logo
أمريكا تطرق أبواب مالي.. فرص «مشروطة» وسط ظلال موسكو

أمريكا تطرق أبواب مالي.. فرص «مشروطة» وسط ظلال موسكو

في لحظة تعاد فيها رسم خرائط النفوذ الجيوسياسي في الساحل الأفريقي، تحاول واشنطن استعادة موطئ قدم في منطقة بدأت تنزلق من بين يدي
القوى الغربية، لصالح قوى أخرى.
واعتبر محللون تحدثت إليهم «العين الإخبارية» أن زيارة المبعوث الأمريكي رودولف عطا الله إلى مالي، تؤكد أن «واشنطن تدخل السباق هذه المرة بخطاب جديد قوامه احترام السيادة، وشراكات لا تقوم على التبعية، ومحاولة لفك ارتباطها بالإرث الفرنسي الذي بات مرفوضاً محلياً، في مقابل الحد من تغلغل دول أخرى مثل روسيا».
وأكد المحللون أن زيارة عطا الله إلى باماكو تُعد اختبارًا أوليًّا لرغبة واشنطن في العودة، ولقدرة مالي على المناورة بين المحاور الدولية دون الوقوع في فخ الاصطفاف.
زيارة المبعوث
واختتم المبعوث الأمريكي الخاص، رودولف عطا الله، زيارته إلى العاصمة المالية باماكو، والتي استمرت عدة أيام، الأحد الماضي، وشهدت سلسلة من اللقاءات والمباحثات مع كبار المسؤولين الماليين، بينهم وزيرا الخارجية والأمن.
لكنه لم يلتقِ بالرئيس الانتقالي أسيمي غويتا أو وزير الدفاع ساديو كامارا المعروف بقربه من روسيا، في إشارة إلى حساسية التوازنات الدولية في مالي.
الدعم الكامل
وخلال الزيارة، قدّم المبعوث الأمريكي عرضًا رسميًا لتعزيز التعاون الأمني والعسكري بين الولايات المتحدة ومالي، مؤكدًا استعداد واشنطن لتقديم الدعم الكامل للسلطات المالية.
وفي تصريح صحفي عقب ختام الزيارة، قال عطا الله: "جئت إلى مالي مبعوثًا من البيت الأبيض لعرض دعمنا الكامل للسلطات المالية".
وأضاف: "نحن نمتلك أقوى جيش في العالم، وننتج أكثر الأسلحة تطورًا، ونحن الأقدر على مواجهة التهديدات الإرهابية".
وحول علاقات مالي مع روسيا، قال عطا الله إن هذا "خيار سيادي نحترمه"، مشددًا في الوقت ذاته على الأهمية الإستراتيجية التي تمثلها مالي بالنسبة للولايات المتحدة.
من جانبها، أكدت السلطات المالية أن أي شراكة دولية يجب أن تقوم على ثلاثة مبادئ أساسية: الاحترام الكامل لسيادة مالي، احترام خياراتها الاستراتيجية، وضمان أن تكون مصلحة الشعب المالي في صلب أي تعاون دولي.
تحولات عميقة
وتأتي زيارة المبعوث الأمريكي، المساعد الأول لمكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، في وقت تشهد فيه منطقة الساحل الأفريقي تغيرات على المستويين الأمني والجيوسياسي.
وتراجعت مكانة القوى الغربية التقليدية، وتقدمت قوى جديدة مثل روسيا وتركيا مستفيدة من الفراغ الناتج عن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.
خارطة طريق
ورغم أن زيارة المبعوث الأمريكي لم تفضِ إلى توقيع اتفاقيات رسمية، إلا أن الجانبين اتفقا على خارطة طريق تقنية، تضمنت عقد اجتماعات على مستوى الخبراء الأمنيين. وقد يكون ذلك اختبارًا لإمكانية إعادة بناء الثقة بين الطرفين.
ويبدو أن السلطات المالية تسعى إلى تنويع شركائها دون الوقوع في التبعية لمحور بعينه.
