
منظمة الصحة العالمية: الأوضاع في مستشفيات غزة تفوق الوصف
وصفت منظمة الصحة العالمية الأوضاع داخل المستشفيات في قطاع غزة بأنها "تفوق الوصف"، وذلك بعد خروج مرفق رئيسي عن الخدمة، بسبب غارة جوية إسرائيلية.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة الدكتورة مارغريت هاريس لبي بي سي إن قطاع غزة يشهد "هجوماً تلو الآخر" على المستشفيات والعاملين في مجال الرعاية الصحية، مضيفة أن الإمدادات الطبية منخفضة للغاية، بسبب الحصار الإسرائيلي للقطاع.
وأفاد العاملون في المستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة يوم الأحد بأن غارة إسرائيلية دمرت مختبر المستشفى، وألحقت أضراراً بغرفة الطوارئ، دون الإبلاغ عن وقوع أي إصابات مباشرة، لكنهم قالوا إن طفلاً توفي بسبب انقطاع الرعاية.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف "مركز قيادة وتحكم" تستخدمه حماس، للتخطيط لهجمات ضدها.
وتدير المستشفى كنيسة إنجلترا، التي قال أساقفتها إنهم يشاطرون الفلسطينيين "الحزن والأسى والغضب"، بسبب الهجوم، مطالبين إسرائيل بتقديم أدلة تدعم ادعاءاتها.
وقد انتهى وقف إطلاق النار في غزة عندما استأنفت إسرائيل غاراتها الجوية والبرية قبل أربعة أسابيع، قائلة إن الضغط العسكري سيُجبر حماس على إطلاق سراح الرهائن، الذين لا تزال تحتجزهم.
وتعرض المستشفى المعمداني للقصف بصاروخين، في نحو منتصف ليلة الأحد، وهي المرة الخامسة التي يتعرض فيها المستشفى للقصف منذ بداية الحرب.
وبحسب مطرانية القدس الأسقفية الأنجليكانية، تعرض المختبر الجيني المكون من طابقين للهدم، وتضرر مبنيا الصيدلية، وقسم الطوارئ، كما تضررت المباني المحيطة، التي تشمل كنيسة القديس فيليب.
وقالت الأسقفية إن الجيش الإسرائيلي أعطى تحذيراً للعاملين في المستشفى والمرضى قبل 20 دقيقة من الهجوم، لإخلاء المستشفى.
وأضافت أنه لم تقع إصابات نتيجة الغارة، لكن طفلاً واحداً كان يعاني من إصابة في الرأس، توفي نتيجة عملية الإخلاء السريعة.
في وقت لاحق، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن مدير المستشفى الأهلي أبلغ الوكالة الأممية بتدمير غرفة الطوارئ، والمختبر، وأجهزة الأشعة السينية في غرفة الطوارئ، والصيدلية.
وأضاف أن المستشفى اضطر إلى نقل 50 مريضاً إلى مستشفيات أخرى، لكن لم يكن بالإمكان نقل 40 مريضاً في حالة حرجة.
وشدد على أن المستشفيات ينبغي أن تكون محميّة بموجب القانون الإنساني الدولي، قائلاً: "يجب أن تتوقف الهجمات على منشآت الرعاية الصحية. ونكرر مرة أخرى: يجب حماية المرضى، والعاملين في المجال الصحي، والمستشفيات".
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنها شنت "غارة دقيقة على مبنى واحد استخدمته حماس كمركز قيادة وسيطرة للإرهاب، ولم يكن به أي نشاط طبي".
كما أكدت على تلقي العاملين "إنذاراً مبكراً"، وأن الغارة نُفذت "مع تجنب إلحاق المزيد من الأضرار" بمجمع المستشفى، الذي ظل يعمل لمواصلة العلاج الطبي.
وأدانت حماس الهجوم، ووصفته بأنه "جريمة وحشية"، رافضة ما قيل عن استخدامها المنشأة لأغراض عسكرية.
فزع من تحول المستشفيات إلى ساحات للقتال
EPA
وقال مجلس أساقفة كنيسة إنجلترا يوم الاثنين، إنهم "يشعرون بالفزع من تحول المستشفيات إلى ساحات قتال في غزة"، وإن إسرائيل "لم تقدم بعد أدلة واضحة ومقنعة، لإثبات ادعائها" بأن حماس كانت تستخدم المستشفى.
