logo
"lawfare": إدارة ترامب الثانية تغضّ الطرف عن أفغانستان

"lawfare": إدارة ترامب الثانية تغضّ الطرف عن أفغانستان

الميادينمنذ 4 أيام

مجلة "lawfaremedia" الأميركية تنشر مقالاً يتناول السياسات الأميركية تجاه أفغانستان بعد انسحاب القوات الأميركية في عام 2021، مركزًا بشكل خاص على تغيّر المواقف بين إدارات ترامب وبايدن، وتأثير ذلك على الوضع الإنساني والسياسي في أفغانستان.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية:
خلال إدارة ترامب الأولى حضرت أفغانستان مراراً وتكراراً، حين تحدّث الرئيس عن إنهاء عصر "الحروب الأبدية"، عن أنّ إدارته وقعت اتّفاقاً مع حركة طالبان في العام 2020 في الدوحة، ينصّ على سحب جميع القوّات الأميركية من أفغانستان بحلول العام 2021. والتزم الرئيس جو بايدن بالصفقة، ولكنّ الانسحاب الفوضوي والعار الناجم عنه دفع إدارته إلى وضع أفغانستان في سلّة النسيان، إلّا أنّ ترامب أعاد إحياء قضية الانسحاب خلال حملته الانتخابية في العام الماضي، كأساس لانتقادات لاذعة وجهها لبايدن، مع التركيز بشكل خاصّ على "هجوم مطار كابُل" الذي وقع في الأيّام الأخيرة من الانسحاب.
ومنذ الانتخابات تلاشت أخبار أفغانستان من التداول. ومع ذلك، فإنّ سياسات الإدارة الحالية لها عواقب وخيمة على الأفغان، كما أنّ تقاعس الولايات المتحدة عن دورها له آثار مستمرّة.
لقد سحبت إدارة ترامب الدعم الأميركي للمساعدات الإنسانية والإنمائية الدولية بشكل شبه كامل، ما أدّى إلى آثار فورية وهائلة في معظم أنحاء العالم، وأفغانستان من بين الدول الأكثر تضرّراً. ومع استيلاء طالبان على السلطة في آب/أغسطس 2021، انزلقت البلاد نحو أزمة إنسانية ترافقت مع دخول العقوبات الاقتصادية على الجماعة حيّز التنفيذ، حيث جمدت احتياطيّات البلاد من النقد الأجنبي، وجفّت كمّيات كبيرة من المساعدات الدولية، كما فقد الاقتصاد السيولة كلّها تقريباً.
ووفقاً لرئيس برنامج الغذاء العالمي أنّه منذ خريف عام 2021، كان 23 مليون أفغاني مهدّدين بالمجاعة، كما أفادت تقارير إعلامية مروّعة عن عائلات يائسة تبيع أطفالها من أجل البقاء. ومنذ ذلك الوقت، احتاج 23 مليون أفغاني وهُم أكثر من نصف سكّان البلاد إلى مساعدات إنسانية. كذلك أطلقت الأمم المتحدة نداءات إنسانية من أجل أفغانستان كلّ عام منذ عام 2022 بدءاً من صندوق ب 4.4 مليارات دولار، وهو أكبر نداء لأيّ بلد في العالم في عام 2022، (وأكبر نداء منفرد للأمم المتحدة حتّى تلك اللحظة. ونداء هذا العام مقدّر ب 2.4 مليار دولار. مع العلم أنّ الولايات المتحدة كانت أكبر مانح منفرد لأفغانستان منذ العام 2021، وأسهمت بأكثر من 3.8 مليارات دولار في المساعدات الإنسانية والتنموية.
لكن حين أعلنت إدارة ترامب تجميد برامج المساعدات الإنسانية الأميركية في بداية العام الجاري، كانت أفغانستان تتعامل بالفعل مع نداءات إنسانية تعاني نقص التمويل بسبب إرهاق المانحين والأزمات الأخرى الملحّة في جميع أنحاء العالم التي تستحوذ على الاهتمام. وبعد نحو 3 أشهر قرّرت إدارة ترامب إنهاء كلّ الدعم لبرنامج الأغذية العالمي في أفغانستان، بحجّة أنّ الأموال كانت تفيد طالبان. بينما الحقيقة أنّ بعض أموال المساعدات سقطت في أيدي طالبان منذ عام 2021، لكنّ العلاج لا يكون بسحب الدعم الإنساني المنقذ للحياة، وهذا له عواقب وخيمة.
ويبدو أنّ نية الإدارة هي خفض أموال المساعدات الأميركية لأفغانستان إلى الصفر. ولن يؤدّي هذا فقط إلى إنهاء التمويل المخصّص للخدمات الصحّية الأساسية، بل سينهي أيضاً المساعدات الغذائية الأساسية لمليوني أفغاني، من بينهم نحو 400 ألف طفل وأمّ يعانون سوء التغذية.
15 أيار 14:12
15 أيار 12:33
تقول إدارة ترامب إنّها لن تمدّد وضع الحماية المؤقّتة الذي يسمح للمهاجرين من البلدان التي تواجه صراعات أو كوارث طبيعية بالبقاء في الولايات المتحدة، من بينهم 9,000 أفغاني كانت إدارة بايدن قد منحت آلاف الأفغان هذا الوضع بعد آب/أغسطس 2021، ومدّدته مرّة واحدة في عام 2023. تستشهد الإدارة الحالية بالظروف "المحسّنة" في أفغانستان كسبب لإنهاء الحماية المؤقّتة للأفغانيين، مما عني أنّ من المحتمل ترحيلهم بمجرّد انتهاء المدّة في الـ20 من الشهر الحالي.
كما أوقفت الإدارة نقل الأفغان الحاصلين على موافقة لمنحهم تأشيرات الهجرة الخاصّة، بما في ذلك تلك الموجودة في دول ثالثة، فضلاً عن إيقاف قبول الحلفاء الأفغان مؤقّتاً بموجب برنامج قبول اللاجئين الأميركي.
