logo
تعرّفي إلى أسرار ساندرا بولوك في تنسيق الأزياء الملوّنة

تعرّفي إلى أسرار ساندرا بولوك في تنسيق الأزياء الملوّنة

مجلة سيدتيمنذ يوم واحد
لطالما كانت ساندرا بولوك Sandra Bullock واحدة من نجمات هوليوود اللواتي يعرفن كيف يتركن بصمة خاصة في كلّ ظهور. وبعيداً عن موهبتها اللافتة، تَبرز أناقتها من خلال خياراتها الجريئة للأزياء، وخاصة عشقها الواضح للألوان. في كل مناسبة، تفاجئنا بإطلالات مليئة بالحيوية والتجدُّد؛ حيث تجيد تنسيق الألوان المبهجة بلمسة أنيقة وخالية من المبالغة. تسلّط "سيدتي" الضوء على أسلوبها في اختيار الأزياء الملوّنة، وكيف يمكن لكلّ امرأة أن تستلهم من ساندرا بولوك خطوات بسيطة للظهور بإطلالة مشرقة وجذابة.
الألوان القوية جزء من شخصيتها
Embed from Getty Images
لا تخشى ساندرا بولوك ارتداء وتنسيق الألوان الجريئة؛ بل تعتبرها وسيلة للتعبير عن الثقة والحيوية؛ فنراها كثيراً في: الأحمر الناري، البنفسجي، أو الأصفر. وغالباً ما تختار التصاميم البسيطة بلون قوي واحد يسيطر على الإطلالة، هذه الطريقة تُبرز جمال اللون من دون أن تكون الإطلالة مزدحمة أو مبالَغاً فيها.
لماذا تختارين بين بدلة رسمية وفستان سهرة بينما يمكنكِ ارتداء كليهما؟ أطلّت ساندرا بولوك ببدلة من كارولينا هيريرا Carolina Herrera مع بنطلون قصير وسترة مغطاة بقماش وردي وأحمر وأرجواني، تتدلى على شكل ذيل أنيق، وأكملت اللوك بحذاء كلاسيكي أسود.
التنسيق الذكي مع الألوان المحايدة
Embed from Getty Images
عندما تعتمد الألوان الصارخة، تحرص ساندرا على تنسيقها مع درجات محايدة مثل: الأسود، الأبيض، أو البيج. على سبيل المثال، قد ترتدي تنورة ملوّنة مع بلوزة بيضاء بسيطة، أو تختار فستاناً بلون مميّز وتكتفي بأكسسوارات بلون محايد؛ حتى تترك المجال للّون أن يتألّق من دون منافسة.
على السجادة الحمراء، تميل ساندرا بولوك لارتداء البنطلون، وقد تألّقت بهذا الجمبسوت المغطى بالترتر من مجموعة زهير مراد لما قبل خريف 2018؛ لتخطف الأنظار بأناقتها وجاذبيتها، نسّقته مع حذاء أسود بسيط.
التركيز على القصّات النظيفة
Embed from Getty Images
رغم حبها للألوان، تبتعد ساندرا بولوك عن التفاصيل المعقدة التي تجعل الإطلالة مبالِغة، وتميل للقَصات الكلاسيكية مثل: الفساتين المستقيمة، البِدل النسائية، أو الكتف الواحد؛ مما يضمن أن تبقى الإطلالة أنيقة ومتوازنة مهما كان اللون صارخاً.
في هذه الإطلالة، أطلّت ساندرا بولوك بالبدلة النسائية ذات اللون الأحمر، مع توب بدرجة أخرى لنفس اللون، ولكنها تبدو متناسقة وأنيقة. وكذلك الحذاء باللون المتطابق مع الأزياء.
شاهدي النجمات يتألقن في افتتاح أسبوع الهوت كوتور في باريس
الألوان التي تليق بالمناسبة
Embed from Getty Images
تعرف ساندرا جيداً متى تختار كلّ لون؛ فالألوان الزاهية تظهر في الإطلالات النهارية أو على السجادة الحمراء في مهرجانات مرحة، بينما تميل للألوان الداكنة أو النيود في المناسبات الرسمية أو ذات الطابع الكلاسيكي، هذا الحس يجعلها دائماً ما تبدو في المكان المناسب بالإطلالة المناسبة، وهو سرٌ آخر من أسرارها الدائمة.
نتذكر هذه الإطلالة الميتاليكية البرّاقة التي تجمع بين العديد من الألوان في التوب، مع بنطلون أسود؛ لتخرج عن المألوف في السهرات، وتبتعد عن الفساتين، ومع ذلك، تبدو أنيقة وجذابة.
