logo
ماذا يخبئ النظام الإيراني وراء انفجار ميناء رجائي في بندر عباس

ماذا يخبئ النظام الإيراني وراء انفجار ميناء رجائي في بندر عباس

كواليس اليوم٠٢-٠٥-٢٠٢٥

النظام الإيراني وانفجار ميناء رجائي في بندر عباس: الأهداف الخفية والتداعيات المحتملة
في 26 أبريل 2025، شهد ميناء الشهيد رجائي في بندر عباس انفجارًا هائلًا أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 70 شخصًا وإصابة أكثر من 1,200 آخرين، مما أثار تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء الحادث وما يخفيه النظام الإيراني.
خلفية الحادث
وقع الانفجار في منطقة الرصيف بالميناء، حيث اندلع حريق في عدة حاويات يُعتقد أنها كانت تحتوي على مواد خطرة أو كيميائية. تشير التقارير إلى أن الانفجار نتج عن تخزين غير آمن لمواد كيميائية، مما أدى إلى دمار واسع النطاق.
الرواية الرسمية والتكتم
أعلنت السلطات الإيرانية أن الانفجار نجم عن 'إهمال' في تطبيق قواعد السلامة، ونفت وجود أي دليل على تدخلات خارجية أو أنشطة عسكرية في المنطقة المتضررة. ومع ذلك، أشار وزير الداخلية إسكندر مؤمني إلى وجود تقصير في الالتزام بقواعد السلامة والدفاع المدني.
مؤشرات على نشاط عسكري
رغم النفي الرسمي، كشفت تقارير إعلامية عن وجود شحنات من بيركلورات الصوديوم، وهي مادة تستخدم في تصنيع الوقود الصلب للصواريخ، تم نقلها من الصين إلى إيران. وأفاد مصدر في الحرس الثوري الإيراني بأن الانفجار نجم عن هذه المادة.
توقيت مريب
تزامن الانفجار مع الجولة الثالثة من المحادثات النووية بين النظام الإيراني والولايات المتحدة في عمان، مما أثار تكهنات حول احتمال أن يكون الحادث محاولة لتقويض هذه المفاوضات. كما أن الحادث أعاد إلى الأذهان انفجار مرفأ بيروت عام 2020، مما زاد من المخاوف بشأن السلامة في الموانئ الإيرانية.
ما وراء الكواليس
تشير التقارير إلى أن قوات حرس نظام الملالي قد تكون متورطة في تخزين هذه المواد الخطرة في الميناء، مما يثير تساؤلات حول مدى سيطرة الحكومة على أنشطة هذه القوات الإرهابية. كما أن التكتم الرسمي على تفاصيل الحادث يعكس سياسة النظام الإيراني في إخفاء المعلومات الحساسة عن الجمهور.
هل هناك علاقة بين سيناريو المفاوضات الجارية وتفجير الميناء؟
نعم، هناك مؤشرات قوية على وجود علاقة غير مباشرة بين تفجير ميناء رجائي في بندر عباس وسيناريو المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بالملف النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية. والنقاط التالية تدعم هذا الربط:
التوقيت السياسي الحسّاس
وقع الانفجار تزامنًا مع جولة تفاوضية سرية بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عمان، مما يثير تساؤلات حول التوقيت ومدى ارتباطه بمحتوى المفاوضات. ففي لحظات التفاوض، تستخدم الأنظمة الاستبدادية مثل النظام الإيراني أحداثًا 'مفتعلة' أو 'غامضة' لإعادة توجيه بوصلة التفاوض أو خلق أوراق ضغط.
المواد المتفجرة وعلاقتها بالبرنامج الصاروخي
هناك تسريبات وتقارير أفادت بأن الانفجار نجم عن اشتعال مواد كيميائية شديدة الحساسية (مثل بيركلورات الصوديوم)، والتي تُستخدم في تصنيع الوقود الصلب للصواريخ. لطالما كان إدراج البرنامج الصاروخي ضمن المفاوضات خطًا أحمرًا للنظام الإيراني، وقد يكون التفجير إشارة إلى أن طهران لا تزال تحتفظ بخط إنتاج نشط بعيدًا عن أنظار المفتشين.
رسالة ضمنية أم تصعيد مقصود؟
من غير المستبعد أن يكون الحادث إشارة مبطّنة من قوات حرس نظام الملالي إلى الأطراف الغربية مفادها: 'نحن نمتلك أدوات قوة، ولسنا ضعفاء على طاولة التفاوض'. أو قد يكون نتيجة خلاف داخلي بين جناحين داخل النظام: أحدهما يريد المضي في التفاوض، والآخر (غالبًا قوات حرس نظام الملالي) يسعى لإفشاله.
التكتم الإعلامي الرسمي.. تكتيك مألوف
اتّسم رد الفعل الرسمي الإيراني بالغموض والتضارب، وهو أسلوب معتاد حين يكون الحدث مرتبطًا بأنشطة سرية أو يريد النظام توظيفه سياسيًا دون كشف التفاصيل.
فرضيات التخريب الخارجي والداخلي
دور إسرائيلي محتمل: رغم نفي مصادر إسرائيلية تورطها، يرى محللون أن إسرائيل قد تستهدف إيران عبر عمليات غير مباشرة لتعطيل اقتصاداتها، خاصة أن الميناء يستخدم لتصدير سلع حيوية. لكن آخرين يستبعدون ذلك في هذا التوقيت لتجنب إثارة حفيظة واشنطن.