وهذه القضايا التي تهتمّ بها مجموعات المحاربين القدامى بشدّة مثل "أفغان إيفاك" و "لا أحد يترك في الخلف"، كجزء من الوعد الذي قطعته أميركا على نفسها لحلفائها الأفغان الذين ساعدوا الولايات المتحدة في المجهود الحربي الذي استمرّ 20 عاماً، والمحتاجين الآن إلى الحماية وإعادة التوطين. وكان مايك والتز الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي حتى أوائل الشهر الجاري وهو من قدامى المحاربين في أفغانستان قد دعا إلى إعادة توطين اللاجئين الأفغان في الماضي لكنّه التزم الصمت بشكل ملحوظ بشأن هذه القضية خلال هذه الإدارة.
من غير المرجّح أيضاً أن يعطي الكونغرس الأولوية لقانون التكيف الأفغاني، الذي من شأنه أن يمهّد الطريق إلى الإقامة الدائمة القانونية لعشرات الآلاف من الحلفاء الأفغان الذين جاءوا إلى الولايات المتحدة بعد عام 2021، ويوسّع معايير منح تأشيرات الهجرة الخاصة. وقد قدم القانون لأول مرة في عام 2022، وأعيد تقديمه بنسخة منقحة في الكونغرس في عام 2023، لكن لم يسمع عنه بعد ذلك.
وبشكل غير منفصل تماماً، تعمل باكستان أيضاً على تكثيف ترحيلها للاجئين الأفغان الذين كان بعضهم على الأقل يقف في الطوابير الطويلة للحصول على تأشيرات هجرة خاصة من الولايات المتحدة، والتي لن تكون قريبة بعد الآن.
زار المبعوث الأميركي آدم بوهلر والممثّل الأميركي الخاص السابق لأفغانستان زلماي خليل زاد أفغانستان منذ شهرين، وهي أوّل زيارة يقوم بها مسؤولون أميركيون للبلاد منذ آب/أغسطس 2021. أعقب ذلك إطلاق طالبان سراح رهينتين أميركيتين، كما ألغت إدارة ترامب المكافآت التي كانت مرصودة منذ فترة طويلة لــ 3 من قادة شبكة "حقاني"، وليس من الواضح إذا ما كان ذلك مرتبطاً بصفقة إطلاق سراح الرهائن.
وكانت الولايات المتحدة قد عرضت مكافآت قدرها 20 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن ثلاثة من قادة شبكة حقاني.
ومع ذلك، فإنّ كلّ هذا لا يعني أن هناك علاقة أوسع مع أفغانستان، أو اعترافاً رسمياً بنظام طالبان. ومن المرجّح أن تركّز الإدارة الأميركية على قضية الأسلحة الأميركية المتروكة في أفغانستان والتي وفقاً للتقارير الأخيرة، استولى عليها المتمرّدون العرقيون عبر الحدود في باكستان، واستخدمت في هجمات أدّت إلى خسائر مرتفعة هناك، وهي قضية ندّد بها ترامب بشكل متكرّر. زيادة على ذلك، قد تواصل الولايات المتحدة التعامل مع طالبان بشكل محدود في جهود مكافحة الإرهاب ضدّ تنظيم "داعش" في خراسان، ولكن من غير المرجّح أن يترجم هذا إلى علاقة أكثر متانة.
كما أنّ الإدارة لن تعترف بحركة طالبان أو تعيد إنشاء سفارة أو قنصليات أميركية في أفغانستان. ولكن، حتّى لو حدث ذلك، فمن غير المتوقّع أن يربط هذا النقص في الاعتراف، كما فعلت إدارة بايدن، بالمخاوف بشأن حقوق الإنسان وحقوق المرأة في البلاد. في النهاية، أثبتت هذه المواقف والتصريحات أنّها غير مجدية، ولم يكن لها تأثير في سياسة طالبان تجاه النساء، لكنّها كانت علامة على موقف الولايات المتحدة من هذه القضايا. كما أوضحت إدارة ترامب الثانية أنّ حقوق الإنسان لن تكون بعد الآن محور السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
تحوّل الهدف الأميركي الأصلي في التدخّل في أفغانستان من هزيمة تنظيم "القاعدة" وطالبان، في النهاية إلى عقدين من محاولة بناء الدولة الأفغانية. وقد فقدت أميركا قدراً كبيراً من الدماء والأموال في أفغانستان، وفقد مئات الآلاف من الأفغانيين حياتهم، بما لا يدع مجالاً للشكّ أنّ الحرب ـــــــــ لا الانسحاب فقط ـــــــــ فشلت استراتيجيّاً خلال عقدين حيث عادت طالبان إلى السلطة.
لكنّ البلدين متشابكان نتيجة للتدخل الأميركي في ذلك البلد الذي استمرّ 20 عاماً. لقد أثّرت الحرب، وكيف انتهت، تأثيراً عميقاً على حياة الأفغان. كما أنّ سياسات الإدارة الحالية بشأن قبول اللاجئين والمساعدات الإنسانية تلحق ضرراً مباشراً بحلفائها من المدنيّين الأفغان. وبدلاً من أن تتحمّل الولايات المتحدة مسؤوليتها تجاه هذا البلد المضطرب، تختار الانسحاب تماماً وهي نتيجة تنذر بمزيد من مآسي الأفغانيين التي خلّفها الاحتلال الأميركي.
نقله إلى العربية: حسين قطايا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'عربات جدعون' تحرق غزة… ‎عدوان توراتي بغطاء دولي وعربي مهين
'عربات جدعون' تحرق غزة… ‎عدوان توراتي بغطاء دولي وعربي مهين

