logo
تقرير : إسرائيل أمام مستقبل غامض

تقرير : إسرائيل أمام مستقبل غامض

شبكة أنباء شفامنذ 7 ساعات

شفا – رغم مظاهر القوة العسكرية التي تُظهرها دولة الاحتلال الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة، فإن المستقبل الذي تنتظره يبدو أقل إشراقًا مما تدّعيه قيادتها، بحسب ما خلصت إليه صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.
وقالت الصحيفة إن الحملة العسكرية ضد إيران ورغم بدايتها الصاخبة، تواجه تحديات حقيقية في تحويل 'النجاحات التكتيكية' إلى مكاسب استراتيجية، بل تكشف عن مأزق استراتيجي طويل الأمد يهدد بإغراق دولة الاحتلال في صراع إقليمي معقد، وتآكل مشروعها في الهيمنة الإقليمية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ عام، كانت دولة الاحتلال غارقة في حرب ضروس في غزة، محاطة بتحديات إقليمية متصاعدة، وتحت ضغط أمريكي لإنهاء القتال. أما اليوم، ورغم خطاب النصر والانتصار، فإن الهجوم على إيران لم يحقق أهدافه المعلنة، ولم ينجح حتى الآن في شلّ البرنامج النووي الإيراني أو تحييد التهديدات الاستراتيجية التي تمثلها طهران.
مكاسب محدودة أمام خصم عنيد
الهجوم الإسرائيلي على إيران شمل أكثر من 250 هدفًا خلال 50 ساعة فقط، لكن ذلك لم يؤدِ إلى شلل فعلي في قدرات إيران الدفاعية أو النووية.
فحتى الآن، لم تُستهدف منشأة فوردو الرئيسية للتخصيب، ولم تُدمَّر مخزونات اليورانيوم الإيراني التي يُعتقد أنها موزعة في أنحاء البلاد. كما أن الرد الإيراني، رغم محدوديته، أظهر أن طهران لا تزال تمتلك القدرة على الرد والاستمرار.
هذا الفشل النسبي في تحييد القدرات النووية يضع دولة الاحتلال أمام معضلة كبرى: فإما الاستمرار في تصعيد قد يجرّ المنطقة إلى حرب أوسع، أو القبول بنتائج جزئية لا تُحقق وعد 'تحييد إيران'، وهو وعد تكرره المؤسسة العسكرية الإسرائيلية دون ضمانات عملية.
أزمة داخلية وإرهاق شعبي
في الداخل، يزداد الإرهاق الشعبي الإسرائيلي من الحروب الطويلة. فبعد 20 شهرًا من حرب الإبادة في غزة، بدأ الشارع الإسرائيلي بالتشكيك في جدوى هذه الحملات، وسط انقسام سياسي حاد حول أداء نتنياهو، الذي يسعى لعزل خصومه من الجيش والمؤسسات، ويواجه انتقادات حادة لفشله في تقديم خطة لما بعد الحرب.
وحتى في حرب إيران، هناك تساؤلات جدية: ما الهدف؟ ما أفق الانسحاب؟ وكيف ستُحوَّل العمليات العسكرية إلى أمن مستدام؟ لا توجد أجوبة واضحة، بل خطابات عن 'الفرصة التاريخية'، وسط شعور داخلي متصاعد بعدم اليقين والخوف من أن تتكرر سيناريوهات الماضي — مثل الاجتياح الفاشل للبنان عام 1982.
خسائر دبلوماسية… وعزلة دولية
في الساحة الدولية، لم تُترجم هذه 'النجاحات' إلى مكاسب دبلوماسية. بل على العكس، باتت دولة الاحتلال أكثر عزلة، خاصة بعد مجازرها المتكررة في غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من 55 ألف فلسطيني. فالمجتمع الدولي لم يبتلع رواية 'الحرب الوقائية'، بل يرى فيها اعتداءً ممنهجًا يعمّق الكراهية ويقوّض فرص السلام.