أجندات داخلية: طرح باحثون إيرانيون فرضية أن جهات داخلية (مثل جماعات تستفيد من استمرار العقوبات) قد تكون وراء الحادث لتعطيل أي اتفاق نووي يهدد مصالحها.
المقارنة مع انفجار مرفأ بيروت
يشبه الانفجار في التفاصيل (مواد كيميائية، حريق متحول إلى انفجار) كارثة بيروت 2020، ما أثار تساؤلات حول تكرار سيناريو 'الإهمال المُدار' أو التخريب. في الحالتين وُجهت اتهامات متبادلة بين الأطراف الداخلية والخارجية.
ردود الفعل الإيرانية والتحقيقات
أمر المرشد الأعلى خامنئي بتحقيق شامل، لكن طهران تجنبت اتهام إسرائيل مباشرة، ربما لحماية المفاوضات. حذرت الحكومة الإيرانية من 'التخمينات' ودعت للانتظار حتى انتهاء التحقيقات، مما قد يشير إلى محاولة احتواء الأزمة سياسيًا.
الاستنتاج: التفجير أداة ضمن سياق تفاوضي معقّد
قد لا يكون التفجير 'جزءًا مباشرًا' من سيناريو التفاوض، لكنه على الأرجح يمثّل أحد انعكاسات الصراع الداخلي حول مخرجاته، أو ورقة ضغط إضافية يستخدمها النظام لتعزيز موقفه في المحادثات الجارية. كل هذا يُبرز التداخل بين أدوات الأمن، السياسة، والدبلوماسية في سلوك النظام الإيراني.
هل كان التفجير من صنع دول خارجية أم أنه من صنع نظام الملالي …
يظل انفجار ميناء رجائي في بندر عباس في 26 أبريل 2025، حدثًا غامضًا تتنازعه الروايات بين الإهمال الداخلي والتخريب الخارجي، مع وجود مؤشرات تدعم كلا السيناريوهين استناداً إلى أحدث التقارير على الوجه التالي:
أولاً: أدلة تشير إلى تورط خارجي محتمل
التوقيت المشبوه:
وقع الانفجار بالتزامن مع المفاوضات النووية الإيرانية-الأمريكية في عُمان، مما أثار شكوكًا حول استخدامه كأداة ضغط أو تخريب. حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قبل الحادث من 'استفزازات خارجية' لتعطيل المفاوضات.
تعدد بؤر الانفجار
بعض البرلمانيين الإيرانيين (مثل محمد سراج) أكدوا أن الانفجارات في نقاط متعددة بالميناء تشير إلى تفجير ممنهج وليس حادثًا عرضيًا.
ثانيًا: أدلة تدعم رواية النظام الإيراني (إهمال داخلي)
الإقرار الرسمي بالإهمال
أعلن وزير الداخلية الإيراني أن السبب هو 'تقصير في الإجراءات الأمنية' وسوء تخزين مواد كيميائية خطرة، وتم اعتقال مسؤولين محليين. وذكرت تقارير رسمية أن الانفجار نجم عن حاويات تحتوي على مواد كيميائية غير مخزنة بشكل صحيح.
نفي وجود شحنات عسكرية:
نفت وزارة الدفاع الإيرانية وجود أي مواد عسكرية في الميناء وقت الانفجار، مما يُضعف فرضية الاستهداف الخارجي.
ثالثاً: الأبعاد السياسية والاقتصادية
استغلال الأزمة داخليًا:
قد يستخدم النظام الحادث لتصعيد الخطاب المعادي للغرب وتوحيد الصف الداخلي، وتشتيت الانتباه عن الأزمات الاقتصادية، خاصة بعد تسبب الانفجار في ارتفاع مفاجئ بأسعار العملات.
تداعيات المفاوضات النووية:
إذا ثبت التخريب الخارجي، قد تعلن إيران تعليق المفاوضات أو تصعيد نشاطها النووي كرد فعل.
من المستفيد؟
لو ثبت تورط إسرائيل، سيكون الهدف إضعاف البنية التحتية الإيرانية الحيوية. وقد يكون تورط النظام الإيراني نفسه وهذا يعني محاولته خلق ذريعة لتشديد القبضة الأمنية أو كسب تعاطف دولي.
الأرجح: الغموض يخدم جميع الأطراف، لكن الأدلة الحالية تميل لـسيناريو مختلط؛ حيث يُستغل الإهمال الداخلي من قبل جهات خارجية أو داخلية لتحقيق أهداف سياسية.
الخلاصة
انفجار ميناء الشهيد رجائي يكشف عن ثغرات خطيرة في إدارة المواد الخطرة في إيران، ويثير تساؤلات حول مدى شفافية النظام الإيراني في التعامل مع مثل هذه الحوادث. كما أن التوقيت والتقارير عن وجود مواد تستخدم في تصنيع الصواريخ يشيران إلى احتمال وجود نشاط عسكري سري، مما يستدعي تحقيقًا دوليًا شفافًا لكشف الحقيقة وضمان سلامة المدنيين؛ في حين أن الأدلة الملموسة حول من يقف وراء انفجار ميناء رجائي لا تزال غامضة، وهنا فإن السياق العام يشير إلى أن النظام الإيراني قد يحاول توظيف الحادث لخدمة أجندته الداخلية والخارجية، وسواء كان العمل خارجياً أو داخلياً فإن الانفجار يؤكد هشاشة الأمن في المنطقة، ويدفع نحو مزيد من التصعيد الذي قد تكون تداعياته غير محسوبة.، لكن لا يُستبعد أيضاً أن يكون الانفجار جزءاً من لعبة سياسية داخلية لتعزيز النفوذ أو كسب تعاطف دولي، وفي كل الأحوال يراقب العالم بقلبٍ حذر لأن أي خطأ في قراءة المشهد قد يُشعل فتيل مواجهاتٍ أكبر.
د. سامي خاطر/ أكاديمي وأستاذ جامعي

