logo
السفيرة الاوكرانية تستذكر يوم ضحايا الإبادة الجماعية ضد تتار القرم

السفيرة الاوكرانية تستذكر يوم ضحايا الإبادة الجماعية ضد تتار القرم

عمونمنذ 3 أيام

عمون - استذكرت السفيرة الاوكرانية شيرباتيوك ميروسلافا يوم ضحايا الإبادة الجماعية ضد تتار القرم.
وقالت السفيرة في بيان لها مساء اليوم الأحد، إنه تم تحديد يوم 18 مايو من قبل البرلمان الأوكراني باعتباره يوم ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية للشعب المسلم الأصلي في شبه جزيرة القرم - تتار القرم.
وتابعت أنه في هذا اليوم من عام 1944 ارتكب النظام السوفييتي الشمولي إحدى أخطر الجرائم في تاريخه - الترحيل القسري الجماعي لشعب تتار القرم بأكمله من وطنهم التاريخي - شبه جزيرة القرم. فبناءً على الأمر الشخصي من جوزيف ستالين قررت السلطات السوفييتية "التطهير " شبه جزيرة القرم بالكامل من تتار القرم. معتبرة ذلك عملاً من أعمال التطهير العرقي يهدف إلى تدمير تتار القرم كشعب أصلي ومجتمع وطني، مما مكّن من استعمار المنطقة على النطاق الواسع.
ونوهت أنه مع فجر 18 مايو بدأت عملية واسعة النطاق شنّتها المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية (كي جي بي) في جميع أنحاء شبه جزيرة القرم فقد اقتحم الضباط المسلحون المنازل، ولم يمنحوا العائلات سوى 10-20 دقيقة لجمع أمتعتهم قبل طردهم قسرًا.
وأشارت إلى أنه بحلول 20 مايو رحّلت السلطات السوفيتية ما يزيد عن 190 ألفًا من تتار القرم إلى مناطق نائية للاتحاد السوفيتي باستخدام قطارات الشحن.
وتاليًا نص المقال الذي نشرته السفيرة:
يوم ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية ضد تتار القرم
تم تحديد يوم 18 مايو من قبل البرلمان الأوكراني باعتباره يوم ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية للشعب المسلم الأصلي في شبه جزيرة القرم - تتار القرم.
في هذا اليوم من عام ١٩٤٤ ارتكب النظام السوفييتي الشمولي إحدى أخطر الجرائم في تاريخه - الترحيل القسري الجماعي لشعب تتار القرم بأكمله من وطنهم التاريخي - شبه جزيرة القرم. بناءً على الأمر الشخصي من جوزيف ستالين قررت السلطات السوفييتية "التطهير " شبه جزيرة القرم بالكامل من تتار القرم. كان هذا عملاً من أعمال التطهير العرقي يهدف إلى تدمير تتار القرم كشعب أصلي ومجتمع وطني، مما مكّن من استعمار المنطقة على النطاق الواسع. كانت هذه الجريمة ماكرة بشكل خاص حيث كانت غالبية الضحايا من النساء والأطفال وكبار السن، بينما كان آلاف الرجال من تتار القرم يخدمون على الخطوط الأمامية خلال الحرب العالمية الثانية كجزء من الجيش الأحمر.
فجر 18 مايو بدأت عملية واسعة النطاق شنّتها المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية (كي جي بي) في جميع أنحاء شبه جزيرة القرم. اقتحم الضباط المسلحون المنازل، ولم يمنحوا العائلات سوى 10-20 دقيقة لجمع أمتعتهم قبل طردهم قسرًا.
بحلول 20 مايو رحّلت السلطات السوفيتية ما يزيد عن 190 ألفًا من تتار القرم إلى مناطق نائية للاتحاد السوفيتي باستخدام قطارات الشحن. نُقل المبعدون في عربات مواشي مكتظة، دون طعام أو مياه نظيفة أو رعاية طبية. استغرقت الرحلة إلى هذه المستوطنات النائية عادةً ما بين أسبوعين وثلاثة أسابيع. وخلال عملية النقل وحدها توفي ما بين 7000 و8000 شخص بسبب العطش والمرض والإرهاق والظروف غير الإنسانية.
عند وصولهم إلى المنفى واجه تتار القرم العمل القسري والجوع وظروفًا غير صحية وتفشي الأمراض، وعزلة اجتماعية تامة. تم توطينهم في المناطق المُخصصة والمعزولة تُعرف باسم "مستوطنات خاصة" كانت تُدار كمحميات سوفيتية. خضعت هذه المستوطنات لمراقبة صارمة: التسجيل الإلزامي في مكاتب القيادة ومنع من مغادرة المنطقة والرقابة المستمرة من السلطات القمعية.
