
"مارشال سورية" بتمويل خليجي
اكتملت شروط نجاح انتقال سورية، أو تكاد، إلى طور آخر وجديد، بوضعه وتموضعه، بعد قرار إلغاء
العقوبات
ولقاء الرئيس أحمد الشرع مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب في العاصمة السعودية الرياض، الأسبوع الماضي، وما سبقه من زيارات خارجية للشرع ضمن
دول الإقليم
، قبل أن تتوّج بزيارة باريس، لتفتح ما بعدها، ربما إلى لندن أو واشنطن دي سي، ولتتبدى تباعاً ملامح ماذا تريد سورية وماذا يراد منها؟
فقبل زيارة الرئيس السوري إلى فرنسا والمؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس إيمانويل ماكرون، كانت "الشروط الخمسة" لتحوّل سورية وتقبّلها، إقليمياً ودولياً، معلنة وواضحة، بيد أن تكهنات كثيرة حول الذي تريده دمشق، لقاء الطلبات المتفق عليها، أوروبياً وأميركياً، أتت عبر "كشف الشرع" خلال المؤتمر، موضحاً السلة العامة التي تسعى إليها دمشق، من دون أن يعدد قطاعياً على مستوى الاقتصاد، أو يستفيض بطبيعة العلاقات مع الجوار وشكل الحكم والمشاركة بالداخل، إذ قالها بوضوح "مشروع مارشال السوري" هو الرؤية العامة لإعادة إعمار سورية، على غرار خطة مارشال الأميركية ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وعلى الأرجح، ليست باريس مكان الكشف الأول لرؤية سورية، بالإعمار والأمن والعلاقات مع الجوار، إذ تقاطعت مصادر عدة، منها "وول ستريت جورنال" على أن الرئيس السوري بعث برسالة إلى البيت الأبيض، عبر وسطاء، يعرض فيها رؤيته لإعادة الإعمار طالباً لقاء مع ترامب... وهو ما حصل، بعد الطلب السعودي والدعم التركي.
يغدو المشروع الشامل (مارشال) أقرب للواقع، إثر توفر الشرط السياسي وبيئة التعاون، المضافين إلى المساعدات المالية، والمنتظر أن ترتسم ملامحهما قريباً، سواء عبر مؤتمر "إعادة إعمار سورية" تستضيفه عاصمة خليجية، أو من خلال قرار أميركي، متفق عليه وحوله، يدعو لوضع هيكلية الخطة بالتوازي مع تنفيذ دمشق الشروط الخمسة.
قصارى القول: الأرجح أن الخراب الهائل الذي نتج عن حرب الأسد وحلفائه على ثورة السوريين وحلمهم، والذي بلغ كلفاً مالية بـ400 مليار دولار وملايين البشر، بين عاطل ومعوّق ومهاجر، وضرورة احتواء ما بعد السقوط تداعيات أمنية، محلية وإقليمية ودولية، يستدعي مشروعاً كبيراً وحالماً، يعيد إعمار سورية وتبديل شكل الصراع والتحالفات ويؤسس، وفق نمط تنموي تشاركي، لتوازنات جديدة بالشرق الأوسط الجديد.
موقف
التحديثات الحية
سورية: تساؤلات بعد رفع العقوبات الأميركية
وخطة مارشال المنسوبة لوزير الخارجية الأميركي، جورج مارشال، واقتراحه الشهير خلال خطابه في جامعة هارفارد في يونيو/حزيران عام 1947، قبل أن يوقّع الرئيس الأميركي، هاري ترومان، على قانون التعاون الاقتصادي وتمويل بنحو 13.3 مليار دولار، على مدى أربع سنوات، لتحفيز النمو بعد تأهيل البنى وبناء المصانع واستعادة الثقة بالبيئة والعملات الأوروبية، قبل ربط القارة العجوز بالولايات المتحدة أو، إن شئتم، تحالفها معها بنموذج رأسمالي ليبرالي يواجه المد الاشتراكي السوفييتي وقتذاك.
