
مانشيت "الجمهورية": ترامب يهدّد خامنئي بالاغتيال... الحرب الإسرائيلية الإيرانية إلى توسع ولبنان يحيّد نفسه
بينما ترخي الحرب الإيرانية - الإسرائيلية بظلالها الثقيلة على الإقليم، قالت أوساط سياسية مواكِبة للحرب لـ«الجمهورية»، إنّ لبنان نجح حتى الآن في حماية نفسه وتفادي العاصفة التي تهبّ على المنطقة، بعدما كان قد اعتاد على أن يكون في عينها وأن يدفع أثمانها، كما تدل التجارب السابقة.
وأملت هذه الأوساط في أن يتمكن لبنان من الاستمرار في تحييد نفسه وإمرار هذه المرحلة بسلام، لافتةً إلى انّ المخاطر اللاحقة قد تكون أكبر، خصوصاً إذا توسعت الحرب وانخرطت الولايات المتحدة فيها، وفق ما توحي المؤشرات المتزايدة التي يطلقها الرئيس الأمبركي، الأمر الذي يستدعي التنبّه والاستعداد لكل الاحتمالات على قاعدة تعزيز المناعة الذاتية قدر الإمكان.
وإلى ذلك، عبّرت مصادر سياسية عبر «الجمهورية»، عن ارتياحها إلى المسار الذي يسلكه الوضع اللبناني في خضم المواجهة الكبرى الواقعة بين إيران وإسرائيل. فللمرّة الأولى، يبدو لبنان محيّداً فعلاً عن المغامرات، بحيث إنه لن يتأثر بسلبيات هذه المواجهة، ولو استمرت لفترة طويلة، كما يتوقع البعض.
وعلى العكس من ذلك، تتوقع المصادر أن تكون أمام لبنان فرصة واسعة لاحتمال أن يحصد نتائج إيجابية، سياسياً واقتصادياً وأمنياً، بعد انتهاء الحرب الدائرة، إذا كانت فعلاً ستنجح في إرساء معادلات سلمية دائمة في الشرق الأوسط.
وقد تتبع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمس التطورات الراهنة في ضوء استمرار الحرب الإسرائيلية- الإيرانية، واطلع على تقارير حول مسارها والاتصالات الإقليمّية والدولية الجارية لوقفها، وذلك في ضوء اتصالات تلقّاها من قادة بعض الدول حول الجهود المبذولة في هذا الصدد. في الوقت الذي ظل على تواصل مع القيادات الأمنية لمتابعة الوضع ميدانياً، وفق ما اتُفق عليه خلال الاجتماع الأمني الأخير في بعبدا.
وقال بيان لدار الفتوى إثر استقبال مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان السفير السعودي وليد البخاري أمس، إنّه تمّ خلال اللقاء «تأكيد أهمية نأي لبنان بنفسه عمّا يحصل من حرب بين إيران والعدو الصهيوني، والتشديد على ضرورة المساعي والجهود الديبلوماسية العربية والدولية لاحتواء لغة الحرب والعودة إلى لغة العقل، ومن استمرار خطورتها ومدى انعكاسها سياسياً واقتصادياً وبيئياً على المنطقة، وأن ينعم لبنان بالأمن والسلام والطمأنينة في ظل استمرار العدوان الصهيوني على بعض مناطقه والاختراقات المتكررة لمضمون القرار 1701».
الموقف الأميركي
في غضون ذلك، وعلى وقع الهجمات الجوية والصاروخية المتبادلة بين إيران وإسرائيل، دفعت الولايات المتحدة بتعزيزات عسكرية إلى الشرق الأوسط، ومنها القاذفات الاستراتيجية «بي 52 وبي 2» التي يمكن استخدامها لفصف المنشآت النووية الإيرانية، ولا سيما منها منشأة موردو.
وقد ترأس ترامب العائد من قمّة مجموعة السبع في كندا، اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن القومي، بحث في خيارات منها توجيه ضربة لإيران. وبعد الاجتماع تردّدت معلومات عن انّ واشنطن ستشارك في الحرب إلى جانب إسرائيل خلال الساعات المقبلة.
