logo
هل تقود الصين والولايات المتحدة العالم إلى حرب باردة جديدة؟ تحليل لصراع قد يُعيد تشكيل القرن الحادي والعشرين

هل تقود الصين والولايات المتحدة العالم إلى حرب باردة جديدة؟ تحليل لصراع قد يُعيد تشكيل القرن الحادي والعشرين

المغرب الآن١٨-٠٣-٢٠٢٥

في بحر الصين الجنوبي، حيث تتصاعد التوترات بين السفن الحربية الأمريكية والصينية، يتساءل العالم: هل نحن على شفا حرب باردة جديدة؟ أم أن المواجهة ستكون أكثر سخونة مما نتصور؟ طلال أبو غزالة، الخبير الاقتصادي والاجتماعي المعروف، كان من أوائل الذين حذروا من هذا الصراع، معتبرًا أن العالم يقف على حافة مواجهة بين العملاقين قد تُعيد تشكيل النظام العالمي.
الاقتصاد: ساحة المعركة الأولى
أبو غزالة يشير إلى أن الصراع بين الصين والولايات المتحدة ليس مجرد صراع عسكري، بل هو في الأساس صراع اقتصادي. الصين تساهم بنسبة 35% في النمو الاقتصادي العالمي، مقارنة بـ 17% للولايات المتحدة. هذه الأرقام ليست مجرد بيانات، بل هي مؤشر على تحول جيوسياسي كبير. الصين تستثمر بشكل هائل في مشاريع 'بريكس'، حيث تجاوزت استثماراتها 35 تريليون دولار، مع زيادة بأكثر من 5 تريليونات في الأشهر الأربعة الماضية فقط.
لكن السؤال الأهم: هل يمكن للاقتصاد أن يكون السلاح الأقوى في هذه الحرب؟ أم أن المواجهة العسكرية حتمية؟
المواجهة العسكرية: هل هي مسألة وقت؟
أبو غزالة يستشهد بتصريحات لوزير الدفاع الأمريكي، مارك أسبر، الذي حذر من حرب قادمة مع الصين وروسيا ستكون 'عالية الكثافة'. من جهته، الرئيس الصيني، شي جين بينغ، دعا إلى تعزيز الاستعدادات العسكرية 'الآن وليس بعد انتهاء أزمة الكورونا'. هذه التصريحات ليست مجرد كلمات، بل هي إشارات واضحة على أن المواجهة العسكرية قد تكون أقرب مما نتصور.
لكن هل يمكن لحرب نووية أن تنشب بين العملاقين؟ أبو غزالة يرى أن القوة النووية لم تعد سلاح حرب، بل سلاح ردع. لكن هذا لا يعني أن الحرب مستحيلة. بل على العكس، قد تكون الحرب وسيلة لفرض التفاوض وإعادة صياغة النظام العالمي.
الأيديولوجيا: الصراع الذي لا ينتهي
أبو غزالة يلفت الانتباه إلى الصراع الأيديولوجي بين الصين والولايات المتحدة. وزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو، وصف النظام الصيني بأنه 'معادي للأيديولوجية في الأمم الحرة'. هذا التصريح ليس مجرد انتقاد، بل هو إعلان حرب أيديولوجية. الصين ترفض الانصياع للنموذج الأمريكي، وتصر على أن يكون لها نظامها الخاص. هذا الصراع قد يكون أكثر خطورة من الصراع العسكري، لأنه يعيد تعريف مفاهيم مثل الحرية والديمقراطية في عالم متعدد الأقطاب.
الأسئلة التي تبحث عن إجابات
أبو غزالة يطرح أسئلة تدفع القارئ إلى التفكير:
هل يمكن للاقتصاد أن يكون السلاح الأقوى في هذه الحرب؟
ما هو دور روسيا في هذا الصراع؟ وهل ستكون حليفًا للصين أم وسيطًا؟
هل يمكن للدبلوماسية أن تنجح في تجنب الكارثة، أم أن المواجهة حتمية؟
الخاتمة: العالم على مفترق طرق
في النهاية، أبو غزالة يؤكد أن الصراع بين الولايات المتحدة والصين ليس مجرد صراع بين قوتين عظميين، بل هو صراع على مستقبل العالم. هذا الصراع قد يكون مدمرًا للطرفين وللعالم بأكمله، لكنه قد يكون أيضًا فرصة لإعادة صياغة نظام عالمي أكثر عدلًا وتوازنًا. السؤال الذي يبقى معلقًا: هل سنشهد حربًا ساخنة، أم أن الدبلوماسية ستنجح في تجنب الكارثة؟
هذه القصة ليست مجرد تحليل سياسي أو اقتصادي، بل هي قصة عن البشر الذين يعيشون في عالم يتشكل أمام أعينهم. قصة تجعلنا نشعر وكأننا داخل الأحداث، وليس مجرد متفرجين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الخبير محمد سيلا : المغرب و إفريقيا في زمن استعادة الهيمنة الاقتصادية العالمية
الخبير محمد سيلا : المغرب و إفريقيا في زمن استعادة الهيمنة الاقتصادية العالمية