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تفجيرات وحرائق في إيران.. نظام الملالي على حافة الهاوية
تفجيرات وحرائق في إيران.. نظام الملالي على حافة الهاوية

كواليس اليوم

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • كواليس اليوم

تفجيرات وحرائق في إيران.. نظام الملالي على حافة الهاوية

مشهد الأزمات المتلاحقة تشهد إيران في الآونة الأخيرة سلسلة من الكوارث المتفجرة والحرائق المدمرة التي تكشف عن عمق الأزمات التي يعانيها نظام الملالي، وتُظهر هشاشة بنيته الداخلية. من الانفجار المروع في ميناء شهيد رجائي إلى سلسلة التفجيرات الإرهابية التي تستهدف البنية التحتية والمنشآت الحيوية، يبدو النظام الإيراني وكأنه يسير على حافة الهاوية، حيث تتداخل الأزمات الداخلية مع الضغوط الخارجية لتخلق سيناريو كارثياً يهدد استقرار النظام برمته. الكارثة في ميناء شهيد رجائي؛ شرارة الغضب الشعبي في 26 أبريل 2025، هز انفجار هائل ميناء شهيد رجائي -أكبر ميناء تجاري في إيران- مما أسفر عن مقتل 46 شخصاً وإصابة أكثر من ألف آخرين، وقد تحول الحداد الوطني إلى موجة غضب عارمة بعد أن كشفت التحقيقات الأولية عن تورط شحنات من وقود الصواريخ الباليستية في الحادث، ومن مشاهد الغضب الشعبي خروج طلاب الجامعات في طهران في مظاهرات حاشدة، واستقالات جماعية لمذيعات التلفزيون الرسمي، وفنانين كانوا قد تعاونوا مع النظام، وانضمام رياضيين بارزين لصفوف المعارضة وتزايد الأسئلة الجريئة من صحفيين موالين للنظام حول أساليب القمع، ويرفض الشعب الصمت حيث لم تكن الكوارث الأخيرة سوى القشة التي قصمت ظهر البعير في سلسلة طويلة من المعاناة التي يعيشها الشعب الإيراني؛ لقد شهدت إيران موجات متتالية من الاحتجاجات، كان أبرزها انتفاضة يناير 2020 التي كشفت عن عمق السخط الشعبي، ويأتي ذلك في وقت يعيش فيه الشارع الإيراني حالة من الغليان بسبب الفقر، والبطالة، وغلاء المعيشة، والقمع السياسي المستمر، وتعكس الاحتجاجات الشعبية التي باتت متكررة في مختلف المدن رفضًا عارمًا للسياسات الفاشلة للنظام خاصة مع تزايد وعي الإيرانيين بدور قوات حرس نظام الملالي في القمع في الداخل وتمويل الإرهاب في الخارج. الكارثة؛ والاتهامات المتبادلة استمرت النيران مشتعلة لأكثر من يوم مع انتشار سحابة سوداء من المواد الكيميائية السامة. وأُغلقت المدارس والمكاتب في بندر عباس المجاورة. وأعلنت السلطات عن حداد رسمي لمدة ثلاثة أيام. اتهمت تقارير دولية إيران بتخزين وقود صاروخي (بيركلورات الصوديوم) في الميناء، ونفت الحكومة الإيرانية هذه الادعاءات واصفة الحادث بأنه 'حادث تقني'. وأثار الحادث تساؤلات حول كفاءة الإدارة الحكومية وقدرتها على حماية المنشآت الحيوية. سياسة 'حافة الهاوية' منهج يقود إلى الانهيار يبدو أن النظام الإيراني يتبنى استراتيجية عُرفت باسم 'التحرك على حافة الهاوية'، وهي سياسة تعتمد على المناورة والمجازفة في التعامل مع الأزمات الداخلية والخارجية، لكن هذه الاستراتيجية بدأت تتحول إلى لعبة انتحارية تهدد بإسقاط النظام نفسه. ملامح هذه الاستراتيجية المناورة النووية: التراجع الانتهازي عن المواقف تحت الضغط الدولي، كما حدث في المفاوضات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والعدوانية الإقليمية، التصعيد العسكري مع الجيران مثل أذربيجان تحت ذرائع وهمية، والقمع الداخلي باستخدام القوة المفرطة ضد الاحتجاجات الشعبية، واللعب بورقة الوقت لكسب الوقت اللازم لاستمرار البرامج النووية والصاروخية. العزلة الإقليمية وخريطة العداوات الجديدة ملالي إيران يفقدون حلفاءهم.. إذ لم تقتصر أزمات النظام الإيراني على الداخل فحسب، بل