logo
هزيمة «حماس» بوقف الحرب

هزيمة «حماس» بوقف الحرب

جريدة الاياممنذ 17 ساعات
بقلم: بن – درور يميني
يجب هزيمة حماس. وفي الظروف الناشئة، وقف القتال هو الطريق الأفضل للانتصار عليها. لأن حماس تريد جرنا إلى حرب عصابات.
"نعم" حماس لصفقة ويتكوف المحسنة -على أمل أن يكون بالفعل يدور الحديث عن رد إيجابي- هي نتيجة ضغط عربي.
بقدر ما يكون هذا متعلقاً بحماس، فإن هذه الحرب كانت ستستمر. لأن حماس تعرف، ونحن يفترض بنا أن نعرف، فحتى طائرات B2 لن تغير شيئاً، لأن لحرب العصابات قواعد خاصة بها. وهي تلاحقنا منذ الآن.
خمس فرق تجد صعوبة في مواجهتها. مع عشر فرق سيكون هذا أصعب بكثير. مزيد من الجنود سيصبحون أوزا في ميدان إطلاق النار والدبابات أيضاً. من يروج لاستمرار الحرب لا يقودنا إلى أي نصر. هو يمنحه لحماس.
كما أنه محظور الاستخفاف بحجة أن حماس ستحاول العودة إلى قوتها السابقة. حتى لو قتلت إسرائيل عشرات آلاف المخربين، فإن الأيديولوجيا لم تهزم، ولمنظمة الإرهاب هذه لا يزال يوجد آلاف أو عشرات آلاف النشطاء ومئات آلاف أو ملايين المؤيدين.
بين العموم وبين الفرد، بين الحاجة القومية لهزيمة حماس وبين المخطوفين يدعي السموتريتشيون أن الحاجة القومية أهم.
هم محقون بدعوى أن الحاجة القومية أهم. لكن بالذات الحاجة القومية توجب الخروج من مفهوم ضرب الرأس في الحائط.
مزيد من الفِرَق؟ هذا لم يُجدِ نفعاً حتى الآن. نحن بحاجة إلى تفكير ابداعي.
لا يوجد جيش نظامي تصدى لظروف مشابهة. لا في أفغانستان ولا في الموصل. في القطاع يوجد آلاف هم بمنزلة "استشهاديين" – هم يريدون أن يموتوا على أن يوقعوا الأذى بالعدو.
هم يريدون أن يدخل مزيد فمزيد من الجنود إلى مناطق جديدة كي يحققوا رغبتهم الشوهاء. وبالتالي حتى لو احتل الجيش الإسرائيلي ربع القطاع إياه الذي لم يحتل – فإن تفوق مخربي الاستشهاد في حرب العصابات سيزداد فقط.
هم لا يحتاجون لأكثر من الكلاشينات، العبوات والصواريخ المضادة للدروع.
لأجل تصفية حماس على طريقة سموتريتش ستكون حاجة إلى تسوية كل القطاع بالأرض والأنفاق أيضاً.
مشكوك أن لدى الولايات المتحدة ما يكفي من المادة المتفجرة لغرض تحقيق الهدف.
بالمقابل، الإنجازات الأهم للحرب هي تلك التي حققتها استخبارات مذهلة، تلك الاستخبارات التي لم توقظ ولم تستيقظ قبل 7 أكتوبر.
القادة يعرفون هذا. على كل قائد كبير يقول إنه ينبغي الاستمرار، يوجد على الأقل اثنان يقولان شيئاً معاكساً.
