logo
هزيمة «حماس» بوقف الحرب

هزيمة «حماس» بوقف الحرب

جريدة الاياممنذ 3 أيام
بقلم: بن – درور يميني
يجب هزيمة حماس. وفي الظروف الناشئة، وقف القتال هو الطريق الأفضل للانتصار عليها. لأن حماس تريد جرنا إلى حرب عصابات.
"نعم" حماس لصفقة ويتكوف المحسنة -على أمل أن يكون بالفعل يدور الحديث عن رد إيجابي- هي نتيجة ضغط عربي.
بقدر ما يكون هذا متعلقاً بحماس، فإن هذه الحرب كانت ستستمر. لأن حماس تعرف، ونحن يفترض بنا أن نعرف، فحتى طائرات B2 لن تغير شيئاً، لأن لحرب العصابات قواعد خاصة بها. وهي تلاحقنا منذ الآن.
خمس فرق تجد صعوبة في مواجهتها. مع عشر فرق سيكون هذا أصعب بكثير. مزيد من الجنود سيصبحون أوزا في ميدان إطلاق النار والدبابات أيضاً. من يروج لاستمرار الحرب لا يقودنا إلى أي نصر. هو يمنحه لحماس.
كما أنه محظور الاستخفاف بحجة أن حماس ستحاول العودة إلى قوتها السابقة. حتى لو قتلت إسرائيل عشرات آلاف المخربين، فإن الأيديولوجيا لم تهزم، ولمنظمة الإرهاب هذه لا يزال يوجد آلاف أو عشرات آلاف النشطاء ومئات آلاف أو ملايين المؤيدين.
بين العموم وبين الفرد، بين الحاجة القومية لهزيمة حماس وبين المخطوفين يدعي السموتريتشيون أن الحاجة القومية أهم.
هم محقون بدعوى أن الحاجة القومية أهم. لكن بالذات الحاجة القومية توجب الخروج من مفهوم ضرب الرأس في الحائط.
مزيد من الفِرَق؟ هذا لم يُجدِ نفعاً حتى الآن. نحن بحاجة إلى تفكير ابداعي.
لا يوجد جيش نظامي تصدى لظروف مشابهة. لا في أفغانستان ولا في الموصل. في القطاع يوجد آلاف هم بمنزلة "استشهاديين" – هم يريدون أن يموتوا على أن يوقعوا الأذى بالعدو.
هم يريدون أن يدخل مزيد فمزيد من الجنود إلى مناطق جديدة كي يحققوا رغبتهم الشوهاء. وبالتالي حتى لو احتل الجيش الإسرائيلي ربع القطاع إياه الذي لم يحتل – فإن تفوق مخربي الاستشهاد في حرب العصابات سيزداد فقط.
هم لا يحتاجون لأكثر من الكلاشينات، العبوات والصواريخ المضادة للدروع.
لأجل تصفية حماس على طريقة سموتريتش ستكون حاجة إلى تسوية كل القطاع بالأرض والأنفاق أيضاً.
مشكوك أن لدى الولايات المتحدة ما يكفي من المادة المتفجرة لغرض تحقيق الهدف.
بالمقابل، الإنجازات الأهم للحرب هي تلك التي حققتها استخبارات مذهلة، تلك الاستخبارات التي لم توقظ ولم تستيقظ قبل 7 أكتوبر.
القادة يعرفون هذا. على كل قائد كبير يقول إنه ينبغي الاستمرار، يوجد على الأقل اثنان يقولان شيئاً معاكساً.