اختيار القصّات الأنثوية في الفساتين الملوّنة
رغم حبها للألوان الجريئة، تحرص ساندرا بولوك على أن تكون قصّات الفساتين التي ترتديها ناعمة وأنثوية، تُبرز جمال قوامها من دون مبالغة؛ فهي تميل إلى التصاميم التي تحتوي على تفاصيل بسيطة مثل: الخصر المحدد، الأكتاف المكشوفة، أو الفساتين الملاصقة للجسم ولكن بقماش انسيابي. هذا التوازن بين اللون القوي والقَصّة الأنثوية، يمنح إطلالاتها لمسة راقية وجذابة في الوقت نفسه.
وقد لفتت الأنظار باختيار هذا الفستان الأحمر من Martin Grant لربيع 2019، والذي يتميز بفتحة رقبة من دون أكمام وفتحة على الصدر.
إليكِ
مزْج الألوان الحيوية مع التطريزات البراقة
Embed from Getty Images
من أسرار أناقة ساندرا بولوك في الإطلالات الملوّنة، قدرتها على المزْج بين الألوان الحيوية والتفاصيل البرّاقة بطريقة متوازنة وأنيقة؛ فهي تختار أحياناً فساتين بألوان مشرقة، مزيّنة بتطريزات ناعمة بالذهبي أو الفضي. هذا التداخُل بين حيوية اللون وبريق الزخرفة، يمنح إطلالتها طابعاً فخماً من دون أن تبدو صاخبة. واللافت أنها لا تُكثر من الأكسسوارات؛ بل تترك للتطريزات أن تقوم بالدَور؛ لتكون النتيجة إطلالة جذابة، متوازنة ومفعمة بالحياة.
نتذكر هذه الإطلالة بالفستان الأصفر الناعم بقَصّة بسيطة مع صيحة الكتف الواحد، والمزيّن بالتطريزات البرّاقة في مختلف أنحائه، وتزداد بشكل كبير على الخصر؛ لتمنحها فخامة ورقياً لا يُضاهَى.
لمسة من اللون الحيوي يمكن أن تصنع الكثير
Embed from Getty Images
في كثير من إطلالاتها، تُثبت ساندرا بولوك أن الأناقة لا تتطلب دائماً تصاميم مبالَغاً فيها أو ألواناً صاخبة من الرأس إلى القدمين. أحياناً، يكفي أن تُضيف لمسة واحدة من اللون الحيوي كحقيبة يد، أو حذاء، أو حتى قطعة صغيرة بلون مشرق داخل إطلالة حيادية؛ لتمنح اللوك حياة وجاذبية؛ فهذا الأسلوب البسيط والذكي يجعل الإطلالة نابضة بالحيوية من دون أن تفقد توازنها.
فعلى سبيل المثال، ارتدت هذا الفستان الأسود الأنيق والمزيّن بلمسة من اللون البرتقالي، الذي أضفى سحراً وحيوية على اللوك من دون تكلُّف، ونسّقت معه حذاءً أسود بسيطاً، وبدت إطلالتها جذابة وأنيقة.
من الحيَل الذكية التي تعتمدها ساندرا بولوك لإضفاء لمسة عصرية على إطلالات السهرة الملوّنة، تنسيق الفساتين مع جاكيت أنيق يمنح التوازن المطلوب بين الجرأة والرقي، مثل اختيار فستان بلون بارز أو يجمع بين عدة ألوان، وتنسّقه مع جاكيت بلون محايد مثل الأسود أو الأبيض؛ مما يجعل الإطلالة أكثر هدوءاً وأناقة؛ خاصةً عند ارتداء جاكيت بليزر بقَصة رسمية؛ لخلق توازن بين الأسلوب الكلاسيكي والطابع الأنثوي في إطلالة واحدة.
وقد طبّقت ساندرا بولوك هذه الحيلة في تلك الإطلالة بالفستان الكشكش الملوّن بالذيل الطويل وفتحة الصدر الكبيرة؛ حيث نسّقت معه الجاكيت القصير باللون الأسود، وبوت طويلاً أسود يَظهر من الشق الأمامي الطويل.
طالعي 5 نجمات تألقن بصيحة الترتر مؤخراً
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حذاء التنس الأبيض يستمر خياراً أساسياً في الموضة عبر السنوات
حذاء التنس الأبيض يستمر خياراً أساسياً في الموضة عبر السنوات