وهذا ليس كل شيء بعد. فلأجل مواصلة الحرب بقوة أعلى ستكون حاجة لتجنيد عشرات آلاف آخرين من رجال الاحتياط. معظمهم بعيدون عن مواقف سموتريتش وبن غفير. الضرر للاقتصاد، الضرر للمناعة القومية، الضرر للدافعية، هي جزء من المعركة.
وبعامة، نحن نوجد في الحرب الأطول في تاريخ إسرائيل. كنا ذات مرة في حرب استنزاف مع مصر. كان هذا صعباً. كان مصابون. لكن هذه لم تكن، إضافة إلى الاستنزاف، حرب عصابات أيضاً.
وليس واضحاً ما الذي ستحققه إسرائيل بالضبط بعد أشهر طويلة من حرب عصابات، آخذة في التعاظم لم تحققه حتى اليوم.
هنا وهناك يقولون لنا إن المصلحة القومية تفترض هزيمة حماس حتى قبل تحرير المخطوفين.
هذا أيضاً هراء. هذه الحرب يجب أن تتوقف حتى لو لم يكن مخطوف واحد لدى حماس.
في الساحة الدولية يفعل السموتريتشيون كل شيء كي يهزموا إسرائيل.
جلست قبل يومين مع واحدة من زعماء الجالية اليهودية في فرنسا.
هي تحب إسرائيل وتعطف عليها. هي تكافح ضد فريات لا نهاية لها.
وصعب عليها، مثلما هو صعب على الكثير جداً من اليهود، ومن غير اليهود أيضاً ممن يدعمون إسرائيل، يفهمون أن حماس هي جزء من إسلام راديكالي يهدد العالم الحر كله.
وقد اعترفت، مثل كثيرين آخرين بأن كل يوم يمر يجعل الدفاع عن إسرائيل مهمة أصعب فأصعب.
سبب آخر لماذا تريد حماس مزيداً من الدمار، مزيداً من الخراب، مزيداً من القتلى؟
حماس كان يمكنها أن تمنع الدمار والخراب لو كانت تحرر المخطوفين وتوافق على تجريد القطاع. لكن الدمار والخراب والموت وادعاءات الإبادة الجماعية – هي ورقتها المظفرة.
وضع إسرائيل سيئ. بن غفير وسموتريتش يصران على جعله أسوأ أكثر بكثير. حماس لن تهزم إسرائيل عسكرياً، لكنها تهزمها سياسياً.
في التصويت هذا الأسبوع في الجمعية الوطنية الفرنسية رد اقتراح بفرض عقوبات على إسرائيل.
إذا ما انتصر مفهوم سموتريتش فتتبلور أغلبية تشكل علامة طريق لجعل إسرائيل جنوب إفريقيا إياها.
هذا هو النصر الذي تبحث عنه حماس، ولا حاجة لمنحها إياه.
اليوم تبدأ المفاوضات على التفاصيل. السؤال الأكبر هو أي مفهوم سينتصر.
في 7 أكتوبر تعرضت إسرائيل لضربة قاسية بسبب مفهوم مغلوط.
حماس تريد أن تدخل إسرائيل إلى فخ إضافي على أمل أن ينتصر مفهوم سموتريتش.
أخطأنا مرة واحدة، لا حاجة لمرة أخرى.
عن "يديعوت أحرونوت"
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل ننجو من حرب الإبادة؟
هل ننجو من حرب الإبادة؟

