.5% من هذه الوظائف بين الرجال. وحذرت من أن الوظائف المكتبية تواجه أعلى مستوى من التعرض نظرا للقدرة النظرية للذكاء الاصطناعى على أتمتة العديد من مهامها وأشارت إلى أن القدرات المتنامية للذكاء الاصطناعى تؤدى إلى زيادة التعرض لبعض الوظائف المعرفية عالية الرقمنة فى المهن المتعلقة بالاعلام والبرمجيات والتمويل. غير أن الدراسة قالت إنه ومع ذلك فإن الأتمتة الكاملة للوظائف لاتزال محدودة لأن العديد من المهام على الرغم من أدائها بكفاءة أكبر إلا أنها لا تزال تتطلب تدخلا بشريا وأكدت أن السياسات التي توجه التحولات الرقمية ستكون عاملا رئيسيا في تحديد مدى إمكانية الاحتفاظ بالعمال في المهن التي تشهد تحولات نتيجة للذكاء الاصطناعي وكيف يؤثر هذا التحول على جودة الوظائف. وأوضح ماريك تروشينسكي الخبير الأول بالمعهد الوطنى البولندى للبحوث وأحد معدى الدراسة أن هذا المؤشر يساعد على تحديد المجالات التي يحتمل أن يحدث فيها الذكاء الاصطناعي أكبر تأثير مما يمكن الدول من إعداد وحماية عمالها بشكل أفضل. وكشفت الدراسة أن الأرقام تعكس التعرض المحتمل وليس فقدان الوظائف الفعلي وتعني القيود التكنولوجية وفجوات البنية التحتية ونقص المهارات وتؤكد أن التطبيق سيختلف اختلافا كبيرا باختلاف البلد والقطاع والأهم من ذلك أن تأثير الذكاء الاصطناعي الجيني من المرجح أن يحدث تحولا في الوظائف بدلا من إلغائها. ودعت الدراسة الحكومات وأصحاب العمل ومنظمات العمال إلى الانخراط في حوار مجتمعي وصياغة استراتيجيات استباقية وشاملة من شأنها تعزيز الانتاجية وجودة الوظائف لاسيما في القطاعات المعرضة للخطر وأشار إلى أن ذلك يساعد البلدان في جميع أنحاء العالم على تقييم التعرض المحتمل وإعداد أسواق العمل لديها لمستقبل رقمي أكثر عدالة.


البوابة العربية للأخبار التقنية
منذ 9 ساعات
- البوابة العربية للأخبار التقنية
تقرير: 21.5% من مستخدمي الإنترنت في السعودية يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي
تشهد المملكة العربية السعودية تحولًا رقميًا غير مسبوق في قطاع الإنترنت، وهذا التطور مدفوع بتنامي الوعي التقني لدى الأفراد والمؤسسات، بالإضافة إلى التوسع المستمر في البنية التحتية الرقمية للدولة. وفي سياق هذا التحول، كشف تقرير (إنترنت السعودية 2024)، الصادر عن هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، عن مؤشر مهم يعكس مدى تبني التقنيات الحديثة في المملكة، فقد أظهر التقرير أن نسبة تبلغ 21.5% من مستخدمي الإنترنت في السعودية باتوا يستخدمون تطبيقات الذكاء الاصطناعي بمختلف أنواعها، مما يؤكد تزايد إدماج هذه التقنيات المتقدمة في الحياة اليومية والرقمية للمواطنين والمقيمين. تبني الذكاء الاصطناعي في السعودية.. أرقام تعكس الوعي المتنامي: كشف تقرير (إنترنت السعودية 2024) عن تفاصيل دقيقة حول أنماط استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي على مستوى الفئات العمرية والمناطق الجغرافية في المملكة العربية السعودية. فقد أظهر التقرير أن الفئة العمرية بين 20 عامًا و 29 عامًا، هي الأكثر استخدامًا لأدوات