
لماذا يعجز الذكاء الاصطناعي عن معرفة الوقت؟
أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة كبيرة في العالم الرقمي وغير الطريقة التي ننظر بها إلى التكنولوجيا، ولكن رغم أن هذه التقنية قادرة على توليد الصور وكتابة الروايات وأداء الواجبات المنزلية والتحليل العاطفي، فإنها غالبا ما تفشل في معرفة الوقت أو تحديده.
وفي دراسة نُشرت على موقع "أركايف" (arXiv) – وهو أرشيف مفتوح المصدر للمقالات العلمية –اختبر باحثون في جامعة إدنبرة قدرات 7 أنواع مختلفة من نماذج اللغة الكبيرة "إل إل إم" (LLM) لاختبار قدرتها في معرفة وتحديد الوقت، وشمل اختبارهم أسئلة متنوعة حول صور لساعات وتقويمات مختلفة، وأظهرت الدراسة التي ستصدر بشكل رسمي في شهر أبريل/نيسان القادم أن هذه النماذج تواجه صعوبة في فهم ومعرفة هذه المهام والتي تُعتبر أساسية في حياتنا اليومية.
وكتب الباحثون في الدراسة: "إن القدرة على تفسير واستنتاج الوقت من المدخلات البصرية أمر بالغ الأهمية للعديد من التطبيقات في العالم الحقيقي، بدءا من جدولة الأحداث إلى الأنظمة المستقلة، ورغم التقدم في نماذج اللغة الكبيرة متعددة الوسائط، فإن معظم الأبحاث ركزت على اكتشاف الأشياء وتسمية الصور وفهم المشاهد، ولكنها لم تُركز على الاستنتاج الزمني وهذا ما جعل عامل الوقت مُهملا بالنسبة لهذه الأنظمة."
واختبر فريق البحث نماذج من مختلف الشركات مثل " شات جي بي تي -4أو" من أوبن إيه آي و"جيميني" من غوغل و"كلود" من أنثروبيك، و"لاما" من ميتا والنموذج الصيني "كوين 2″ من علي بابا و"ميني سي بي إم" من مودل بيست، وقدموا صورا ذات ألوان وأشكال مختلفة لساعات جدارية عادية وساعات بأرقام رومانية وساعات بدون عقرب الثواني، بالإضافة إلى صور لتقويم يُظهر الأيام والأشهر لآخر 10 سنوات.
وفي اختبار الساعات، سأل الباحثون نماذج اللغة الكبيرة: "ما هو الوقت الموضح في الصورة المرفقة؟"، أما بالنسبة لاختبار التقويم فقد طرحوا أسئلة بسيطة مثل "ما هو اليوم الذي يوافق رأس السنة الميلادية؟" وأسئلة صعبة مثل "ما هو اليوم رقم 153 من السنة؟".
وقال الباحثون: "إن قراءة الساعات وفهم التقويم يتطلب خطوات معرفية معقدة، وتحتاج إلى تمييز بصري دقيق – لمعرفة موضع عقارب الساعة وتخطيط التقويم – كما تحتاج إلى تفكير عددي دقيق لحساب عدد الأيام بين تاريخين".
وبشكل عام لم تُحقق نماذج الذكاء الاصطناعي نتائج مرضية، فقد قرأت الوقت على الساعة بشكل صحيح في أقل من 25% من الحالات، وواجهت صعوبة في فهم الساعات التي تحمل أرقاما رومانية أو العقارب التي تملك تصميما مُبتكرا بنفس القدر الذي واجهته مع الساعات التي تفتقر إلى عقرب الثواني، وهنا يشير الباحثون أن المشكلة قد تكمن في اكتشاف العقارب وتفسير الزوايا على ميناء الساعة.
ومن الجدير بالذكر أن نموذج "جيميني" حصل على أعلى درجة في اختبار قراءة الساعات، بينما تفوق نموذج "شات جي بي تي -4أو" في قراءة التقويم وتحديد الوقت بنسبة 80%، وبالمقابل فإن معظم نماذج اللغات الكبيرة الأخرى ارتكبت أخطاء في اختبار التقويم بنسبة 20% تقريبا.
