
أخبار التكنولوجيا : كيف ستتحكم "تسلا" عن بعد فى سياراتها الروبوتية؟ وما حدود هذه التكنولوجيا؟
الاثنين 23 يونيو 2025 02:30 صباحاً
نافذة على العالم - تستعد شركة تسلا لبدء تشغيل خدمتها المنتظرة للسيارات الذاتية القيادة أو ما يعرف بـ"الروبوتاكسي" في مدينة أوستن بولاية تكساس، من خلال نشر نحو 10 سيارات من طراز Model Y، لكن ضمن نطاق جغرافي ضيق للغاية ووسط رقابة بشرية مشددة.
وكان الرئيس التنفيذي للشركة، إيلون ماسك، قد أكد في تصريحات سابقة أن "تسلا" تتعامل مع هذا المشروع بقدر عال من الحذر، وأن هناك أفرادًا من البشر سيتولون مراقبة الأسطول عن بُعد للتدخل عند الحاجة.
الآلية المستخدمة تعرف في قطاع المركبات ذاتية القيادة باسم "التحكم عن بعد" أو "Teleoperation"، وهي تقنية معروفة تستخدمها بالفعل عدة شركات ناشئة في مجال الروبوتاكسي حول العالم، حيث تتيح للبشر الإشراف أو التدخل عند الضرورة من خلال شبكة لاسلكية.
تهدف هذه التقنية إلى تدريب السيارات على اتخاذ قرارات ذاتية، ومراقبة أدائها الفعلي، ثم التدخل البشري عند وقوع مواقف غير مألوفة أو صعبة التفسير للذكاء الاصطناعي.
وفي هذا السياق، تعتمد شركات مثل Waymo التابعة لألفابت على فريق من العاملين الذين يعرفون بـ"مستجيبي الأسطول"، يتدخلون عندما يطلب نظام القيادة الآلي لديهم مساعدة بشرية، في مشهد يُشبه إلى حد كبير الاتصال بصديق وقت الحاجة.
وقد سبق أن أوضح الرئيس التنفيذي السابق لـWaymo، جون كرافشيك، أن السيارات لا تُراقَب بشكل مستمر، وأن القرار النهائي يبقى دائمًا للبرمجيات.
على الجانب الآخر، شركات مثل "أبولو جو" التابعة لشركة بايدو الصينية تستخدم نموذجًا مختلفًا يعتمد على سائقين احتياطيين متصلين عن بعد يمكنهم قيادة المركبة فعليًا إذا لزم الأمر، لكن بايدو لم تعلق على ذلك علنًا.
رغم ذلك، تواجه هذه التقنية تحديات جوهرية، أبرزها الاعتماد على شبكات الاتصال الخلوي، التي قد تعاني من تقطّع أو تأخير زمني، وهو أمر قد يتحول إلى خطر كبير إذا حدث في لحظة حاسمة أثناء قيادة المركبة.
ووصف فيليب كوبمان، أستاذ الهندسة بجامعة كارنيجي ميلون وخبير سلامة المركبات ذاتية القيادة، التقنية بأنها "بطبيعتها غير موثوقة"، مشيرًا إلى أن فقدان الاتصال في أسوأ توقيت أمر لا مفر منه، وقد لا يظهر في تجربة صغيرة مثل نشر 10 سيارات فقط، لكنه سيظهر بوضوح عند التوسع إلى آلاف أو ملايين المركبات.
حتى الرئيس التنفيذي السابق لـWaymo أعرب عن تحفظه تجاه القيادة عن بعد، مشيرًا إلى أن تأخير الإشارة الخلوية يجعل الأمر "محفوفًا بالمخاطر".
في المقابل، يرى كوبمان أيضًا أن ترك المركبة تتخذ قراراتها بنفسها دون إشراف بشري مباشر ينطوي على مخاطرة لا تقل أهمية، خصوصًا إذا لم يكن لدى المركبة القدرة على اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب.
من المخاوف الأخرى التي أثارها الخبراء، قدرة المراقبين البشريين على متابعة عدد كبير من المركبات في آنٍ واحد، حيث توجد حدود فنية وعقلية لمدى ما يمكن لشخص واحد مراقبته بكفاءة.
هذه المخاوف دفعت عددًا من النواب الديمقراطيين في ولاية تكساس إلى مطالبة "تسلا" بتأجيل إطلاق الخدمة حتى سبتمبر المقبل، وهو الموعد المقرر لتطبيق قانون جديد ينظم المركبات الذاتية القيادة في الولاية.
