
شراكة بدأت بحذاء... وانتهت بوصية: ادفنوني بعيداً عن أخي!
في مدينة هيرتسوغنآوراخ الألمانية الصغيرة، بدأت في عشرينات القرن الماضي حكاية تحاكي قصص الروايات أو الأفلام السينمائية؛ شقيقان، أدولف (آدي) ورودولف (رودي) داسلر، جمعتهما الموهبة والطموح في مشروع عائلي لصناعة الأحذية، قبل أن تفرّقهما الخلافات ويقود كل منهما إلى تأسيس علامة تجارية أصبحت من الأكبر عالمياً: "أديداس" و"بوما".
تأسست شركتهما الأولى "داسلر للأحذية الرياضية" في غرفة غسيل والدتهما، حيث تكاملت شخصياتهما، رودي كان نشيطاً واجتماعياً يتولى المبيعات، وآدي كان هادئاً مبدعاً في التصميم والتصنيع. ومع صعود النازية عام 1933، التحق الشقيقان بالحزب كبقية كثير من الألمان، وفقا لـ telegrafi.
التحول الكبير جاء في أولمبياد برلين 1936، عندما ارتدى العداء الأمريكي جيسي أوينز أحذية "داسلر"، محققاً أربع ميداليات ذهبية، الأمر الذي منح الشركة شهرة عالمية غير مسبوقة.
لكن النجاح لم يمنع تصاعد التوترات داخل العائلة، إذ بدأت الخلافات بين زوجتي الشقيقين، ثم زادت الفجوة بين الشقيقين بسبب سوء فهم متكرر، من أبرزها حادثة أثناء غارة جوية حين فُسّرت ملاحظة عابرة من آدي على أنها إهانة مقصودة لرودي.
لاحقاً، تم تجنيد رودي في الجيش الألماني، وأُسر خلال الحرب، مقتنعاً بأن شقيقه تآمر عليه لإبعاده عن الشركة. وفي غيابه، استغل آدي الفرصة وبدأ بيع الأحذية للجنود الأمريكيين، ما زاد من مرارة الانقسام.
وفي عام 1948، انفصل الأخوان رسمياً، وقسّما الشركة بينهما. آدي أطلق على شركته اسم "أديداس"، بينما اختار رودي اسم "بوما"، ومنذ تلك اللحظة، انقسمت مدينة هيرتسوغنآوراخ بين الولاء للعلامتين، حتى أن سكانها باتوا يقيّمون الآخرين حسب نوع الحذاء الذي يرتدونه، وتجنّبوا الزواج أو الصداقة مع من يعمل في الشركة المنافسة.
في ستينات القرن العشرين، أطلقت أديداس البدلة الرياضية ذات الخطوط الثلاثة الشهيرة، والتي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الثقافة الشعبية العالمية، وأصبحت هذه البدلة رمزا رياضيا وأسلوبا شائعا بين محبي اللياقة البدنية.
رغم هذه النجاحات، واجهت أديداس أزمة في أوائل التسعينات واقتربت من الإفلاس، حتى تدخل المستثمر روبرت لويس دريفوس عام 1994، لم يغيّر الرجل المنتجات، بل طوّر استراتيجيات التسويق، وطرح الشركة للاكتتاب العام عام 1995، وهو العام نفسه الذي دشّنت فيه أديداس موقعها الإلكتروني الأول.
ورغم أن الشركتين ازدهرتا لعقود، فإن صعود شركة "نايكي" في العقود التالية هزّ مكانتهما وأعاد تشكيل خريطة السوق.
حتى بعد وفاتهما، لم تنتهِ العداوة؛ فقد دُفن آدي ورودي على طرفين متقابلين من مقبرة المدينة، في أقصى مسافة ممكنة، وكأن كل منهما كتب وصية مفادها "ادفنوني بعيداً عن أخي"، لكن في عام 2009، وبعد ستة عقود من القطيعة، نظّمت "أديداس" و"بوما" مباراة ودية بين موظفيهما، في خطوة رمزية لإنهاء صراع بدأ بين شقيقين... ولم ينتهِ إلا بعد زمن طويل.