وقال روهيت ساكسينا أحد مؤلفي الدراسة وطالب دكتوراه في كلية المعلوماتية بجامعة إدنبرة في بيان صادر عن الجامعة: "يستطيع معظم الناس معرفة الوقت واستخدام التقويمات في سن مبكرة، ولكن نتائجنا تُظهر الفجوة الكبيرة في قدرة الذكاء الاصطناعي على تنفيذ ما يُعتبر مهارات أساسية جدا للبشر، ويجب ألا نغفل عن هذه المشاكل في حال أردنا دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي في التطبيقات الواقعية الحساسة للوقت مثل الجدولة والأتمتة والتكنولوجيا المساعدة".
وأضاف "رغم أن الذكاء الاصطناعي قادر على إنجاز أغلب واجباتك المنزلية، ولكن لا أنصحك بالاعتماد عليه في الالتزام بأي مواعيد نهائية."

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 10 ساعات
- الجزيرة
قضية ضد "غوغل".. والمدعي أم فقدت طفلها نتيجة الذكاء الاصطناعي
تواجه شركة "كاراكتر. إيه آي" ( المملوكة لشركة "ألفابيت" العالمية المالكة لـ" غوغل" قضية شائكة في محاكم فلوريدا، إذ ادعت سيدة أن التطبيق كان سببًا في انتحار ابنها الذي يبلغ من العمر 14 ربيعًا، حسب وكالة "رويترز". تعد هذه القضية الأولى من نوعها في الولايات المتحدة ضد شركات الذكاء الاصطناعي، إذ بُنيت القضية بأكملها على ادعاء أن الشركة فشلت في حماية الحالة النفسية للطفل وتسببت في انتحاره بعدما أصبح مهووسًا بالحديث مع روبوت الدردشة الذكية. من جانبها أكدت "كاراكتر. إيه آي" أنها تنوي الاستئناف في القضية كونها تستخدم مجموعة من ميزات الأمان المتنوعة لحماية الأطفال والقصر الذين يستخدمون المنصة خوفًا من التبعات الخطيرة، وهو ما عززه بيان خوسيه كاستانيدا المتحدث الرسمي باسم "غوغل" الذي قال إنهم يختلفون مع القضية بشكل كامل مؤكدا أن "غوغل" مختلفة تمامًا عن "كاراكتر. إيه آي" رغم كونهم مملوكين لنفس المجموعة، ولكنها لم تسهم بأي شكل من الأشكال في بناء خدمات الشركة أو حتى الشخصيات الوهمية الموجودة بها. تخطت هذه القضية مرحلة الادعاء الأولي، إذ ألزمت محكمة فلوريدا الشركتين بالمثول أمامها والدفاع عن أنفسهم في هذه القضية، وذلك بعد أن فشلت الشركة في إثبات أن القضية تندرج تحت بنود حماية حرية التعبير التي ينص عليها الدستور الأميركي. وتجدر الإشارة إلى أن الظهور الأول للقضية كان في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وذلك بعد أن انتحر سويل سيتزر في فبراير/شباط من العام ذاته، ورغم محاولات الشركات المستمرة في إثبات عدم صحة القضية، فإن قاضية المحكمة الجزئية الأميركية آن كونواي وجدت أن الاتهام صحيح ويجب أن تستمر القضية.


الجزيرة
منذ 3 أيام
- الجزيرة
أبرز الإعلانات في مؤتمر "غوغل" للمطورين 2025
أنهت " غوغل" مؤتمرها السنوي للمطورين الذي تطلق عليه "غوغل آي/أو" (Google I/O)، وكما جاءت التوقعات، كان لتقنيات الذكاء الاصطناعي نصيب الأسد من الإعلانات في المؤتمر، بدءًا من تعزيز بحث "غوغل" بالذكاء الاصطناعي وتعميم التجربة الخاصة به، وحتى أدوات توليد الصور ومقاطع الفيديو والنصوص المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. ضم المؤتمر أيضًا بعض التحديثات للمنتجات الجديدة من "غوغل" التي كانت الشركة أعلنت عنها في وقت سابق، وإليكم أبرز ما جاء في المؤتمر. البحث المعزز بالذكاء الاصطناعي قادم للجميع أعلنت "غوغل" أن مزايا البحث المعزز بالذكاء الاصطناعي قادم لجميع المستخدمين حول العالم بدءًا من مستخدمي الولايات المتحدة، وذلك بعد انتهاء الفترة التجريبية التي أمضاها النموذج في بعض الدول ومع بعض المستخدمين. قدّمت