ورأى خبراء أن النتائج الأولية للزيارة محدودة على المستوى المؤسساتي، لكنها مهمة من الناحية الرمزية، وذلك باستئناف الحوار الرسمي بعد قطيعة دامت أكثر من ثلاث سنوات، إضافة إلى أن تأكيد الجانب الأمريكي على احترام السيادة يمثل تحولًا في المقاربة الأمريكية تجاه دول الساحل الأفريقي.
توقيت حساس
الخبير المصري في الشؤون الأفريقية الدكتور رامي زهدي يرى من جانبه أن زيارة المبعوث الأمريكي لباماكو تأتي في توقيت بالغ الحساسية، وفي وقت تحاول الولايات المتحدة شراء أي شيء وكل شيء حتى ولو قسرًا.
وقال زهدي لـ«العين الإخبارية»: تختلف الأثمان المعروضة ما بين ترغيب وترهيب، مساعدات أو تهديدات أو شراكات، منها ما هو عادل ومنصف ومنها ما هو جَورٌ وظلم.
وأضاف أن مالي، تشهد تحولًا استراتيجيًا الآن في تحالفاتها الدولية، إذ عمدت منذ تغيير النظام الحاكم عام 2021 إلى تقليص الاعتماد على الشركاء الغربيين، وعلى رأسهم فرنسا، وبدأت توطيد العلاقات مع روسيا بشكل غير مسبوق وفي كل المجالات، وخاصة العسكرية.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تنظر بقلق متزايد إلى تمدد النفوذ الروسي في الساحل الإفريقي، وقال إن ذلك يأتي بعد أن أصبحت مجموعة "فاغنر" أو بدائلها، ممثلة في الفيلق الروسي الأفريقي، شركاء ميدانيين للجيوش المحلية، كما هو الحال في مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
دلالة سياسية
وأوضح الخبير المصري أن زيارة المبعوث الأمريكي تحمل دلالة سياسية واضحة، مفادها أن واشنطن لم تتخلَ عن نفوذها في مالي، وتسعى لإعادة التموضع عبر أدوات غير فرنسية، بما فيها العروض المباشرة للتعاون الأمني والاستخباراتي.
وقال إن الحلف الأوروبي-الأمريكي في أفريقيا لم يعد بذات القوة بعد خروج القوات العسكرية الفرنسية وظهور التنافس بينهما.
وأضاف أنه وفقًا للتسريبات والتصريحات الرسمية، فإن المبعوث الأمريكي قدم عرضًا رسميًا لتعزيز التعاون الأمني والعسكري مع مالي، مع التركيز على تدريب القوات المسلحة المالية، ومشاركة المعلومات الاستخباراتية حول الجماعات الإرهابية، إضافة إلى تقديم مساعدات لوجستية وتقنية في مواجهة التهديدات المتطرفة، خاصة في وسط مالي ومنطقة الحدود بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
وتابع: «كما ألمحت واشنطن إلى استعدادها لدعم مالي اقتصاديًا وإنسانيًا إذا أعادت التموضع في علاقاتها الدولية».
رد فعل
وأكد الخبير المصري أنه من المهم هنا فهم المنطق السياسي للعسكريين في باماكو.
وقال إن السلطات الانتقالية في مالي، بقيادة الكولونيل أسيمي غويتا، تعطي الأولوية للاستقلالية في القرار الوطني، وهو ما كان دافعًا أساسيًا نحو الانفصال التدريجي عن فرنسا.
وأشار إلى أن التقارب مع روسيا جاء كرد فعل استراتيجي على الإحباط من التجربة الغربية، وليس حبًا في موسكو.
وأوضح أن العرض الأمريكي قد يُقابَل بنوع من الترحيب المشروط، بحيث لا يُنظر إليه كبديل عن روسيا، بل كنوع من تنويع الشركاء.
ولم يرجح أن تقدم مالي تنازلات سياسية كبيرة للغرب في هذه المرحلة، لكنها قد تستثمر الزيارة لتحقيق توازن أكبر.
التنافس الدولي
