logo
نزع السلاح ثم نزع الأرواح

نزع السلاح ثم نزع الأرواح

الديار٢٣-٠٤-٢٠٢٥

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
لبنان تحت الغيوم السوداء، بين الغيوم السوداء. مورغان أورتاغوس تطل علينا هذه المرة بصولجان داود، لا بنجمة داود، ولا باصبع داود (وهو اصبع يهوذا)، "لا اعمار دون نزع السلاح". ما بعد نزع السلاح مجازر صبرا وشاتيلا أم مجازر الساحل السوري؟ انه نزع الأرواح. مثلما باتت دبابات ايال زامير على أبواب دمشق، لا بد أن نراها على أبواب بيروت.
"اسرائيل" تعرف من هو أحمد الشرع، لا تزال تدعوه بالرغم من ربطات العنق الزاهية، "أبو محمد الجولاني" الذي لم يطلق، ولن يطلق يوماً رصاصة ضدها. لكنها تستخدم ماضيه (فقط ماضيه؟) الارهابي من أجل تفكيك سوريا، بحيث لا يعود "الحاخامات" يحذرون في صلواتهم من "ذئاب الشمال"، لنعود ونذكّر المرة تلو المرة، بما ورد في سفر اشعيا "وتزول دمشق من بين المدن، وتصبح ركاماً من الأنقاض"، وبما ورد في المزمور 29 "صوت الرب عظيم القوة، صوت الرب يكسر الأرز، يكسر الرب أرز لبنان، يجعل لبنان يقفز كالعجل"....
لسنا في الزمن الأميركي فحسب. في الزمن "الاسرائيلي". وزير خارجيتنا (أجل وزير خارجية لبنان) يستدعي السفير الايراني مجتبى أماني لأنه رأى، عبر منصة "اكس"، ان "مشروع نزع السلاح مؤامرة واضحة... في الوقت الذي تزود فيه الولايات المتحدة الكيان الصهيوني بأحدث الأسلحة"، ليضيف "لمجرد أن تستسلم تلك الدول لمطالب نزع السلاح، تصبح عرضة للهجوم وللاجتياح، كما حصل في العراق وليبيا وسوريا".
في النص الذي قرأناه، لا ذكر للبنان. ولكن يفترض بالديبلوماسية اللبنانية في عهد صاحب المعالي، أن تعرض عضلاتها (عضلات الدجاجة أمام المبعوثين الأميركيين) أمام السفير الايراني الذي ـ شخصياً ـ لم أكن أعرف اسمه، لنسأل الوزير اذا كان قد تابع تصريحات مورغان أورتاغوس، حتى من القصر الجمهوري، وكلامها بحق قامة سياسية لبنانية مثل وليد جنبلاط. هذا ليس انتهاكاً صارخاً ومهيناً، للحد الأدنى من مقتضيات السيادة، مع رفضنا القاطع لأي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة كانت.
هي المهزلة، أم هي الفجيعة أو الفضيحة، حين تطرق الأقدام "الاسرائيلية" حتى غرف نومنا. تغتال من تغتال، تدمر من تدمر، دون أن تصل الينا كلمة تنديد من وزارة الخارجية، وهي التي تعلم أنه بعد الحرب الأخيرة لم تطلق رصاصة واحدة ضد الجليل، الا اذا كانت الصواريخ المشبوهة، وعلة منصات خشبية، التي تطلق فقط من أجل عيني بنيامين نتنياهو. ابقاؤنا هكذا على صفيح ساخن، بل على كومة الحطب، وراءه غايات وغايات.