كان الانتماء إلى تتار القرم يعادل العقوبة إذ مُنح هؤلاء الأشخاص صفة "المستوطنين الخاصين" وهو ما استتبع تمييزًا مدى الحياة وتقييدًا لحقوقهم الأساسية كحرية التنقل والحصول على التعليم والرعاية الصحية والعمل في المهن المؤهلة. في أوزبكستان وحدها وفقًا للسجلات السوفيتية الرسمية توفي ما يقرب من 30 ألفًا من تتار القرم خلال الأشهر الثمانية عشر الأولى. وفي بعض المناطق وصلت معدلات الوفيات إلى 60-70%. ووفقًا للحركة الوطنية لتتار القرم يُرجَّح أن يكون عدد القتلى الفعلي أعلى من ذلك.
أي محاولة لمغادرة المستوطنات كانت تُعرّض صاحبها للاعتقال وكانت المخالفات المتكررة تُعاقَب بالسجن لمدة تصل إلى عشرين عامًا مع الأشغال الشاقة. إضافةً إلى ذلك أُرسل ما يقرب من ستة آلاف شخص مباشرةً إلى معسكرات العمل القسري (غولاغ).
بعد التهجير الجماعي بدأ النظام السوفيتي بمحو كل أثر لتتار القرم في شبه جزيرة القرم. وتحولت جمهورية القرم الاشتراكية السوفيتية المستقلة إلى منطقة إدارية عادية. ورُوست أسماء المواقع الجغرافية لتتار القرم ودُمّرت المساجد أو حُوّلت إلى المباني المنفعة ونُقل مستوطنون من جمهوريات سوفيتية أخرى إلى منازل المرحّلين. ودُمّرت لغة تتار القرم وآدابهم ووثائقهم التاريخية وآثارهم الثقافية بشكل ممنهج أو استُبدلت بأخرى روسية. حتى ذكر الترحيل - المعروف باسم "سورغونليك" - مُنع، وكاد مصطلح "تتار القرم" نفسه أن يُمحى من التداول العام.
بعد وفاة جوزيف ستالين والمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي ظل تتار القرم محرومين من حق العودة إلى وطنهم - شبه جزيرة القرم. في الواقع أصبح نفيهم القسري لأجل غير مسمى. خلال أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات ظهرت حركة وطنية تدعو إلى استعادة حقوق تتار القرم وعودتهم إلى وطنهم. استخدمت الحركة أساليب سلمية: نداءات عامة وإلتماسات وإحتجاجات غير عنيفة وعودة غير مصرح بها إلى شبه جزيرة القرم على الرغم من الحظر الرسمي. أصبحت واحدة من أوسع وأطول حركات حقوق الإنسان استمرارًا في الاتحاد السوفيتي. في يوليو 1987 نظم مئات من تتار القرم مظاهرات في الساحة الحمراء في موسكو مطالبين علنًا بحق العودة. تحت الضغط الشعبي المستمر في عام 1989 رفعت السلطات السوفيتية أخيرًا الحظر الرسمي على اقامة تتار القرم في شبه جزيرة القرم.
بعد هذا القرار بدأت العودة الجماعية لتتار القرم إلى وطنهم. وبحلول أواخر ثمانينيات القرن الماضي وخاصةً في عامي 1990 و1991 بدأت آلاف العائلات رحلتها إلى الوطن. كانت العودة عفوية وصعبة للغاية: فلم توفر الدولة أي سكن أو دعم. واضطرت العديد من العائلات إلى العيش في الخيام أو المخابئ أو الملاجئ المؤقتة وكانوا يبنون المنازل والبنية التحتية بأنفسهم وردًا على المقاومة البيروقراطية وخاصةً فيما يتعلق بتخصيص الأراضي نظم المجتمع نفسه وأنشأوا حوالي 300 مستوطنة جديدة في القرم.
بعد عودته إلى وطنه انخرط شعب تتار القرم بنشاط في إحياء ثقافته ولغته وحياته الدينية، على الرغم من التحديات الأولية الكبيرة. في السنوات الأولى من العودة، استأنف مسرح الدراما التتري القرمي عمله، وتأسست فرقة "قرم" الشعبية وأُنشئت مؤسسات مثل مكتبة إسماعيل هاسبرينسكي ومتحف التاريخ والثقافة لشعب تتار القرم. وبدأت وسائل الإعلام بالبث والنشر باللغة التتارية القرمية. وأعادت المجتمعات المحلية فتح المساجد واستعادت المباني الدينية التي كانت تُستخدم كمتاحف أو مستودعات في ظل الحكم السوفيتي. وأُنشئت مدارس تُدرّس باللغة التتارية القرمية.