يذكر أنه بحلول عام 2020، بلغت مبيعات أديداس العالمية 22.4 مليار دولار، ما جعلها الأولى في أوروبا والثانية عالمياً بعد نايكي، في المقابل، حققت بوما مبيعات بلغت 5.9 مليارات دولار، لتحتل المرتبة الثالثة. اليوم، لم تعد أي من الشركتين تحت إدارة أحفاد آل داسلر، لكن إرث الأخوين لا يزال ماثلًا في كل خطوة تخطوها هذه العلامات التجارية، وفي كل زوج من الأحذية يحمل خطوط أديداس الثلاثة أو شعار بوما القافز.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
المطالبة بالسجن 10 سنوات لسارقي مجوهرات كيم كاردشيان
اعتبر الادعاء العام في قضية سرقة مجوهرات النجمة كيم كاردشيان في باريس، الأربعاء، أن المتهمين في القضية «جميعهم مذنبون»، وطلب السجن عشر سنوات لأربعة رجال يُشتبه في اقتحامهم دارتها الفندقية في أكتوبر 2016. ورغم تأكيد ثمانية من المتهمين العشرة براءتهم، أكدت المدعية العامة آن دومينيك ميرفيل أن «اقتناعاً راسخاً» تكوّن لديها بأن «جميعهم مذنبون»، على ما قالت في مستهلّ مرافعاتها الختامية. ودعت دومينيك ميرفيل القضاة المحترفين في محكمة الجنايات في باريس والمحلّفين غير المتخصصين الناظرين في القضية إلى عدم الوثوق بالمظاهر وبـ«التجاعيد المطَمئنة» لهؤلاء «الرجال والنساء كبار السن». وأضافت «اليوم يُقدّمون إليكم كالأغبياء»، ولكن قبل تسع سنوات، في وقت وقوع السرقة، كانوا «لصوصاً محترفين في الجريمة المنظمة» ولديهم سجلات إجرامية حافلة، و«هم في الواقع خططوا لعملية ونجحوا في تنفيذها». وفي ليلة 2 أكتوبر 2016، كانت نجمة تلفزيون الواقع ووسائل التواصل الاجتماعي وحيدة في دارتها الفندقية في باريس خلال أسبوع الموضة، عندما اقتحم اللصوص غرفتها ونفذوا «عملية خاطفة». وذكّرت المدعية العامة أنهم «كانوا يضعون أغطية للرأس وقفازات، واحتجزوا وقيّدوا. لم يكن لديهم أي تعاطف مع كيم كاردشيان، أو مع موظف الاستقبال»، وكان «الهدف» الخاتم الشهير المقدر سعره بـ3,5 مليون يورو، والذي تعرضه كاردشيان على مواقع التواصل الاجتماعي كما تفعل في ما يتعلق ببقية تفاصيل حياتها. وشددت دومينيك ميرفيل على أن هذه السرقة «مخططة بعناية»، واللصوص «جاؤوا من أجل الخاتم، وأخذوه، وهم يعرفون بالضبط ما كانوا يفعلونه». ويواجه الرجال الأربعة الذين حددتهم النيابة العامة باعتبارهم «اللصوص» (تم فصل قضية الخامس الذي يعاني مرض الزهايمر) عقوبة السجن لمدة 30 عاماً أو السجن المؤبد للمجرمين الذين يعاودون نشاطهم، لكن النيابة العامة طلبت لهم عقوبة أقل بكثير، إذ اكتفت بطلب السجن عشر سنوات، آخذة في الاعتبار أوضاعهم الصحية وتقدم معظمهم في السن.


صحيفة الخليج
منذ 4 ساعات
- صحيفة الخليج
100 قطعة من مقتنيات نابليون في مزاد
تُقدّم دار سوذبيز للمزادات في 25 يونيو المقبل بالعاصمة الفرنسية باريس إحدى أشمل مجموعات نابليون الخاصة التي تطُرح في السوق على الإطلاق وهي تضم نحو 100 قطعة مميّزة من كنزٍ عريقٍ جمعه بيير جان شالينسون. ومجموعة شالينسون ولدت من شغفه وتفانيه في جمع المقتنيات التاريخية وبعد بحثٍ دقيق، لذلك تُصنّف من بين أهمّ المجموعات النابليونية التي يملكها أفراد، حيث عُرضت في جميع أنحاء العالم، من أستراليا والصين إلى الولايات المتحدة وأوروبا. وتُقدّم الأعمال المعروضة مجتمعةً صورةً شاملة وغامرة لنابليون بونابرت - من طفولته في كورسيكا إلى ذروة مجده الإمبراطوري ونفيه أخيراً إلى جزيرة سانت هيلينا وتضمّ المجموعة أثاثاً إمبراطورياً وفضّيات وخزفاً ومنحوتات ولوحاتٍ لأساتذةٍ قدامى وكتباً ورسومات، وتوفّر رموزاً رئيسية للتاريخ الوطني الفرنسي وآثاراً نادرة وشخصية تعكس العالم الداخلي العميق للإمبراطور. ومن أهم المقتنيات التي سيتم طرحها، قبعة نابليون ذات القرنين الأيقونية بسعر تقديري500-800 ألف يورو وظهرت هذه القبعة المميزة وذات الطابع الفرنسي خلال فترة القنصلية (1799-1804)، وسرعان ما أصبحت عنصراً لا يتجزأ من هويته البصرية، كما تعرض كرسي العرش الإمبراطوري الذي يُرجَّح أنه من قصر ستوبينيجي في تورينو بسعر 400 ألف يورو تقريباً، بجانب سرير حملات نابليون المحمول سيجري تقدير السعر عند الطلب، صُنع هذا النوع الخاص من «أسرّة الحملات» القابل للطي ليستخدمه نابليون في ساحة المعركة ويعرض نسر برونزي مذهّب من العصر الإمبراطوري بسعر تقديري: 30-50 ألف يورو. وطاولة التزيّن للإمبراطورة جوزفين بـ200–400 ألف يورو ووسام النسر الكبير لجوقة الشرف بسعر تقديري: 150 – 200 ألف يورو.


