logo
أخبار العالم : ما الذي يدور في ذهن طفلك عند بلوغه سن السادسة، وكيف يتغير دماغه؟

أخبار العالم : ما الذي يدور في ذهن طفلك عند بلوغه سن السادسة، وكيف يتغير دماغه؟

الجمعة 18 يوليو 2025 06:00 مساءً
نافذة على العالم - صدر الصورة، Serenity Strull/ BBC
Article Information Author, ديفيد روبسون Role, كاتب ومؤلف علمي
قبل 29 دقيقة
لطالما أغفل العلم ما يعرف بمرحلة "الطفولة المتوسطة"، بين سن السادسة والثانية عشرة، وهي فترة تحول عميقة تُهيئ الأطفال للنمو. إليكم ما يدور في أذهانهم خلال هذه الفترة المضطربة، وكيفية التعامل معها؟
بدأت أول تمرداتي الصغيرة عندما كنت في السادسة من عمري تقريباً. كنت قد حضرت للتو حفلة عيد ميلاد في قاعة القرية المحلية، مع مجموعة من الأطفال الذين بالكاد أعرفهم. وصلوا جميعاً مع أصدقائهم، وشعرت بالخجل والعزلة.
عندما عدت إلى المنزل، كنت في حالة مزاجية سيئة للغاية. لا أتذكر ما طلبته مني أمي، لكنني أتذكر بوضوح أن ردي عليها كان حاداً للغاية.
ثم انصرفتُ غاضباً، تاركاً إياها عاجزة عن الكلام. ماذا حدث لابنها الصغير المبتهج؟
ربما كانت والدتي لتتفاجأ بدرجة أقل، لو كنا نعيش في بلد ناطق بالألمانية. ففي اللغة الألمانية هناك مصطلح شائع هو Wackelzahnpubertät، الذي يعني حرفياً "بلوغ مرحلة الأسنان المتذبذبة (المتخلخلة)"، ويصف كيف يبدأ الأطفال في سن السادسة بإظهار المزاج السيئ، الذي يشبه إلى حد كبير مرحلة المراهقة.
"السلوك العدواني، والنشاط المتمرد، والحزن العميق هي سمات مميزة لبلوغ مرحلة الأسنان المتخلخلة"، هكذا وصفتها مجلة Wunderkind الألمانية. (تابع القراءة حتى نهاية المقال للاطلاع على نصائح عملية تساعد الوالدين على التعامل مع هذه التغيرات السلوكية).
وعلى عكس "البلوغ الحقيقي"، فإن بلوغ الأسنان المتخلخلة لا تحركه التغيرات الهرمونية، بل يتزامن مع بداية ما يُعرف بـ"الطفولة الوسطى"، وهي مرحلة من التحول النفسي العميق، حيث يبدأ الدماغ بوضع الأسس التي تقوم عليها الأفكار والمشاعر الأكثر نضجاً.
تقول إيفلين أنتوني، طالبة الدكتوراه في علم النفس بجامعة دورهام بالمملكة المتحدة: "إنها مرحلة حاسمة حقاً، حيث يبني الطفل هويته، ويحاول تحديد هويته في علاقته بالآخرين". وتضيف: "كما أن عالمه العاطفي يتوسع أيضاً".
في حين أن مرحلتي الرضاعة والمراهقة مفهومتان جيداً الآن، إلا أن مرحلة الطفولة المتوسطة - التي تمتد من سن السادسة إلى الثانية عشرة - لا تزال نسية في كثير من الدراسات العلمية. ويذهب بعض علماء النفس إلى حد وصفها بـ"سنواتنا المنسية". تقول أنتوني: "تركز الكثير من الأبحاث على السنوات الأولى، عندما يتحدث الأطفال ويمشون، ثم في مرحلة المراهقة عندما يكون هناك قدر أكبر من التمرد. لكن ما نعرفه عن مرحلة الطفولة الوسطى أقل".
يتغير هذا الوضع الآن، مع وجود أبحاث جديدة تحدد الخصائص الأساسية للتحول العقلي لدى الأطفال.
يتضمن هذا التحول قدرة أكبر على التفكير في مشاعرهم وتعديلها عند الحاجة، إلى جانب "نظرية عقلية متقدمة" تسمح لهم بالتفكير بشكل أكثر تعقيداً في سلوكيات الآخرين والاستجابة بشكل مناسب.
يبدأون أيضاً بإتقان أساسيات التفكير العقلاني والاستنتاج المنطقي، ما يُمكّنهم من تحمّل مسؤولية أكبر عن أفعالهم، ولهذا السبب يُعرف هذا المصطلح في فرنسا باسم "سن العقل".
كما يُوضّح مفهوم "بلوغ الأسنان المتخلخلة"، قد يصاحب بداية مرحلة الطفولة الوسطى بعض آلام النمو، لكن الفهم الأعمق للتغيرات العصبية والنفسية المصاحبة يُقدّم رؤى جديدة، حول أفضل السبل لدعم الطفل طوال هذه الرحلة.
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
مع بداية مرحلة الطفولة الوسطى، يكون معظم الأطفال قد أحرزوا تقدماً هائلاً في قدرتهم على التحكم في مشاعرهم
لنبدأ بالتنظيم العاطفي. مع بداية مرحلة الطفولة الوسطى، يكون معظم الأطفال قد أحرزوا تقدماً هائلاً في قدرتهم على التحكم في مشاعرهم. ففي مرحلة الرضاعة كانوا يعتمدون كلياً على البالغين من حولهم لتهدئة مشاعر القلق، والتي غالباً ما تكون ناجمة عن ضغوطات جسدية، مثل الجوع أو التعب أو المغص.
خلال السنوات القليلة التالية، يطورون مجموعة أكثر تنوعاً من المشاعر التي تشمل الفرح والغضب والخوف، لكنهم لا يعرفون كيفية التحكم بها، مما يؤدي إلى نوبات الغضب الشهيرة الصاخبة.
لكن مع بداية تطور اللغة عند الطفل، تبدأ بعض العواصف العاطفية بالانحسار. ويرجع ذلك جزئياً إلى أنها تسمح للطفل بالتعبير عن احتياجاته بدقة أكبر، مما يسمح للآخرين بالاستجابة بشكل مناسب قبل أن يتفاقم الإحباط.
فلا داعي للصراخ عندما تريد المزيد من الطعام، إذا كان بإمكانك ببساطة قول: "أنا جائع"، وسيستجيب شخص بالغ حنون.
والأهم من ذلك، أن استخدام الكلمات لتسمية المشاعر قد يحمل أثراً فورياً أعمق:
فمجرد تسمية الشعور تغير الطريقة التي يتفاعل بها الدماغ معه، حيث يتم تنشيط مناطق في قشرة الفص الجبهي المسؤولة عن التفكير المجرد، بينما تهدأ اللوزة الدماغية، وهي الجزء المسؤول عن الاستجابة العاطفية الفطرية.
لكن مع بلوغ الطفل سن الخامسة أو السادسة، يواجه تحديات جديدة تضع فهمه العاطفي على المحك، كما تقول أنتوني وباحثون آخرون.
وبدلاً من الاعتماد على البالغين لتوجيه كل تصرفاتهم، يُتوقع منهم أن يتمتعوا باستقلالية أكبر، مما يخلق حالة من عدم اليقين والغموض قد تُولّد الإحباط.
فيجب عليهم تكوين صداقات بأنفسهم، والتوافق مع من لا يحبونهم، وطاعة قواعد البالغين. وكما توضح أنتوني، فإنهم يُطورون أيضاً شعوراً أقوى بالذات، مع الحاجة إلى تحديد هويتهم في مواجهة الآخرين.
هذا التحول قد يدفع قدرة الطفل على تنظيم مشاعره إلى أقصى حدودها، وقد يؤدي إلى تقلبات مزاجية مرتبطة بما يُسمى بـ"بلوغ الأسنان المتخلخلة"، فيصبح الطفل أحياناً حزيناً ومتعلقاً بأهله، وأحياناً ينفجر غضباً بلا مقدمات.
لحسن الحظ، تواكب أدمغة الأطفال بسرعة المتطلبات الجديدة. عادةً ما تتضمن هذه العملية تطوير مفردات أوسع لوصف وفهم ما يشعرون به، بما في ذلك مفهوم المشاعر المُختلطة. (بحلول سن التاسعة، يستطيع معظم الأطفال إدراك أن النهاية المُرّة والحلوة لفيلم ديزني "حورية البحر الصغيرة" تجمع بين الفرح والحزن، على سبيل المثال).
كما يتعلمون استراتيجيات جديدة لتنظيم مشاعرهم بأنفسهم، دون الاعتماد على أحد الوالدين أو البالغين لتهدئتهم.
خلال مرحلة الطفولة المتوسطة، يصبح الأطفال أكثر مهارة في استخدام "إعادة التقييم المعرفي"، أي تغيير الطريقة التي ينظرون بها إلى حدث ما لتخفيف تأثيره العاطفي.
فعندما يواجه الطفل صعوبة في أداء مهمة مدرسية، على سبيل المثال، فقد يبدأ بالتفكير "لا أستطيع فعل هذا" أو "أنا غبي" أو قد يدرك أن إحباطه يحفزه على تبني استراتيجية جديدة، من المرجح أن تهدئ غضبه وتعزز مثابرته.
وجدير بالذكر أن جزءاً كبيراً من هذا النضج العاطفي يأتي من مراقبة الكبار المحيطين بالطفل.
تقول أنتوني: "الأطفال يتعلمون من الطريقة التي يتعامل بها آباؤهم مع الخلافات والمشاكل المختلفة التي تواجههم في حياتهم اليومية".
البحث عن الصداقة
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
يجب على الأطفال في مرحلة الطفولة المتوسطة تكوين صداقات بأنفسهم
يتغير العالم الاجتماعي للطفل أيضاً.
توضح سيمون دوبيلار، باحثة ما بعد الدكتوراه في علم النفس التنموي والتربوي بجامعة لايدن في هولندا، قائلةً: "مرحلة الطفولة الوسطى هي الفترة التي تبدأ فيها الصداقات المتبادلة بالتطور".
بمعنى آخر، يبدأ الأطفال بفهم مبدأ الأخذ والعطاء في العلاقات، الذي يُصبح محوراً رئيسياً في حياتهم. و"يبدأ الأطفال بقضاء المزيد من الوقت مع أقرانهم داخل وخارج المدرسة".
خلال مرحلة الطفولة الوسطى، يبني الأطفال على هذه المهارات الاجتماعية والرؤى العقلية لتتبع أفكار ومشاعر الكثيرين.
اختبار "سالي وآني"
بحلول سن الخامسة، يمتلك معظم الأطفال ما يُعرف بـ"نظرية العقل"، وهي القدرة على إدراك أن لكل شخص حالة ذهنية فريدة، وأن الآخر قد يعرف شيئاً لا تعرفه، أو يجهل شيئاً تعرفه أنت.
ويُقاس هذا عادةً من خلال اختبار "سالي وآني" الشهير:
يُطلب من الطفل مشاهدة رسوم كرتونية تُظهر فتاة تُدعى "آني" تحرّك كرة زجاجية (ماربل) من سلة صديقتها "سالي" إلى صندوق، بينما كانت سالي خارج الغرفة.
ثم يُسأل الطفل: "أين ستبحث سالي عن كرتها؟".
الكثير من الأطفال الصغار يجيبون بـ"الصندوق"، لأنهم يعرفون أن الكرة قد نُقلت، ويفترضون أن سالي تعرف ذلك أيضاً. لكن بحلول الخامسة تقريياً، يتمكن معظم الأطفال من فهم أن سالي لا تعلم ما حدث، وأنها ستبحث في السلة.
مثال توضيحي:
تخيل قصة عن طفل يُدعى "نيك"، يريد الانضمام إلى فريق كرة القدم، لكنه لا يعتقد أنه سينجح في الانضمام.
المدرب يعلم أن نيك متردد، لكنه يرغب فعلاً في ضمه للفريق.
بعد اتخاذ القرار، يُطرح السؤال:
"هل يعرف المدرب أن نيك لا يعلم أنه تم اختياره للفريق؟" (الإجابة الصحيحة: نعم).
للإجابة على هذا السؤال، يحتاج الطفل إلى تقييم ما يعرفه المدرب عن معرفة نيك برأي المدرب، وهي عملية عقلية تُعرف بـ"التفكير التكراري" (recursive thinking)، أي تفكير ضمن تفكير.
هذا النوع من التفكير ضروري لتفهم:
- من يعرف السر؟
- كيف ينتشر القيل والقال في ساحة المدرسة؟
- من يحاول خداعنا في لعبة عبر "خدعة مزدوجة"؟
ومع ذلك، لم يكن واضحاً للعلماء حتى وقت قريب متى يبدأ الأطفال في تطوير هذا النوع من التفكير.
في دراسة حديثة، قام كل من كريستوفر أوسترهوس (جامعة فشتا) وسوزان كوربر (جامعة فرايبورغ) بمتابعة 161 طفلاً من عمر خمس سنوات، لقياس تطور "نظرية العقل" لديهم خلال خمس سنوات لاحقة.