امتدت إلى علاقاته الإقليمية حيث وجد نفسه في مواجهة مع جيران كانوا يوماً حلفاءه: أذربيجان: مناورات عسكرية على الحدود بسبب أوهام تهديد إسرائيلي. تركيا: خلافات حول دعم إيران للأكراد. أفغانستان (طالبان): توترات مذهبية وسياسية. باكستان: صراع حول قضية البلوش. العراق: غضب شعبي متصاعد بسبب تدخلات إيران. الأزمة النووية: لعبة خطيرة بالوقت في خضم كل هذه الأزمات، يواصل النظام الإيراني اللعبة الخطرة مع المجتمع الدولي حول برنامجه النووي، حيث يرفض وقف تخصيب اليورانيوم رغم العقوبات الدولية القاسية. وقد وصف محللون هذه السياسة بأنها 'خطوة طائشة وحمقاء' تقود البلاد إلى مزيد من العزلة. انفجارات تكشف هشاشة البنية الأمنية من بين أبرز الحوادث التي أثارت الجدل مؤخرًا، الانفجارات التي هزت مصانع في أصفهان، وحرائق اندلعت في منشآت نفطية جنوب البلاد؛ فضلًا عن انفجارات داخل قواعد تابعة للحرس الثوري الإيراني. هذه الحوادث سلطت الضوء على ضعف الأجهزة الأمنية والاستخباراتية للنظام، وعجزه عن حماية منشآته الحيوية. دور المقاومة الإيرانية لا يمكن إغفال دور المقاومة الإيرانية لا سيما وحدات المقاومة التابعة لـ منظمة مجاهدي خلق التي أكدت مسؤوليتها عن بعض العمليات الموجهة ضد رموز ومراكز النظام مشيرة إلى أن الشعب الإيراني لن يقف مكتوف الأيدي أمام آلة القمع والفساد. وقد أشادت تقارير دولية عديدة بشجاعة الشبكات الداخلية التابعة للمقاومة التي تسهم بدورها في زعزعة أركان النظام من الداخل. النظام في مأزق حقيقي بات من الواضح أن نظام الملالي يواجه أكبر أزماته منذ عقود. فإلى جانب الأزمات الداخلية يعاني من عزلة دولية متزايدة، وعقوبات خانقة أثرت على الاقتصاد، وأظهرت تآكلا في شرعيته حتى بين قواعده التقليدية. هذا الوضع يجعل من بقاء النظام في صورته الحالية أمرًا صعبًا، إن لم يكن مستحيلاً. نظام الملالي وإدارة الأزمات.. سياسة التعتيم والتضليل في مواجهة الكوارث آلة التضليل الإعلامي.. عندما يصبح الكذب سياسة دولة لم يقل نظام الملالي الحاكم في إيران الحقيقة فيما يتعلق بتفجيرات ميناء رجائي في بندر عباس، ولم يُولِ أي اهتمام بالخسائر البشرية والمادية الناجمة عنها.. كذلك لن يقولها فيما يتعلق بتفجير مشهد أو أية أحداث أخرى… وكما هي عادته يتستر على الوقائع، ويخفي الأرقام الحقيقية ويُضلل الرأي العام من خلال الإعلام الرسمي الذي يخضع لرقابة أمنية مشددة، ولن يكن الأمر مختلفًا فيما يتعلق بتفجير مشهد أو غيره من الأحداث التي تهز الداخل الإيراني؛ إذ إن هذا النظام لم يعرف الصدق يومًا بل يبني بقاءه على التعتيم والقمع وتجاهل آلام المواطنين إذ يواصل نظام الملالي في إيران سياسة التعتيم المنهجي بشأن الكوارث والأزمات التي تعصف بالبلاد بدءاً من تفجير ميناء شهيد رجائي في بندر عباس وصولاً إلى أحداث مشهد الأخيرة، وهذه السياسة ليست مجرد رد فعل ظرفي بل هي جزء من استراتيجية متكاملة لإدارة الأزمات عبر 'التقليل المنظم من حجم الضحايا، وتخفيض الأرقام الحقيقية للقتلى والجرحى بشكل منهجي، وتلفيق الروايات الرسمية، ابتكار سيناريوهات وهمية تتناسب مع الرواية السياسية للنظام، وقمع الشهود والمتضررين، تهديد الضحايا وأسرهم لمنعهم من كشف الحقائق، وتوجيه الاتهامات العشوائية' ومن ثم إلقاء اللوم على أطراف خارجية أو ما يُطلق عليهم بـ 'أعداء الثورة'. إن تكرار هذه التفجيرات في منشآت حساسة، وتجاهل النظام لآلام الضحايا وذويهم يعكس ليس فقط فشله الأمني بل أيضًا انفصاله التام عن واقع الشعب الأمر الذي يعمّق الفجوة بينه وبين الإيرانيين ويدفع بالبلاد نحو انفجار اجتماعي وسياسي لا يمكن احتواؤه. ماذا يخبئ الغرب وهذا النظام الفاشي؟ تتعالى لغة التصعيد في أروقة نظام الملالي، ولا شك في أن تكون هناك قرابين إقليمية جديدة فداءا لاستمرارية هذا النظام كما فعل في لبنان وسوريا والعراق واليمن وفلسطين وغزة وحزب الله وحماس.. ماذا يخبئ الغرب وهذا النظام؟ يلامس هذا السؤال جوهر الأزمة الإقليمية والدولية المرتبطة بنظام الملالي، ويكشف عن واقع مرير تدفع ثمنه شعوب المنطقة بالفعل، تتعالى لغة التصعيد في أروقة النظام الإيراني لا سيما مع تصاعد الأزمات الداخلية من احتجاجات شعبية وانهيار اقتصادي، وتزايد الضغط الدولي ما يدفع النظام إلى تصدير أزماته نحو الخارج وكما هو معتاد منذ عقود إذ يعتمد على سياسة 'الهروب إلى الأمام' من خلال إشعال الأزمات الإقليمية وتمويل ميليشيات تابعة له في الدول العربية وغيرها.. فمن لبنان عبر حزب الله، إلى سوريا من خلال دعم نظام الأسد، والعراق عبر الميليشيات الولائية، واليمن من خلال الحوثيين، وحتى غزة عبر دعم حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وكل هذه الساحات كانت قرابين لتمديد عمر نظام طهران. ماذا يخبئ الغرب؟ وما الذي يخطط له نظام الملالي؟ يراوح ويناور الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة بين سياسة الضغط والعقوبات وبين إشارات التفاوض والتهدئة، وهو ما يمنح النظام الإيراني هوامش للمناورة، وما زالت بعض دوائر صنع القرار الغربية تراهن على تغيير سلوك نظام الملالي بدلاً من تغييره رغم الأدلة المتكررة على أن هذا الرهان خاسر.. أما نظام الملالي فهو يسعى مستفيدا من سياسة الغرب هذه إلى كسب الوقت وإطالة أمد بقائه من خلال خلق الأزمات وتهديد الأمن الإقليمي، في محاولة لفرض نفسه كقوة لا يمكن تجاهلها في أي تسوية سياسية أو أمنية في الشرق الأوسط. الخاتمة: النهاية المحتومة؟ كلما ضاق الخناق داخليًا على هذا النظام ازداد عدوانه خارجيًا، ولا يتورع عن استخدام الدماء العربية كورقة مساومة، مدفوعًا بعقيدة توسعية وطائفية مميتة، والسؤال الآن: هل سيتحرك العالم خاصة الدول العربية لوضع حد لهذا العبث؟ أم ستظل الشعوب هي وحدها من يدفع الثمن؟ وبينما يقدم نظام الملالي قرابين إقليمية لإنقاذ نفسه يبقى الشعب الإيراني هو الضحية الأساسية لهذه السياسات حيث الأزمات الاقتصادية، القمع السياسي، والعزلة الدولية تثقل كاهل المواطن الإيراني بينما تستمر النخبة الحاكمة في مغامراتها الإقليمية. تشير كل المؤشرات إلى أن نظام الملالي يقترب من نقطة اللاعودة. فالشعب غاضب، والاقتصاد منهار، والحلفاء يتخلون عنه، والمجتمع الدولي يفقد صبره. كما قال أحد المحللين: 'هذا النظام الذي بدأ مشواره بالسير في الاتجاه الخاطئ لا يزال مستمراً في السير عليه، ولا ريب في أن نهايته ستكون الهاوية حتماً'. إن تفجيرات وحرائق إيران ليست مجرد حوادث عابرة بل رسائل قوية تدل على هشاشة النظام وانهيار هيبته، وبينما يقترب نظام الملالي من الانهيار يبدو أن التغيير الجذري في إيران قد أصبح أقرب مما يتصور الكثيرون بفضل صمود الشعب والمقاومة المنظمة. مجموعة من التساؤلات التي يطرح نفسها الآن إلى متى يمكن لنظام الملالي أن يستمر في البناء على أكاذيب تتهاوى واحدة تلو الأخرى أمام أنظار شعب لم يعد يصدق شيئاً من رواياته؟ وهل ستنجح هذه الاستراتيجية مرة أخرى؟ أم أن المنطقة مقبلة على مفاجآت قد تغير كل المعادلات؟ يقول التاريخ إن الأنظمة التي تعتمد على التضحية بالآخرين ينتهي بها الأمر إلى التهام نفسها بنفسها.. وهل بات سقوط نظام الملالي وشيكاً.. متى وكيف؟ وما هو الثمن الذي سيدفعه الشعب الإيراني والعالم قبل أن يصل إلى هذه النهاية، وهل سيكون الغرب نزيهاً في هذا الشأن؟ د. سامي خاطر/ أكاديمي وأستاذ جامعي

