
اجتماع مرتقب للكابينت الإسرائيلي وسط توقعات بإقراره "سيطرة عسكرية كاملة" على قطاع غزة
يجتمع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر، (الكابينت)، في وقت لاحق من اليوم الخميس، وسط تقارير تفيد بتوجه حكومة بنيامين نتنياهو لإقرار "سيطرة عسكرية كاملة" على قطاع غزة.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إنه من المتوقع أن يصادق الكابينت على خطة عسكرية، تقضي بالسيطرة العسكرية على كامل مساحة قطاع غزة.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي أعد خلال الأيام الأخيرة عدة سيناريوهات تنفيذية، رغم معارضة رئيس هيئة الأركان، إيال زامير، للفكرة من حيث المبدأ.
وكانت تقارير قد أفادت بوجود خلافات بين زامير ونتنياهو بشأن توسيع العمليات العسكرية في غزة، حيث اعتبر زامير الأمر بمثابة "مصيدة عسكرية".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأربعاء، إن الجيش الإسرائيلي سيضطر إلى تنفيذ أي قرارات حكومية بشأن غزة، وذلك في ضوء الخلافات بين المستويين السياسي والعسكري بشأن الخطة.
وأكد كاتس "حق وواجب رئيس الأركان أن يعبّر عن موقفه في المنابر المختلفة ... لكن بعد أن يتخذ المستوى السياسي القرارات، فإن الجيش سينفذها بحزم ومهنية، كما فعل على جميع الجبهات، حتى تحقيق أهداف الحرب".
ونقل الإعلام الإسرائيلي عن مسؤولين، أن نتنياهو عازم على المضيّ قدماً في التصعيد وتوسيع العملية العسكرية لتشمل مناطق مكتظة يُعتقد بوجود الرهائن فيها، مثل مدينة غزة ومخيمات اللاجئين.
وقال نتنياهو إنه يجب على إسرائيل "إتمام هزيمة حركة حماس" لضمان إطلاق سراح الرهائن، الذين ما زالوا محتجزين في غزة منذ هجوم أكتوبر/تشرين الأول 2023 الذي أشعل فتيل الحرب.
وفي يوم الأربعاء، أصدر الجيش الإسرائيلي نداءً جديداً لإخلاء أجزاء من مدينة غزة شمالاً وخان يونس جنوباً، حيث صرّح متحدث باسمه بأن القوات البرية تستعد "لتوسيع نطاق العمليات القتالية".
"عرقلة العمليات الإنسانية في غزة"
قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن الوضع الإنساني في غزة لا يزال خطيراً للغاية.
جاء ذلك في تصريحات لوكالة رويترز للأنباء، الخميس، بعد أن اطلعت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، في وقت متأخر من يوم الأربعاء، على وضع الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إسرائيل الشهر الماضي بشأن تعزيز وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأضاف المسؤول أن هناك بعض التطورات الإيجابية فيما يتعلق بتوريد الوقود، وإعادة فتح بعض الطرق، وارتفاع في عدد الشاحنات التي تدخل القطاع يومياً، وإصلاح بعض البنى التحتية الحيوية.
ومع ذلك، أضاف المسؤول الأوروبي أن "عوامل معيقة كبيرة لا تزال تُقوّض العمليات الإنسانية وإيصال المساعدات إلى غزة، وأبرزها عدم وجود بيئة عمل آمنة تسمح بتوزيع المساعدات على نطاق واسع".
"وفيات بسبب الجوع"
Getty Images
توفي العديد من الأطفال في غزة بسبب الجوع ونقص التغذية
وتتزايد الانتقادات الدولية إزاء معاناة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، جراء نقص الماء والطعام والوقود، حيث تحذر الأمم المتحدة من انتشار سوء التغذية وخطر المجاعة واسعة النطاق.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الأربعاء، إن الفلسطينيين في قطاع غزة "يتعرضون لإطلاق النار أثناء محاولتهم إيجاد طعام لعائلاتهم"، محذرة من أن الوضع الإنساني في القطاع لا يمكن أن يستمر على هذا النحو.
