logo
الكرملين ينفي.. مسؤولون: روسيا أنشأت وحدة استخباراتية لتهديد أوروبا

الكرملين ينفي.. مسؤولون: روسيا أنشأت وحدة استخباراتية لتهديد أوروبا

الشرق السعودية١٥-٠٢-٢٠٢٥

قال مسؤولو وكالات استخباراتية غربية، إن روسيا أنشأت وحدة سرية جديدة تابعة لأجهزتها الاستخباراتية، تُعرف باسم "قسم المهام الخاصة"، تستهدف أوروبا من خلال عمليات سرية، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، بينما نفى المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف هذه الاتهامات، واصفاً إياها بأنها "مزاعم لا أساس لها من الصحة".
وتتمركز هذه الوحدة في مقر الاستخبارات العسكرية الروسية، وفق الصحيفة، وهو مجمع زجاجي وفولاذي ضخم يقع في ضواحي موسكو، ويُعرف باسم Aquarium وتشمل عملياتها، محاولات اغتيال وأعمال تخريب، إلى جانب مخطط لوضع عبوات حارقة على متن طائرات.
ووفق المسؤولين الغربيين، فإن إنشاء هذه الوحدة يعكس موقف موسكو العدائي تجاه الغرب، إذ تم تأسيسها في عام 2023، رداً على دعم الغرب لأوكرانيا، وتضم عناصر مخضرمة شاركت في بعض من أخطر العمليات السرية الروسية خلال السنوات الماضية، بحسب الصحيفة.
وترى موسكو أن الغرب متورط في الهجمات الأوكرانية ضدها، بما في ذلك تفجير خطوط أنابيب "نورد ستريم"، واغتيال مسؤولين بارزين في موسكو، إضافة إلى الضربات الأوكرانية باستخدام صواريخ غربية بعيدة المدى.
وبحسب مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الغربية، فإن الوحدة الجديدة، المعروفة اختصاراً بـ SSD، تقف وراء سلسلة من الهجمات الأخيرة ضد الغرب، بينها محاولة اغتيال الرئيس التنفيذي لشركة ألمانية متخصصة في صناعة الأسلحة، ومخطط لوضع عبوات حارقة على طائرات تابعة لشركة الشحن العملاقة DHL.
قسم المهام الخاصة
ويجمع "قسم المهام الخاصة"، حسبما نقلت "وول ستريت جورنال"، تحت مظلته، عناصر من مختلف الأجهزة الأمنية الروسية، حيث استحوذ على بعض الصلاحيات من جهاز الأمن الفيدرالي FSB، أكبر جهاز استخباراتي في البلاد، كما ضم الوحدة "29155" التي تتهمها أجهزة الاستخبارات والشرطة الغربية بالوقوف وراء تسميم العميل الروسي المزدوج سيرجي سكريبال في بريطانيا عام 2018.
ويضطلع القسم بثلاث مهام رئيسية، وفق الصحيفة، هي: تنفيذ عمليات اغتيال وتخريب في الخارج، واختراق الشركات والجامعات الغربية، وتجنيد وتدريب عملاء أجانب، كما يسعى القسم لاستقطاب جواسيس من أوكرانيا، ودول نامية، وأخرى تعتبر صديقة لروسيا، مثل صربيا.
بالإضافة إلى ذلك، يدير القسم مركزاً للنخبة في العمليات الخاصة يُعرف باسم "سينيج"، حيث يتم تدريب بعض وحدات القوات الخاصة الروسية.
ويتولى قيادة القسم الكولونيل جنرال، أندريه فلاديميروفيتش أفريانوف، ونائبه اللفتنانت، إيفان سيرجيفيتش كاسيانينكو.
ويعد أفريانوف مطلوباً لدى الشرطة التشيكية بتهمة "التورط في تفجير مستودع ذخيرة في عام 2014"، ما أودى بحياة شخصين، كما منحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أرفع وسام في البلاد، لدوره في احتلال وضم شبه جزيرة القرم.