جريدة الايام

timeمنذ ساعة واحدة

  • جريدة الايام

هل ننجو من حرب الإبادة؟

قرار وقف حرب الإبادة في قطاع غزة أصبح أيضاً بيد الرئيس ترامب، وهو من صنف قرارات وقف الحروب السابقة في إيران ولبنان. ترامب يملك القدرة على إنهاء الحرب ولديه الكثير من الحوافز كرغبته الشخصية في العظمة، كي تكون «أميركا عظيمة» بحسب شعاره الانتخابي. وهو بصفته العقارية ينحاز لإبرام صفقات سريعة بأقل تكلفة وبأعلى جدوى ربحية. وما يهمه الآن وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة كي يتسنى له الاستثمار في إعادة بناء وتوسيع السيطرة الأميركية الإسرائيلية على المنطقة التي تدر له أرباحاً هائلة. قرار ترامب بوقف الحرب ليس بأي ثمن وإنما بالشروط الإسرائيلية التي تبناها وسعى إلى تحقيقها منذ فوزه في الانتخابات وسيطرته على البيت الأبيض، وهي إعادة الأسرى الإسرائيليين، وتجريد قطاع غزة من السلاح وإزالة أي خطر أمني يهدد إسرائيل، وإنهاء حكم حماس. تختلف حسابات ترامب ونظرة إدارته الشمولية للسيطرة والربح عن حسابات نتنياهو الأنانية الضيقة التي تتمحور حول البقاء في الحكم بضمانة معسكره الكاهاني الذي يسعى إلى إعادة احتلال غزة واستيطانها وتهجير مواطنيها وضم الضفة الغربية أو أجزاء منها، وتحتل رغبة نتنياهو في الإفلات من المحاكمة الداخلية بتهم الفساد ومسؤوليته عن 7 أكتوبر أولوية على ما عداها. بناء على ذلك يسعى نتنياهو إلى إطالة أمد حرب الإبادة في الوقت الذي يرغب فيه ترامب بوقف الحرب التي تؤخر انطلاقته في إعادة بناء السيطرة والاستثمار من الوزن الثقيل. ومن الطبيعي أن يُحل التناقض الثانوي بين نتنياهو وترامب لصالح الأخير لا سيما أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية والمعارضة الإسرائيلية ترى أن الحرب حققت واستنفدت أهدافها العسكرية، ما يعزز دعوة ترامب لوقف الحرب التي باتت تقتصر على تدمير ما تبقى من منازل ومرافق وعلى قتل المدنيين حتى وهم يحتشدون للحصول على الغذاء – بحسب اعترافات الجنود لصحيفة هآرتس – فضلاً عن ترهيب وتجويع واستنزاف وإذلال مليونَي شخص وحشرهم في 20% من مساحة القطاع توطئة لتهجيرهم قسراً بعد إفقادهم كل شيء، وتسمية أبشع وأعنف عملية تطهير عرقي بالتهجير الطوعي. يراهن ترامب على انطلاقة تبدأ بوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً والإفراج عن نصف الرهائن وإطلاق أضعافهم من الأسرى الفلسطينيين، وإدخال المساعدات والتفاوض على إنهاء الحرب خلال هذه المدة، والتي تتضمن الترتيبات الأمنية، والسلاح وفصائل المقاومة، ومن يحكم قطاع غزة. لا يوجد خلاف أميركي إسرائيلي حول أهداف الحرب كما حددتها المؤسسة الإسرائيلية، مع فارق بسيط حول كيفية الوصول إلى النهايات بعد قطع شوط شاسع في حرب الإبادة، يتلخص الخلاف بأن إدارة ترامب ترغب في اتفاق مع حماس يتضمن التزامها بالأهداف مع توفير غطاء عربي، مقابل ضمانات أميركية بعدم شطب حركة حماس وعدم تعرض قيادتها للاغتيال، وبقاء مواردها وأصولها المالية دون مصادرة، وقد تقبل إدارة ترامب بقليل من حضور سياسي للحركة في اليوم التالي، كما تقول المعلومات المتداولة. خلافاً لذلك، يبدو أن حركة حماس تتفاوض على إنهاء الحرب وانسحاب قوات الاحتلال، وإعادة الإعمار، وفتح معبر رفح، وهذه أهداف مشتركة لكل الشعب الفلسطيني، لكن الحركة تتجاهل تفاوضها الأهم على وجودها ودورها اللاحق وهي أهداف فئوية خاصة بتنظيمها وتتعارض مع المصلحة المشتركة لعموم المنكوبين والمهددين بحدوث المصيبة. إن وقف الحرب والانسحاب يحتاج إلى الإفراج عن بقية المحتجزين