نعلم أننا في اسوأ أحوالنا، مع ثقتنا الكاملة بشخصية رئيس الجمهورية، وبمواقفه العقلانية، وهو الذي يعلم ما في رؤوس الذئاب، لنقول لمعالي الوزير ليتك قرأت ما قاله يهوشوا ساغي، رئيس الاستخبارات العسكرية في هيئة الأركان "الاسرائيلية" ابان اجتياح عام 1982، في وصفه للساسة اللبنانيين الذين نثروا الورود على دبابات آرييل شارون.
أيضاً، ليته قرأ ما قاله زئيف جابوتنسكي، وما ورد في مراسلات دافيد بم غوريون وموشي شاريت، كما وصف شارون للبنان بـ"الخطأ التاريخي"، وكنت أول من نقل عن هنري كيسنجر، وصفه لبنان عبر مجلة "باري ماتش" الفرنسية بـ "الفائض الجغرافي".
اليوم لا اعمار دون نزع السلاح. غداً لا اعمار دون ترحيل حملة هذا السلاح (من حزب الله تحديداً دون أي سلاح آخر). بعد غد لا اعمار دون التطبيع، اذ عرفنا من هو الرجل الذي في البيت الأبيض، والذي يحاصر حتى جامعة هارفارد بسبب وجود أصوات منددة بفجيعة القرن في غزة، لا اعمار. على كل حال، لو كانت "اسرائيل" تقبل بذلك، لما أزالت عشرات البلدات من الوجود من أجل تكريس المنطقة العازلة التي لا ندري، حتى الآن، ماذا كانت تقتصر على ذلك الشريط أم تمتد الى الأبعد بكثير.
معلق "اسرائيلي" هددنا على احدى الشاشات، لن يكون هناك رئيس للجمهورية، ولا رئيس للحكومة (ضمناً لا لبنان) اذا لم تتحول الجمهورية الى ضاحية، أو قهرمانة للهيكل. مسعد بولس، رجلنا داخل العائلة الرئاسية، بل وداخل الفريق الرئاسي وان بوظيفة فخرية "كبير المستشارين في شؤون الشرق الأوسط"، اختزل موقف دونالد ترامب بـ 10 كلمات "أميركا ترى في وقف النار اتفاقاً تاريخياً ينهي حزب الله".
اذاً، المسألة لا تنحصر فقط في نزع سلاح الحزب، وانما تتوخى ازالته. كيف ؟ هكذا يستبقى الباب مشرعاً على مصراعيه أمام قاذفات بنيامين نتنياهو ودباباته، وأمام سواطير أحمد الشرع و"بيكاباته" التي لاحظنا كيف تستخدم اساليب القبائل القديمة في الانقضاض على الأعداء. هل حقاً أن الرئيس السوري الانتقالي أبلغ من يعنيهم الأمر بأنه ينتظر ساعة الثأر من حزب الله، بعدما أرغم تلك الفصائل على الخروج من السفوح الشرقية؟ على كل أحد النواب اللبنانيين هدد الحزب وأمام الملأ، بكل من الشرع ونتنياهو.
هكذا لا يتم فقط اجتثاث المقاومة من لبنان، بل واجتثاث الدولة في لبنان ايديولوجياً واستراتيجياً، هذا حلم الأشقاء في الشمال، والأعداء في الجنوب. ولكن أليس هناك من يدعونا الى انتظار الدخان الأبيض من مسقط أو من روما. من يستطيع التكهن بألاً يكون الدخان الأسود. طوابير نحن، ونقف على خيوط العنكبوت!!