وأشار إلى أن تقارب مالي مع روسيا لا يزال قويًا، خاصة في المجال العسكري، حيث تؤدي قوات فاغنر أو حلفاؤها أدوارًا ميدانية ملموسة في تأمين المواقع الحيوية، وتدريب القوات، ومكافحة التمرد.
وقال: مع ذلك، فإن مالي قد تسعى للاستفادة من التنافس الدولي على أرضها، عبر فتح قنوات مزدوجة مع موسكو وواشنطن، دون أن تضطر إلى الاصطفاف بشكل أحادي.
ورجّح ألا تتأثر العلاقة بين مالي وروسيا سلبًا إلا إذا اشترطت واشنطن انسحاب فاغنر أو تقليص التعاون الروسي كشرط للمساعدة، وهو ما قد ترفضه باماكو بشكل واضح.
ورأى أن مالي لن تعود إلى الحظيرة الغربية بالشكل التقليدي، لكنها منفتحة على علاقات براغماتية مع الجميع، بشرط احترام سيادتها وقراراتها الوطنية.
وقال إن الولايات المتحدة قد تجد فرصة لتوسيع نفوذها مجددًا، شريطة أن تُظهر تفهمًا للواقع الجديد في الساحل الإفريقي، وأن تفصل نفسها عن الإرث الفرنسي الذي أصبح عبئًا سياسيًا هناك.
وأوضح أن التعاون الأمريكي – المالي مرهون بمدى مرونة الطرفين، وبقدرة واشنطن على تقديم حوافز حقيقية دون شروط فوقية.
وقال إن روسيا من جهتها قد تُسرّع خطواتها لتعزيز حضورها العسكري والاقتصادي في مالي تحسبًا لأي اختراق أمريكي جديد.
ستتطور ببطء
من جهته رأى عميد كلية الدراسات العليا والبحث العلمي في الجامعة الإسلامية في النيجر والكاتب المتخصص في غرب أفريقيا الدكتور علي يعقوب أن زيارة المبعوث الأميريكي لباماكو لن تؤثر في التعاون بين مالي وروسيا.
وقال يعقوب لـ«العين الإخبارية» إن أمريكا لن تدخل في تعاون عسكري مباشر مع مالي مبكرا، مضيفا: «أرى أن العلاقات بين أمريكا ومالي ستتطور ببطء في مجالات أخرى، مثل الاقتصاد والثقافة والتنمية على وجه الخصوص».
ولفت إلى أن «باماكو قد ترفض العلاقات الأمنية والعسكرية مع أمريكا في الوقت الحالي، لأن النيجر وبوركينا فاسو قد يعارضان ذلك"، متوقعا أن تأتي هذه الزيارة بنتائج إيجابية.
وقال إنها ستمهد الطريق لعودة العلاقات بين البلدين وكذلك بين واشنطن من جهة والنيجر وبوركينا فاسو من جهة أخرى.
باب جديد
أما الكاتب الصحفي والمحلل السياسي بالنيجر الحسين طالبي فيرى أن مالي بصدد ربط العلاقات مع كل شريك جاد، وأنها مستعدة لقبول مبدأ احترام سيادتها.
وقال طالبي لـ«العين الإخبارية» إن زيارة المبعوث الأمريكي إلى مالي تؤكد ذلك، متوقعا أن الزيارة ستفتح بابا جديدًا لتعاون متوازن رابح، بدون أن يؤثر ذلك على تقرب باماكو من موسكو كما يتمناه حكام مالي الحاليين.
وأضاف: «نعتقد أن الولايات المتحدة تحاول البقاء بقرب مالي وتحقيق شراكات إستراتيجية، كي لا تترك الفراغ لروسيا وحلفائها».
وتابع: «كلما انتبهت السلطات المالية، وركزت على كل ما يحمي مجدها ومصالحها في إطار هذه الشراكات سيعطيها ذلك فرصة الغلبة والانتفاع من تنافس هاتين القوتين».
aXA6IDEwNC4yMzkuMTExLjIwMSA=
جزيرة ام اند امز
US
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد رفض مصر.. دولة عربية جديدة على رادار إسرائيل لتهجير فلسطينيي غزة
بعد رفض مصر.. دولة عربية جديدة على رادار إسرائيل لتهجير فلسطينيي غزة