وهذا ليس كل شيء بعد. فلأجل مواصلة الحرب بقوة أعلى ستكون حاجة لتجنيد عشرات آلاف آخرين من رجال الاحتياط. معظمهم بعيدون عن مواقف سموتريتش وبن غفير. الضرر للاقتصاد، الضرر للمناعة القومية، الضرر للدافعية، هي جزء من المعركة.
وبعامة، نحن نوجد في الحرب الأطول في تاريخ إسرائيل. كنا ذات مرة في حرب استنزاف مع مصر. كان هذا صعباً. كان مصابون. لكن هذه لم تكن، إضافة إلى الاستنزاف، حرب عصابات أيضاً.
وليس واضحاً ما الذي ستحققه إسرائيل بالضبط بعد أشهر طويلة من حرب عصابات، آخذة في التعاظم لم تحققه حتى اليوم.
هنا وهناك يقولون لنا إن المصلحة القومية تفترض هزيمة حماس حتى قبل تحرير المخطوفين.
هذا أيضاً هراء. هذه الحرب يجب أن تتوقف حتى لو لم يكن مخطوف واحد لدى حماس.
في الساحة الدولية يفعل السموتريتشيون كل شيء كي يهزموا إسرائيل.
جلست قبل يومين مع واحدة من زعماء الجالية اليهودية في فرنسا.
هي تحب إسرائيل وتعطف عليها. هي تكافح ضد فريات لا نهاية لها.
وصعب عليها، مثلما هو صعب على الكثير جداً من اليهود، ومن غير اليهود أيضاً ممن يدعمون إسرائيل، يفهمون أن حماس هي جزء من إسلام راديكالي يهدد العالم الحر كله.
وقد اعترفت، مثل كثيرين آخرين بأن كل يوم يمر يجعل الدفاع عن إسرائيل مهمة أصعب فأصعب.
سبب آخر لماذا تريد حماس مزيداً من الدمار، مزيداً من الخراب، مزيداً من القتلى؟
حماس كان يمكنها أن تمنع الدمار والخراب لو كانت تحرر المخطوفين وتوافق على تجريد القطاع. لكن الدمار والخراب والموت وادعاءات الإبادة الجماعية – هي ورقتها المظفرة.
وضع إسرائيل سيئ. بن غفير وسموتريتش يصران على جعله أسوأ أكثر بكثير. حماس لن تهزم إسرائيل عسكرياً، لكنها تهزمها سياسياً.
في التصويت هذا الأسبوع في الجمعية الوطنية الفرنسية رد اقتراح بفرض عقوبات على إسرائيل.
إذا ما انتصر مفهوم سموتريتش فتتبلور أغلبية تشكل علامة طريق لجعل إسرائيل جنوب إفريقيا إياها.
هذا هو النصر الذي تبحث عنه حماس، ولا حاجة لمنحها إياه.
اليوم تبدأ المفاوضات على التفاصيل. السؤال الأكبر هو أي مفهوم سينتصر.
في 7 أكتوبر تعرضت إسرائيل لضربة قاسية بسبب مفهوم مغلوط.
حماس تريد أن تدخل إسرائيل إلى فخ إضافي على أمل أن ينتصر مفهوم سموتريتش.
أخطأنا مرة واحدة، لا حاجة لمرة أخرى.
عن "يديعوت أحرونوت"
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل توافق: قطر ستضخ أموالا لإعادة إعمار غزة خلال وقف إطلاق النار
إسرائيل توافق: قطر ستضخ أموالا لإعادة إعمار غزة خلال وقف إطلاق النار