الخمسين وتراجع حماس عن حكمها وسلاحها، كان ذلك كافياً ليتحول الضغط الدولي والعربي وضغط 70% من المجتمع الإسرائيلي على حكومة الاحتلال لوقف الحرب، في هذه الحالة يصبح استصدار قرار من مجلس الأمن لإنهاء الحرب أمراً ممكناً. لكن تفاوض حماس على بقائها يكلف المجتمع في قطاع غزة ضحايا يتجاوز عددهم المئة شهيد يومياً وجلهم من الأبرياء، وإطلاق حماس صاروخاً أو صاروخين لا يؤديان إلى خسائر، أو إلى ردع المعتدين، بل هي مجرد رسالة مكتوبة بدماء الأبرياء تقول: «نحن اليوم التالي» بثمن ضخم هو رد إسرائيلي إجرامي يحصد أرواح العشرات ويؤدي إلى تهجير عشرات آلاف المواطنين من مكان الإطلاق وتدمير بقايا منازلهم فضلاً عن ترويعهم وإذلالهم. هذا تكتيك ينم عن جهل سياسي مفرط، ويعبر عن عمى أيديولوجي في أحسن الأحوال. يقول تعميم لحركة حماس بعد وقف الحرب الإيرانية: (لا نُعول على قوة بشر .... هذه السفينة لأهل العقيدة الصافية، لا يثبت على متنها إلا من باع الدنيا وأعرض عن زخرفها.. أبحرنا ولا نطلب دنيا ولا سلطة). تفاوض حماس على بقائها بمستوى متدنٍ من معرفة العدو، لا يُحسِّن شروط حماس التفاوضية، ويفتك بالمواطنين ويهدد وجودهم، ولا يؤدي إلى معاقبة مرتكبي جرائم الحرب الذين حظوا «بحق الدفاع عن مواطنيهم» من صواريخ لا تؤذي عملياً ويجري اعتراضها بنسبة 99%، في الوقت الذي تتعامل فيه حماس مع «حق التفريط بحياة مواطنيها» بدعم نخب سياسية وثقافية لا تدافع عن أبسط حقوقهم في الحياة، وتتعامل مع المقاومة كطقس مقدس منفصل عن موازين القوى والخسارة والربح والخطر الوجودي الذي يتهدد الشعب والقضية، أي بمنطق وبمفهوم حماس. تستمر حركة حماس في احتكار قرار مواصلة الحرب غير آبهة بالتحولات والمتغيرات التي تستحثها سلطات الاحتلال بنسختها الكاهانية، وهي إذ تتحدث عن عرض موقفها وتعديلاتها على ورقة ويتكوف الأميركية على التنظيمات، وتقول إنها وافقت عليها، دون أن تقول تلك التنظيمات رأيها أو تحدد شكل مشاركتها في القرار الحمساوي. ويبدو أن حركة حماس تصر على الانقسام وعلى عمل موازٍ وبديل للشرعية الفلسطينية بتجاهلها لمنظمة التحرير الطرف الشرعي الفلسطيني الوحيد. ويستمر نتنياهو وحكومته المتطرفة في استبعاد الحل السياسي للحرب لصالح الحل الأمني بصيغة حرب الإبادة والتهجير والضم، فهو يطلب من جيشه تقديم خطط لتعميق السيطرة على القطاع وتهجير مئات الآلاف من مدينة غزة والمخيمات المحيطة بها إلى الجنوب، ويطالب بإضافة مراكز توزيع غذاء جديدة. ومن اللافت أن المشروع العربي الدولي لربط إنهاء الحرب بحل سياسي ينهي الاحتلال ويقيم دولة فلسطينية، انطفأ مع الهجوم الإسرائيلي الأميركي على إيران ولم يعد إلى الواجهة مرة أخرى، ما يجعل نتنياهو يصول ويجول منفرداً في الميدان السياسي، حيث تستفرد حكومة نتنياهو بالقضية الفلسطينية عبر الزحف الاستيطاني في الضفة الغربية بزيادة قدرها 40%، المترافق مع تغيير قانوني يحفز نشر البؤر وبناء مستوطنات جديدة، ويشجع مواصلة التطهير العرقي للتجمعات البدوية والرعوية والفلاحية الفلسطينية ومخيمات الشمال وكل ذلك من أجل ضم الضفة الغربية. كما تعمل حكومة الحرب على تفتيت المجتمع الغزي من خلال تشكيل وتشجيع مليشيات وجماعات وعشائر مسلحة تمارس السطو والقتل وتقدم قيم التعصب والتحلل من الرابطة والهوية الوطنية لصالح الهوية العائلية والعشائرية. لا شك في أن هذه المخاطر تزايدت على وقع حرب الإبادة المتواصلة منذ 7 أكتوبر وأصبحت تهدد الوجود والحقوق الفلسطينية الوطنية والمدنية، ما لم يتم قطع الطريق عليها بمبادرات وأشكال نضال جديدة.