وأضافت الأونروا، في بيان نشر على حسابها بمنصة (إكس)، أن الأمم المتحدة تحذّر منذ شهور من العواقب المتفاقمة في غزة، حيث "يتضور السكان جوعاً، ويُقتلون أثناء بحثهم عن الطعام"، داعية إلى "قرار سياسي بفتح المعابر بدون شروط، والسماح للأمم المتحدة وشركائها بالقيام بعملهم الإنساني".
وأحصت المستشفيات في غزة "5 حالات وفاة" نتيجة للمجاعة وسوء التغذية، خلال 24 ساعة حتى صباح الأربعاء، ليرتفع عدد الوفيات إلى "193 بينهم 96 طفلاً جراء سوء التغذية والمجاعة"، بحسب بيان وزارة الصحة في غزة.
وكان أكثر من عشرين فلسطينياً قد قُتلوا، الأربعاء، وأصيب عشرات آخرون إثر انقلاب شاحنات مساعدات عليهم، أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء في قطاع غزة، بينما قتل 25 آخرون على الأقل بينهم عدد من الأطفال والنساء، وأصيب عشرات آخرون بنيران الجيش الإسرائيلي وغاراته في اليوم ذاته.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عين ليبيا
منذ 2 ساعات
- عين ليبيا
معارضة سياسية حادة في إسرائيل لقرار احتلال غزة.. سموتريتش: نعمل على محو الدولة الفلسطينية
أثار وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش موجة جديدة من الجدل السياسي والدولي، بعد تصريحات صريحة أدلى بها خلال مقابلة تلفزيونية، قال فيها إن الحكومة الإسرائيلية تعمل 'بشكل منهجي على محو فكرة الدولة الفلسطينية'، مشيرًا إلى أن الاعتراف الرسمي بذلك سيتم 'لاحقًا، بعون الله'. وفي حديثه لقناة 'أوفيك' العبرية، صرح سموتريتش: 'ما نقوم به خلال هذه الفترة هو إخراج فكرة الدولة الفلسطينية من جدول الأعمال. لاحقًا، بعون الله، سنعلن الأمر رسميًا، ولكن حاليًا نكرّس ذلك عبر فرض الوقائع على الأرض'. وأضاف سموتريتش أنه يعمل حاليًا على إعادة المستوطنين إلى المناطق التي تم إخلاؤها سابقًا في شمال الضفة الغربية (شمال السامرة) ضمن خطة فك الارتباط عام 2005، موضحًا: 'آمل أن ننجح خلال الأسابيع المقبلة في تصحيح هذه الخطيئة، تمامًا كما نصححها اليوم في غزة'. وكانت الحكومة الإسرائيلية قد ألغت في مايو الماضي قانون فك الارتباط في شمال الضفة، مما سمح بعودة المستوطنين إلى مستوطنات صانور وغانيم وكاديم قرب نابلس وجنين، رغم التحذيرات الفلسطينية والدولية من تصعيد الاستيطان في المنطقة. وتأتي هذه التصريحات بعد ساعات فقط من مصادقة الحكومة الإسرائيلية على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة، في خطوة اعتُبرت تحديًا لموقف رئيس هيئة الأركان العامة الذي حذر من تبعات هذه العملية. وأثار قرار الحكومة الإسرائيلية بشن عملية برية شاملة واحتلال قطاع غزة موجة من الرفض السياسي الواسع، في ظل تحذيرات متصاعدة من المؤسسة العسكرية بشأن تداعيات هذه الخطوة على الأمن القومي ومصير الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس. رئيس حزب 'إسرائيل بيتنا'، أفيغدور ليبرمان، انتقد القرار بشدة، معتبراً أنه 'يُتخذ بعيدًا عن الاعتبارات الأمنية الحقيقية'، وأضاف: 'رئيس الوزراء، الذي أطلق عليه لقب 'رئيس وزراء 7 أكتوبر'، يواصل التضحية بأمن الإسرائيليين من أجل طموحه السياسي'. بدوره، وصف النائب السابق ورئيس حزب 'الحركة الديمقراطية'، يائير غولان، الخطوة بأنها 'كارثة ستمتد تأثيراتها لأجيال'، مشيرًا إلى أن القرار يمثل 'حكمًا بالإعدام على الأسرى الإسرائيليين' لدى حماس، ويضع البلاد أمام مستنقع طويل الأمد في غزة. وقال