ودعا البيان إلى إجراء تحقيق "مستقل شامل شفاف حول هذا الهجوم، وكذلك حول سوء الاستخدام المزعوم للمستشفى".
وأضاف الأساقفة أن "الوقت المحدود للغاية الذي مُنح للعاملين والمرضى لإخلاء المستشفى يشكل اعتداءً إضافياً على حقوق الإنسان الأساسية وعلى الكرامة الإنسانية الأساسية".
في الوقت نفسه، قال ممثل منظمة الصحة العالمية الدكتور ريك بيبركورن لبي بي سي إن المستشفى الأهلي لم يعد قادراً على استقبال مرضى جدد لحين إصلاحه، مضيفاً أن هذا "سيؤثر بشدة على المصابين".
وأوضح أن المستشفى الأهلي يعد مستشفىً رئيسياً لعلاج الإصابات البالغة بشمال وادي غزة، مشيراً إلى أنه المستشفى الوحيد، الذي يحتوي على جهاز الأشعة المقطعية شمال وادي غزة، في إشارة إلى الوادي الذي يقسم القطاع فعلياً إلى قسمين، حيث صنفته إسرائيل منطقة "محظورة".
كما نقلت منظمة العون الطبي للفلسطينيين عن جراح عظام في المستشفى الأهلي قوله إن مستوى الرعاية التي يُمكن أن يقدمها المستشفى للمرضى الأربعين المتبقين "يشبه إلى حد كبير مستوى الرعاية الذي يقدمه في نُزل ما".
وقال الدكتور أحمد الشرفا: "نحن غير قادرين على إجراء أية عمليات جراحية، حيث يحتاج هؤلاء المرضى إلى التشخيص المختبري، والدعم الصيدلاني، والتحويلات الطارئة في حال حدوث مضاعفات، وجميعها توقفت تماماً بسبب الهجوم الأخير".
في حين قالت الدكتورة هاريس "نحن نشهد هجوماً تلو الآخر على المستشفيات والعاملين في مجال الرعاية الصحية، وعمال الإسعاف الذين يُعتمد عليهم، والذين يبذلون كل ما في وسعهم لإنقاذ الأرواح، لا ليلقوا حتفهم".
جدير بالذكر أنه في 23 مارس/آذار، قصف الجيش الإسرائيلي قسم الجراحة في مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل رئيس الدائرة المالية في حماس إسماعيل برهوم، وشخص آخر.
وقالت حماس إن برهوم كان يتلقى العلاج من جروح أصيب بها في هجوم إسرائيلي سابق، لكن الجيش نفى ذلك، وقال إنه كان في المستشفى "من أجل ارتكاب أعمال إرهابية".
في اليوم نفسه، قُتل 15 من عمال الطوارئ برصاص القوات الإسرائيلي، من بينهم ثمانية مسعفين من الهلال الأحمر الفلسطيني كانوا قد تلقوا بلاغاً عن جرحى في رفح المجاورة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات الإسرائيلية "فتحت النار بسبب رصد تهديد"، وإن ستة من القتلى كانوا "إرهابيين من حماس"، دون تقديم أدلة. ونفى الهلال الأحمر هذا الادعاء، متهماً إسرائيل بارتكاب "جريمة حرب مكتملة الأركان".
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها تلقت معلومات تفيد بأن مسعفاً تاسعاً مفقوداً، منذ الهجوم محتجز، "في مكان احتجاز إسرائيلي".
تعثر نقل الإمدادات الطبية داخل غزة
كما حذّر رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة أدريان زيمرمان ، من أن النقص الحاد في الإمدادات الطبية "يضع حياة وسلامة سكان غزة ممن يحتاجون إلى خدمات الرعاية الصحية، في خطر".
وأفاد الدكتور بيبركورن بأن هذه الإمدادات انخفضت بشدة؛ لأن إسرائيل لم تسمح بإدخال أي شحنات من المساعدات الإنسانية، لأكثر من ستة أسابيع.