ماذا يخبئ النظام الإيراني وراء انفجار ميناء رجائي في بندر عباس
ماذا يخبئ النظام الإيراني وراء انفجار ميناء رجائي في بندر عباس

كواليس اليوم

time٠٢-٠٥-٢٠٢٥

  • كواليس اليوم

ماذا يخبئ النظام الإيراني وراء انفجار ميناء رجائي في بندر عباس

النظام الإيراني وانفجار ميناء رجائي في بندر عباس: الأهداف الخفية والتداعيات المحتملة في 26 أبريل 2025، شهد ميناء الشهيد رجائي في بندر عباس انفجارًا هائلًا أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 70 شخصًا وإصابة أكثر من 1,200 آخرين، مما أثار تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء الحادث وما يخفيه النظام الإيراني. خلفية الحادث وقع الانفجار في منطقة الرصيف بالميناء، حيث اندلع حريق في عدة حاويات يُعتقد أنها كانت تحتوي على مواد خطرة أو كيميائية. تشير التقارير إلى أن الانفجار نتج عن تخزين غير آمن لمواد كيميائية، مما أدى إلى دمار واسع النطاق. الرواية الرسمية والتكتم أعلنت السلطات الإيرانية أن الانفجار نجم عن 'إهمال' في تطبيق قواعد السلامة، ونفت وجود أي دليل على تدخلات خارجية أو أنشطة عسكرية في المنطقة المتضررة. ومع ذلك، أشار وزير الداخلية إسكندر مؤمني إلى وجود تقصير في الالتزام بقواعد السلامة والدفاع المدني. مؤشرات على نشاط عسكري رغم النفي الرسمي، كشفت تقارير إعلامية عن وجود شحنات من بيركلورات الصوديوم، وهي مادة تستخدم في تصنيع الوقود الصلب للصواريخ، تم نقلها من الصين إلى إيران. وأفاد مصدر في الحرس الثوري الإيراني بأن الانفجار نجم عن هذه المادة. توقيت مريب تزامن الانفجار مع الجولة الثالثة من المحادثات النووية بين النظام الإيراني والولايات المتحدة في عمان، مما أثار تكهنات حول احتمال أن يكون الحادث محاولة لتقويض هذه المفاوضات. كما أن الحادث أعاد إلى الأذهان انفجار مرفأ بيروت عام 2020، مما زاد من المخاوف بشأن السلامة في الموانئ الإيرانية. ما وراء الكواليس تشير التقارير إلى أن قوات حرس نظام الملالي قد تكون متورطة في تخزين هذه المواد الخطرة في الميناء، مما يثير تساؤلات حول مدى سيطرة الحكومة على أنشطة هذه القوات الإرهابية. كما أن التكتم الرسمي على تفاصيل الحادث يعكس سياسة النظام الإيراني في إخفاء المعلومات الحساسة عن الجمهور. هل هناك علاقة بين سيناريو المفاوضات الجارية وتفجير الميناء؟ نعم، هناك مؤشرات قوية على وجود علاقة غير مباشرة بين تفجير ميناء رجائي في بندر عباس وسيناريو المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بالملف النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية. والنقاط التالية تدعم هذا الربط: التوقيت السياسي الحسّاس وقع الانفجار تزامنًا مع جولة تفاوضية سرية بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عمان، مما يثير تساؤلات حول التوقيت ومدى ارتباطه بمحتوى المفاوضات. ففي لحظات التفاوض، تستخدم الأنظمة الاستبدادية مثل النظام الإيراني أحداثًا 'مفتعلة' أو 'غامضة' لإعادة توجيه بوصلة التفاوض أو خلق أوراق ضغط. المواد المتفجرة وعلاقتها بالبرنامج الصاروخي هناك تسريبات وتقارير أفادت بأن الانفجار نجم عن اشتعال مواد كيميائية شديدة الحساسية (مثل بيركلورات الصوديوم)، والتي تُستخدم في تصنيع الوقود الصلب للصواريخ. لطالما كان إدراج البرنامج الصاروخي ضمن المفاوضات خطًا أحمرًا للنظام الإيراني، وقد يكون التفجير إشارة إلى أن طهران لا تزال تحتفظ بخط إنتاج نشط بعيدًا عن أنظار المفتشين. رسالة ضمنية أم تصعيد مقصود؟ من غير المستبعد أن يكون الحادث إشارة مبطّنة من قوات حرس نظام الملالي إلى الأطراف الغربية مفادها: 'نحن نمتلك أدوات قوة، ولسنا ضعفاء على طاولة التفاوض'. أو قد يكون نتيجة خلاف داخلي بين جناحين داخل النظام: أحدهما يريد المضي في التفاوض، والآخر (غالبًا قوات حرس نظام الملالي) يسعى لإفشاله. التكتم الإعلامي الرسمي.. تكتيك مألوف اتّسم رد الفعل الرسمي الإيراني بالغموض والتضارب، وهو أسلوب معتاد حين يكون الحدث مرتبطًا بأنشطة سرية أو يريد النظام توظيفه سياسيًا دون كشف التفاصيل. فرضيات التخريب الخارجي والداخلي دور إسرائيلي محتمل: رغم نفي مصادر إسرائيلية تورطها، يرى محللون أن إسرائيل قد تستهدف إيران عبر عمليات غير مباشرة لتعطيل اقتصاداتها، خاصة أن الميناء يستخدم لتصدير سلع حيوية. لكن آخرين يستبعدون ذلك في هذا التوقيت لتجنب إثارة