ما بعد الصفقة الثالثة
ما بعد الصفقة الثالثة

جريدة الايام

timeمنذ ساعة واحدة

  • جريدة الايام

ما بعد الصفقة الثالثة

ليس رئيس الحكومة الإسرائيلية هو من لديه حلفاء ائتلافيون يضغطون عليه من أجل مواصلة الحرب، ولكن أيضاً الرجل الذي ثبت بالفعل وليس بالقول أو التقدير وحسب، بأنه الأكثر قدرة على حسم قرار مواصلة الحرب أو وقفها، أكثر من بنيامين نتنياهو نفسه، ونقصد بذلك الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولا يغيب عن الأذهان بأنه دخل البيت الأبيض مجدداً، محملاً بدعاية انتخابية مضمونها وقف الحروب، وإشاعة الاستقرار في العالم، لدرجة إعلانه بأنه يسعى للحصول على جائزة نوبل للسلام، لكنه بعد أكثر من ستة أشهر، فشل تماماً، ليس فقط في وقف الحرب الروسية الأوكرانية وحسب، بل في خفض تصعيد حدتها، وحتى في عدم إطلاق التفاوض حولها، لذلك فإن حاجته لوقف الحرب في الشرق الأوسط تبدو أكثر إلحاحاً وضغطاً عليه من أي شيء آخر. والحقيقة أن ترامب كما كان حاله في ولايته الأولى، يبدو بأنه غير قادر على تحقيق أي إنجاز يذكر سوى في الشرق الأوسط، وهو في هذه الولاية كما سبق له وأن فعل في ولايته السابقة، حصل بمجرد زيارته للمنطقة على استثمارات خليجية اعلن عن قيمتها بنفسه، وقال بأنها بلغت 5،1 تريليون دولار، وما يؤكد هذا السياق هو أن ترامب نفسه، هو من أعلن عن اتفاق وقف الحرب بينه وبين الحوثي في اليمن، وهو نفسه من كان أطلق التفاوض مع ايران ضد الرغبة الإسرائيلية، وإن كان هو نفسه من أشرك اميركا في حرب الاثني عشر يوماً بين إسرائيل وإيران، ولكنه اقتصرها على ضربة واحدة، تلقى خلالها الرد الإيراني على قاعدة العديد، ثم اعلن بنفسه عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وليس بين أميركا وإيران وحسب. وقد فعل ترامب ذلك لإرضاء مؤيديه الذين صدموا من قراره ضرب ايران، وهم يعتبرون التدخل في شؤون الدول الأخرى غير مناسب، وفق ما قاله الكاتب جيسون ويليك في «واشنطن بوست»، وهذا يعني بأن قرار مواصلة الحرب أو وقفها، بات أمراً يتقرر بين ترامب ونتنياهو، الواقعين تحت ضغوط حلفائهما ومؤيديهما المتضادين، مع ملاحظة ان هناك ضغوطاً ضد مواصلة الحرب، من المعارضة الاسرائيلية ومن ذوي الأسرى، فيما هناك ضغوط داخل البيت الأبيض من صقور الإدارة لمواصلة دعم إسرائيل حتى تحقيق أهدافها من الحرب التي لم تتحقق بعد، والتي طال الوقت كثيراً من أجل تحقيقها، هذا رغم كل ما استخدمته إسرائيل من دمار وقتل، حتى أن جيشها وليس فقط أجهزتها الأمنية، اعتبر طوال الوقت بأن انعدام البديل السياسي، والاهداف السياسية المحددة، لا يبدد ما يتم إنجازه