وأضاف أن منظمة الصحة العالمية قامت بتخزين بعض الإمدادات في مستودعاتها خلال وقف إطلاق النار الأخير، لكن الجيش الإسرائيلي لم يسهل عمليات النقل بين شمال غزة وجنوبها.
وقال الدكتور بيبركورن : "في الأسبوع الماضي، أجرينا مناقشة مع أحد الأخصائيين الطبيين في الأهلي، وأخبرنا أنهم يضطرون إلى استخدام الملابس والقفازات الجراحية نفسها لمختلف العمليات، بينما لدينا قفازات وملابس جراحية في مستودعنا في دير البلح جنوب وادي غزة، نريد أن نحضرها لكننا لا نحظى بالتسهيلات" اللازمة لنقلها.
وقد أطلق الجيش الإسرائيلي حملة لتدمير حماس، رداً على هجوم غير مسبوق عبر الحدود في 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، حيث قُتل حوالي 1,200 شخص، واحتُجز 251 آخرين كرهائن.
وقد أسفرت الحرب الدائرة في غزة حتى الآن عن مقتل أكثر من 50 ألفاً و980 فلسطينياً منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول وفقاً لوزارة الصحة في القطاع، رداً على مقتل 1200 من الجانب الإسرائيلي واحتجاز 251 رهينة في هجوم غير مسبوق من حركة حماس.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 11 ساعات
- شفق نيوز
الصحة العالمية تقر اتفاقاً "تاريخياً" بشأن الوقاية من الجوائح
شفق نيوز/ أقرت منظمة الصحة العالمية، يوم الثلاثاء، اتفاقاً "تاريخياً" في جنيف، بشأن الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، في بيان أوردته وكالة "فرانس برس"، إن "هذا الاتفاق انتصار للصحة العامة والعلوم والعمل المتعدد الأطراف، وسيسمح لنا، على نحو جماعي، بحماية العالم بشكل أفضل من تهديدات الجوائح". وأضاف في تصريح للوكالة الفرنسية "اليوم يوم كبير.. تاريخي". ويهدف الاتفاق الذي أقرّ خلال جمعية الصحة العالمية الثامنة والسبعين، إلى التأهّب بشكل أفضل للجوائح المقبلة وتعزيز سبل مكافحتها وتقرر إعداده في ضوء الفشل الجماعي في التعامل مع جائحة كوفيد-19 التي أودت بحياة الملايين وقوّضت الاقتصاد العالمي. ووفقاً لـ"فرانس برس"، كانت المفاوضات الآيلة إلى النسخة النهائية من النصّ شاقة ومرت بأوقات كانت فيها على وشك الانهيار، لا سيّما في ظلّ الاقتطاعات المالية الشديدة التي تواجهها المنظمة بعد قرار الولايات المتحدة الانسحاب منها وإحجامها عن دفع اشتراكات العامين 2024 و2025. واعتمد القرار في جلسة مساء الإثنين لإحدى لجنتي الجمعية بـ 124 صوتاً مؤيداً، ولم تصوّت أيّ دولة ضدّه، في حين امتنعت دول مثل إسرائيل وإيران وروسيا وإيطاليا وبولندا عن التصويت. ورغم أن قرار الانسحاب الأميركي من المنظمة لن يصبح سارياً سوى في كانون الثاني/ يناير 2026، إلا أن الولايات المتحدة لا تشارك في المفاوضات منذ أشهر وهي لم ترسل مندوبين لحضور جمعية الصحة العالمية التي تختتم أعمالها في السابع والعشرين من أيار/ مايو الجاري. وينصّ الاتفاق الذي أنجزت النسخة النهائية منه بالتوافق في 16 نيسان/ أبريل الماضي على آلية تنسيق عالمية على نحو أبكر وأكثر فعالية في آن للوقاية والرصد والاستجابة لأيّ مخاطر قد تؤدّي إلى جائحة. ويقضي الهدف منه أيضا بضمان الإنصاف في الحصول على المنتجات الصحية في حال حدوث جائحة وهو ما طالبت به البلدان الأكثر فقرا خلال كوفيد-19 عندما احتكرت الدول الثرّية اللقاحات وفحوص التشخيص.