المنار

timeمنذ 3 ساعات

  • المنار

'عربات جدعون' تحرق غزة… ‎عدوان توراتي بغطاء دولي وعربي مهين

‎مع اختتام الرئيس الأميركي دونالد ترامب زيارته للمنطقة محملاً بالمليارات دون أن يلزم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، ‎انطلقت مباشرةً بعد عودته إلى بلاده ما تُسمى بـ'الخطوات الافتتاحية لعملية عربات جدعون'، وفق ما أعلن جيش الاحتلال، والتي أسفرت عن استشهاد نحو 250 فلسطينيًا. ‎صحيفة معاريف الإسرائيلية ربطت بشكل واضح بين زيارة ترامب وبين بدء العملية، مؤكدة أن جيش العدو بدأ الهجمات الموسّعة فور مغادرته، 'مستوليًا على مناطق واسعة من القطاع في المرحلة الأولى من العدوان'. ‎العملية، التي اتخذت اسماً ذا طابع ديني توراتي 'عربات جدعون'، تُغلف مشروع تهجير قسري واسع النطاق بغطاء أيديولوجي. فـ'جدعون' (بحسب الرواية التوراتية) في العهد القديم هو القائد الذي اختاره الله لهزيمة 'أعداء بني 'إسرائيل'' بقوة صغيرة مختارة. ومن هنا، يحاول الاحتلال أن يمنح عدوانه صفة 'المقدّس'، ويشرعن التطهير العرقي كتنفيذ لوصية إلهية مزعومة. ‎الهدف المعلن لعملية 'عربات جدعون' هو إرغام الفلسطينيين على إخلاء شمال ووسط غزة نحو رفح، تمهيدًا لترحيلهم إما إلى مصر أو نحو مطار 'رامون' في أقصى جنوب النقب، في أكبر عملية تهجير جماعي قسري يشهدها العالم المعاصر، تُنفّذ بأحدث ترسانة عسكرية أميركية الصنع، وتحت غطاء صمت دولي مريب وتواطؤ عربي فاضح، تجلى بأبشع صوره أثناء زيارة ترامب التي شهدت موافقة عربية بإحياء 'اتفاقيات أبراهام'. ‎'عربات جدعون' تبدأ مهامها بعد قبض الثمن ‎بعد أن غادر دونالد ترامب المنطقة محمّلاً بالمكاسب والصفقات، و بدأت آلة الحرب الإسرائيلية جولة تصعيد جديدة، متزامنة مع أنباء عن تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار، مع عدم وجود نية حقيقة لدى سلطات العدو بالتفاوض، وعدم الاكتراث حتى لمصير الأسرى الصهاينة في القطاع. ‎ ومع رفض 'إسرائيل' مناقشة أي إطار لإنهاء الحرب على غزة، بدت المفاوضات وكأنها تُدار في الظل بينما النار تشتعل على الأرض. ‎حيث ذكرت هيئة البث الإسرائيلية 'كان 11' أن الفريق الإسرائيلي المفاوض لم يحرز أي تقدم يُذكر، وهو ما يثير التساؤلات حول مدى جدية تل أبيب في التفاوض، خاصة بعد أن عبّدت زيارة ترامب الطريق لمرحلة جديدة من العدوان، وكأن الصفقة تمت وانتهت، وبقي التنفيذ بيد نتنياهو. ‎ الأمر مُجدول سلفًا ‎رغم هذا الجمود، أوصى الفريق المفاوض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بمواصلة المحادثات. لكن مسؤولين حكوميين أقرّوا بأن موقف حماس ما زال متمسكًا بضرورة وقف الحرب، وهو ما ترفضه 'إسرائيل'. ‎وفي خلفية المشهد، أكدت مصادر دبلوماسية لموقع 'واللا' أن الوسطاء القطريين عبّروا عن خيبة أملهم من أداء الوفد الإسرائيلي، واعتبروا