ويعتقد مسؤولو الاستخبارات الغربية، أن كاسيانينكو، هو من نسق عملية تسميم سكريبال وابنته يوليا في بريطانيا، ورغم نجاتهما من الهجوم، فقد تعرضا لإصابات حرجة، فيما لقيت امرأة ثالثة مصرعها، بعد أن التقطت زجاجة عطر ملوثة بالسم، كان المهاجمون قد تخلصوا منها، لكن روسيا تنفي أي صلة لها.
ويشرف كاسيانينكو على تنفيذ عمليات سرية في أوروبا، كما لعب دوراً في السيطرة على عمليات مجموعة "فاجنر" في إفريقيا، بعد وفاة مؤسسها يفجيني بريجوجين في عام 2023، كما لعب دوراً في نقل الخبرات والتكنولوجيا من روسيا إلى إيران، التي تزود موسكو بالمسيرات والصواريخ لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.
وأكد جيمس أباتوراي، مساعد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" المسؤول عن الحرب الهجينة، أن "روسيا تعتقد أنها في صراع مع ما تسميه الغرب الجماعي، وهي تتصرف بناء على ذلك، وصولاً إلى تهديدنا بهجوم نووي وتعزيز قدراتها العسكرية".
وفي المقابل، نفى المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف هذه الاتهامات، واصفاً إياها بأنها "مزاعم لا أساس لها من الصحة، كما هو الحال دائماً".
عقوبات أوروبية
وفي ديسمبر الماضي، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على وحدة تابعة لقسم المهام الخاصة، دون تسميته صراحة، لتورطه في انقلابات واغتيالات وتفجيرات وهجمات إلكترونية في أوروبا وأماكن أخرى.
كما وجهت الولايات المتحدة اتهامات لأعضاء في القسم بالتهم نفسها خلال الشهر نفسه، فيما عرضت وزارة الخارجية الأميركية مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل أي معلومات عن 5 أعضاء متهمين بتنفيذ هجمات إلكترونية ضد أوكرانيا.
وبلغت الأنشطة العدائية لذلك القسم ذروتها في صيف العام الماضي، لكنها تراجعت مؤخراً، وسط مؤشرات أوروبية على أن هذا التراجع قد يكون محاولة من موسكو لخلق مساحة دبلوماسية للتفاوض مع إدارة الرئيس دونالد ترمب.
وفي مايو الماضي، أعلنت الاستخبارات الأوكرانية، إحباط مخطط روسي لإشعال حرائق في عدة متاجر ومقهى، وقالت كييف آنذاك، إن العملية "كانت بتنسيق من الرائد الروسي يوري سيزوف".
وأكدت الاستخبارات الغربية، أن سيزوف، وهو ضابط في وحدة "سينيج" الخاصة التابعة لقسم المهام الخاصة، نسق عملية أخرى بعد أيام لإحراق مركز تجاري في وارسو، عاصمة بولندا، ونتيجة لذلك، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عليه لدوره في هذه المخططات.
وفي يوليو، اشتعلت عبوات حارقة أُرسلت عبر DHL في مراكز الشحن في مدينة لايبزيج بألمانيا وبرمنجهام في إنجلترا، وأوضح رئيس الاستخبارات الداخلية الألمانية السابق، توماس هالدنفانج، أن إحدى هذه العبوات كادت تتسبب في إسقاط طائرة، لكن تأخر إحدى الرحلات أدى إلى انفجاره في المطار بدلاً من الجو.
ووفق مسؤولين أمنيين، كانت هذه التفجيرات بمثابة اختبار لنقل عبوات مماثلة على متن طائرات متجهة إلى أميركا الشمالية، وعلى إثر ذلك، تم إرسال تحذيرات في أغسطس إلى شركات الشحن الكبرى وشركات الطيران والمطارات، ما دفع بعض الشركات إلى تعزيز إجراءات الفحص الأمني.
