
من تركيا إلى السعودية.. ردع الصهاينة يبدأ بردع الأنظمة العميلة
لكنَّ دولاً أخرى، محسوبة مجازاً على الأمة الإسلامية، لم ترضَ بذلك الحصار، وفرضت جسوراً برية وبحرية لإغاثة العدو الصهيوني وتزويده بما يحتاج، حتى يتسنى له القضاء على من تبقى من مسلمي غزة، وهو الموقف الذي كنا نتوقعه ونتمناه منهم تجاه إخوتهم في القطاع، لكن البوصلة قد تغيرت، وبفعل العقائد المغلوطة، أصبح العرب والأتراك يتنافسون على سقاية اليهود وإطعامهم، ويرون ذلك واجباً دينياً لا يجوز تركه في أي حالٍ من الأحوال.
ورغم ما تعانيه غزة وسكانها من أزمة لا توصفها العبارات، إلا أن وجع أهلها لا يعنيهم، ولا يخجلون حتى من إدانة الحق الفلسطيني في الدفاع عن مقدسات الأمة وكرامتها، ولا أظن – بعد ما رأيناه من أهوال الغزيين – أن هناك أملاً ولو يسيراً في أن يتحرك أولئك المنافقون ولو بدافع الضمير الإنساني، بعد أن فقدوا وازعهم الديني، وتحولت قبلتهم لصالح الكيان.
آخر الأخبار تشير إلى أن السفن التركية والمصرية لا تزال تفرغ حمولاتها بشكلٍ يومي في موانئ الاحتلال، وتعود من هناك محمَّلةً بالبضائع الصهيونية التي لاقت مقاطعة واسعة من دول العالم. وفي حال تأخرت الإغاثة من البحر، فالبركة في أولاد زايد وجسرهم البري الذي كشف الكثير مما يخفيه آل نهيان وكيانهم الصهيوني. والأدهى من كل ذلك أن السفن التي تحمل السلاح للعدو حتى يستمر في جرائم الإبادة، تتبع لشركات مملوكة للدولة السعودية، وقد فضحت إيطاليا بعضاً من خفايا التموين السعودي المسلَّح بعد أن اعترض عمال ميناء 'جنوى' مسار سفينة 'بحري ينبع'، التي تحمل شحنات من السلاح الأمريكي كانت في طريقها للكيان.
باختصار، فإن العالم بأسره لا يمانع في محاصرة الكيان وكسر شوكته وتركه ليواجه مصيره البائس، في ظل ما يرونه من إجرامٍ علني في غزة، لكن أنظمة العار العربية، ومعها الخائن التركي، هي من أعطت الضوء الأخضر للصهاينة حتى يستمروا، علاوةً على الإغاثة المستمرة التي حالت دون أن ينهار الكيان، رغم ما يتلقاه من ضربات موجعة في غزة وغيرها.
