
الرئيس عون لقاسم: اسمع منّي يا شيخ
ولكن هل سيسمع الشيخ؟
كلمة قاسم في 30 تموز ألقاها عبر شاشة كبيرة في ثانوية الإمام المهدي في الحدث في الضاحية الجنوبية، في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال القائد العسكري المركزي في "حزب الله" الحاج فؤاد شكر، أو السيد محسن، في منزله السرّي في حارة حريك. وهي الضربة الأقسى التي كان تعرّض لها "الحزب" منذ دخل حرب المساندة في 8 تشرين الأول 2023، بعد يوم واحد على "عملية طوفان الأقصى" التي نفّذتها "حركة حماس" في قطاع غزة ولم يعلم بها أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله إلا فور حصولها. كلمة قاسم كانت أمام جمهور من "الحزب" في قاعة مقفلة لم تصل إلى مستوى اللقاءات الحاشدة التي كان يتحدّث فيها نصرالله.
كلمة رئيس الجمهورية جوزاف عون صباح 31 تموز جاءت خلال الاحتفال الذي أقيم في مقرّ وزارة الدفاع الوطني في اليرزة في ذكرى شهداء الجيش قبل يوم واحد من عيد الجيش في أول آب، حيث وضع إكليلًا من الزهر على نصب شهداء الجيش، ثم انتقل إلى قاعة العماد جان نجيم ليلقي خطابًا أمام حشد من الضباط، ولكنّه في الواقع كان يخاطب اللبنانيين ويتوجه مباشرة إلى الشيخ نعيم قاسم و"حزب الله" ناصحًا بالعودة إلى كنف الدولة والتخلّي عن السلاح للجيش الذي يحمي وحده اللبنانيين بمن فيهم الشيعة. بين جمهور "الحزب" في الضاحية وخطاب قاسم، وبين جمهور الضباط في اليرزة ومناديل "حزب الله" الصفراء في ثانوية الإمام المهدي، ينقسم المشهد اليوم بين خيارين: سلاح "الحزب" أم سلاح الجيش؟
اغتيال شكر وخطاب الإنكار
شكّل اغتيال شكر ضربة قاسية لـ "حزب الله". لم يكد "الحزب" يستوعب ما حصل ولم يكن نصرالله قد أُفيد بعد بأسرار العملية التي طالت أبرز قائد عسكري لديه يفترض أن يكون مكان وجوده من الأسرار العميقة، حتى جاءته الضربة الثانية في 31 تموز باغتيال رئيس "حركة حماس" اسماعيل هنية في سريره في قلب طهران، وهو اغتيال لم تفك طهران ألغازه بعد.
بحسب المعلومات المتداولة بعد اغيتال شكر، أن نصرالله أصيب بنكسة كبيرة لم يستطع أن يخرج منها بعد ذلك نتيجة عدم تقدير المدى الذي بلغه الاختراق الإسرائيلي لجسم "الحزب" التنظيمي والتسليحي. بحيث أن نصرالله أيقن أنّه شخصيًا قد لا يكون في أمان. وهذا ما اثبتته الأيام اللاحقة لهذا الاغتيال.
في خطاب الإنكار والتعالي عن فهم الواقع قارب قاسم خطاب نصرالله في أول آب في تشييع شكر وتوصيفه الخاطئ للحرب ونتائجها. قال قاسم: "سأقولها لكم صراحة من الآخر لن نقبل أن يكون لبنان مُلحقًا بإسرائيل، والله لو قُتلنا ولم يبقَ منا أحد، لن تستطيع إسرائيل أن تهزمنا، ولن تستطيع إسرائيل أن تأخذ لبنان رهينة، ما دام فينا نفس حي...". وقد جدّد قاسم رفض التخلّي عن السلاح معتبرًا أنّه "لمقاومة إسرائيل، لا علاقة له بالداخل اللبناني. السلاح الذي معنا هو قوة للبنان. ونحن نقول: نحن مستعدون لنناقش كيف يكون هذا السلاح جزءًا من قوة لبنان. لكن، لن نقبل أن يُسلَّم السلاح إلى إسرائيل".