واعتبر النواب، في رسالة رسمية إلى الشركة، أن التأجيل يصب في مصلحة السلامة العامة وبناء الثقة المجتمعية في عمليات تسلا.
أما بالنسبة لنموذج تسلا، فقد ظل ماسك لسنوات يعد بأن برنامج القيادة الذاتية المتطور (Full Self-Driving Supervised) سيتحول يومًا إلى نظام قيادة مستقل تمامًا، يشغّل الروبوتاكسي دون تدخل بشري.
وفي وقت سابق من هذا العام، أعلن ماسك أن الشركة ستطلق خدمة مدفوعة في أوستن، تعتمد على نسخة غير خاضعة للإشراف من البرمجية.
وفي مايو الماضي، صرح ماسك لقناة CNBC أن المركبات الذاتية من تسلا ستعمل فقط في المناطق التي تُعد آمنة لها داخل أوستن، وستتجنب التقاطعات المعقدة، كما سيتم الإبقاء على عنصر بشري لمراقبتها.
حتى الآن، لا تعرف بالضبط مهام المراقبين البشر الذين تعتزم تسلا الاعتماد عليهم، لكن مصادر من داخل الشركة قالت إن الخطة تشمل تعيين مشغلين عن بعد يمكنهم تولي التحكم الكامل في المركبة عند تعرّضها لموقف مربك أو غير متوقع، مثل توقفها وسط منطقة مزدحمة بالمشاة دون أن تعرف كيف تتصرف.
وبالفعل، نشرت تسلا إعلانات وظيفية لمناصب مشغلين عن بُعد، تطلب فيها أشخاصًا لديهم القدرة على "الوصول إلى المركبات والروبوتات والتحكم بها عن بُعد"، مع تنفيذ مهام دقيقة ومعقدة باستخدام أدوات القيادة الافتراضية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 28 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار التكنولوجيا : إطلاق أول رحلة من سيارة تسلا ذاتية القيادة في أوستن
الاثنين 23 يونيو 2025 05:50 مساءً نافذة على العالم - أُطلقت سيارة الأجرة الروبوتية من تسلا، أمس الأحد الموافق 22 يونيو في أوستن، وتعد خطوة أولى تجريبية للشركة، إذ يرافق أول راكب "مراقب سلامة تسلا" بشري، فقد وفرت الشركة عشر سيارات فقط، برحلات محدودة لمستخدمي تسلا. تفاصيل أول رحلة لسيارة تسلا ذاتية القيادة وقد شارك هؤلاء الراكبون والمؤثرون الأوائل تجاربهم على منصات التواصل الاجتماعي، وتُظهر العديد من البثوث المباشرة مراقب السلامة وهو يمسك بمقبض على الجانب الأيمن من مقعد الراكب، ربما مزودًا بأدوات تحكم في حالات الطوارئ، و مع ذلك، لم يتم تأكيد ذلك بعد، حيث حاول العديد من الركاب التحدث مع مراقبي السلامة، ولكن بنجاح محدود. وقد واجه مستخدمون آخرون صعوبة في استدعاء سيارة تيسلا من بين عدد محدود من الرحلات، حيث كانوا يشاهدون العديد من سيارات واي مو ذاتية القيادة تمر بجانبهم أثناء انتظارهم. تُعدّ أوستن المكان الأمثل لاختبار السيارات ذاتية القيادة، إذ تعمل واي مو على توسيع نطاق خدماتها ، بينما تختبر زوكس التابعة لأمازون تقنيتها في المنطقة أيضًا. وقد ربطت تسلا الخدمة بملفات المستخدمين الشخصية، مما يسمح لك باستيراد قوائم تشغيل الموسيقى الموجودة لديك، وهي ميزة رائعة، كما يمكنك أيضًا ضبط إعدادات درجة الحرارة ووضعية المقعد والمزيد من خلال التطبيق المصاحب. على عكس سيارات تسلا التقليدية، تحتوي روبوتات التاكسي على أزرار لطلب السيارة التوقف أو التوقف في المسار، كما يتوفر خيار الاتصال بالدعم الفني إذا واجهت أي مشاكل في رحلتك الآلية. مع انطلاق الخدمة، كشفت تسلا عن صفحة روبوتات التاكسي الجديدة، والتي تتضمن جميع الإرشادات والقواعد الخاصة بها، كما توفر الشركة أسئلة شائعة مفصلة حول استخدام الخدمة ونموذج تسجيل للحصول على التحديثات. ويُفرض على راكبي الخدمة المبكرة رسم ثابت قدره 4.20 دولارًا أمريكيًا لرحلاتهم. وحدت الشركة عدد من المعايير الصارمة، وبالإضافة إلى العدد المحدود من السيارات، فيجب أن تسير الرحلات ضمن منطقة جغرافية مُسيّجة، باستثناء المطارات، بين الساعة السادسة صباحًا ومنتصف الليل. وفي هذه المرحلة، نعلم أنه لا يجب أخذ ادعاءات ماسك بحذر، لكن رئيس تسلا يقول إن الشركة تخطط لتوسيع أسطول سيارات الأجرة الخاص بها إلى ألف سيارة ذاتية القيادة على الطرق "خلال بضعة أشهر". كما أعلنت تسلا أنها ستُشغّل شبكة سيارات الأجرة الآلية الخاصة بها باستخدام نسخة "غير خاضعة للإشراف" من برنامج القيادة الذاتية الخاص بها.


