logo
كاميرا عشوائية وهبوط حر!

كاميرا عشوائية وهبوط حر!

الرياضمنذ 5 ساعات

داء خطير بدأ يتسلل إلى منازلنا، كخلسة المختلس دون أن ندرك حجم الضرر المقبل منه عبر الأبواب الإلكترونية. ألا وهو حب الظهور والشغف نحو «الأنا»، تطلعاً إلى الشهرة المنشودة، فأصبحت هذه الكاميرا الصغيرة في الهواتف المحمولة منبراً إعلامياً لمن يفقه ولمن لا يفقه، بمختلف الأعمار والأجناس والكل يدلي بدلوه، بأفكار ومعلومات قد لا تمت للمنطقية والصحة بصلة.
الهدف من ذلك هو «الشهرة المفتعلة» والتي بطبيعتها مؤقتة، إذ إنها تستند إلى قواعد ركيكة.
مثل هذا التكوين الذهني الضحل للبناء المجتمعي شائك جداً، أمام أجيال تنمو، قد تتبلور ثقافة عشوائية مادية بحتة ثم تتدحرج إلى الهاوية، ما لم يكن هناك حاجز يردعها. يحمي ذلك الحصن الثقافي المنيع الذي ينبغي أن يشيده الأفراد والمثقفون وكل من بيده شعلة علم.
إن للحضور الإعلامي قيمة وقواماً وآلية عالية الجودة، أبهرنا بها كوكبة من الإعلاميين السابقين، بعثوا من خلالها رسالة حية فحواها اللغة العربية الفصحى ومن ثم مخارج الحروف ناهيك إلى حسن استخدام العبارات وقوة الحضور احتراماً لهذه الصورة أمام الجماهير.
كما ذكر الإعلامي عبدالعزيز العيد في أحد لقاءاته المرئية بحضوره إلى مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون قبل النشرة بساعتين لقراءة النصوص الإخبارية، هكذا كانوا.
أما ما نراه اليوم من متملقي الشاشات الصغيرة في الهواتف النقالة، لهو عبث نفسي ولفظي وبطبيعة الحال فكري مجتمعي.
وبرغم وعي الجمهور لكل ما يتم تداوله من مقاطع مرئية لأطباء بلا شهادات ومختصين، بلا دراسات «أعني بكلماتي من تحدث في غير فنه» وجميعنا رأينا العجب.
إذ إن أصحاب هذا المسار قد يندرجون ضمن اضطراب الشخصية التمثيلي، بحسب تصنيف
الجمعية الأميركية للأطباء النفسيين والذي يعمد إلى سلوكيات مبالغ فيها تسعى إلى الاهتمام، ولفت النظر وعادة ما يكونون هؤلاء الأفراد نشيطين ولديهم من الحماس الشيء الكثير.
أفكار متباينة، لا تعرف مذهبها ولا من أي ثقافة بدأت! مقاطع، وصراخ، وتمثيليات مفبركة، وأخبار مزيفة، وبيوت وغرف داخلية، وغيرها ما يدمي لها القلب.. ثم ماذا بعد؟
تبدأ مرحلة الهبوط الحر، حينما يشعرون بفقدان الإحساس الحقيقي للذات من خلال اعتماد سعادتهم على رؤية الآخرين لهم! ومدى إعجابهم سعياً للمزيد من الأضواء والتصفيق والأهازيج المزيفة.
هنا نحنُ أمام منخفض لقيمتنا الإنسانية الحقيقية، في مقابل ارتفاع هالة جوفاء تصنعها آراء الآخرين عنه.
نحن أيضاً، بحاجة ماسة إلى وعي مستنير.. ورأي بصير وعقول تعي أهمية وجودها كرسالة ربانية في هذه الأرض وليس لوجودها أمر هامشي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كوميديان يبكي وجمهور يضحك
كوميديان يبكي وجمهور يضحك