هبة بريس

timeمنذ 35 دقائق

  • هبة بريس

الخبير محمد سيلا : المغرب و إفريقيا في زمن استعادة الهيمنة الاقتصادية العالمية

بقلم محمد سيلا من ستراسبورغ بينما تُصعّد الولايات المتحدة من قيودها الجمركية على الصين في قطاع التكنولوجيا الخضراء، تجد إفريقيا، وعلى وجه الخصوص المغرب، نفسها عند مفترق طرق استراتيجي. ففي قلب التوترات الجيو-اقتصادية، تحتل المعادن الحيوية موقعاً محورياً، مما يشكل فرصة تاريخية لإعادة تموضع القارة في سلسلة القيمة العالمية. القرار الأخير الصادر عن واشنطن والقاضي بمضاعفة، بل ثلاثية ورباعية، الرسوم الجمركية على المنتجات التكنولوجية القادمة من الصين (مثل البطاريات، والمركبات الكهربائية، والألواح الشمسية…) لم يخلخل النظام القائم فحسب، بل كشف أيضاً عن حقيقة غالباً ما تُغفل: خلف كل بطارية، وكل محرك، وكل خلية شمسية، يوجد معدن… وغالباً ما يكون من إفريقيا. يبرز المغرب منذ عدة سنوات كلاعب محوري في سلسلة توريد المواد الحيوية. فرغم أن الفوسفات يظل رمزاً بارزاً، فإن معادن أخرى بدأت تكتسب أهمية استراتيجية متزايدة، مثل النحاس، والكوبالت، والفضة، والزنك. في عام 2024، أنتجت مجموعة مناجم أكثر من 92,600 طن من مركزات النحاس، رغم التراجع الظرفي في السوق. ومع مشروع 'تيزرت' جنوب شرق المملكة، من المنتظر أن يؤدي استثمار بقيمة 440 مليون دولار إلى مضاعفة الإنتاج الوطني. ويعد هذا المركب المنجمي، الذي يُدار بنسبة 90% من الطاقات المتجددة، تجسيداً لرؤية صناعية جديدة، تقوم على الاستدامة والتصدير. كما أصبح المغرب اليوم من بين أكثر عشر وجهات جذباً في العالم في قطاع التعدين، وفقاً لمعهد فريزر، وذلك بفضل استقراره السياسي، وإصلاحاته الضريبية، ورؤيته بعيدة المدى التي يجسدها مخطط المغرب للمناجم 2021-2030. وتضم إفريقيا أكثر من 30% من الاحتياطات العالمية للمعادن الاستراتيجية، إلا أن جزءاً ضئيلاً فقط منها يُحول محلياً. فغينيا، على سبيل المثال، تمتلك ثلث احتياطات العالم من البوكسيت، لكنها تصدّر معظم إنتاجها كمادة خام دون مردود صناعي حقيقي. في هذا السياق، تبرز مبادرات بنيوية مثل رؤية سيماندو 2040، التي تهدف إلى جعل منجم الحديد العملاق في غينيا رافعة للتحول الصناعي المحلي والتصنيع عالي القيمة. كما تواكب هذه المبادرات إصلاحات جريئة، مثل المراسيم الرئاسية الغينية لسنة 2024 التي ألغت رخص التعدين غير النشطة أو غير المطابقة، ما يُعد رسالة قوية في اتجاه التنظيم واستعادة السيادة. بفضل تقدمه الصناعي، يمكن للمغرب أن يلعب دور منصة إقليمية في مسار التصنيع المنجمي الإفريقي. وبفضل موانئه، واتفاقيات التبادل الحر التي تربطه، خصوصاً مع الولايات المتحدة، ودبلوماسيته النشطة في غرب ووسط إفريقيا، باستطاعته تسهيل تحويل وتصدير المواد الحيوية لصالح القارة بأكملها. وقد تشكل الشراكات المعززة بين الرباط وكوناكري، وكنشاسا، ولوساكا، وباماكو، نواة لتحالف أخضر جديد، يرتكز على إنشاء سلاسل قيمة إفريقية في قطاعات التعدين، والطاقات المتجددة، والتكنولوجيا. في عالم يعيد تشكيل نفسه، لم تعد المنافسة على المواد الحيوية مجرد معركة صناعية، بل باتت معركة جيوسياسية. تمتلك إفريقيا الموارد، ويمتلك المغرب القدرات الصناعية والرؤية المستقبلية. هذا الثنائي يمكن أن يشكل العمود الفقري لقارة لم تعد تكتفي بالاستخراج، بل تطمح إلى الإنتاج، والتحويل، والتصدير بعقلانية. العالم في حالة تحول. ويبقى على إفريقيا، وعلى المغرب بوجه خاص، أن يبرهنا بأنهما ليسا فقط أرض المستقبل، بل فاعلان أساسيان في الحاضر. محمد سيلا – محلل قانوني ومتابع لقضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية في إفريقيا