حفيظة واشنطن. أجندات داخلية: طرح باحثون إيرانيون فرضية أن جهات داخلية (مثل جماعات تستفيد من استمرار العقوبات) قد تكون وراء الحادث لتعطيل أي اتفاق نووي يهدد مصالحها. المقارنة مع انفجار مرفأ بيروت يشبه الانفجار في التفاصيل (مواد كيميائية، حريق متحول إلى انفجار) كارثة بيروت 2020، ما أثار تساؤلات حول تكرار سيناريو 'الإهمال المُدار' أو التخريب. في الحالتين وُجهت اتهامات متبادلة بين الأطراف الداخلية والخارجية. ردود الفعل الإيرانية والتحقيقات أمر المرشد الأعلى خامنئي بتحقيق شامل، لكن طهران تجنبت اتهام إسرائيل مباشرة، ربما لحماية المفاوضات. حذرت الحكومة الإيرانية من 'التخمينات' ودعت للانتظار حتى انتهاء التحقيقات، مما قد يشير إلى محاولة احتواء الأزمة سياسيًا. الاستنتاج: التفجير أداة ضمن سياق تفاوضي معقّد قد لا يكون التفجير 'جزءًا مباشرًا' من سيناريو التفاوض، لكنه على الأرجح يمثّل أحد انعكاسات الصراع الداخلي حول مخرجاته، أو ورقة ضغط إضافية يستخدمها النظام لتعزيز موقفه في المحادثات الجارية. كل هذا يُبرز التداخل بين أدوات الأمن، السياسة، والدبلوماسية في سلوك النظام الإيراني. هل كان التفجير من صنع دول خارجية أم أنه من صنع نظام الملالي … يظل انفجار ميناء رجائي في بندر عباس في 26 أبريل 2025، حدثًا غامضًا تتنازعه الروايات بين الإهمال الداخلي والتخريب الخارجي، مع وجود مؤشرات تدعم كلا السيناريوهين استناداً إلى أحدث التقارير على الوجه التالي: أولاً: أدلة تشير إلى تورط خارجي محتمل التوقيت المشبوه: وقع الانفجار بالتزامن مع المفاوضات النووية الإيرانية-الأمريكية في عُمان، مما أثار شكوكًا حول استخدامه كأداة ضغط أو تخريب. حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قبل الحادث من 'استفزازات خارجية' لتعطيل المفاوضات. تعدد بؤر الانفجار بعض البرلمانيين الإيرانيين (مثل محمد سراج) أكدوا أن الانفجارات في نقاط متعددة بالميناء تشير إلى تفجير ممنهج وليس حادثًا عرضيًا. ثانيًا: أدلة تدعم رواية النظام الإيراني (إهمال داخلي) الإقرار الرسمي بالإهمال أعلن وزير الداخلية الإيراني أن السبب هو 'تقصير في الإجراءات الأمنية' وسوء تخزين مواد كيميائية خطرة، وتم اعتقال مسؤولين محليين. وذكرت تقارير رسمية أن الانفجار نجم عن حاويات تحتوي على مواد كيميائية غير مخزنة بشكل صحيح. نفي وجود شحنات عسكرية: نفت وزارة الدفاع الإيرانية وجود أي مواد عسكرية في الميناء وقت الانفجار، مما يُضعف فرضية الاستهداف الخارجي. ثالثاً: الأبعاد السياسية والاقتصادية استغلال الأزمة داخليًا: قد يستخدم النظام الحادث لتصعيد الخطاب المعادي للغرب وتوحيد الصف الداخلي، وتشتيت الانتباه عن الأزمات الاقتصادية، خاصة بعد تسبب الانفجار في ارتفاع مفاجئ بأسعار العملات. تداعيات المفاوضات النووية: إذا ثبت التخريب الخارجي، قد تعلن إيران تعليق المفاوضات أو تصعيد نشاطها النووي كرد فعل. من المستفيد؟ لو ثبت تورط إسرائيل، سيكون الهدف إضعاف البنية التحتية الإيرانية الحيوية. وقد يكون تورط النظام الإيراني نفسه وهذا يعني محاولته خلق ذريعة لتشديد القبضة الأمنية أو كسب تعاطف دولي. الأرجح: الغموض يخدم جميع الأطراف، لكن الأدلة الحالية تميل لـسيناريو مختلط؛ حيث يُستغل الإهمال الداخلي من قبل جهات خارجية أو داخلية لتحقيق أهداف سياسية. الخلاصة انفجار ميناء الشهيد رجائي يكشف عن ثغرات خطيرة في إدارة المواد الخطرة في إيران، ويثير تساؤلات حول مدى شفافية النظام الإيراني في التعامل مع مثل هذه الحوادث. كما أن التوقيت والتقارير عن وجود مواد تستخدم في تصنيع الصواريخ يشيران إلى احتمال وجود نشاط عسكري سري، مما يستدعي تحقيقًا دوليًا شفافًا لكشف الحقيقة وضمان سلامة المدنيين؛ في حين أن الأدلة الملموسة حول من يقف وراء انفجار ميناء رجائي لا تزال غامضة، وهنا فإن السياق العام يشير إلى أن النظام الإيراني قد يحاول توظيف الحادث لخدمة أجندته الداخلية والخارجية، وسواء كان العمل خارجياً أو داخلياً فإن الانفجار يؤكد هشاشة الأمن في المنطقة، ويدفع نحو مزيد من التصعيد الذي قد تكون تداعياته غير محسوبة.، لكن لا يُستبعد أيضاً أن يكون الانفجار جزءاً من لعبة سياسية داخلية لتعزيز النفوذ أو كسب تعاطف دولي، وفي كل الأحوال يراقب العالم بقلبٍ حذر لأن أي خطأ في قراءة المشهد قد يُشعل فتيل مواجهاتٍ أكبر. د. سامي خاطر/ أكاديمي وأستاذ جامعي