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

كوميديان يبكي وجمهور يضحك

النجم كذَّب «البوست» المنسوب إليه، الذي كان يشكو فيه البطالة ويستجدي العمل، وتدخلت نقابة الممثلين، وقررت إجراء التحقيق لمعرفة من الذي أطلق الشائعة. الغريب أن أغلب من قرأها صدقها، فهي حكاية متكررة، تابعناها طوال تاريخ الفن، كما أن النجم نفسه بطل الحكاية، تنطبق عليه المواصفات، بعد أن صار في السنوات الأخيرة خارج الخريطة. بين الحين والآخر، تعيد شركات الإنتاج «تفنيط كوتشينة النجوم»، عندما يصعد اسم جديد ويدخل الحلبة، تأكد أن الوجه الآخر للصورة، استبعاد نجم آخر عن الصدارة. تستطيع أن ترصد ذلك بوضوح في الكوميديا، مثلاً اقتراب أسهم فؤاد المهندس من الجمهور، في الستينات، أدى إلى ترا جع مكانة إسماعيل ياسين، وودَّع الحياة وهو يتجرع مرارة الهزيمة، وتكرر الأمر بعد عشر سنوات مع جيل عادل إمام عندما صعدوا مع «مدرسة المشاغبين» فصاروا هم عنوان الضحك في العالم العربي، واحتل عادل إمام مقعد الزعيم، وتوارى الآخرون. في السنوات الأخيرة زادت شكوى الفنانين، وكثيراً ما شاهدنا مسؤولاً كبيراً، في لقطة تجمعه بفنان، وهو يوقّع معه عقداً لعمل فني قادم، كان في الماضي نجماً له «شنة ورنة» وجمهور ينتظره، ثم وكالعادة دارت الأيام عليه، وصار يستجدي، هل من الممكن أن نتحدى قانون الزمن؟ أسلحة البقاء داخل الإنسان، تصل للذروة في لحظات الخطر، وأفول النجومية مثل أي مرض تسبقه أعراض، كلما تمكن النجم من التقاطها مبكراً نجح في التعافي السريع، بينما لو غض الطرف، أو لجأ لسلاح الإنكار، تفاقمت مع الأيام الأزمة، وصارت المواجهة مستحيلة. ذكاء النجم يمنحه قدرة على التخلص السريع من تلك الإرهاصات، وإحالتها من سلاح قاتل إلى بلسم شاف. عادل إمام مثلاً في عام 1997 تعرَّض لضربة رقمية مباغتة، عندما حقق فيلم «إسماعيلية رايح جاي» في دور العرض، ضعف ما كانت تحققه أفلام عادل إمام، وشركات الإنتاج وقتها توجهت صوب محمد هنيدي، رغم أن ترتيبه حل رابعاً على «أفيش» و«تترات» الفيلم بعد محمد فؤاد وحنان ترك وخالد النبوي، الكل تأكد أن هنيدي هو نجم الكوميديا القادم بقوة، وأن أرقام الشباك تحسب له، بعد نحو عام، تأكد الأمر عندما حقق هنيدي بفيلم «صعيدي في الجامعة الأميركية»، أربعة أضعاف ما كان يحققه عادل. أدرك عادل أن «شفرة» الضحك تغيرت، وأن هناك جمهوراً جديداً في العشرينات من عمرهم، اندفعوا لشباك التذاكر، على الفور بدأ في تغيير البوصلة، وتوجه للعمل مع عدد من الشباب الموهوب، وبالفعل عاد عادل إمام مجدداً لصدارة المشهد. يحمي عقل الفنان اليقظ موهبته، عليه دائماً إدراك التغييرات الاجتماعية، والتقاطها ليحيلها مادةً درامية يتكئ عليها. ما اعتدنا أن نطلق عليهم جيل «الروشنة»، جاءوا للدنيا بمواصفات أخرى، ومفردات جديدة على مستوى التخاطب، لهم قاموسهم المختلف، لا تستطيع أن تطلب منهم الالتزام بقاموسك القديم، الفنان إذا أراد الاستمرار، عليه أن يهضم التعبير الجديد، لغة الجسد تتغير من حقبة إلى أخرى، والفنان الذكي قادر على التقاط كل تلك المؤشرات. وعلى رغم إنكار كل الأطراف واقعة شكوى نجم الكوميديا، فإنني أرى أنها تحمل درساً ينبغي استيعابه، تستطيع تلخيصه في متابعة «أبجدية» التخاطب الاجتماعي، بمجرد أن تتغير عليك أن تتغير أنت أيضاً، وإلا سوف تعيش مشاعر الإحساس بالغربة عن الجمهور.

من مكتبة الأدب الشعبيديوان «غلطة عُمُر» للخريجي
من مكتبة الأدب الشعبيديوان «غلطة عُمُر» للخريجي