العين الإخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العين الإخبارية

بعد رفض مصر.. دولة عربية جديدة على رادار إسرائيل لتهجير فلسطينيي غزة

تم تحديثه الجمعة 2025/7/18 10:17 م بتوقيت أبوظبي وسط مفاوضات متعثرة، يبدو أن إسرائيل تتحرك في اتجاهات مختلفة، إذ تعيد فتح ملف تهجير الفلسطينيين من غزة فيما ظهرت دولة عربية جديدة على رادارها. وذكر موقع "أكسيوس"، اليوم الجمعة، نقلًا عن مصدرين مطّلعين، أن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) زار واشنطن هذا الأسبوع. وأشار التقرير إلى أن تلك الزيارة جاءت في وقت تسعى فيه إسرائيل للحصول على مساعدة من إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لإخراج الفلسطينيين من قطاع غزة. وأبلغ رئيس الاستخبارات الإسرائيلي، ديفيد برنيا، مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، أن "إسرائيل تجري محادثات خاصة مع إثيوبيا وإندونيسيا وليبيا في هذا الصدد"، وفق الموقع ذاته. ولم يصدر تعليق من الدول الثلاث بشأن مناقشتها إمكانية استقبال سكان غزة. وكانت مصر والأردن قد رفضتا بشكل قاطع استقبال سكان غزة لحين إعادة بناء القطاع المدمّر، كما وضعتا خطًا أحمر أمام محاولات تهجير الفلسطينيين من القطاع. ودعمت الدول العربية الرفض المصري الأردني، وتبنّت القمة العربية مخططًا مصريًا لإعادة بناء القطاع في ظل وجود مليوني فلسطيني دون الحاجة إلى إخلائهم. وتُثير خطط الحكومة الإسرائيلية لترحيل معظم سكان غزة جدلًا كبيرًا. وبينما تدّعي حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن مثل هذا "الترحيل" سيكون "طوعيًا"، وصفه خبراء قانونيون أمريكيون وإسرائيليون بأنه جريمة حرب. وفي اجتماعهما في وقت سابق هذا الأسبوع، أخبر برنيا ويتكوف بأن إثيوبيا وإندونيسيا وليبيا "أعربت عن استعدادها لاستقبال أعداد كبيرة من الفلسطينيين من غزة"، وفقًا لما ذكره المصدران. واقترح برنيا أن تُقدّم الولايات المتحدة حوافز لتلك الدول وتساعد إسرائيل في إقناعها. في المقابل، لم يُبدِ ويتكوف أي التزام، وليس من الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل بنشاط في هذه القضية، حسبما قال أحد المصادر لـ"أكسيوس". وفي فبراير/شباط الماضي، اقترح الرئيس ترامب إجلاء جميع الفلسطينيين، البالغ عددهم مليوني نسمة، من غزة لإعادة بناء القطاع. لكن البيت الأبيض تراجع عن هذه الفكرة بعد أن واجه معارضة شديدة من الدول العربية، وفقًا لمسؤولين أمريكيين. مفاوضات متعثّرة وفي وقت سابق اليوم، اتّهمت كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، إسرائيل بتعطيل التوصّل إلى اتفاق حول وقف مؤقّت لإطلاق النار والإفراج عن رهائن في غزة. وبدأت محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة "حماس" في العاصمة القطرية الدوحة في السادس من يوليو/تموز، لمحاولة التوصّل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا يتخلله الإفراج عن رهائن. وبعد مرور نحو أسبوعين، لم يُحرز أي تقدّم يُذكر في المحادثات، واتّهم كل طرف الآخر برفضه التنازل عن مطالبه الرئيسية. وتشمل مطالب إسرائيل تفكيك حركة حماس كقوة مقاتلة وكتهديد أمني، في حين تُصرّ حماس على انسحاب إسرائيلي كامل من غزة، وإدخال المساعدات بحرية. واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم مباغت شنّته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل 1219 شخصًا، معظمهم من المدنيين، وفقًا لتعداد وكالة فرانس برس استنادًا إلى أرقام رسمية. ومن بين 251 رهينة خُطفوا أثناء الهجوم، لا يزال 49 محتجزين في غزة، بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم. وتردّ إسرائيل منذ ذلك الوقت بحرب مدمّرة قُتل فيها 58,667 فلسطينيًا في قطاع غزة، غالبيتهم من المدنيين، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التي تديرها حماس، وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة. aXA6IDQ2LjIwMy4xMi4xMjgg جزيرة ام اند امز NO