والاتفاق المنتظر مع السعودية، الذي كان من المفترض أن يُتوَّج تطبيعًا تاريخيًا، أصبح أبعد منالًا، إذ لا يمكن لأي قيادة سعودية أن تتبنى هذا الاتفاق بينما صور الأطفال الجياع والمباني المدمرة تتصدر شاشات العالم من غزة. وقد حذّر دبلوماسيون غربيون من أن هذه العزلة قد تستمر لسنوات وتضر بمكانة دولة الاحلال حتى بين حلفائها التقليديين.
وأحد أبرز التحديات التي تواجه دولة الاحتلال هو عدم قدرتها على تحويل 'إنجازاتها' العسكرية إلى مكاسب سياسية ملموسة. وكما يشير خبراء إسرائيليون، فإن 'تاريخ إسرائيل مليء بالانتصارات العسكرية التي فشلت في فرض وقائع سياسية دائمة'، كما حدث بعد انتصار 1967 الذي تبعه انهيار في 1973، أو الاجتياح الفاشل لبيروت عام 1982 الذي تحوّل إلى مستنقع استنزاف استمر حتى عام 2000.
واليوم، تبدو المعادلة مشابهة: سلسلة من الضربات العسكرية، دون رؤية سياسية واضحة، وغياب تام لاستراتيجية خروج من الحرب. وبدلًا من البناء على التقدم العسكري لتحقيق تفاهمات أو اتفاقات تضمن الحد الأدنى من الأمن، تُظهر دولة الاحتلال إصرارًا على التصعيد، ما يزيد احتمالات انفجار المواجهة بدلًا من احتوائها.
التهديد مستمر
في مواجهة إيران، قد تكون دولة الاحتلال قد أضعفت جزءًا من البنية العسكرية أو الدفاعية، لكنها لم تُزل التهديد.
فما يزال 'محور المقاومة' يمتلك آلاف الصواريخ المنتشرة في اليمن ولبنان والعراق وسوريا، إضافة إلى ترسانة إيران الذاتية، ومجرد فشل جزئي في القضاء على البرنامج النووي سيُقرأ إقليمياً كضعف في قدرة الردع الإسرائيلي.
وبينما تراهن القيادة الإسرائيلية على جلب إيران إلى طاولة المفاوضات من موقع الضعف، فإن الواقع الإقليمي لا يضمن هذا السيناريو، بل قد يدفع طهران إلى التسريع في تطوير برنامجها النووي، ما يعيد دولة الاحتلال إلى نقطة الصفر، مع تهديد أكبر وأكثر إلحاحًا.
وعليه فإن خلاصة المشهد أن دولة الاحتلال رغم عنفها العسكري وكثافة هجومها، لم تُحقق بعد إنجازًا استراتيجيًا حاسمًا، بل تواجه مستنقعًا سياسيًا وأمنيًا، وتتحرك في منطقة رمادية بلا استراتيجية خروج.
يقول داني سيتريونوفيتش، من معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب: 'الانتصارات التكتيكية لا تكفي، نحتاج الآن إلى استراتيجية للخروج… يجب أن نفكر في كيفية إنهاء هذه الحرب قبل أن نبدأها أصلاً'.
فإسرائيل قد تكون الآن في أوج قوتها العسكرية، لكنها أيضًا في أضعف لحظاتها السياسية، بين تحولات داخلية مرهقة، ومأزق استراتيجي خارجي، ونفور دولي متزايد.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقرير : إسرائيل أمام مستقبل غامض
تقرير : إسرائيل أمام مستقبل غامض

