
انكماش الاقتصاد الأمريكي بمعدل سنوي 0.3% خلال الربع الأول
هذا التراجع في الناتج المحلي الإجمالي جاء أسوأ من توقعات الاقتصاديين الأخيرة، مقارنة بنمو قدره 2.4% تم تسجيله في الربع الرابع من العام السابق. ويُعد هذا أول انكماش في الناتج المحلي الإجمالي الأميركي منذ عام 2022.
يُعزى هذا التراجع بشكل رئيسي إلى تسابق الشركات الأمريكية على شراء السلع من الخارج قبيل فرض الرسوم الجمركية الواسعة، إذ أظهرت بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي يوم الثلاثاء أن العجز التجاري في السلع بلغ مستوى قياسيًا في مارس، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز"، واطلعت عليه "العربية Business".
وفي منشور على شبكته "تروث سوشيال"، أشار ترامب إلى أن الأرقام "لا علاقة لها ب الرسوم الجمركية"، مضيفًا وهو يحمّل الرئيس السابق جو بايدن المسؤولية: "أنا لم أبدأ حتى 20 يناير... عندما يبدأ الانتعاش، سيكون غير مسبوق. فقط تحلَّوا بالصبر!!!"
يُعد الفرق بين الصادرات والواردات عنصرًا أساسيًا في حساب الناتج المحلي الإجمالي ، إلى جانب الاستهلاك المحلي، و الاستثمار ، والإنفاق الحكومي.
قال جريجوري داكو، كبير الاقتصاديين في شركة EY-Parthenon، إن "تكديس الشركات للطلبات لتجنب الرسوم الجمركية أدى إلى صدمة كبيرة للناتج المحلي الإجمالي"، لكنه وصف العوامل التي ساهمت في قراءة الناتج لهذا الأسبوع بأنها "تشوهات غير مسبوقة" لا يُتوقع أن تُغيّر نظرة مجلس الاحتياطي الفيدرالي تجاه الأداء الحقيقي للاقتصاد.
وعلى الرغم من أن العجز في تجارة السلع أسهم في خفض الناتج المحلي الإجمالي ، فإن ذلك قابله جزئيًا إنفاق الشركات على تخزين البضائع. وبعد صدور البيانات، تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية وارتفعت عوائد السندات قليلًا، حيث ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل عامين – والتي تعكس التوقعات بشأن أسعار الفائدة – بمقدار 0.01 نقطة مئوية ليصل إلى 3.66%.
ولم يطرأ تغيير كبير على التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة بعد صدور البيانات، إذ لا يزال المتداولون في أسواق العقود الآجلة يتوقعون نحو أربع تخفيضات هذا العام.. وقد عدّل عدد من الاقتصاديين في وول ستريت توقعاتهم لنمو الربع الأول نحو الانخفاض بعد نشر أرقام تجارة السلع يوم الثلاثاء.
أوضحت هيئة التحليل الاقتصادي، التي أصدرت أرقام الناتج المحلي الإجمالي يوم الأربعاء، أن انخفاض الناتج في الربع الأول يعكس أيضًا تراجعًا في الإنفاق الحكومي.
وفي إشارة إلى التخزين الذي تم قبيل إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية ، لفتت الهيئة إلى ارتفاع في " الاستثمار في المخزون الخاص". كما أضافت أن الإنفاق الاستهلاكي كان من بين العوامل التي ساهمت جزئيًا، ولكن ليس كليًا، في تعويض أثر ارتفاع الواردات وتراجع الإنفاق الحكومي.
ومن المتوقع أن تؤدي الحرب التجارية التي أطلقها ترامب إلى تباطؤ النمو خلال النصف الثاني من العام، مع تأثر الاستهلاك نتيجة ارتفاع الأسعار.
كان صندوق النقد الدولي قد خفّض الأسبوع الماضي توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي الأميركي لهذا العام إلى 1.8%، مقارنة بتقدير سابق عند 2.7% في يناير. بينما توقّع العديد من المحللين في القطاع الخاص عدم حدوث أي نمو على الإطلاق.
وفي سياق متصل، قال المدير الإقليمي لشركة أوربكس في الشرق الأوسط، محمد المريري، إن بيانات الربع الأول من العام الحالي للاقتصاد الأميركي لا تعكس التأثير الكامل لفرض الرئيس ترامب الرسوم الجمركية في أبريل، متوقعًا أن يشهد الربع القادم نتائج أسوأ في حال استمرار التصعيد التجاري.
أشار المريري في مقابلة مع "العربية Business" إلى أن بيانات التوظيف الأولية جاءت سلبية، مما ينذر ببيانات توظيف أضعف قد تصدر يوم الجمعة، وهو ما أثار تشاؤم الأسواق.
