logo
في ذكرى وفاته الأليمة: الإمام الشيرازي رجل التضحيات

في ذكرى وفاته الأليمة: الإمام الشيرازي رجل التضحيات

شبكة النبأ٣٠-٠٣-٢٠٢٥

كان سماحة السيد الشيرازي يهدي ضيوفه الابتسامة المشرقة، وفي نفس الوقت يغذيهم بالأفكار القوية والمواقف المتشددة والمتنمّرة في ذات الله، ولا أنسى ردّه السريع والمفاجئ على أحد الأخوة يشتكي عدم إطلاق الحريات من قبل النظام الحاكم وأنهم "لايسمحون لنا بالكتابة"، فقال له بحرم: "أنت اكتب وينشرون لك"، إنها الطريقة الذكية والعملية لمواجهة الانحراف بهدف الإصلاح...
{ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}.
صدق الله العلي العظيم
المصلحون والمؤسسون والرجال الناجحون يخلفون بعد موتهم آثاراً تعكس شخصياتهم، كأن تكون مؤلفات، او مؤسسات، او مواقف، او افكار، كلها تملأ الساحة الفكرية والثقافية والاجتماعية، يتداولها الناس المحبون، وهو أمرٌ حسنٌ، الحُسن الآخر في معرفة كُنه شخصياتهم، وفلسفة حياتهم التي كانت قاعدة لتلك الافكار والمواقف والاعمال، مثلاً؛ هنالك حالات نفسية خاصة مثل "الانفعالية"، أو نقيضها، أو "الانطوائية"، او نقيضها.
والمرجع الديني الراحل السيد محمد الشيرازي الذي نعيش هذه الايام ذكرى وفاته في أيام عيد الفطر السعيد عام 2001 للميلاد، هو أحد أولئك الرجال الذين نحتاج معرفة دقيقة وكاملة لشخصيتهم حتى يكون فهمنا لافكاره ومواقفه بشكل أدق وأعمق، ليس للمقربين والمحبين وحسب، وإنما لجميع افراد الأمة ممن تهمه تلك الافكار النهضوية والإصلاحية.
لا تأخذه في الحق لومة لائم
السمة الأبرز في شخصية المرجع الراحل؛ تمسكه بالحق كمعيار لأعماله وافكاره ومشاريعه، أما ردود الفعل، والانعكاسات في الواقع الاجتماعي فيتركه لاصحابه، لا يخوض فيه، ولا يشغل باله ووقته في الردّ إلا بمقدار التوضيح وإلقاء الحجة فقط، وكان مصداق القول: "قول الحق لم يدع لي صديقاً" المنسوب للصحابي الجليل؛ أبي ذر الغفاري، فقد عرف المرجع الراحل الحقّ، وعرف أهله، فتمسّك بهم، وكان النموذج في الاقتداء برسول الله، والأئمة المعصومين في منهج حياتهم.
له الفضل في تأسيس أول حركة داخل المجتمع تعمل لنشر الوعي والثقافة الاسلامية تحت لواء المرجعية الدينية، فكانت البداية في "الهيئات التي تعمل لصالح الدين والدنيا، مثلاً؛ هيأة لتزويج العزاب، وهيأة للتبليغ السيّار في مختلف البلاد والقرى، وهيأة لإدارة المستوصف الصحي، وهيأة لتوزيع الكتب الى مختلف بلاد العالم، وتسمى برابطة النشر الاسلامي"، ويتحدث سماحته في كتابه "عشت في كربلاء"، عن وجود حوالي مائة هيئة لها أسماء واختصاصات، وأعضاء يصل عدد بعضها الى تسعمائة شاب، كما يشير الى الهيئات الحسينية المعروفة بنشاطها وأعمالها.
ومن ثم الارتقاء الى المرتبة الأعلى في تنظيم عمل هذه الحركة على شكل خلايا سرية في بداية الأمر في بدايات الستينات من القرن الماضي، تحمل فكر النهضة والتغيير والإصلاح الجذري في المجتمع والأمة، وليكون سماحته الرائد في تأسيس "حركة اسلامية" ذات قواعد دينية، و رؤى إصلاحية وحضارية.
هذه الخطوة الرائدة كلفته الكثير من التشكيك والتجديف والتسقيط في أجواء مشحونة بالنشاط السياسي في العراق آنذاك، ذو الطموحات العالية باتجاه الحكم والهيمنة، إذ لم يكن معهوداً تأسيس حركة منظمة وسط المجتمع دون إطار سياسي، والأنكى من هذا بالنسبة للآخرين؛ ارتكازها على المشروعية الدينية لا الايديولوجية، فكانت الشعارات رسالية –سماوية، والأهداف إنسانية، ليكون الامتداد الطبيعي لرسالة الإسلام، وللرسالات السماوية في أن {يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ}، و{لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ}. و"ليثيروا دفائن العقول".