هذه الجولة 'الأسوأ' حتى الآن. وفي وقت يحاول الوسطاء دفع الأمور نحو التهدئة، كانت 'عربات جدعون' تمضي قدمًا في تنفيذ مهمتها، وقد تهيأت لها الأجواء السياسية والعسكرية. ‎أما المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الذي رافق تحركات ما بعد زيارة ترامب، فانسحب من المشهد بعد أن أخفقت محاولاته لفرض 'صفقة جزئية'، وكأنه كان مجرد وسيط لتغطية الفترة الانتقالية بين مغادرة ترامب ‎وبين انطلاق العملية العسكرية. ‎كل هذا التوتر الدبلوماسي تزامن مع تصعيد عسكري دموي، حيث شنّ جيش الاحتلال أكثر من 150 غارة خلال 24 ساعة، أسفرت عن استشهاد نحو 250 فلسطينيًا. وبينما تبرر 'إسرائيل' ذلك بمحاولة إضعاف قدرات حماس، يرى مراقبون أن ما يجري هو استباق مقصود لأي احتمال لوقف القتال، وإطلاق يد الجيش لتوسيع العدوان، كما لو أن النيران هي ملحق مباشر باتفاقيات ترامب في الخليج. وفي هذا السّياق قال المحلل السياسي ميخائيل عوض، في حديث لموقع المنار، إنه 'رغم وجود مؤشرات وعناصر عديدة تشير إلى تباعد بين الولايات المتحدة و'إسرائيل'، وتباين في المصالح والخطط، إلا أن التنسيق بينهما في مشروع تصفية القضية الفلسطينية لا يزال مستمرًا وعميقًا'. ‎وتابع عوض 'ما يجري من عملية عسكرية عدوانية وسافرة بدأها نتنياهو لتدمير ما تبقى من غزة وتهجير سكانها، جاء فور مغادرة ترمب لمنطقة الخليج على متن قصر طائر محمل بالذهب والشيكات، وهي ثروات لو استُخدم 10% منها فقط لغزة، لأُعيد إعمارها مع الضفة، ولتم تحرير فلسطين كلها'. لعبة نتنياهو و ترامب ‎وأردف موضحًا 'ليس مستبعدًا أن تكون الأجواء التي أُشيعت حول إنهاء الحرب في غزة مجرد لعبة، فالأمريكي، وخاصة ترمب، يعد ولا يفي، يأخذ ولا يعطي، وقد جاء لحلب الخليج ونهب ثرواته، وباع حكامه وعودًا فارغة، دون أن يُلزم نتنياهو بوقف فوري لإطلاق النار، أو ينفذ وعده بتموين غزة بعد الإفراج عن الأسير الأميركي، في تأكيد جديد على أن الكذب والغدر من طبائع السياسة الأميركية'. ‎وأكد عوض أن 'الأمل معقود على صمود غزة، فآخر الليل أشد ظلمة، وما النصر إلا صبر ساعة. نتنياهو يسعى لتنفيذ خطته بتصفية المقاومة، واستيطان غزة، وطرد أهلها، تمهيدًا لطرد الفلسطينيين من الضفة وفلسطين 48'. ‎وختم عوض بالقول 'صمود غزة لتسعة عشر شهرًا يُعد إنجازًا أسطوريًا، وقتال أبنائها بطوليًا، رغم تخلي العرب والمسلمين عنها، بل وبيعها للشيطان، في الوقت الذي قُدّمت فيه ترليونات الدولارات لمن يرعى ذبحها. لكن هذا الصمود في وجه العملية الغادرة الجارية يفتح أفق انتصار تاريخي قد ينقلب على نتنياهو، ويهدد بزوال إسرائيل وتحرير فلسطين كلها'. ‎غزة، التي تقف وحيدة في وجه آلة القتل، تدافع عن أمّة تخذلها على نحو فاضح. وليس اللوم هنا على الشعوب المكبّلة، بل على أنظمة رضخت للخوف والجُبن، وضلّت أولوياتها.