غولان: 'سندفع مئات المليارات وسنخسر أرواحًا لا تُحصى، فقط لإطالة عمر حكومة غير مسؤولة سياسياً'، داعياً إلى تحرك شعبي واسع لإسقاطها. تتزايد المخاوف في الشارع الإسرائيلي من أن يؤدي الاحتلال المباشر لغزة إلى تعقيد جهود استعادة الأسرى، ويزيد من الكلفة العسكرية والسياسية والاقتصادية للصراع، في وقت تشهد فيه الحكومة تحدياً داخلياً متصاعداً من المعارضة. החלטת הקבינט הלילה, בניגוד לדעת הרמטכ״ל, היא אסון לדורות. משמעותה – גזר דין מוות לחטופים ועוד משפחות שכולות. בנינו ונכדינו עוד יפטרלו בסמטאות עזה, אנחנו נשלם מאות מיליארדים לאורך שנים וכל זאת מטעמים של הישרדות פוליטית וחזיונות משיחיים. אנחנו חייבים להחריף את המאבק. הפלת הממשלה… — Yair Golan – יאיר גולן (@YairGolan1) August 8, 2025 החלטת הקבינט הלילה, בניגוד לדעת הרמטכ״ל, היא אסון לדורות. משמעותה – גזר דין מוות לחטופים ועוד משפחות שכולות. בנינו ונכדינו עוד יפטרלו בסמטאות עזה, אנחנו נשלם מאות מיליארדים לאורך שנים וכל זאת מטעמים של הישרדות פוליטית וחזיונות משיחיים. אנחנו חייבים להחריף את המאבק. הפלת הממשלה… — Yair Golan – יאיר גולן (@YairGolan1) August 8, 2025


الوسط
منذ 4 ساعات
- الوسط
هل يوجد مستقبل لحركة حماس في قطاع غزة؟
EPA-EFE / REX / Shutterstock قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يستعد "للسيطرة الكاملة على قطاع غزة، والقضاء على حماس". لكنه أشار خلال مقابلة مع قناة "فوكس" التلفزيونية الأمريكية، إلى أنه لا نية لدى إسرائيل "للبقاء في القطاع كقوة حاكمة". وتضيف تصريحات نتنياهو مزيداً من الضغوط على حركة حماس، التي تواجه بالفعل مطالبات إقليمية ودولية لنزع سلاحها، وهو ما قابلته الحركة بالرفض، وقالت إنها لن تُقْدِم على هذه الخطوة، ما لم تُقَمْ دولة فلسطينية وينتهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. جاء إعلان حماس موقفها في هذا الشأن عبر بيان أصدرته قبل أيام، وسط تزايد الضغوط الرامية لدفعها لأن تسلم جميع أسلحتها، وأن تفسح المجال أمام مسار دبلوماسي يفضي لتطبيق حل الدولتين. وفي مؤتمر دولي عُقِدَ في يوليو/تموز الماضي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، برعاية المملكة العربية السعودية وفرنسا، أصدرت 17 دولة، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، إعلاناً مشتركاً، بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حلّ الدولتين. ودعا إعلان نيويورك، الذي يتضمن 42 مادة، حماس إلى التخلي عن الحكم في قطاع غزة وتسليم سلاحها إلى السلطة الفلسطينية. من بين الدول الموقعة على هذا الإعلان مصر وقطر، اللتان عادةً ما تكونان وسيطتين في المحادثات بشأن غزة. ولكن إسرائيل والولايات المتحدة، لم توقعا على إعلان نيويورك، ولم تشاركا في المؤتمر من الأساس. حماس ستواصل القتال EPA مجموعة من مقاتلي حماس المسلحين أثناء تسليم الرهائن الإسرائيليين في فبراير/ شباط. وخلال مقابلة تلفزيونية مع قناة "الجزيرة مباشر" التي تُبث من الدوحة، قال غازي حمد القيادي في حماس، إن الحركة لن تتخلى "حتى عن الطلقات الفارغة"، وإن "السلاح يعني القضية الفلسطينية". وأكد أن حماس على استعداد لمواصلة قتالها حتى إقامة دولة فلسطينية. Amr Alfiky / Reuters غازي حمد، قال خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة "الجزيرة مباشر" إن الحركة لن تتخلى عن سلاحها