أظهرت البيانات ارتفاعاً حاداً في قدرات الأطفال ما بين سن الخامسة والسابعة، قبل أن يبدأ الأداء في الاستقرار.
يقول أوسترهوس: "لو كان الأمر مجرد تحسّن تدريجي في مواجهة تعقيد المهام، لكانت الزيادة أكثر اتساقاً. لكن ما نراه هو قفزة مفاهيمية واضحة".
نتائج اجتماعية إيجابية
تشير الأبحاث إلى أن لهذه القفزة العقلية آثاراً إيجابية فورية على الحياة الاجتماعية للأطفال ورفاههم. يقول أوسترهاوس: "وجدنا أنه كلما ارتفع مستوى تفكيرهم الاجتماعي، انخفض شعورهم بالوحدة. ربما يجدون سهولة أكبر في تكوين صداقات أو الانخراط في صداقات أعمق".
على هذا المنوال، تشير أبحاث دوبيلار إلى أن زيادة الحساسية ترتبط بسلوك اجتماعي أكثر إيجابية، مثل التصرف بلطف شديد مع شخص يشعر بالاستبعاد. لدراسة هذا، أجرت تجربة تحاكي نوع التنمر البسيط الشائع جداً للأسف في العديد من الملاعب.
لاختبار هذا، أعدّت دوبيلار تجربة قائمة على لعبة فيديو بسيطة تُدعى Cyberball، حيث يتبادل أربعة لاعبين الكرة فيما بينهم.
لكن ما لا يعرفه المشاركون أن ثلاثة من اللاعبين عبارة عن شخصيات افتراضية يتحكم فيها الحاسوب، واثنان منهم يمكن برمجتهما لتجاهل اللاعب الرابع وعدم تمرير الكرة إليه.
لاحظت دوبيلار أن الأطفال الأصغر سناً أبدوا حساسية أقل تجاه الظلم.
لكن مع التقدم في مرحلة الطفولة الوسطى، بدأ العديد من الأطفال باستخدام دورهم في اللعب لتمرير الكرة إلى "اللاعب المُهمّش"، في إشارة بسيطة إلى التعاطف والتضامن.
باستخدام فحوصات الرنين المغناطيسي الوظيفي لأدمغة الأطفال، وجدت دوبيلار وزملاؤها أن هذا يرتبط ببعض التغيرات المميزة في النشاط العصبي، مما يشير إلى انخفاض التركيز على أنفسهم، وربما زيادة التركيز على الآخرين. وتقول: "قد يكون ذلك بسبب زيادة مهارات تقبل وجهات النظر"، حيث أصبحت أدمغة الأطفال النامية قادرة على مراعاة مشاعر "الروبوت المُتنمر عليه".
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
يمكن للبالغين في حياة الطفل تسهيل تطوير التنظيم العاطفي، من خلال محادثات منتظمة يمكن أن تمنع نوبات الغضب
بداية الشك الذاتي
رغم الفوائد الكبيرة لتطور التفكير الاجتماعي لدى الأطفال، فإن له جانباً آخر أكثر تعقيداً: زيادة الوعي بالذات، وما يصاحبه من شكوك في الذات.
لننظر إلى دراسة حول "فجوة الإعجاب"، التي تصف ميلنا إلى التقليل من قدر مدى إعجاب شخص آخر بنا، مقارنةً بمدى إعجابنا به.
وجدت دراسة حديثة أجراها ووتر وولف، الذي يعمل حالياً في جامعة أوتريخت، أن فجوة الإعجاب تظهر لأول مرة في سن الخامسة وتزداد باطراد خلال مرحلة الطفولة الوسطى.
فكلما زادت قدرة الطفل على استيعاب الحياة النفسية للآخرين، زاد قلقه من أن نظرتهم إليه قد لا تكون إيجابية كما يأمل.
أعتقد أن هذا قد يفسر مزاجي السيئ في الحفلة (المشار إليه في بداية المقال)، كانت تلك أول تجربة لي مع الشعور بالوعي الذاتي والوحدة، ولم أكن أملك بعد الكلمات للتعبير عن سبب شعوري بالحزن والغضب، أو المهارات اللازمة للتغلب على فجوة الإعجاب وبناء صداقات جديدة مع أشخاص لم أكن أعرفهم جيداً.
قوة الحوار
يمكن للبالغين في حياة الطفل تسهيل تطوير هذه المهارات من خلال المحادثات المنتظمة.
على سبيل المثال، تشير أنتوني إلى بحث يُظهر قوة "التدريب العاطفي". يتضمن هذا الاستماع إلى الطفل دون إصدار أحكام، والتحقق من صحة ما يشعر به، ثم اقتراح طرق للمضي قدماً بإيجابية.
تقول: "لا يتعلق الأمر بمحاولة البالغ إصلاح كل شيء بالنسبة للطفل، بل بتوجيهه خلال عملية إدارة مشاعره".
قد يُشجع البالغ الطفل على إعادة التقييم المعرفي، على سبيل المثال، من خلال توضيح كيفية تفسير حدث مزعج في البداية بطرق مختلفة. قد يُطبق الطفل هذا بعد ذلك عندما يكون منزعجاً في المرة اللاحقة، مما يُسلحه ضد الضغوط المستقبلية.
يمكن للوالد أو المعلم أيضاً التحدث عن المعضلات الاجتماعية، سواء في الحياة الواقعية أو في الخيال.
يقول أوسترهاوس: "قد تسألهم: لماذا تصرف هذا الشخص بهذه الطريقة؟ لماذا قال كذا؟".
ويضيف أن هذا يساعدهم على التفكير ملياً في الحالات النفسية للآخرين، مما يُشجع على تطوير نظرية العقل لديهم.
أحياناً، يتقارب النهجان بشكل طبيعي. إذا تعرض طفل للصدمة بسبب وقاحة صديقه المقرب، فقد يشجعه على التساؤل عن الأسباب المحتملة لهذا السلوك السيئ. ربما كان متعباً أو يمر بيوم عصيب؛ ربما لم يكن الأمر شخصياً، ويمكن التعامل معه بتعاطف لا بغضب.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أخبار العالم : "لم يقتلني السرطان، ولكن قد أموت من الجوع"، نساء وأطفال يخاطرون بأرواحهم للحصول على فتات الطعام في غزة
أخبار العالم : "لم يقتلني السرطان، ولكن قد أموت من الجوع"، نساء وأطفال يخاطرون بأرواحهم للحصول على فتات الطعام في غزة