قول الحق رافق حياته مثل ظله، لاسيما اذا تعلق الأمر بالدماء ومصير الأمة ومستقبلها، ومن أبرز قول حق له؛ موقفه من الحرب العراقية- الايرانية التي دامت ثمان سنوات عجاف، أراقت دماء حوالي مليوني انسان، وأهدرت قدرات وثروات من بلدين هما الأغنى في العالم، بما لم يشهده العالم منذ الحرب العالمية الثانية، فكان رأيه وقف إطلاق النار من موقع القوة عام 1982، بعد تحرير كافة الاراضي الايرانية من احتلال الجيش العراقي آنذاك، وفرض شروط تعيد الحقوق والكرامة للبلد المعتدى عليه، بيد أن الرأي الآخر لم يكن كذلك بناءً على اجتهادات ورؤى تختص بأصحابها.
هذه المواقف كانت تترجم عند الطرف المقابل على أنها ذات منطلقات سياسية، ونوايا وأهداف ترنو الى الحكم والسلطة، بينما كان المرجع الراحل يؤكد في أحاديثه ومؤلفاته على القواعد الدينية لهذه المواقف، وأنه لم يأت بشيء من بناة أفكاره، عندما كان يتحدث عن السلام والحرية والمساواة لبناء الانسان والمجتمع، كما فعل رسول الله ومن بعده أمير المؤمنين والأئمة من بعده، صلوات الله عليهم. ولكن! تبقى المشكلة عصيّة على الحل في الفهم خارج الصورة الذهنية للحكم والسلطة، كما نلاحظ فهم الانظمة السياسية على طول الخط لأي حركة اعتراض جماهيرية على أنها "بدوافع سياسية"، حتى وإن كان الاعتراض لتوفير الكهرباء والماء للنساء والأطفال داخل البيوت لانقاذهم من الصيف اللاهب، أو توفير العلاج لانقاذ المرضى من الموت.
الحزم والثبات على المبادئ
اذكر شاهداً واحداً على تمسك المرجع الديني الراحل بمبدأ مواجهة الطغيان والديكتاتورية مهما كلف الثمن، في حديث أدلى به خلال استقباله جمعاً من طلبة العلوم الدينية، وكنت أحد الحاضرين، وكان يتحدث عما يلاقيه المجاهدون في سجون الطغاة من تعذيب لانتزاع الاعتراف والكشف عن أسرار العمل التنظيمي، او لثنيهم عن المواصلة، وقال بالحرف الواحد: "ربما يأتي يوم عليكم تتعرضون للاعتقال ويأتون بشخص يشبهني ويقولون لكم: هذا السيد محمد الشيرازي يأمركم بالتخلّي عن عملكم الرسالي فلا تصدقوه".
ثمة مبادئ لم يحد عنها المرجع الشيرازي طيلة حياته، بل كانت حياته كلها قائمة عليها على طول الخط، مثل السلم، والهجرة، والعمل، والتبليغ والإرشاد، والأخلاق، وهو يعرف حق المعرفة أن ثمة مبادئ تعارض السلم، والهجرة، والعمل، والإرشاد، والأخلاق وغيرها مما يكلف الكثير من الجهد، بينما الحرب، والغدر، والكذب، و سياسة الأمر الواقع، لا تكلف اصحابها الكثير سوى بذل بعض الاموال لشراء الذمم والإرادات والعقول و زجّها في دهاليز السياسة والمصالح الاقتصادية العالمية.
كان سماحة السيد الشيرازي يهدي ضيوفه الابتسامة المشرقة، وفي نفس الوقت يغذيهم بالافكار القوية والمواقف المتشددة والمتنمّرة في ذات الله، ولا أنسى ردّه السريع والمفاجئ على أحد الأخوة يشتكي عدم إطلاق الحريات من قبل النظام الحاكم وأنهم "لايسمحون لنا بالكتابة"، فقال له بحرم: "أنت اكتب وينشرون لك"، إنها الطريقة الذكية والعملية لمواجهة الانحراف بهدف الإصلاح والتغيير، لا انتظار الآخرين يفرشون الارض بالورود ليمشي عليه المثقف والمفكر و يطرح مواقفه و رؤاه للناس.
وفي الختام أجدني عاجزاً عن الإلمام بهذه الشخصية الفذّة وأنا لم أعاصره سوى فترة قصيرة جداً قياساً برجال سبقوني بالإيمان والعمل الرسالي، وأقطع أنهم أغنى منّي معرفة بتفاصيل حياته، ولكن؛ "ما لا يُدرك كله لا يُترك جلّه" لأكون أديت جزءاً بسيطاً من الحق والأمانة، سائلاً المولى القدير علو درجات المرجع الشيرازي الراحل، وأن يجازيه الجزاء الأوفى على كل ما قدمه وعمله لوجهه –تعالى- وعلى كل تضحياته الجسام، في أمواله، وسمعته، ومقامه الاجتماعي الدنيوي، وأن يوفقنا لما فيه مرضاته، إنه سميعٌ مجيب.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: لن أقول إننا نريد أي شيء حتى الآن لكننا متأكدون من أننا حققنا تقدما كبيراً، ولن ينتهي أي شيء حتى ينتهي فعلا وبشكل نهائي والحروب معقدة للغاية.
ترامب: لن أقول إننا نريد أي شيء حتى الآن لكننا متأكدون من أننا حققنا تقدما كبيراً، ولن ينتهي أي شيء حتى ينتهي فعلا وبشكل نهائي والحروب معقدة للغاية.