ولا سبيل لقهر العدو قبل أن يُقهر أولياؤه من الخونة والمطبعين، وبات من الواجب على الأمة أن تتحرك لردع هذه الأنظمة، لإجبار الكيان على وقف عدوانه على غزة، فمفتاح الصراع يبدأ بالخلاص من الخونة، والشعوب مُخاطَبة أمام الله وأمام الأجيال القادمة على صمتها المطبق وعدم تحركها لوقف الإبادة الجماعية لإخوانهم من أبناء الشعب الفلسطيني المسلم، وإلا فإن العواقب الإلهية أدهى وأمر من جور الحكام، والواقع والتاريخ يشهدان بذلك. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد محسن الجوهري

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ ساعة واحدة
- اليمن الآن
يمن ديلي نيوز: أهم وأبرز عناوين الصحف العربية واليمنية عن الشأن اليمني الإثنين 11 أغسطس/ أب 2025
🌐 صحافة عربية: • شبكة العين الإخبارية: «الزينبيات».. جيش نسائي حوثي سري لقمع اليمنيات • صحيفة الشرق الأوسط: تعاظم الدور القمعي لنجل مؤسس «الحوثية» • سكاي نيوز عربية: مهربون يعترفون: إيران أرسلت أسلحة كيميائية للحوثيين • إرم نيوز: قيادات عسكرية يمنية تحذر من امتلاك الحوثيين أسلحة كيميائية وبيولوجية ا• لجزيرة نت: فشل التعليم في اليمن يُنذر بكارثة إقليمية وضياع جيل كامل • صحيفة القدس العربي: مباحثات يمنية لدعم خفض التصعيد والتهيئة لوقف إطلاق النار • العربي الجديد: الحوثيون يعلنون ضبط ومصادرة أجهزة ستارلينك بوصفها 'تجسسية' 🌐 صحافة محلية: • وكالة سبأ: القائم بأعمال السفارة اليمنية في دمشق يبحث مع مدير الإدارة القنصلية بالخارجية السورية تعزيز التعاون القنصلي • الثورة نت: الصناعة والتجارة تبدء غداً حملة تفتيش ميدانية لضبط أسعار الأدوية في عدن • سبتمبر نت: رئيس شعبة التدريب بالعسكرية السابعة لـ'سبتمبر نت': منتسبو المنطقة في جاهزية عالية وخططنا التدريبية تواكب الحرب الحديثة • الصحوة نت: تقرير حقوقي يوثق 732 حالة انتهاكا ارتكبتها مليشيات الحوثي الارهابية خلال شهرين • وكالة 2 ديسمبر: تدمير ممنهج للتعليم.. مليشيا الحوثي تواصل عسكرة الجامعات ودفع الطلاب للجبهات • المصدر أونلاين: 'الرجل اللغز' يظهر مجدداً في حضرموت.. أبو علي الحضرمي في مهمة جديدة • قناة سهيل: وزير التجارة: لن نتهاون مع المتلاعبين بقوت المواطنين • بلقيس نت: الصين تدعو جميع الأطراف إلى العمل على ضمان أمن الملاحة في البحر الأحمر • يمن شباب نت: تعز.. محتجون غاضبون يعتدون على محلات تجارية في 'موزع' بسبب عدم تخفيض الأسعار • قناة الجمهورية: مليشيا الحوثي.. اختطافات متواصلة وإرهاب بلا حدود • قناة عدن المستقلة: سجين لدى الحوثي يضرب عن الطعام احتجاجاً على سجنه دون مسوغ قانوني • يمن فيوتشر: اليمن: القمة النسوية ترحب بتراجع أسعار الصرف وتطالب بإصلاحات جذرية • الموقع بوست: جماعة هاكرز تقول إنها نفذت هجوماً على شبكة 'يمن نت' • يمن مونيتور: اليمنية للغاز: أجور النقل تخفّض سعر أسطوانة الغاز 100 ريال • تعز تايم: الشركة اليمنية للغاز: مستعدون لتخفيض الأسعار إذا أُلغيت الجبايات والتحسينات المفروضة من بعض السلطات المحلية • المشاهد نت: سيول الأمطار توقف حركة النقل بين تعز ولحج • صحيفة عدن الغد: استشهاد جندي وإصابة آخر في استهداف بطائرة مسيرة شرق مودية • بران برس: احتشاد قبلي في صنعاء ومطالبات بتنفيذ حكم قصاص بقيادي 'حوثي' قتل 'شرطي مرور' • شبكة النقار: اعتمادات بالمليارات وخذلان للجرحى.. أنصار الله تترك مقاتليها للمجهول • وكالة خبر: إصابة نجل شيخ قبلي برصاص عصابة مدعومة من الحوثيين في صنعاء _________ لمتابعة قناة 'يمن ديلي نيوز' على واتس أب 👇: #يمن_ديلي_نيوز مرتبط


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
لكن الوصية لم تمت!