وقبل الاجتماع كتب ترامب على منصته «تروث سوشال»: «صبرنا بدأ ينفد على إيران، ونحن نحظى الآن بالسيطرة الكاملة والشاملة على أجواء إيران»، مشيداً باستخدام الأسلحة الأميركية، من دون أن يأتي على ذكر إسرائيل مباشرة، مؤكّداً انّ «لا أحد يقوم بذلك أفضل من الولايات المتحدة». وقال في تصريح لاحقاً: «نعرف تمامًا مكان اختباء ما يُسمّى «القائد الأعلى» (أي المرشد الإيراني السيد علي خامنئي). إّنه هدف سهل، ولكنّه آمن هناك - لن نقضي عليه على الأقل ليس الآن».
وفي وقت سابق من أمس، قال ترامب إنّه قد يوفد نائبه جيه دي فانس، أو مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف للتفاوض مع الإيرانيين، لافتاً إلى أنّه يسعى لـ «نهاية حقيقية للنزاع في إيران». وقال: «نسعى لما هو أفضل من وقف النار في إيران». وشدّد ترامب على رغبته في «نهاية حقيقية» للمشكلة النووية مع إيران. وإنّها يجب أن تتخلّى عن برنامجها النووي بشكل كامل ونهائي. ونفى ترامب التقارير التي تحدّثت عن بدء محادثات سلام مع إيران، واصفًا إياها بـ«الأخبار الكاذبة والمفبركة». وقال: «لم أتواصل مع إيران لإجراء أي نوع من محادثات السلام. وإذا أرادوا التفاوض، فهم يعرفون كيف يتواصلون معي. كان عليهم القبول بالاتفاق المطروح، كان سينقذ أرواحًا كثيرة!».
غير مقتنع
ونقل موقع «أكسيوس» الأميركي عن مسؤولين أميركيين، قولهم إنّ ترامب لا يزال غير مقتنع بفكرة تغيير النظام في إيران التي يؤيدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي تعليق على تقارير سابقة تحدثت عن معارضة ترامب لاغتيال الخامنئي، لخّص أحد المسؤولين الأميركيين الكبار الموقف قائلاً بحسب «أكسيوس»: «إنه آية الله الذي تعرفه مقابل آية الله الذي لا تعرفه». وأضاف المسؤول الأميركي محذّرًا: «لكن هذا لا يعني أنّ ترامب لن يقرّر فجأة تنفيذ عمل ضخم ومباغت».
الموقف الإيراني
وعلّقت السفارة الإيرانية في لبنان عبر منصة «إكس» على تهديدات ترامب، فقالت إنّ «تهديدات ترامب لقائد الجمهورية الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله) هي حماقة ما بعدها حماقة». وأضافت: «هذا القائد المقدام الذي لا تُرعبه تهديدات الجبناء، خلفه أمة لا تعرف الخنوع ولا الهوان».
وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال اتصال مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان: «نحن لم نكن البادئين في الحرب، لكن قمنا بالردّ على جرائم الصهاينة؛ وسيتواصل هذا الردّ بما يتناسب ومستوى عدوانهم على إيران». وأضاف: «نحن لا نرغب في توسيع دائرة الحرب، لكننا سنردّ في الشكل الذي يبعث على الندم على أي هجوم يطاول الأراضي الإيرانية». وقال إنّ «عودة إيران إلى المفاوضات النووية مع أميركا، رهن فقط بوقف اعتداءات الكيان الصهيوني على دول المنطقة». ولفت إلى انّ «مبعوث الولايات المتحدة إلى المفاوضات النووية، كان قد أكّد للوزير(الخارجية) عراقجي، أنّ الكيان الصهيوني لن يشن أي هجوم من دون استئذان واشنطن، لكن هذا الكيان نفّذ هجومه على إيران؛ مما يؤكّد بأنّ اميركا هي من أذنت له بذلك». وقال: «أميركا لو أرادت استمرار المفاوضات مجدداً، يتعّين عليها ان توقف أولاً اعتداءات «إسرائيل» على المنطقة».