الديار

timeمنذ 43 دقائق

  • الديار

ترامب: لن أقول إننا نريد أي شيء حتى الآن لكننا متأكدون من أننا حققنا تقدما كبيراً، ولن ينتهي أي شيء حتى ينتهي فعلا وبشكل نهائي والحروب معقدة للغاية.

مواجهة بلا سقف بين إيران و«إسرائيل»... وواشنطن على حافة التدخّل! سفير غربي يحذر من عمل عسكري «اسرائيلي» في الجنوب حتى الأولي برّاك بعد لودريان: لا اعذار للتاخير الذين يُريدون تغيير شكل ... الله ما بعد الحرب على إيران: هل يتحوّل العرب الى دافعي جزية؟ هل استخلصت ايران العبر من الحرب "الاسرائيلية" على حزب الله؟ اشترك بنشرة الديار لتصلك الأخبار يوميا عبر بريدك الإلكتروني إشترك عاجل 24/7 18:57 ترامب: لن أقول إننا نريد أي شيء حتى الآن لكننا متأكدون من أننا حققنا تقدما كبيراً، ولن ينتهي أي شيء حتى ينتهي فعلا وبشكل نهائي والحروب معقدة للغاية. 18:35 السفير الأميركي في "إسرائيل": السفارة تنظم إجلاء الأميركيين الراغبين في مغادرة "إسرائيل" برحلات جوية وبحرية. 18:34 وكالة مهر الإيرانية: الدفاعات الجوية تتصدى لأجسام معادية في أجواء العاصمة طهران. 18:18 أكسيوس عن مسؤول أميركي كبير: إيران اقترحت إجراء محادثات بالبيت الأبيض لكن لا خطط محددة لمثل هذه الزيارة. 18:06 بعثة إيران لدى الأمم المتحدة: إيران سترد على أي تهديد بتهديد مضاد وعلى أي إجراء بإجراءات مماثلة، وهي لا تفاوض تحت الإكراه ولن تقبل السلام تحته وبالتأكيد ليس مع من يشعل الحروب. 17:48 إعلام إيراني: تحذيرات لسكان مدينة حيفا بإخلائها.

ترامب: يمكن أن تحدث الكثير من الأشياء والأحداث السيئة كما يمكن أن تحدث منعطفات عدة خلالها.
ترامب: يمكن أن تحدث الكثير من الأشياء والأحداث السيئة كما يمكن أن تحدث منعطفات عدة خلالها.