عبد المطلب علاء الدين الصحفي أنس الشريف استشهد يوم 10 أغسطس/آب 2025 إثر غارة لطائرات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت خيمة للصحفيين بغزة (وسائل التواصل) "إن وصلتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي"… هذا ما كتبه في صدر السطور! أما وقد هدأت الأنفاس، وتوقفت نبضات القلب، وجمدت الدماء في العروق، وغابت عنا تلك الإطلالة المشرقة.. فإن ذلك لا يعني النهاية، بل طي صفحة من الحياة، لتُفتح صفحة أخرى. رحل أنس عن دنيانا، ورحيله كان إيذانا بأن تخرج وصيته إلى النور، وتبقى حية بيننا، تخبرنا عن صاحبها الذي رحل ولم ترحل آثاره ومآثره. في ثنايا الوصية مشاعر ألم، زرعها في النفوس ما لقيه أبناء غزة من إعراض وخذلان، ومع ذلك كان لا بد للحقيقة أن يتواصل بثها، ولكن شتان بين من يعايش آلام الناس فينتفض لها، ويسارع لمداواتها، وبين من تمر عليه فلا تحرك فيه ساكنا أمل وتسليم كما هم أصحاب الهمم العالية، حمل أنس أمانة الرسالة، وعبء المسؤولية. أما الرسالة فهي نقل الحقيقة، فكان صوتا لأبناء شعبه، تبثه قناة "الجزيرة" أملا بأن يسمعه أحرار العالم، فيلبوا نداء الجرح، وصرخة المفجوع. وأما المسؤولية، فهي أن يكون سندا لأهله من أبناء غزة الجريحة، يقدم لهم من العون ما يستطيع، ويؤازرهم ويواسيهم. لكنه مع ذلك كله كان يعيش الأمل في الوصول إلى غد يتجاوز آلام اليوم، إلا أنه أمل يتقدم عليه التسليم بإرادة الله الذي لا رادّ لقضائه.. فكانت كلماته: "كان أملي أن يمد الله في عمري حتى أعود مع أهلي وأحبتي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة "المجدل" لكن مشيئة الله كانت أسبق، وحكمه نافذ". إبراء للذمة في ثنايا الوصية مشاعر ألم، زرعها في النفوس ما لقيه أبناء غزة من إعراض وخذلان، ومع ذلك كان لا بد للحقيقة أن يتواصل بثها، ولكن شتان بين من يعايش آلام الناس فينتفض لها، ويسارع لمداواتها، وبين من تمر عليه فلا تحرك فيه ساكنا، شتان من تكون تلك الوقائع شاهدا له، وبين من تكون شاهدا عليه. ذاك ما وعاه أنس إذ يقول: "عشت الألم بكل تفاصيله، وذقت الوجع والفقد مرارا، ورغم ذلك لم أتوانَ يوما عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف، عسى أن يكون الله شاهدا على من سكتوا ومن قبلوا بقتلنا، ومن حاصروا أنفاسنا ولم تحرك أشلاء أطفالنا ونسائنا في قلوبهم ساكنا، ولم يوقفوا المذبحة التي يتعرض لها شعبنا منذ أكثر من عام ونصف". يعي أنس أن رحلة الوصول إلى الخلاص طويلة، تتطلب صبرا ومصابرة، فيوصينا بألا نكلّ أو نملّ، وأن نتابع السير بجد حثيث: أوصيكم ألا تُسكتكم القيود، ولا تُقعدكم الحدود، وكونوا جسورا نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمس الكرامة والحرية على بلادنا السليبة درة التاج ونبض القلب هكذا كانت فلسطين في عيني أنس الشريف، وهكذا هي في ضمير كل حر شريف.. وفلسطين، التي لها هذه المكانة والمنزلة، تفدي قداستها الأنفس، وترخص لبقاء طهرها الأرواح، وذلك عهد ينقله الأحرار للأحرار، ووصية الأمناء على الرسالة، وهي -بالتالي- الحاضرة في وصية أنس: "أوصيكم بفلسطين، درة تاج المسلمين، ونبض قلب كل حر في هذا العالم.. أوصيكم