من جانبه، قدّم اردوغان تقريراً عن اتصاله أمس الأول مع ترامب. وقال لبزشكيان: «يجب على «إسرائيل» أولاً، إيقاف هجماتها على إيران، ليعقبه استئناف المفاوضات بين طهران وواشنطن». وأكّد «انّ أنقرة مستعدة لاستضافة هذه المفاوضات».
وخلال مكالمة هاتفية مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، قال بزشكيان: «إنّ الكيان الصهيوني تجاوز جميع القواعد والمعايير الدولية، ويرتكب كل جرائم بدعم من القوى الكبرى»؛ وأضاف: «إذا استمر هذا النهج، فلن تشهد المنطقة سلاماً واستقراراً دائمين».
من جانبه، أكّد بن زايد «تضامنه مع حكومة إيران وشعبها»؛ قائلاً: «لقد بدأنا اتصالات ومشاورات مكثفة لخفض التوترات وإعادة الاستقرار والأمن إلى المنطقة، ونأمل أن يكون ما سيتحقق في النهاية خيراً وبركة لإخواننا في إيران».
وأعلن قائد القوات البرية للجيش الإيراني اللواء أمير كيومرث حيدري، أنّ الهجمات ستشتد على المواقع الاستراتيجية للكيان الصهيوني خلال الساعات المقبلة»، ولفت إلى أنّ «القوات البرية للجيش بدأت باستخدام أسلحة متطورة وحديثة، وستزداد شدّتها خلال الساعات المقبلة».
وعلى الضفة الإسرائيلية، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خلال مقابلة مع «قناة 14» العبرية إنهم «قلبوا الموازين خلال 5 أيام وفتحوا طريقا جويا إلى إيران». واضاف: «إننا نقضي على الإمبراطورية الإيرانية الشريرة التي تهدد وجودنا، والشرق الأوسط بأكمله، وأجزاء كثيرة من العالم». وقال: «وإذا سمحنا لهم بتسليح أنفسهم بالأسلحة النووية والصواريخ الباليستية، فسيطلقونها ليس فقط على المدن الإسرائيلية، بل على جميع أنحاء العالم.. نحن نمنع هذا.. وهذه لحظة عظيمة لحظة فخر للشعب الإسرائيلي».
وتابع قائلا: «في خمسة أيام قلبنا الموازين.. فتحت إسرائيل طريقا جويا إلى إيران بعد سلسلة من الاغتيالات المستهدفة لمسؤولين أمنيين ونوويين إيرانيين كبار». واضاف: «لقد وجهنا ضربة قاصمة لقيادتهم العسكرية وعلمائهم النوويين.. لقد تم القضاء عليهم واحدا تلو الآخر.. إنهم يغيرون قادتهم ونحن نقوم بتصفية هؤلاء القادة الجدد.. لقد قضينا الآن على القائد علي شادماني.. كان الشخصية المحورية بعد أن غيروا ثلاثة رؤساء أركان.. ونواصل أيضًا تدمير مستودعات إنتاج الصواريخ الخاصة بهم». وختم: «منذ 40 عاما على الأقل، كنت أحذر من إيران.. قلت هذا بعد فترة وجيزة من تأسيس نظام آية الله إنها تُشكل أكبر تهديد لدولة إسرائيل.. ضحكوا قليلا آنذاك».
وبدوره قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس: «أُحذّر الديكتاتور الإيراني من الاستمرار في ارتكاب جرائم حرب وإطلاق الصواريخ باتجاه المدنيين في إسرائيل». وأضاف: «من الأفضل له أن يتذكر مصير الديكتاتور في الدولة المجاورة لإيران، والذي اختار الطريق ذاته ضد دولة إسرائيل».