من إنجازات عسكرية وحسب، بل ويجعل الجيش يدور في حلقة مفرغة، كما لو كان يدور حول نفسه. والدليل العملي على هذا، هو ان الجيش الاسرائيلي، مع الموساد، قد حققا انجازات عسكرية خاطفة وسريعة في كل من لبنان وايران، وهما يقومان بتنفيذ عمليات عسكرية متواصلة في سورية دون أي رد فعل سوري، لا سياسي ولا عسكري، أما فيما يخص غزة، فإن الجيش الإسرائيلي والموساد، والاستخبارات العسكرية، ومعهما كل ما لدى أميركا من أقمار تجسس، لم يستطيعوا تحقيق هدف تحرير المحتجزين بالقوة، لا الأحياء منهم ولا الأموات، رغم محاولاتهم المستميتة لتحقيق ذلك بدليل، أنهم يعلنون بشكل باهت للغاية بين فترة وأخرى، عن استعادة جثة هنا وجثة هناك، وبالنتيجة فإن إسرائيل لم تحرر بالقوة خلال أكثر من عشرين شهراً، إلا أقل من 5% من المحتجزين، كذلك لم تستطع إسرائيل ان تسحق قوة حماس العسكرية بالكامل، فما زالت المقاومة توقع القتلى في صفوف جيش الاحتلال، بل وحتى انها تقف في طريق البرنامج الإسرائيلي لتوزيع المساعدات الإغاثية عبر «مؤسسة غزة الإنسانية» الأميركية. وعلى الطاولة ما زالت حماس تجلس أمام إسرائيل ومع الوسطاء، لتفاوض من أجل وقف الحرب، في ظل «عض أصابع»، وصل الى حد العظم، وإذا كان نتنياهو قد اعتبر في وقت ما بأن الحرب الاسرائيلية الحالية، إنما هي حرب الوجود الثانية، فإن قائد حماس الميداني الجديد، عز الدين الحداد قال مؤخراً: بأن هذه الحرب إما ان تكون حرب تحرير أو حرب استشهاد، وعلى عكس إسرائيل العاجزة عن تحديد هدف او حتى بديل سياسي، فإن حماس تسعى الى وقف الحرب وانسحاب اسرائيل الى خارج حدود القطاع التي كانت قبل السابع من أكتوبر، إضافة الى تحرير ألف أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية، مئة منهم من ذوي الأحكام المؤبدة، بينهم مروان وعبد الله البرغوثي واحمد سعدات الذين سيمثل تحريرهم صورة نصر لحماس. ولم يعد مهماً عند حماس ان تبقى في الحكم أو لا، وذلك لأن اسرائيل هي من ترفض ان تكون السلطة الفلسطينية هي بديل حماس في حكم قطاع غزة، وبالنظر الى ان احتمال تشكيل إدارة عربية أو دولية، هو أمر شبه مستحيل، فإن دافع نتنياهو لرفض عودة السلطة لإدارة القطاع، هو دليل على أنه راهن طوال 17 سنة على الانقسام، وهو لأجل مداعبة أحلام بن غفير وسموتريتش الفاشية، الخاصة بضم غزة لإسرائيل بعد تحقيق ما منع ذلك طوال العقود الماضية، وهو الكثافة السكانية في حدود الجغرافية الضيقة، بشق طريق التهجير، بعد تنفيذ كل هذا القتل الجماعي، الذي تسبب في وسم إسرائيل بكونها دولة ابادة جماعية، وذلك بقتلها وجرحها 10% من سكان القطاع بشكل مباشر وتام، ومن خلال ارتكاب