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

حذاء التنس الأبيض يستمر خياراً أساسياً في الموضة عبر السنوات

حذاء التنس الأبيض يُعتبر من أبرز أيقونات الموضة التي حافظت على مكانتها عبر الأجيال. منذ ظهوره الأول في أوائل القرن العشرين، أصبح رمزًا للأناقة والعملية، متجاوزًا حدود الرياضة ليصبح جزءًا أساسيًا من خزانة الملابس اليومية. في البداية، كان الحذاء الأبيض يُصمم خصيصًا للرياضيين، حيث كان يُعتبر خيارًا عمليًا ومناسبًا للملابس الرياضية. ومع مرور الوقت، بدأ يتسلل إلى عالم الأزياء اليومية، ليُصبح خيارًا مفضلًا لدى العديد من الأشخاص الذين يبحثون عن مزيج من الراحة والأناقة. ما يميز الحذاء الأبيض هو تنوعه وقدرته على التكيف مع مختلف الإطلالات. يمكن ارتداؤه مع الجينز لإطلالة كاجوال، أو مع فستان لإطلالة أكثر أناقة، مما يجعله خيارًا مثاليًا لمختلف المناسبات. علاوة على ذلك، يُعتبر الحذاء الأبيض رمزًا للبساطة والحداثة. في عالم الموضة، حيث تتغير الاتجاهات بسرعة، يظل الحذاء الأبيض ثابتًا، مما يعكس ذوقًا رفيعًا واهتمامًا بالتفاصيل. في الختام، يُظهر الحذاء الأبيض كيف يمكن لقطعة بسيطة أن تظل خالدة في عالم الموضة. إنه ليس مجرد حذاء، بل هو تعبير عن أسلوب حياة يجمع بين الراحة والأناقة. أخبار ذات صلة

مزاد Star Wars: بيع خوذة Stormtrooper وسيوف ضوء بمبالغ خيالية
مزاد Star Wars: بيع خوذة Stormtrooper وسيوف ضوء بمبالغ خيالية