لم تكن فكرة جديدة أو لمعت بذهن السوريين بعد هروب بشار الأسد، بل طرحتها إيران بمشروع مستوحى تماماً من الخطة الأميركية، وفق ما كشفته الوثائق بالسفارة الإيرانية بدمشق، عن دراسة رسمية "النفوذ الناعم" تحمل توقيع وحدة السياسات الاقتصادية الإيرانية في سورية، مؤرخة في أيار/مايو 2022، توضح عبر 33 صفحة، خطة شاملة لإعادة إعمار سورية وحصة إيران من الخراب، قبل أن تحيلها إلى منطقة نفوذ اقتصادي وسياسي، كالذي حققته الولايات المتحدة مع أوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية.
بيد أن وضع إيران الاقتصادي الداخلي شبه المنهار، وتوازي خطتها مع بدء سحب الأسد من حظيرتها إلى الحضن العربي، وظروف أخرى كثيرة تتعلق بتطبيق الخطة عبر الشراء والسيطرة على حوامل دينية، حالت دون تنفيذ "الحلم الفارسي" الذي أعدوا له بعد التمدد التدريجي عبر أربعين استثماراً بسورية خلال الثورة، حتى بمؤسسة مشابهة لوكالة التنمية الأميركية (USAID) لتدير "مارشال سورية" وتتهرب من العقوبات الغربية. ليأتي الثامن من ديسمبر، فيسقط الأسد ومشروعات طهران، بعد انسحابها من سورية، تاركة الاستثمار والحلم المارشالي، حتى من دون تحصيل الديون وأموال دعم بقاء الأسد على كرسي أبيه.
نهاية القول: سرب من الأسئلة بدأ يتوثب على الشفاه، بالتوازي مع عودة طرح "خطة مارشال سورية" اليوم وملاقاتها من قبول مبدئي عام، وربما البدء لإعداد مؤتمر وتحديد المانحين والداعمين والدائنين.
أول الأسئلة إمكانية نقل التجربة الأميركية بأوروبا إلى سورية، مع الاختلاف السحيق بالبيئة الاقتصادية والبنية المجتمعية، والتي لا تحل بقرار أو بالدعم المالي فحسب، فالذي يشهده الداخل السوري حتى الآن، من انقسامات وتعدد رؤى وارتباطات، قد يحيل مارشال بأرض غير مهيأة، لنموذج غير قابل للحياة والاستمرار.
موقف
التحديثات الحية
عن رسائل رفع العقوبات الاقتصادية عن سورية
ولأن خطة إعمار أوروبا لم تقتصر على الحجر، بل طاولت القوانين والعلاقات التجارية والبنى المؤسسية نسأل: هل ستمتد "مارشال سورية" لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها، وفق ما يطلبه الممول أو حسب التشكيل الجديد للمنطقة ودور سورية فيها وخلالها؟!
وأيضاً، هل تنجح براغماتية الرئيس الشرع هذه المرة أيضاً، في نقل المشروع لواقع، رغم مطالب تحييد الدور التركي، وتضارب المصالح والأهداف بين المتفقين على "مارشال سورية" إن بمنطقة الخليج نفسها، أو بين أوروبا والولايات المتحدة؟!
وربما الأهم، ما هي صيغة الأموال التي ستضخ في "مارشال سورية"، من الخليج أو حتى من أوروبا والولايات المتحدة؟ هل ستكون مساعدات من أجل تحقيق مصالح بعيدة وتشكيل حلف جديد، أم ديوناً تثقل كاهل سورية لعقود، إن لم نتطرق للوصفات والشروط التي سيفرضها الدائنون أو الداعمون، وأثرها على بيئة سورية وحياة أهليها الذين تبوؤوا أصلاً، المراتب الأولى عالمياً، بالفقر والبطالة؟
ولكن وعلى مشروعية تلك الأسئلة والهواجس، ولكي يستوي القول، لا بد من فتح باب الأمل على خطة مارشال العتيدة، فأن يضخ 250 مليار دولار، كما يتوقع الخبراء، بالجسد السوري، على مراحل ثلاث حتى عام 2035، توظف بالإعمار والاستثمارات، فعلى الأرجح، ستبدد الهواجس وتجيب، عملياً وعلى الأرض، على تلك الأسئلة.