الدولار يواصل التراجع لليوم الثاني أمام العملات الرئيسية
الدولار يواصل التراجع لليوم الثاني أمام العملات الرئيسية

طنجة نيوز

timeمنذ 37 دقائق

  • طنجة نيوز

الدولار يواصل التراجع لليوم الثاني أمام العملات الرئيسية

انخفض الدولار، اليوم الأربعاء، مواصلا تراجعه لليوم الثاني على التوالي أمام العملات الرئيسية الأخرى. وسجل الدولار تراجعا بنسبة 0.55 في المئة ليصل إلى 143.715 ين، كما انخفض بنسبة 0.67 في المئة إلى 0.8222 فرنك سويسري. من جهة أخرى، ارتفع الأورو بنسبة 0.42 في المئة ليبلغ 1.1332 دولار، بينما صعد الجنيه الإسترليني بنسبة 0.3 في المئة ليسجل 1.34315 دولار. أما مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، فقد انخفض بنسبة 0.38 في المئة إلى 99.59، مواصلا تراجعه الذي بلغ 1.3 في المئة خلال اليومين الماضيين.

الأمم المتحدة-الصحراء المغربية.. وفد مغربي هام يشارك في المؤتمر الإقليمي للجنة الـ24 في تيمور الشرقية
الأمم المتحدة-الصحراء المغربية.. وفد مغربي هام يشارك في المؤتمر الإقليمي للجنة الـ24 في تيمور الشرقية

العيون الآن

timeمنذ 40 دقائق

  • العيون الآن

الأمم المتحدة-الصحراء المغربية.. وفد مغربي هام يشارك في المؤتمر الإقليمي للجنة الـ24 في تيمور الشرقية

العيون الآن. يشارك وفد مغربي هام في أشغال المؤتمر الإقليمي للجنة الـ24 التابعة للأمم المتحدة، المقرر تنظيمه ما بين 21 و23 ماي الجاري في ديلي، بتيمور الشرقية. ويرأس الوفد المغربي السفير الممثل الدائم للمغرب لدى منظمة الأمم المتحدة بنيويورك، عمر هلال، وسفير جلالة الملك في جاكرتا، رضوان الحسيني. كما يضم الوفد العديد من المسؤولين بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وكذا نائب رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية. وسيشكل هذا المؤتمر مناسبة للوفد المغربي من أجل إطلاع أعضاء اللجنة وباقي المشاركين على مستجدات قضية الصحراء المغربية، لاسيما دينامية الدعم الدولي المتزايد للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي أضحت تحظى بتأييد أزيد من 117 بلدا، أي ما يفوق 60 بالمائة من الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة. كما سيبرز الوفد المغربي الدعم الدولي المتنامي للاعتراف بمغربية الصحراء، من خلال تأكيد العديد من البلدان لمواقفها، من بينها عضوان دائمان في مجلس الأمن الدولي، وهما فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، التي تقوم بصياغة قرارات المجلس بشأن قضية الصحراء المغربية. وسيسلط الضوء، كذلك، على التقدم الملموس الذي تشهده الأقاليم الجنوبية بفضل النموذج التنموي الجديد الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 2015، بميزانية فاقت 10 ملايير دولار، والذي بلغ معدل إنجازه مستويات متقدمة. وسيكون هذا المؤتمر أيضا فرصة يذكر خلالها الوفد المغربي بمسؤولية الجزائر الثابتة في استمرار هذا النزاع، من خلال الكشف عن دورها التاريخي والسياسي بصفتها طرفا معنيا، كما تؤكد ذلك قرارات مجلس الأمن، بما في ذلك القرار رقم 2756 الذي تم اعتماده في أكتوبر 2024. من جانب آخر، يشارك في هذا المؤتمر اثنان من منتخبي الصحراء المغربية، يتعلق الأمر بكل من السيدة غلا بهية عن جهة الداخلة-وادي الذهب، والسيد امحمد أبا عن جهة العيون-الساقية الحمراء، بدعوة من رئيسة اللجنة، كما دأبت على ذلك منذ سنوات

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store