logo
صُنع في الصين.. أسعار زهيدة وسموم باهظة الثمن

صُنع في الصين.. أسعار زهيدة وسموم باهظة الثمن

اليمن الآن٢٥-٠٤-٢٠٢٥

توفر شركات الموضة الصينية منتجات شبيهة بأحدث منتجات دور الأزياء العالمية، بأسعار زهيدة مغرية. لكن السؤال: هل يمكن تحمل تكاليفها؟
يقول إينار تنجين، الخبير في الشأن الصيني، إن شركات الأزياء الصينية تلاحق آخر صيحات الموضة، وتقدم منتجا يشبه ما يراه الناس في عروض الأزياء في نيويورك تايمز أو ميلان، على سبيل المثال، وبسعر متاح على نطاق واسع، رغم أن المنتج ليس بنفس الجودة.
لكن الجودة، هنا، لا تتعلق بمتانة المنتج أو تميزه حِرفيا، فحسب.
السموم
تعتمد كبريات علامات الأزياء الصينية، بشكل كبير، على الألياف الصناعية ـ البوليستر والنايلون والاكليريك ـ وموادة مستخلصة من البتروكيمياويات.
ما يقرب من 70 في المئة من ملابس علامات الأزياء التجارية الصينية، ومعظم المفروشات والستائر والسجاد مصنوعة البوليستر والنايلون والأكريليك، وبمجرد استنشاقها، وفق الدراسة، يمكن للألياف الاصطناعية أن تخترق أنسجة الرئة وتسبب التهابا مزمنا.
وتربط تقارير علمية بين المواد الصناعية المستخدمة في صنع الأقمشة بأمراض مثل السرطان وأمراض القلب والربو والسكري.
ويمكن لجزيئات تلك المواد أن تصل، إذ نستنشقها، إلى الكبد والقلب والكلى والمخ، وحتى إلى الأجنة في الأرحام.
في خريف 2021، كشفت تحقيقات صحفية، في كندا، وجود مواد ضارة في الملابس التي يقتنيها الكنديون عبر مواقع التسوق الصينية.
في سترة أطفال تم شراؤها من موقع Shein الصيني، اثبتت الاختبارات وجود ما يقارب 20 ضعفا من كمية الرصاص المسموح بها قانونية لأسباب صحية.
وبحسب موقع وزارة الصحة الكندية، يتسبب الرصاص بأضرار في الدماغ والقلب والكلى والجهاز التناسلي.
الرضّع والأطفال والحوامل هم الحلقة الأضعف والأكثر عرضة للخطر.
رغم أن الرصاص عنصر طبيعي يمكن العثور عليه في البيئة المحيطة، تتجاوز نسبته في الملابس الصينية، وفق نتائج الدراسة، مستويات التلوث البيئي، أو الكميات الصغيرة التي تتعرض لها الملابس عن غير قصد أثناء عمليات التصنيع.
وأكدت نتائج فحوص مختبرية، أجريت في كوريا الجنوبية وفرنسا، ارتفاع نسب المواد السامة في منتجات الموضة السريعة الصينية.
يقول نيكولاس لوريس، الخبير في شؤون الطاقة والسياسات البيئية إن مواد سامة تُستخدم في جميع أنواع الصناعات تقريبا، لكن ضمن معايير محددة تحمي العمال والمستهلكين، وتحافظ على البيئة.
"مشكلة النموذج الصيني هي أنهم يتجاهلون كل هذه المعايير، وهنا يكمن الخطر الحقيقي".
إغراء الأسعار
التقارير عهن سموم المواد البيتروكيمياوية لم تحُل دون تهافت الزبائن ـ حول العالم ـ على الصناعات الصينية.
الأسعار مغرية.
لهذا، تسبق الصين دول العالم في إنتاج الأنسجة وتصديرها.
في عام 2022، شكلت صادرات الصين من المنسوجات 43 في المئة من الصادرات العالمية. وفي عام 2023، أنتجت الصين 19.36 مليار قطعة ملابس. وبلغ حجم صادرات الصين عام 2024 أكثر من 301 مليار دولار.
وساهمت شركات الموضة السريعة الصينية على نحو كبير في تحقيق هذا التفوق. وبحسب أرقام منظمة التجارة العالمية، تشحن شركتا TEMU وShein مجتمعتين، حوالي 9000 طن من البضائع إلى دول حول العالم يوميا، أي ما يساوي حمولة 88 طائرة بوينغ عملاقة.
تقول هدى حلبي، وهي حرفية متخصصة في الخياطة، إن البضاعة الصينية اليوم تغزو العالم، لكن غالبيتها غير صالحة للخياطة. "لا تملك الناس المال لشراء النوعية الجيدة للأقمشة ولذلك تشتري الأرخص وسرعان ما يقومون برميه".