كلمة نصرالله في أول آب 2024
في أول آب 2024 تحدّث نصرالله في تشييع شكر في مجمع سيّد الشهداء في الضاحية، أمام حشد كبير من المحازبين والمناصرين. بين مشهدي خطاب قاسم وخطاب نصرالله مسافة عام كامل ظهر فيها الانهيار الكبير الذي أصاب "حزب الله" في القيادة وفي القاعة، وفي الحضور والهيبة والمعنويات، وفي المشهد كله وفي الخطاب.
اعتبر نصرالله أن اغتيال شكر "جزء من الحرب الإسرائيلية الصهيونية الأميركية على فلسطين وعلى لبنان وعلى سوريا وعلى المنطقة وعلى شعوب المنطقة" ورفض ادعاء إسرائيل بأنّه ردّ على حادث سقوط صاروخ في مجدل شمس، في الجولان، أدّى إلى مقتل 12درزيًا. استذكر نصرالله "شكر وإخوانه ذو الفقار (مصطفى بدر الدين)، والحاج عماد (مغنية) مجتمعين في صورة واحدة... هؤلاء الإخوة الثلاثة كانوا سويًا منذ البدايات، الآن هناك بعض الرفاق لهم ما زالوا على قيد الحياة حفظهم الله تعالى، لكن هذه واحدة من أهم النواة الأولى في مقاومتنا"... وذكر بأن شكر كان المسؤول العسكري المركزي وأنّه كان قائد فريق "حزب الله" الذي ذهب إلى البوسنة للقتال...". وقال نصرالله: "إذهب وافعل ما شئت يا نتنياهو، أنت والأميركيين الذين هم بظهرك، بايدن أو هاريس أو ترامب أو أيًا يكن، الأميركيون كلّهم مثل بعض يا إخوان، كلهم مثل بعض، "فكِدْ كيدَك، واسْعَ سعيَك، وناصِبْ جهدك، فوَ اللهِ لا تمحو ذِكْرَنا، ولا تُميت وحيَنا، ولا تُدرِكُ أمَدَنا، ولا تَرحضُ عنك عارها، وهل رأيك الا فَنَد وأيَّامك الا عدد، وجمعُكَ الا بَدَد"، هذا الجمع إن شاء الله سَيُبدّده الله ورجال الله في كل الميادين". وختم نصرالله: "لِشهيدنا لا نَقول وداعاً بل نَقول إلى اللقاء، إلى اللقاء مع انتصار الدم على السيف، إلى اللقاء في الشهادة، إلى اللقاء في جوار الأحبة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
وداع بطعم الغياب
هذا الكلام الأخير قال عنه لاحقًا ابنه جواد، بعد اغتيال والده في 27 أيلول إنّه كان يستمع إليه مع الحاج أبو الفضل علي كركي، الذي اغتيل مع نصرالله، وعندما قال "إلى اللقاء" لم يعد يسمع باقي الكلام. رجف قلبه وسأل كركي: "شو عم يحكي؟ ليش عم يقول هيك؟". قال له كركي: "والله ما عندي علم". وانقلب كيانه في تلك اللحظة وشعر بأن والده يودّعهم وأنّه يتوقّع أن يُغتال ويلحق بشكر، وأنّه يمهّد لهم موحيًا بهذا الأمر. وقد ربط هذا الكلام بكلام قاله له والده كأنّه يوصيه بأن يكون الأب لإخوته في حال غيابه.
ولكن لم يكن هذا هو الكلام الأخير لنصرالله. في 6 آب، بعد أسبوع على اغتيال شكر، وبعدما تكاثرت التساؤلات حول سبب عدم ردّ "حزب الله" على اغتياله بشكل متناسب، كان عليه أن يبرّر وأن يفسّر. قال: "أؤكد لكم أنّ القدرة أيضاً موجودة. وكما ذكرت في التشييع، التصرّف بروية، بتأنّ، وأيضاً بشجاعة وليس بانفعال، إنه ضربني فقوموا حتى نضربه، "يواش يواش"، على مهل. أساسًا اليوم هذا الانتظار الإسرائيلي، كُنّا نقول على رجل ونصف، وقرأت من يومين على رجل وربع، يعني رفعوا الرجل قليلًا، الانتظار الإسرائيلي على مدى أسبوع هو جزءٌ من العقاب... إسرائيل كلها تقف على رجل ونصف من الجنوب إلى الشمال، إلى الوسط، حكومتها، جيشها، مجتمعها، مستوطناتها، مستعمروها، الكل ينتظر ولسان حالهم يقول يا أخي "يلا خلصونا"...".