ويعتقد حسام الدجني، أستاذ العلوم السياسية في جامعة "الأمة" بمدينة غزة، أن هناك تركيزاً إعلامياً على المادة 11 من إعلان نيويورك، والتي تنص على أن "الحكم الرشيد، وإنفاذ القانون، والأمن في جميع الأراضي الفلسطينية، يجب أن يكون من اختصاص السلطة الفلسطينية وحدها"، وهي المادة التي تدعو كذلك، إلى "تخلي حركة حماس عن حكمها لقطاع غزة، وتسليم سلاحها إلى السلطة الفلسطينية". ويشير الدجني إلى وجود 41 مادة أخرى في الإعلان، بعضها يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية والتعايش السلمي مع إسرائيل، مؤكداً لبي بي سي: "إذا طُبّقت المواد الأخرى من إعلان نيويورك، فستكون المادة 11 تحصيل حاصل". الدولة الفلسطينية أولاً Haitham Imad / EPA-EFE / REX / Shutterstock ممثلة الصليب الأحمر تقف بجانب مقاتلي حماس أثناء تسليم جثث أربعة رهائن إسرائيليين في جنوب قطاع غزة في فبراير/شباط وتُصنّف حماس منظمة إرهابية من قِبل الولايات المتحدة وبريطانيا ودول غربية أخرى. وقد أعلنت الحركة في أكثر من مناسبة، أنها ستُسلّم أسلحتها للسلطة الفلسطينية، بمجرد قيام دولة فلسطينية. وكان مسؤول أمني في حماس قد صرح لبي بي سي في وقت سابق، بأن الحركة فقدت جزءاً كبيراً من سيطرتها على غزة. ولا تزال حماس تحتفظ بهيكل للإدارة الحكومية في القطاع. وتعمل وحدتها الأمنية المُشكّلة حديثاً، والتي تحمل اسم "سهم"، بهدف مُعلن من جانب الحركة، وهو الحفاظ على النظام العام ومنع نهب المساعدات، التي تصل إلى القطاع. لكن بعد 22 شهراً منذ شن الحركة المسلحة هجماتها على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والرد العسكري الإسرائيلي على ذلك، تبدو حماس وذراعها العسكرية أضعف بكثير. Mohammed Saber / EPA-EFE / REX / Shutterstock تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية في تدمير واسع النطاق للمنازل والمحلات التجارية في غزة وفي هذا الشأن، يقول البروفيسور يوسي ميكلبيرغ، كبير المستشارين في منتدى "تشاتام هاوس" البحثي في لندن، إن حماس "أخطأت تقدير" تبعات هجمات السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. من جهة أخرى، تفيد مصادر محلية في غزة، بأن حماس لا تزال تمتلك أسلحة، ولكن ذخائرها تتناقص. وتضيف المصادر أن مقاتلي الحركة يعيدون استخدام بقايا الذخائر التي تُخلِّفها الضربات الإسرائيلية، ومعظمها قنابل لم تنفجر، إذ يحصلون منها على المتفجرات، التي تُمَكِّنهم من صنع عبوات ناسفة محلياً، لمهاجمة الجنود الإسرائيليين. وتمنع إسرائيل الصحفيين الدوليين من دخول غزة، لذلك لا يمكننا التحقق من ذلك بشكل مستقل. في الوقت نفسه، يعرب فلسطينيون في غزة عن غضبهم إزاء حماس، ونددت منظمة العفو الدولية بحملات "القمع والترهيب" التي قامت بها الحركة، ضد متظاهرين ضدها في مايو/ أيار الماضي. موقف الدول العربية EPA وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي (وسط اليسار) يعانق رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى في الأمم المتحدة في 29 يوليو/ تموز 2025. ووقّعت الجامعة العربية، التي تضم 22 دولة عضواً من بينها بلدان تعتبر عادة من القوى الداعمة لحماس مثل قطر، على إعلان نيويورك، الذي يدعو الحركة إلى نزع سلاحها. ويعتقد البروفيسور ميكلبيرغ، أن إسرائيل والولايات المتحدة تتبنيان مواقفهما المعتادة حيال حماس. لكنه يقول إن لهجة الدول العربية قد تغيرت. ويشير إلى