اتصالات أميركية
وتم الكشف عن تفاصيل هذه المؤامرة في أواخر صيف 2024، ونظراً لخطورة التهديد، اتصل مستشار الأمن القومي الأميركي آنذاك، جيك سوليفان، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية CIA، وليام بيرنز، بالقيادة الروسية في أغسطس، مطالبين بوقف الهجوم.
وتحدث سوليفان مع يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس بوتين وسفير روسيا السابق في واشنطن، بينما اتصل وليام بيرنز بنظيره الروسي سيرجي ناريشكين، بالإضافة إلى وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو
ورغم أن قسم المهام الخاصة يعمل وفق توجيهات عامة من بوتين، إلا أن قادة القسم قد لا يطلبون موافقة مباشرة على كل عملية، بحسب "وول ستريت جورنال".
وبحسب مسؤولين استخباراتيين أوروبيين وأميركيين وروس، يركز قسم المهام الخاصة بشكل خاص على ألمانيا، إذ تعتبرها موسكو "الحلقة الأضعف" في حلف الناتو، بسبب اعتمادها الكبير على الطاقة الروسية، وتصاعد قلقها بشأن التصعيد النووي، فضلاً عن وجود تيارات سياسية متعاطفة مع روسيا داخل البلاد.
وفي مايو الماضي، أضرم عناصر من القسم النيران في مصنع تابع لشركة "ديهل" في برلين، المتخصصة في توريد أنظمة الأسلحة لأوكرانيا.
وفي الوقت نفسه، أبلغت الاستخبارات الأميركية ألمانيا بأنها كشفت خطة لاغتيال شخصيات بارزة في صناعة الدفاع الأوروبية، من بينهم أرمين بابيرجر، الرئيس التنفيذي لشركة "راينميتال"، وهي أكبر مورد للذخائر المدفعية لأوكرانيا، وتقوم حالياً ببناء مصنع دبابات داخل أوكرانيا.
هجمات في دول أوروبية أخرى
ولم تقتصر العمليات المزعومة على ألمانيا، ففي يونيو الماضي، ألقت السلطات الفرنسية القبض على مواطن مزدوج الجنسية "أوكراني-روسي" بعد انفجار قنبلة بدائية في غرفته داخل أحد الفنادق، إذ أكدت السلطات أن المشتبه به كان يخطط لتفجير متجر كبير، ووجهت إليه تهم تتعلق بـ"الإرهاب".
ووسط تصاعد الهجمات الروسية، طالب بعض المسؤولين والمشرعين في الغرب باتخاذ إجراءات أكثر جرأة لمواجهة عمليات قسم المهام الخاصة.
وقال نيك تومسون، الضابط السابق في CIA، إنه "على الولايات المتحدة تعزيز وتوسيع أنشطتها السرية داخل روسيا وحولها، لردع مزيد من العدوان الروسي".
وتبنى السيناتور الأميركي توم كوتون، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، الطرح ذاته، مؤكداً خلال جلسة استماع حديثة أن وكالة الاستخبارات المركزية بحاجة إلى أن تصبح أكثر جرأة وابتكاراً في عملياتها السرية.
أما جيمس أباتوراي، مسؤول حلف الناتو" المعني بالحرب الهجينة، فحذر من أنه على الولايات المتحدة وحلفائها تبني "عقلية حرب" على مستوى المجتمع ككل، مؤكداً أن عدم الاستعداد لمواجهة التهديدات الروسية المتزايدة سيكون "خطأً خطيراً".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مفاوضات النووي في روما.. بحث في اتفاق إطاري وعرض إيراني
مفاوضات النووي في روما.. بحث في اتفاق إطاري وعرض إيراني