التقديرات الخاطئة للحرب
تقييم قاسم للحرب ونتائجها اليوم يشبه تقييم نصرالله لها قبل عام بالضبط. بين الخوف من النتيجة وبين ادعاء العكس والوعد بالنصر، استمرّ مسلسل العمليات الإسرائيلية من تفجيرات البيجر إلى اغتيال قادة "الرضوان" واستهداف مقرات "الحزب" ومستودعات ذخيرته وصواريخه، إلى اغتيال نصرالله ثم خلفه السيد هاشم صفي الدين، وغيره من القادة، وصولًا إلى اضطرار "الحزب" للموافقة على اتفاق وقف النار في 27 تشرين الثاني وقد ظهر لاحقًا أنّه كان اتفاق استسلام وإذعان.
اليوم لا يزال الشيخ نعيم يكابر، كما كابر نصرالله، مع أنّه ربّما يدرك بالتجربة والدليل الحسّي أنّ أي معركة جديدة تشنّها إسرائيل ضد "الحزب" ستكون قاتلة هذه المرة وقاضية عليه.
في ظل هذا الإنكار والتجبر على السلطة الجديدة في لبنان وعلى المطالبين بتخلي "الحزب" عن سلاحه ، يأتي خطاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في اليرزة وكأنه يرمي خشبة الخلاص للشيخ نعيم ولـ "الحزب" وللبيئة الحاضنة له التي يقودها إلى نهر جديد من الدماء مهدّدًا بحرب ضد من يطالبه بتسليم سلاحه للجيش وبقطع الأيادي والأعناق والرؤوس.
في أول آب قبل أربعة أيام من اجتماع مجلس الوزراء لمناقشة مسألة حصرية السلاح، وفق ما ورد في خطاب الرئيس عون، كتب رئيس الحكومة نواف سلام على منصة "إكس": "جيش واحد لشعب واحد في وطن واحد... لا إنقاذ للبنان إلا بالعمل الجاد على حصر السلاح في يد جيشنا وحده، ولا استقرار إلا ببسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية، وفقًا لما نصّ عليه اتفاق الطائف، والبيان الوزاري لحكومتنا".
شيخ نعيم من الأفضل أن تقرأ في كتاب جوزاف عون وخطابه، لا في كتاب نصرالله وخطابه. الرئيس عون يريد مصلحتك ومصلحة لبنان والشيعة. اسمعه يا شيخ.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


IM Lebanon
منذ 2 ساعات
- IM Lebanon
اللواء: عون لحزب الله: الاستقرار أو الانهيار
لا مقاطعة شيعية لجلسة الثلاثاء.. والمجلس يقر إصلاح المصارف واستقلالية القضاء 31 تموز 2025، وعشية عيد الجيش الذي يصادف اليوم، عاشت البلاد، في رحلة بالغة الحساسية، ويمكن وصفها بالمفصلية، بين مرحلة اللادولة ومرحلة الدولة، وعنوانها حصرية السلاح بيد السلطة الشرعية، في وقت كان فيه المجلس النيابي يؤدي قسطه للعلى التشريعي، بطابع العجلة، للتماهي مع متطلبات المجتمع الدولي الذي يضغط على لبنان بحجة الاصلاحات لنيل المساعدات، يقر قانون اصلاح المصارف، مع تعديلات طفيفة، وربط تنفيذه باقرار قانون الفجوة المالية، كما اقر قانون استقلالية القضاء بمادة وحيدة بالأكثرية. وسط ذلك، شكل خطاب الرئيس جوزف عون في عيد الجيش اللبناني الثمانين محطة، يمكن وصفها بالتاريخية، عندما دعا حزب الله الى ان يكون رهانه على الدولة اللبنانية وحدها، وإلَّا سقطت تضحياتكم هدراً، وسقطت معها الدولة أو ما تبقى منها. وأنتم أشرف من أن تخاطروا بمشروع بناء الدولة، وأنبل من أن تقدموا الذرائع لعدوان يريد أن تستمر الحرب علينا، فنستمر نحن في مأساتنا وتشرذمنا وانتحارنا. لكن هذه المرة، تكون قد تخلينا عن الدعم الدولي والعربي بإرادتنا. وخسرنا إجماعنا الوطني. وهذا ما لا تريدونه ولا نريده. وأكد بأن حرصي على حصرية السلاح نابع من حرصي على الدفاع عن سيادة لبنان وحدوده، وعلى تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة، وبناء دولة تتسع لجميع