الديار

timeمنذ 44 دقائق

  • الديار

ترامب: يمكن أن تحدث الكثير من الأشياء والأحداث السيئة كما يمكن أن تحدث منعطفات عدة خلالها.

Aa مواجهة بلا سقف بين إيران و«إسرائيل»... وواشنطن على حافة التدخّل! سفير غربي يحذر من عمل عسكري «اسرائيلي» في الجنوب حتى الأولي برّاك بعد لودريان: لا اعذار للتاخير الذين يُريدون تغيير شكل ... الله ما بعد الحرب على إيران: هل يتحوّل العرب الى دافعي جزية؟ هل استخلصت ايران العبر من الحرب "الاسرائيلية" على حزب الله؟ اشترك بنشرة الديار لتصلك الأخبار يوميا عبر بريدك الإلكتروني إشترك عاجل 24/7 18:58 ترامب: يمكن أن تحدث الكثير من الأشياء والأحداث السيئة كما يمكن أن تحدث منعطفات عدة خلالها. 18:57 ترامب: لن أقول إننا نريد أي شيء حتى الآن لكننا متأكدون من أننا حققنا تقدما كبيراً، ولن ينتهي أي شيء حتى ينتهي فعلا وبشكل نهائي والحروب معقدة للغاية. 18:35 السفير الأميركي في "إسرائيل": السفارة تنظم إجلاء الأميركيين الراغبين في مغادرة "إسرائيل" برحلات جوية وبحرية. 18:34 وكالة مهر الإيرانية: الدفاعات الجوية تتصدى لأجسام معادية في أجواء العاصمة طهران. 18:18 أكسيوس عن مسؤول أميركي كبير: إيران اقترحت إجراء محادثات بالبيت الأبيض لكن لا خطط محددة لمثل هذه الزيارة. 18:06 بعثة إيران لدى الأمم المتحدة: إيران سترد على أي تهديد بتهديد مضاد وعلى أي إجراء بإجراءات مماثلة، وهي لا تفاوض تحت الإكراه ولن تقبل السلام تحته وبالتأكيد ليس مع من يشعل الحروب.

"الوفاء للمقاومة": الإنخراط الأميركي في الحرب سيدفع المنطقة نحو الإنفجار الشامل
"الوفاء للمقاومة": الإنخراط الأميركي في الحرب سيدفع المنطقة نحو الإنفجار الشامل