فأن تتحول سورية إلى قلب منظومة اقتصادية مأمولة تربط المنطقة العربية بتركيا فأوروبا، عبر جغرافية واستثمارات وموانئ ومسارات تبادل، وكل ذلك برعاية أميركية، فذلك ما يرجّح نجاح الخطة، بعيداً عن الخوض بتفاصيل ما بدأ يتسرب، من سلبيات تتعلق بالوضع الداخلي السوري أو إعاقات إقليمية، أو إيجابيات تتعلق بمعادن سورية النادرة ووادي السيليكون السوري وإحياء خطوط نقل الطاقة بالبر والبحر، أو إعادة رسم المنطقة، وفق حلف التشاركية والمصالح بدل الحرب وصراعات اقتسام النفوذ.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
مواجهة علنية بين ترامب ورامافوزا.. مزاعم عن "إبادة" بحق البيض في جنوب أفريقيا
في مشهد مخالف للبروتوكول الأميركي المعتاد في التعامل مع ضيوف البيت الأبيض، حاصر الرئيس دونالد ترامب رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا في غرفة الاستقبال أمام الصحافيين والكاميرا، وحثه على حماية المزارعين البيض من العنف، زاعماً أنهم يتعرضون لـ"الإبادة الجماعية". وبدا المشهد غريباً عندما أطفأ فريق الرئيس الأميركي أضواء المكتب البيضاوي اليوم الأربعاء خلال لقاء الرئيسين، وعرض لقطات فيديو للدلالة على مزاعمه بوجود اضطهاد عنصري للبيض في جنوب أفريقيا . وفي جملة لم يعتد الضيوف سماعها من الرؤساء في البيت الأبيض، وصف الرئيس الأميركي في بداية الاجتماع، رئيس جنوب أفريقيا بأنه "رجل يحظى باحترام كبير في بعض الأوساط، بينما يحظى باحترام أقل في أوساط أخرى"، فرد عليه رامافوزا ضاحكاً بأن الجميع ينطبق عليهم هذا الوصف، فوافقه ترامب على رده. وأكد ترامب أن اللقاء جرى بناءً على طلب الرئيس الجنوب أفريقي، وقال: "اتصل بي، ولا أعرف من أين حصل على رقمي، لكني رددت عليه". وشرح ترامب أحد المشاهد في أثناء عرض لقطات فيديو تتضمن صلباناً وتلال ترابية، وزعم أنها تمثل أكثر من 1000 مقبرة لمزارعين بيض البشرة قُتلوا، واصطفت سيارات أحبابهم لزيارة قبورهم، قائلاً: "إنه مشهد مروع، لم أرَ شيئاً مثل هذا من قبل"، غير أن هذه التلال لم تكن سوى احتجاج رمزي على العنف، وليست قبوراً حقيقية. وأبدى رئيس جنوب أفريقيا استغرابه من عرض هذه المشاهد بهذه الطريقة وأمام الإعلام، وبدا على وجهه الارتباك والاندهاش، قائلاً: "هل أخبروك بمكان هذا؟ سيدي الرئيس؟ أود أن أعرف أين هو، لأنني لم أرَ مثله من قبل"، فردّ ترامب قائلاً: "إنه في جنوب أفريقيا". ولم يتبادل ترامب مع ضيفه التواصل البصري، وكان رامافوزا يحدق إلى الأمام ويمسح وجهه ويتحرك بين الحين والآخر في مقعده تزامناً مع عرض مقطع فيديو لحشود تهتف مراراً وتكراراً: "اقتلوا البوير". تقارير دولية التحديثات الحية حرب ترامب على جنوب أفريقيا: نظريات المؤامرة والانتقام لإسرائيل واستمر اللقاء لأكثر من ساعة أمام شاشات التليفزيون، في الجلسة الافتتاحية التي كانت مخصصة تاريخياً في البيت الأبيض لالتقاط الصور والإحاطة الصغيرة، قبل بدء المحادثات الرسمية، لكن ترامب غيّر هذا التقليد. وكانت ذروة الإحراج لضيوف البيت الأبيض مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي، عندما هاجمه الرئيس دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس، وعقب ردوده، قرر ترامب طرده من البيت الأبيض في واقعة غير مسبوقة تاريخياً، لم يسبق أن حاصر رئيس ضيفه من قبل أمام الإعلام بهذه الطريقة. وعبّر رئيس جنوب أفريقيا