
تعتيم المحيطات
في ظل التغيرات المناخية والضغوط البيئية المتزايدة التي يواجهها كوكب الأرض، كشفت دراسة حديثة عن ظاهرة مقلقة آخذة في التوسع، تعرف ب «تعتيم المحيطات»، وهي تشير إلى انخفاض كمية الضوء التي تخترق أعماقها، ما يؤدي إلى تقلص المنطقة الضوئية، وهي الطبقة السطحية التي تعتمد عليها معظم أشكال الحياة البحرية.
وكشفت الدراسة أن 20% من المحيطات حول العالم، التي تغطي 75 مليون كيلومتر مربع، أصبحت أكثر ظلمة خلال العقدين الماضيين، الأمر الذي ينذر بتداعيات بيئية خطرة تمس توازن الأنظمة البيئية البحرية وقدرة المحيطات على دعم الحياة.
وتعزى هذه الظاهرة إلى مجموعة من العوامل المتشابكة، أبرزها زيادة الرواسب والمواد العضوية في المياه الساحلية بسبب الأمطار الغزيرة، وتغير أنماط نمو العوالق النباتية، وارتفاع درجات حرارة سطح المحيط، وهو ما أدى إلى تقليص عمق نفاذ الضوء.
وأظهرت الدراسة أن المنطقة الضوئية في بعض المناطق تقلصت، ما يجبر الكائنات البحرية المعتمدة على الضوء، مثل العوالق والأسماك الصغيرة، على التزاحم في أعماق ضحلة، ما يزيد من التنافس على الغذاء والموارد، ويهدد باضطرابات في السلاسل الغذائية التي تشكل العمود الفقري للنظم البيئية البحرية.
واستخدم الباحثون من جامعة بليموث والمختبر البحري في بليموث البريطانية، بيانات الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، التي جمعتها على مدى 20 عاماً، لتحليل تغيرات الضوء في سطح المحيط وعمقه، واستخدم الفريق نماذج متقدمة لقياس عمق المنطقة الضوئية في أكثر من 9 كيلومترات مربعة من كل بقعة في المحيط.
ووجدوا أن أكثر التغيرات وضوحاً حدثت في شمال الأطلسي، وفي المناطق القطبية والمسطحات المائية المغلقة مثل بحر البلطيق، كما سجلت بعض السواحل الأوروبية، مثل بحر الشمال وأجزاء من البحر الإيرلندي، معدلات مرتفعة من التعتيم، فيما شهدت مناطق أخرى مثل شمال اسكتلندا زيادة في نفاذية الضوء.
ويشير الباحثون إلى أن هذه الظاهرة لا تنذر فقط بمخاطر على الحياة البحرية، بل تهدد أيضاً قدرة المحيطات على تأدية وظائفها الحيوية، من إنتاج الأوكسجين إلى تنظيم المناخ وتوفير الغذاء، وعلى الرغم من أن هذا التغير يبدو غير مرئي للعين المجردة، لكنه يحمل في طياته تأثيرات عميقة على الكائنات البحرية التي تعتمد على الضوء للتغذية والتكاثر، ما يعني أن التعتيم قد يتسبب في إعادة رسم خريطة الحياة في البحار والمحيطات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
34 % زيادة في محطات شبكة رصد الهواء بمصر
أكدت د.ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة في مصر، أن العمل البيئي شهد طفرة غير مسبوقة خلال السنوات العشر الأخيرة. وأشارت إلى أنه تم زيادة عدد محطات الشبكة القومية لرصد الهواء المحيط بنسبة 34%، وتطور شبكة رصد الانبعاثات الصناعية لتصل إلى 121 نقطة رصد. وقالت إنه تم تحقيق المستهدف في مجال مواجهة تحدي تلوث الهواء، من خلال خفض تركيزات التلوث بنسبة بلغت 100% لعدد من المُكونات، وذلك في إطار برنامج الحكومة للفترة من 2024 إلى 2027، مع تحقيق التوافق مع المعايير القانونية اللازمة. وشددت ياسمين فؤاد على حرص الدولة المصرية على تحقيق صون حقيقي للموارد الطبيعية، والحفاظ على البيئة من أجل مصلحة الأجيال الحالية والقادمة، بما يعظم من دور مصر الإقليمي والدولي في ملف البيئة وتحدي المناخ والتنوع البيولوجي والتصحر. وأوضحت وزيرة البيئة، في تقرير حول ثمار جهود الوزارة للفترة من 2018 إلى 2025، أن مصر لم تتوان في اتخاذ خطوات جدية لتنفيذ إجراءات التكيف على مدار السنوات الماضية، في قطاعات الكهرباء والبترول والنقل، خاصة في ما يخص النسب المُستهدفة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري حتى العام 2030، حيث تم تحقيق نسبة 92% من الخفض المُستهدف في قطاع الكهرباء، ونسبة 88% من المستهدف في قطاع البترول والغاز، فيما تجاوز قطاع النقل النسب المستهدفة بشكل ملحوظ. وأكدت أن التكيف مع آثار تغير المناخ يعد أولوية لمصر، لذا يتم اتخاذ العديد من الإجراءات، منها حماية المناطق الساحلية، ومواجهة ارتفاع سطح البحر.