البيان
منذ 11 ساعات
- البيان
شراكة بدأت بحذاء... وانتهت بوصية: ادفنوني بعيداً عن أخي!
في مدينة هيرتسوغنآوراخ الألمانية الصغيرة، بدأت في عشرينات القرن الماضي حكاية تحاكي قصص الروايات أو الأفلام السينمائية؛ شقيقان، أدولف (آدي) ورودولف (رودي) داسلر، جمعتهما الموهبة والطموح في مشروع عائلي لصناعة الأحذية، قبل أن تفرّقهما الخلافات ويقود كل منهما إلى تأسيس علامة تجارية أصبحت من الأكبر عالمياً: "أديداس" و"بوما". تأسست شركتهما الأولى "داسلر للأحذية الرياضية" في غرفة غسيل والدتهما، حيث تكاملت شخصياتهما، رودي كان نشيطاً واجتماعياً يتولى المبيعات، وآدي كان هادئاً مبدعاً في التصميم والتصنيع. ومع صعود النازية عام 1933، التحق الشقيقان بالحزب كبقية كثير من الألمان، وفقا لـ telegrafi. التحول الكبير جاء في أولمبياد برلين 1936، عندما ارتدى العداء الأمريكي جيسي أوينز أحذية "داسلر"، محققاً أربع ميداليات ذهبية، الأمر الذي منح الشركة شهرة عالمية غير مسبوقة. لكن النجاح لم يمنع تصاعد التوترات داخل العائلة، إذ بدأت الخلافات بين زوجتي الشقيقين، ثم زادت الفجوة بين الشقيقين بسبب سوء فهم متكرر، من أبرزها حادثة أثناء غارة جوية حين فُسّرت ملاحظة عابرة من آدي على أنها إهانة مقصودة لرودي. لاحقاً، تم تجنيد رودي في الجيش الألماني، وأُسر خلال الحرب، مقتنعاً بأن شقيقه تآمر عليه لإبعاده عن الشركة. وفي غيابه، استغل آدي الفرصة وبدأ بيع الأحذية للجنود الأمريكيين، ما زاد من مرارة الانقسام. وفي عام 1948، انفصل الأخوان رسمياً، وقسّما الشركة بينهما. آدي أطلق على شركته اسم "أديداس"، بينما اختار رودي اسم "بوما"، ومنذ تلك اللحظة، انقسمت مدينة هيرتسوغنآوراخ بين الولاء للعلامتين، حتى أن سكانها باتوا يقيّمون الآخرين حسب نوع الحذاء الذي يرتدونه، وتجنّبوا الزواج أو الصداقة مع من يعمل في الشركة المنافسة. في ستينات القرن العشرين، أطلقت أديداس البدلة الرياضية ذات الخطوط الثلاثة الشهيرة، والتي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الثقافة الشعبية العالمية، وأصبحت هذه البدلة رمزا رياضيا وأسلوبا شائعا بين محبي اللياقة البدنية. رغم هذه النجاحات، واجهت أديداس أزمة في أوائل التسعينات واقتربت من الإفلاس، حتى تدخل المستثمر روبرت لويس دريفوس عام 1994، لم يغيّر الرجل المنتجات، بل طوّر استراتيجيات التسويق، وطرح الشركة للاكتتاب العام عام 1995، وهو العام نفسه الذي دشّنت فيه أديداس موقعها الإلكتروني الأول. ورغم أن الشركتين ازدهرتا لعقود، فإن صعود شركة "نايكي" في العقود التالية هزّ مكانتهما وأعاد تشكيل خريطة السوق. حتى بعد وفاتهما، لم تنتهِ العداوة؛ فقد دُفن آدي ورودي على طرفين متقابلين من مقبرة المدينة، في أقصى مسافة ممكنة، وكأن كل منهما كتب وصية مفادها "ادفنوني بعيداً عن أخي"، لكن في عام 2009، وبعد ستة عقود من القطيعة، نظّمت "أديداس" و"بوما" مباراة ودية بين موظفيهما، في خطوة رمزية لإنهاء صراع بدأ بين شقيقين... ولم ينتهِ إلا بعد زمن طويل. يذكر أنه بحلول عام 2020، بلغت مبيعات أديداس العالمية 22.4 مليار دولار، ما جعلها الأولى في أوروبا والثانية عالمياً بعد نايكي، في المقابل، حققت بوما مبيعات بلغت 5.9 مليارات دولار، لتحتل المرتبة الثالثة. اليوم، لم تعد أي من الشركتين تحت إدارة أحفاد آل داسلر، لكن إرث الأخوين لا يزال ماثلًا في كل خطوة تخطوها هذه العلامات التجارية، وفي كل زوج من الأحذية يحمل خطوط أديداس الثلاثة أو شعار بوما القافز.