الرجل

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرجل

مزاد Star Wars: بيع خوذة Stormtrooper وسيوف ضوء بمبالغ خيالية

شهد مزاد Comic-Con في سان دييغو هذا الأسبوع بيع خوذة Stormtrooper الأصلية التي استخدمها الممثلون في Star Wars: Episode IV – A New Hope بمبلغ خيالي قدره 256,000 دولار. الخوذة، التي كانت جزءًا من عرض "Defending America and the Galaxy: Star Wars and SDI" في مكتبة رونالد ريغان الرئاسية في كاليفورنيا العام الماضي، كانت تُستخدم في المشاهد التي تظهر فيها Sandtrooper على كوكب Tatooine. وهي واحدة من ست خوذات تم استخدامها في الإنتاج، ويُقال إنها واحدة من الخوذات القليلة التي نجا منها. قطع نادرة من مزاد Star Wars لم تكن خوذة Stormtrooper الوحيدة التي جذبت الأنظار في المزاد. فقد تم بيع العديد من القطع الأخرى المميزة من سلسلة Star Wars، منها سيف ضوء مستخدم من قبل إيوان مكريغور في دوره كـ Obi-Wan Kenobi في The Phantom Menace بمبلغ 38,400 دولار، بالإضافة إلى سيف ضوء آخر استخدمه ليام نيسون (Qui-Gon Jinn) في نفس الفيلم. كما تم بيع سيف ضوء آخر مميز استخدمه راي بارك (Darth Maul) بمبلغ 76,800 دولار. Few visuals are as iconic as Star Wars headgear. From the sleek Stormtrooper helmets and Resistance pilot gear of The Force Awakens to the classic caps worn across the galaxy, these unmistakable pieces embody power, allegiance, and legacy. With just days to go until Echoes… — Julien's Auctions (@JuliensAuctions) July 24, 2025 إضافة إلى ذلك، تم بيع خوذة "Red Four" الخاصة بـ Resistance pilot من The Force Awakens بمبلغ 32,000 دولار، إلى جانب سلاح GLIE-44 المعدني الذي استخدمه أوسكار إيزاك (Poe Dameron) في نفس الفيلم بسعر 44,800 دولار. دعم Comic-Con ومتحف Star Wars الحدث ليس مجرد فرصة لشراء قطع فنية نادرة من السلسلة الشهيرة، بل هو أيضًا مبادرة لدعم Comic-Con Museum، وهو جزء من San Diego Comic Convention، التي تهدف إلى تعزيز الوعي بالفن المتعلق بالكوميكس والمجالات الفنية ذات الصلة. وكجزء من الحدث، تم عرض أكثر من 300 قطعة نادرة، بما في ذلك المقتنيات و المواد الإنتاجية التي جمعها بعض أشهر جامعي التذكارات في عالم Star Wars. من المتوقع أن تساهم جزء من أرباح المزاد في دعم متحف الساغا الذي يهدف إلى خلق منزل دائم لهذه المقتنيات التاريخية المرتبطة بالسلسلة، وهو ما يجعل هذا المزاد ليس مجرد عرض لقطع نادرة بل فرصة لبناء إرث دائم لعشاق Star Wars في المستقبل.

من حرب غزة إلى ترمب... فيلم سوبرمان تتجاذبه السياسة
من حرب غزة إلى ترمب... فيلم سوبرمان تتجاذبه السياسة