شبكة أنباء شفا

timeمنذ 7 ساعات

  • شبكة أنباء شفا

تقرير : إسرائيل أمام مستقبل غامض

شفا – رغم مظاهر القوة العسكرية التي تُظهرها دولة الاحتلال الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة، فإن المستقبل الذي تنتظره يبدو أقل إشراقًا مما تدّعيه قيادتها، بحسب ما خلصت إليه صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية. وقالت الصحيفة إن الحملة العسكرية ضد إيران ورغم بدايتها الصاخبة، تواجه تحديات حقيقية في تحويل 'النجاحات التكتيكية' إلى مكاسب استراتيجية، بل تكشف عن مأزق استراتيجي طويل الأمد يهدد بإغراق دولة الاحتلال في صراع إقليمي معقد، وتآكل مشروعها في الهيمنة الإقليمية. وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ عام، كانت دولة الاحتلال غارقة في حرب ضروس في غزة، محاطة بتحديات إقليمية متصاعدة، وتحت ضغط أمريكي لإنهاء القتال. أما اليوم، ورغم خطاب النصر والانتصار، فإن الهجوم على إيران لم يحقق أهدافه المعلنة، ولم ينجح حتى الآن في شلّ البرنامج النووي الإيراني أو تحييد التهديدات الاستراتيجية التي تمثلها طهران. مكاسب محدودة أمام خصم عنيد الهجوم الإسرائيلي على إيران شمل أكثر من 250 هدفًا خلال 50 ساعة فقط، لكن ذلك لم يؤدِ إلى شلل فعلي في قدرات إيران الدفاعية أو النووية. فحتى الآن، لم تُستهدف منشأة فوردو الرئيسية للتخصيب، ولم تُدمَّر مخزونات اليورانيوم الإيراني التي يُعتقد أنها موزعة في أنحاء البلاد. كما أن الرد الإيراني، رغم محدوديته، أظهر أن طهران لا تزال تمتلك القدرة على الرد والاستمرار. هذا الفشل النسبي في تحييد القدرات النووية يضع دولة الاحتلال أمام معضلة كبرى: فإما الاستمرار في تصعيد قد يجرّ المنطقة إلى حرب أوسع، أو القبول بنتائج جزئية لا تُحقق وعد 'تحييد إيران'، وهو وعد تكرره المؤسسة العسكرية الإسرائيلية دون ضمانات عملية. أزمة داخلية وإرهاق شعبي في الداخل، يزداد الإرهاق الشعبي الإسرائيلي من الحروب الطويلة. فبعد 20 شهرًا من حرب الإبادة في غزة، بدأ الشارع الإسرائيلي بالتشكيك في جدوى هذه الحملات، وسط انقسام سياسي حاد حول أداء نتنياهو، الذي يسعى لعزل خصومه من الجيش والمؤسسات، ويواجه انتقادات حادة لفشله في تقديم خطة لما بعد الحرب. وحتى في حرب إيران، هناك تساؤلات جدية: ما الهدف؟ ما أفق الانسحاب؟ وكيف ستُحوَّل العمليات العسكرية إلى أمن مستدام؟ لا توجد أجوبة واضحة، بل خطابات عن 'الفرصة التاريخية'، وسط شعور داخلي متصاعد بعدم اليقين والخوف من أن تتكرر سيناريوهات الماضي — مثل الاجتياح الفاشل للبنان عام 1982. خسائر دبلوماسية… وعزلة دولية في الساحة الدولية، لم تُترجم هذه 'النجاحات' إلى مكاسب دبلوماسية. بل على العكس، باتت دولة الاحتلال أكثر عزلة، خاصة بعد مجازرها المتكررة في غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من 55 ألف فلسطيني. فالمجتمع الدولي لم يبتلع رواية 'الحرب الوقائية'، بل يرى فيها اعتداءً ممنهجًا يعمّق الكراهية ويقوّض فرص السلام. والاتفاق المنتظر مع السعودية، الذي كان من المفترض أن يُتوَّج تطبيعًا تاريخيًا، أصبح أبعد منالًا، إذ لا يمكن لأي قيادة سعودية أن تتبنى هذا الاتفاق بينما صور الأطفال الجياع والمباني المدمرة تتصدر شاشات العالم من غزة. وقد حذّر دبلوماسيون غربيون من أن هذه العزلة قد تستمر لسنوات وتضر بمكانة دولة الاحلال حتى بين حلفائها التقليديين. وأحد أبرز التحديات التي تواجه دولة الاحتلال هو عدم قدرتها على تحويل 'إنجازاتها' العسكرية إلى مكاسب سياسية ملموسة. وكما يشير خبراء إسرائيليون، فإن 'تاريخ إسرائيل مليء بالانتصارات العسكرية التي فشلت في فرض وقائع سياسية دائمة'، كما حدث بعد انتصار 1967 الذي تبعه انهيار في 1973، أو الاجتياح الفاشل لبيروت عام 1982 الذي تحوّل إلى مستنقع استنزاف استمر حتى عام 2000. واليوم، تبدو المعادلة مشابهة: سلسلة من الضربات العسكرية، دون رؤية سياسية واضحة، وغياب تام لاستراتيجية خروج من الحرب. وبدلًا من البناء على التقدم العسكري لتحقيق تفاهمات أو اتفاقات تضمن الحد الأدنى من الأمن، تُظهر دولة الاحتلال إصرارًا على التصعيد، ما يزيد احتمالات انفجار المواجهة بدلًا من احتوائها. التهديد مستمر في مواجهة إيران، قد تكون دولة الاحتلال قد أضعفت جزءًا من البنية العسكرية أو الدفاعية، لكنها لم تُزل التهديد. فما يزال 'محور المقاومة' يمتلك آلاف الصواريخ المنتشرة في اليمن ولبنان والعراق وسوريا، إضافة إلى ترسانة إيران الذاتية، ومجرد فشل جزئي في القضاء على البرنامج النووي سيُقرأ إقليمياً كضعف في قدرة الردع الإسرائيلي. وبينما تراهن القيادة الإسرائيلية على جلب إيران إلى طاولة المفاوضات من موقع الضعف، فإن الواقع الإقليمي لا يضمن هذا السيناريو، بل قد يدفع طهران إلى التسريع في تطوير برنامجها النووي، ما يعيد دولة الاحتلال إلى نقطة الصفر، مع تهديد أكبر وأكثر إلحاحًا. وعليه فإن خلاصة المشهد أن دولة الاحتلال رغم عنفها العسكري وكثافة هجومها، لم تُحقق بعد إنجازًا استراتيجيًا حاسمًا، بل تواجه مستنقعًا سياسيًا وأمنيًا، وتتحرك في منطقة رمادية بلا استراتيجية خروج. يقول داني سيتريونوفيتش، من معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب: 'الانتصارات التكتيكية لا تكفي، نحتاج الآن إلى استراتيجية للخروج… يجب أن نفكر في كيفية إنهاء هذه الحرب قبل أن نبدأها أصلاً'. فإسرائيل قد تكون الآن في أوج قوتها العسكرية، لكنها أيضًا في أضعف لحظاتها السياسية، بين تحولات داخلية مرهقة، ومأزق استراتيجي خارجي، ونفور دولي متزايد.