محاولات ووساطات
وعلى صعيد الوساطات قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «في الوقت الحالي، نلاحظ تحفظا تبديه إسرائيل في اللجوء إلى الوساطة والانخراط في مسار سلمي نحو التسوية». ودعا الطرفين إلى التحلي بضبط النفس، مشيرا إلى أن «مستوى الضبابية في شأن ما يجري بلغ حدا غير مسبوق». وأضاف: «عرض روسيا للوساطة لا يزال قائما إذا اقتضت الحاجة، لكن في الوقت الراهن، نرى أن الجانب الإسرائيلي لا يُبدي اهتماما بالسعي إلى تسوية سلمية».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 31 دقائق
- النهار
ساعة و20 دقيقة في البيت الأبيض... هل تراجع ترامب عن خيار ضرب إيران؟
نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين، أن اجتماع الرئيس الاميركي دونالد ترامب مع فريقه للأمن القومي لم يسفر عن اتخاذ قرار بشأن شن هجوم على إيران. وأوضحت أن توجيه ضربة لإيران كان مجرد أحد الخيارات في اجتماع ترمب مع فريقه للأمن القومي. ترامب يضيّق الخيارات على إيران: استمرار الحرب أو القبول بـ"فرساي" نوويّة مع إشادة ترامب بأداء إسرائيل في الحرب، فإنه يتمهل في الاستجابة لطلب رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، بأن تعمد أميركا إلى تدمير منشأة فوردو قرب قم، بما يمنحه "صورة النصر". توزاياً، نقلت محطة "إن بي سي نيوز" عن مسؤولين أميركيين أن إيران مستعدة لضرب المصالح الأميركية بالمنطقة لكن لا توجد مؤشرات على أن هجوماً وشيكاً سيحدث. وكانت مواقع إخبارية إيرانية قد ذكرت أن إسرائيل استهدفت جامعة الإمام الحسين ذات الصلة بالحرس الثوري الإيراني في شرق طهران. وعقد دونالد ترامب اجتماعاً لمجلس الأمن القومي الثلاثاء لمناقشة المواجهة بين إيران وإسرائيل، في وقت يدرس الرئيس الأميركي احتمال الانضمام إلى الدولة العبرية في ضرباتها. وقال مسؤول في البيت الأبيض إن الاجتماع في "غرفة العمليات" استمر ساعة و20 دقيقة، من دون الخوض في أي تفاصيل. يأتي الاجتماع إثر تشديد ترامب لهجته ضد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، ما زاد من التكهنات بشأن تدخل عسكري أميركي محتمل في المواجهة المتواصلة منذ ستة أيام. وقال مسؤولون أميركيون إن ترامب يبقي كل الخيارات مطروحة، مع تأكيده أن واشنطن لم تنخرط إلى الآن في الحملة. ومن بين الخيارات التي يدرسها ترامب، يعد الأكثر احتمالاًاستخدام قنابل خارقة للتحصينات ضد منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم المقامة في عمق الجبال، والتي لا تستطيع القنابل التي تمتلكها إسرائيل من الوصول إليها. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن ترامب يدرس أيضاًالسماح لطائرات الإمداد الأميركية بتزويد المقاتلات الإسرائيلية بالوقود لكي تتمكن من أداء مهام بعيدة المدى. وقال مسؤولون أميركيون إن الأولوية بالنسبة لترامب تكمن في وضع حد للبرنامج النووي الذي تقول الدول الغربية إن إيران تستغله من أجل حيازة سلاح نووي، ما تنفيه طهران. لكن منشوراً لترامب الثلاثاء أوحى بأن خيار اغتيال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي ليس مستبعداً بالكامل، بعد أيام قليلة على إفادة مسؤول أميركي وكالة "فرانس برس" بأن الرئيس الأميركي عارض خطة إسرائيلية لاغتياله.