أبنائها. وأنتم ركن أساسي فيها. عزكم من عزها. وحقوقكم من حقوقها وأمنكم من أمنها. ودعا جميع الجهات السياسية، إلى مقاربة قضية حصر السلاح بكل مسؤولية، كما عهدكم لبنان دوماً عند الاستحقاقات الوطنية الكبرى فالاختلاف يبقى ضمن أطر الاحترام والتنافس، تحت سقف الميثاق والدستور. لكن المرحلة مصيرية، ولا تحتمل استفزازاً من أي جهة كانت، أو مزايدة تضرّ ولا تنفع. فتضحياتنا جميعاً مقدّسة. والخطر، أكان أمنياً أو اقتصادياً، لن يطال فئة دون أخرى. وفي كلمة جامعة وجريئة وشفافة وصريحة، كشف رئيس الجمهورية جوزف عون عن التعديلات التي ادخلها لبنان على ورقة المطالب الاميركية والتي سيناقشها مجلس الوزراء في جلسته يوم الثلاثاء. وهي تتناغم الى حد كبير مع مطالب حزب الله بإلزام لاحتلال تنفيذ وقف اطلاق النار وتُطمئن كل الاطراف الداخلية الى جدية قرار الدولة بحصرية السلاح. لكنه لم يتحدث في كلمته عن مهلة زمنية لتنفيذ الورقة اللبنانية، والتي رفضها الاحتلال الاسرائيلي والجانب الاميركي لأنها تفرض متربت على الاحتلال لا يريد تنفيذها. وقال الرئيس عون: أمام مسؤوليتي التاريخية، وانطلاقا من صلاحياتي الدستورية المنصوص عليها في المادة 52 من الدستور، واحتراما لليمين الذي حلفته، ولخطاب القسم، أرى من واجبي اليوم، أن أكشف للبنانيين، وللرأي العام الدولي ولكل مهتم ومعني، حقيقة المفاوضات التي باشرتها مع الجانب الاميركي، وذلك بالاتفاق الكامل مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، وبالتنسيق الدائم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. والتي تهدف الى احترام تنفيذ إعلان وقف النار، والذي وافقت عليه الحكومة اللبنانية السابقة بالإجماع. وكان الجانب الاميركي قد عرض علينا مسودة أفكار، أجرينا عليها تعديلات جوهرية، ستطرح على مجلس الوزراء مطلع الأسبوع المقبل وفق الأصول، ولتحديد المراحل الزمنية لتنفيذها. وهذه أهم النقاط التي طالبنا بها: – وقف فوري للأعمال العدائية الإسرائيلية، بما فيها الاغتيالات. – انسحاب إسرائيل خلف الحدود المعترف بها دوليًا، وإطلاق سراح الأسرى. – بسط سلطة الدولة وسحب سلاح كل القوى المسلحة، ومن ضمنها حزب الله، وتسليمه للجيش. – تأمين دعم سنوي بمليار دولار لعشر سنوات للجيش والقوى الأمنية من الدول الصديقة. – عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار لبنان في الخريف المقبل. – ترسيم الحدود مع سوريا بوساطة أميركية وفرنسية وسعودية وأممية. – حلّ أزمة النازحين السوريين. – مكافحة التهريب والمخدرات ودعم الزراعة والصناعة البديلة. وأضاف أن هذه البنود تُمثّل فرصة لبناء استقرار دائم واستعادة أراضي لبنان، وإعادة الناس إلى منازلهم، وترسيخ دور الدولة والجيش في آن معاً، داعياً إلى إنهاء «رهانات الماضي وأوهام أن المقاومة قد تكون خارج الدولة». وقال: للمرة الألف أؤكد لكم، بأن حرصي على حصرية السلاح، نابع من حرصي على الدفاع عن سيادة لبنان وحدوده، وعلى تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة، وبناء دولة تتسع لجميع أبنائها. وأنتم ركن أساسي فيها. عزكم من عزها. وحقوقكم من حقوقها. وأمنكم من أمنها. وأكد الرئيس عون: نحتاج الى اقرار تاريخي يقضي بتفويض جيشنا الوطني وحده حمل السلاح عنا جميعاً، وحماية الحدود عنا جميعاً، فشرعيتنا من شرعية جيشنا وكرامتنا من كرامته، فالعيد لن يكتمل الا باكتمال التحرير وانجاز