نافذة على العالم
منذ 16 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار التكنولوجيا : كيف ستتحكم "تسلا" عن بعد فى سياراتها الروبوتية؟ وما حدود هذه التكنولوجيا؟
الاثنين 23 يونيو 2025 02:30 صباحاً نافذة على العالم - تستعد شركة تسلا لبدء تشغيل خدمتها المنتظرة للسيارات الذاتية القيادة أو ما يعرف بـ"الروبوتاكسي" في مدينة أوستن بولاية تكساس، من خلال نشر نحو 10 سيارات من طراز Model Y، لكن ضمن نطاق جغرافي ضيق للغاية ووسط رقابة بشرية مشددة. وكان الرئيس التنفيذي للشركة، إيلون ماسك، قد أكد في تصريحات سابقة أن "تسلا" تتعامل مع هذا المشروع بقدر عال من الحذر، وأن هناك أفرادًا من البشر سيتولون مراقبة الأسطول عن بُعد للتدخل عند الحاجة. الآلية المستخدمة تعرف في قطاع المركبات ذاتية القيادة باسم "التحكم عن بعد" أو "Teleoperation"، وهي تقنية معروفة تستخدمها بالفعل عدة شركات ناشئة في مجال الروبوتاكسي حول العالم، حيث تتيح للبشر الإشراف أو التدخل عند الضرورة من خلال شبكة لاسلكية. تهدف هذه التقنية إلى تدريب السيارات على اتخاذ قرارات ذاتية، ومراقبة أدائها الفعلي، ثم التدخل البشري عند وقوع مواقف غير مألوفة أو صعبة التفسير للذكاء الاصطناعي. وفي هذا السياق، تعتمد شركات مثل Waymo التابعة لألفابت على فريق من العاملين الذين يعرفون بـ"مستجيبي الأسطول"، يتدخلون عندما يطلب نظام القيادة الآلي لديهم مساعدة بشرية، في مشهد يُشبه إلى حد كبير الاتصال بصديق وقت الحاجة. وقد سبق أن أوضح الرئيس التنفيذي السابق لـWaymo، جون كرافشيك، أن السيارات لا تُراقَب بشكل مستمر، وأن القرار النهائي يبقى دائمًا للبرمجيات. على الجانب الآخر، شركات مثل "أبولو جو" التابعة لشركة بايدو الصينية تستخدم نموذجًا مختلفًا يعتمد على سائقين احتياطيين متصلين عن بعد يمكنهم قيادة المركبة فعليًا إذا لزم الأمر، لكن بايدو لم تعلق على ذلك علنًا. رغم ذلك، تواجه هذه التقنية تحديات جوهرية، أبرزها الاعتماد على شبكات الاتصال الخلوي، التي قد تعاني من تقطّع أو تأخير زمني، وهو أمر قد يتحول إلى خطر كبير إذا حدث في لحظة حاسمة أثناء قيادة المركبة. ووصف فيليب كوبمان، أستاذ الهندسة بجامعة كارنيجي ميلون وخبير سلامة المركبات ذاتية القيادة، التقنية بأنها "بطبيعتها غير موثوقة"، مشيرًا إلى أن فقدان الاتصال في أسوأ توقيت أمر لا مفر منه، وقد لا يظهر في تجربة صغيرة مثل نشر 10 سيارات فقط، لكنه سيظهر بوضوح عند التوسع إلى آلاف أو ملايين المركبات. حتى الرئيس التنفيذي السابق لـWaymo أعرب عن تحفظه تجاه القيادة عن بعد، مشيرًا إلى أن تأخير الإشارة الخلوية يجعل الأمر "محفوفًا بالمخاطر". في المقابل، يرى كوبمان أيضًا أن ترك المركبة تتخذ قراراتها بنفسها دون إشراف بشري مباشر ينطوي على مخاطرة لا تقل أهمية، خصوصًا إذا لم يكن لدى المركبة القدرة على اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب. من المخاوف الأخرى التي أثارها الخبراء، قدرة المراقبين البشريين على متابعة عدد كبير من المركبات في آنٍ واحد، حيث توجد حدود فنية