صراحة عن طلبه بمناقشة هذه القضايا في الغرف المغلقة بعيداً عن الإعلام، لكن ترامب واصل عرضه وتلقي أسئلة من الصحافيين، كذلك استعرض ترامب مواد مطبوعة متعلقة بما وصفه "الاعتداء على البيض في جنوب أفريقيا". ودافع رامافوزا وفريقه عن موقفهم، وأكدوا أن مشكلة العنف متفشية في الدولة، وأن المشكلة في جميع أنحاء جنوب أفريقيا، وليس في المناطق الريفية فقط، وليست ضد البيض، ونفوا ما ردده ترامب بأن الحكومة مسؤولة عن قتل المزارعين البيض وألقوا باللوم على الإجرام "المنتشر في أنحاء البلاد". وكان من المقرر أن يكون اللقاء فرصة لإعادة العلاقات التجارية بين البلدين بعد الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، غير أن الرئيس الأميركي ركز على قضية من يطلق عليهم "الأفريكانيين" في جنوب أفريقيا، اللذين بدأت الولايات المتحدة استقبال مجموعات منهم، معتبرة أنهم يتعرضون للإبادة الجماعية، كما يزعم ترامب ومستشاره إيلون ماسك الذي يتبنى هذه الرؤية، وكان حاضراً اليوم بالبيت الأبيض. وعقب انتهاء الاستقبال عقد الطرفان جلسة مغلقة. وتشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا توتراً متزايداً بسبب مواقف جنوب أفريقيا السياسية، مثل دعمها القضية الفلسطينية. ومنذ بداية شهر فبراير/ شباط الحالي، يتواصل التصعيد من قبل إدارة ترامب تجاه جنوب أفريقيا، وصولاً إلى إعلان ترامب الشهر الماضي توقيعه أمراً تنفيذياً بوقف المساعدات المالية لهذه الدولة الواقعة في أقصى جنوب القارة الأفريقية، مهاجماً بريتوريا على أكثر من صعيد، ومنها محاولتها فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي في لاهاي. وأوضح البيت الأبيض أن الأمر يستهدف التعامل مع ما سمّاه "الأفعال الفظيعة" في جنوب أفريقيا بشأن مصادرة أراضٍ زراعية لأقليات عرقية، في إشارة إلى المزارعين وملّاك الأراضي البيض.


العربي الجديد
منذ 4 ساعات
- العربي الجديد
واشنطن تقبل هدية قطر لتكون مؤقتاً طائرة "إير فورس وان" الخاصة بترامب
في واحدة من أكبر الهدايا الأجنبية التي قُدّمت للحكومة الأميركية على الإطلاق، قبلت وزارة الدفاع الأميركية رسمياً طائرة بوينغ 747-8 جامبو الفاخرة من قطر لتكون مؤقتاً طائرة "إير فورس وان" الجديدة للرئيس دونالد ترامب . وبحسب بلومبيرغ، تلبّي هذه الخطوة رغبة ترامب في الحصول على طائرة رئاسية جديدة، بعد سنوات من التأخير في العقد الحكومي الأميركي مع شركة بوينغ لصناعة طائرات جديدة لهذا الغرض. ومع ذلك، أثارت هذه الهدية مخاوف أخلاقية وأمنية، إذ شكك سياسيون من كلا الحزبين في قرار الرئيس. وقال المتحدث الرئيسي باسم البنتاغون، شون بارنيل، في بيان أوردته بلومبيرغ: "لقد قبل وزير الدفاع طائرة بوينغ 747 من قطر وفقاً لجميع القوانين واللوائح الفيدرالية"، مضيفاً: "ستعمل وزارة الدفاع على ضمان مراعاة متطلبات الأمان والمهام التشغيلية لطائرة تُستخدم في نقل رئيس الولايات المتحدة"، وأحال بارنيل المزيد من الأسئلة إلى القوات الجوية، التي تشرف على الطائرة الرئاسية . ولم يرد متحدث ثانٍ من البنتاغون على أسئلة إضافية حول التكاليف المتوقعة والجدول الزمني لتحويل الطائرة، أو دور الوزارة في مراجعة الامتثال للقوانين والأنظمة ذات الصلة. كما لم يرد متحدث باسم القوات الجوية على طلب للتعليق. وبموجب هذا الترتيب، ستُستخدم الطائرة القادمة من قطر كحلٍّ مؤقّت ريثما