نافذة على العالم

timeمنذ 5 ساعات

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : "لم يقتلني السرطان، ولكن قد أموت من الجوع"، نساء وأطفال يخاطرون بأرواحهم للحصول على فتات الطعام في غزة

الخميس 24 يوليو 2025 12:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، يُحرم نحو ثلث المواطنين من الطعام لأيام متتالية في قطاع غزة Article Information تشهد غزة مستويات غير مسبوقة من الجوع، ما دفع أعداداً كبيرة من السكان إلى المخاطرة بحياتهم من أجل تأمين وجبة واحدة أو حتى ما يمكن وصفه بـ"شبه وجبة". فحتى النساء والأطفال، الذين أضعفتهم قسوة الجوع وأرهقتهم أوضاعهم الصحية، يقطعون مسافات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة، وينتظرون لساعات طويلة في ظل قصف مستمر وإطلاق نار كثيف، على أمل العودة بكيس طحين أو بعض المكرونة لأحبائهم - إلا أن الكثيرين منهم قد لا يعودون إلى منازلهم، مخاطرين بحياتهم في سبيل لقمة عيش تكاد تكون بعيدة المنال. ومن هؤلاء سمية البالغة من العمر 34 عاماً، التي تحمل إلى جانب إصابتها بمرض السرطان، مهمة إطعام أطفالها الخمسة، لأن زوجها مصاب ولا يستطيع الحركة، فبعد أن كان أكبر همها استكمال علاجها خارج قطاع غزة، أصبحت لا تفكر سوى في تأمين الغذاء لأطفالها. فتقول سمية باكية: "من أجل أطفالي الجوعى ونظراتهم الصعبة وعيونهم التي تُبكي الحجر والضمائر الحية، أحاول أن أقدم لهم أي شيء قبل أن أموت حتى لا أرى هذه النظرات بعيونهم، أنا مريضة سرطان في مرحلته الرابعة، ولم يقتلني السرطان حتى الآن لكن قد أموت من الجوع في أي لحظة". وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي في 21 يوليو/تموز الجاري، فإن نحو 90 ألف طفل وامرأة يعانون من سوء تغذية حاد، فيما يُحرم نحو ثلث المواطنين من الطعام لأيام متتالية في قطاع غزة. وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة في 22 يوليو/تموز الجاري، فقد بلغ العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية 101 حالة وفاة بينهم 80 طفلاً. رحلة سمية للحصول على المساعدات ليست كغيرها، فهي مصابة أيضاً في قدمها منذ بداية الحرب أثناء قصف منزل مجاور لها، وأثّرت الإصابة على حركتها بشكل كبير. ولكي تذهب سمية إلى أماكن المساعدات باتجاه معبر زيكيم شمال غربي غزة، تضطر أن تستقل عربة كارو، أو أن يحملها بعض الشباب على ظهورهم لعدة ساعات مشياً، حتى تصل إلى نقطة معينة تتجمع فيها الحشود لانتظار مرور شاحنات المساعدات القادمة مما تعرف بمؤسسة غزة الإنسانية، التابعة للولايات المتحدة وإسرائيل. وتصف سمية المشهد قائلةً: "في أغلب الوقت نكون منبطحين ونفترش الأرض فترة طويلة، لنحاول تفادي الرصاص الحي المتناثر فوق رؤوسنا، أماكن الحصول على المساعدات فعلاً مصيدة موت، لأن الاحتمال الأكبر أن أموت ولا أعود لأطفالي. أحياناً يتناثر علينا دم، فنتخيل أننا قُتلنا ثم نكتشف أن هذا دم لأشخاص بجوارنا". ووفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة في 20 يوليو/تموز الجاري، فإن إجمالي ضحايا انتظار المساعدات بلغ 922 شخصاً وأكثر من 5861 إصابة. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة تخطى إجمالي ضحايا انتظار المساعدات ألف قتيل مصيدة موت لجمع الفتات فقط وبحسب سمية، تكون الشاحنات على مقربة من جنود الجيش الإسرائيلي الذين يطلقون النار، ولكن يضطر الجائعون إلى الاقتراب من الشاحنات رغم خطورة الوضع. ويؤكد الجيش الإسرائيلي أنه لم يطلق النار على مدنيين داخل أو قرب مراكز توزيع المساعدات، ويتهم حماس باستغلال معاناة المدنيين، لا سيما عبر نهب المساعدات الإنسانية أو عبر إطلاق النار على منتظري المساعدات، بينما تُحمل "مؤسسة غزة الإنسانية" حماس المسؤولية عن الوضع الإنساني في القطاع. تضيف سمية: "حشود كثيرة جداً تهجم على المساعدات، ويقومون بضرب بعضهم ليحصلوا عليها. أنا لا أحصل على مساعدات، أنا أحصل على الفتات لأطعم أطفالي، فأنا لا أستطيع الوقوف كرجل شديد أو امرأة معافاة، أحاول فقط تعبئة الفتات الذي يتساقط من الناس، أو أنتظر ربما تعطف عليَّ بعض النساء ويعطينني جزءاً بسيطاً - آخذ الفتات وأجمعه وأنظّفه من الرمال لكي نأكله أنا وأولادي". التعليق على الصورة، جرحت سمية بآلة حادة أثناء محاولتها الحصول على المساعدات ورغم كل ما تواجهه سمية، لم تتوقف عن الذهاب للحصول على المساعدات لأجل أطفالها، وتتذكر أصعب يوم مرَّ عليها، حيث جرحها أحد الأشخاص بآلة حادة ليستولي على الطحين من يدها، إذ تقول: "توسلتُ إليه أن يترك كيلو واحداً لأطفالي لكنه لم يستجب، ونُقلت إلى مستشفى الشفاء وتم إجراء الخياطة ليدي بدون مخدر، وما زالت غرز الخياطة في يدي حتى اليوم، تمنيت الموت يومها لأني لم أستطع أن أطعم أطفالي". تلامس جسدي مع الرجال أثناء التزاحم ليس فقط العنف الجسدي هو ما تواجهه نساء غزة لتأمين قوتهن وقوت أسرهن، حيث يتعرضن لمواقف محرجة أثناء التزاحم للحصول على المساعدات أو أثناء الانبطاح على الأرض لحماية أنفسهن من الرصاص، فالجوع أزال الحواجز بين النساء والرجال كما تحكي سمية. تشرح سمية بخجل شديد: "أثناء انتظار المساعدات نتعرض لمواقف صعبة لا نستطيع أن نصفها أمام أحد ولا أمام أزواجنا، ما يضيف علينا ضغطاً نفسياً، فنحن نُسِرّ في أنفسنا ولا نحكي، فمثلاً أثناء الانبطاح لنحتمي من الرصاص، يكون الرجال فوق النساء والنساء فوق الرجال، أو عندما يحملني شاب على ظهره لأني مريضة، أشعر بخجل شديد لكني مضطرة للحصول على لقمة العيش". وتضيف: "مهما صرخت المرأة ومهما بكت ومهما قالت ابعدوا عني، لا يسمعها أحد، فهذا تحرش غير متعمد، ولكنه تلامس تلقائي بسبب التزاحم والتسارع على لقمة العيش، كل شخص هناك لا يفكر في مشاعر الإنسان الآخر، الكل يريد الطعام". لا مساعدات للصغار رغم خطورة الأوضاع الأمنية والإنسانية، يتوجه العديد من الأطفال لمراكز المساعدات التابعة لمؤسسة "غزة الإنسانية" المدعومة أمريكيّاً لتأمين الغذاء لأُسرهم. يذهب الطفل سامي ماهر البالغ من العمر 13 عاماً، النازح في منطقة اليرموك بمدينة غزة دائماً مع أخيه الأكبر إلى مركز المساعدات في رفح جنوب القطاع ليساعد إخوته العشرة ووالدته، حيث يتواجد والده خارج القطاع مرافقاً لحفيده الذي يُعالج في إيطاليا جرّاء إصابته في الحرب. ولكي يوفر سامي المقابل المادي لعربة الكارو التي يستقلها إلى مركز المساعدات، يعمل في جمع الحطب وبيعه. يفترق سامي عند الوصول لنقطة توزيع المساعدات عن أخيه وسط الزحام، وينتظر مع الحشود ساعات في الشمس، وبعد فتح الطريق يجري حوالي 2 كيلو متر ليصل إلى المساعدات التي يسرع إليها الآلاف في غزة. يشرح سامي معاناته للحصول على المساعدات: "تزاحم مع ناس أكبر مني في العمر، يقفزون فوقي ويتم دهسي، وأحياناً يضربونني ليأخذوا منى الطعام الذي جمعته، لكن أصعب شيء هو مشاهدتي الجثث التي تتساقط على الأرض بسبب إطلاق النار". كميات قليلة جداً من الطحين أو الأرز أو العدس قد يعود بها سامي لأسرته، وأيام أخرى يعود بلا شيء، وهذا أقسى شعور يمر عليه، حيث يضيف: "سأظل أعرض حياتي للخطر لكي أحصل على لقمة العيش، فلا أستطيع أن أرى إخوتي يموتون من الجوع ولا أساعدهم". صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، أطفال يخاطرون بحياتهم للحصول على الطحين وعن أخطر المواقف التي تعرّض لها يقول سامي: "بعض الأشخاص وضعوا سكيناً على رقبتي لترك حقيبتي وأخذ المساعدات منّي، حدث ذلك معي 3 مرات، لم أستطع أن أدافع عن نفسي لأنهم أكثر من شخص، شعرت يومها برعب وخوف، وبصغر سني مقابل هؤلاء الأشخاص". وسجلت الأمم المتحدة حتى 21 يوليو/تموز الجاري مقتل 1054 شخصاً في غزة أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، منهم 766 قُتلوا بالقرب من مراكز توزيع مؤسسة غزة الإنسانية، و288 قُتلوا بالقرب من قوافل مساعدات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى. وكانت المؤسسة التي تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل قد بدأت عملها في القطاع في 27 مايو/أيار الماضي، وترفض عملها الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى.