ترامب: روسيا وأوكرانيا تبدآن فورا مفاوضات للتوصل إلى وقف للنار
ترامب: روسيا وأوكرانيا تبدآن فورا مفاوضات للتوصل إلى وقف للنار

صدى البلد

timeمنذ 3 ساعات

  • صدى البلد

ترامب: روسيا وأوكرانيا تبدآن فورا مفاوضات للتوصل إلى وقف للنار

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الاثنين إن مكالمته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سارت على ما يرام، وأن موسكو وكييف ستبدآن فورًا مفاوضاتٍ لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب. وبضغطٍ من ترامب، اجتمع مندوبو الدول المتحاربة الأسبوع الماضي في إسطنبول لأول مرة منذ عام ٢٠٢٢، إلا أنهم فشلوا في الاتفاق على هدنة. وتقول كييف إنها مستعدة لوقف إطلاق النار الآن؛ بينما تقول موسكو إنه يجب استيفاء الشروط أولًا. وقال ترامب في منشورٍ على موقع "تروث سوشيال" عقب مكالمته مع بوتين التي استمرت ساعتين: "ستبدأ المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا فورًا". وأضاف ترامب أنه أجرى اتصالًا هاتفيًا مشتركًا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالإضافة إلى قادة الاتحاد الأوروبي وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وفنلندا عقب مكالمته مع بوتين موضحا أنه أبلغ هؤلاء القادة أن المفاوضات ستبدأ فورًا. طرح ترامب فكرة استضافة البابا ليو المُعيّن حديثًا للمحادثات، قائلاً: "أكد الفاتيكان، ممثلًا بالبابا، اهتمامه الكبير باستضافة المفاوضات". وأضاف ترامب أن "لهجة وروح الحوار مع بوتين كانتا ممتازتين"، وأن روسيا ترغب في إقامة علاقات تجارية "واسعة النطاق" مع الولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب. وأضاف أن أوكرانيا ستستفيد أيضًا من التجارة "في عملية إعادة بناء بلدها".