الشركة أيضًا بعض التحسينات على مزايا البحث المعزز بالذكاء الاصطناعي، إذ أطلقت عليه الآن "وضع الذكاء الاصطناعي" (Ai Mode)، وهو يظهر إلى جانب قوائم البحث المعتادة الخاصة بالشركة، أي قائمة بحث الأخبار والصور ومقاطع الفيديو وهكذا. يتيح هذا الوضع للمستخدمين التواصل مباشرة مع "جيميناي" والاستفادة من المزايا الخاصة به في عملية البحث بدلًا من التوجه إلى صفحة الدردشة الخاصة به، وأضافت الشركة أن هذا الوضع يحصل على مجموعة من التحسينات والمزايا الجديدة خلال العام. "جيميناي ألترا" كشفت الشركة عن باقة اشتراك جديدة من أجل استخدام نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها "جيميناي" وهي تدعى "ألترا" وتبلغ قيمة الاشتراك بها 250 دولارا شهريًا، وتضم هذه الباقة كافة خدمات الذكاء الاصطناعي التي تقدمها الشركة إلى جانب الأدوات الخاصة بها. ويشمل ذلك الأدوات الجديدة التي كشفت عنها الشركة ضمن فعاليات مؤتمر "غوغل آي/ أو 2025" بدءًا من أداة "فيو 3" (Veo 3) لتوليد مقاطع الفيديو وأداة التفكير العميق التي لم تطرحها الشركة بعد، كما أن الباقة الجديدة تضم حدود استخدام أعلى لكافة هذه الأدوات وأدوات "نوت بوك إل إم" (Notebook LM) و"ويسك" (Whisk) أيضًا. ولا تنتهي مزايا الباقة هنا، بل يحصل المشتركون فيها على وصول خاص لروبوت دردشة "جيميناي" مباشرة في متصفح "كروم" إلى جانب بعض عملاء الذكاء الاصطناعي الذين تم تطويرهم باستخدام منصة "غوغل" واشتراك "يوتيوب بريميوم" (Youtube Premium) ومساحة تخزين في خدمات "غوغل" السحابية تصل إلى 30 تيرابايت. وضع تفكير عميق محسن في "جيميناي" أعلنت "غوغل" عن وضع التفكير العميق المحسن في روبوت الدردشة الخاص بها، ويعمل مع روبوت "جيميناي 2.5 برو" (Gemini 2.5 Pro)، وبحسب بيان الشركة، فإن الوضع المحسن يعمل على التفكير في أكثر من إجابة على السؤال قبل تقديم الإجابة النهائية. ورغم أن الشركة لم تدخل في الكثير من التفاصيل حول آلية عمل الوضع الجديد، إلا أنها أعلنت بدء اختباراته مع مجموعة من الشركاء المعتمدين، وأكدت أنها تأخذ وقتها في اختبارات الأمان والمنطق قبل طرحه بشكل رسمي للعامة. تغير اسم "بروجيكت ستار لاين" (Project Starline) في السنوات الماضية، أعلنت "غوغل" عن مشروع متطور لمحادثات الفيديو يدعى "بروجيكت ستار لاين"، وهو يتيح إجراء محادثات فيديو ثلاثية الأبعاد كأن الطرفين يجلسان متقابلَين، والآن أعلنت الشركة تغيير اسمه إلى "غوغل بيم" (Google Beam). المفاجأة الحقيقية كانت الإعلان عن قرب طرح المشروع الجديد للمستخدمين في تعاون مع شركة "إتش بي" (HP) التي تقدم أجهزة خاصة تدعم المشروع الجديد، وهي تضم مساحة إضاءة متصلة ب6 كاميرات مختلفة من أجل توليد صورة ثلاثية الأبعاد واقعية. "فيو 3″ (Veo 3) لتوليد مقاطع الفيديو و"إيماجين 4" (Imagen 4) لتوليد الصور كشفت "غوغل" أيضًا عن الجيل الجديد من أدوات توليد مقاطع الفيديو والصور الخاصة بها، وبحسب إعلان الشركة، فإن "فيو 3" أصبح الآن قادرًا على توليد الأصوات والضوضاء المحيطة وحتى بعض المحادثات الصوتية للمقاطع الخاصة بها، فضلًا عن تحسين جودة المقاطع المولدة من الأداة. وأما "إيماجين 4" فقد حصلت على تحسينات في السرعة والدقة، ومن المتوقع أن تزداد سرعتها بعد الإطلاق النهائي لها، إذ تنوي الشركة طرح نسخة أسرع بـ10 مرات من "إيماجين 3″، كما أصبحت الأداة الآن قادرة على توليد الصور ذات التفاصيل الدقيقة والتحكم فيها، مثل أنواع الملابس والخيوط المستخدمة إلى جانب قطرات المياه