المناطق السعودية

timeمنذ 7 ساعات

  • المناطق السعودية

مفاوضات النووي في روما.. بحث في اتفاق إطاري وعرض إيراني

فيما اعتبرها الجانب الأميركي 'بناءة'. فما الذي جرى خلال تلك الجولة التي استمرت 3 ساعات؟ كشفت مصادر مطلعة على المحادثات أن الجانبين سعيا إلى وضع معايير لاتفاق جديد حول برنامج طهران النووي، مع تأجيل التفاوض على التفاصيل المهمة إلى وقت لاحق، وفق ما نقلت صحيفة 'وول ستريت جورنال' وفي السياق، اعتبر ريتشارد نيفيو، الذي ساعد في قيادة المحادثات مع إيران في عهد إدارتي الرئيسين الأميركيين باراك أوباما وجوبايدن: 'أن الاتفاق الإطاري قد يكون مفيدًا للغاية في إعداد اتفاق طويل الأجل، بشرط أن يكون الجميع واضحين بشأن النتيجة المقصودة'. فيما رأى بعض المراقبين أن السعي إلى وضع تفاهم مشترك أو اتفاق إطاري لإجراء مزيد من المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني يُحاكي، في بعض جوانبه، الاتفاق المؤقت الذي وضع عام 2013 والذي سبق الاتفاق النووي الذي توصلت إليه إيران مع إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما في 2015. وقد وفّر اتفاق 2013 تخفيفًا جزئيًا للعقوبات على إيران، مقابل بعض الخطوات لكبح برنامجها النووي إلا أنه لا يوجد ما يشير إلى أن الجانبين سيُضيفان خطوات مماثلة لبناء الثقة إلى اتفاق إطاري هذه المرة. لكن مسؤولا أميركيا كبيرا مُطّلعا على المحادثات أوضح أن الهدف هو التوصل إلى تفاهم حول النقاط الرئيسية التي ستُشكّل اتفاقًا نهائيًا العرض الإيراني؟ في المقابل، طرح الجانب الإيراني اقتراحا جديدا تضمن إنشاء اتحاد نووي ثلاثي، تقوم فيه طهران بتخصيب اليورانيوم إلى درجة منخفضة، أقل من الدرجة اللازمة للأسلحة النووية، ثم تشحنه إلى دول عربية معينة للاستخدام المدني، وفق ما أشار مسؤولون إيرانيون. كما أوضحوا أنهم على استعداد لخفض مستويات التخصيب إلى تلك المحددة في الاتفاق النووي لعام 2015 أي حوالي 3.5% – وهو المستوى الذي يقارب المستوى اللازم لإنتاج الوقود لمحطات الطاقة النووية.

ألمانيا تؤسس أول وحدة عسكرية خارج أراضيها: روسيا تهديد لنا جميعا
ألمانيا تؤسس أول وحدة عسكرية خارج أراضيها: روسيا تهديد لنا جميعا