'عربات جدعون' تحرق غزة… ‎عدوان توراتي بغطاء دولي وعربي مهين
'عربات جدعون' تحرق غزة… ‎عدوان توراتي بغطاء دولي وعربي مهين

المنار

timeمنذ 3 ساعات

  • المنار

'عربات جدعون' تحرق غزة… ‎عدوان توراتي بغطاء دولي وعربي مهين

‎مع اختتام الرئيس الأميركي دونالد ترامب زيارته للمنطقة محملاً بالمليارات دون أن يلزم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، ‎انطلقت مباشرةً بعد عودته إلى بلاده ما تُسمى بـ'الخطوات الافتتاحية لعملية عربات جدعون'، وفق ما أعلن جيش الاحتلال، والتي أسفرت عن استشهاد نحو 250 فلسطينيًا. ‎صحيفة معاريف الإسرائيلية ربطت بشكل واضح بين زيارة ترامب وبين بدء العملية، مؤكدة أن جيش العدو بدأ الهجمات الموسّعة فور مغادرته، 'مستوليًا على مناطق واسعة من القطاع في المرحلة الأولى من العدوان'. ‎العملية، التي اتخذت اسماً ذا طابع ديني توراتي 'عربات جدعون'، تُغلف مشروع تهجير قسري واسع النطاق بغطاء أيديولوجي. فـ'جدعون' (بحسب الرواية التوراتية) في العهد القديم هو القائد الذي اختاره الله لهزيمة 'أعداء بني 'إسرائيل'' بقوة صغيرة مختارة. ومن هنا، يحاول الاحتلال أن يمنح عدوانه صفة 'المقدّس'، ويشرعن التطهير العرقي كتنفيذ لوصية إلهية مزعومة. ‎الهدف المعلن لعملية 'عربات جدعون' هو إرغام الفلسطينيين على إخلاء شمال ووسط غزة نحو رفح، تمهيدًا لترحيلهم إما إلى مصر أو نحو مطار 'رامون' في أقصى جنوب النقب، في أكبر عملية تهجير جماعي قسري يشهدها العالم المعاصر، تُنفّذ بأحدث ترسانة عسكرية أميركية الصنع، وتحت غطاء صمت دولي مريب وتواطؤ عربي فاضح، تجلى بأبشع صوره أثناء زيارة ترامب التي شهدت موافقة عربية بإحياء 'اتفاقيات أبراهام'. ‎ 'عربات جدعون' تبدأ مهامها بعد قبض الثمن ‎بعد أن غادر دونالد ترامب المنطقة محمّلاً بالمكاسب والصفقات، و بدأت آلة الحرب الإسرائيلية جولة تصعيد جديدة، متزامنة مع أنباء عن تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار، مع عدم وجود نية حقيقة لدى سلطات العدو بالتفاوض، وعدم الاكتراث حتى لمصير الأسرى الصهاينة في القطاع. ‎ ومع رفض 'إسرائيل' مناقشة أي إطار لإنهاء الحرب على غزة، بدت المفاوضات وكأنها تُدار في الظل بينما النار تشتعل على الأرض. ‎حيث ذكرت هيئة البث الإسرائيلية 'كان 11' أن الفريق الإسرائيلي المفاوض لم يحرز أي تقدم يُذكر، وهو ما يثير التساؤلات حول مدى جدية تل أبيب في التفاوض، خاصة بعد أن عبّدت زيارة ترامب الطريق لمرحلة جديدة من العدوان، وكأن الصفقة تمت وانتهت، وبقي التنفيذ بيد نتنياهو. ‎ الأمر مُجدول سلفًا ‎رغم هذا الجمود، أوصى الفريق المفاوض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بمواصلة المحادثات. لكن مسؤولين حكوميين أقرّوا بأن موقف حماس ما زال متمسكًا بضرورة وقف الحرب، وهو ما ترفضه 'إسرائيل'. ‎وفي خلفية المشهد، أكدت مصادر دبلوماسية لموقع 'واللا' أن الوسطاء القطريين عبّروا عن خيبة أملهم من أداء