"ايه بي سي نيوز": ترامب يشير إلى تغيير نهجه تجاه حرب أوكرانيا.. ماذا يعني ذلك لبوتين؟
"ايه بي سي نيوز": ترامب يشير إلى تغيير نهجه تجاه حرب أوكرانيا.. ماذا يعني ذلك لبوتين؟

البوابة

timeمنذ 4 ساعات

  • البوابة

"ايه بي سي نيوز": ترامب يشير إلى تغيير نهجه تجاه حرب أوكرانيا.. ماذا يعني ذلك لبوتين؟

وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإصدار "بيان هام" بشأن روسيا يوم الاثنين المقبل، وبدا الأمر وكأنه تحول كبير في نهجه تجاه الحرب الروسية الأوكرانية. لكن لا يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين وسط حالة من الغموض بشأن التفاصيل الأساسية، بحسب ما ذكرت شبكة "ايه بي سي نيوز" الأمريكية. وأثناء جلوسه في المكتب البيضاوي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته في البيت الأبيض، بدا ترامب وكأنه سئم من مماطلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهدد الرئيس الأمريكي، الكرملين، بفرض رسوم جمركية صارمة إذا لم يتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غضون 50 يوما. ولكن ربما كان الأمر الأكثر أهمية هو التحول الذي طرأ على موقف ترامب بشأن إرسال الأسلحة لأوكرانيا، بحسب الشبكة. ترامب يعد بإعادة إرسال أسلحة إلي أوكرانيا وبعد أشهر من التهديد بأنه قد يقطع المساعدات العسكرية لأوكرانيا بالكامل، وعد ترامب، يوم الاثنين الماضي، بإرسال أسلحة تقدر بمليارات الدولارات، والتي ستدفع أوروبا ثمنها. وأعلن ترامب وروته، أن دولا أخرى في الناتو وافقت الآن على شراء أسلحة أمريكية نيابة عن أوكرانيا. ولا يزال الكثير من الأمور غير واضحة بشأن الاتفاق، لكن روته قال أن ذلك يعني أن أوكرانيا ستتمكن الآن من الحصول على كميات "هائلة" من المعدات العسكرية، بما في ذلك الذخيرة والصواريخ. وقال هو وترامب، إن الحلفاء الأوروبيين سيكونون قادرين الآن أيضا على نقل المعدات العسكرية من مخزوناتهم إلى أوكرانيا. وإذا سمح ترامب الآن باستمرار تدفق كمية كبيرة من الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا، فإن ذلك من شأنه أن يمثل تغييرا مهما، وفقا للشبكة. ومنذ أن تولى ترامب منصبه، اعتقد كثيرون في أوكرانيا والعواصم الأوروبية أن هذا قد يكون السيناريو الأفضل بالنسبة لأوكرانيا، نظرا لرفض الرئيس الأمريكي استمرار التبرعات الأمريكية. الرئيس الأمريكي يرسل رسالة مختلفة لبوتين والأهم من ذلك كله، أنه سيرسل رسالة مختلفة تماما إلى بوتين. وأعتقد الرئيس الروسي لمدة أشهر أن المساندة العسكرية الأمريكية لأوكرانيا آخذة في التراجع في عهد ترامب. وقد شجع ذلك بوتين على الضغط بقوة أكبر في العمل العسكري ضد أوكرانيا. وإذا أدى هذا الاتفاق إلى عكس ذلك، فقد يبدأ في تغيير موقف الرئيس الروسي، بحسب الشبكة. لكن التفاصيل ستكون مهمة. وتعتبر أنظمة الدفاع الصاروخي "باتريوت"، التي سمح ترامب بإرسالها، مهمة، نظرا للهجمات الجوية الروسية المتزايدة بشكل كبير. لكن الاختبار الحقيقي الآن سيكون ما هي الأسلحة الأخرى التي ستحصل عليها أوكرانيا. وقال الرئيس الأمريكي أيضا إن الولايات المتحدة سترسل "معدات عسكرية متطورة للغاية". وقال مسؤولان أمريكيان، في تصريحات