وفِراء الحيوانات. وضّحت "غوغل" أن "إيماجين 4" قادرة على التعامل مع مختلف أساليب الصور والرسم، بدءًا من الصور الواقعية وحتى التجريدية، كما أن الأداة أصبحت تدعم دقة أعلى في الصور الآن، وكلاهما متاحان منذ الآن ضمن اشتراك "جيميناي ألترا" الجديد. أداة ذكاء اصطناعي توليدي موجهة لصناع الأفلام كشفت "غوغل" خلال المؤتمر عن أحدث أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاصة بها، وهي أداة "فلو" (Flow) الموجهة لصناع الأفلام والسينما بشكل عام، وهي تأتي على شكل تطبيق منفصل يجمع بين مزايا "إيماجين" و"فلو" و"جيميناي" من أجل توليد مقاطع فيديو تصل مدتها إلى 8 ثوان بناءً على الصور أو النصوص المدخلة. وتضم الأداة أيضًا ميزة بناء المشاهد والتعديل فيها كما ترغب، ومن المتوقع أن توفر الشركة نسخة احترافية قادرة على توليد مقاطع أطول من 8 ثوان في المستقبل القريب. نظارة الواقع المعزز من "غوغل" استعرضت الشركة أيضًا نظارة الواقع المعزز الخاصة بها والتي تطلق عليها مشروع "أورا" (Aura)، وهي تأتي بالتعاون مع شركة "إكس ريل" (Xreal)، ورغم أن الاستعراض تضمن عرض مقطع سريع للغاية للنظارة، إلا أن الشركة أعلنت عن دعم "جيميناي" مباشرةً منها. تنوي الشركة أيضًا التعاون مع "سامسونغ" وعدد من الشركات الرائدة لتقديم طرز متنوعة من نظارات واقع معزز مستقبلًا. أداة جديدة لتصميم واجهات التطبيقات كشفت "غوغل" عن أداة "ستيتش" (Stitch)، وهي أداة جديدة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل بناء واجهات التطبيقات مباشرة وبشكل سريع للغاية، وتعتمد الأداة على مجموعة من السمات الخاصة المبنية بداخلها مباشرة. يمكن تعديل السمات والأشكال الموجودة داخل الأداة عبر تعديل الوصف الخاص بها، كما يمكن استخدام مزايا النماذج السلكية والرسومات الأولية ولقطات الشاشة لاقتباس التصميم من واجهات المستخدم الأخرى، ويمكن الوصول إلى الأداة مباشرة من معامل "غوغل". الترجمة المباشرة في "غوغل ميت" (Google Meet) تحصل أداة الاجتماعات الخاصة بـ"غوغل" على ميزة جديدة تتيح لك ترجمة الكلام بشكل مباشر وحي داخل المنصة من أي لغة إلى أخرى بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، ولكنها في الوقت الحالي تدعم اللغة الإسبانية والإنجليزية فقط. واجهة جديدة لنظام "وير أو إس 6" (Wear OS6) كشفت "غوغل" عن واجهة جديدة لنظام الساعات الذكية الخاص بها "وير أو إس 6" (Wear OS6)، وتمتاز الواجهة الجديدة بكونها موحدة ومتسقة مع نظام "أندرويد 16" الجديد، كما يحصل النظام الجديد على خط جديد للاستخدام مع الواجهة، وهو ما يسهل على المطورين تطوير البرمجيات لها. مزايا الذكاء الاصطناعي في "أندرويد ستوديو" (Android Studio) وضحت الشركة أن واجهة التطوير البرمجية الخاصة بها "أندرويد ستوديو" تحصل على مجموعة من مزايا الذكاء الاصطناعي التي تتيح دمج عملاء الذكاء الاصطناعي مباشرة مع الواجهة واستخدامهم في تطوير البرمجيات. كما يمكن لعملاء الذكاء الاصطناعي فحص التطبيقات وتجربتها لضمان جودتها والعثور على الاخطاء البرمجية قبل نشر التطبيقات. "كروم" يساعدك على تحديث كلمات المرور المسربة منذ فترة أضافت "غوغل" إلى متصفح "كروم" إمكانية فحص الكلمات المخزنة والبحث عن الكلمات التي ظهرت في تسريبات البيانات الكبيرة، والآن تضيف خاصية جديدة تتيح لك تحديث كلمة المرور المسربة في المواقع المدعومة. ومن المتوقع أن تكون هذه الميزة مدعومة من قلة من المواقع في البداية قبل انتشارها وتبنيها من مختلف المواقع مستقبلًا.