بيروت نيوز
منذ ساعة واحدة
- بيروت نيوز
ترامب يقلص خياراته الدبلوماسية ويميل للخيار العسكري ضد إيران.. تقرير يكشف التفاصيل
كشفت قناة 'سي إن إن' الأميركية نقلا عن مسؤولين اثنين رفيعي المستوى، أن الرئيس دونالد ترامب أصبح منفتحا بشكل متزايد على استخدام الأصول العسكرية الأمريكية لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. وأوضحت القناة أن ترامب يدرس توجيه ضربة أميركية محتملة للمنشآت النووية الإيرانية. وذكرت أن ترامب أصبح يبدي اهتمامًا أقل بفكرة الحل الدبلوماسي لإنهاء الصراع في المنطقة. وفي وقت سابق الثلاثاء، قال ترامب في منشور على منصة 'تروث سوشال': 'نعلم تماما أين يختبئ (المرشد الإيراني علي خامنئي)، وهو هدف سهل لكنه آمن هناك، ولن نقضي عليه، على الأقل ليس الآن'، وأضاف في منشور آخر: 'لدينا الآن سيطرة كاملة وشاملة على الأجواء الإيرانية'. ومنذ فجر الجمعة الماضي، تشن إسرائيل بدعم أمريكي عدوانا على إيران يشمل قصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، ما أسفر عن 224 قتيلا و1277 جريحا، فيما ترد طهران بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة، خلّفت نحو 24 قتيلا ومئات المصابين. وتعتبر تل أبيب وطهران بعضهما العدو الألد للآخر، ويُعد عدوان إسرائيل الراهن على إيران الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا من 'حرب الظل'، عبر تفجيرات واغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح.


وزارة الإعلام
منذ ساعة واحدة
- وزارة الإعلام
الديار: مواجهة بلا سقف بين إيران و«إسرائيل»… وواشنطن على حافة التدخّل!.. سفير غربي يحذر من عمل عسكري «اسرائيلي» في الجنوب حتى الأولي.. برّاك بعد لودريان: لا اعذار للتاخير
كتبت صحيفة 'الديار': على إيقاع الحرب الاسرائيلية- الايرانية المتصاعدة الوتيرة، والتي انعكست في بيروت مزيدا من الضعضعة والتخبط، والمرشحان بدورهما لارتفاع منسوبهما، خصوصا بعد زيارة الوفد الاميركي الى بيروت في حال تمت، يحاول العالم ومعه لبنان، فكفكة ما بين تغريدات ترامب ، ومعلومة 'القناة 14' الاسرائيلية عن مشاركة اميركية في الغارات الاخيرة على المواقع الايرانية، رغم ترجيح المصادر الاميركية ان تكون الساعات القادمة حاسمة، لجهة عودة الجمهورية الاسلامية الى طاولة المفاوضات من عدمه، بعدما بات السؤال هل تتدخل اميركا، مع كل ما لذلك من تداعيات على الصعيد الدولي وتعقيدات، ام تبقى تصفية الحساب بين طهران وتل ابيب، ما يعني استمرار المواجهة الى اجل غير مسمى في لعبة عض اصابع؟ زيارة براك وسط هذه الاجواء المحتدمة، وعشية وصول المبعوث الرئاسي الاميركي الى سوريا توماس برّاك الى بيروت الخميس، ما لم يطرأ من مستجدات تلغيها، للوقوف على حقيقة الاوضاع بوصفه اول تواصل مباشر علني منذ اندلاع المواجهة الاسرائيلية – الايرانية، بعيدا عن تسريبات المصادر، رغم ان كل من وزير الخارجية والمبعوث الخاص الى الشرق الاوسط، تواصل مع غالبية قادة المنطقة، اكدت مصادر اميركية ان زيارة الاخير الى بيروت محددة بوصفه المبعوث الاميركي الخاص الى سوريا، والمكلف رسميا بادارة الملفات اللبنانية – السورية المشتركة، من ضمن الخطة الاوسع التي اقرها فريق