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شادي فياض للحزب: افهم عربي و"حل عن سما ربنا" حقبة سوداء متخلفة (الفيديو)
شادي فياض للحزب: افهم عربي و"حل عن سما ربنا" حقبة سوداء متخلفة (الفيديو)

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 34 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

شادي فياض للحزب: افهم عربي و"حل عن سما ربنا" حقبة سوداء متخلفة (الفيديو)

ملفات سياسية واخرى اقتصادية وتحديدا سياحية، طرحها رجل الأعمال شادي فياض، خلال اطلالته مفي برنامج كلام موزون من وكالة " أخبار اليوم ، حيث قال من لا يعلم كيف يقرأ التغيرات الايجابية في المنطقة فهو يضيّع على البلد فرصة تاريخية سيدفع ثمنها لبنان من خلال المماطلة و"التذاكي". ورأى اننا في لبنان عالقون بين خط سيادي "كتير قوي" وجدي للمطالبة بحسم الامور والانتهاء من هذه الحقبة السوداء المتخلفة التي لم تأت الا بالفقر والدمار والجوع. وبين محور يريد ان يعطينا دروس من العصر الخشبي بينما نحن نريد بلد متطور. وشدد على انه من غير المسموح بعد اليوم ان يضع علينا احد الشروط "مين ما كان يكون". وردا على سؤال، شدد على ان لدينا كامل الثقة بوطنية وجدية رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون واناشده بان اكثر من 90% من الشعب اللبناني يشد على يدك كي تحسم موضوع سلاح حزب الله، معتبرا ان الشروط التعجيزية التي يضعها "الحزب" اوصلتنا الى الخراب والدمار فـ"حل عن سما ربنا" نريد ان نعيش بسلام، خاصة ان سلاحكم لم يستطع ان يدافع عن لبنان. واضاف: لا احد يريد ان يقصي احدا بل نريد دولة بنظام واضح، وبيئة المقاومة او الشيعة ليست بحاجة الى ضمانات "فهموا علينا عربي" ! وبالنتقال الى سوريا، شدد فياض على ان الشركات اللبنانية مجبورة على المشاركة في اعادة اعمار سوريا لكن على الدولة اللبنانية ان تمهد لها الطريق عبر الاتفاق مع الدول المانحة التي ستؤمن الاموال. اما بالنسبة الى الملف السياحي، فجزم فياض ان السياحة موجودة في المنطق اللبناني وطريقة عيش الشعب اللبناني، فبلدنا سياحي بامتياز ويجب تجهيز المطار لاستقبال السواح واللبنانيين المغتربين، اذ في وقت نسعى الى ترتيب المشهد نجد من يأتي ليشوهه، وبالحديث عن مهرجانات الارز، فاشار فياض الى انها الاضخم والاهم في لبنان هذا العام، لافتا الى ان كل الفنادق في الارز والبلدات المجاورة وصولا الى إهدن اكتملت فيها الحجوزات منذ الآن، وهذا ما يخلق الـ Eco tourisme الذي يجب تعزيزه. وكشف ان هذا الصيف سيعاد تنظيم احتفال الالعاب النارية في خليج جونية الذي كان يستقطب 400 الف شخص، وبدأنا التحضير لاحتفال كبير لمناسبة عيد الجيش كتحية له في الاول من آب المقبل. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

فانس خلال لقائه فون دير لاين: أوروبا حليف مهم
فانس خلال لقائه فون دير لاين: أوروبا حليف مهم

بيروت نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • بيروت نيوز

فانس خلال لقائه فون دير لاين: أوروبا حليف مهم

كما أضاف فانس في مقر الحكومة الإيطالية بحضور رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني أن 'أوروبا حليف مهم للولايات المتحدة، والدول الأوروبية بصفة فردية حليفة لها، ولكن بالطبع لدينا بعض الخلافات، كما يحدث أحياناً بين الأصدقاء، حول قضايا مثل التجارة'. من جهتها، أشادت فون دير لاين بـ'العلاقة المتميزة والوثيقة' بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. كذلك لفتت إلى أن 'الجميع يعلم أن الشيطان يكمن في التفاصيل، لكن ما يجمعنا هو أننا، في نهاية المطاف، نريد التوصل معاً إلى اتفاق جيد للطرفين'. ولاحقاً وصف البيت الأبيض في بيان المحادثات بأنها 'بناءة' وأشار إلى أن المجتمعين ناقشوا ملف التجارة، وأمن سلسلة التوريد، و'تعزيز' التعاون الدفاعي، فضلاً عن ملفي الهجرة وأوكرانيا. (العربية)

الغارات تشدّ عصب الجنوبيين: 67 بلدية تفوز بالتزكية
الغارات تشدّ عصب الجنوبيين: 67 بلدية تفوز بالتزكية