مئات المجازر الجماعية، وممارسة حرب التجويع والحصار، وإلقاء ما يعادل عدة قنابل نووية، كان آخرها إلقاء قنبلة الـ 500 رطل على مقهى على شاطئ البحر، قبل أسبوع، إضافة الى قتل اكثر من 600 شخص من طالبي المساعدات الإنسانية من «مؤسسة غزة الإنسانية». أي ان حماس قد وضعت «ارجلها في مياه باردة» فهي متيقنة من تحقيق هدف اطلاق الأسرى الفلسطينيين، ما دامت ناجحة في الاحتفاظ بالمحتجزين الإسرائيليين، بعد ان نجحت طوال الوقت في القبض عليهم باعتبارهم الورقة «الجوكر» لديها في هذه الحرب، كذلك هي تراهن على أن نتنياهو يصطدم بالحائط حين يقول بإخراج حماس من المشهد السياسي، ويرفض البديل السياسي التلقائي وهو السلطة الفلسطينية، بل ان حماس التي لم تمت، فيما استنفد الجيش الإسرائيلي كل ما في جعبته من خطط وعتاد، والمشكلة لم تكن لا عند هيرتسي هاليفي ولا عند يوآف غالانت، فها هما إسرائيل كاتس، وإيال زامير، على طريق سابقيهما، ترتفع عقيرتهما بالكلام وحسب، ولم تحقق «عربات جدعون» إسرائيل كاتس أكثر مما حققته «السيوف الحديدية» المنطلقة منذ بدء الحرب، وها هو صوت زامير يعلو في وجه نتنياهو بأكثر مما كان يفعل هاليفي. وفي الوقت الذي قالت فيه «يديعوت احرونوت» بأن ترامب يسعى لإعلان الهدنة مع بقاء حماس في غزة، أشار المحلل العسكري والسياسي للصحيفة الاسرائيلية آفي يسخاروف إلى أن حماس ما زالت متماسكة وتعيد بناء نفسها بعد «عربات جدعون»، ودون ما تعلنه الأوساط الإسرائيلية نفسها، فإن بنود الصفقة الثالثة التي يجري تداولها حالياً، بعد صفقتي تشرين الثاني 2023، وكانون الأول 2025، ورغم موافقة حماس على مقترح ستيف ويتكوف الذي كانت رفضته، ولم تنجح المقترحات المصرية والقطرية بتعديله، وانحصر في امرين اساسيين هما اطلاق نصف المحتجزين الأحياء والأموات، مقابل هدنة 60 يوماً، وكذلك اطلاق معظم الأحياء (8 من اصل 10) في اليوم الأول، إلا ان «تعديلات حماس» المرفقة بالموافقة على المقترح من حيث المبدأ، تلزم أسرائيل _وفي ذلك تتكئ حماس على المنطق التفاوضي_ بما كانت قد وافقت عليه في صفقة كانون الثاني، مع ويتكوف نفسه، وتنصلت منه، أي إدخال المساعدات دون تحديد، ومواصلة وقف النار خلال التفاوض على إنهاء الحرب. يبدو اخيراً بأن نتنياهو اقرب لأن يختار ترامب بدلاً من بن غفير وسموتريتش، باعتباره طريقه للتخلص من كابوس القضاء الإسرائيلي الذي يهدد مسيرته السياسية بالتوقف، ومسحها من كتاب التاريخ، وترامب نفسه يدرك بأن أميركا غير قادرة على تسليح أوكرانيا وأسرائيل في حروب متواصلة، لكل هذا فإن دافعه لوقف الحرب يعزز من قدرة حماس على التفاوض ورفض توقيع صك الاستسلام.

مسؤول أمني يكشف تفاصيل ضبط شبكة تجسس معقدة في أنحاء بغزّة
مسؤول أمني يكشف تفاصيل ضبط شبكة تجسس معقدة في أنحاء بغزّة

فلسطين أون لاين

timeمنذ 3 ساعات

  • فلسطين أون لاين

مسؤول أمني يكشف تفاصيل ضبط شبكة تجسس معقدة في أنحاء بغزّة

متابعة/ فلسطين أون لاين كشف مسؤول أمني رفيع في حركة حماس، عن ضبط عدد من أجهزة التنصت والتجسس والتصوير التي زرعها الاحتلال الإسرائيلي في مواقع مختلفة داخل قطاع غزة، وذلك بمساعدة عملاء متعاونين، وباستخدام تقنيات متطورة وطائرات بدون طيار. وأوضح المسؤول، في تصريحات خاصة لقناة الجزيرة، أن أمن المقاومة تمكن من كشف وإبطال هذه الأجهزة، التي استخدمت فيها طائرات "كواد كابتر" متعددة المهام، حيث جرى زرع أجهزة تنصت وتصوير دقيقة داخل مناطق حيوية، بهدف جمع معلومات استخبارية وتنفيذ أهداف عسكرية لاحقاً. وبيّن المسؤول أن من بين الأجهزة المضبوطة جهازاً مموهاً تم زرعه بين ركام المباني في منطقة حساسة، كان يُسجل ويبث فيديو وصوراً إلى استخبارات الاحتلال، باستخدام تقنيات الاستشعار الحركي، ليلاً ونهاراً، مع تفادي تشغيل الكاميرا بالفيديو الدائم للمحافظة على عمر البطارية. وأضاف أن إحدى الكاميرات وثقت لحظة استشهاد فتاة فلسطينية أثناء محاولتها الانتقال من جنوب قطاع غزة إلى شماله، في مشهد يُظهر استغلال الاحتلال للتقنيات بغرض التوثيق العسكري والاستخباراتي. كما جرى ضبط جهاز تتبع يعمل بشريحة اتصالات بالقرب من موقع تسليم الأسرى الفلسطينيين ضمن الصفقة الثانية لتبادل الأسرى، ما يكشف عن محاولة الاحتلال تتبع تحركات المقاومة ومواقعها في أدق لحظاتها الأمنية. وأكد المسؤول أيضاً أن أجهزة الأمن فككت جهاز تنصت مفخخاً تم تمويهه على شكل وعاء بلاستيكي مهترئ، وضع قرب مركز إيواء بمدينة غزة، قبل أن ينجح مهندسو القسام في تفكيكه وتحديد آلية عمله وكشف الغرض من وجوده في ذلك الموقع. وأشار إلى أن المقاومة ضبطت جهاز تجسس داخل كتلة إسمنتية زُرع بواسطة عميل جنوبي القطاع، وتم توثيق عملية الزرع بالمشاهد المصورة. كما تبيّن أن الاحتلال زرع جهازاً آخر في ساحة أحد المستشفيات جنوب غزة، بهدف رصد الأحاديث والتجمعات المدنية في المكان. وفي سياق الرد، أوضح المسؤول أن المقاومة أعادت استخدام الأجهزة المضبوطة بشكل عسكري واستخباراتي ضمن حربها المفتوحة مع الاحتلال، بعد تفكيكها وفهم تقنياتها بدقة. وفي ختام التصريحات، أشاد المسؤول الأمني بالحس الأمني العالي لدى المواطنين الذين ساهموا في الإبلاغ عن الأجهزة الغريبة والمشبوهة، داعياً إلى مواصلة اليقظة والانتباه لحماية الجبهة الداخلية من محاولات الاختراق.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store