المركزية

timeمنذ 44 دقائق

  • المركزية

"الوفاء للمقاومة": الإنخراط الأميركي في الحرب سيدفع المنطقة نحو الإنفجار الشامل

أشارت كتلة "الوفاء للمقاومة" في بيان، الى أنه "يكاد يمر أسبوع كامل على بدء الكيان الصهيوني هجوما عدوانيا دمويا سافرا ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، يرمي هدفه الحقيقي إلى إسقاط المنطقة بأكملها في دائرة سيطرته ونفوذه المباشر من أجل الإمساك بمقدراتها، وحكم شعوبها بالغلبة والقهر والإستبداد. غير أن المشهد الذي أثلج صدور أبناء الأمة وكل الأحرار والشرفاء في هذا العالم هو ما رأوه وعاينوه من تقديم إيران أمثولة عظيمة ونموذجا رائعا في الثبات والصمود والمقاومة، عبر ردّ الصاع صاعين في عمق كيان الإحتلال في حيفا وتل أبيب وصولا الى كامل الجغرافيا الفلسطينية المحتلة، حيث تقوم الجمهورية الإسلامية وجيشها وحرسها الثوري بتلقين العدو الصهيوني درسا يوميا يكسر غطرسته وتجبّره، ويجهض محاولاته تثبيت تسيّده المنطقة واستعباد أهلها". وإذ دانت الكتلة "بشدة، الحرب العدوانية الموصوفة التي يشنها كيان العدو الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية في إيران"، رأت فيها "نهجا عدوانيا استكباريا لا يتوقف أبدا عند حدود إيران وإنما يستهدف كل الدول العربية والإسلامية". ولاحظت أن "الحرب العدوانية الإسرائيلية ضد الجمهورية الإسلامية، ما كانت لتحصل لولا الضوء الأخضر الأميركي، ورهان الصهاينة على جهوزية واشنطن لدعمهم"، مؤكدة أن "قيام الولايات المتحدة الأميركية بالإنخراط العسكري المباشر في الحرب، سيؤدي حكما إلى تغيير سياق المواجهة كما سيدفع المنطقة برمتها نحو الإنفجار الشامل". ولفتت إلى أن "التهديدات المدانة التي يطلقها العدو الصهيوني وأسياده الأميركيون، ضد شخص المرجع الديني الإمام الخامنئي (أطال الله عمره الشريف)، هي تهديدات عنصرية حمقاء تمس كرامة المكوّن الذي يمثله هذا المرجع في أنحاء العالم كله، كما تدلّل على تشبّع مطلقيها بنزعة البلطجة التي تهدّد فعلا ودائما أمن الشعوب واستقرار الدول". وأشارت إلى أن "الجمهورية الإسلامية وفي ظل القيادة الحكيمة للسيد القائد علي الخامنئي (دام ظله) تقف اليوم مدافعة ليس عن أرضها وشعبها وسيادتها وحقوقها المشروعة فقط وإنما عن فلسطين والقدس وغزة، وعن كل قضايا الأحرار والشرفاء والمستضعفين في هذا العالم. وهي تجسّد بذلك خط الدفاع الذي يراهن عليه لحماية القيم والمبادئ والأخلاق والعدالة والإنسانية، في وجه الإنحطاط الكبير للسياسة الأميركية القائمة على العدوانية والخداع والتضليل وما تمثله هذه السياسة من غياب لأي أسس قانونية أو أخلاقية يمكن أن تشكل معيارا موثوقا يستند إليه". وحيت الكتلة "الصمود والثبات والموقف المبدئي للجمهورية الإسلامية في وجه قوى الشر والطغيان الإسرائيلي الأميركي"، مبدية "أعلى درجات التضامن مع إيران وقيادتها وشعبها في هذه اللحظات المصيرية الحساسة"، داعية "كل أحرار العالم، مرجعيات وقيادات وشعوبا وحكومات وأحزابا وقوى، إلى تأييد إيران في معركتها الدفاعية ضد الحرب الصهيونية العدوانية". وحملت "المؤسسات الدولية المعنية من أمم متحدة ومجلس أمن دولي وكل المنظمات المعنية بالأمن والسلم الدوليين، كما كل الحكومات المعنية والقادرة، المسؤولية الكاملة عن هذا الإنفلات الصهيوني الإجرامي الذي لا يتوقف عند حد، ولا يرتدع عن الإعتداء على دولة عضو في الأمم المتحدة فيغتال علماءها وأساتذة جامعاتها مع عوائلهم". واعتبرت أن "صمت هذه المنظمات عن هذا السلوك الصهيوني المتوحش يفقدها أسباب وجودها ويراكم عجزها وفشلها، كما يؤسس مجددا لعودة البشرية إلى شريعة الغاب ويهدد الأمن والسلام في كل العالم". وأكدت الكتلة ثقتها "التامة بأن هذه الحرب الصهيونية الظالمة المفروضة التي بدأها كيان العدو دونما أي مبرر ضد الجمهورية الإسلامية، لن تنال من ثبات ايران وعزيمتها وتصميمها على المضي في معركتها الدفاعية عن حقوقها وسيادتها حتى النهاية، وإن نتيجة هذه الحرب العدوانية ستكون بإذن الله النصر والغلبة لإيران وشعبها، ما سيؤدي إلى وقف الإندفاعة الاسرائيلية العدوانية على مستوى المنطقة كلها". وتوجهت بـ"أسمى آيات العزاء والمواساة الى الإمام السيّد علي الخامنئي (دام ظله) ورئيس الجمهورية الإسلامية ورئيس مجلس الشورى وقيادة الجيش وقيادة الحرس الثوري والشعب الإيراني العزيز، بكل الشهداء الأبرار الذين ارتقوا جراء العدوان الصهيوني المستمر"، معبرة عن ثقتها بأن "هذه التضحيات الجسيمة من جانب أبناء الشعب الإيراني الشجاع، والكوكبة المباركة من الشهداء من القيادات العسكرية والأمنية والعلماء الأبرار، ستكتب سطورا خالدة مشرقة من النصر والعزة والكرامة للجمهورية الإسلامية العزيزة، والخزي والذل والخسران للكيان الصهيوني الإجرامي وكل داعميه".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store