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

من حرب غزة إلى ترمب... فيلم سوبرمان تتجاذبه السياسة

بوسع هوليوود أن تدمر سُمعة بلدان وأن ترتفع بأخرى إلى مصاف المثالية من طريق صنع صورة ذهنية ضاغطة في عقول مشاهديها، وعلى رغم أن السينما في النهاية تقدم خيالات وحيوات موازية، فإنه لا أحد ينكر تأثيرها الواسع في الثقافة الشعبية، وهذا تحديداً ما سبب أرقاً وقلقاً لدى دوائر إسرائيلية كثيرة، بعد الجدل الذي أثير حول مدى تماس قصة الفيلم الجديد عن سوبرمان، الذي يؤدي دور بطولته النجم الأميركي ديفيد كورينسويت، إذ انطلق عرضه أخيراً وسط تفاعل سياسي غير مسبوق، محققاً إيرادات تجاوزت الـ400 مليون دولار خلال أسبوعين فقط. وفي حين ينفي صناع العمل الذي يتناول الصراع بين الخير والشر ويقف فيه البطل النبيل إلى جانب العدالة دوماً، أي نية مسبقة لديهم لإسقاط القصة على الوضع بين غزة والجيش الإسرائيلي، فإن التأويلات لم تأبه، إذ انتشرت آلاف التعليقات ومئات الفيديوهات التي تؤكد أن البطل الأميركي سوبرمان اختار الانحياز إلى الضعفاء، واستعمال قُواه في دعم جارهانبور، التي تشير في رأيهم إلى غزة، ومواجهة قوى الشر المتمثلة في دولة الجوار المعتدية بورافيا التي ترمز إلى إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية. هذا الخيال الفني اعتبره البعض طريقة مهذبة للتعبير عن الرأي السياسي ومحاولة لتمرير فيلم حول شخصية ابتكرت من الأساس على يد يهود أميركيين منذ نحو تسعة عقود في إطار شخصيات كوميكس "دي سي" الشعبية، وبينها باتمان والجوكر وكات وومان، إذ لم يكن أحد يتوقع أن تأتي هوليوود على فيلم بهذا الحجم يتم تأويله بطريقة تزعج التوجه الإسرائيلي، إذ إن العكس هو الشائع، لم يأتِ الفيلم الناجح على ذكر إسرائيل أو فلسطين صراحة، لكنه بالطبع أشار إلى دعم الولايات المتحدة المطلق للدولة المتفوقة عسكرياً واقتصادياً، وهي تحاول طرد وإبادة أطفال ونساء ورجال دولة التي لديها أزمات إنسانية وتاريخية. وفي حين حرص مخرج الفيلم جيمس غان على تأكيد أنه أنهى كتابة العمل قبل انطلاق أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الثاني) 2023 من الأساس، وأنه لا علاقة لأحداثه بالشرق الأوسط، إنما يتناول الأخلاق والسياسة وقصص المهاجرين، لكن من يمكنه أن يمنع مخيلة المشاهدين في أنحاء العالم من الربط بين ما يجري في غزة وبين ما يسرده الفيلم؟ كما لا أحد يمكنه أن يملي على الجماهير تفسيراتها، وهذا بالضبط ما جعل الصحف الإسرائيلية تفرد مساحة كبيرة لنقاش تداعيات الرسائل التي تفهم ضمنياً من لقطاته المعبرة، إذ طغت المناقشة السياسية على النقد الفني للفيلم الذي انتظره عشاق السلسلة طويلاً. سردية المخرج مقابل مخيلة الجمهور البعض يرى أن تبريرات المخرج والمؤلف جيمس غان متوقعة معلقين على أنه حتى وإن أنجزه قبل أحداث السابع من أكتوبر 2023 فإن الصراع على الأرض نفسها موجود منذ عشرات السنين، فأحداث كثيرة جرت فيما قبل بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وكثير منها يحاكي حرب غزة الدائرة حالياً، حيث المجاعة والقتل، كما أنه من حق كل صاحب فيلم أن ينفي أو يؤكد ما يريد خارج نطاق الشريط المعروض على الشاشة، خصوصاً في ظل نصائح صناع الدعاية المحترفين والمخضرمين بأن أي رأي يخالف ذلك سيسبب ضرراً تجارياً للعمل، سواء فيما يتعلق بتوزيعه وعرضه، وكذلك الترويج السلبي الذي قد يطاول صناعه أنفسهم، لا سيما من الكيانات الاقتصادية الكبرى، لكن بالطبع فإن المنتج النهائي المصور في 130 دقيقة هو ملك للجمهور بالكامل. المبتهجون عدُّوه انتصاراً معنوياً لا يقدم عوناً على الأرض في ظل الوضع الإنساني المتردي في غزة التي يقصف سكانها