الذكاء الاصطناعي، إذ بلغت نسبة تبنيهم لهذه التقنيات 27.3%. وتعكس هذه النسبة المرتفعة وعي هذه الشريحة العمرية بالدور المحوري للتقنيات الحديثة في تحسين جوانب حياتهم المختلفة، سواء على المستويات المهنية، التعليمية، أو الترفيهية. في حين سجلت الفئة العمرية بين 10 أعوام و 19 عامًا نسبة استخدام لأدوات الذكاء الاصطناعي بلغت 26.4%، ويشير هذا الرقم إلى توجه الجيل الناشئ المبكر نحو تبني هذه الأدوات، خاصة في المجالات التعليمية والإبداعية، ويؤكد هذا التبني المبكر وعي هذه الشريحة بأهمية الذكاء الاصطناعي في تطوير مهاراتهم وتعزيز قدراتهم. في حين أوضحت البيانات انخفاضًا تدريجيًا في نسب استخدام الذكاء الاصطناعي مع التقدم في العمر، إذ لم تتجاوز النسبة بين من تزيد أعمارهم على 60 عامًا حاجز 6.2%. ويُبرز هذا التفاوت الحاجة الملحة إلى إطلاق مبادرات توعوية مكثفة تهدف إلى ردم الفجوة الرقمية وتمكين كبار السن من الاستفادة من مزايا أدوات الذكاء الاصطناعي. الانتشار الجغرافي.. الجاهزية الرقمية تتجلى: لم يقتصر التقرير على تحليل السلوك العمري، بل قدم أيضًا لمحة عن التوزيع الجغرافي لتبني الذكاء الاصطناعي، فقد منطقة تبوك أعلى نسبة استخدام لأدوات الذكاء الاصطناعي بين مناطق المملكة، إذ وصلت النسبة فيها إلى 30%. وتلتها في الترتيب: منطقة الرياض بنسبة بلغت 27.7%. المنطقة الشرقية بنسبة بلغت 26.4%. منطقة القصيم بنسبة بلغت 25.7%. وتُشير هذه الأرقام إلى الجاهزية العالية للبنية التحتية الرقمية في مختلف مناطق المملكة، وانتشار الخدمات والتقنيات المتقدمة، مما يؤكد أن التحول الرقمي ليس حكرًا على المدن الكبرى فحسب. توفر التطبيقات المتنوعة يعزز مكانة المملكة الرقمية: أكد تقرير (إنترنت السعودية 2024) أن الانتشار المتزايد لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية يعود إلى توفر مجموعة واسعة ومتنوعة من التطبيقات التي تلبي احتياجات المستخدمين المختلفة. وتشمل هذه التطبيقات: الترجمة الذكية: التي تسهّل التواصل وتكسر حواجز اللغة. التي تسهّل التواصل وتكسر حواجز اللغة. المساعدات الافتراضية: التي تقدم الدعم والمساعدة في المهام اليومية. التي تقدم الدعم والمساعدة في المهام اليومية. تطبيقات توليد المحتوى: التي تفتح آفاقًا جديدة للإبداع والإنتاجية. التي تفتح آفاقًا جديدة للإبداع والإنتاجية. تطبيقات تحليل البيانات: التي تتيح للأفراد والشركات استخلاص رؤى قيمة واتخاذ قرارات مستنيرة. ويُعزز هذا التنوع في التطبيقات مع سهولة الوصول إليها، مكانة المملكة كبيئة محفزة للابتكار والتحول الرقمي، ويشجع على المزيد من الاستكشاف والتطوير في هذا المجال الحيوي. وتجدر الإشارة إلى أن تقرير (إنترنت السعودية 2024) يُعدّ مرجعًا سنويًا موثوقًا لأبرز مؤشرات الإنترنت في المملكة، ويصدر التقرير عن هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، ويعرض أهم الإحصاءات المتعلقة بسلوك المستخدمين وتوجهات التقنية، ليقدم بذلك بوصلة واضحة للتقدم الرقمي في المملكة ويساعد في توجيه الخطط المستقبلية نحو مجتمع أكثر اتصالًا وذكاءً.