بأهلها، وبأطفالها المظلومين الصغار، الذين لم يُمهلهم العمر ليحلموا ويعيشوا في أمان وسلام، فقد سُحقت أجسادهم الطاهرة بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية، فتمزقت، وتبعثرت أشلاؤهم على الجدران". ويعي أنس أن رحلة الوصول إلى الخلاص طويلة، تتطلب صبرا ومصابرة، فيوصينا بألا نكلّ أو نملّ، وأن نتابع السير بجد حثيث: "أوصيكم ألا تُسكتكم القيود، ولا تُقعدكم الحدود، وكونوا جسورا نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمس الكرامة والحرية على بلادنا السليبة". هَمٌّ في الحياة وبعد الممات الوفاء الحقيقي كل لا يتجزأ؛ وعليه فإن من أوصى بفلسطين لا يمكن أن ينسى أن يوصي بأهله الأقربين خيرا.. لقد اجتهد في حياته ما استطاع لأن يبعد عن أهله الأذى، وإنه ليسوءَه أن يصيبهم شيء من ذلك بعد مماته. طبيعي أن يوصي بقُرّة عينه وابنته الحبيبة "شام"، وكذلك بابنه الغالي صلاح، كيف لا وهو الذي كان يتمنى أن يكون له عونا ورفيق درب حتى يشتد عوده، فيحمل عنه الهم، ويكمل الرسالة. ولا شك أن الوالدة في الوصية حاضرة، فهي التي وجد أنه ببركة دعائها وصل إلى ما وصل إليه، وكانت دعواتها حصنه. ولم ينسَ أنس زوجته ورفيقة عمره، التي- رغم ظروف الحرب التي فرقت بينهما- "بقيت على العهد، ثابتة كجذع زيتونة لا ينحني، صابرة محتسبة، حملت الأمانة في غيابي بكل قوة وإيمان". أيعزي الإنسان نفسه بنفسه؟ لقد فعلها أنس! وأي عزاء أعظم من أن يستذكر ما هو قادم به على ربه إلى ما هو خير وأبقى أيعزي الإنسان نفسه بنفسه؟ لقد فعلها أنس! وأي عزاء أعظم من أن يستذكر ما هو قادم به على ربه، وقد قال: "إن مت، فإنني أموت ثابتا على المبدأ، وأُشهد الله أني راضٍ بقضائه، مؤمن بلقائه، ومتيقن أن ما عند الله خير وأبقى". هو ذاك العزاء.. وبقي أن ندعو لأنس بدعائه في الوصية لنفسه.. اللهم تقبله في الشهداء، واغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، واجعل دمه نورا يضيء درب الحرية لشعبه وأهله.


اليمن الآن
منذ 2 ساعات
- اليمن الآن
الحوثيون ليسوا من أنصار الله… بل أنصار أنفسهم
د. علي العسلي القرآن الكريم يكرر قاعدة ربانية ثابتة في قوله: ﴿وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾، لتكون إنذارًا وتنبيهًا واضحًا بأن من يتجبر في الظلم، أياً كان نوعه، سيجد نفسه في النهاية بلا نصير ولا معين، لا في الدنيا وقت القصاص، ولا في الآخرة عند الحساب. والظلم في المفهوم القرآني أوسع من مجرد الاعتداء على الحقوق المادية، فهو يشمل: • الشرك بالله، وهو أعظم أنواع الظلم لأنه اعتداء على حق الله في العبادة. • الطغيان السياسي والفساد، وهو قهر الناس وسلب إرادتهم. • الاعتداء على حقوق العباد في الأموال والأعراض والأنفس، وهو ظلم اجتماعي واقتصادي. • ليّ الحقائق وتشويه الدين، وهو ظلم فكري وأخلاقي يضلل الناس عن الحق. هذه المعاني مجتمعة تجعل ﴿وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾ قاعدة تحذيرية صارمة: فالظالمون محرومون من النصرة الحقيقية، ولا ينسبهم الله إلى أنصاره، لأن نصرة الله لا تكون إلا بالحق والعدل. وقد وردت هذه القاعدة في مواضع عديدة من القرآن، منها: • في آل عمران: ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾. • وفي نفس السورة: ﴿وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾. • وفي الحج: ﴿وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَّصِيرٍ﴾. • وفي الشورى: ﴿وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾. • وفي غافر: ﴿مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ﴾. هذه النصوص تفضح كل من يرفع راية 'نصرة الله' وهو غارق في الظلم، لأن الله يتبرأ منهم ويجعلهم منبوذين حتى في ميدان النصرة. فكيف لجماعة تمارس كل أشكال الظلم أن تدّعي أنها 'أنصار الله'؟ إن هذه الدعوى أشبه بقاتل يدّعي أنه نصير للحياة، أو لص يدّعي حماية الأمانة! جماعة 'أنصار الله' الحوثية، التي نصّبت نفسها بهذا الاسم، هي في الواقع أنصار أنفسهم فقط، وممارساتهم تثبت أنهم لا ينصرون إلا مشروعهم الخاص: • ادعوا الحق الإلهي واحتكروا السلطة، مخالفين مبدأ الشورى والاختيار الشعبي. • ظلموا الناس بالقتل والقمع والاعتقالات التعسفية. • نهبوا المال العام، وقيّدوا الحريات، وأفقّروا المجتمع بسياسات جباية مجحفة. • استحوذوا على مؤسسات الدولة وثرواتها لصالح مجهودهم الحربي وفئة محدودة منهم، متجاهلين حقوق الشعب. يزعم الحوثيون أنهم ينتسبون لآل بيت النبي ﷺ ويرفعون شعار 'النصرة'، لكن أفعالهم تكشف عكس ذلك: – النبي ﷺ نهج العدل والرحمة، وهم ينتهجون القتل والقمع حتى مع أبناء وطنهم. – النبي ﷺ دعا بالحكمة والموعظة الحسنة، وهم يفرضون فكرهم بالقوة والسلاح. – النبي ﷺ حفظ أموال الناس وأعراضهم، وهم ينتهكون الأعراض وينهبون المال العام. – النبي ﷺ وحد الأمة ونبذ العصبية، وهم قسموا الوطن وأثاروا الانقسامات والطائفية. – النبي ﷺ تواضع وخدم الناس، وهم يستعلون ويدّعون حقًا إلهيًا في الحكم. بهذا، لا ينتسبون للنبي ﷺ ولا لآله الأطهار، ولو كانوا منتسبين 'نطفة'، فإن اتباعهم وسلوكهم بعيد كل البعد عنه. لو كانوا صادقين في نصرة الرسول وآله لاقتدوا بأخلاقهم، لا أن يتحولوا إلى أنصار الظلم، والله لا يقبل نصرة الظالمين. إن الآيات التي تختم بـ ﴿وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾ ليست خبرًا عن الماضي فقط، بل هي قانون رباني يسري في كل زمان ومكان، وينطبق على واقعنا اليوم. الظالمون المتزينون بشعارات الدين زورًا وسلبًا، سيسقطون كما سقط كل طاغية قبلهم، ولن يجدوا نصيرًا حين تحين ساعة الحق. اليوم، ونحن نشهد جرائم جماعة الحوثي بحق اليمنيين، ندرك أن ادعاءهم 'أنصار الله' كذب بيّن، لأن الله لا يقبل نصرة الظالمين، ولا ينسبهم إليه، ولا هم أنصار رسوله وآله، بل أنصار أنفسهم ومصالحهم. الله سبحانه لا تُخدعه الشعارات، ولا تنطلي عليه الألقاب، وهو القائل: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾. وكما سجّل التاريخ سقوط فرعون وعاد وثمود، ستكتب صفحات الغد عن سقوط كل من سار في طريقهم، ولو بعد حين. ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ [الشعراء: 227] يومئذ، لن تنفعهم أسماء اخترعوها، ولا رايات رفعوها، ولا أكاذيب رددوها، وسيعلم العالم أنهم لم يكونوا يومًا أنصار الله، بل أنصار ظلمهم، وخصومًا لكل عدل ورحمة.