وفرة نفايات
ما يظنه المستهلك توفيرا، يدفعه أضعافا، تقول حلبي، في سباق محموم للحاق بصيحات الموضة السريعة. وتضيف دارين شاهين، إعلامية، خبيرة موضة لبنانية، أن الدخول في لعبة الترند والموضة يجعلنا ندفع بضع دولارات على بعض الألبسة لنقوم بالنهاية برميها إلى النفايات.
وتتابع حلبي أن "الأزياء التي تعتمد على الكلاسيكية، الأزياء البطيئة، هي قطع ممكن شراؤها من ماركات عالمية، وهي غالبا تكون أسعارها مكلفة أكثر، ولكن بطبيعة الحال تكون أنواع القماش من مواد صديقة للبيئة، مثل القطن العضوي، ويكون عمر هذه القطعة أطول، ويمكن أن نرتديها أكثر من ثلاثين مرة من دون رميها".
"إنتاج ضخم + ملابس قصيرة العمر = ملايين الأطنان من نفايات الملابس سنويا على مستوى العالم؛" معادلة بسيطة، وفق ما يؤكده لـ"الحرة" سامي ديماسي، مدير برنامج الأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا.
يتم التخلص من 92 مليون طن من نفايات المنسوجات سنويا، يقول ديماسي، "أي ما يعادل شاحنة قمامة مليئة بالملابس كل ثانية".
عدم قابلية الألياف الصناعية على التحلل عضويا، وصعوبة إعادة تدويرها، جعلا من المكبات والمحارق، المستقر النهائي لنفايات الملابس.
تؤكد تقارير دولية أن كميات قليلة من هذه النفايات تم التخلص منها بطرق آمنة. ويقول ديماسي لـ"الحرة" إن 8 في المئة فقط من ألياف المنسوجات في عام 2023 صُنعت من مواد أعيد تدويرها، وأقل من واحد بالمئة من إجمالي سوق الألياف مصدره منسوجات أعيد تدويرها، "وهذا يبيّن أن هناك كثيرا من المنسوجات التي لا يعاد تدويرها، ترمى في النفايات، أو تحرق أو ترمى في المياه".
ألوان الأنهار
إلقاء نفايات الملابس في المسطحات المائية ليس سوى مصدر من مصادر التلوث في الصين. فمصانع الأزياء تتخلص من ملايين الأطنان من المياه الملوثة في المجاري المائية.
ومن المفارقات الشائعة ـ المقلقة ـ في الصين، أنه يمكن التنبؤ بألوان موضة الموسم من خلال متابعة مياه الأنهار. ويؤكد تقرير لمجلة "فوردهام" للقانون الدولي أن (70%) من البحيرات والأنهار (و90%) من المياه الجوفية في الصين ملوثة، ما يهدد الحياة البرية وإمكانية وصول المواطنين إلى مياه نظيفة.
وتقدّر مجموعة البنك الدولي أن ما بين (17% و 20%) من التلوث الصناعي للمياه في الصين ناتج عن عمليات صباغة ومعالجة المنسوجات.
علاوة على ذلك، تحتوي المياه في الصين على 72 مادة كيميائية سامة مصدرها صباغة المنسوجات؛ 30 مادة منها لا يمكن إزالتها من المياه.
ألوان الهواء
يقول مدير برنامج الأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا، سامي ديماسي، لـ"الحرة" إن سلسلة قيمة المنسوجات، كل عام، تشير إلى أنها مسؤولة عن نحو 8 في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب الاحتباس الحراري.
لا تقتصر المسألة على الأضرار البيئة اليوم، يقول ديماسي؛ الأضرار ستمتد لعقود قادمة. "والأجيال الشابة التي ترى في الموضة السريعة فرصة لشراء منتجات رخيصة جدا، يفرحون بها أمام أصدقائهم، لا يدركون التكلفة الاقتصادية والبيئية لتلك الصناعة".
رغم كل هذه الآثار البيئية، تبقى العروض المغرية والأسعار التي تصعب مقاومتها، أحد الأسباب وراء لجوء المستهلكين إلى مواقع التسوق الصينية.
فهم يستطيعون تحمل تكاليفها، لكن ـ مرة أخرى ـ يبقى السؤال قائما: هل يستطيعون بالفعل؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تحذير صادم: الشاي الساخن مع السيجارة قد يقودك إلى السرطان
تحذير صادم: الشاي الساخن مع السيجارة قد يقودك إلى السرطان