تُكمل شركة بوينغ طائرتين جديدتين لاستخدام الرئيس. وقد صرّح ترامب بأنه لن يستخدم هذه الطائرة بعد مغادرته المنصب، وتُشير تقارير سابقة إلى أنه من الممكن إخراج الطائرة من الخدمة لاحقاً وعرضها في مكتبة رئاسية مستقبلية. وقد وجّه أعضاء في الكونغرس وهيئات رقابية حكومية انتقادات لهذا المخطط، قائلين إنه يُضيف تضارب مصالح جديداً لرئيس لطالما خلط بين واجباته الرسمية وتعاملات عائلته التجارية في الشرق الأوسط. وتُعد قيمة الطائرة، التي تحتوي على كراسي ضخمة وأرائك وألواح خشبية وجناح رئيسي، هائلة على الأرجح. سياحة وسفر التحديثات الحية الخطوط الجوية القطرية توقع صفقة تاريخية مع بوينغ لشراء 160 طائرة وفي هذا الصدد، قال السيناتور الجمهوري راند بول في الآونة الأخيرة، على قناة فوكس نيوز: "أتساءل ما إذا كانت قدرتنا على تقييم سجلهم في حقوق الإنسان ستتأثر بفعل هذه الهدية الكبيرة. أنا شخصياً لن أقبلها. هذا رأيي فقط". كما أعرب آخرون عن قلقهم بشأن المسائل الفنية والأمنية المتعلقة باستخدام ترامب طائرة أجنبية كطائرة رئاسية، والتي عادةً ما تكون مزودة بأنظمة دفاع واتصالات متقدمة. وقد ذكر البيت الأبيض أن محاميه قد وافقوا على الاتفاق، في حين وصف ترامب الديمقراطيين الذين انتقدوا الهدية بأنهم "خاسرون". وعلّل ترامب قراره بالتحرك السريع للحصول على طائرة جديدة بالقول إن الطائرة الحالية "أصغر بكثير" و"أقل إثارة للإعجاب" من الطائرات الحديثة اللامعة التي يستخدمها زعماء دول الخليج. وقال في مقابلة حديثة على قناة فوكس نيوز: "نحن الولايات المتحدة الأميركية، وأعتقد أنه ينبغي أن نمتلك الطائرة الأكثر إثارة للإعجاب"، مضيفاً أن "بعض الناس يقولون لا يجب أن نقبل الهدايا للدولة. أما أنا فأقول: لماذا لا أقبل هدية؟ نحن نعطي الجميع".


العربي الجديد
منذ 6 ساعات
- العربي الجديد
الصين تحذر من مشروع "القبة الذهبية" وروسيا تعتبره "شأناً سيادياً أميركياً"
حذّرت الصين، اليوم الأربعاء، من أن مشروع "القبة الذهبية" الصاروخي الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب "يقوّض الاستقرار العالمي"، داعية الولايات المتحدة إلى التخلي عنه، في حين اعتبرت روسيا الموضوع "شأناً سيادياً أميركياً". وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ إن المشروع الذي خصص له ترامب تمويلا أوليا مقداره 25 مليار دولار "يقوّض التوازن الاستراتيجي والاستقرار العالميين. تعرب الصين عن قلقها البالغ حيال ذلك". وأضافت ماو نينغ: "نحضّ الولايات المتحدة على التخلي عن تطوير ونشر نظام دفاع صاروخي عالمي في أقرب وقت ممكن". الكرملين: "القبة الذهبية" شأن "سيادي" أميركي لكن التواصل مع موسكو بشأنها ضروري بدورها، اعتبرت روسيا، اليوم الأربعاء، أنّ المشروع شأن "سيادي" أميركي، لكنها قالت إن التواصل مع موسكو بشأنه يبقى "ضرورياً". وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين: "هذا شأن يتعلق بالسيادة الأميركية. إذا كان تقدير الأميركيين يؤشر إلى وجود تهديد باليستي، سيقومون بطبيعة الحال بتطوير نظام دفاع صاروخي". وأضاف: "في المستقبل القريب، سيتطلب مسار الأحداث استئناف الاتصالات بهدف استعادة الاستقرار الاستراتيجي" بين واشنطن وموسكو، مشيراً إلى أن التواصل بشأن التوازن الاستراتيجي بين القوتين النوويتين يجب أن يستأنف "لمصلحة البلدين ومصلحة الأمن