logo
بين جنبلاط وطريف.. أزمة دروز سوريا "تتعقد" وسط النيران

بين جنبلاط وطريف.. أزمة دروز سوريا "تتعقد" وسط النيران

تتواصل التوترات بين الحكومة المركزية في دمشق والطائفة الدرزية في السويداء منذ مارس /آذار الماضي، وسط محاولات يبذلها الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط لنزع فتيل الأزمة وتهدئة الأوضاع.
يقابل ذلك تحركات يقودها الزعيم الروحي للدروز في إسرائيل موفق طريف تستهدف حشد الدعم الإسرائيلي لتوفير الحماية لأبناء الطائفة في سوريا.
ومع استمرار جهود جنبلاط الهادفة للمحافظة على وحدة سوريا، في ظل محاولات تحريضية داعمة لانفصال السويداء يقودها طريف، يبقى السؤال قائمًا حول فرص نجاح أي من الطرفين في تحديد مستقبل الدروز في سوريا، وسط مشهد سياسي وأمني هش يسيطر على البلاد منذ سقوط النظام السابق.
الخبير السياسي حليم الشايب ذكر في حديثه لـ"إرم نيوز "، أن الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط يحاول لعب دور الوسيط لاحتواء الأزمة بين الدولة السورية ومراجع الطائفة الدرزية في السويداء وجرمانا مستفيدًا من مكانته في الطائفة وعلاقاته السياسية الواسعة لتعزيز الوحدة الوطنية ومنع الانزلاق نحو صراع طائفي في سوريا.
وباستعراضه للجهود التي يبذلها جنبلاط لاحتواء الأزمة يشير الشايب إلى زياراته الدبلوماسية إلى دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد بهدف حماية مصالح الدروز وضمان حقوقهم ضمن سوريا موحدة.
وفي 2 مايو / أيار، زار جنبلاط دمشق والتقى الرئيس السوري أحمد الشرع، مطالبًا بتشكيل لجنة تحقيق شفافة في أحداث جرمانا وصحنايا، بعد اشتباكات دامية بين مسلحين دروز وقوات حكومية، أسفرت عن مقتل أكثر من 16 شخصًا في صفوف الطرفين.
ويشير المحلل الشايب بهذا الخصوص إلى التحذيرات المتكررة التي أطلقها جنبلاط من محاولات إسرائيل استغلال الدروز لإشعال فتنة طائفية، حيث صرح في 30 أبريل نيسان الماضي بالقول: "نحن في بداية مرحلة جديدة، إما أن نعيش في سوريا موحدة أو ننساق إلى المشروع الإسرائيلي الذي يريد تهجير الدروز واستخدامهم".
كما دعا جنبلاط، خلال اجتماع المجلس الدرزي في لبنان، إلى استمرار الحوار بين المراجع الدرزية في السويداء والحكومة السورية ورفض أي مطالب بتوفير حماية خارجية، مؤكدًا أن الدروز "جزء لا يتجزأ من الشعب السوري."
ويؤكد المحلل الشايب أن جهود جنبلاط تحظى بدعم من قيادات درزية سورية، مثل ثائر الأطرش، الذي حذر من "مخططات التفريق" بدعم إسرائيلي، وشيخ العقل حمود الحناوي وشيخ العقل يوسف جربوع.
وقال إن فرص نجاح الجهود التي يبذلها جنبلاط كبيرة، خاصة أنها تركز على الوحدة الوطنية ودمج الدروز ضمن النسيج السوري، وهو ما ينسجم مع رغبة غالبية أبناء الطائفة في الحفاظ على هويتهم السورية.
ومن جانبه يتفق الخبير السياسي رهيّف الحوراني مع رأي الشايب في قوة موقف الزعيم الدرزي وليد جنبلاط والدعم الذي يحظى به في أوساط أبناء الطائفة، في مقابل دور موفق طريف، الزعيم الروحي للدروز في إسرائيل، لخدمة الأجندة الإسرائيلية الهادفة إلى تعزيز الحكم الذاتي للدروز في السويداء، وهو الأمر الذي يسهم في دفع الطائفة نحو صدام مع الحكومة السورية.
وأشار الحوراني إلى بعض التقارير الصحفية التي تحدثت عن تخطيط إسرائيل لاستثمار أكثر من مليار دولار لدعم حكم ذاتي درزي في السويداء، بالتنسيق مع طريف الذي قام بترتيب زيارة وفد درزي من القنيطرة إلى الجولان المحتل في مارس آذار الماضي.
وذكّر الحوراني بالتهم التي توجه إلى طريف بالتنسيق مع الزعيم الدرزي السوري حكمت الهجري لدعم ميليشيات درزية، مثل "رجال الكرامة" و"أحرار الجبل"، ترفض حتى الآن تسليم أسلحتها لوزارة الدفاع السورية وقامت بتأسيس قوات حرس حدود السويداء ومجلس السويداء العسكري.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن في أبريل نيسان أن إسرائيل نفذت غارة جوية قرب دمشق "لحماية الدروز"، كما كررت شن الغارات على مختلف المحافظات السورية في 2 مايو أيار الجاري، ما يعزز الاعتقاد بأن طريف ينسق مع إسرائيل لتبرير تدخلاتها.
وبشأن فرص نجاح طريف في محاولاته التحريضية لانفصال السويداء عن الدولة السورية لفت الحوراني إلى ضعف الحكومة المؤقتة الذي يقابله نفوذ عسكري كبير حققته إسرائيل في محافظات الجنوب السوري؛ ما منحها القدرة على تقديم الدعم اللازم للفصائل الدرزية المدعومة من طريف.
ورغم ذلك فإن نجاح عملية انفصال السويداء عن سوريا تبقى في كل الأحوال رهنًا برغبة أبناء الطائفة الدرزية التي رفضت في غالبيتها سابقًا الارتباط بإسرائيل، وأكدت تمسكها بهويتها السورية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: 31% من طلاب هارفرد أجانب.. ونريد أن نعرف من هم
ترامب: 31% من طلاب هارفرد أجانب.. ونريد أن نعرف من هم