الرياض

timeمنذ 2 ساعات

  • الرياض

من مكتبة الأدب الشعبيديوان «غلطة عُمُر» للخريجي

ديوان: «غلطة عُمُر» للشاعر الغنائي سعد الخريجي، الذي يُعد من أشهر الشعراء في مجال كتابة الكلمة الغنائية، فقد تغنى الكثير من الفنانين بقصائده الجميلة، وقد صدر هذا الديوان عام 1985م. احتوى الإصدار على عدد كثير من القصائد المتنوعة ما بين الغزلية والوجدانية التي تلامس شغاف القلوب، وكانت عميقة المشاعر، ومؤثرة لما تميزت به من حنين وشوق ووجد ووداع ورحيل. وقد قدّم لهذا الديوان الشاعر الراحل بندر الدوخي ومنها نقتطف قوله: «الخريجي.. هذا الشاب.. المرح.. النقي عرفته زمالة سنوات إذاعية. إنه الوجه المبتسم دائماً بين دفاتر التنسيق القديمة يتنفس الفن.. ويعشق الرحيل وراء الكلمة. تفتح له باب الشِّعر.. فيبحر في جزره الحالمة يلقي عليك أحدث قصائده متداخلة بضحكته المميزة لا يزور مشاعره.. كاليابانيين يحتفظ بخوصيته تحت الجلد والحيوان يبدأ بعنوان غريب (غلطة عُمُر) الإدانة من الغلاف. وما بعد الغلاف تأكيد لهذه الإدانة، الحبّ الساذج هو الحبّ العظيم.. والحبّ العظيم نادر كالعبقرية وقناعة العاشق البري، أن يقطف زهرته من بستان الدنيا حتى لو كانت سامة.. حتى لو كانت مرّة أليس اختياراً؟». ومن قصائد الديوان نختار قصيدة «غلطة عُمُر» التي حملت اسم الديوان، تجلى فيها الإبداع، وحضر الجمال: ابتعد خل الشقا لي والسهر وافرح بدنياك يالغصن الرطيب خلني ابكي على غلطة عُمُر غلطةٍ خلّت شعر راسي يشيب لك سواةٍ ما يسويها بشر ما يسويها حبيبٍ مع حبيب الكوي لا بد يبقى له أثر وكل جرحٍ بالزمن يمكن يطيب لا تجيب اعذار يكفي ما ظهر يكفي اللي شفت من وقتٍ قريب في الهوى صابر ومليت القهر الليالي علّمت قلبٍ عطيب شايلٍ جرحي على طول الدهر صار معشوقي ولا غير صحيب يضحكون الناس يا كود الخبر من يلوم الناس في شيٍ غريب يعلم الله شوق نفسي لك بحر وصورتك في خاطري عيّت تغيب رح بامان الله لا ترد النظر كل شيٍ يالغضي قسمة ونصيب واعذابي من تصاريف القدر صايبٍ حظك وحظي ما يصيب عايشٍ لاجلك على حلمٍ خضر ما حسبت ليوم ظني بك يخيب

مكة تودع المتعجلين بذكريات خالدةالحــج.. رسـالـة محبـة وســلام
مكة تودع المتعجلين بذكريات خالدةالحــج.. رسـالـة محبـة وســلام

الرياض

timeمنذ 2 ساعات

  • الرياض

مكة تودع المتعجلين بذكريات خالدةالحــج.. رسـالـة محبـة وســلام

ودّعت مواكب الحجيج المتعجلين أمس الأحد مشعر «منى» بعد قضاء نسكهم وإتمام أدائهم للركن الخامس من أركان الإسلام، فيما يغادر اليوم الاثنين من آثروا عدم التعجّل والبقاء لآخر لحظة على صعيد مشعر منى الطاهر وهم يحملون أجمل الذكريات وكلهم رجاء أن يعودوا إلى أوطانهم وقد غُفرت ذنوبهم وخطاياهم وعادوا كيوم ولدتهم أمهاتهم. وشهدت لحظات الوداع بين الحجاج عناقاً وتبادل عناوين وعبارات توديع ودموع الفراق لصحبة جمعهم في هذا المكان، حب وطاعة وقرب من الله، ملامح الفصل الأخير من أيام منى المتكررة مع كل جموع الحجيج على مر الأزمان. قصة وداع منى للحجاج تبقى عالقة في الذاكرة، فكل اللحظات والدقائق والأماكن والبقع في المشاعر المقدسة عاشوا فيها ذكريات وقصصاً جميلة وملأها الحب والسعادة، عمروها بالطاعات والذكر والعبادة لله، سكبوا فيها الدموع والعبرات رغبة ورهبة بين يدي مولاهم الرحمن، يحدوهم الأمل والرجاء بقبول النسك ومغفرة الذنوب. وخلت مخيمات منى من ساكنيها وقد لفها الحزن في لحظات الوداع ولم يتبق فيها سوى بقايا ذكرياتهم التي ستُمحى من ذاكرة منى على أمل أن تلتقي ضيوفها العام المقبل. وفي أجواء إيمانية يملؤها الرضا والسكينة، عبّر حجاج بيت الله الحرام عن مشاعرهم العميقة بعد التحلل من الإحرام ورمي الجمرات، حيث امتزجت فرحة العيد بأداء المناسك، في مشهد استثنائي يجمع بين الطاعة والابتهاج، ويُجسد القيم الروحية والإنسانية لموسم الحج. وتفاعل الحجاج من مختلف الجنسيات أثناء مشاركتهم مظاهر العيد، وإرسال التهاني والتبريكات لأحبتهم في أوطانهم، بكلمات نابعة من القلب، وعيون تفيض امتنانًا، وتوجيه الرسائل المصورة إلى أسرهم، وأصدقائهم، وأطفالهم لتوثيق هذه اللحظات التي لا تُنسى. وتنوعت لغات الحجاج ولهجاتهم، غير أن عبارات الكلمات حملت رسالة موحّدة، ملؤها الحب والسلام والدعاء، حيث لم يمنعهم اختلاف الثقافات أو البعد الجغرافي من أن يجتمعوا على معنى واحد بأن العيد الحقيقي هو في بلوغ هذه الأيام المباركة، وتذكّر من يحبون وهم في أقدس مكان على وجه الأرض. وتُجسد هذه المشاهد، الوجه الإنساني العميق للحج، الذي لا يقتصر على أداء الشعائر، بل يتجاوزها إلى مساحات من التواصل الروحي والعاطفي، حيث يتحوّل الحاج إلى رسالة محبة وسلام، يُشارك العالم فرحته، ويؤكد أن الحج رحلة قلب، بقدر ما هو رحلة جسد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store