أن الضغوط المتزايدة من اللاعبين العرب والإقليميين، قد تترك حماس "معزولة تماماً". فعلى الصعيد الإقليمي، لم يتبقَّ للحركة المسلحة سوى عدد محدود من الحلفاء. وبعد الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران في يوليو/ تموز الماضي، أصبحت قدرة طهران على مواصلة دعمها لحماس أقل بكثير. كما أُضْعِفَ حزب الله، وهو من أبرز القوى الإقليمية المتحالفة مع إيران، بشكل كبير جراء الهجمات الإسرائيلية، التي تعرض لها، واغتيال قادته خلال مواجهات عنيفة دارت بين الجانبين، على مدار أكثر من عام. كما أن حزب الله يواجه بالفعل مطالبات من الحكومة اللبنانية بنزع سلاحه. الرهائن وتواصل حماس احتجاز الرهائن الإسرائيليين المتبقين منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 كورقة مساومة. وقد احتجز المسلحون 251 شخصاً رهائن، خلال ذلك الهجوم غير المسبوق، الذي أودى بحياة نحو 1200 شخص بحسب السلطات الإسرائيلية. وقد قتل أكثر من 60 ألف فلسطيني، نتيجة الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة التي تلت ذلك، منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بحسب بيانات وزارة الصحة في القطاع. وتشير التقديرات الأمريكية، إلى أن 20 رهينة إسرائيليةً على الأقل، لا يزالون على قيد الحياة في غزة، بعد وفاة بعضهم وإعادة آخرين إلى إسرائيل. وفي مطلع أغسطس/ آب، نشرت حماس مقطعاً مصوراً لرهينة يُدعى إيفاتار ديفيد، يظهر فيه ضعيفاً وهزيلاً. قتل قادة حماس ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قتلت إسرائيل العديد من كبار قادة حماس، بمن فيهم رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، الذي لقي حتفه جراء ما وصفته الحركة بـ "غارة" إسرائيلية على مقر إقامته، بالعاصمة الإيرانية طهران في يوليو/ تموز 2024. كما قتلت إسرائيل يحيى السنوار، الذي يُعتقد على نطاق واسع، أنه العقل المدبر لهجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول. وفقاً لميكلبيرغ، فإن لدى قادة حماس داخل غزة مصالح مختلفة عن القادة الموجودين خارج القطاع. فإلى جانب أولوية البقاء على قيد الحياة، يحاول قادة حماس في غزة "الحفاظ على مكانتهم السياسية، التي لا تزال تتمتع ببعض الدعم، للتوصل إلى اتفاق"، بحسب قوله. ولكن لكي تحافظ الحركة على مكانتها، يجب على قادتها الباقين اتخاذ قرارات صعبة. وبعد إعلان نتنياهو اعتزامه "السيطرة الكاملة على غزة"، تتضاءل خيارات حماس يوماً بعد يوم. مستقبل حماس Amir Cohen / Reuters المباني المدمرة في شمال غزة، كما تظهر من الجانب الإسرائيلي للحدود يبدو التكهن بمستقبل حركة حماس شديد الصعوبة. فالحركة تقول إنها ستتخلى عن سلاحها إذا أقيمت دولة فلسطينية، وهو الأمر الذي يبدو بعيد المنال، ما لم تغير الحكومة الإسرائيلية موقفها الراهن، إزاء هذا الملف. لكن محللين يرون أن تخلي حماس عن سلاحها حتى إن حدث، لا يعني بالضرورة زوال الحركة. ويتوقع يوسي ميكلبيرغ، أنه ربما تكون لدى حماس فرصة "لإعادة بناء نفسها في المستقبل"، والبقاء في المشهد السياسي الفلسطيني، سواء من داخل الأراضي الفلسطينية أو خارجها. ولكن ذلك كله يعتمد على الموقف الإسرائيلي من الدولة الفلسطينية المحتملة، وأيضاً على مدى شعبية حماس، بعد الوضع الكارثي الذي يعيشه سكان غزة حالياً، عقب هجمات 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وما تلاها من حملة عسكرية إسرائيلية.