الوفد الإسرائيلي، واعتبروا هذه الجولة 'الأسوأ' حتى الآن. وفي وقت يحاول الوسطاء دفع الأمور نحو التهدئة، كانت 'عربات جدعون' تمضي قدمًا في تنفيذ مهمتها، وقد تهيأت لها الأجواء السياسية والعسكرية. ‎أما المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الذي رافق تحركات ما بعد زيارة ترامب، فانسحب من المشهد بعد أن أخفقت محاولاته لفرض 'صفقة جزئية'، وكأنه كان مجرد وسيط لتغطية الفترة الانتقالية بين مغادرة ترامب ‎وبين انطلاق العملية العسكرية. ‎كل هذا التوتر الدبلوماسي تزامن مع تصعيد عسكري دموي، حيث شنّ جيش الاحتلال أكثر من 150 غارة خلال 24 ساعة، أسفرت عن استشهاد نحو 250 فلسطينيًا. وبينما تبرر 'إسرائيل' ذلك بمحاولة إضعاف قدرات حماس، يرى مراقبون أن ما يجري هو استباق مقصود لأي احتمال لوقف القتال، وإطلاق يد الجيش لتوسيع العدوان، كما لو أن النيران هي ملحق مباشر باتفاقيات ترامب في الخليج. وفي هذا السّياق قال المحلل السياسي ميخائيل عوض، في حديث لموقع المنار، إنه 'رغم وجود مؤشرات وعناصر عديدة تشير إلى تباعد بين الولايات المتحدة و'إسرائيل'، وتباين في المصالح والخطط، إلا أن التنسيق بينهما في مشروع تصفية القضية الفلسطينية لا يزال مستمرًا وعميقًا'. ‎وتابع عوض 'ما يجري من عملية عسكرية عدوانية وسافرة بدأها نتنياهو لتدمير ما تبقى من غزة وتهجير سكانها، جاء فور مغادرة ترمب لمنطقة الخليج على متن قصر طائر محمل بالذهب والشيكات، وهي ثروات لو استُخدم 10% منها فقط لغزة، لأُعيد إعمارها مع الضفة، ولتم تحرير فلسطين كلها'. لعبة نتنياهو و ترامب ‎وأردف موضحًا 'ليس مستبعدًا أن تكون الأجواء التي أُشيعت حول إنهاء الحرب في غزة مجرد لعبة، فالأمريكي، وخاصة ترمب، يعد ولا يفي، يأخذ ولا يعطي، وقد جاء لحلب الخليج ونهب ثرواته، وباع حكامه وعودًا فارغة، دون أن يُلزم نتنياهو بوقف فوري لإطلاق النار، أو ينفذ وعده بتموين غزة بعد الإفراج عن الأسير الأميركي، في تأكيد جديد على أن الكذب والغدر من طبائع السياسة الأميركية'. ‎وأكد عوض أن 'الأمل معقود على صمود غزة، فآخر الليل أشد ظلمة، وما النصر إلا صبر ساعة. نتنياهو يسعى لتنفيذ خطته بتصفية المقاومة، واستيطان غزة، وطرد أهلها، تمهيدًا لطرد الفلسطينيين من الضفة وفلسطين 48'. ‎وختم عوض بالقول 'صمود غزة لتسعة عشر شهرًا يُعد إنجازًا أسطوريًا، وقتال أبنائها بطوليًا، رغم تخلي العرب والمسلمين عنها، بل وبيعها للشيطان، في الوقت الذي قُدّمت فيه ترليونات الدولارات لمن يرعى ذبحها. لكن هذا الصمود في وجه العملية الغادرة الجارية يفتح أفق انتصار تاريخي قد ينقلب على نتنياهو، ويهدد بزوال إسرائيل وتحرير فلسطين كلها'. ‎غزة، التي تقف وحيدة في وجه آلة القتل، تدافع عن أمّة تخذلها على نحو فاضح. وليس اللوم هنا على الشعوب المكبّلة، بل على أنظمة رضخت للخوف والجُبن، وضلّت أولوياتها. المصدر: موقع المنار

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store