شفق نيوز
منذ 2 أيام
- شفق نيوز
عجز ضخم يربك خطط الصحة العالمية للعامين المقبلين
شفق نيوز/ أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، يوم الاثنين، أن المنظمة تواجه عجزاً مالياً قدره 1.7 مليار دولار خلال العامين المقبلين، وهو ما يشكل تهديداً واضحاً لخططها المستقبلية. وقال تيدروس، في تصريحاته خلال اليوم الأول من اجتماع الجمعية السنوية للمنظمة المنعقد في جنيف ويستمر ثمانية أيام، إن هذا المبلغ "ليس كافياً"، مشيراً إلى أنه يعادل ما يُنفق على المعدات العسكرية في العالم كل ثماني ساعات. وفي محاولة لاحتواء الأزمة، أوضح تيدروس أن منظمة الصحة العالمية خفضت عدد وظائف هيئة الإدارة العليا من 14 إلى 7، وقلصت عدد الإدارات من 76 إلى 34. كما قررت المنظمة تقليص عدد موظفيها حول العالم بنسبة 20% من أصل نحو 9500 موظف. وشمل التخفيض أيضاً مغادرة عدد من الأسماء البارزة، من بينهم مايك رايان، منسق الاستجابة للطوارئ الذي لمع اسمه خلال جائحة فيروس كورونا من خلال مؤتمراته الصحفية العامة. وتعود الأزمة المالية الحالية جزئياً إلى انسحاب الولايات المتحدة والأرجنتين من المنظمة، التي تأسست عام 1948. وكانت الولايات المتحدة تساهم بنحو خمس نفقات المنظمة، ولا تزال مدينة لها بمبلغ يقارب 130 مليون دولار عن عام 2025، رغم أن فرص تسديد هذه الأموال تبدو ضئيلة. ومن المقرر أن يدخل انسحاب واشنطن حيز التنفيذ مطلع عام 2026. وأفاد تيدروس بأن المنظمة خفضت بالفعل ميزانيتها المخطط لها للعامين 2026 - 2027 بنسبة 20%، لتصل إلى 2.1 مليار دولار سنوياً. ومن المقرر أن يركّز الاجتماع السنوي للمنظمة هذا العام على التبني الرسمي لمعاهدة دولية بشأن الجوائح العالمية، والتي تم إعدادها بسرعة قياسية في أعقاب جائحة "كوفيد-19". وتهدف المعاهدة إلى تفادي الفوضى التي شهدها العالم في التهافت على الإمدادات الطبية، وضمان توزيع أكثر عدالة للقاحات خلال الأزمات الصحية مستقبلاً، ومن المرتقب اعتمادها رسمياً يوم غد الثلاثاء


الحركات الإسلامية
منذ 6 أيام
- الحركات الإسلامية
عبر معبر كرم أبو سالم... منظمة الصحة تنفذ عملية إجلاء طبي من غزة.. القمة الخليجية ــ الأميركية ترسم خريطة استقرار للمنطقة... المحادثات الروسية - الأوكرانية في إسطنبول لن تكون مفتوحة للإعلام
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 15 مايو 2025. الشرق الاوسط.. عبر معبر كرم أبو سالم... منظمة الصحة تنفذ عملية إجلاء طبي من غزة أعلن مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، اليوم (الخميس)، أن المنظَّمة نفَّذت عملية إجلاء طبي من قطاع غزة، أمس (الأربعاء)، عبر معبر كرم أبو سالم. وذكر غيبريسوس، في حسابه على منصة «إكس»، أن 12 من موظفي منظمة الصحة العالمية و284 من المرضى ومرافقيهم كانوا يتجمَّعون داخل مستشفى غزة الأوروبي للقيام بعملية الإجلاء الطبي. وأضاف أن منظمة الصحة تمكَّنت من تنفيذ عملية الإجلاء الطبي إلى إيطاليا وتركيا ورومانيا والأردن والإمارات، على الرغم من تعرُّض المستشفى للقصف، يوم الثلاثاء الماضي. وشدَّد غيبريسوس على ضرورة حماية المستشفيات في قطاع غزة «كي يتسنى لها أداء وظيفتها في إنقاذ الأرواح». كانت وسائل إعلام فلسطينية أفادت بسقوط قتلى وجرحى جراء قصف إسرائيلي على مستشفى غزة الأوروبي ومحيطه في خان يونس بجنوب قطاع غزة، يوم الثلاثاء، بينما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش استهدف القيادي بحركة «حماس» محمد السنوار في غارته على خان يونس. وكالات.. المحادثات الروسية - الأوكرانية في إسطنبول لن تكون مفتوحة للإعلام ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، نقلاً عن مصدر مطلع، (اليوم الخميس)، أن المحادثات بشأن أوكرانيا التي تُعقد في إسطنبول من المقرر أن تبدأ في الساعة 10:00 صباحاً بالتوقيت المحلي (07:00 بتوقيت غرينتش)، مضيفة أنها لن تكون مفتوحةً لوسائل الإعلام. وقال المصدر للوكالة إن المفاوضات ستُجرى في «قصر دولمة بهجة» في إسطنبول. وكشفت وسائل إعلام، اليوم، عن وصول الوفد الروسي إلى إسطنبول؛ للمشارَكة في المفاوضات مع أوكرانيا. وأعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يحضر الاجتماعات. وكان بوتين نفسه قد اقترح عقد محادثات مباشرة، لكن الكرملين أعلن، في وقت متأخر من مساء الأربعاء، أن الرئيس الروسي سيرسل مستشاره فلاديمير ميدينسكي إلى تركيا ليترأس الوفد الروسي. من جانبه، أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اعتزامه السفر شخصياً إلى تركيا للقاء بوتين، مشدِّداً على أنه لن يتفاوض مع أي شخصية أخرى باعتبار أن بوتين هو صاحب القرار في النزاع مع أوكرانيا. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي يقوم بجولة في منطقة الخليج، قد لمَّح إلى إمكانية حضوره المحادثات إذا شارك فيها بوتين، لكن بعد إعلان الكرملين عدم حضور بوتين، نقلت شبكة «سي إن إن» عن مسؤولين في البيت الأبيض أن ترمب لن يسافر إلى تركيا أيضاً. وأكد ترمب، في المقابل، أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو سيكون موجوداً بالتأكيد في تركيا. والمباحثات المباشرة هي الأولى بين البلدين منذ ربيع عام 2022، مع أن ترتيبات هذا اللقاء الذي يغيب عنه بوتين، تبقى غير واضحة حتى الآن. وامتنعت أوكرانيا عن نشر تشكيلة وفدها إلى هذه المباحثات. في غياب بوتين، قد لا يكون حضور زيلينسكي مضموناً. وقال الرئيس الأوكراني إنه سيكون في أنقرة، الخميس؛ للقاء نظيره التركي رجب طيب إردوغان. سيضم الوفد الروسي المستشار الرئاسي فلاديمير ميدينسكي، ونائب وزير الخارجية ميخائيل غالوزين، ونائب وزير الدفاع ألكسندر فومين، على ما أفاد الكرملين. وسبق لميدينسكي، وهو وزير الثقافة سابقاً، أن شارك في أول جولة مفاوضات بين الطرفين في ربيع عام 2022 التي لم تفضِ إلى نتيجة. وقال مستشار الرئيس الروسي للشؤون الدبلوماسية يوري أوشاكوف، الأربعاء، إنه يتوقع أن يتناول اللقاء «مسائل سياسية» وأخرى «فنية». ويُتوقَّع وصول وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الجمعة، وليس الخميس، إلى تركيا على ما أفاد مسؤول أميركي كبير، ما يضفي مزيداً من عدم اليقين حول الموعد المحدد للمفاوضات الروسية - الأوكرانية. وستكون هذه أولى مباحثات السلام المباشرة بين الأوكرانيين والروس بشأن إنهاء النزاع منذ فشل مفاوضات عُقدت بعد أشهر قليلة على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022. ويستمر البلدان بعرض مطالب يصعب التوفيق بينها. فروسيا تتمسَّك بمطالبة أوكرانيا بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وتصر على الاحتفاظ بالأراضي الأوكرانية التي ضمَّتها، بينما تعدّ كييف، مدعومةً من حلفائها، هذه الشروط غير مقبولة. في المقابل، تريد أوكرانيا «ضمانات أمنية» غربية متينة لتجنب أي هجوم روسي