بعد احتلال الاتحاد الروسي لشبه جزيرة القرم الأوكرانية عام ٢٠١٤ تجددت ممارسات الإبادة الجماعية التي بدأت خلال الحقبة السوفيتية. شنّت إدارة الاحتلال الروسية حملةً ممنهجةً من الضغط والاضطهاد والتهجير استهدفت مجتمع تتار القرم، أحد أبرز مراكز المقاومة السلمية للاحتلال. منذ البداية سعت أفعال نظام الاحتلال الروسي إلى تدمير هوية هذا الشعب الأصلي الأوكراني في شبه جزيرة القرم وثقافته وحقوقه السياسية.
في السنوات الأولى للاحتلال الروسي حُظرت أنشطة مجلس شعب تتار القرم، الهيئة التمثيلية الشرعية المعترف بها من المجتمع الدولي. في عام ٢٠١٦ صنّفت محكمة روسية المجلس "منظمة متطرفة" مما حرم تتار القرم من حقهم في التمثيل الجماعي. حُظرت التجمعات السلمية بما في ذلك الفعاليات التذكارية لإحياء ذكرى ترحيلهم عام ١٩٤٤ في ١٨ مايو وكذلك استخدام رموز تتار القرم والإحياء العام لذكرى ضحايا الإبادة الجماعية أو فُرضت القيود الصارمة عليها. أُجبر قادة ونشطاء بارزون ومدافعون عن حقوق الإنسان على مغادرة شبه جزيرة القرم، بينما أصبح الآخرون هدفًا للملاحقة الجنائية والضغط السياسي وحملات التشهير الإعلامية.
تُجري قوات الأمن الروسية في شبه جزيرة القرم المحتلة عمليات تفتيش ممنهجة لمنازل تتار القرم، وتُعتقل بتهم ملفقة وتُمارس التعذيب والإساءة والاختفاء القسري. ومن أبرز أدوات القمع مقاضاة تتار القرم بتهمة الانتماء إلى المنظمات المتطرفة. وقد حُكم على عشرات من تتار القرم بأحكام مطولة (تصل إلى 17-20 عامًا) بتهم الإرهاب المزعوم دون أي دليل. ومن بين ضحايا هذه القضايا صحفيون، ومدافعون عن حقوق الإنسان، وأعضاء في حركة التضامن مع القرم، والنشطاء الآخرون المؤيدون لأوكرانيا.
في الوقت نفسه تنتهج إدارة الاحتلال سياسةً متعمدةً لمحو الثقافة والاستيعاب القسري. أُغلقت جميع وسائل الإعلام المستقلة لتتار القرم، بما فيها قناة ATR. وتقلصت فرص التعليم بلغة تتار القرم بشكل كبير، وعُدّلت برامج التاريخ في المدارس لتعكس التفسيرات الإمبراطورية الروسية. وحُظرت الفعاليات الثقافية التقليدية، وتزايدت القيود على الاستخدام العام للغة تتار القرم والرموز والممارسات الدينية.
تحدث كل هذه الإجراءات القمعية في ظل تحولات ديموغرافية، إذ يُجبر آلاف تتار القرم مجددًا على مغادرة وطنهم بسبب أجواء الخوف والتفتيش المتواصل والاضطهاد السياسي والتجنيد الإجباري. وفي الوقت نفسه، تعمل روسيا الاتحادية بنشاط على إعادة توطين مواطنيها في شبه جزيرة القرم الأوكرانية المحتلة. ويشمل ذلك مئات الآلاف من الأشخاص، مما يُمثل انتهاكًا مباشرًا لاتفاقية جنيف الرابعة وعملًا يُصنف كجريمة حرب.
تخدم سياسة الترحيل "الهجين" هذه نفس غرض الحملات القمعية السابقة في الحقبة السوفيتية: محو وجود تتار القرم في شبه جزيرة القرم وانشاء الصورة المزيفة لشبه جزيرة القرم "كروسية". في ١٢ نوفمبر ٢٠١٥ اعترف البرلمان الأوكراني رسميًا بترحيل تتار القرم كعمل إبادة جماعية وأدان سياسة النظام السوفييتي الشمولي وفقًا لأحكام اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
واعتمدت برلمانات لاتفيا وليتوانيا (٢٠١٩) وكندا (٢٠٢٢) وبولندا وإستونيا وجمهورية التشيك (٢٠٢٤) قرارات تُقرّ بأن أفعال النظام السوفييتي ضد شعب تتار القرم تُعتبر إبادة جماعية. كما أدانت هذه القرارات صراحةً السياسات القمعية المستمرة للاتحاد الروسي ضد تتار القرم في سياق الاحتلال الروسي المستمر لأراضي القرم الأوكرانية.
وتواصل أوكرانيا التعاون الفعّال مع الحكومات والمنظمات الدولية الداعية إلى إجراء تقييم قانوني وأخلاقي شامل لأحداث عام ١٩٤٤ وتصنيف مأساة تتار القرم كإبادة جماعية. من أولويات السياسة الخارجية لأوكرانيا تحرير شبه جزيرة القرم من الاحتلال وحماية حقوق تتار القرم. ولا سبيل لضمان عيش تتار القرم والأوكرانيين وغيرهم من مواطني أوكرانيا بحرية إلا باستعادة السيادة الأوكرانية على شبه جزيرة القرم وضمان حقوق سكانها الأصليين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