اليمن الآن

timeمنذ 4 أيام

  • اليمن الآن

تحذير صادم: الشاي الساخن مع السيجارة قد يقودك إلى السرطان

في تحذير طبي جديد يحمل رسالة صحية بالغة الأهمية، كشف أستاذ فسيولوجيا الجهد البدني د. محمد الأحمدي عن علاقة خطيرة بين عادة يومية يمارسها كثيرون دون إدراك لعواقبها، ألا وهي الجمع بين شرب الشاي شديد السخونة والتدخين. وخلال ظهوره في مقابلة على قناة "السعودية"، سلّط الأحمدي الضوء على دراسة طبية تشير إلى أن هذا المزيج اليومي الشائع يرفع بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان المريء، أحد أخطر أنواع السرطان المرتبطة بالجهاز الهضمي العلوي. وأوضح الأحمدي أن الخطر لا يكمن في الشاي أو التدخين كلٌّ بمفرده فحسب، بل في تزامنهما معًا، حيث يؤدي تأثير الحرارة العالية مع المواد الكيميائية الناتجة عن التدخين إلى تهيج متكرر في بطانة المريء، ما يزيد من احتمالية التحولات السرطانية بمرور الوقت. وقدّم الدكتور الأحمدي توصية مهمة لتقليل هذا الخطر، مشيرًا إلى أن الطريقة الصحية لتناول الشاي هي تركه يبرد بعد غليانه إلى أن تصل حرارته إلى ما بين 60 و65 درجة مئوية، وهو ما يتحقق عند تركه لمدة خمس إلى ست دقائق قبل تناوله. يأتي هذا التحذير في وقت تزداد فيه حملات التوعية بأخطار التدخين والعادات الغذائية السيئة، ليضيف د. الأحمدي بعدًا جديدًا على خريطة المخاطر الصحية التي قد لا تكون معروفة لدى كثيرين. في النهاية، قد تبدو لحظة شاي مع سيجارة استراحةً بسيطة في يومك، لكنها — بحسب الخبراء — قد تكون بداية لطريق صحي مظلم إن لم تُدرك مخاطره. المصدر مساحة نت ـ رزق احمد

اختبار دم بسيط قد يكشف عن 12 نوعا من السرطان
اختبار دم بسيط قد يكشف عن 12 نوعا من السرطان