أخبار العالم : ماذا يخبرنا "المسنّون الخارقون" عن الشيخوخة الصحية؟
أخبار العالم : ماذا يخبرنا "المسنّون الخارقون" عن الشيخوخة الصحية؟

نافذة على العالم

timeمنذ 10 ساعات

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : ماذا يخبرنا "المسنّون الخارقون" عن الشيخوخة الصحية؟

الخميس 24 يوليو 2025 12:00 صباحاً نافذة على العالم - صدر الصورة، Sandy Huffaker for The Washington Post via Getty Images التعليق على الصورة، يقول الدكتور إريك توبول، البالغ من العمر 71 عاماً (في الصورة): "يجب علينا جميعاً أن نمارس المزيد من النشاط البدني" Article Information Author, مارغريتا رودريغيز، ريبيكا ثورن Role, بي بي سي قبل 2 ساعة عندما التقى طبيب القلب الدكتور، إريك توبول، بالسيدة "إل. آر" البالغة من العمر 98 عاماً، لأول مرة لحضور موعد طبي، لفت انتباهه أمرٌ ما. لقد لاحظ أنه لا يوجد برفقتها أحد من أقاربها، فسألها كيف سافرت للوصول إلى المركز الطبي. قال لبي بي سي: "لقد قادت سيارتها بنفسها... سرعان ما تعلمت الكثير عن هذه السيدة النابضة بالحياة والصحة بشكلٍ استثنائي، والتي تعيش بمفردها، ولديها شبكة اجتماعية واسعة، لكنها تستمتع بعزلتها". الدكتور توبول، مؤسس ومدير معهد سكريبس للأبحاث التطبيقية -مركز أبحاث طبية معروف في الولايات المتحدة- بنى مسيرة مهنية حافلة كعالم ومؤلف. يبحث أحدث أعماله في الأسباب العلمية، التي تقف وراء عيش بعضنا حياة أطول وأكثر صحة من غيرهم. يحذر الدكتور توبول من تصديق الخرافات والعلوم الزائفة، مثل "مكملات مكافحة الشيخوخة التي لا توجد عنها أي بيانات، والإجراءات والعلاجات التي تُباع دون أي أساس علمي". يقول: "ربما نمتلك يوماً ما حبة سحرية (لمساعدتنا على التقدم في السن بشكل صحي)، لكننا لا نملكها حتى الآن. بل إنها حتى بعيدة المنال". فما هي إذاً الأسرار المدعومة علمياً للشيخوخة الصحية؟ دور الجينات الوراثية في عام 2007، أمضى الدكتور توبول وفريقه أكثر من ست سنوات في دراسة التسلسل الجيني لنحو 1,400 شخص من الولايات المتحدة الأمريكية، كانوا في الثمانينيات من عمرهم أو أكبر، ولا يعانون من مشاكل صحية خطيرة. يقول الدكتور توبول: "من الصعب جداً العثور على هؤلاء الأشخاص: لم يسبق لهم الإصابة بأمراض خطيرة أو مزمنة، ولم يتناولوا أدوية طويلة الأمد، وتجاوزوا سن 85 عاماً". عندما درس الفريق هذه المجموعة، المعروفة باسم "المسنين الخارقين"، لم يجدوا في جيناتهم سوى القليل جداً مما يفسر تمتعهم بصحة جيدة. التقى الدكتور توبول بالسيدة "إل. آر"، البالغة من العمر 98 عاماً، بعد نشره تلك الدراسة، ورغم أنها لم تكن جزءاً من العينة التي دُرست، إلا أن قصتها مُدرجة في أحدث أعماله. ويشير إليها كمثال لشخص يعيش شيخوخة صحية وبشكل جيد، على الرغم من وجود تاريخ عائلي للوفاة المبكرة. يقول الدكتور توبول: "هؤلاء الأشخاص الذين يصلون إلى حالة شيخوخة صحية مذهلة، وصولاً إلى بلوغهم المئة عام، ليسوا نمطاً عائلياً في الغالب... ربما يكون هناك عامل وراثي، ولكنه ليس التفسير السائد". يقول الدكتور توبول إن فكرة أن الجينات قد لا تكون العامل الحاسم في الشيخوخة الصحية تُعدّ فكرة مُحرِرة (من القيود وأنماط التفكير السلبية)، بالنسبة لمن لديهم تاريخ عائلي من الوفاة المبكرة والأمراض المزمنة. الالتهاب المرتبط بالشيخوخة صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، يمكن أن يؤدي الالتهاب المزمن إلى أمراض مرتبطة بالشيخوخة، بما في ذلك الزهايمر وأمراض القلب والأوعية الدموية دفعت نتائج الدراسة الدكتور توبول إلى وضع نظرية مفادها أن "المُعمرين الخارقين" يُعانون من مستويات أقل من الالتهاب المزمن، وهو عامل شائع في العديد من أمراض الشيخوخة. الالتهاب هو استجابة طبيعية وصحية من الجسم للأذى، مثل العدوى أو الإصابة أو السموم. ولكن عندما يصبح الالتهاب مزمناً ويُؤثر على الجسم لفترة طويلة جداً، فقد يؤدي إلى مشاكل خطيرة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الأعصاب، كما يقول البروفيسور ديفيد جيمس، مدير الأبحاث في معهد الشيخوخة الصحية (IHA) ومقره في كلية لندن الجامعية. وتُعرف طبياً باسم "الالتهاب المرتبط بالشيخوخة"، كما يقول. يوضح: "مشكلة الالتهاب المزمن هي أنه يشبه إلى حد ما عُمّال البناء الذين يرفضون المغادرة، ويصبح وجودهم الدائم عبئاً كبيراً". تقول إحدى النظريات إن أسلوب حياتنا الحديث هو الذي يُسبب هذا الالتهاب، بسبب عدم التوافق بين كيفية تطور أجسامنا وطريقة معيشتنا الحالية. يقول جيمس: "أجسامنا مُصممة حقاً لعالم يعاني من ندرة الغذاء... إنها ليست مُصممة على الإطلاق لتناول فائض من الطعام طوال الوقت، وخاصة الأطعمة المصنعة والغنية بالدهون". يوضح البروفيسور جيمس أن السمنة تعدُ من أبرز العوامل التي تساهم في أمراض مثل السكري والخرف وأمراض القلب من خلال تعزيز الالتهاب. كيف يُمكنك تقليل الالتهاب؟ صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات هو أحد العوامل الأساسية لشيخوخة صحية تعكس معظم توصيات الدكتور توبول إرشادات الحياة الصحية، التي غالباً ما نُشجع على اتباعها. يوصي باتباع نظام غذائي نباتي أو شبيه بالنظام الغذائي المتوسطي (غذاء قاطني منطقة البحر الأبيض المتوسط)، والذي يتضمن الكثير من الفواكه والخضراوات. كما يشدد أنَّ الحصول على نوم كافٍ وجيد أمرٌ ضروري أيضاً. يوضح الدكتور توبول: "في كل ليلة، لدينا هذه الفضلات في دماغنا، وهي نواتج أيضية، وهي سامةٌ جداً وتحفّز الالتهاب، ونحتاج إلى التخلص منها عبر ما يُسمى بالقناة الغليمفاوية، التي اكتُشفت في السنوات الأخيرة". اكتُشفت القناة الغليمفاوية عام 2012، وتعمل كنظامٍ لتصفية الفضلات في الدماغ، حيث تنقل هذه الفضلات عبر شبكةٍ من الأنفاق. وقد أظهرت دراساتٌ لاحقةٌ أن هذا النظام يكون أكثر نشاطًا أثناء النوم. يقول: "اتضح أنه إذا لم نحصل على قسط كافٍ من النوم العميق... فإننا لا نُصفّي هذه الفضلات، ما يُتيح لها فرصةً لإحداث التهاب في أدمغتنا. لذلك، علينا تحسين نومنا العميق للوقاية من الأمراض العصبية التنكسية (أي التدهور التدريجي للخلايا العصبية)". ويوصي الدكتور إريك توبول أيضاً بممارسة قدر كافٍ من التمارين الرياضية. ويقول لبي بي سي: "لو كان (هذا) دواءً، لكان أكبر دواءٍ ثوري لدينا". ويضيف أن المشي السريع أو ركوب الدراجات من الأمثلة الرائعة على التمارين الهوائية، ولكن ينبغي على الناس أيضاً التفكير في أشكال أخرى من اللياقة البدنية، بما في ذلك تمارين القوة والتوازن. يقول: "ليس بالضرورة أن تكون التمارين مُفرطة أو قاسية، فحتى الأنشطة الخفيفة المُستمرة مُفيدة". صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، الحفاظ على التفاعلات الاجتماعية له آثار مفيدة مع تقدمنا في السن كما ارتبط التفاعل الاجتماعي وتجنب العزلة بانخفاض خطر الإصابة بالخرف، على الرغم من اختلاف العلماء حول مدى ذلك. قدّرت لجنة لانسيت لعام 2020 أن القضاء على العزلة الاجتماعية سيقلل من انتشار الخرف، بنسبة 4 في المئة عالمياً. أجرت جامعة سيدني دراسة أخرى، حللت نتائج 13 دراسة دولية من مناطق تشمل أستراليا وأمريكا الشمالية وعدة دول في أوروبا وأمريكا الجنوبية وآسيا وأفريقيا، وبحثت بدقة في أنواع التفاعل الاجتماعي الأكثر تأثيراً. يقول الدكتور سوراج سامتاني، أحد مؤلفي دراسة جامعة سيدني: "وجدنا أن التفاعلات المتكررة -شهرياً أو أسبوعياً- مع العائلة والأصدقاء، والتحدث مع شخص ما، تقلل من خطر الإصابة بالخرف. كما وجدنا أن العيش مع الآخرين وممارسة الأنشطة المجتمعية يقلل من خطر الوفاة". يُعتقد أن التواصل الاجتماعي يساعد على تعزيز القدرة على مواجهة آثار مرض الزهايمر في الدماغ -المعروف باسم الاحتياطي المعرفي-. كما يمكن أن يساعد في تعزيز السلوكيات الصحية مثل ممارسة الرياضة، وتقليل التوتر والالتهابات، وفقاً لجمعية الزهايمر في بريطانيا. يقول الدكتور توبول إن السيدة "إل. آر" هي النموذج الأمثل، "إنها تتمتع بشخصية مشرقة للغاية، وهو ما يتوافق أيضاً مع كثرة التفاعلات الاجتماعية. ولديها أيضاً العديد من الهوايات، فهي رسامة زيتية، وقد فازت بجوائز". ويضيف: "هذا ما يجب أن نطمح إليه؛ شيخوخة صحية". "تغيير جذري" ويتوقع الدكتور توبول أيضاً أن يساعد الذكاء الاصطناعي الأطباء على معالجة كميات هائلة من البيانات، للتنبؤ بالأمراض المرتبطة بالعمر والوقاية منها في المستقبل، بما في ذلك التنبؤ بالعمر الذي يُحتمل أن يُصاب فيه الشخص بتلك الأمراض، والتدخل بإجراء تغييرات في نمط الحياة مُبكراً. ويقول: "نحن نتحدث عن منع حدوث المرض من الأساس، وليس فقط منع النوبة القلبية الثانية بعد الإصابة بالأولى". وبينما يصف الدكتور توبول هذا النوع من تحليل المخاطر بأنه "تغيير جذري"، يتوخى البروفيسور جيمس الحذر بشأن مدى واقعية مطالبة الناس بإجراء تغييرات جوهرية في حياتهم، حتى مع توافر مثل هذه المعلومات لهم. ويضيف: "يمكنك أن تقول: انظر، لماذا لا يتناول الجميع الطعام الصحي؟ كما تعلم، يجب اتباع نظام غذائي سليم، وتناول طعام صحي، والذهاب إلى النادي الرياضي، والركض، وما إلى ذلك. لكن معظم الناس لا يملكون الوقت الكافي للقيام بذلك".

أخبار العالم : كيف تؤثر الفطريات التي تعيش في أجسامنا على أدمغتنا وسلوكنا؟
أخبار العالم : كيف تؤثر الفطريات التي تعيش في أجسامنا على أدمغتنا وسلوكنا؟

نافذة على العالم

timeمنذ يوم واحد

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : كيف تؤثر الفطريات التي تعيش في أجسامنا على أدمغتنا وسلوكنا؟