اللواء المتقاعد محمد العواملة .. نشمي وطني وفارس سلطي
اللواء المتقاعد محمد العواملة .. نشمي وطني وفارس سلطي

عمون

timeمنذ 4 ساعات

  • عمون

اللواء المتقاعد محمد العواملة .. نشمي وطني وفارس سلطي

عمون - من وائل عربيات- اللواء المتقاعد الباشا محمد العواملة، رجل من نشامى الوطن وفرسان مدينة السلط الأوفياء، عرف بابتسامته الهادئة وخلقه الرفيع، وكان مثالًا في الإخلاص والتفاني في خدمة الوطن وأبنائه، سواء في السلط أو في سائر أرجاء الأردن. لم يتوانَ يومًا، خلال سنوات خدمته، عن أداء واجبه الوطني بكل أمانة ومسؤولية. وقد شغل عطوفته منصب مساعد مدير المخابرات العامة، حيث كان عنوانًا للكفاءة والانضباط والوفاء. نُكنّ كل التقدير والاحترام لعطوفة الباشا محمد العواملة، ونتمنى له دوام التوفيق والسداد، وموفور الصحة والعافية والسعادة والهناء، وحياة مدنية مليئة بالعطاء، في ظل حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وولي عهده الأمين، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، حفظهما الله وأطال في عمرهما. وتاليا فيديو تحدث فيه الباشا العواملة خلال مأدبة لتكريمه من ابناء السلط:

معلومات استخباراتية: إسرائيل تُعد لهجوم على البرنامج النووي الإيراني
معلومات استخباراتية: إسرائيل تُعد لهجوم على البرنامج النووي الإيراني