معا الاخبارية

timeمنذ 33 دقائق

  • معا الاخبارية

إسرائيل توافق: قطر ستضخ أموالا لإعادة إعمار غزة خلال وقف إطلاق النار

بيت لحم- معا- صرح مسؤول إسرائيلي كبير صباح اليوم بأن وقف إطلاق النار في غزة ممكن خلال أسبوع أو أسبوعين. وتحدث المسؤول، شريطة عدم الكشف عن هويته، خلال زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لواشنطن. وقال إن الجانبين اتفقا على وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا، وستستغل إسرائيل هذه الفترة للترويج لوقف إطلاق نار دائم يُلزم حماس بنزع سلاحها. وهدد قائلًا: "إذا رفضت حماس، فسنمضي قدمًا في العمل العسكري". وتشعر واشنطن باقتراب الإعلان عن اتفاق صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار، وأفادت صحيفة يديعوت احرنوت بأنه ضمن الشروط التي وافقت عليها إسرائيل ستبدأ قطر ودول أخرى بضخ موارد وأموال لإعادة إعمار قطاع غزة، وذلك خلال فترة وقف إطلاق النار. ستتمكن قطر من ضخ أموال إلى قطاع غزة لإعادة إعماره، بدءًا من بدء سريان الصفقة. بحسب التقارير العبرية فإن الغرض من هذا التمويل هو إرسال إشارة إلى حماس بأن إسرائيل تنوي إنهاء الحرب، حتى لو لم تُعلن ذلك رسميًا في المرحلة الأولى من الاتفاق، قبل أن تُفرج حماس عن جميع الاسرى وتوافق على نزع سلاحها وحل حكومتها في قطاع غزة. وتُصرّ إسرائيل على أن قطر، بل دول أخرى أيضًا، هي من تتولى توجيه الأموال لإعادة إعمار القطاع. بالنسبة لحماس، هذه مسألة مبدئية ينبغي أن تُشير إلى أن الحرب قد انتهت لدى الرأي العام الفلسطيني في غزة كما طلبت إسرائيل من السعودية والإمارات العربية المتحدة المساعدة في إعادة إعمار قطاع غزة، لكنهما ترفضان ذلك ما لم تُعلن إسرائيل رسميًا انتهاء الحرب في غزة. يبقى الخلاف الرئيسي في المفاوضات بين الطرفين حول محور موراج ، الذي لم توافق حماس على أي اتفاق معه حتى الآن، حتى بعد أن قدمت إسرائيل خريطة جديدة للبقاء الجزئي في هذا المحور. وقدمت إسرائيل إلى قطر مقترحًا جديدًا يتناول نشر قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة على طول الخطوط وخاصة في منطقة محور موراج. وصرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الليلة الماضية بأنه يرى فرصةً حقيقيةً لوقف إطلاق النار في قطاع غزة قريبًا وأفادت مصادر في حركة حماس لصحيفة الشرق الأوسط السعودية بإحراز تقدم في المفاوضات حول العديد من القضايا العالقة عقب لقاء ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض. إلا أن الاتفاق لم يُحسم بعد، والمفاوضات مستمرة، حيث يواصل الوسطاء جهودهم لتقريب وجهات النظر. واتهمت المصادر إسرائيل بـ"إضاعة الوقت وعدم البت في القضايا المتبقية محل الخلاف". وأوضحت أن وفد حماس أثار قضايا مثل المساعدات الإنسانية، وانسحاب القوات، ووقف الأعمال العدائية، وأُحرز تقدم في بعضها، لكن لا تزال هناك حاجة إلى "لمسات أخيرة" لاستكمال معالجتها.