إيران وجهت عبر وسطاء لانهاء الحرب والدخول في مفاوضات
إيران وجهت عبر وسطاء لانهاء الحرب والدخول في مفاوضات

معا الاخبارية

timeمنذ 13 ساعات

  • معا الاخبارية

إيران وجهت عبر وسطاء لانهاء الحرب والدخول في مفاوضات

بيت لحم معا- أرسلت إيران "رسائل عاجلة" تُشير إلى رغبتها في إنهاء تبادل الضربات مع إسرائيل والعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية بأن هذه الرسائل وُجهت إلى إسرائيل والولايات المتحدة عبر وسطاء من دول عربية ومسؤولين في أوروبا والشرق الأوسط. وأكدت إيران في رسائلها انفتاحها على العودة إلى المفاوضات بشأن البرنامج النووي، "طالما لم تنضم الولايات المتحدة إلى الهجمات الإسرائيلية.

إيران وإسرائيل ... صراع الإرادات وطول النفس
إيران وإسرائيل ... صراع الإرادات وطول النفس

قدس نت

timeمنذ 15 ساعات

  • قدس نت

إيران وإسرائيل ... صراع الإرادات وطول النفس

بقلم: مصطفى إبراهيم مصطفى ابراهيم : - لا يبدو الصراع بين إسرائيل وإيران مجرد مواجهة عسكرية اعتيادية. فخلف أزيز الطائرات ودويّ الصواريخ، تدور معركة أكثر عمقاً، معركة الإرادة، والقدرة على التحمل، والسيطرة على السردية الإعلامية. منذ اليوم الأول، أصبح واضحًا أن الطرفين يسعيان لتحقيق إنجازات تتجاوز الحسابات العسكرية المباشرة، للمس في عمق بنية النظام في الطرف الآخر، وتوازنات القوة في المنطقة. وحسب ما تتناوله وسائل الاعلام الإسرائيلية والمحللين والخبراء العسكريين، تسعى إسرائيل، بعد الضربة الافتتاحية القوية، إلى ترسيخ تفوقها الجوي في سماء غرب إيران، وتوظيفه في استهداف أكثر دقة لمراكز حساسة تتعلق بالبنية الأمنية والنووية للنظام الإيراني. وقد نجحت في اغتيال عدد من الشخصيات المؤثرة داخل المؤسسة النووية والعسكرية، ما يبعث برسائل مزدوجة، للداخل الإيراني، بأن النظام عاجز عن حماية نخبته العلمية والعسكرية وللخارج، بأنها قادرة على الوصول متى وأينما تشاء. في المقابل، لم تلتزم إيران بدورها التقليدي كمفعول به في المعادلة. فقد استهدفت عمق الداخل الإسرائيلي، ليس فقط عسكريًا، بل وبنية تحتية في مناطق مدنية، في محاولة واضحة لكسر صورة "الجبهة الداخلية. ورغم أن دقة الصواريخ الإيرانية تطورت، فإن خسائرها في المنصات والمخزون بدأت تتضح، ما قد يدفعها إلى تبني سياسة أكثر حذرًا أو تقنينًا في إطلاق الصواريخ خلال الأيام المقبلة. وذلك حسب محللين إسرائيليين. الصراع الحالي ليس ميدانيًا فقط، بل رمزي وإعلامي أيضًا. إيران، التي تعاني داخليًا من احتجاجات وشكوك شعبية متزايدة، تُكثف من دعايتها، حتى لو تطلّب الأمر فبركة أخبار عن إسقاط طائرات إسرائيلية أو توقيع إسرائيل على اتفاق استسلام، كما زُعم عبر حسابات على مواقع التواصل. هذا السلوك يعكس حجم الحرج الذي يشعر به النظام الإيراني، خاصة مع فشل الرواية الرسمية في تفسير الاختراقات الجوية. على الرغم من أن البرنامج النووي الإيراني هو الهدف المعلن للهجمات الإسرائيلية، إلا أن النتائج لا تبدو حاسمة بعد. صحيح، تمّت تصفية علماء، وتضررت منشآت، ولكن لا يوجد ما يؤكد تدمير مخزونات اليورانيوم المخصب أو أجهزة الطرد المركزي. إسرائيل تدرك أن وقف هذا البرنامج بالكامل يتطلب أكثر من مجرد ضربات محدودة، وربما يفتح الباب لتصعيد آخر إذا ما شعرت طهران بأن النظام بات على المحك. رغم أن الطرفين يتعرضان لأضرار، إلا أن حجم المعاناة ليس متساويًا. وبما أن هذه حرب إعلامية بقدر ما هي عسكرية، فإن كل طرف يسعى لإخفاء خسائره. يدعي بعض المحللين العسكريين الإسرائيليين بالقول: إنه ربما يكون الإنجاز الأبرز لإسرائيل حتى الآن هو الجمع بين تصفية شخصيات بارزة وتحقيق تفوق جوي. فالنظام الإيراني بقيادة المرشد الأعلى علي خامنئي يواجه تحديات داخلية كبيرة، وهو نظام غير شعبي بطبيعته. وإذا كان خامنئي ينظر إلى السماء ويتخيل طائرات إف-35 الإسرائيلية تحلق هناك، فلا شك أن ذلك يؤثر على ثقته. قد تدفع هذه الضغوط النظام إلى التشدد أكثر خشية الظهور بمظهر الضعيف، مما قد يعجّل بانهياره. ويُخشى في المقابل من أن يرد النظام باختراق نووي معلن، كأن يجري تجربة في صحراء مفتوحة. أما على صعيد الصواريخ، فقد أحرزت إسرائيل تقدمًا مهمًا عبر تدمير عدد من منصات الإطلاق وتقليص المخزون الصاروخي. وقد شهد عصر أمس إطلاق دفعة صغيرة نسبيًا من إيران استهدفت مواقع استراتيجية، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت إيران ستلجأ إلى تقنين في استخدام ترسانتها الصاروخية. ومع ذلك، فإن أي صاروخ ينجح في تجاوز أنظمة الاعتراض يمكن أن يُحدث أضرارًا جسيمة. الصراع الإسرائيلي-الإيراني تجاوز كونه معركة حدود أو نفوذ، إنه اختبار استراتيجي لقدرة كل نظام على البقاء في وجه أزمة متعددة الأبعاد، عسكرية، داخلية، ودولية. جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store