الامن القومي حول لبنان، خاتمة بان محاولات البعض في بيروت للتاثير في تحديد هوية من سيتسلم الملف اللبناني، ليست ذي جدوى، وقد لمس ذلك رئيس الجمهورية خلال لقائه بالمستشار الرئاسي للشؤون العربية والافريقية مسعد بولس وهو من اكثر المتحمسين للعهد والداعمين له وتربطه 'علاقة' باكثر من مستشار خلال لقائه به، بحضور الرئيس المصري، في القاهرة، والذي اكد فيه على ان مواقف واشنطن معروفة ومحسومة ولا امكانية لتليينها او تبديلها، 'فالاخيرة تعمل وفقا لاجندتها فقط'. الملف الفلسطيني ومع انقضاء المهلة المحددة لبدء تسليم الملف الفلسطيني، والحديث عن نكسة قد اصابت جهود الحكومة فيما خص هذا الملف الحساس، كشفت مصادر وزارية عن ان جلسة الحكومة ناقشت موضوع السلاح الفلسطيني، الذي ابقي التداول بشانه مفتوحا، مشيرة الى ان الدولة لم تحدد اساسا اي مهل او تواريخ بشكل رسمي، مقرا بان الاحداث الكبيرة التي تشهدها المنطقة تدفع في اتجاه ' فرملة' بعض الخطوات لافساح المجال امام مزيد من الاتصالات والمشاورات، غامزة من قناة امكان تغيير الاوليات والاتجاه نحو مخيمات الجنوب الواقعة تحت ولاية القرار 1701 وعددها خمس، اهمها مخيم الرشيدية قرب صور، خصوصا ان ثمة مخاوف من ان يعمد طابور خامس الى اطلاق صواريخ لقيطة، ما قد يؤدي الى تفجير الوضع، وتقديم الذرائع لاسرائيل، وهو ما دفع بالجيش اللبناني الى تعزيز اجراءاته ودورياته ومراقبته لضبط الاوضاع ومنع اي اختراقات بالتعاون والتنسيق مع قوات اليونيفيل. من جهتها اشارت اوساط فلسطينية، الى ان الاتصالات مع رام الله اسفرت عن زيارة لوفد برئاسة المسؤول عن الساحة اللبنانية، عزام الاحمد، المكلف رسميا بادارة هذا الملف الى بيروت نهاية الاسبوع لاستكمال البحث وليس مناقشة الآلية، كاشفة عن اجتماع عقد قبل ايام بين مجموعة اساسية من الفصائل، وضع وثيقة من سبع نقاط، اهمها التركيز على 'تنظيم السلاح وليس تسليمه'. اجتياح بري؟ على الصعيد الامني، ورغم تراجع الهجمات الاسرائيلية جنوبا، في ظل حشد امكانات وطاقات سلاح الجو الاسرائيلي للمعركة ضد ايران، ابدت مصادر مراقبة خشيتها من ان تعمد تل ابيب الى تنفيذ غارات في الضاحية الجنوبية على غرار المرة الاخيرة، خصوصا ان طائراتها المسيرة تكاد لا تغادر اجواء بيروت وضاحيتها الجنوبية منذ ايام، وسط تحليق مستمر على مدار الساعة تقريبا. ويؤكد سفير دولة اوروبية في بيروت ان اسرائيل حسمت أمرها لجهة تنفيذ عملية برية في لبنان، تتمثل باجتياح بري يصل حتى الاولي، وقد يسبق فترة التجديد للقوات الدولية نهاية آب المقبل، رغم ان الاستعدادات والحشود العسكرية الاسرائيلية قرب الحدود اللبنانية والسورية، لا تزال حتى الساعة ذات طابع دفاعي، ولم تتخذ الوضعية الهجومية. اما على الجبهة جنوبا فسجل حركة ناشطة في محيط النقاط الخمس المحتلة، حيث يقوم الاسرائيليون بتدعيم وتحصين تلك المواقع وتوسيعها، وبعمليات تجريف في محيطها ورفع سواتر ترابية، في حركة توحي على ما يبدو عن نية لاستقدام اعداد اضافية من الجنود اليها. وفي هذا الاطار تؤكد المعلومات ان الاتصالات مستمرة مع حارة حريك على اكثر من خط عسكري وسياسي، لمتابعة الاوضاع، وسط تاكيدات من حزب الله انه غير معني بالمشاركة في