ارابيان بيزنس
منذ 18 ساعات
- ارابيان بيزنس
مكاسب إدخال الذكاء الاصطناعي في المناهج التعليمية في الإمارات، ماذا عن المخاوف؟
أجاب د. عادل الزرعوني، رئيس مجلس إدارة مدرسة سيتيزنز على استفسارات أريبيان بزنس حول مكاسب ومحاذير إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، وبسؤاله عن تأثير إدخال مادة الذكاء الاصطناعي في المناهج التعليمية لتطوير مهارات الطلاب في الإمارات وهل هناك مخاوف ومحاذير مثل تهديد مهارات التفكير النقدي وحل المشاكل مثلا، وماذا عن مخاوف الأهالي من تعليم الاولاد من مستوى الحضانة أشياء لا يعرفونها هم، أجاب بالقول:' أعتقد أن دمج الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية في دولة الإمارات يمكن أن: يُعزز بشكل كبير التعلم المُخصص من خلال تكييف المحتوى ليتناسب مع احتياجات كل طالب؛ يُحسّن من تفاعل الطلاب باستخدام أنظمة تأقلم التغذية المعلوماتية الفورية وتتبع التقدم؛ و يُسهم في معالجة الحواجز اللغوية والاختلافات الثقافية، خاصة للطلاب الدوليين، من خلال تقديم دعم تعليمي وتَرجمي متكيف. أما فيما يتعلق بالمخاوف الأخلاقية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، فأعتقد أنه من المهم أن ندرك أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تعكس إلى حد كبير البيانات والنوايا التي بُنيت عليها. الذكاء الاصطناعي يُضخّم المدخلات البشرية – سواء الإيجابية أو السلبية. ومثل أي أداة قوية، فإن تأثيره يعتمد على كيفية استخدامنا له. لكن بالطبع، نحن بحاجة إلى تصميم مسؤول، وإشراف واضح، وإرشادات أخلاقية لضمان تعزيز الجوانب الإيجابية والتشجيع على تحقيق نتائج بنّاءة. كما أن هناك مخاوف مشروعة بشأن الذكاء الاصطناعي مثل التعلم السطحي وانخفاض الفضول، من بين أمور أخرى. ويشير تقرير صادر عن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية لعام 2023 إلى أن 'الإفراط في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في بيئات التعلم قد يُقيد العادات الاستكشافية التي تُحفز النمو المعرفي.' ومع ذلك، في سيتيزنز ، نُخطط لدمج أدوات الذكاء الاصطناعي مع أسلوب التعلم القائم على المشاريع، لضمان انخراط الطلاب في اختبار الفرضيات وحل المشكلات. أما مخاوف الأهالي بشأن تعرّض الأطفال المبكر للذكاء الاصطناعي فهي مبررة أيضًا، ولهذا السبب ستركز برامجنا على أسس المنطق والتفكير الأخلاقي، وليس على التفاعل مع الشاشات. كما لدينا برنامج 'التوجيه المشترك' الذي يُتيح للعديد من الأهالي مشاركة معارفهم مع المتعلمين، وفي الوقت نفسه، يكونون على دراية جيدة بالأدوات والمهارات التي يكتسبها أبناؤهم. ما هي التحديات الرئيسية التي تواجه المدارس التقليدية في تبني أساليب تعليمية مبتكرة مثل تلك التي تعتمدها مدرسة 'سيتيزنز'؟ تواجه المدارس التقليدية تحديات كبيرة، حيث يتعيّن عليها أولاً إحداث تغيير في العقليات والتغلّب على مقاومة هذا التغيير من قِبل المعلمين والأهالي؛ وذلك للانتقال من أسلوب الحفظ والتلقين وطرق التعليم التقليدية إلى أساليب أكثر تفاعلية وابتكاراً. يجب على الجميع أن يدركوا الفوائد التعليمية للتكنولوجيا وكذلك حدودها. وعلى المدارس التقليدية أن تقوم بتدريب معلميها على كيفية دمج التكنولوجيا بفعالية دون الإخلال بجودة التعليم والمحتوى التربوي. علاوة على ذلك، فإن ضعف الاستثمار في البنية التحتية يمكن أن يُبطئ من وتيرة التبني. يجب على المدارس أن تُعيد تصميم بيئة الصفوف الدراسية والجداول الزمنية بما يسمح بالتعلم التعاوني، إلى جانب توفير مساحة للعمل الفردي القائم على التكنولوجيا. كيف يمكن للمدارس أن توازن بين التعليم التقليدي والتكنولوجيا الحديثة لضمان تجربة تعليمية شاملة؟ أعتقد أن النجاح يكمن في دمج الأهداف التعليمية التقليدية مع الابتكار. يجب على المدارس أن تستخدم التكنولوجيا كأداة، وليس كبديل. فعلى سبيل المثال، يمكنها استخدام: نماذج تعليمية هجينة تدمج بين المحاضرات والمحتوى الرقمي التفاعلي؛ المحاكاة الرقمية لتعزيز الفهم في دروس العلوم، مع الحفاظ على التجارب العملية؛ و التقييمات الرقمية جنبًا إلى جنب مع العروض الشفوية، والمقالات، والعروض العملية لقياس مجموعة متكاملة من المهارات. ما الدور الذي يمكن أن تلعبه الأسرة والمجتمع في دعم الابتكار التعليمي وتعزيز الفضول والإبداع لدى الطلاب؟ يمكن للأهل ومقدمي الرعاية دعم الابتكار في التعليم وتعزيز الفضول لدى الأطفال من خلال: توفير الوصول إلى مواد وموارد متنوعة، مثل الكتب، والألعاب التعليمية، ولوازم الفنون؛ مساعدة الأطفال على التعرف على مواهبهم المتنوعة، من خلال تشجيعهم على المشاركة في الأنشطة اللامنهجية؛ تنظيم فعاليات عملية مجتمعية تتعلق بالفن، والثقافة، والعلوم، وغيرها؛ التعاون مع المدارس والمنظمات المحلية لتوفير تجارب واقعية للأطفال؛ تشجيع الأطفال على طرح الأسئلة؛ و أن يكونوا قدوة في الفضول من خلال السعي لاكتشاف اهتمامات جديدة أو مشاركة ما يتعلمونه من اكتشافات. كيف يمكن للمعلمين أن يتكيفوا مع التغيرات السريعة في المناهج التعليمية، خاصة مع إدخال تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي؟ تُعدّ عملية التطوير المستمر للمهارات أمرًا بالغ الأهمية. ويمكن للمعلمين التكيف من خلال: التطوير المهني المستمر: مثل دورات التثقيف بالذكاء الاصطناعي، ومعسكرات التدريب على البرمجة، والبيداغوجيا الرقمية، والمنصات الوطنية للتدريب والمناهج؛ التعاون: من خلال الانضمام إلى مجموعات تركّز على التكنولوجيا والابتكار في المدارس. ما هي رؤيتك لمستقبل التعليم في الإمارات خلال العقد المقبل، خاصة في ظل التطورات التكنولوجية المستمرة؟ بحلول عام 2035، يمكننا أن نتصور وجود معلمين مدعومين بالذكاء الاصطناعي في كل صف دراسي، يعملون كمعلمين مشاركين ديناميكيين يدعمون مسارات تعلم مخصصة لكل طالب، تماشيًا مع الهدف الاستراتيجي لوزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات بتفصيل التعليم ليتناسب مع احتياجات وإمكانات وإيقاع تطور 100٪ من المتعلمين. لن يُستبدل المعلمون بالذكاء الاصطناعي، بل سيتم تمكينهم من خلال رؤى فورية تساعدهم على تخصيص وقتهم للتركيز على الإبداع، والتعاطف، والتفكير التحليلي المتقدم – وهي مهارات تظل فريدة للإنسان. ومن خلال منهجيتنا في سيتيزنز، نضمن أن التعليم لم يعد نموذجًا واحدًا يناسب الجميع، بل تجربة مرنة تتمحور حول الطالب وتتطور مع رحلته التعليمية. وهذا الطموح مرتبط أيضًا ارتباطًا وثيقًا بالاستراتيجية الوطنية الأوسع لدولة الإمارات، التي تتضمن مساهمة متوقعة من الذكاء الاصطناعي تُقدّر بـ 320 مليار دولار في الاقتصاد. في مدرسة سيتيزنز، نلتزم بإعداد المتعلمين ليس فقط