المركزية

timeمنذ ساعة واحدة

  • المركزية

ترامب: 31% من طلاب هارفرد أجانب.. ونريد أن نعرف من هم

دافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأحد، عن قرار إدارته منع الطلاب الأجانب من التسجل في جامعة هارفرد، في إجراء وصفته الجامعة المرموقة بأنه "غير دستوري" وعلّقت قاضية تنفيذه. وقال ترامب على منصته "تروث سوشيال": "لم لا تقول جامعة هارفرد إن نحو 31 في المئة من طلابها يأتون من دول أجنبية، فيما هذه الدول، وبعضها ليس صديقاً للولايات المتحدة على الإطلاق، لا تدفع شيئاً مقابل تعليم طلابها، ولا تنوي أن تفعل ذلك". وأضاف: "نريد أن نعرف من هم هؤلاء الطلاب الدوليون، وهو طلب معقول بما أننا نعطي هارفرد مليارات الدولارات، لكن هارفرد ليست شفافة تماماً"، داعياً الجامعة إلى "الكف عن طلب" المال من الحكومة الاتحادية. وكانت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم قد أعلنت يوم الخميس إبطال الترخيص الممنوح لبرنامج الطلاب وتبادل الزوار الأجانب في جامعة هارفرد. لكنّ القاضية أليسون باروز في ماساتشوستس علّقت القرار الجمعة بعدما رفعت الجامعة دعوى قضائية ضده في وقت مبكر من صباح اليوم نفسه. ولا يخفي ترامب غضبه إزاء جامعة هارفرد، التي تخرج فيها 162 من حائزي جائزة نوبل، وذلك لرفضها طلبه الخضوع للرقابة على القبول والتوظيف بعدما اتهمها بأنها "معقل لمعاداة السامية و"أيديولوجيا اليقظة" (ووك). وكانت الحكومة الأميركية ألغت منحاً مخصصة للجامعة بقيمة أكثر من ملياري دولار، ما أدى إلى توقف بعض برامج البحوث. وبحسب موقعها الإلكتروني، تستقبل جامعة هارفرد، المصنفة بين أفضل الجامعات في العالم، حوالي 6700 "طالب دولي" هذا العام، أو 27 في المئة من عدد الطلاب الإجمالي. وتفرض على طلابها عشرات الآلاف من الدولارات سنوياً كرسوم دراسية.