كارثة في ميناء رجائي: الأبعاد الخفية لانفجار هائل في قلب التجارة الإيرانية
كارثة في ميناء رجائي: الأبعاد الخفية لانفجار هائل في قلب التجارة الإيرانية

كواليس اليوم

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • كواليس اليوم

كارثة في ميناء رجائي: الأبعاد الخفية لانفجار هائل في قلب التجارة الإيرانية

نظام مير محمدي كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني حوالي ظهر يوم السبت الموافق 26 أبريل (نيسان)، وقع انفجار هائل في ميناء رجائي بمدينة بندر عباس في محافظة هرمزغان، والذي يُعد أحد أهم وأكثر المراكز التجارية حساسية في إيران، مخلفًا أبعادًا واسعة من الخسائر البشرية والمادية. وبينما لم تُنشر حتى الآن، وبعد مرور أكثر من 24 ساعة، معلومات دقيقة وموثوقة حول السبب الرئيسي للانفجار وحجم الخسائر، فإن التقارير المتضاربة واقتباسات شهود العيان ووسائل الإعلام المختلفة تقدم صورة غامضة ومقلقة لهذا الحادث. التقارير الأولية والخلاف في الأرقام: استنادًا إلى التقارير الأولية لوسائل الإعلام الحكومية، وحتى ظهر يوم الأحد، أُعلن عن مصرع 36 شخصًا وإصابة 1241 آخرين، مع الإشارة إلى أن حالة 20 منهم حرجة. ومع ذلك، تقدم التقارير غير الرسمية وشهود العيان، بمن فيهم مراسلو قناة سيماي آزادي (تلفزيون المقاومة الإيرانية الذي يبث على مدار 24 ساعة)، أرقامًا أعلى بكثير للضحايا. وتفيد بعض المصادر بمقتل أكثر من 100 شخص وإصابة عدد أكبر بكثير. كما أن الازدحام الشديد في المستشفيات ونقص الأسرة يزيد من خطورة الوضع. الغموض حول سبب الانفجار والتكهنات: تُثار تكهنات مختلفة حول سبب هذا الانفجار الهائل. وتفيد بعض المصادر باحتمال سوء تخزين المواد الكيميائية، وخاصة 'بيركلورات الصوديوم' المستخدم في صناعة الوقود الصلب للصواريخ. وتشير تقارير أخرى إلى شحن دفعات من وقود الصواريخ من الصين إلى هذا الميناء في الأشهر الأخيرة. كما يُطرح الترتيب غير السليم للحاويات التي تحتوي على مواد مختلفة بجانب بعضها البعض، من المواد الكيميائية القابلة للاشتعال إلى المواد الغذائية والملابس، كأحد عوامل انتشار الحريق والانفجارات المتتالية. في المقابل، تشير بعض وسائل الإعلام الحكومية إلى سجل التحذيرات المتعلقة بالسلامة في هذا الميناء، وتطرح احتمال وقوع عمل تخريبي، وتقارن هذه الكارثة بانفجار ميناء بيروت عام 2020. ومع ذلك، فإن سجل التستر وعدم الشفافية الذي يتبعه النظام الإيراني في حوادث مماثلة، يعزز فرضية الإهمال وعدم الكفاءة والمشاكل الهيكلية. محاولات التستر والسيطرة على المعلومات: استنادًا إلى التقارير الواردة من أنصار منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، فإن قوات الحرس الثوري الإسلامي والأجهزة الأمنية، وبدلًا من التركيز على إخماد الحريق ومساعدة المتضررين، تستخدم كل قوتها للسيطرة على الوضع ومنع انتشار المعلومات الحقيقية. كما أن تقييد الوصول إلى موقع الحادث وعدم تقديم إحصائيات دقيقة وشفافة يزيد من قلق الناس وارتباكهم. الأبعاد الإنسانية للكارثة: وسط التقارير المؤلمة، ترد أنباء عن فقدان عشرات العمال، بمن فيهم 23 امرأة، بالإضافة إلى الوضع الحرج للجرحى الذين يعانون من إصابات في العين وبتر الأطراف. كما أن التلوث الشديد للهواء الناتج عن احتراق المواد الكيميائية يهدد صحة سكان المنطقة. ردود الفعل والتبعات: أعلنت حكومة بزشكيان، في خطوة متأخرة، يوم الاثنين الموافق 28 أبريل (نيسان) يوم حداد عام في جميع أنحاء البلاد. كما تحدث مسؤولون قضائيون عن إصدار أوامر بمتابعة سبب الحادث ومحاسبة المسؤولين، لكن التجربة أظهرت أن مثل هذه الوعود غالبًا لا تؤدي إلى نتيجة واضحة. بالإضافة إلى الخسائر البشرية والمادية، يمكن أن يكون لهذه الكارثة تداعيات كبيرة على الأنشطة التجارية في ميناء بندر عباس والاقتصاد الإيراني. وفي سياق متصل، قالت السيدة مريم رجوي في رسالة لها عبر حسابها على منصة إكس بشأن هذا الانفجار وعواقبه وتقاعس النظام الإيراني: 'بعد مرور 24 ساعة، لا تزال المزيد من الحاويات تنفجر في بندر عباس. إن عدد الضحايا أضعاف الأرقام المعلنة، ومن المؤكد أنه يتجاوز 100 شخص. إن قوات الحرس الثوري ووزارة المخابرات والأجهزة القمعية الأخرى تستخدم إمكانياتها، بدلًا من إخماد الحريق وإنقاذ المتضررين، للسيطرة على الوضع والتستر الكامل على شحنات الوقود الصلب للصواريخ الباليستية وأبعاد الكارثة. مع خالص التعازي مجددًا، فإن الجهود الدؤوبة والمتنوعة التي يبذلها المواطنون لمساعدة المتضررين تستحق الشكر والتقدير. ولكنني أطلب من الجميع، وخاصة شباب بندر عباس والمدن والمحافظات المجاورة، مضاعفة جهودهم، خاصة فيما يتعلق بالعمال المحرومين وعائلاتهم.'

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store