الجزيرة
منذ 7 أيام
- الجزيرة
كيف يحول "أندرويد" هاتفك إلى أستوديو احترافي؟
في عالم يتجه بسرعة نحو الاعتماد على الهواتف الذكية أداة أساسية للإبداع البصري، يبرز نظام "أندرويد 16" بوصفه منصة طموحة تستهدف المصورين المحترفين بشكل مباشر. ومن خلال سلسلة من المزايا المتقدمة التي تعزز التحكم في الكاميرا وتوفر تجربة تصوير غير مسبوقة، يسعى "أندرويد" إلى تجاوز الحدود التقليدية للهواتف الذكية، ووضعها في مصاف الكاميرات الاحترافية. هذا التوجه ليس مجرد تحسينات طفيفة، بل هو نقلة نوعية تشمل جودة الصور، ودعم التنسيقات الاحترافية، وأدوات التحرير المتطورة، مما يفتح آفاقًا جديدة للإبداع الفوتوغرافي. ومع استمرار الأجهزة المحمولة في لعب دور متزايد الأهمية في عالم التصوير، فإن أحدث أدوات وتحسينات "أندرويد 16" تَعِد بتوفير تحكم ومرونة وجودة غير مسبوقة. ومع طرح تحديثات "أندرويد 16" التجريبية، تجري " غوغل" بعض التغييرات لتحسين تجربة الكاميرا للمستخدمين عبر مجموعة من الميزات الجديدة المصممة لمنافسة معدات التصوير التقليدية. التعريض التلقائي الهجين في السابق، كان تطبيق الكاميرا في "أندرويد" يمنح المصورين خيار التحكم اليدوي الكامل في إعدادات التعريض الضوئي أو ترك التعريض الضوئي التلقائي يتولى كل شيء، ولكن "أندرويد 16" يقدم نهجًا هجينا حيث يمكن التحكم في جوانب محددة يدويًا، في وقت يدير فيه التعريض الضوئي التلقائي الباقي. ويسمح وضع التعريض التلقائي الهجين للمصورين بالتحكم يدويًا في سرعة الغالق وحساسية الضوء وتوازن اللون الأبيض وحتى التركيز البؤري اليدوي مع الحفاظ على الضبط التلقائي لفتحة العدسة، وهي معايير طالما ظلت حكرًا على الكاميرات الاحترافية من الفئة العليا. ويفتح هذا التوجه الباب أمام تطبيقات الكاميرا المستقلة لتوفير تجارب تصوير احترافية بمعايير دقيقة تلبي متطلبات الأستوديوهات والمصورين المتخصصين. ويوفر هذا الوضع التوازن المثالي بين التحكم اليدوي والدقة الآلية، مما يسمح للمستخدمين بالتقاط الصور حتى في ظروف الإضاءة الصعبة. ومع النظام الهجين الجديد، يستطيع المستخدمون ضبط خيارات عديدة يدويًا، في حين يتولى نظام التعريض التلقائي الخوارزمي التعامل مع الجوانب المتبقية. ويتيح التحكم الدقيق في التعريض التقاط صور أفضل ذات نطاق ديناميكي عالٍ وصور بانورامية ولقطات فنية في ظروف إضاءة صعبة. وعادة ما يقدم مصنعو الهواتف الذكية أسلوبهم الخاص في ضبط التعريض التلقائي، لكن النتائج التي يقدمونها ليست مرضية للجميع. ويمنحك النهج الهجين تحكمًا في جانب أساسي دون أن ترهقك مقاييس الوضع الاحترافي. وتسمح غوغل أيضًا لتطبيقات خارجية، مثل " إنستغرام" و "سناب شات"، باستخدام الأوضاع الليلية المدمجة في الهواتف لالتقاط صور أفضل في الإضاءة المنخفضة. وسّعت غوغل نطاق تعديلات توازن اللون الأبيض، التي تقتصر حاليًا على قائمة من الإعدادات المسبقة، بما في ذلك الغائم والمتوهج والشفق، مع التحكم الدقيق في درجة شدة اللون ومستويات التدرج اللوني والتظليل. ويسمح هذا للمصورين بالتعويض عن ظروف الإضاءة الصعبة، وضمان التقاط صور ومقاطع فيديو دقيقة الألوان دون الحاجة