Independent عربية

timeمنذ 2 أيام

  • Independent عربية

ألمانيا تؤسس أول وحدة عسكرية خارج أراضيها: روسيا تهديد لنا جميعا

حذر المستشار الألماني فريدريش ميرتس اليوم من أن روسيا تهدد أمن أوروبا، وذلك أثناء زيارة قام بها إلى ليتوانيا للاحتفال بتأسيس أول وحدة عسكرية دائمة ألمانية في الخارج منذ الحرب العالمية الثانية، بينما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أبلغ القادة الأوروبيين في "مكالمة خاصة" الإثنين الماضي، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غير مستعد لإنهاء الحرب في أوكرانيا. "تهديد لنا جميعاً" وقال فريدريش ميرتس أثناء مؤتمر صحافي في العاصمة الليتوانية فيلنيوس "هناك تهديد لنا جميعاً من روسيا... نحمي أنفسنا من هذا التهديد، لهذا السبب نحن هنا اليوم". وتهدف الكتيبة القتالية الألمانية الثقيلة التي تضم 5000 عنصر وستؤسس خلال الأعوام المقبلة، إلى تعزيز خاصرة حلف شمال الأطلسي (ناتو) الشرقية وردع أي عمل عدائي روسي محتمل. وجاء نشر الكتيبة رداً على الهجوم الروسي ضد أوكرانيا عام 2022، ويعد نشر وحدة عسكرية في الخارج بصورة دائمة أمراً غير مسبوق في تاريخ القوات المسلحة الألمانية ما بعد الحرب. وأكد ميرتس الذي تولى منصبه هذا الشهر أن الوضع الأمني داخل الدول التي تشكل الخاصرة الشرقية للـ"ناتو"، "ما زال متوتراً للغاية"، وأفاد بأن تعديل روسيا سياساتها لتصبح أكثر "عدوانية لا يهدد أمن أوكرانيا وسلامة أراضيها فحسب، بل يهدد أمننا المشترك في أوروبا" أيضاً. وأضاف "نحن عازمون معاً إلى جانب شركائنا على الدفاع عن أراضي الحلف في مواجهة أي عدوان. وأمن حلفائنا في البلطيق هو أمننا أيضاً". وتعد ألمانيا أكبر داعم عسكري لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة. وشدد ميرتس على أن حلفاء كييف "لن يسمحوا لروسيا بدق إسفين بيننا"، وتابع "نقف بحزم إلى جانب أوكرانيا ولكننا أيضاً نقف معاً كأوروبيين، ومتى أمكن نعمل كفريق مع الولايات المتحدة". وذكر ميرتس أن برلين تأمل في أن تكون هناك "فرصة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار ومن ثم الدخول في مفاوضات سلام"، لكنه لفت إلى أن هذه العملية قد تستغرق أسابيع إن لم يكن أشهراً. "مكالمة خاصة" في الموازاة أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترمب القادة الأوروبيين في "مكالمة خاصة" الإثنين الماضي، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غير مستعد لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لأنه يعتقد أنه يحقق انتصارات، وذلك عقب مكالمته مع الرئيس الروسي، بحسب ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن ثلاثة أشخاص مطلعين على المناقشة. وذكرت الصحيفة الأميركية أن هذا الإقرار "شكل تأكيداً لما كان القادة الأوروبيون يعتقدونه منذ فترة طويلة في شأن بوتين"، لكنها كانت المرة الأولى التي يسمعونه فيها من ترمب، كما أنه يتناقض مع ما كان الرئيس الأميركي يقوله علناً بصورة متكررة، وهو اعتقاده أن "بوتين يريد السلام بصدق". ورفض البيت الأبيض التعليق على التقارير في شأن المحادثة، وأشار إلى منشور ترمب على مواقع التواصل الاجتماعي الإثنين الماضي حول محادثته مع بوتين، إذ قال إن "نبرة وروح المحادثة كانتا ممتازتين. لو لم تكونا كذلك لقلت ذلك الآن بدلاً من قوله لاحقاً". وقالت "وول ستريت جورنال" إنه على رغم أن ترمب بدأ يقتنع بأن بوتين