الحرب، وان القيادة الايرانية لم تفاتحه بهذا الامر، فطهران تملك الامكانات والقدرات للدفاع عن نفسها في هذه المرحلة. لبنان تحت المجهر في غضون ذلك رات مصادر سياسية ان اجندة العهد مستمرة ولن تتوقف، اذ سيستمر السير بالخطوات الاصلاحية المقررة، في ظل 'العين المفتوحة' على لبنان، وهذا ما برز من مقررات ومداولات الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، وهو ما دفع وفقا لزوار مقر الرئاسة الثانية 'الترويكا' الى استعجال فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، تحت ضغط والحاح الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الذي حمل معه الى بيروت طلبا واضحا بضرورة اكمال انجاز اقرار القوانين الاصلاحية ، وتحديدا قانون اعادة هيكلة المصارف وتحديد الفجوة المالية وتوزيع الخسائر. الخلافات مستمرة بالعودة الى الملفات الداخلية 'الاصلاحية'، فاذا كانت 'الولادة القيصرية' للتشكيلات الدبلوماسية قد ابصرت النور، بالحد الادنى من المحاصصة بين اركان الترويكا، وفقا لمصادر قواتية، بعدما وضع وزير الخارجية كل جهده، محاولا تحقيق افضل الممكن، فان مسار وطريق التشكيلات القضائية، والمالية، لا تزال غير سالكة. اخلاء رعايا وليس بعيدا كشفت المعلومات ان كلا من الامارات والكويت وقطر قد عمدت الى اجلاء رعاياها من لبنان خلال الساعات الماضية، فيما تواصلت السفارات الغربية مع مواطنيها من اصول لبنانية والموجودين في لبنان، طالبة اليهم البقاء على اتصال بشركات الطيران التي يتعاملون معها، ومعرفة جداول رحلاتها. وكانت اوساط سياحية، اشارت الى ان نسب الاشغال الفندقي تراجعت الى ما دون الـ 50% مما كانت عليه وهي مرشحة للارتفاع، في ظل الغاء الحجوزات، ما سيرتب خسائر كبيرة على المؤسسات الفندقية والسياحية، في ظل تراجع حركة الطيران من والى بيروت، مع توقف جميع الشركات العالمي، واقتصار الرحلات على طيران الشرق الاوسط، القطرية، التركية، والاتحاد. لبنان بمنأى عن الاشعاعات وكما في دول المنطقة كذلك في لبنان، خوف وهلع من حصول تسرب للاشعاعات النووية في حال استهداف المفاعلات سواء في ايران او اسرائيل، حيث يطمئن الخبراء الى بيروت بعيدة نسبيا آلاف الكيلومترات، كما ان طقس الصيف وغياب السحاب امر مساعد على عدم انتقال الاشعاعات، كاشفين عن وجود 20 محطة رصد اشعاعي موزعة على الاراضي اللبنانية، 6 شمالا، 12 جنوبا وبقاعا، و 2 في بيروت، تعمل على مدار الساعة وهي تنقل 'داتا' الرصد إلى الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية والمجلس الوطني للبحوث العلمية، اللذين يعلمان الوكالة الدولية للطاقة الذرية بكل التطورات. تخزين مواد غذائية افق الحل المسدود، انعكس مخاوف لدى اللبنانيين، رغم تطمين المسؤولين، ما دفع بالكثيرين الى شراء وتخزين المواد الغذائية الاولية، ليس خوفا من انقطاعها، بل من ارتفاع اسعارها، في ظل غياب اي رقابة من قبل الدولة واجهزتها، وسط التهديدات بحرب شاملة في المنطقة، ما سيؤدي الى ارتفاع كلفة الشحن والتامين على السفن المتوجهة الى المنطقة، وهو ما قد يؤدي الى كارثة تحديدا على صعيد الطاقة، والذي سيلمسه لبنان، من خلال تراجع تغذية المولدات وارتفاع الفواتير قد يصل الى حدود 25%.