حرب عبثية طال أمدها دون مبرر حقيقي
حرب عبثية طال أمدها دون مبرر حقيقي

جريدة الايام

timeمنذ ساعة واحدة

  • جريدة الايام

حرب عبثية طال أمدها دون مبرر حقيقي

بقلم: عاموس هرئيل قبل ساعات من اللقاء الأول (من لقاءَين مخطط لهما) في البيت الأبيض، بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قُتل خمسة جنود من الجيش الإسرائيلي وأُصيب 14 آخرون في انفجار عبوات ناسفة شمال قطاع غزة. وقع الانفجار بالقرب من أنقاض بيت حانون، مذكّراً مرة أُخرى بحجم تورُّط إسرائيل في حرب عبثية طال أمدها من دون مبرر حقيقي لاستمرارها. "كنتَ مقاتلاً شجاعاً في حرب بلا هدف،" هكذا رثى صديق أحد قتلى الحادثة، الرقيب أول بني أسولين من مدينة حيفا. القوة التي استهدفها الهجوم تنتمي إلى كتيبة "نيتسح يهودا" التابعة للواء "كفير"، وكانت تتحرك سيراً على الأقدام في منطقة مفتوحة على مسافة قصيرة من الحدود الإسرائيلية. أُصيب بعض الجنود في الانفجار الأول، وعندما هرع زملاؤهم لإجلاء الجرحى والقتلى، انفجرت عبوتان ناسفتان تباعاً. وبين الانفجار الثاني والثالث، فُتحت نيران رشاشة عليهم من مسافة بعيدة. أسفر الهجوم عن مقتل خمسة جنود وإصابة اثنين بجروح خطِرة، وتم شلّ قدرة وحدة كاملة عن العمل. يُرجَّح أن ردة فعل القوات الإسرائيلية منعت محاولة لخطف أحد الجنود. يختبئ المسلحون التابعون لـ"حماس" في الأنفاق داخل المنطقة التي دُمّرت، في معظمها، لكن هياكل المباني وكون البلدة مرتفعة قليلاً عن المناطق المحيطة بها، منحاهم ميزة تكتيكية حيال القوات التي تعرضت للهجوم، التي كانت جزءاً من سرايا مشاة وسرية مدرعات كانت تتحرك نحو المدينة. تقدّر قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي أن العشرات من عناصر "حماس" ما زالوا ناشطين في بيت حانون تحت قيادة قائد كتيبة. وعلى الرغم من انهيار الإطار التنظيمي لهذه القيادة، فإن الجيش الإسرائيلي يعترف بأن هجمات المقاومة المحدودة، عبر استغلال نقاط الضعف في حركة القوات، أو تموضعها، قادرة على إلحاق خسائر. في غضون ذلك، تؤكد قيادة الجيش أنها ستواصل التحرك بحزم ضد ما تبقى من تنظيم "حماس" في بيت حانون، لكنها تدرك الحقيقة: هذه العمليات ستكلف إسرائيل خسائر بشرية، وكذلك أيّ عملية هجومية جديدة تخطط الحكومة لتوسيعها في جبهات أُخرى داخل القطاع. يعمل الجيش بشكل متقطع في بيت حانون، التي اضطر سكانها، في أغلبيتهم الساحقة، إلى مغادرتها منذ بداية العملية البرية في نهاية تشرين الأول 2023. لم يعد أحد في الجيش يتذكر عدد المرات التي دخلت فيها القوات الإسرائيلية بيت حانون، وكم مرة أُعلنت السيطرة عليها، أو "هزيمة" كتيبة "حماس" هناك. منذ بداية الحرب، جرى استبدال عدد كبير من القادة، من هيئة الأركان العامة وحتى مستوى الكتائب. خمس جنازات، على خلفية لقاء ترامب ونتنياهو في واشنطن، كانت تذكيراً صارخاً بأن هذه الحرب يجب أن تنتهي. على الرغم مما لحِق بحركة حماس من ضربات، فإنها لن تُغيّر مواقفها الأساسية بسبب ازدياد الضغط العسكري الذي لا يشمل السيطرة الكاملة على القطاع. أمّا السيطرة الكاملة، فستُكلف خسائر كبيرة، وقد تهدد حياة 20 رهينة على قيد الحياة لا تزال محتجزة في مناطق "المضلعات" التي تتجنب القوات الإسرائيلية العمل داخلها. ما الذي يجري فعلاً بين ترامب ونتنياهو؟ لا نعرف بعد. كان من المفترض أن يلتقيا مجدداً، مساء أمس، في لقاء حُدِّد بشكل مفاجئ، لكن مسؤولاً سياسياً إسرائيلياً رفيع المستوى صرّح للصحافيين والمرافقين بأنه لا توجد خلافات جوهرية بين إسرائيل والولايات المتحدة تتعلق بالمفاوضات بشأن وقف إطلاق النار. من الواضح أن هذا ما يهمّ كل طرف، حتى من خلال حوار قصير تم توثيقه بالكاميرا. ترامب، الذي لا يشعر بأيّ حرج من المديح المفرط، كان مسروراً بإعلان نتنياهو أنه رشّحه لنيل جائزة نوبل للسلام (وربما على ترامب أن يسأل نفسه إذا ما كان المديح من نتنياهو يقرّبه من الجائزة، أم يبعده عنها). عاد نتنياهو ليكرر الحديث عن "الهجرة الطوعية" لسكان غزة، وهو مصطلح مخفّف لتجميل خطة ترحيل قسري وعنيف للسكان الفلسطينيين من القطاع. تعود هذه الخطة إلى الظهور كل شهرين تقريباً، وغالباً ما تأتي بالتزامن مع زيارات نتنياهو لواشنطن. يبدو ترامب، الذي أعرب عن دعمه للفكرة في شباط الماضي، كأنه فقد اهتمامه بها منذ ذلك الحين، وربما اهتمام نتنياهو وطاقمه بهذه الفكرة لا يعود فقط إلى أسباب استراتيجية، أو ضغوط ائتلافية (مثل الحاجة إلى الحفاظ على أحزاب اليمين المتطرف في الحكومة)، بل إلى طرح "كبش فداء" يمكن سحبه لاحقاً من الطاولة خلال المفاوضات، في حال قدّمت "حماس" تنازلات. في هذه الأثناء، صرّح المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، ستيف ويتكوف، قبيل سفره إلى قطر، أن الأطراف نجحت في تجاوُز ثلاث من أصل أربع نقاط خلاف، وأنه يأمل بإمكان التوصل إلى صفقة بحلول نهاية الأسبوع. لكن المشكلة لا تكمن فقط في الخلافات، بل في أن نتنياهو يسعى لعقد صفقة جزئية، ليس لأنه يريد العودة إلى القتال بعد 60 يوماً من وقف إطلاق النار وإعادة نصف الرهائن الأحياء، بل لأنه يواصل الدفع بخطة تهدف إلى ترحيل سكان غزة – نقل السكان، في معظمهم، إلى منطقة رفح، المدينة التي دُمرت بالكامل نتيجة عمليات الجيش الإسرائيلي. الوزيران بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير يطالبان بذلك، ونتنياهو ووزير الدفاع، إسرائيل كاتس، يتماهان معهما. والحديث عن إقامة "مدينة إنسانية" في رفح لا يقلّ كذباً عن الادعاء أن السكان سيهاجرون طوعاً. في الواقع، تسعى إسرائيل لاستبدال الظروف القاسية التي يعيشها السكان بالقرب من منطقة المواصي القريبة من الشاطئ، بظروف أشد قسوةً في رفح. وكالعادة، الذريعة هي أن "النصر قاب قوسين أو أدنى." يحتاج نتنياهو إلى بضعة أشهر فقط للقضاء الكامل على "حماس"، بحسب قوله. قبل أكثر من عام، سُوّق اجتياح رفح، باعتباره الحل الحاسم. قبل شهرين، كانت "السيطرة على المساعدات الإنسانية" هي الحل السحري التالي، وهو إجراء لا يزال يواجه صعوبات كبيرة، وذهب ضحيته مئات المدنيين الفلسطينيين الذين كانوا يطلبون الطعام فقط. الآن، تكافح إسرائيل في المفاوضات من أجل مستقبل صندوق المساعدات، الذي تُطرح حوله علامات استفهام كثيرة بشأن علاقته برجال أعمال، وربما بسياسيين. حالياً، الشخص الذي يتعرض للهجوم هو رئيس الأركان، إيال زامير. فمواقف هذا الأخير تُقلق نتنياهو وكاتس ورفاقهما بسبب اعتراضه على خطة إعادة نقل السكان إلى رفح. والتسريبات ضده جزء من محاولة متعمدة للضغط عليه، وتخويفه، بهدف إخضاعه.