البيان
منذ 2 ساعات
- البيان
"زايد الدولية للبيئة" تدعو إلى إجراءات عاجلة للتصدي للتلوث البلاستيكي
دعت مؤسسة زايد الدولية للبيئة إلى اتخاذ خطوات عاجلة على المستويين الوطني والدولي للحد من التلوث البلاستيكي، مؤكدة التزامها بالمشاركة الفاعلة في الجهود الرامية إلى الحد من هذه الظاهرة وتقليل آثارها المدمرة على صحة الإنسان والنظم البيئية. جاء ذلك بمناسبة اليوم العالمي للبيئة الذي يُحتفل به هذا العام تحت شعار 'القضاء على التلوث البلاستيكي'. وأكد سعادة الدكتور محمد أحمد بن فهد، رئيس المؤسسة، أن المواد البلاستيكية، رغم أهميتها في الحياة اليومية، تحولت إلى تهديد بيئي خطير، مشيراً إلى أن البشرية تنتج أكثر من 400 مليون طن سنويًا من البلاستيك، يُستخدم 40% منها مرة واحدة فقط، في حين يُلقى أكثر من 10 ملايين طن في البحار والمحيطات سنويًا. وأوضح أن الجزيئات البلاستيكية الدقيقة أصبحت تنتشر في مختلف أنحاء كوكب الأرض، وتم اكتشافها حتى داخل أجسام البشر، مما يُعد تهديدًا مباشرًا للصحة العامة . وأشادت المؤسسة بالمبادرة التي يقودها برنامج الأمم المتحدة للبيئة لإبرام اتفاقية دولية مُلزمة للحد من التلوث البلاستيكي، مؤكدة أهمية أن تنعكس بنود هذه الاتفاقية على السياسات البيئية للدول كافة. ودعت المؤسسة إلى مجموعة من الإجراءات العاجلة على المستوى الوطني، تشمل تقليل الاعتماد على المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام، وتحديث القوانين البيئية، وتحفيز الاستثمار في البدائل المستدامة، وتكثيف التوعية المجتمعية، ودعم المبادرات الشبابية، وتعزيز إعادة التدوير، والتعاون الدولي في إدارة النفايات، ودمج قضايا البيئة في التعليم والإعلام. وأكد الدكتور ابن فهد أن القضاء على التلوث البلاستيكي لم يعد خياراً، بل ضرورة ملحّة لضمان مستقبل آمن للأجيال القادمة، داعياً الجميع إلى العمل المشترك تحت شعار: 'معًا نحو كوكب خالٍ من التلوث البلاستيكي'.


سكاي نيوز عربية
منذ 2 ساعات
- سكاي نيوز عربية
أوروبا تواجه أكبر تفش لمرض تنفسي "خطير" منذ 70 عاما
والخناق Diphteria هو عدوى بكتيرية شديدة العدوى تهاجم الجهاز التنفسي في أشد أشكالها أو الجلد، وقد تكون مميتة أحيانا. ولوحظ ارتفاع غير عادي في حالات البكتيريا المسببة للخناق (الوتدية الخناقية) عام 2022 في العديد من الدول الأوروبية، خصوصا بين المهاجرين الجدد، وفق باحثين وعلماء أوبئة من معهد باستور الفرنسي والوكالة الفرنسية للصحة العامة (SpF) نشروا دراسة حول هذا الموضوع في مجلة "نيو إنغلاند الطبية" (NEJM). في ذلك العام، سجل المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها 362 إصابة بالخناق. وساهمت الإجراءات السريعة (بينها تتبّع المخالطين وفحص الحالات الثانوية) في التخفيف من حدة الوباء، لكن لوحظت حتى الآن إصابات نادرة بين المهاجرين وغيرهم من الفئات السكانية الضعيفة، خصوصا المشردين، بحسب العلماء. وجرى الإبلاغ عن 536 حالة، بما فيها ثلاث وفيات على الأقل، في أوروبا منذ العام 2022. وأظهر تحليل عينات من 362 مريضا في 10 دول أن 98 بالمئة منهم كانوا رجالا، بمتوسط عمر 18 عاما، وجميعهم تقريبا هاجروا حديثا. وفي حين كانت غالبية الإصابات (77 بالمئة) جلدية، فإن 15 بالمئة كانت تنفسية. ولفت معدو الدراسة في بيان إلى أن " الوباء الذي أثر بشكل رئيسي على المهاجرين من أفغانستان وسوريا، لا ينتج عن عدوى أولية في هذه البلدان الأصلية، بل أثناء رحلات الهجرة أو في أماكن الإقامة في الدول الأوروبية". ونظرا إلى التشابه الجيني الوثيق بين سلالات البكتيريا التي لوحظت لدى أشخاص من بلدان مختلفة، يفترض العلماء أن "نقطة اتصال حديثة، خارج بلد المنشأ، هي التي سمحت بحدوث العدوى". ومع ذلك، لا تزال هناك عوامل مجهولة، مثل المنطقة الجغرافية وظروف هذه الإصابات. وتشير الصلة الجينية التي ثبتت بين السلالة المنتشرة عام 2022 ووباء عام 2025 في ألمانيا، إلى أن "البكتيريا لا تزال تنتشر بهدوء في أوروبا الغربية". ومع الإشادة بفعالية برامج التطعيم لعامة السكان، دعا معدّو الدراسة إلى مزيد من اليقظة والتحرك، بما يشمل زيادة الوعي بالأعراض بين الأطباء والمتعاملين مع هذه الفئات، وتوفير التطعيمات والعلاجات بالمضادات الحيوية المناسبة. كما يشكّل الخناق خطرا على غير المُلقحين، ومتعاطي المخدرات عن طريق الحقن، والمسنّين الذين يعانون أمراضا سابقة، بحسب الباحثة إيزابيل باران دو شاتليه من الوكالة الفرنسية للصحة العامة.