المردة

timeمنذ 2 ساعات

  • المردة

الغارات تشدّ عصب الجنوبيين: 67 بلدية تفوز بالتزكية

بعد اعتداءاتٍ بـ«المفرّق» خلال الأسبوعين الماضيين، شنّ العدو الإسرائيلي أمس غارات بـ«الجملة» من بعلبك إلى الريحان وإقليم التفاح وتول وتولين وصولاً إلى وادي العزية في القطاع الغربي. تصاعد العدوان كان متوقّعاً عشية الانتخابات البلدية والاختيارية، بعد تهديد العدو بأنه لن يسمح بالتجمعات في المنطقة الحدودية. لكنّ ردات الفعل الشعبية، ولا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي، عكَست تحفُّزاً لمشاركة أوسع في الاقتراع غداً، تَحدّياً للعدوان المستمر. حول العصائر المُثلّجة، يتحلّق عدد من الشبان في محل حسن قبلان في ساحة ميس الجبل. أزال محل الـ«فريسكو» سريعاً آثار العدوان، ولم ينتظر إزالة الركام المنتشر حوله. اعتنى قبلان بافتتاح المحل، قبل ترميم منزله المُتضرر. يحرص السبعيني على تذكير زبائنه بأن «المجالس بالأمانات»، في إشارة إلى الأجواء الحامية التي شهدتها البلدة منذ شهرين حتى مطلع الأسبوع الجاري، عند إعلان سحب المرشحين المعارضين للوائح حركة أمل وحزب الله البلدية والاختيارية. فازت البلدية والمخاتير بالتزكية في البلدة الأكبر من حيث الكثافة السكانية والعمران والنشاط الاقتصادي. فتنفّس الأهالي الصعداء، العائدون والنازحون والمغتربون على السواء. فلو لم تتحقّق التزكية، لما كانوا سيضطرون إلى الحضور إلى مراكز الاقتراع التي حدّدتها وزارة الداخلية والبلديات في الأحياء الغربية للبلدة، على المقلب المعاكس للحدود. وهي كانت قد وافقت على افتتاح مراكز للاقتراع بعد عودة أكثر من 600 عائلة للاستقرار في ميس الجبل وإعادة افتتاح المستشفى ومركز الدفاع المدني ومحال الخُضَر والمواد الغذائية ومحطة الوقود والصيدلية. العدد الكبير للبلديات الفائزة بالتزكية غير مسبوق جنوباً لكنّ الاستهداف الإسرائيلي اليومي دفع الحزب والحركة للسعي نحو التزكية. «القطوع» مرَّ أيضاً في القليلة والمنصوري ومجدل زون وصديقين وبرج رحال وكفرصير وحناويه والخيام وعيناثا وعيتا الشعب وحاريص وغيرها من البلدات الكبرى. قرار وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار تمديد مهل سحب الترشيحات حتى اليوم، ساهم في «كرّ المسبحة» بوتيرة متسارعة في اليومين الماضيين. وحتى مساء أمس، وصلت عدد البلديات الفائزة بالتزكية إلى 76 في مختلف أقضية الجنوب. في المقابل، فإن غالبية المعارك المتبقية قائمة على عدد قليل من الترشيحات المنافسة للوائح «تنمية ووفاء». في بلدات المنطقة الحدودية، تأخرت التّزكية بسبب مرشح أو ثلاثة، كما حصل في بنت جبيل ومركبا وبليدا وعيتا الشعب. أما في بليدا، فهناك مرشحان يمنعان الفوز بالتزكية. وغالبية الترشيحات اندرجت في خانة «تسجيل الموقف ومنع مصادرة الرأي الآخر والاستئثار بقرار المجتمعات المحلية». كما يعتبر البعض أن المعارك ولو على صغر حجمها «دليل حياة لدى أهالي الجنوب، الذين يقاتلون على كل الجبهات». مسؤول العمل البلدي في المنطقة الأولى في حزب الله، علي الزين، قال لـ«الأخبار» إن «التزكية تركّزت على المجالس البلدية، فيما تُرك الخيار للعائلات في المقاعد الاختيارية». لذلك، هناك الكثير من البلدات، لا تزال الانتخابات قائمة فيها، إنما على «المخترة» فقط، مثل الناقورة وعيتا الشعب وبنت جبيل… ويعتبر الزين أن تحقيق التزكية في البلدات الكبرى إنجاز كبير «عكس أعلى درجات الديمقراطية التي تفرض رأي الأكثرية». يرفض الزين الانتقادات التي وُجّهت للثنائي بتغييب المكوّنات الأخرى. فـ«المرشحون من الثنائي والمعارضة هم من نسيج سياسي واحد وأبناء البيئة نفسها. لكنّ المعيار الأساسي لإنجاح أي مجلس بلدي، توافر التجانس بين الأعضاء». العدد الكبير للبلديات الفائزة بالتزكية غير مسبوق جنوباً. مع العلم أن العدوان المستمر، منع الكثيرين من الترشح إما لأن «الناس لا يحتملون خلافات»، أو لأن «الواقع الأمني لا يحتمل انتخابات». وفي هذا الإطار، يستعرض الزين أحوال القرى الحدودية التي يستحيل لوجستياً، إقامة انتخابات فيها، ككفركلا ويارون ومارون الرأس وعيتا الشعب، موضحاً أن «التزكية وفّرت على الناس الخطر الأمني وعبء الانتقال والانتظار».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store