عمون

timeمنذ 8 ساعات

  • عمون

معلومات استخباراتية: إسرائيل تُعد لهجوم على البرنامج النووي الإيراني

عمون - أفادت شبكة سي.إن.إن الإخبارية الأميركية الثلاثاء، نقلا عن مسؤولين أميركيين مُطلعين، بأن معلومات استخبارات جديدة حصلت عليها الولايات المتحدة تشير إلى أن إسرائيل تُجهز لضرب منشآت نووية إيرانية. وأضافت الشبكة نقلا عن المسؤولين أنه لم يتضح بعد ما إذا كان القادة الإسرائيليون قد اتخذوا قرارا نهائيا. وقال مصدر مطلع على المعلومات الاستخباراتية (لسي.إن.إن) إن احتمال توجيه إسرائيل ضربة لمنشأة نووية إيرانية "ارتفع بشكل كبير في الأشهر الأخيرة" وأضاف، وفقا لسي.إن.إن، أن فرصة الضربة ستكون أكثر ترجيحا إذا توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق مع إيران لا يقضي بالتخلص من كل اليورانيوم الذي تمتلكه إيران.

المشاقبة: نحتفي بذكرى الاستقلال لنعبر النهر إلى الحرية والعدالة
المشاقبة: نحتفي بذكرى الاستقلال لنعبر النهر إلى الحرية والعدالة

عمون

timeمنذ 14 ساعات

  • عمون

المشاقبة: نحتفي بذكرى الاستقلال لنعبر النهر إلى الحرية والعدالة

عمون - القى عميد عمادة شؤون الطلبة في الجامعة الهاشمية أ.د. باسل المشاقبة كلمة في حفل يوم الاستقلال الذي أقيم في الجامعة الثلاثاء. وتاليا كلمة المشاقبة: "بسم الله الرحمن الرحيم السلام على أرواح شهدائنا الأبرار، أولئك الذين بذلوا دماءهم زكية طاهرة فداءً للوطن، والسلام على جيشنا العربي المصطفوي، درع الوطن وسيفه، وعلى قيادته الهاشمية الحكيمة، الذين سطّروا أبهى صور البطولة والفداء، في سبيل خدمة قضايا الوطن والأمة، ورفع راية الاستقلال خفّاقة، وصانوها بكل عزم وإباء. لقد بدأ دروب الحرية الشريف الحسين بن عليّ طيب الله ثراه، وقد تمثّل قول الشاعر: مشيناها خطاً كتبت علينا ..... ومن كتبت عليه خطا مشاها...... ثم قاد غمارها الملك عبدالله الأول بن الحسين طيب الله ثراه فقال: نزحنـا كي نناضل عن بلادٍ … لمحنـا للعـدوّ بهـا شـرارا وكـان نزوحنـا أنّـا دُعينا … فلبينـا نـداءَ مـن استجـارا وكان له ما أراد بإعلان استقلال المملكة الأردنية الهاشمية دولة ذات سيادة. الحضور الكريم،، نحتفل اليوم بعيد استقلالنا المجيد، ذلك اليوم الأغرّ الذي تسلّمنا فيه زمام أمورنا، فانطلقت إرادتنا حرة، تصوغ أحلامنا وتنسج مستقبلنا بأيدينا، في كنف قيادة هاشمية رشيدة. قيادة ليست كسائر القيادات، فهي من نسل طاهر، من دوحة النبوة، من عترة سيد الخلق، تحمل إرث الأشراف من آل البيت، وتنهل من حكمة الأجداد وعزمهم. قيادة تستشرف الآتي ببصيرة المصلح، تفتح أبواب الرأي والمشورة في سابقة قلّ نظيرها، تمضي بسفينة الوطن وسط لجج المِحن، حتى أوصلتها إلى شاطئ الأمان، فيما تهاوت من حولها سفن، وتعثرت أخرى. ولأننا جزء من أمة تبحث عن عصر ذهبي، فإننا اليوم نحتفي بذكرى الاستقلال لكي نعبر النهر الى الحرية والعدالة وانتاج المعرفة. عطوفة راعي الحفل، أرحب مجددا بضيوف الهاشمية، وأستأذنكم بالتفضّل لإلقاء كلمتكم."

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store