اليمن الآن

timeمنذ 5 أيام

  • اليمن الآن

اختبار دم بسيط قد يكشف عن 12 نوعا من السرطان

أعلنت السلطات الصحية البريطانية عن بدء تجربة سريرية لاختبار دم جديد قادر على الكشف المبكر عن 12 نوعا شائعا من السرطان لدى الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أي أعراض، وذلك في خطوة من شأنها إحداث تحول جذري في تشخيص السرطان وتحسين فرص علاجه. وقد تم تطوير الاختبار، المعروف باسم "miONCO-Dx"، من قبل فريق بحثي في جامعة "ساوثهامبتون" باستخدام الذكاء الاصطناعي، ويقوم بتحليل عينات الدم بحثا عن شظايا دقيقة من المادة الوراثية المرتبطة بالأورام الخبيثة. ووفقا للبيانات الأولية، يتمتع الاختبار بنسبة دقة تصل إلى 99 بالمئة، ويشمل الكشف عن سرطانات شائعة مثل الأمعاء، الرئة، المعدة، الكبد، البروستاتا، الثدي، المبيض، البنكرياس، المثانة، المريء، وكذلك أنواعا نادرة مثل أورام الدماغ. وقد تم تطوير هذه التقنية استنادا إلى بيانات تم جمعها من أكثر من 20 ألف مريض. وتلقى المشروع دعما ماليا بقيمة 2.4 مليون جنيه إسترليني من المعهد الوطني للبحوث الصحية والرعاية والحكومة البريطانية، مما أتاح انطلاق المرحلة الجديدة من التجارب التي تشمل 8000 مشارك. مرحلة "التحقق" وأكدت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية أن المشروع دخل مرحلة "التحقق والتوثيق"، والتي تهدف إلى جمع الأدلة الكافية للحصول على الموافقة الرسمية لاستخدام الاختبار ضمن هيئة الخدمات الصحية الوطنية. من جانبه، قال وزير الصحة البريطاني ويس ستريتينغ، الناجي من مرض السرطان: "نعلم أن مفتاح النجاة من السرطان هو الاكتشاف المبكر. ومن خلال خطة التغيير التي نتبناها، نعمل على تسريع تطوير التكنولوجيا الرائدة لتشخيص السرطان ودعم مراكز الأبحاث التي يقودها نخبة من العلماء في المملكة المتحدة". وتأمل السلطات الصحية أن يسهم هذا الابتكار في رفع معدلات النجاة من السرطان في إنجلترا إلى المستويات العالمية، عبر تقنيات تشخيصية متقدمة وسهلة الوصول لجميع المرضى.

دراسة طبية: المشي اليومي يخفض خطر الإصابة بالسرطان
دراسة طبية: المشي اليومي يخفض خطر الإصابة بالسرطان

26 سبتمبر نيت

timeمنذ 5 أيام

  • 26 سبتمبر نيت

دراسة طبية: المشي اليومي يخفض خطر الإصابة بالسرطان

كشفت دراسة جديدة قامت بها مجموعة من العلماء، عن أن المشي اليومي مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بـ13 نوعًا من السرطان. يزيد الجلوس المفرط من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة، بما في ذلك السرطان. وأشارت الدراسة الجديدة إلى أن النشاط البدني المنتظم يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسرطان. وفقًا للدراسة التي شملت أكثر من 85,000 شخص في المملكة المتحدة، فإنه كلما زادت الخطوات التي يخطوها الإنسان يوميًا، تنخفض فرص الإصابة بما يصل إلى 13 نوعًا مختلفًا من السرطان. في الدراسة، ارتدى المشاركون أجهزة تتبع النشاط التي تقيس مقدار وكثافة حركتهم اليومية. في المتوسط، تابع الباحثون المشاركين بعد ست سنوات. ووجدوا نمطًا واضحًا: كلما زادت الخطوات، انخفضت مخاطر الإصابة بالسرطان، بغض النظر عن سرعة تلك الخطوات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store