جديد، وأن ينسحب الجيش الروسي، الذي يسيطر على نحو 20 في المائة من مساحة البلاد، كلياً من أراضيها. وأعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي عن تفاؤل «حذر» حيال إحراز تقدم في هذه المفاوضات، عاداً أن على الروس أن «يقوموا بالخطوات المقبلة» مع أوكرانيا. وفا..55 قتيلاً في قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة بقطاع غزة أفادت مصادر طبية فلسطينية بمقتل 55 مواطناً جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ فجر اليوم (الخميس)، بينهم 43 على الأقل قتلوا فجراً جراء استهداف 13 منزلاً وخيمة في خان يونس. ووفق المركز الفلسطيني للإعلام، «استشهدت مواطنة، وأصيب ثلاثة جراء استهداف خيام النازحين بقصف مدفعي على منطقة الإقليمي شمال غربي رفح»، مشيراً إلى «استشهاد 7 مواطنين جراء القصف الإسرائيلي على منزل في بلدة جباليا شمالي قطاع غزة». وشنت طائرات إسرائيلية، صباح اليوم، غارة على بلدة خزاعة وغارة أخرى على منزل في قيزان النجار وغارة على بلدة عبسان الكبيرة في خان يونس. وطبقاً للمركز، قُتل 3 أشخاص في قصف إسرائيلي فجر اليوم على شقة سكنية في حي النصر بمدينة غزة، كاشفاً عن مقتل 43 وإصابة 100 في قصف إسرائيلي فجر اليوم على 8 منازل بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وفي أحدث إحصاءات وزارة الصحة بقطاع غزة، أعلنت الوزارة، أمس، ارتفاع عدد قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 52 ألفاً و928، بينما زاد عدد المصابين إلى 119846 منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وفي السياق، أكدت منظمة «أطباء بلا حدود» أن إسرائيل تسببت في كارثة إنسانية متعمدة في قطاع غزة. وقالت المنظمة في بيان صادر اليوم: «نشهد في الوقت الراهن، تهيئة الظروف للقضاء على الفلسطينيين في غزة»، مشيرة إلى أن القطاع أصبح جحيماً على الأرض للفلسطينيين. وحذّرت من أن فرقها الطبية الميدانية لاحظت زيادة بنسبة 32 في المائة في عدد المرضى الذين يعانون من سوء التغذية خلال الأسبوعين الماضيين. وتابعت المنظمة: «ما زالت المرافق الصحية العاملة التي تعاني أصلاً من نقص حاد في العدد والقدرة الاستيعابية للسكان تتعرض للهجوم، وتعاني من التناقص السريع في مخزون الأدوية وغيرها من الإمدادات الأساسية»، لافتة إلى أن فرقها في غزة لم تتلقَّ أي إمدادات منذ 11 أسبوعاً، وتواجه نقصاً حاداً في المواد الطبية الأساسية مثل الكمادات والقفازات المعقمة. قنا..قطر لا ترى سببا للسجال الدائر بشأن طائرة رئاسية مقدمة لترمب قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مقابلة تلفزيونية الأربعاء إنّ بلاده لا ترى سببا للسجال الدائر في واشنطن بشأن تقديم طائرة رئاسية جديدة هدية للرئيس الأميركي دونالد ترمب، مبديا دهشته لأن القضية «تمّ تسييسها بهذه الطريقة». وقال آل ثاني في مقابلة أجرتها معه شبكة «سي إن إن» التلفزيونية الأميركية «لن نفعل أيّ شيء غير قانوني. لو كان في الأمر شيء غير قانوني، لكانت لدينا طرق عديدة لإخفاء هذا النوع من المعاملات كي لا يكون ظاهرا للعامة». وأضاف «هذه معاملة واضحة للغاية بين حكومتين، وهذه أمور نراها تحصل في سائر أنحاء العالم. لا أرى أيّ سبب للجدل، ولا أعلم لماذا اتّخذ الأمر اتجاها آخر، وتمّ تسييسه بهذا الشكل». وتستعدّ قطر لتقديم طائرة فخمة من طراز بوينغ 747-8 إلى الولايات المتحدة، يقدّر الخبراء قيمتها