حرب غزة تدخل "المرحلة الفيتنامية" ..
حرب غزة تدخل "المرحلة الفيتنامية" ..

جريدة الايام

timeمنذ ساعة واحدة

  • جريدة الايام

حرب غزة تدخل "المرحلة الفيتنامية" ..

بقلم: نداف ايال عقد لقاء ترامب – نتنياهو الأول، أول من أمس فجراً، على ثلاثة مستويات مميزة. الأهم هو الوجدان. عندما التقى الرئيس رئيس الوزراء انتظر سيارته، وكان يمكن أن نرى ما حصل بينهما. أمسك ترامب بنتنياهو مثلما يمسك المرء بأخ في المعركة. كانت الرسالة واضحة: قاتلنا معاً. إذا كان أحد ما لم يفهم الرسالة، فقد جاءت الصورة التي وزعها البيت الأبيض، حيث كان الاثنان يقفان تحت صورة ترامب بعد أن أصيب في محاولة الاغتيال، وكان العنوان: "FIGHTFIGHT! FIGHT!"، لتقول: نحن كلانا من القرية ذاتها. المستوى الثاني هو الرغبة في الوصول إلى وقف نار. ليس صدفة إدمان البادرات الطيبة من البيت الأبيض: يريد الرئيس أن تتوقف الحرب. هذا ليس تحليلا. هو يقول هذا علنا. توجد دول أخرى في الشرق الأوسط تنظر جيدا وتضغط، وهي قريبة من البيت الأبيض، على رأسها السعودية. وتمارس الولايات المتحدة ضغطاً هائلاً في الأيام الأخيرة على قطر. بالنسبة لرئيس الوزراء أيضا فإن تحقيق وقف نار الآن هو في المقدمة الأهم، أو على الأقل هذا هو الانطباع الذي يعطيه. هل سيفرض البيت الأبيض هذا بفظاظة على نتنياهو؟ إذا حكمنا على الأمور من البادرات الطيبة الخارجية، فإن ترامب ونتنياهو يوجدان في ذروة شهر عسل، لكن الرئيس معروف بأنه يعرف كيف يغير سلوكه عند الحاجة، وبسرعة. المستوى الثالث هو ما يحتاجه نتنياهو كي يبقى سياسيا، وترامب يسره المساعدة. إلى هنا تدخل الأقوال عن مستقبل غزة، واستمرار التنفس الاصطناعي لمبادرة "الهجرة الطوعية" من القطاع، ورزمة التطبيع المحتملة، وغيرها. كل شيء يسمح لسموتريتش وبن غفير أن يرفعا شارة النصر، وفي واقع الأمر يقتربان من حلمهما العظيم: حكم عسكري في القطاع، وطرد الفلسطينيين. طالما كان ممكنا الإبقاء على دلائل حياة لـ"الحلم" وإضافة تقدمات إقليمية، سيكون سهلا اكثر على نتنياهو تمرير الصفقة. يفهم البيت الأبيض جيدا سلسلة الضغوط هذه. المرحلة الفيتنامية في القطاع لكن على الرغم من العلاقات الممتازة التي بثها ترامب ونتنياهو في لقائهما الأول، لم يكن ممكنا، أول من امس، التطرق للقاء – غير الدراماتيكي في تلك المرحلة – عندما كانت الأخبار من قطاع غزة عن خمس عائلات إسرائيلية أخرى شهدت خراباً تاماً. المقارنات التاريخية هي دوما فظة، مغلوطة، ومضللة. لكن دروس التاريخ يجب معرفتها، وصداها يمكنه أن يعلمنا الواقع. إسرائيل توجد في مرحلة فيتنامية في قطاع غزة. فهي رهينة شعارات، وتعنى برفع ثابت للرهان. خذوا شعار لن نتوقف إلى أن ينزع سلاح "حماس". إذا "وافقت" "حماس"، صباح غد، على نزع سلاحها فهل سيحصل هذا؟ من سيتأكد من أن هكذا سيكون؟ الجواب هو أن فقط الجيش الإسرائيلي يمكنه أن يفعل هذا، وهو يمكنه أن يفعل هذا فقط إذا ما سيطر في كل غزة بحكم عسكري كامل ومطلق. فلا يمكن لأي إماراتي أو مصري أن يمر من زقاق إلى زقاق في دير البلح ليتأكد من جمع كل الكلاشينات. بكلمات أخرى، إذا وافقت "حماس" على جمع السلاح، فستكون هذه خدعة. إلا إذا احتلت إسرائيل كل المنطقة. وعندها، لا حاجة لأن توافق "حماس" منذ البداية، ولا توجد أي قيمة لاتفاق معها. وبالتالي لماذا تطرح إسرائيل هذا الطلب؟ أجيبوا انتم. شعار آخر هو أن "حماس" "لن تحكم القطاع". لقد وافقت "حماس" مبدئيا منذ الآن ألا تحكمه، لكن إسرائيل تريد أن تتأكد من أنها لن تحكمه حتى من خلف الكواليس. كي يكون هكذا يجب أن يكون هناك احد أمرين: إما أن يحكم الجيش الإسرائيلي القطاع مباشرة، وعندها، مرة أخرى، لا معنى للاتفاق مع "حماس"، أو أن تحكم السلطة الفلسطينية غزة، كعدو لدود لـ"حماس". نتنياهو غير مستعد لأن يسمع عن السلطة، وهكذا أيضا قال "مصدر سياسي كبير"، فجرا. احتلال عسكري إسرائيلي؟ هو لا يستبعد. نتنياهو يؤشر لرجاله (وأساسا لوزيري اليمين المتطرفين) بأن الحكم العسكري على الطريق. خذوا شعارا آخر: المشكلة التي بسببها تعود إسرائيل المرة تلو الأخرى إلى المناطق ذاتها التي سبق أن دخلتها في القطاع هي أنها لم "تعالج" كما ينبغي البنى التحتية لـ"حماس". الأنفاق، تحت الأرض، والكتائب. لو أنها فقط تستولي على المنطقة وتتخلص من نهج الاجتياحات، فإن "حماس" ستهزم. هذا شعار قدم للجمهور الإسرائيلي قبل "عربات جدعون". هاكم الواقع: صحيح أنه منذ بداية الحملة دمرت إسرائيل بنى تحتية لـ"حماس" اكثر بكثير. وعملت بشكل جذري وبقيت في الميدان. الكثير من كتائب "حماس" تضررت بشدة. هاكم الثمن: منذ عادت إسرائيل للقتال وأوقفت وقف النار، في آذار، سقط 38 مقاتلا في القطاع. وتيرة عشرة في الشهر تقريباً. لكن المتوسط يكذب: في آذار وفي نيسان سقط جنود قليلون. ابتداء من 1 حزيران تكبدنا معظم الخسائر. بكلمات أخرى: قدرات "حماس" لإصابة الجنود لم تتآكل. الشعار الجديد: مدينة إنسانية ضحايا الجيش الخمس في بيت حانون سقطوا على مسافة اقل من كيلومترين عن الجدار الفاصل مع غزة، في منطقة هي جزء من الحزام الأمني الفاصل. مبدئيا، الجيش الإسرائيلي لم يتركها أبدا. عمليا، هو لم يكن في البلدة. الجيش، بخاصة في حجم قواته الحالي، لا يحتمل أن يكون في كل مكان. هناك شعار آخر "المكوث: من يريد أن "يمكث" في المنطقة يستدعي حرب عصابات تتعلم القوة المحتلة. يتمترس الجيش، وتجد حرب العصابات الثغرات. الجيش يحفر، حرب العصابات تحاول أن تحفر أعمق. "حزب الله"، فيتنام، أفغانستان، العراق، غزة. يمكن أن نحصي جثث "المخربين" الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي، لكن في قطاع مكتظ لم يعد فيه اقتصاد، ولا توجد فيه مدارس، ولا يوجد حكم، من السهل تجنيد شباب للقتال ضد إسرائيل. الأميركيون ارتكبوا خطأ فظيعا في العراق: أسقطوا جيش صدام حسين. ارتكب الإسرائيليون ويرتكبون خطأ اكبر في القطاع: أسقطوا الجميع. الآن يبيعون شعارا جديدا. فقط إذا أقمنا من جديد قطاع غزة في رفح، بمثابة "مدينة إنسانية" لأجل الوصول إليها "يرشح السكان الفلسطينيون" من "المخربين". وستهزم عندها "حماس". ستنقل إسرائيل بالقوة مليونين من السكان إلى جنوب القطاع؟ وكيف ستفعل هذا؟ باجتياح مناطق في غزة يوجد فيها مخطوفونا؟ ماذا سيكون عليهم؟ وماذا سيكون بالضبط في هذا المجال الإنساني؟ وممَّ سيرتزق الفلسطينيون هناك؟ ومن سيمول هذا؟ مرة أخرى الجمهور الإسرائيلي؟ وكيف بالضبط سيتأكدون من أن "حماس" "لن تدخل" إلى "المدينة الإنسانية"؟ هل سيقيمون حولها جداراً؟ تحدثت مع بعض واضعي هذه الخطة. هم أيضا ليس لديهم أجوبة حقا. ينظرون المدى القصير في لقاء ترامب - نتنياهو الأول، بحثت هذه المواضيع بشكل مبدئي فقط. لم يشكك الأميركيون بالمنطق الإسرائيلي. أوضح نتنياهو أن "حماس" لن تحكم غزة، والرئيس، عندما سئل عن حل الدولتين، وجه السؤال بكياسة إلى رئيس الوزراء. نتنياهو، من جهته، أجرى العرض مع كتاب "توصية" لجائزة نوبل؛ ممن الشكوك أن يساعد هذا احتمالات الرئيس، في ضوء الصورة الحالية لرئيس الوزراء في العالم، وفي اسكندنافيا بخاصة. في الشرق الأوسط، دوما جدير وضع وزن زائد على المدى القصير. ما هو مهم هو ما يحصل الآن، وليس ما يخطط له بعد سنة، شهر، أو أسبوع. في المدى القصير، توجد محاولة جدية للوصول إلى وقف نار وإعادة عشرة مخطوفين أحياء. البيت الأبيض يريد هذا، وعلى ما يبدو نتنياهو هو الآخر، بشروطه. الأمر المهم الذي حققه حتى الآن هو انطباع الحلف العميق بينه وبين الرئيس الأميركي. إذا كان نتنياهو يريد صفقة، فهو سيستخدم هذا الحلف كي يقنع بن غفير وسموتريتش بأنه هكذا ستتمكن إسرائيل من العودة إلى الحرب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store