الترسيم وبحصرية السلاح والمباشرة بالاعمار لتصالح لبنان مع دوره ورسالته. وأوضح أن حكومة الرئيس نواف سلام، قد أعطت الأولوية لستة ملفات، نظراً لحدود ولايتها الزمنية، دون أن تغفل ملفات أخرى. وهي إعادة بناء ثقة الناس بالقضاء، وثقة القضاء بذاته، أولوية ضبط الأمن وحصر السلاح بالتوازي مع تحضير ملفات إعادة الإعمار، حقوق المودعين، إعادة هيكلة الإدارة، الانتخابات، وإعادة لبنان الى محيطه العربي والمجتمع الدولي من خلال الزيارات التي قمت بها الى عدة دول أجنبية وعربية، أعادت البحث في إحياء اتفاقيات نائمة. كما أدّت الى إعادة فتح سفارات، أو تعيين سفراء معتمدين في بيروت وعودة سياح، عرب وأجانب. وفي هذا المجال تلقّينا مبادرة مشكورة من الأخوة السعوديين للمساعدة على تسريع الترتيبات الضرورية لاستقرار الحدود بين لبنان وسوريا. فلبنان حريص على بناء علاقات ممتازة مع الجارة سوريا، لمصلحة كلا البلدين فازدهار واحدنا هو من ازدهار الآخر. تماماً كما كل ألم مشترك بيننا. وقال: لقد دفعت الكثير من رصيدي الشعبي، كي أجنّبك وأجنّب الشعب اللبناني حروباً أو صراعات عبثية. ولكن ساعة الحقيقة بدأت تدق. فالمنطقة من حولنا في غليان، وهي تتأرجح بين حافة الهاوية وسلّم الازدهار. فعلينا اليوم أن نختار، إما الانهيار، وإما الاستقرار. أنا اخترت العبور معكم، بوطننا لبنان نحو مستقبل أفضل لجميع أبنائه. معاً، لن نفرط بفرصة إنقاذ لبنان. ولن نتهاون مع من لا يعنيه إنقاذ، أو لا يهمّه وطن. معاً، نريد حفظ كرامة كل لبناني وصون قضية كل شهيد. وتوقعت المصادر السياسية عند المعطيات التالية: 1 – ان الرئيس عون اعاد النظر ببعض مقاطع الخطاب بعد عودته من الجزائر، وبعد خطاب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، الذي رفض فيه تسليم السلاح قبل سلسلة من الخطوات المطلوبة من اسرائيل. 2 – تجاهل الرئيس عون بأمان طرحه عن استراتيجية الامن الوطني او الاستراتيجية الدفاعية، لاسباب يسعى البحث للحصول على اجابة عنها. 3 – بدا الرئيس عون ذاهباً الى النهاية في خياراته، بالاتفاق مع الرئيس نواف سلام والتنسيق الذي تم مع الرئيس بري. وفي المعلومات ان حزب الله قرر التحرك، بايفاد رئيس كتةل الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الى بعبدا، ورئيس وحدة الارتباط وفيق صفا الى اليرزة للقاء قائد الجيش، يشار الى ان رعد التقي الرئيس بري. وفهم ان لا اتفاق مع الرئيس عون حول الجلسة، على ان تستمر الاتصالات في الايام الاربعة المقبلة، قبل الثلاثاء. وعلى الرغم من البرودة لدى وسائل اعلام الثنائي من الخطاب، الا ان وزير الصحة ركان الدين اكد على المشاركة في جلسة الثلاثاء، وأن وزراء الثنائي الشيعي ليسوا في وارد مقاطعة الجلسة. وعلمت «اللواء» ان الاتصالات ما زالت قائمة بين القوى المشاركة في الحكومة للتوافق على الصيغة التي ستخرج بها الحكومة بشأن مناقشة موضوع حصرية السلاح. الى ذلك، استقبل الرئيس عون أمس في قصر بعبدا، قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال مايكل كوريلا مع وفد مرافق من قيادة المنطقة، وذلك في حضور سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في بيروت ليزا جونسون. وجرى عرض التعاون القائم بين الجيش اللبناني والجيش الأميركي وسبل تطويره في المجالات كافة. كما تطرق البحث الى الوضع في الجنوب حيث نوّه الجنرال كوريلا بما حققه الجيش اللبناني حتى الآن بعد