بعد قراره منع هارفرد من قبول طلاب أجانب.. هذا ما قاله ترامب
بعد قراره منع هارفرد من قبول طلاب أجانب.. هذا ما قاله ترامب

ليبانون 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون 24

بعد قراره منع هارفرد من قبول طلاب أجانب.. هذا ما قاله ترامب

دافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، الأحد، عن قرار إدارته القاضي بمنع الطلاب الأجانب من التسجيل في جامعة هارفرد، وهي خطوة اعتبرتها الجامعة غير دستورية، وأوقفت قاضية تنفيذها مؤقتا. وكتب ترامب على منصته " تروث سوشال": "لماذا لا تعلن جامعة هارفرد أن نحو 31 في المئة من طلابها يأتون من دول أجنبية، بينما هذه الدول، وبعضها لا يعتبر صديقا للولايات المتحدة، لا تدفع شيئا مقابل تعليم طلابها، ولا تنوي أن تفعل ذلك". وأضاف: "نريد أن نعرف من هم هؤلاء الطلاب الدوليون، وهو طلب منطقي، خصوصا أننا نقدم لهارفرد مليارات الدولارات، لكن الجامعة لا تتسم بالشفافية"، داعيا المؤسسة التعليمية إلى التوقف عن طلب الدعم من الحكومة الفدرالية. وكانت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم قد أعلنت، الخميس، إبطال الترخيص الممنوح لبرنامج الطلاب وتبادل الزوار الأجانب في جامعة هارفرد. لكن القاضية أليسون باروز في ولاية ماساتشوستس علقت القرار، الجمعة، بعد أن تقدمت الجامعة بدعوى قضائية ضده صباح اليوم نفسه. ويأتي قرار ترامب ضمن سلسلة من الإجراءات التي اتخذها ضد هارفرد، الجامعة التي تخرج منها 162 من الحائزين على جائزة نوبل ، والتي يتهمها بأنها معقل لما يسميه "أيديولوجيا اليقظة" ومعاداة السامية، على حد وصفه. وكانت الحكومة الأميركية قد أوقفت منحا مالية مخصصة لهارفرد تزيد قيمتها على ملياري دولار، ما أدى إلى تجميد عدد من برامج البحوث العلمية. وتستقبل جامعة هارفرد، بحسب موقعها الإلكتروني، نحو 6700 طالب دولي هذا العام، أي ما يعادل 27 في المئة من إجمالي عدد طلابها، وتفرض رسوما دراسية سنوية تُقدّر بعشرات آلاف الدولارات.

ترامب يدافع عن قراره منع جامعة هارفرد من قبول طلاب أجانب
ترامب يدافع عن قراره منع جامعة هارفرد من قبول طلاب أجانب

النهار

timeمنذ 4 ساعات

  • النهار

ترامب يدافع عن قراره منع جامعة هارفرد من قبول طلاب أجانب

دافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد عن قرار إدارته منع الطلاب الأجانب من التسجل في جامعة هارفرد، في إجراء وصفته الجامعة المرموقة بأنه غير دستوري وعلّقت قاضية تنفيذه. وقال ترامب على منصته تروث سوشال "لم لا تقول جامعة هارفرد إن نحو 31% من طلابها يأتون من دول أجنبية، فيما هذه الدول، وبعضها ليس صديقاً للولايات المتحدة على الإطلاق، لا تدفع شيئاً مقابل تعليم طلابها، ولا تنوي أن تفعل ذلك". وأضاف: "نريد أن نعرف من هم هؤلاء الطلاب الدوليون، وهو طلب معقول بما أننا نعطي هارفرد مليارات الدولارات، لكن هارفرد ليست شفافة تماماً"، داعياً الجامعة إلى "الكف عن طلب" المال من الحكومة الفدرالية. وأعلنت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم الخميس إبطال الترخيص الممنوح لبرنامج الطلاب وتبادل الزوار الأجانب في جامعة هارفرد. لكنّ القاضية أليسون باروز في ماساتشوستس علّقت القرار الجمعة بعدما رفعت الجامعة دعوى قضائية ضده في وقت مبكر من صباح اليوم نفسه. ولا يخفي ترامب غضبه إزاء جامعة هارفرد التي تخرج منها 162 من حائزي جائزة نوبل، وذلك لرفضها طلبه الخضوع للرقابة على القبول والتوظيف بعدما اتهمها بأنها معقل لمعاداة السامية و"أيديولوجيا اليقظة" (ووك). وكانت الحكومة الأميركية ألغت منحاً مخصصة للجامعة بقيمة أكثر من ملياري دولار، ما أدى إلى توقف بعض برامج البحوث. وبحسب موقعها الإلكتروني، تستقبل جامعة هارفرد المصنفة بين أفضل الجامعات في العالم، حوالى 6700 "طالب دولي" هذا العام، أو 27% من عدد الطلاب الإجمالي. وتفرض على طلابها عشرات الآلاف من الدولارات سنويا كرسوم دراسية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store