العالمي". ويمثّل الموقف الذي أعلنه الكرملين الأربعاء خفضاً غير متوقع في مستوى الانتقاد الذي سبق لروسيا أن وجهته إلى هذا المشروع. ومطلع مايو/ أيار، اعتبرت روسيا والصين في بيان مشترك أصدره الكرملين عقب اجتماع بين الرئيسين فلاديمير بوتين وشي جين بينغ في موسكو، أن مشروع "القبة الحديدية... له طابع يزعزع الاستقرار إلى حد كبير". ونددا في حينه بالمشروع لأن من شأنه "تعزيز الترسانات للقيام بعمليات عسكرية في الفضاء"، الأمر الذي يجعل الفضاء "ساحة للمواجهة المسلحة". وفي يناير/ كانون الثاني، اعتبرت روسيا أن المشروع الأميركي يهدد بتحويل الفضاء إلى ساحة "للمواجهة المسلحة ونشر الأسلحة". وكشف ترامب عن خطط بناء درع صاروخية باسم "القبة الذهبية" بهدف حماية الولايات المتحدة من هجمات خارجية، مؤكدا أنها ستوضع في الخدمة في نهاية ولايته الثانية. وقال ترامب في البيت الأبيض، الثلاثاء: "خلال الحملة الانتخابية وعدت الشعب الأميركي بأني سأبني درعا صاروخية متطورة جداً"، مضيفا: "يسرني اليوم أن أعلن أننا اخترنا رسميا هيكلية هذه المنظومة المتطورة"، وقال إن الكلفة الإجمالية للمشروع تصل إلى "حوالى 175 مليار دولار" عند إنجازه. وفي 28 يناير/ كانون الثاني الماضي، وقع ترامب قراراً رئاسياً وجّه فيه وزارة الدفاع لتطوير نظام دفاعي شامل يعتمد على أجهزة استشعار فضائية لرصد الصواريخ فرط الصوتية المتقدمة، مثل تلك التي تطورها الصين، والتي يمكنها الإفلات من أنظمة الرادار الأرضية التقليدية. أخبار التحديثات الحية ترامب يعلن بناء درع صاروخية باسم "القبة الذهبية": لحماية البلاد وفي خطاب لاحق، شدد ترامب على الحاجة إلى نظام دفاعي شبيه بنظيره الإسرائيلي، قائلاً: "أطالب الكونغرس بتمويل مشروع القبة الذهبية، وهو نظام دفاع صاروخي متطور يُنتَج بالكامل داخل الولايات المتحدة، من أجل حماية بلادنا". وواجه مشروع "القبة الذهبية" الدفاعية الذي تبناه ترامب، انتقادات حادة بدعوى أنه غير قابل للتنفيذ لحماية المجال الجوي للولايات المتحدة، فضلاً عن كلفته الباهظة. ونقل تقرير نشرته شبكة "سي أن أن" الأميركية في مارس/آذار الفائت عن مصادر عدّة أن مشروع "القبة الذهبية" الذي يهدف إلى حماية المجال الجوي للولايات المتحدة "لا يحمل أي معنى استراتيجي". واعتبرت المصادر نفسها أن المشروع يمثل محاولة لإعادة طرح خطط غامضة سابقة من إدارة ترامب لإنشاء نظام دفاع صاروخي مشابه لـ"القبة الحديدية" الإسرائيلية، وأشار التقرير إلى أن المشروع يأتي في وقت تسعى فيه وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) لتقليص النفقات، بينما توجه انتقادات لإدارة ترامب على خلفية إدراج بند تمويلي جديد لهذا المشروع ضمن موازنة الأعوام 2026 ـ 2030. ورأى عدد من الخبراء أن المقارنة بين القبة الحديدية الإسرائيلية و"القبة الذهبية" المقترحة "غير دقيقة"، موضحين أن حماية دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي تعادل مساحتها تقريباً مساحة ولاية نيوجيرسي، من تهديدات قصيرة المدى، يختلف تماماً عن حماية دولة شاسعة مثل الولايات المتحدة. وأشار الخبراء إلى أن الأنظمة الفضائية المراد استخدامها في المشروع المقترح ستكون عرضة للهجمات المعادية، كما أن إنشاءها قد يستغرق ما بين سبع وعشر سنوات، ولن تكفي سوى لحماية المدن الكبرى والمنشآت الفيدرالية الحساسة. (فرانس برس، العربي الجديد)