وعقلية لمدى ما يمكن لشخص واحد مراقبته بكفاءة. هذه المخاوف دفعت عددًا من النواب الديمقراطيين في ولاية تكساس إلى مطالبة "تسلا" بتأجيل إطلاق الخدمة حتى سبتمبر المقبل، وهو الموعد المقرر لتطبيق قانون جديد ينظم المركبات الذاتية القيادة في الولاية. واعتبر النواب، في رسالة رسمية إلى الشركة، أن التأجيل يصب في مصلحة السلامة العامة وبناء الثقة المجتمعية في عمليات تسلا. أما بالنسبة لنموذج تسلا، فقد ظل ماسك لسنوات يعد بأن برنامج القيادة الذاتية المتطور (Full Self-Driving Supervised) سيتحول يومًا إلى نظام قيادة مستقل تمامًا، يشغّل الروبوتاكسي دون تدخل بشري. وفي وقت سابق من هذا العام، أعلن ماسك أن الشركة ستطلق خدمة مدفوعة في أوستن، تعتمد على نسخة غير خاضعة للإشراف من البرمجية. وفي مايو الماضي، صرح ماسك لقناة CNBC أن المركبات الذاتية من تسلا ستعمل فقط في المناطق التي تُعد آمنة لها داخل أوستن، وستتجنب التقاطعات المعقدة، كما سيتم الإبقاء على عنصر بشري لمراقبتها. حتى الآن، لا تعرف بالضبط مهام المراقبين البشر الذين تعتزم تسلا الاعتماد عليهم، لكن مصادر من داخل الشركة قالت إن الخطة تشمل تعيين مشغلين عن بعد يمكنهم تولي التحكم الكامل في المركبة عند تعرّضها لموقف مربك أو غير متوقع، مثل توقفها وسط منطقة مزدحمة بالمشاة دون أن تعرف كيف تتصرف. وبالفعل، نشرت تسلا إعلانات وظيفية لمناصب مشغلين عن بُعد، تطلب فيها أشخاصًا لديهم القدرة على "الوصول إلى المركبات والروبوتات والتحكم بها عن بُعد"، مع تنفيذ مهام دقيقة ومعقدة باستخدام أدوات القيادة الافتراضية.


اليوم السابع
منذ 17 ساعات
- اليوم السابع
كيف ستتحكم "تسلا" عن بعد فى سياراتها الروبوتية؟ وما حدود هذه التكنولوجيا؟
تستعد شركة تسلا لبدء تشغيل خدمتها المنتظرة للسيارات الذاتية القيادة أو ما يعرف بـ"الروبوتاكسي" في مدينة أوستن بولاية تكساس، من خلال نشر نحو 10 سيارات من طراز Model Y، لكن ضمن نطاق جغرافي ضيق للغاية ووسط رقابة بشرية مشددة. وكان الرئيس التنفيذي للشركة، إيلون ماسك، قد أكد في تصريحات سابقة أن "تسلا" تتعامل مع هذا المشروع بقدر عال من الحذر، وأن هناك أفرادًا من البشر سيتولون مراقبة الأسطول عن بُعد للتدخل عند الحاجة. الآلية المستخدمة تعرف في قطاع المركبات ذاتية القيادة باسم " التحكم عن بعد" أو "Teleoperation"، وهي تقنية معروفة تستخدمها بالفعل عدة شركات ناشئة في مجال الروبوتاكسي حول العالم، حيث تتيح للبشر الإشراف أو التدخل عند الضرورة من خلال شبكة لاسلكية. تهدف هذه التقنية إلى تدريب السيارات على اتخاذ قرارات ذاتية، ومراقبة أدائها الفعلي، ثم التدخل البشري عند وقوع مواقف غير مألوفة أو صعبة التفسير للذكاء الاصطناعي. وفي هذا السياق، تعتمد شركات مثل Waymo التابعة لألفابت على فريق من العاملين الذين يعرفون بـ"مستجيبي الأسطول"، يتدخلون عندما يطلب نظام القيادة الآلي لديهم مساعدة بشرية، في مشهد يُشبه إلى حد كبير الاتصال بصديق وقت الحاجة. وقد سبق أن أوضح الرئيس التنفيذي السابق لـWaymo، جون كرافشيك، أن السيارات لا