للشبكة، إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، لا تزال تعمل في الوقت الحالي على تحديد ما سيتم إرساله. لكن بدا ترامب، يوم الاثنين الماضي، أقرب بكثير إلى وجهة نظر حلفاء الولايات المتحدة بشأن الحرب. وعلى النقيض من اجتماع المكتب البيضاوي، في فبراير الماضي، الذي انتقد فيه الرئيس الأمريكي، نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أشاد ترامب، يوم الاثنين الماضي، بأوكرانيا ووصفها بأنها "شجاعة" وتحدث عن "الروح الجماعية المذهلة" للدول الأوروبية في الاتحاد للدفاع عنها. ترامب يعرب عن إحباطه من الرئيس الروسي وفيما يتعلق ببوتين، أعرب ترامب مرة أخرى عن إحباطه، وكاد أن يكرر وصف الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، للرئيس الروسي بأنه "قاتل". وقال الرئيس الأمريكي عن نظيره الروسي: "لا أريد أن أقول إنه قاتل، لكنه رجل صعب. لقد ثبت ذلك على مر السنين. لقد خدع الكثير من الناس". وأضاف ترامب: "بوتين لم يخدعني"، معربا عن دهشته لأن ما أسماه مكالماته الهاتفية "الجيدة" مع الرئيس الروسي تبين أنها لا تعني شيئا. السؤال المهم الآن هو إلى أي مدى سيأخذ بوتين نهج ترامب الجديد على محمل الجد؟ ولا يزال التهديد بالرسوم الجمركية غامضا في الوقت الراهن، وأعرب بعض الخبراء عن شكوكهم في إمكانية فرضها بشكل فعال. إن ما يسمى بـ"الرسوم الجمركية الثانوية" لمعاقبة الدول التي تستورد النفط والغاز الروسي قد يكون لها تأثير قوي ولكنها معقدة، وقد تتطلب، على سبيل المثال، مواجهة كبرى مع الصين، وفقا للشبكة. والسؤال الواضح الآن هو لماذا اختار الرئيس الأمريكي منح نظيره الروسي 50 يوما قبل فرض رسوم جمركية بنسبة 100%؟ أحد التفسيرات المحتملة هو أن هذه الفترة هي المدة التي من المتوقع أن ينتهي فيها الهجوم الروسي الحالي في الصيف، بحسب الشبكة. وذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي، مؤخرا أن بوتن نفسه أبلغ ترامب، في مكالمة هاتفية أجريت مؤخرا، أنه ينوي الضغط بقوة خلال الأيام الستين المقبلة. الإدارة الأمريكية تأمل أن يصبح بوتين أكثر ميلا للتفاوض وربما تأمل إدارة ترامب أن يصبح الرئيس الروسي أكثر ميلا للتفاوض بمجرد أن يستنفد الهجوم الروسي نفسه، وخاصة إذا سارت الأمور بشكل سيء. إن العقوبات المشددة، إذا تم فرضها، بجانب إرسال أسلحة كثيرة إلي أوكرانيا، قد تدفعان بوتن ببطء نحو مفاوضات حقيقية، خاصة إذا فشل هجومه الصيفي في تحقيق انجازات، وفقا للشبكة. لكن بوتين قد لا يعتقد أن ترامب لديه الصبر للالتزام بموقف صارم. وكتبت تاتيانا ستانوفايا، المحللة الروسية، عبر حسابها علي "اكس" (تويتر سابقا)، أن الكثيرين في النخبة الروسية ينظرون إلى نهج ترامب الجديد على أنه مجرد مناورة مؤقتة لاختبار بوتين. وأضافت ستانوفايا: "بمجرد أن يصبح من الواضح أن مثل هذه الضغوط غير فعالة، ومن المتوقع أن تصبح كذلك قريبا، فمن المرجح أن يعود ترامب إلى المسار الدبلوماسي، بما في ذلك ممارسة الضغط على أوكرانيا للتوصل إلى حل وسط". وعلى المدى القصير، من المرجح أن يواصل الرئيس الروسي الضغط بأقصى ما يستطيع، حيث يعتقد أنه يفوز في الحرب. فقط عندما يبدأ بالتفكير بعكس ذلك يمكنه البدء في مفاوضات جادة، بحسب الشبكة.