انتشاره في معظم البلدات والقرى الجنوبية، في انتظار أن يستكمل الانتشار بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية التي تحتلها. وتطرق البحث أيضاً الى المواقف الثابتة للرئيس عون في ما خص حصرية السلاح وردود الفعل عليها داخليا وخارجيا. وشدّد رئيس الجمهورية على ضرورة تعزيز الدعم الأميركي للجيش اللبناني المعبّر وحده عن إرادة اللبنانيين في رؤية وطنهم حرّا وسيدا ومستقلا. وتناول البحث الوضع في سوريا وتطور العلاقات بين البلدين الجارين. اقرار قانوني اصلاح المصارف والقضاء عقدت عند الحادية عشرة من قبل ظهر امس، الجلسة العامة التشريعية لدراسة ومناقشة مشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الاعمال، برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري.وتضمن جدول الاعمال البنود الخمسة التالية: – إقتراح القانون الرامي إلى تعديل بعض أحكام القانون رقم11 الصادر بتاريخ 2025/6/12 (الإيجارات للأماكن غير السكنية ).. – إقتراح القانون الرامي إلى تعديل الفقرة (ب) من المادة 37 من القانون رقم 367 الصادر في الأول من أب سنة 1994 (مزاولة مهنة الصيدلة). – إقتراح القانون الرامي إلى تعديل بعض أحكام القانون رقم 73 تاريخ ???9/4/23 وتعديلاته (تحديد شروط إعطاء مديري المدارس الرسمية تعويض إدارة) – مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 315 تنظيم القضاء العدلي. – مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 193المتعلق بإصلاح وضع المصارف في لبنان وإعادة تنظيمها. وأقر المجلس إقتراح القانون الرامي الى تعديل بعض أحكام القانون رقم 11 المتعلق بالايجارات للاماكن غير السكنية ولكن معدّلاً. والقانون الرامي إلى التعديل بعد أحكام القانون رقم 73 تاريخ 23/4/2009 وتعديلاته (تحديد شروط إعطاء مديري المدارس الرسميه تعويض إدارة) بمادة وحيدة. واعاد إقتراح القانون الرامي الى تعديل فقرة من قانون مزاولة مهنه الصيدلة الى لجنة الصحة النيابية. وقال الرئيس بري وقبل المباشرة بمناقشة البندين الباقيين المتعلقين بتنظيم القضاء العدلي واصلاح المصارف: القانونان المتبقيان هما على عاتقنا «وبدي خلصهم اليوم». ولكن بعد البدء بدرسه، تم تأجيل البت بقانون تنظيم القضاء العدلي إلى الجلسة المسائية بناءً على اقتراح رئيس الحكومة لمزيد من الدرس بهدف المواءمة بين إقتراح لجنة الإدارة والعدل ومشروع الحكومة. واستأنف المجلس جلسته عصراً،وأ قر قانون إصلاح المصارف بأغلبية مواده كما ورد من لجنة المال والموازنة مع بعض التعديلات الطفيفة ولكنه ربط تنفيذه باقرار قانون الفجوة المالية. ثم اقر مجلس النواب قانون استقلالية القضاء بمادّة وحيدة بأكثرية 57 نائبا ومعارضة 14 وامتناع 4 عن التصويت. واستأنفت الجلسة النيابية عند الخامسة والنصف، وكان على جدول اعمالها مشروعا قانونين يتعلقان بتنظيم القضاء العدلي والاصلاح المصرفي، بانتظار انجاز مشروع قانون الفجوة المالية. وأقر قانون اصلاح المصارف وفقا للصيغة المحالة من لجنة الموازنة مع بعض التعديلات الطفيفة، وربط تنفيذه باقرار قانون الفجوة المالية. وكان لافتا محاولة بعض النواب التشويش والكلام من دون إذن فكانت مطرقة الرئيس نبيه بري لهم بالمرصاد ، حيث ادار الجلسة بحنكته المعهودة، وهو اتخذ خطوة مميزة تجاه الراحل زياد الرحباني من خلال الطلب من النواب مع بداية الجلسة الوقوف دقيقة صمت عن روحه. عدوان جوّي ضاغط