الوسط
منذ 4 ساعات
- الوسط
مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغّر يوافق على خطة "السيطرة الكاملة على غزة"، فما تفاصيلها؟
Getty Images أقر مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر، (الكابينت)، الخطة التي اقترحها رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لفرض "سيطرة عسكرية كاملة" على قطاع غزة حسبما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت ومراسل موقع أكسيوس الأمريكي باراك رافيد. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إنه بعد أكثر من عشر ساعات من المشاورات المتواصلة، قرر مجلس الوزراء التصويت لصالح مقترح نتنياهو بالسيطرة الكاملة على قطاع غزة، رغم تحذيرات رئيس أركان الجيش من هذه الخطوة. وتمنح الخطة العسكرية التي تمت الموافقة عليها، القوات العسكرية الإسرائيلية الضوء الأخضر للسيطرة على كامل مساحة قطاع غزة. ماذا نعرف عن خطة "السيطرة العسكرية الكاملة"؟ في حين يقول الجيش الإسرائيلي إنه يسيطر حالياً على حوالي ثلاثة أرباع غزة، فإن الخطة التي اقترحها رئيس الوزراء الإسرائيلي تسعى للسيطرة على كامل أراضي القطاع بما في ذلك الأماكن التي يكتظ فيها أكثر من مليوني فلسطيني أغلبهم نزحوا من مناطق أخرى في القطاع. وأشارت هيئة البث الإسرائيلية في تقرير لها، إلى أن الموافقة على خطة نتنياهو، تعني أنه سيكون من المتوقع أن يبدأ الجيش الإسرائيلي العمل في مناطق جديدة لم ينشط فيها حتى الآن في قطاع غزة، بما يشمل السيطرة على المخيمات الواقعة في وسط القطاع ومدينة غزة، رغم تحذيرات رئيس الأركان من تبعات هذه الخطوة. ونقل التقرير عن مصادر مطلعة، أن "الخطة التدريجية" تشمل عدة مراحل، منها توجيه نداء لسكان المناطق المستهدفة بالتحرك نحو الجنوب، ثمّ فرض طوق أمني على مدينة غزة، ويليها تنفيذ عمليات اقتحام إضافية داخل التجمعات السكنية في وقت لاحق. وتقول وسائل إعلام إسرائيلية، إنه سيتم إرسال عشرات الآلاف من الجنود الإسرائيليين لقطاع غزة لتنفيذ الخطة المقترحة. أشارت تقارير إلى أنه وفقاً لمراحل الخطة، فإن القوات الإسرائيلية ستُركّز في البداية على السيطرة الكاملة على مدينة غزة، ونقل سكانها البالغ عددهم مليون نسمة إلى الجنوب. Getty Images ثمّ في المرحلة التالية، ستسيطر القوات الإسرائيلية على مخيمات اللاجئين في وسط غزة والمناطق التي يُعتقد أن هناك رهائن محتجزين فيها، والتي امتنع الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ عمليات داخلها في وقت سابق بسبب احتمالية وجود رهائن أحياء، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية. كما أشارت تقارير إلى إمكانية تنفيذ هجوم آخر بعد أسابيع بالتوازي مع زيادة في المساعدات الإنسانية. وتزامناً مع ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، إن حكومته قررت "احتلال" قطاع غزة بالكامل، لكنها "لا تفكر في حكمه أو الاحتفاظ به". وأوضح نتنياهو أن إسرائيل لديها ثلاث مهام أساسية تسعى لإنجازها في غزة، أولها هو "القضاء على حماس كقوة حاكمة وعسكرية في غزة"، ثمّ تأمين إطلاق سراح جميع الرهائن، وأخيراً ضمان أن غزة "لن تشكل تهديداً لإسرائيل مرة أخرى"، على