غير مستعد للسلام، فإن ذلك لم يدفعه إلى القيام بما كان الأوروبيون والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يطالبون به وهو "تكثيف الضغط على روسيا". وأجرى ترمب مكالمة هاتفية سابقة مع القادة الأوروبيين الأحد الماضي، أي قبل يوم من محادثته التي استمرت ساعتين مع بوتين، مشيراً حينها إلى أنه قد يفرض عقوبات إذا رفض بوتين وقف إطلاق النار، وفقاً لأشخاص مطلعين على المحادثة. لكن بحلول الإثنين الماضي، تغير موقفه مرة أخرى. فقد عبر عن عدم استعداده لفرض العقوبات على موسكو. وبدلاً من ذلك، قال ترمب إنه يريد المضي قدماً بسرعة في محادثات على مستوى أدنى بين روسيا وأوكرانيا تعقد في الفاتيكان. فرض رسوم على الأسمدة الروسية في سياق متصل، اعتبر الكرملين اليوم الخميس أن الاتحاد الأوروبي من خلال فرضه رسوماً إضافية على الأسمدة الروسية يلحق الأذى بمصالحه الخاصة. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف خلال إحاطته اليومية "في نهاية المطاف، سيجد الاتحاد الأوروبي نفسه أمام سماد أعلى سعراً وأقل جودة"، مشيراً إلى أن "الأسواق في مجالات أخرى ستعوض هذه الرسوم الجمركية، لكن الأوروبيين سيستمرون على عادتهم" في إلحاق الأذى بمصالحهم. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) تبادل أسرى حرب في سياق آخر، قال الكرملين اليوم رداً على سؤال حول صفقة مزمعة لتبادل أسرى حرب مع أوكرانيا تتضمن إطلاق كل من البلدين سراح ألف أسير، إن العمل جار وإن الجانبين يريدان استئناف عملية التبادل في أسرع وقت ممكن. واتُّفق على عملية التبادل خلال مفاوضات عقدت بين الجانبين داخل إسطنبول الأسبوع الماضي، ضمن أول محادثات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا منذ عام 2022. وذكرت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء نقلاً عن الكرملين اليوم أن روسيا سلمت أوكرانيا قائمة تضم ألف أسير حرب تريد استعادتهم في الصفقة، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الكرملين ينتظر أن تسلم أوكرانيا قائمة الأسرى الخاصة بها. استمرار الهجمات وميدانياً قالت روسيا اليوم إن دفاعاتها الجوية أسقطت 105 طائرات مسيرة أوكرانية فوق مناطق روسية، بين منتصف ليل أمس وصباح اليوم، 35 منها فوق منطقة موسكو. وذكر رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين أنه أُسقط عدد من الطائرات المسيرة التي كانت متجهة نحو المدينة. وخلال وقت لاحق قال إن الدفاعات الجوية أسقطت طائرتين مسيرتين أخريين كانتا في الطريق إلى العاصمة، وعلق الرحلات الجوية في مطاري دوموديدوفو وجوكوفسكي داخل موسكو لفترة وجيزة. وفي سياق منفصل، قالت روسيا اليوم إنها أطلقت صاروخاً من طراز "إسكندر إم" على جزء من مدينة بوكروف في منطقة دنيبروبتروفسك الأوكرانية، مما أدى إلى تدمير منظومتين صاروخيتين من طراز باتريوت ورادار. وذكرت القوات الجوية الأوكرانية أن أضراراً وقعت داخل منطقة دنيبروبتروفسك بعد هجوم، لكنها لم تحدد نوع السلاح المستخدم. وقالت وزارة الدفاع إن القوات الروسية تتقدم في نقاط رئيسة على الجبهة، وأفاد مدونون للحرب موالون لروسيا بأن القوات اخترقت الخطوط الأوكرانية بين بوكروفسك وكوستيانتينيفكا في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا. وقال الرئيس الأوكراني في خطابه الليلي المصور إن أعنف المعارك على الخطوط الأمامية تدور حول بوكروفسك، ولم يشر إلى أي تقدم روسي.