على لبنان وبدءاً من بعد ظهر امس، بدأت الطائرات والمسيرات الاسرائيلية المعادية بتنفيذ غارات في الجنوب، ما لبثت ان امتدت الى البقاع، فقصف الطائرات مناطق الجرمق والمحمودية امتداداً الى جبل الريحان والعيشية ووادي برغز. وتركز القصف في البقاع، على مناطق قريبة من بعلبك وسلسلة جبال لبنان الشرقية. واستهدفت غارة معادية فجرا، منزلا غير مأهول ومستهدف سابقا في محيط جبانة عيتا الشعب. العدو يستهدف للمرة الرابعة في غضون ساعتين محيط جبانة عيتا الشعب. تلاها دوي انفجار سمع في بنت جبيل ناتج عن قصف مدفعي على عيتا الشعب.كما ألقى الجيش الإسرائيلي قنبلة مضيئة بإتجاه بلدة الناقورة بهدف إشعال الحرائق. وبعد السادسة مساء نقل الاحتلال عدوانه الى البقاع، فشن غارات متتالية على جرد بريتال محلة النبي سريج، وعلى تلال بلدة جنتا عند الحدود اللبنانية– السورية شرقاً قرب بلدة النبي شيت. تلتها غارة رابعة على السلسلة الشرقية استهدفت الناصرية – محلة تلة الصندوق، وجرد بلدة ماسا. وذكر جيش الاحتلال الاسرائيلي لاحقا انه «قصف منشآت كبيرة جدا تابعة لحزب الله في البقاع اللبناني كانت مخصصة لتصنيع المسيرات التي كانت تهدد أمن إسرائيل،وهاجمنا موقعا تحت الأرض لإنتاج الصواريخ وتخزين وسائل قتالية». وتباهى وزير الاسرائيلي يسرائيل كاتس باعتداءات جيشه قائلاً: ستستمر سياسة فرض أقصى العقوبات ضد حزب الله وأي محاولة من الحزب لإعادة تأهيل نفسه ستقابل بقوة لا هوادة فيها.و استهدفنا أكبر منشأة لإنتاج الصواريخ الدقيقة لحزب الله في الجنوب.والحكومة اللبنانية تتحمل مسؤولية منع حزب الله من خرق اتفاق وقف إطلاق النار».


صوت بيروت
منذ 6 ساعات
- صوت بيروت
إسرائيل تعلن دخول 23 ألف طن مساعدات لغزة أسبوعياً.. والأمم المتحدة: الكميات غير كافية
أعلنت السلطات الإسرائيلية، اليوم الأحد، أن 23 ألف طن من المساعدات وصلت إلى السكان في غزة عن طريق البر خلال الأيام السبعة الماضية. ووفقاً لما نشرته 'هيئة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق' على منصة 'إكس'، فقد 'تم جمع 1200 شاحنة بنجاح من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية' داخل قطاع غزة. لكن منظمات إنسانية تؤكد أن الكميات الحالية، والتي تبلغ نحو 200 شاحنة يومياً، غير كافية لإطعام نحو مليوني فلسطيني يعيشون في هذا الإقليم الساحلي المدمر. ووفقاً للأمم المتحدة، فإن قطاع غزة على شفا المجاعة. وتسيطر إسرائيل على جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، وكانت قد سمحت خلال الأشهر الماضية بمرور محدود جداً أو شبه معدوم للمساعدات. وتقول إسرائيل إن تقليص دخول المساعدات كان يهدف إلى زيادة الضغط على حركة حماس للإفراج عن بقية الأسرى المختطفين منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. ومنذ نهاية الأسبوع الماضي، وبسبب تصاعد الانتقادات الدولية للأوضاع الإنسانية الكارثية التي يواجهها المدنيون الفلسطينيون، بدأت إسرائيل بالسماح بدخول كميات أكبر من المساعدات عبر الطرق البرية. وقبل فرض الحصار، كانت الأمم المتحدة ومنظمات أخرى تدخل ما بين 500 إلى 600 شاحنة مساعدات يومياً إلى غزة. إلى جانب ذلك، تنظم عدة دول عمليات إسقاط جوي للمساعدات في غزة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد عن إسقاط 136 طرداً من المواد الغذائية قامت بها الإمارات والأردن ومصر وفرنسا وألمانيا وبلجيكا.