وأضاف أن الأرقام الحالية قد لا تعكس بشكل كامل تأثير فرض ووقف واستثناء بعض الدول والقطاعات من التعريفات، لكن الربع القادم سيظهر الصورة الحقيقية في حال عدم التوصل إلى اتفاقات تجارية.
وتوقع أن تشهد الأسواق خفضين إلى ثلاثة في أسعار الفائدة قبل نهاية العام، مرجحًا أن يتحرك الفيدرالي الأميركي رغم الضغوط من ترامب.
وفيما يتعلق بسوق العملات، قال إن ضعف الدولار قد يستمر، وهو ما يتماشى مع استراتيجية ترامب لتعزيز الصادرات.. أما بالنسبة للذهب، فمن المتوقع استمرار صعوده نحو مستويات 3700 إلى 3800 دولارًا للأونصة قبل نهاية عام 2025، مدفوعًا بالمعطيات الأساسية والخلافات الجيوسياسية واستمرار الطلب المرتفع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأسبوع
منذ 37 دقائق
- الأسبوع
هل يمكن تصنيع آيفون في الولايات المتحدة الأمريكية؟.. خبراء يجيبون
آيفون 17 Pro أحمد خالد أكد خبراء أن مسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتصنيع هواتف آيفون التي تنتجها شركة أبل داخل الولايات المتحدة، قد يواجه الكثير من العقبات القانونية والاقتصادية أقلها تثبيت "البراغي الصغيرة" بطرق آلية. قد تستغرق ما يصل لـ10 سنوات وأوضح المحلل في ويدبوش، دان إيفز، أن عملية نقل الإنتاج إلى الولايات المتحدة قد تستغرق ما لا يقل عن 10 سنوات وقد تسبب في وصول سعر الجهاز الواحد لـ آيفون إلى 3500 دولار. ويُباع أحدث إصدار من هواتف آيفون حالياً في حدود 1200 دولار. وتابع: "نعتقد أن مفهوم إنتاج أبل لأجهزة آيفون في الولايات المتحدة هو قصة خيالية غير ممكنة". سيزيد من تكاليف المستهلكين من جانبه أشار أستاذ الاقتصاد في جامعة كولومبيا بريت هاوس، إلى أن فرض رسوم جمركية على أجهزة آيفون سيزيد من تكاليف المستهلكين من خلال تعقيد سلسلة التوريد والتمويل الخاصة بشركة أبل، محذرا أنه لا شيء من هذا إيجابي بالنسبة للمستهلكين الأميركيين. رسوم جمركية تبلغ 25% يشار إلى أن ترامب كان قد هدد الجمعة الماضية بفرض رسوم جمركية تبلغ 25% على أبل في حال بيعها هواتف آيفون مصنعة في الخارج داخل الولايات المتحدة. وقال الرئيس الأمريكي للصحفيين، إن الرسوم الجمركية البالغة 25% ستطبق أيضاً على شركة سامسونج وغيرها من صانعي الهواتف الذكية، مشيراً إلى أنه "لن يكون من العدل" عدم تطبيق الرسوم على جميع الهواتف الذكية المستوردة. واختتم ترامب قائلا: "كان لدي تفاهم مع (الرئيس التنفيذي لشركة أبل) تيم (كوك) بأنه لن يفعل ذلك. قال إنه سيذهب إلى الهند لبناء مصانع، وقلت له لا بأس أن يذهب إلى الهند لكنك لن تبيع هنا بدون رسوم جمركية".


النهار المصرية
منذ ساعة واحدة
- النهار المصرية
كيف وقعت أمريكا في مأزق اقتصادي جراء سياسات رئيسها ترامب؟
مأزق اقتصادي كبير، أعده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدولته بمجرد أن وصل إلى سُدة الحُكم، مروجاً له على أنه «يوم التحرير» أو استراتيجية تُجارية جديدة تضع بلاده على الطريق الصحيح في مسار النمو الاقتصادي، على عكس ما توقع الخبراء وأساتذة علم الاقتصاد. حدة الحرب الاقتصادية يوم تلو الآخر، تظهر حدة الحرب الاقتصادية التي شنها «ترامب» مُستخدماً سلاح الرسوم الجمركية، فلم يقتصر تأثيرها على الاستثمار فقط بل وصلت إلى المواطن الأمريكي سواء الذي يعمل في وظيفة ما أو الذي لديه أعمال حرة خاصة به، ليعود مُجدداً الرئيس الأمريكي بفرض حالة رسوم أحجبت حالة عدم اليقين على وقع تهديداته بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على أوروبا وتعريفات بنسبة 25% على الهواتف غير المُصنعة بأمريكا، الأمر الذي أدى إلى انخفاض أسعار الأسهم العالمية وتراجع الدولار إلى أدنى مستوياته، حسب وسائل الإعلام العالمية. استراتيجية «ترامب» التجارية أدت إلى تصاعد المخاوف بأن تستمر حالة عدم القين لنهاية العام الجاري، لذا