إلى تطبيق تصحيحات الألوان لاحقًا. كما يتيح أيضًا مزيدًا من الإبداع في مظهر الصور مباشرة من الكاميرا. ويعد هذا المستوى من التحكم مفيدًا بشكل خاص للأعمال الاحترافية، حيث تكون دقة الألوان أمرًا بالغ الأهمية. صور الحركة إذا كنت من محبي تصوير صور الحركة، فإن لديك الآن خيارات إضافية. وتدمج هذه الميزات مقاطع الفيديو القصيرة مع الصوت، بالإضافة إلى مجموعات من الصور الثابتة. كما يمكنك التحكم الكامل في مكان تخزين صور الحركة عبر جهازك. ويقدم التحديث أيضًا دعمًا محسنا لالتقاط صور الحركة. ووفرت غوغل نظامًا مشابهًا إلى حد ما لالتقاط صور الحركة عبر هواتف "بيكسل" (Pixel)، حيث ربطته بوضعي "تصوير الحركة" (Action Pan) و"التعريض الضوئي الطويل" (Long Exposure). كما يتوفر أيضًا وضع "اللقطة المثالية" (Top Shot) الذي يتيح للمستخدمين اختيار الإطار المثالي من داخل مقطع أو صورة التقطوها. ومع ذلك، فإنه ليس متطابقًا مع نظام "الصور الحية" (Live Photo) الموجود في أجهزة "آيفون"، وهناك تطبيق مشابه له على بعض الهواتف الذكية الأخرى مثل "ون بلس 13" (OnePlus 13). ومع وصول "أندرويد 16″، أصبح التقاط وعرض صور الحركة أمرا موحدًا. دعم متقدم للتنسيقات يحسن نظام "أندرويد 16" دعم تنسيق "راو" (Raw)، حيث أصبح المستخدم قادرًا على التقاط الصور الخام غير المضغوطة التي تحتفظ بكامل البيانات البصرية التي التقطها المستشعر، مما يتيح معالجة لاحقة دقيقة باستخدام أدوات تحرير متقدمة. ويسمح هذا الأمر للمصورين بالتقاط الصور وتحريرها بأقل ضغط ممكن وأعلى تفاصيل ممكنة، مما يضمن مرونة أكبر للمستخدمين أثناء مرحلة ما بعد المعالجة، ويسهل تحقيق المظهر المطلوب دون المساس بجودة الصورة. ويدعم نظام "أندرويد 15" صور النطاق الديناميكي العالي "إتش دي آر" (HDR)، ولكن "أندرويد 16" يدعم تقنية "ألترا إتش دي آر" (UltraHDR)، مما يمنح صورك نطاقًا ديناميكيا أوسع بكثير. وبالإضافة إلى ذلك، تستخدم هذه الصور تنسيق "هيك" (HEIC)، وهو تنسيق أعلى جودة من "جيه بي إي جي" (JPEG)، مع استهلاك أقل للمساحة بفضل تقنيات الضغط المحسنة. ومثل ملفات "ألترا إتش دي آر جي بي إي جي" (UltraHDR JPEG)، تحتوي ملفات "ألترا إتش دي آر هيك" (UltraHDR HEIC) على خريطة مضمنة في البيانات الوصفية بحيث يمكن عرضها بشكل صحيح على الأجهزة القديمة ذات شاشات النطاق الديناميكي القياسية. أما على الأجهزة الحديثة ذات شاشات النطاق الديناميكي العالي، فتظهر تفاصيل إضافية للألوان والسطوع والتباين. وتقول غوغل إنها تعمل أيضًا على إضافة دعم تنسيق "أفيف" (AVIF) لتقنية "ألترا إتش دي آر" لاحقًا. ختامًا، تمثل ميزات المصور الاحترافي في "أندرويد 16" قفزة نوعية في مجال التصوير الفوتوغرافي بالهواتف المحمولة، حيث يوفر أدوات كانت في السابق حكرًا على الكاميرات المتطورة. ومع استمرار اضمحلال الخط الفاصل بين التصوير الفوتوغرافي عبر الهاتف المحمول والتصوير الاحترافي، يضمن "أندرويد 16" للمصورين، سواءً كانوا هواةً أو محترفين، الحصول على الموارد اللازمة لالتقاط وإنشاء محتوى بصري مذهل، ويؤكد على أهمية التصوير الفوتوغرافي في عالمنا الرقمي المتزايد.