جوعى، لكنه يسهم ربما في تغيير السردية الأحادية التي كثيراً ما تبنتها الدراما العالمية، ولهذا احتفوا بابتكار كوميكس يظهر فيها سوبرمان مرتدياً الكوفية الفلسطينية، وكأنه يتضامن صراحة مع الفلسطينيين. وعلى الجانب الآخر، أصوات موالية لإسرائيل عبرت عن غضبها الصاعق كون البلد المدلل للولايات المتحدة يظهر شريراً نهماً ومعتدياً على الحق في فيلم صنع على أرض أميركا نفسها، فيما أفردت "تايمز أوف إسرائيل" تحليلاً مطولاً يفسر ويشرح ويفند الآراء المحتفية بإظهار إسرائيل في فيلم أميركي صيفي كبير كدولة شريرة تستحق العقاب، حتى لو كان هذا يأتي في إطار سلسلة من الاستعارات والمجازات، حيث أوضح الكاتب أندرو سيلو كارول في مقاله بالصحيفة أن هناك أعمالاً كثيرة احتفت بمعاداة السامية من وجهة نظره، بينها حتى سلسلة أفلام هاري بوتر، وصولاً إلى سوبرمان 2025. وتابع كارول "لم يكن هناك دليل على أن صناع هذه الأفلام قصدوا مثل هذه الأصداء، لكن هذا لا يعني أنها غير موجودة، فالثقافة الشعبية تشكل مزيجاً مستمراً من المجازات والنماذج الأصلية، المستمدة غالباً من سرديات مألوفة، ومواضيع توراتية، وملاحم هوميروس، وأساطير الملك آرثر. وسوبرمان نفسه، من ابتكار الشريكين اليهوديين جيري سيجل وجو شوستر". ويضيف "إن الصدام بين البلدين، الغزاة المدججين بالسلاح، والمدافعين المدججين بالشوك والمعاول، هو بلا شك حرب بين غرب قوقازي وشرق أسمر البشرة. يوحي هذا للبعض بأن المقارنة الإسرائيلية الفلسطينية كانت مقصودة"، منهياً مقالته بأنه إذا كان هناك أي عزاء "فإن الحرب الحقيقية لن تحسم عبر نقاشات على مواقع التواصل الاجتماعي أو على يد رجال يرتدون ملابس ضيقة، بل من خلال أفعال وقرارات الجنود والسياسيين والأشخاص الذين يمثلونهم". هذا الرأي الذي يبحث عن عزاء بعد مشاهدة مجرد فيلم سينمائي يظهر إلى أي مدى أحدث العمل تأثيراً مدوياً، ربما لأنه قادم من بلد هي الحليف الأول الذي لا يتغير ولاؤه لإسرائيل، التي تسخر أدواتها العسكرية والفنية لترسيخ السردية الإسرائيلية على الدوام. مناهضة إسرائيل أم استفزاز دونالد ترمب في الجبهة الأخرى يرفض المعلق السياسي الأميركي المحافظ بن شابيرو أي تأويلات سياسية لفيلم سوبرمان الجديد تماماً، وينكرها بشدة، بل ويعدها مبالغة يسارية متطرفة، أما مغني الراب الإسرائيلي هاتزل، فقد كتب تدوينة شوهدت أكثر من 13 مليون مرة عبر فيها عن غضبه الشديد حينما ذهب للسينما لمشاهدة الفيلم مع ابنه، الذي سأله لماذا يكره سوبرمان إسرائيل؟ متهماً استوديوهات هوليوود باتباع أجندة الصوابية السياسية، لافتاً إلى أن اليهود الليبراليين هم الأكثر كرهاً وعداوة لبلاده، ومطالباً برفع أيديهم عن البطل سوبرمان، باعتباره بالنسبة إليه مناضلاً يهودياً مهاجراً. وتابع، "بدلاً من تقديم شخصية تدافع عن الضعفاء وتناضل من أجل العدالة، حولوها إلى كاريكاتير سياسي مقزز، تصور فيه إسرائيل (تحت اسم مختلف) كدولة فاشية، محرضة على الحرب، وحليفة وثيقة للولايات المتحدة، تزودها بأسلحة متطورة لمحاربة المزارعين الفقراء والبائسين (الفلسطينيين الأخيار) وسوبرمان؟ يأتي لإنقاذهم من إسرائيل المتعطشة للدماء. هذا فيلم تحريضي ضدنا حرفياً"، معتبراً أن اليهود التقدميين في الولايات المتحدة أبرز المساهمين في معاداة السامية. لكن المتفائلين يعدون أن التغييرات الجذرية في الرواية الفنية الكلاسيكية ربما تعود إلى أن هناك جيلاً جديداً يتولى تدريجاً زمام الأمور، ولم يعد لديه المسلمات التقليدية في معتقدات السياسة مقارنة بالجيل الأكبر عمراً، كما أن هذا الجيل هو المستهدف أيضاً باعتباره يشكل قوة كبيرة في استهلاك منتجات عالم الترفيه، وبالطبع مستهدف في الرسائل السياسية. في حين أن