اتجه كبار المستثمرين إلى تنويع محافظ السندات الخاصة بهم بشكل أكبر في أسواق خارج أمريكا، نظراً لما يترتب على الحرب التجارية لـ «ترامب» والعجز المتزايد في البلاد من تآكل جاذبية أكبر سوق دين في العالم. استطلاع رأي لـ «بلومبرج»: ارتفاع أسعار السلع اليومية بينما يراقب قادة العالم والمستهلكون عن كثبت الخطوات التالية لـ «ترامب» أظهر استطلاع رأي لـ «بلومبرج» هي شركة أمريكية تعمل في مجال المالية والبرمجيات والبيانات والإعلام، أن أغلبية الشباب الأمريكيين يرون أن أوضاعهم المالية كانت ستكون أفضل لو لم تُطبق رسوم «ترامب» الجمركية، وتوقع 69% من المشاركين في الاستطلاع، ارتفاع أسعار السلع اليومية نتيجة الرسوم الجمركية. أكبر إجراء حمائي أمريكي أدت سلسلة التعريفات الجمركية التي أطلقها «ترامب» خلال ما أسماه بـ «يوم التحرير» أكبر إجراء حمائي أمريكي منذ ثلاثينيات القرن الماضي، إلى اضطرابات في الأسواق المالية ومخاوف جديدة من احتمال انزلاق الولايات المتحدة الأمريكية في حالة الركود، ورغم ذلك يواصل «ترامب» الترويج بقوة لأجندته التُجارية باعتبارها استراتيجية لإعادة الوظائف لقطاع التصنيع للولايات المتحدة الأمريكية.


24 القاهرة
منذ ساعة واحدة
- 24 القاهرة
وزير المالية الألماني: أمريكا في حاجة ماسة لحل سريع لنزاع الرسوم الجمركية مع الاتحاد الأوروبي
أكد وزير المالية الألماني، لارس كلينجبايل، اليوم الأحد، أن الولايات المتحدة لديها مصلحة مشتركة في إيجاد حل سريع للنزاع المتصاعد المتعلق بالرسوم الجمركية مع الاتحاد الأوروبي. ويأتي هذا التصريح في ظل تصاعد التوترات التجارية بعد أن أوصى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة الماضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي بدءًا من الأول من يونيو 2025 وفق رويترز. ألمانيا الأكثر تضررًا والتهديد يطال الاقتصادين وتظهر البيانات الرسمية أن ألمانيا كانت أكبر دولة أوروبية تصدر منتجات إلى الولايات المتحدة في العام الماضي، حيث بلغ حجم صادراتها 161 مليار يورو (ما يعادل 183 مليار دولار). وعليه، فإن أي رسوم جمركية جديدة ستؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الألماني. غير أن كلينجبايل صرح لهيئة الإذاعة والتلفزيون الألمانية (إيه.آر.دي) أن هذه الرسوم الجمركية لا تعرض الاقتصاد الألماني للخطر فحسب، بل تهدد أيضًا الولايات المتحدة نفسها. وأضاف: يجب ألا نشعر بالاستفزاز بل يجب أن نركز على المخاطر. نحن نريد حلًا مشتركًا مع الولايات المتحدة... وأريد أن أقول بوضوح شديد هنا أن ذلك يصب أيضًا في مصلحة الولايات المتحدة. وتابع الوزير الألماني موضحًا: جميع البيانات الآتية من الولايات المتحدة بشأن مستوى الدولار والسندات الأمريكية تُظهر أن من مصلحتهم أيضًا التعاون معنا. هذا التصريح يشير إلى أن تأثير الرسوم الجمركية قد يمتد ليشمل استقرار الأسواق المالية الأمريكية. خلفية التوتر وتأثيرات الرسوم الجمركية المحتملة وكان البيت الأبيض علّق معظم الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب في أوائل أبريل 2025 على معظم دول العالم، وذلك بعد أن أقدم مستثمرون على بيع أصول أمريكية، بما فيها السندات الحكومية والدولار، في رد فعل على تلك الإجراءات. ومع ذلك، أبقى ترامب على رسوم أساسية بنسبة 10% على معظم الواردات، وخفض لاحقًا الرسوم على السلع الصينية من 145% إلى 30%. ومن شأن فرض ضريبة بنسبة 50% على الواردات من الاتحاد الأوروبي أن يرفع التضخم في الولايات المتحدة بشكل كبير، خاصة أسعار المنتجات الأساسية مثل الأدوية، الآلات، والسيارات الألمانية، مما يؤثر سلبًا على المستهلك الأمريكي. تُظهر تصريحات الوزير الألماني حجم القلق الأوروبي من هذه الإجراءات التجارية، والدعوة الملحة للتعاون لتجنب حرب تجارية قد تكون مدمرة للاقتصاد العالمي.