الديار
منذ 6 ساعات
- الديار
بن غفير اقتحم الأقصى... وإجراءات مشدّدة بالقدس حماس: إمعان في العدوان الممتد على شعبنا
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب اكدت حركة حماس، ان "اقتحامات المستوطنين وفي مقدمتهم الإرهابي وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى، إمعان في العدوان الممتد على شعبنا"، مشيرة الى ان "سلوك حكومة المتطرفين الصهاينة في غزة والضفة الغربية والقدس والأقصى يصب الزيت على النار في المنطقة". ودعت "أبناء أمتنا العربية والإسلامية إلى التحرك الجاد لوقف انتهاكات العدو الممنهجة". وفي وقت سابق، اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير المسجد الأقصى، صباح امس، وسط حراسة أمنية مشددة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل". وذكرت مصادر في دائرة الأوقاف الإسلامية، أن 1251 مستوطنا اقتحموا الأقصى في ساعات الصباح الأولى، في وقت أغلقت فيه شرطة الاحتلال أبواب المسجد أمام المصلين لتأمين اقتحامات المستوطنين. ورصدت الكاميرات أداء ما يُعرف بـ"صلاة بركة الكهنة" من قبل مجموعات من المستوطنين داخل الأقصى، في تجاوز واضح للمنطقة الشرقية التي كانت تقتصر عليها هذه الطقوس سابقا، حيث امتد أداؤها إلى مواقع عديدة داخل المسجد. وشهدت الاقتحامات ارتفاعا في أعداد المستوطنين الذين تنافسوا على رفع أصواتهم أثناء أداء الطقوس، في حين سُمعت أصوات صلواتهم خارج أسوار المسجد، تحت غطاء أمني مكثف. وفي الأثناء، واصلت قوات الاحتلال المتمركزة عند أبواب البلدة القديمة بالقدس عرقلة وصول الأهالي إلى داخل البلدة القديمة تزامنا مع اقتحامات المستوطنين للمسجد. أعلام "إسرائيلية" داخل الأقصى وفي مشهد استفزازي، رفع مستوطنون الأعلام الإسرائيلية بشكل جماعي أمام البائكة الغربية بالمسجد الأقصى، وأدوا النشيد الوطني الإسرائيلي (هاتيكفاه) في حضور شرطة الاحتلال الإسرائيلي وحمايتها. كما نشر مستوطنون مقطع فيديو يُظهر أحد المقتحمين وهو يقرأ "مخطوطة المراثي" في المنطقة الشرقية من المسجد، وهو نص ديني يُتلى في يوم الحداد على ما يسمى ذكرى "خراب الهيكل" وفق المعتقدات التوراتية. وأظهر فيديو آخر تجمُّعا لعشرات المقتحمين المستوطنين حول لفافة توراة كبيرة بالقرب من باب المغاربة، أحد أبواب المسجد الأقصى، قبيل اقتحام المسجد. وشارك بن غفير ليلة أمس الاول في مسيرة للمستوطنين عند باب القطانين، أحد أبواب المسجد الأقصى، وأطلق تصريحات تحريضية قال فيها: "نحن لا نكتفي بالحداد، بل نفكر في بناء الهيكل، وفي بسط السيادة وفرض الحكم. لقد فعلنا ذلك في أماكن كثيرة، وسنفعل ذلك أيضا في غزة". وكانت قوات الاحتلال شددت منذ مساء السبت إجراءاتها الأمنية في مدينة القدس المحتلة، وخصوصا في محيط المسجد الأقصى، لتأمين اقتحامات المستوطنين للمسجد. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال، أغلقت الطرق المؤدية إلى باب الأسباط وباب المغاربة، وتسببت الإغلاقات بأزمات مرورية خانقة في شوارع بلدة سلوان، بالتزامن مع مرور مسيرة للمستوطنين انطلقت من غربي القدس باتجاه حائط البراق، ورفع خلالها المشاركون الأعلام الإسرائيلية. ووصلت المسيرة إلى منطقة باب الأسباط وسط تعزيزات أمنية مشددة، واستمرت إغلاقات الطرق حتى ساعات ما بعد منتصف الليل.