ترامب يهدد بمقاضاة صحيفة أمريكية بسبب نشرها مقالا "كاذبا" حول قصة "إبستين"
ترامب يهدد بمقاضاة صحيفة أمريكية بسبب نشرها مقالا "كاذبا" حول قصة "إبستين"

سبوتنيك بالعربية

timeمنذ 12 ساعات

  • سبوتنيك بالعربية

ترامب يهدد بمقاضاة صحيفة أمريكية بسبب نشرها مقالا "كاذبا" حول قصة "إبستين"

ترامب يهدد بمقاضاة صحيفة أمريكية بسبب نشرها مقالا "كاذبا" حول قصة "إبستين" ترامب يهدد بمقاضاة صحيفة أمريكية بسبب نشرها مقالا "كاذبا" حول قصة "إبستين" سبوتنيك عربي توعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، بمقاضاة صحيفة أمريكية، بسبب نشرها مقالًا "كاذبًا"، على حد وصفه، حول قصة رجل الأعمال جيفري إبستين. 18.07.2025, سبوتنيك عربي 2025-07-18T07:53+0000 2025-07-18T07:53+0000 2025-07-18T07:53+0000 العالم أخبار العالم الآن الولايات المتحدة الأمريكية ترامب ترامب دونالد ترامب واتهم الرئيس الأمريكي صحيفة "وول ستريت جورنال"، بنشر أخبار كاذبة، بعد نشرها مقالًا عن رسالة يُزعم أن ترامب أرسلها إلى رجل الأعمال جيفري إبستين.ونشرت الصحيفة مقالًا يفيد بأنه "في عام 2003، جمعت غيسلين ماكسويل، صديقة إبستين، ألبومًا من الرسائل البذيئة من أصدقائها احتفالًا بذكرى زواجه. ويُزعم أن مؤلف إحدى هذه الرسائل، التي يُزعم أنها تُصور رسمًا لامرأة عارية، هو ترامب نفسه".ووفقاً لترامب، قال مردوخ إنه "سيتولى الأمر". وأضاف الرئيس الأمريكي: "من الواضح أنه لم يكن يملك أي سلطة". كما أبلغت كارولين ليفيت (السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض والرئيس ترامب)، محرر الصحيفة بأن الرسالة مزوّرة".ووصف ترامب الصحيفة بأنها "مقززة وقذرة". وختم قائلًا: "لو كانت هناك أي حقيقة في قضية احتيال إبستين، التي تورط فيها الرئيس ترامب، لكان قد كشفها مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي، ومدير وكالة المخابرات المركزية السابق جون برينان، ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، وغيرهم من المتطرفين اليساريين المجانين قبل سنوات".ووفقًا لمجلة "رولينغ ستون"، نقلًا عن مصادر، شنّ البيت الأبيض حملة لمنع نشر المقال في صحيفة "وول ستريت جورنال". ووفقًا للصحيفة، أولى ترامب هذه القضية أولوية قصوى، وهيّمنت على اجتماعات البيت الأبيض.ووفقًا للمدعين العامين، أقام إبستين علاقات جنسية بين عامي 2002 و2005، مع عشرات الفتيات القاصرات اللواتي استقبلهن في مساكنه في نيويورك وفلوريدا، دافعا لهن مئات الدولارات نقدًا، وبعد ذلك أوعز إلى بعض الضحايا بالعمل كمجندات لجلب فتيات جديدات. وكان بعض الضحايا لا يتجاوز عمرهن 14 عامًا.وفي أوائل يوليو/ تموز 2019، استمعت محكمة مانهاتن في مدينة نيويورك إلى إبستين، وأمرت بإبقائه رهن الاحتجاز وعدم إطلاق سراحه بكفالة. في أواخر يوليو/ تموز من ذلك العام، عُرف أن إبستين عثر عليه في زنزانة سجن في حالة سيئة ثم توفي. وأظهر التحقيق أنه انتحر.قرار مفاجئ من ترامب بإقالة مدير وكالة الأمن القوميالكشف عن محتوى رسالة ابنة بايدن إلى قاضية قبل الحكم في سرقة مذكراتها الولايات المتحدة الأمريكية سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي العالم, أخبار العالم الآن, الولايات المتحدة الأمريكية, ترامب, ترامب, دونالد ترامب

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store