'مارشال سورية' بتمويل خليجي…
'مارشال سورية' بتمويل خليجي…

الناس نيوز

timeمنذ 3 أيام

  • الناس نيوز

'مارشال سورية' بتمويل خليجي…

ميديا – الناس نيوز :: العربي الجديد – عدنان عبد الرزاق – اكتملت شروط نجاح انتقال سورية، أو تكاد، إلى طور آخر وجديد، بوضعه وتموضعه، بعد قرار إلغاء العقوبات ولقاء الرئيس أحمد الشرع مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب في العاصمة السعودية الرياض، الأسبوع الماضي، وما سبقه من زيارات خارجية للشرع ضمن دول الإقليم، قبل أن تتوّج بزيارة باريس، لتفتح ما بعدها، ربما إلى لندن أو واشنطن دي سي، ولتتبدى تباعاً ملامح ماذا تريد سورية وماذا يراد منها؟ فقبل زيارة الرئيس السوري إلى فرنسا والمؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس إيمانويل ماكرون، كانت 'الشروط الخمسة' لتحوّل سورية وتقبّلها، إقليمياً ودولياً، معلنة وواضحة، بيد أن تكهنات كثيرة حول الذي تريده دمشق، لقاء الطلبات المتفق عليها، أوروبياً وأميركياً، أتت عبر 'كشف الشرع' خلال المؤتمر، موضحاً السلة العامة التي تسعى إليها دمشق، من دون أن يعدد قطاعياً على مستوى الاقتصاد، أو يستفيض بطبيعة العلاقات مع الجوار وشكل الحكم والمشاركة بالداخل، إذ قالها بوضوح 'مشروع مارشال السوري' هو الرؤية العامة لإعادة إعمار سورية، على غرار خطة مارشال الأميركية ما بعد الحرب العالمية الثانية. وعلى الأرجح، ليست باريس مكان الكشف الأول لرؤية سورية، بالإعمار والأمن والعلاقات مع الجوار، إذ تقاطعت مصادر عدة، منها 'وول ستريت جورنال' على أن الرئيس السوري بعث برسالة إلى البيت الأبيض، عبر وسطاء، يعرض فيها رؤيته لإعادة الإعمار طالباً لقاء مع ترامب… وهو ما حصل، بعد الطلب السعودي والدعم التركي. يغدو المشروع الشامل (مارشال) أقرب للواقع، إثر توفر الشرط السياسي وبيئة التعاون، المضافين إلى المساعدات المالية، والمنتظر أن ترتسم ملامحهما قريباً، سواء عبر مؤتمر 'إعادة إعمار سورية' تستضيفه عاصمة خليجية، أو من خلال قرار أميركي، متفق عليه وحوله، يدعو لوضع هيكلية الخطة بالتوازي مع تنفيذ دمشق الشروط الخمسة. قصارى القول: الأرجح أن الخراب الهائل الذي نتج عن حرب الأسد وحلفائه على ثورة السوريين وحلمهم، والذي بلغ كلفاً مالية بـ400 مليار دولار وملايين البشر، بين عاطل ومعوّق ومهاجر، وضرورة احتواء ما بعد السقوط تداعيات أمنية، محلية وإقليمية ودولية، يستدعي مشروعاً كبيراً وحالماً، يعيد إعمار سورية وتبديل شكل الصراع والتحالفات ويؤسس، وفق نمط تنموي تشاركي، لتوازنات جديدة بالشرق الأوسط الجديد. وخطة مارشال المنسوبة لوزير الخارجية الأميركي، جورج مارشال، واقتراحه الشهير خلال خطابه في جامعة هارفارد في يونيو/حزيران عام 1947، قبل أن يوقّع الرئيس الأميركي، هاري ترومان، على قانون التعاون الاقتصادي وتمويل بنحو 13.3 مليار دولار، على مدى أربع سنوات، لتحفيز النمو بعد تأهيل البنى وبناء المصانع واستعادة الثقة بالبيئة والعملات الأوروبية، قبل ربط القارة العجوز بالولايات المتحدة أو، إن شئتم، تحالفها معها بنموذج رأسمالي ليبرالي يواجه المد الاشتراكي السوفييتي وقتذاك. لم تكن فكرة جديدة أو لمعت بذهن السوريين بعد هروب بشار الأسد، بل طرحتها إيران بمشروع مستوحى تماماً من الخطة الأميركية، وفق ما كشفته الوثائق بالسفارة الإيرانية بدمشق، عن دراسة رسمية 'النفوذ الناعم' تحمل توقيع وحدة السياسات الاقتصادية الإيرانية في سورية، مؤرخة في