للتكيف مع هذا المستقبل المدفوع بالذكاء الاصطناعي، بل للمساهمة في تشكيله. نهدف إلى تنمية مفكرين مرنين، ومبتكرين مسؤولين، وحلّالين للمشكلات يمتلكون المهارات اللازمة لقيادة التحولات التكنولوجية، لا مجرد التفاعل معها. ومن خلال منهج دراسي يستشرف المستقبل، وإرشاد عملي واقعي، وابتكار مستمر، نُرسّخ الأسس لطلاب سيزدهرون في مستقبلٍ تكون فيه القدرة على التكيّف، والقيادة الأخلاقية، والتعلم مدى الحياة هي العملات الأهم. كيف يمكن للمدارس أن تضمن أن الطلاب ليسوا فقط مستهلكين للتكنولوجيا، بل أيضًا مبتكرين ومبدعين فيها؟ لضمان ألا يكون الطلاب مجرد مستهلكين سلبيين للتكنولوجيا، بل مبتكرين ومبدعين نشطين، يجب على المدارس دمج التكنولوجيا في المناهج الدراسية بطريقة تُركّز على الإبداع، وحل المشكلات، والتفكير النقدي. ويبدأ ذلك من خلال تعليم المهارات الأساسية مثل البرمجة، والتفكير الحاسوبي، والتصميم الرقمي في سن مبكرة، لتمكين الطلاب من فهم كيفية عمل التكنولوجيا وكيف يمكنهم توجيهها وتشكيلها. إن إنشاء مساحات للتصنيع، وأندية للروبوتات، ومختبرات للابتكار يُشجع على التعلم العملي القائم على المشاريع، حيث يمكن للطلاب تصميم النماذج، وبناء الأفكار، واختبارها بأنفسهم. وتُسهم هذه البيئات في تعزيز عقلية البحث والتجريب والمرونة – وهي صفات أساسية للابتكار. ما هي النصائح التي تقدمها للمعلمين الذين يسعون لتبني أساليب تعليمية جديدة ومبتكرة في فصولهم الدراسية؟ ابدأ بشكل بسيط: جرّب أداة ذكاء اصطناعي واحدة في كل مرة. ركّز على الأدوات التي تُسهّل عملية التصحيح، واستثمر الوقت المُوفَّر في أنشطة تعتمد على التفكير النقدي والنقاش. تأكد من أن استخدام التكنولوجيا لا يُلغي العمل الجماعي، والمناقشات، والتفاعل بين الزملاء. أدمج في المنهج مناقشات حول المواطنة الرقمية والاستخدام المسؤول للتكنولوجيا. كيف يمكن للمدارس أن تقيم فعالية البرامج التعليمية الجديدة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي؟ لتقييم فعالية البرامج التعليمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يجب على المدارس أن تبدأ بتحديد أهداف واضحة وقابلة للقياس تتماشى مع أهداف التعلم. ويشمل ذلك استخدام بيانات التقييم القبلي والبعدي لتتبع التقدم الأكاديمي، وتحليل مؤشرات الاستخدام لقياس مستويات التفاعل. من المهم أيضًا جمع تغذية راجعة نوعية من الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور لفهم تجربة المستخدم وتحديد مجالات التحسين. ويمكن أن تساعد الدراسات المقارنة، مثل المجموعات الضابطة أو البرامج التجريبية، في عزل تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي، في حين يُسهم تحليل البيانات بحسب الفئات الديموغرافية في التأكد من أن الأداة عادلة وشاملة للجميع. وبالإضافة إلى المكاسب الأكاديمية قصيرة المدى، ينبغي للمدارس أن تقيّم ما إذا كانت أدوات الذكاء الاصطناعي تُعزز المهارات طويلة المدى مثل التفكير النقدي، والتعاون، والإبداع. ويجب إجراء مراجعات دورية لتقييم الشفافية والاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، وضمان خلوّ الخوارزميات من التحيّز، وتوافقها مع المعايير التعليمية. إن اتباع نهج تقييم شامل – يجمع بين النتائج الكمية، والرؤى النوعية، والضوابط الأخلاقية – سيساعد المعلمين في تحديد ما إذا كانت أدوات الذكاء الاصطناعي تُسهم فعليًا في تعزيز التعلم وتحسين التجربة التعليمية. ما هي أهمية التعاون بين المؤسسات التعليمية والقطاع الخاص في تعزيز الابتكار في التعليم؟ يُعد التعاون بين المؤسسات التعليمية والقطاع الخاص أمرًا أساسيًا لدفع عجلة الابتكار في التعليم، حيث يُسهم في سد الفجوة بين النظرية الأكاديمية والتطبيق العملي الواقعي. فالقطاع الخاص غالبًا ما يكون في طليعة تطوير التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي، ومنصات التعلم التكيفية. وعندما تتعاون المدارس مع هذه الجهات، فإنها تحصل على أدوات وموارد وخبرات يمكنها أن تُحوّل أساليب التعليم التقليدية إلى تجارب تعلم أكثر ديناميكية وتخصيصًا وارتباطًا بمستقبل سوق العمل. على سبيل المثال، مكّنت الشراكات مع شركات التكنولوجيا بعض المدارس في دولة الإمارات من دمج منصات تعلم مدعومة بالذكاء الاصطناعي تتكيف مع احتياجات كل طالب على حدة، مما يُعِدّهم بشكل أفضل للانخراط في سوق عمل تقوده التكنولوجيا. علاوة على ذلك، يُسهم هذا التعاون في تحقيق التوافق بين المهارات التي يتم تدريسها في المؤسسات التعليمية وتلك المطلوبة في سوق العمل. فالقطاع الخاص يوفّر رؤى قيّمة حول الكفاءات والسمات المطلوبة في الصناعات الناشئة، مما يُساعد المؤسسات التعليمية على تحديث المناهج وتطوير برامج ذات صلة بالواقع. كما أن المبادرات المشتركة مثل برامج التدريب العملي، والتوجيه المهني، وبرامج ريادة الأعمال، تمنح الطلاب خبرة تطبيقية حقيقية، وتُشجع على الابتكار، وحل المشكلات، والإبداع. ويُعد برنامج التوجيه المشترك في سيتيزنز ، الذي يُشرك أولياء الأمور من روّاد الأعمال داخل الصفوف الدراسية، مثالاً واضحًا على كيفية مساهمة الشراكات في بناء نظام تعليمي أكثر تفاعلاً وواقعية واستعدادًا للمستقبل. ما رأيك بمدارس عالمية تمنع الأجهزة الإلكترونية مثل الجوال لمواجهة ادمان الطلاب على المنصات الرقمية؟ إنها خطوة عملية نحو تقليل اعتماد الطلاب على المنصات الرقمية، وتعزيز التركيز، والصحة النفسية، والتفاعل الاجتماعي وجهاً لوجه. فقد ارتبط الاستخدام المفرط للشاشات بانخفاض مدى الانتباه، واضطرابات النوم، وزيادة القلق، خاصة بين المراهقين. وعلى الرغم من أن للتكنولوجيا فوائد تعليمية لا يمكن إنكارها، فإن الوصول غير المقيّد إليها خلال ساعات الدراسة قد يؤدي إلى التشتّت وقلة التفاعل. ومع ذلك، يجب أن تكون مثل هذه القيود متوازنة مع تعليم المهارات الرقمية، لضمان أن يتعلّم الطلاب استخدام التكنولوجيا بشكل مسؤول وهادف بدلاً من تجنّبها كليًا – مما يُعدّهم للتعامل مع العالم الرقمي بطريقة ناقدة وصحية. كما ذُكر سابقًا، علينا أن نتعامل مع الذكاء الاصطناعي كأداة تساعدنا على تعزيز مخرجاتنا، وليس كبديل عن المدخلات البشرية. فعلى سبيل المثال، يمكننا حصر استخدام الذكاء الاصطناعي في المهام المتكررة (مثل تصحيح القواعد اللغوية)، مع تخصيص المزيد من وقت الحصة للنقاشات غير المرتبطة بالشاشات وحل المشكلات بطريقة تقليدية. ويجب على المدارس الاستمرار في التركيز على المهارات الأساسية مثل فهم المقروء والكتابة اليدوية والحساب الذهني، إلى جانب الثقافة الرقمية. كما يجب علينا تعليم الطلاب كيفية تقييم المصادر عبر الإنترنت، والتعرف على التحيّز، والتمييز بين المعلومات الموثوقة والمضللة.