بنحو 400 مليون دولار وتقول وسائل إعلام أميركية إنّها أشبه بـ«قصر في السماء». وتثير هذه الهبة تساؤلات حول احتمال وجود تضارب في المصالح، بخاصة وأنّ الدستور الأميركي يحظر على من يشغلون مناصب عامة قبول أي هدية «من ملك أو أمير أو دولة أجنبية». وتعليقا على هذه المسألة قال الوزير القطري لسي إن إن «لن نتراجع عن قرارنا. إذا احتاجت الولايات المتحدة شيئا، وكان قانونيا تماما، وكنا قادرين على مساعدتها ودعمها، فلن نتردّد في ذلك. نحن أناس فخورون، وإذا صدر من قطر أي شيء للولايات المتحدة، فهو بدافع الحب، وليس مقابل أي شيء». ودافع ترمب الإثنين عن قراره قبول طائرة بوينغ من قطر هدية، معتبرا أنّه سيكون «غبيا» إذا ما رفض مثل هكذا هدية، التي يخطط لاستخدامها كطائرته الرئاسية الجديدة. مسؤول: إيران مستعدة للتخلي عن اليورانيوم عالي التخصيب مقابل اتفاق مع أميركا قال المسؤول الإيراني الكبير علي شمخاني لشبكة «إن.بي.سي نيوز» في مقابلة نشرت يوم الأربعاء إن بلاده مستعدة للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة مقابل رفع العقوبات الاقتصادية. وذكر شمخاني مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي أن إيران ستلتزم بعدم تصنيع أسلحة نووية مطلقا، والتخلص من مخزوناتها من اليورانيوم عالي التخصيب، والموافقة على تخصيب اليورانيوم فقط إلى المستويات الأدنى اللازمة للاستخدام المدني، والسماح بإشراف مفتشين دوليين على العملية. وكالات...«حزام نار» يعمّق التساؤلات حول مصير السنوار فرض الجيش الإسرائيلي، لليوم الثاني على التوالي حزاماً نارياً على منطقة يُعتقد أنها موقع لاستهداف محمد السنوار، القائد الحالي لكتائب «القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، ما طوق بالغموض مصير الرجل. وقصف الجيش الإسرائيلي، أمس، ساحة الطوارئ والساحة الخلفية بمستشفى غزة الأوروبي شرق خان يونس، وفرض عليها حزاماً نارياً، وذلك بعد يوم من استهدافها بعشرات القنابل والصواريخ، كما ذكرت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط». وبقي محمد السنوار (ولد عام 1975) وهو الشقيق الأصغر لقائد «حماس» الراحل يحيى السنوار (مواليد عام 1962)، طوال الحرب على غزة هدفاً مهماً لإسرائيل، على الرغم من أنها لم تعلن رسمياً أنها استهدفته تحديداً طوال الحرب، الأمر الذي تتعزز معه الصورة الرائجة عن الرجل بعدّه مُجيداً للتخفي. ويستدعي أسلوب الأحزمة النارية تجربة اغتيال حسن نصر الله الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني، وبعض قيادات «حماس» و«القسام» البارزة. وفيما تتزايد التقارير الإسرائيلية التي تشير لاستهداف السنوار، تلوذ «حماس» بالصمت، وترفض مصادر عدة فيها التأكيد أو النفي، خاصة أن للرجل سجلاً حافلاً بمراوغة محاولات الاغتيال على مدار أكثر من عشرين عاماً. العربية نت..القمة الخليجية ــ الأميركية ترسم خريطة استقرار للمنطقة رسمت القمة الخليجية - الأميركية التي عُقدت في الرياض، بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في اليوم الثاني والأخير من زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إلى المملكة العربية السعودية، خريطة استقرار في المنطقة، وشددت على قوة العلاقات الاستراتيجية التي تجمع دول مجلس التعاون الخليجي مع الولايات المتحدة. وركّزت القمة على تعزيز الشراكة الاستراتيجية، ومناقشة قضايا الأمن الإقليمي