الثلاثاء 22 يوليو 2025 08:40 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، العلماء يبحثون مدى تأثير الفطريات على الدماغ البشري Article Information Author, كاتارينا زيمر Role, بي بي سي فيوتشر قبل 52 دقيقة يبدو أن الفطريات التي تعيش في أجسامنا لها تأثير على صحتنا أكبر بكثير مما كنا نتصور. فمن بين ملايين الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش على أجسامنا وداخلها، هناك أنواع لا تحصى من الفطريات، فهناك فطريات كثيرة على جلدنا، كما أن الأغشية داخل الأنف أو المهبل مليئة بها، بل وتعيش الفطريات إلى جانب البكتيريا داخل الأمعاء أيضا. تنتقل الفطريات إلينا من أمهاتنا عند الولادة، لكن فطريات جديدة تدخل أجسامنا باستمرار. فنحن نهضم الخميرة كلما أكلنا الخبز مثلا، ونستنشق الفطريات مع كل نفس نأخذه. ويقضي جهاز المناعة على الكثير من هذه الفطريات فورا، لكن بعضها يعيش فترة أو يبقى في أجسامنا مدى الحياة. ويسعى الباحثون في الفترة الأخيرة إلى استكشاف كيف تؤثر الفطريات، التي تعيش في أجسامنا، على أدمغتنا وعقولنا وسلوكنا. ويعرف الأطباء منذ مدة طويلة أن الفطريات قد تتسبب في التهابات خطيرة في الدماغ. لكن الباحثين وجدوا الآن مؤشرات مثيرة للفضول والجدل على أن هذه الميكروبات قد تكون لها تأثيرات عصبية أخرى على البشر. ويتفق العلماء على استبعاد فكرة أن تسيطر الفطريات على أجسامنا. لكنهم يبحثون بجدية ما إذا كانت بعض الفطريات داخل أجسامنا تساهم في الإصابة بأمراض في الدماغ، وما إذا كانت الفطريات التي تعيش في الأمعاء تؤثر على سلوكنا وصحتنا النفسية. يقول خبراء إن المطلوب هو المزيد من الأبحاث، لفهم العلاقة العميقة والمعقدة بين الميكروبات، التي تعيش بداخلنا، واستكشاف طرق جديدة لتحسين صحتنا. ويملك البشر قدرة كبيرة على مقاومة الفطريات، فحرارة أجسامنا تصعب عليها البقاء داخلنا، وحتى التي تبقى منها قد تكون نافعة لنا، وربما تدعم جهازنا المناعي، وتساعد في التئام الجروح، وفق ما يقوله خبير الأحياء الدقيقة ماثيو أولم من جامعة كولورادو بالولايات المتحدة. لكن الكثير من الفطريات الأخرى يمكنها أن تتسبب في التهابات مثل سعفة القدم أو القلاع. ويحدث هذا عندما نتعرض لفطريات جديدة ضارة في محيطنا، أو عندما تتكاثر الفطريات الموجودة في أجسامنا بطريقة كبيرة، وفق ما تقوله ريبيكا دروموند، خبيرة مناعة الفطريات في جامعة برمنغهام في بريطانيا. من النادر أن تصل الفطريات إلى الدماغ، بسبب حواجز حمائية في الرئتين والأمعاء، وكذلك بسبب الحاجز الدماغي والخلايا المناعية المؤهلة لتدمير أي فطر يدخل إلى الدماغ. لكن من الممكن أن يصاب الدماغ بالتهابت فطرية، وقد ارتفع عدد هذه الحالات في العقود الأخيرة. والسبب في ذلك هو تزايد عدد الناس الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، حسب دروموند، نتيجة انتشار فيروس ضعف المناعة المكتسب على المستوى العالمي، خاصة في أجزاء من أفريقيا، وكذلك نتيجة تزايد استعمال مثبطات المناعة في علاج السرطان وزراعة الأعضاء. وتقول دروموند: "كلما زاد استعمال أدوية إضعاف المناعة، ارتفع عدد الالتهابات الفطرية". صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، الفطريات تدخل أجسامنا مع الهواء الذين نتنفسه وتأتي الفطريات التي تصيب الدماغ أحيانا من الرئتين، مثل الرشاشيات، أو المستخفيات التي نستشقها في الهواء. ويمكنها أن تنبت وتكبر وتنتشر، حسب دروموند، إذا أهملت. ويحدث أحيانا أن تنبت فطريات المهبل وتنمو بشكل كثيف. وعندما تصل إلى الدماغ تتفرع وتنتج سموما قاتلة للأعصاب. أما المستخفيات فيمكنها أن تنمو في كتل مثل الأورام، و"بطبيعة الحال فإنها تسبب أضرارا جسمية". وتقول دروموند إن التهابات الدماغ الفطري غالبا ما تكون مميتة. وتصل نسبة الوفاة بين المصابين بالتهابات الرشاشية 90 في المئة، ويضعب علاجها، لأنه لا توجد أدوية كثيرة مضادة للفطريات. وليس بإمكان كل الأدوية عبور الحاجز الدماغي لقتل الفطريات، كما أن بعض الفطريات طورت مقاومة لهذه الأدوية. والذين ينجون من الالتهابات الفطرية غالبا ما يعانون من إصابات مزمنة في الدماغ. وتقول دروموند إن مرضى الإيدز الذين ينجون من داء المستخفيات في الدماغ يعانون من ضعف البصر والذاكرة والدوخة. ويعرف العلماء منذ زمن طويل أخطار التهابات الدماغ الفطرية، لكن بعضهم يعملون في السنوات الأخيرة لاستكشاف ما إذا كانت الفطريات تصل إلى الدماغ أكثر مما كان الاعتقاد سائدا، وما إذا كانت تساهم في تدمير الخلايات العصبية مثلما يحدث في حالات مثل الزهايمر. وحسب ريتشارد ليذ، خبير علم الأحياء الجزيئي في جامعة أيدنبره في بريطانيا، فإن من بين الحالات التي تعزز هذه النظرية، اكتشاف الالتهابات الفطرية والميكروبية في المرضى الذين ثبتت إصابتهم بداء الزهايمر. وفي حالات كثيرة عندما يصف الطبيب أدوية مضادة للالتهاب "تتوقف أعراض الخرف". ويعتقد ليذ أن الميكروبات تتسلل عبر الحاجز الدماغي بشكل متكرر، لكن غالبا ما يدمرها الجهاز المناعي السليم عند الأشخاص. ولأن جهازنا المناعي يضعف بتقدمنا في السن فإن هذا يسمح للميكروبات بالتراكم في الدماغ، وربما يؤدي إلى التهابات تدمر الأعصاب. ويقول إن الضرر لا يظهر إلا عندما يضعف الجهاز المناعي. ويبحث العلماء ما إذا كانت للفطريات علاقة بالاضطرابات النفسية. واعتقد العلماء لفترة طويلة أن الزهايمر ينشأ من بعض البروتينات في الدماغ، لكن النقاش يتزايد بشأن هذه البروتينات وهل هي التي تسبب المرض أم أنها من أعراضه. ويرى ليذ أن هذه البروتينات يتنجها نظام الدفاع المضاد للميكروبات المتسللة، ودليله على ذلك هو البحوث التي كشفت عن خصائص مضادة للالتهاب في هذه البروتينات. والدليل الآخر على أن الميكروبات المتسللة إلى الدماغ قد تكون سببا في ظهور الزهايمر نجده في البحوث التي أجريت على الفئران، إذ لاحظ العلماء دخول فطريات المبيضات البيضاء إلى دماغ القوارض عندما يضعف جهازها المناعي. وفي دراسة لا تزال قيد المراجعة، فحص ليذ وزملاؤه شرائح من دماغ موتى لم يصابوا بالزهايمر، وشرائح من دماغ موتى مصابين بالزهايمر. فوجدوا كميات كبيرة من البيكتريا والفيروسات في المجموعتين، لكن الكمية كانت أكبر في المجموعة المصابة بالزهايمر. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، العلماء يبحثون ما إذا كان الزهايمر له علاقة بالميكروبات التي تتسلل إلى الدماغ وإذا كانت الميكروبات بالفعل عاملا في ظهور الزهايمر، فإنه بإمكاننا التقليل من الإصابة بالمرض أو منعه من خلال تعزيز الجهاز المناعي، عن طريق اللقاحات التي ثبتت نجاعتها في تقوية المناعة العامة. لكن هذه النظرية لا تزال في مهدها. ويرى ليذ أنها "فكرة جديدة". وهناك نقاش حول نظرية أخرى، وهي - كما يعقتد أولمو وآخرون - أنه من الصعب استبعاد فكرة أن يكون ظهور المادة الوراثية الميكروبية ناتج عن التلوث، نظرا لأن شظايا الميكروبات موجودة في كل مكان، لكن ليذ يرى أن ذلك غير محتمل، مشيرا إلى تقارير مفادها أن شظايا الميكربات موجودة داخل العينات مثلما هي موجودة على سطحها. أما التلوث من الهواء فيبقى على سطح الدماغ. ويصر أولمو على أن وجود شظايا الميكربات في دماغ المصاب بالزهايمر ليس دليلا على أن تلك الميكروبات سببت المرض. ويمكن مثلا أن يكون السبب في ضعف الحاجز الدماغي في تلك الأدمغة أو في مشاكل أخرى. ويعني ذلك أن عددا كبيرا من الميكروبات تسلل إلى الدماغ قبل أن يقضي عليها الجهاز المناعي. لكن أدلة جديدة على أن الميكروبات يمكن أن تجتاح أدمغة الحيوانات، مثل السمك، تعزز فكرة أن ذلك يمكن أن يحدث مع الثدييات أو ربما البشر، حسب أولمو. ففي دراسة نشرت في 2024 وسم العلماء البكتيريا بجزيئات مضيئة خضراء ووضعوها في حوض به أسماك السلمون. وبعد أسبوع، يقول أولمو، "تسللت الميكروبات إلى دماغ السمك بضوئها الأخضر. والغريب أن الميكروبات تعيش في دماغ السمك طوال حياته دون أن يكون لها أي تأثير عليه". ويضيف أن فكرة تسلل الفطريات أو الميكروبات الأخرى إلى الدماغ مع تقدم السن، إما بسبب ضعف الجهاز المناعي أو تآكل الحاجز الدماغي، أصبحت أكثر قبولا للتصديق. يقول أولمو: "أعتقد أننا بلغنا الحد الأدنى للبحث في هذه الفرضية. فهي جديرة بأن نخصص المال لمعرفة ما يجري". والمثير للاهتمام هو أن الفطريات قد لا تحتاج للوصول إلى الدماغ لتؤثر فيه، ففي دراسة نشرت عام 2022، وجد خبير علم المناعية إيليان إلييف من كلية فيل كورنيل الطبية في الولايات المتحدة وزملاؤه، أن إضافة طفيليات المبيضات البيضاء إلى أمعاء الفئران تجعلها أكثر مقاومة لتضرر الأمعاء بسبب الالتهابات الميكروبية أو الاستعمال المفرط للمضادات الحيوية. ويقول إلييف إن تعزيز جدار الأمعاء قد يكون آلية حمائية من الجسم لمنع الفطريات والميكروبات الأخرى من الخروج من الأمعاء وإصابة أنسجة أخرى. لكن المفاجاة الكبرى كانت عندما راقب الفريق سلوك القوارض. والعجيب أن الفئران المشحونة بالفطريات كانت أكثر ميلا إلى الشم والتواصل والتفاعل مع الفئران الأخرى. وهذا يعني أن تعرضها للفطريات ربما كان له نوع من التاثير على سلوكها أيضا. وبناء على تجارب أخرى، وضع العلماء نظرية مفادها أن بعض الجزيئات التي أفرزتها خلايا الجهاز المناعي عند الفئران في الدم، حفزت الخلايا العصبية المسؤولة عن السلوك في الدماغ. وقال إلييف إن "هذه المسألة كانت مفاجأة بالنسبة لنا". ولا أحد يعرف سر هذا التداخل بين فطريات الأمعاء والدماغ. ويتساءل إلييف هل من الصدفة أن تؤثر إشارات المناعة المدفوعة بالفطريات على الدماغ، أم أنها إشارات متعمدة من الفطريات لضمان بقائها على قيد الحياة؟". ويرى إلييف أن أجسام الثدييات ربما تستفيد من تغيير سلوكها في وجود الفطريات. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، لاحظ علماء أن الفئران المشحونة بالفطريات في أمعائها أكثر تفاعلا مع غيرها ولا يوجد دليل حتى الآن على أن هذا التداخل بين الفطريات والدماغ يحدث في جسم البشر. لكن الاحتمال جدير بالبحث، حسب أولمو. ففي السنوات الأخيرة تزايدت الأدلة على أن البكتيريا التي تعيش في الأمعاء قد يكون بمقدورها إرسال إشارات إلى الدماغ عن طريق الجهازين المناعي والعصبي، أو بإنتاج مواد مرتبطة بالاكتئاب أو القلق أو الاسترخاء. ويقول أولمو: "مبدئيا، ليس هناك أي سبب يجعلنا نعتقد أن الفطريات لا تفعل ذلك أيضا". ويبحث بعض العلماء ما إذا كانت الفطريات لها علاقة بالاضطرابات النفسية. وبينت العديد من الدراسات وجود فروق بين فطريات الأمعاء عند الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أوالاضطراب ثنائي القطب. أما بين النساء المصابات بانفصام الشخصية، فاللائي تعرضن منهن لفطريات المبيضات البيضاء التي تعيش في الأمعاء يسجلن نتائج أقل في اختبارات الذاكرة، والقدرات الذهنية الأخرى، وفق دراسة أجرتها في 2016 إيميلي سيفرنس وزملاؤها في جامعة جون هوبكينز. وتستكشف هذه الدراسة ما إذا كان نمو فطريات المبيضات البيضاء المفرط، الذي يسببه التوتر أو المضادات الحيوية، يُحدث عدم توازن في ميكروبات الأمعاء، فيعدل تركيبة المادة التي تنتجها بطريقة تجعل الشخص معرضا لانفصام الشخصية. لكن هذا لا يعني أن الفطريات هي التي تسبب انفصام الشخصية ، لكنه قد يعني بكل بساطة أن هؤلاء المرضى أكثر عرضة لمستويات عالية من الفطريات. وتقول سيفرنس: "أعتقد أن هذا مجال بحث مثير للاهتمام، لكنه في مرحلة مبكرة". ويسعى الباحثون في السنوات المقبلة إلى معرفة ماذا كانت الفطريات، وأي نوع منها تحديدا، يؤثر فعلا على أدمغتنا؟. تقول دروموند: "لا جدال أن الفطريات مهمة، لكن أين تكمن أهميتها تحديدا؟ أعتقد أن هذا ما يجري البحث عنه".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store