حد وصفه. وأضاف نتنياهو لفوكس نيوز: "نحن نسير على الطريق الصحيح" في سبيل تحقيق ذلك. وأثارت خطة نتنياهو ردود فعل واسعة، إذ اعتبرت الأمم المتحدة - التي تقدّر أن 87 في المئة من قطاع غزة يقع تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية أو يخضع لأوامر إخلاء - أن أي تحرك لتوسيع العملية العسكرية في غزة، سيكون له "تداعيات كارثية". غزة: من الانسحاب والحصار، إلى إعادة "الاحتلال" ويمتد قطاع غزة الذي يقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتحده إسرائيل من الشمال والشرق، ومصر من الجنوب، على مساحة إجمالية تبلغ نحو 365 كيلومتراً مربعاً، على شكل شريط ضيق بطول 41 كيلومتراً، ويتراوح عرضه بين 6 إلى 12 كيلومتراً. ويُسمّى القطاع نسبة إلى مدينة غزة، أكبر مدنه ومركزه الإداري، ويضم خمس محافظات رئيسية، وهي: غزة، شمال غزة، دير البلح، خان يونس، ورفح. ويعيش في القطاع أكثر من 2.1 مليون نسمة، معظمهم من اللاجئين الفلسطينيين الذين هُجّروا من مناطقهم عام 1948، ما يجعله من أكثر الأماكن اكتظاظاً على مستوى العالم، إذا ما تمّت مقارنة التعداد السكاني مع مساحته. ويتركز سكان القطاع في عشرات التجمعات والمخيمات، أبرزها جباليا وبيت حانون ورفح وخان يونس. على مدى السنوات، شهد القطاع أعمال عنف عديدة، حتى عام 2004، حين أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها، أرييل شارون، عن خطة أحادية الجانب تُعرف باسم خطة فك الارتباط، بهدف إعادة تموضع إسرائيل خارج قطاع غزة وبعض مناطق الضفة الغربية. وجاءت تلك الخطة في سياق تصاعد العنف خلال ما عُرف بالانتفاضة الفلسطينية الثانية، إذ سعت الحكومة الإسرائيلية آنذاك لتقليل الاحتكاك المباشر مع الفلسطينيين، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية. BBC وبدأ تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي في منتصف أغسطس/آب 2005، وشمل إخلاء 21 مستوطنة إسرائيلية في قطاع غزة، كانت تضم نحو 8,000 مستوطن، بالإضافة إلى إخلاء أربع مستوطنات صغيرة في شمال الضفة الغربية. كما انسحب الجيش الإسرائيلي بالكامل من داخل القطاع، منهياً بذلك وجوداً عسكرياً دام قرابة 38 عاماً. ورغم ذلك، احتفظت إسرائيل بالسيطرة على المعابر الحدودية، والمجال الجوي، والمياه الإقليمية، ما اعتبره السكان حصاراً إسرائيلياً على القطاع، خاصة وأن القطاع كان يعاني من تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة. بدأ صعود حركة حماس إلى السلطة في القطاع عام 2006 حين فازت الحركة بالانتخابات التشريعية الفلسطينية، لكنها سيطرت على القطاع رسمياً عام 2007 بعد أن رفض إسماعيل هنية قرار إقالته من رئاسة الحكومة وتسليمها لسلام فياض حينها، وقرر تشكيل حكومة في غزة حكمت القطاع على مدار السنوات التالية. وفي السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، نفّذ عناصر من حماس هجوماً غير مسبوق على بلدات غلاف غزة، تسبب في مقتل 1200 إسرائيلي واحتجاز قرابة 250 آخرين كرهائن، لتبدأ إسرائيل بعدها عملية عسكرية واسعة النطاق في القطاع، قالت إنها تهدف لإعادة الرهائن و"القضاء" على حركة حماس وضمان أن لا تشكل غزة أي تهديد مستقبلي لإسرائيل.