أيار/مايو 2022، توضح عبر 33 صفحة، خطة شاملة لإعادة إعمار سورية وحصة إيران من الخراب، قبل أن تحيلها إلى منطقة نفوذ اقتصادي وسياسي، كالذي حققته الولايات المتحدة مع أوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية. بيد أن وضع إيران الاقتصادي الداخلي شبه المنهار، وتوازي خطتها مع بدء سحب الأسد من حظيرتها إلى الحضن العربي، وظروف أخرى كثيرة تتعلق بتطبيق الخطة عبر الشراء والسيطرة على حوامل دينية، حالت دون تنفيذ 'الحلم الفارسي' الذي أعدوا له بعد التمدد التدريجي عبر أربعين استثماراً بسورية خلال الثورة، حتى بمؤسسة مشابهة لوكالة التنمية الأميركية (USAID) لتدير 'مارشال سورية' وتتهرب من العقوبات الغربية. ليأتي الثامن من ديسمبر، فيسقط الأسد ومشروعات طهران، بعد انسحابها من سورية، تاركة الاستثمار والحلم المارشالي، حتى من دون تحصيل الديون وأموال دعم بقاء الأسد على كرسي أبيه. نهاية القول: سرب من الأسئلة بدأ يتوثب على الشفاه، بالتوازي مع عودة طرح 'خطة مارشال سورية' اليوم وملاقاتها من قبول مبدئي عام، وربما البدء لإعداد مؤتمر وتحديد المانحين والداعمين والدائنين. أول الأسئلة إمكانية نقل التجربة الأميركية بأوروبا إلى سورية، مع الاختلاف السحيق بالبيئة الاقتصادية والبنية المجتمعية، والتي لا تحل بقرار أو بالدعم المالي فحسب، فالذي يشهده الداخل السوري حتى الآن، من انقسامات وتعدد رؤى وارتباطات، قد يحيل مارشال بأرض غير مهيأة، لنموذج غير قابل للحياة والاستمرار. ولأن خطة إعمار أوروبا لم تقتصر على الحجر، بل طاولت القوانين والعلاقات التجارية والبنى المؤسسية نسأل: هل ستمتد 'مارشال سورية' لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها، وفق ما يطلبه الممول أو حسب التشكيل الجديد للمنطقة ودور سورية فيها وخلالها؟! وأيضاً، هل تنجح براغماتية الرئيس الشرع هذه المرة أيضاً، في نقل المشروع لواقع، رغم مطالب تحييد الدور التركي، وتضارب المصالح والأهداف بين المتفقين على 'مارشال سورية' إن بمنطقة الخليج نفسها، أو بين أوروبا والولايات المتحدة؟! وربما الأهم، ما هي صيغة الأموال التي ستضخ في 'مارشال سورية'، من الخليج أو حتى من أوروبا والولايات المتحدة؟ هل ستكون مساعدات من أجل تحقيق مصالح بعيدة وتشكيل حلف جديد، أم ديوناً تثقل كاهل سورية لعقود، إن لم نتطرق للوصفات والشروط التي سيفرضها الدائنون أو الداعمون، وأثرها على بيئة سورية وحياة أهليها الذين تبوؤوا أصلاً، المراتب الأولى عالمياً، بالفقر والبطالة؟ ولكن وعلى مشروعية تلك الأسئلة والهواجس، ولكي يستوي القول، لا بد من فتح باب الأمل على خطة مارشال العتيدة، فأن يضخ 250 مليار دولار، كما يتوقع الخبراء، بالجسد السوري، على مراحل ثلاث حتى عام 2035، توظف بالإعمار والاستثمارات، فعلى الأرجح، ستبدد الهواجس وتجيب، عملياً وعلى الأرض، على تلك الأسئلة. فأن تتحول سورية إلى قلب منظومة اقتصادية مأمولة تربط المنطقة العربية بتركيا فأوروبا، عبر جغرافية واستثمارات وموانئ ومسارات تبادل، وكل ذلك برعاية أميركية، فذلك ما يرجّح نجاح الخطة، بعيداً عن الخوض بتفاصيل ما بدأ يتسرب، من سلبيات تتعلق بالوضع الداخلي السوري أو إعاقات إقليمية، أو إيجابيات تتعلق بمعادن سورية النادرة ووادي السيليكون السوري وإحياء خطوط نقل الطاقة بالبر والبحر، أو إعادة رسم المنطقة، وفق حلف التشاركية والمصالح بدل الحرب وصراعات اقتسام النفوذ.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store