تُراقَب بشكل مستمر، وأن القرار النهائي يبقى دائمًا للبرمجيات. على الجانب الآخر، شركات مثل "أبولو جو" التابعة لشركة بايدو الصينية تستخدم نموذجًا مختلفًا يعتمد على سائقين احتياطيين متصلين عن بعد يمكنهم قيادة المركبة فعليًا إذا لزم الأمر، لكن بايدو لم تعلق على ذلك علنًا. رغم ذلك، تواجه هذه التقنية تحديات جوهرية، أبرزها الاعتماد على شبكات الاتصال الخلوي، التي قد تعاني من تقطّع أو تأخير زمني، وهو أمر قد يتحول إلى خطر كبير إذا حدث في لحظة حاسمة أثناء قيادة المركبة. ووصف فيليب كوبمان، أستاذ الهندسة بجامعة كارنيجي ميلون وخبير سلامة المركبات ذاتية القيادة، التقنية بأنها "بطبيعتها غير موثوقة"، مشيرًا إلى أن فقدان الاتصال في أسوأ توقيت أمر لا مفر منه، وقد لا يظهر في تجربة صغيرة مثل نشر 10 سيارات فقط، لكنه سيظهر بوضوح عند التوسع إلى آلاف أو ملايين المركبات. حتى الرئيس التنفيذي السابق لـWaymo أعرب عن تحفظه تجاه القيادة عن بعد، مشيرًا إلى أن تأخير الإشارة الخلوية يجعل الأمر "محفوفًا بالمخاطر". في المقابل، يرى كوبمان أيضًا أن ترك المركبة تتخذ قراراتها بنفسها دون إشراف بشري مباشر ينطوي على مخاطرة لا تقل أهمية، خصوصًا إذا لم يكن لدى المركبة القدرة على اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب. من المخاوف الأخرى التي أثارها الخبراء، قدرة المراقبين البشريين على متابعة عدد كبير من المركبات في آنٍ واحد، حيث توجد حدود فنية وعقلية لمدى ما يمكن لشخص واحد مراقبته بكفاءة. هذه المخاوف دفعت عددًا من النواب الديمقراطيين في ولاية تكساس إلى مطالبة "تسلا" بتأجيل إطلاق الخدمة حتى سبتمبر المقبل، وهو الموعد المقرر لتطبيق قانون جديد ينظم المركبات الذاتية القيادة في الولاية. واعتبر النواب، في رسالة رسمية إلى الشركة، أن التأجيل يصب في مصلحة السلامة العامة وبناء الثقة المجتمعية في عمليات تسلا. أما بالنسبة لنموذج تسلا، فقد ظل ماسك لسنوات يعد بأن برنامج القيادة الذاتية المتطور (Full Self-Driving Supervised) سيتحول يومًا إلى نظام قيادة مستقل تمامًا، يشغّل الروبوتاكسي دون تدخل بشري. وفي وقت سابق من هذا العام، أعلن ماسك أن الشركة ستطلق خدمة مدفوعة في أوستن، تعتمد على نسخة غير خاضعة للإشراف من البرمجية. وفي مايو الماضي، صرح ماسك لقناة CNBC أن المركبات الذاتية من تسلا ستعمل فقط في المناطق التي تُعد آمنة لها داخل أوستن، وستتجنب التقاطعات المعقدة، كما سيتم الإبقاء على عنصر بشري لمراقبتها. حتى الآن، لا تعرف بالضبط مهام المراقبين البشر الذين تعتزم تسلا الاعتماد عليهم، لكن مصادر من داخل الشركة قالت إن الخطة تشمل تعيين مشغلين عن بعد يمكنهم تولي التحكم الكامل في المركبة عند تعرّضها لموقف مربك أو غير متوقع، مثل توقفها وسط منطقة مزدحمة بالمشاة دون أن تعرف كيف تتصرف. وبالفعل، نشرت تسلا إعلانات وظيفية لمناصب مشغلين عن بُعد، تطلب فيها أشخاصًا لديهم القدرة على "الوصول إلى المركبات والروبوتات والتحكم بها عن بُعد"، مع تنفيذ مهام دقيقة ومعقدة باستخدام أدوات القيادة الافتراضية.