المتابعين الأكثر هدوءاً يرون أن العمل مجرد صرخة ضد توجهات دونالد ترمب، مدللين بهذا بإصرار صناع الفيلم على التركيز حتى في تصريحاتهم الجانبية على كون سوبرمان مهاجراً في الأساس، وهي الفكرة التي أزعجت مناصري ترمب في سياسته ضد الهجرة، الذين عدوا العمل انتقاداً صريحاً لتوجهات إدارة دونالد ترمب، وأجندة فريقه بصورة عامة المعادية بصورة صريحة لكثير من أفكار معسكر اليسار والسياسة الليبرالية. وهو ربما ما جعل البيت الأبيض يدخل على الخط، ويأخذ اللقطة، وينشر صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي للرئيس الأميركي بزي سوبرمان مع عبارات ثناء وإشادة بقدرات الرئيس وأخلاقه وطموحاته نحو تحقيق العدالة، وكأنه هو سوبرمان الحقيقي والأصلي قبل انحراف مساره، في حين أن البعض يشير إلى أن الشخصية الأقرب لترمب في الفيلم هي الشرير ليكس لوثر عدو سوبرمان اللدود، حيث كانت قد جرى تداول تصريحات تعود إلى سنوات سابقة تشير إلى أن مبدعي الكوميكس ابتكروا بعض صفات الشخصية الجديدة من ترمب نفسه. خلال الأحداث يظهر الملياردير الأميركي الذي يتوق إلى اختبار الأسلحة والصناعات التكنولوجية ليكس لوثر، حيث بدا قريباً في سمات الشخصية من ترمب بالفعل فيما هناك من وجده أكثر شبهاً في طموحاته التقنية والاقتصادية بإيلون ماسك الذي كان مقرباً بشدة من ترمب أيضاً. اللافت أن صناع الفيلم لم يحاولوا التمويه أكثر، مما يشكك في نياتهم، هذا في الأقل ما تركز عليه وجهات النظر التي تهاجم العمل بضراوة، مشيرين إلى أن السيناريو حرص على أن تكون ملامح رجل القرار والسلطة البورافي، وهي دولة الاعتداء شبيهة بشدة ببنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الحال، وكثر شبهوه أيضاً بديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل بعد إقامتها عام 1948. وعلى رغم أنه يتحدث خلال الفيلم بلهجة روسية، وكذلك أتباعه، وهو أمر كان يمكن أن يفسر على أن المقصود إلى جانبي الصراع هنا هو روسيا وأوكرانيا، لولا أن الدعم المطلق للديكتاتور البورافي يأتي من الولايات المتحدة الأميركية، وهو غير متحقق في الحالة الروسية، إضافة إلى أن أوكرانيا لم تكن يوماً دولة معدمة بلا سلاح ولا جيش، إضافة إلى أن ملامح سكان دولة جارهانبور هم أقرب إلى الشرق الأوسطيين بسِحَنِهم السمراء وأسمائهم، حتى إن إحدى الشخصيات التي ساعدت سوبرمان في إحدى معاركه تسمى مالك علي، وهو شاب بسيط يبيع الفلافل. الصيحة التي أطلقها المحتفون برسالة الفيلم هي "لقد استيقظ سوبرمان"، في إشارة إلى أنه كان في سبات سياسي، الشخصية التي تعد من أهم شخصيات عالم الأبطال الآخرين في دي سي، وقد ابتكر عام 1938، هي لصحافي يحمل اسم كلارك كينت، يتحول إلى بطل بمواصفات خرافية عندما تقتضي الحاجة ويهتم بالحقيقة والعدالة ويسعى إلى حقن الدماء دون النظر للعرق، ويفضل قطاع كبير من محبيه أن يضفي عليه صفات تربطه بالأنبياء. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) والفيلم الجديد يأتي ضمن حقبة جديدة لعالم "دي سي" السينمائي وانطلاقة جديدة تعبر بقوة عن ملامح الشراكة المتمثلة في "وارنر براذرز ديسكفري"، الذي أعلن عنه قبل نحو ثلاث سنوات، حيث تقرر إعادة بناء السلسة والتركيز على جوانبها الإنسانية بصورة أكبر، وكذلك تشكيل عوالم الأبطال الخارقين بطريقة أكثر تداخلاً لمواجهة انطلاقات عالم مارفل المتوالية، ووفقاً لأداء الفيلم في شباك التذاكر فهناك توقعات بأن تصل إيراداته قريباً إلى المليار دولار، بعدما نجح في أن تتجاوز عائداًته الموازنة التي أنفقت عليه، والتي لم تزد على 350 مليون دولار شملت عملية الإنتاج وكذلك الحملة الدعائية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store