والاقتصاد وملفات المنطقة. وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى ترؤسه القمة إن الولايات المتحدة شريك تجاري أساسي مع دول المجلس؛ حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة، في عام 2024، نحو 120 مليار دولار. وشدد الأمير محمد بن سلمان على ضرورة إيجاد حل للقضية الفلسطينية، وفقاً لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية. وشجع على الحوار بين الأطراف اليمنية، والوصول إلى حل سياسي شامل. وأكد أيضاً أهمية وحدة الأراضي السورية، مُشيداً بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب رفع العقوبات المفروضة على سوريا، بالإضافة إلى تأكيده إلزامية وقف إطلاق النار في السودان، والوقوف إلى جانب لبنان، سعياً لاستقراره. وبدوره، قال الرئيس ترمب، خلال القمة، إن دول الخليج في قمة الدول المتقدمة والمزدهرة، والعالم يراقب الفرص المتاحة لديها. وأكد الرئيس الأميركي ضرورة إيجاد «مستقبل آمن وكريم» في غزة. وقال إنه يتعين على إيران وقف حروبها بالوكالة في المنطقة. وجدَّد عزمه على إصدار أمر برفع العقوبات عن سوريا. وبخصوص لبنان، قال ترمب إن هذا البلد يحظى بفرصة جديدة مع الرئيس ورئيس الوزراء الجديدين، وإن هناك فرصة حقيقية لمستقبل خالٍ من «حزب الله» في لبنان. في غضون ذلك، عقد الرئيس الأميركي لقاءً مع الرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض، أمس، تحت رعاية ولي العهد السعودي، فيما بدا احتضاناً لسوريا الجديدة، وسط إشادات واسعة برفع العقوبات الأميركية عن سوريا الذي أعلنه ترمب، الثلاثاء. وشارك في اللقاء السعودي - الأميركي - السوري، أيضاً، الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، عبر الإنترنت. وتناول اللقاء مستقبل الأوضاع في سوريا، وتأكيد أهمية استقرارها وسيادتها ووحدة أراضيها، وتحقيق الأمن والرخاء للشعب السوري. وأشاد قادة خليجيون بالخطوة الأميركية تجاه سوريا. وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، خلال مؤتمر صحافي، أن «سوريا لن تكون وحدها... بل ستقف معها السعودية والشركاء الدوليّون» الشرع يدعو إلى الاستثمار في سوريا وتحويلها إلى «بلد للوظائف والازدهار» دعا الرئيس السوري أحمد الشرع الأربعاء إلى الاستثمار في بلاده لدفع جهود إعادة الإعمار وتسهيل التعافي الاقتصادي. وقال الشرع في خطاب متلفز إن سوريا يجب أن تتحول إلى «بلد للوظائف والازدهار»، مضيفا أن المستثمرين من داخل البلاد وخارجها، بما في ذلك من تركيا، مرحب بهم. وأضاف الرئيس المؤقت «سوريا تعاهدكم أن تكون أرض السلام والعمل المشترك وأن تكون وفية لكل يد امتدت إليها بخير، ولن تكون سوريا بعد اليوم ساحة لصراع النفوذ، ولا منصة للأطماع الخارجية ولن نسمح بتقسيم سوريا». وتابع الشرع «الطريق لا يزال أمامنا طويلا»، مجددا التزامه بالوحدة الوطنية، وتعهد بأن بلاده لن تسمح بعد الآن بأن تتحول إلى ساحة للصراعات الخارجية. وقال «سوريا لكل السوريين، بكل طوائفهم وأعراقهم، ولكل من يعيش على هذه الأرض المباركة. التعايش هو إرثنا عبر التاريخ، والانقسامات التي مزقتنا كانت دوما نتيجة للتدخلات الخارجية، واليوم نرفضها جميعا». وسبق الخطاب مقابلة جمعت الرئيس السوري بالرئيس الأميركي دونالد ترمب في السعودية. وكان الرئيس الأميركي قد أعلن، بشكل مفاجئ يوم الثلاثاء، نيته رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا.