logo
حين يُصبح السلاح 'دينًا' والدولة 'بدعة'

حين يُصبح السلاح 'دينًا' والدولة 'بدعة'

صوت لبنانمنذ 9 ساعات
كتب ايلي الياس في 'نداء الوطن':
حين يقرر طرف سياسي أن يكتب رسالته باسم الله، ويُدخل اللاهوت في السجال، يصبح الردّ واجبًا لا على المستوى السياسي فحسب، بل على مستوى الحقيقة الدينية والتاريخية والوطنية. وحين يوضع سلاح 'حزب الله' على منبر ديني، ويُلبس قداسة تفوق قداسة الوطن، تصبح المواجهة مع هذا المنطق فعل إيمان بالدولة، لا خصومة مع طائفة.
في بيانه الأخير، يتوجه الشيخ أحمد قبلان إلى البطريرك الراعي، لا بصفته الدينية، بل كمن يرفع إنذارًا للبنان بأكمله، وبمضمون واضح: أن سلاح 'حزب الله' هو سلاح الله، وأنه غير قابل للنقاش، وأن الشيعة تعني 'حزب الله'، ومن يعارض ذلك، فهو ضد الله، وضد المسيح، وضد المظلومين، وضد كل الأنبياء. بهذا الخطاب، يحشر الوطن في زاوية السلاح، والطائفة في زاوية 'الحزب'، والدين في زاوية الأدلجة. ويُختصر لبنان، هذا البلد المتعدد الذي بُني على الميثاق والدستور والمؤسسات، ليصبح ملحقًا بميليشيا ترى في نفسها مصدر شرعية، وفي سلاحها قَسَم وجود، وفي كل من يخالفها خائنًا أو صهيونيًا.
لكن حين يُقال إن قرار الحرب والسلم لا يصدر عن الحكومة، بل عن 'مصالح الكيان'، فهذه دعوة صريحة لإلغاء الدولة. حين يُقال إن لا شرعية فوق 'شرعية السلاح'، فهذا إسقاط لكل مبدأ دستوري. حين يُقال إن من يعارض السلاح يخون لبنان، فهذه عودة إلى منطق التخوين الذي عانى منه اللبنانيون طويلاً من اتفاق القاهرة مرورًا بالاحتلال السوري وصولًا إلى الهيمنة الإيرانية.
ويستحق التوقف عند الإقحام المتعمد لتاريخ المسيحية والمسيح في تبرير مشروع سياسي – عسكري. يُكثر الشيخ قبلان من الإحالات الدينية، فيستهل خطابه بـ 'السلام ذخيرة الأنبياء'، ويختمه بتحويل المقاومة إلى وصية أنبياء، و'سلاح الأنبياء في هذا الزمان'. وفي ذلك خلط مقصود بين ما هو ديني وما هو سياسي، يُفرّغ الرسالات السماوية من جوهرها، ليُلبس مشروعًا عسكريًا غطاءً إلهيًا لا يُمسّ. فالمسيح لم يرفع السلاح يومًا، ولم يدعُ إلى حمله، بل قال: 'ردّ سيفك إلى غمده، لأن كل الذين يأخذون بالسيف، بالسيف يهلكون'. وهو نفسه الذي قال 'مملكتي ليست من هذا العالم'. لا في الإنجيل ما يبرر تحويل السلاح إلى عقيدة، ولا في أي من كتب الوحي السماوي ما يشرّع قسر الآخر على بيعة دينية سياسية بقوة السلاح.
إن استخدام اسم السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري كرمزين نهائيين للهوية الشيعية هو إلغاء موصوف لكل التنوع داخل هذه الطائفة، ولكل من يعارض من داخلها هذا المشروع، سواء من رجال دين أو مفكرين أو نشطاء أو أهالي ضحايا سقطوا بلا معنى. لم تُخلق طائفة كي يُختزل تاريخها بقيادتين سياسيتين، ولم يولد الشيعة كي يكونوا فقط جنودًا في 'جيش المهدي'.
من هنا، لا بد من التذكير بوصايا الإمام محمد مهدي شمس الدين، أحد أبرز أعلام الفكر الشيعي المستنير، الذي دعا الشيعة إلى الاندماج في أوطانهم لا الانعزال عنها، وحذّر من أن تتحول المقاومة إلى مشروع سياسي داخلي للاستئثار أو التخويف أو التخوين. أكد الإمام أن المقاومة لا تختزل ببندقية، ولا تنحصر بطائفة، بل هي فعل وطني مدني جامع، ورفض أن تُستعمل رموز الإسلام – كالحسين وكربلاء – لتبرير العنف والانقسام. وكان يرى أن مذهب أهل البيت قام على الحق والعدل والسلم، وأن الدولة، لا أي جماعة مسلحة، هي التعبير الأعلى عن الشراكة الوطنية. لم يرَ الإمام شمس الدين أي شرعية لعسكرة الطائفة، ولا لأي مشروع سياسي يستخدم السلاح لإلغاء الآخر، أو يصوّر نفسه وكيلًا لله على الأرض.
إن من يعتبر أن 'حزب الله' هو الشيعة، وأن الشيعة هم المقاومة، وأن المقاومة وحدها تحفظ الوطن، يُقصي كل من ليس في صفّه من الطائفة، ويُحوّل الانتماء الوطني إلى بيعة دينية، والانتماء الشيعي إلى مبايعة سياسية. وهذا، قبل أن يكون خطأً سياسيًا، هو تحقير للطائفة الشيعية التي قدّمت، كما غيرها، شهداء لبناء الدولة، لا لهدمها.
ثم إن تصوير إسرائيل على أنها العدو التاريخي للمسيح والمسيحية، لا يخدم إلا خطابًا مملوءًا بالكراهية والتحريض الطائفي، ويُسيء للرسالة المسيحية ذاتها التي دعت إلى المحبة والغفران والمصالحة، وليس إلى الاستقواء بالسلاح ولا إلى تأليه العنف. أما القول إن 'من يعارض سلاح 'حزب الله' يعارض المقاومة، ومن يعارض المقاومة يعارض الله'، فهو أخطر ما في هذا الخطاب. فبهذا المنطق، يُحوَّل أي خلاف سياسي إلى كفر، وأي نقاش إلى خيانة. وكأن اللبنانيين ممنوعون من التفكير، وممنوعون من المحاسبة، وممنوعون من المطالبة بدولة واحدة وجيش واحد وقرار واحد.
على كل حال، ليست هذه المرة الأولى التي تُواجه فيها الأصوات السيادية بسيل من التخوين. نستذكر حين صدر نداء المطارنة الموارنة في 20 أيلول 2000، حيث قيل إنه موجه ضد المقاومة. لكنه لم يكن كذلك. كان دعوة صريحة لاستعادة الدولة. انتهى الاحتلال الإسرائيلي حينها، وكان الوقت مناسبًا لعودة الدولة إلى الجنوب. لكن بقي الاحتلال السوري، وبقي السلاح خارج الشرعية. ثم جاءت 14 آذار، وسقط الاحتلال السوري، وبقي السلاح نفسه. تغيّرت الظروف، وتبدّلت الأحلاف، وتفرّق اللبنانيون، وبقي السلاح نفسه.
اليوم، وبعد جلسة الحكومة في 5 آب وصدور تأكيد رسمي في 7 آب على نزع السلاح وتثبيت وقف إطلاق النار، باتت المعادلة السيادية في لبنان على المحك. فهل يُكتب بيان جديد من رحم المؤسسات، لا من منابر الفتاوى؟ وهل تعود الكلمة إلى الدولة، لا إلى الوكلاء؟ إن جوهر كل الرسالات السماوية، وكل التجارب الديمقراطية، وكل الميثاقيات الوطنية، يبدأ من كلمة واحدة: لا سلاح خارج الدولة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السيد الحوثي: المشروع الصهيوني مخطط شيطاني يستهدف الأمة والقرآن يكشف زيفه
السيد الحوثي: المشروع الصهيوني مخطط شيطاني يستهدف الأمة والقرآن يكشف زيفه

المنار

timeمنذ 21 دقائق

  • المنار

السيد الحوثي: المشروع الصهيوني مخطط شيطاني يستهدف الأمة والقرآن يكشف زيفه

تطرق قائد 'أنصار الله' السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطاب له تناول فيه مستجدات العدوان على قطاع غزة والتطورات الإقليمية والدولية، إلى أبعاد المشروع الصهيوني ومخاطره على الأمة الإسلامية والمجتمعات البشرية. وأكد السيد الحوثي أن اليهود الصهاينة يعتبرون إنجاز مخطط 'إسرائيل الكبرى' نصًا مقدسًا ووعدًا إلهيًا يربطونه بالنصوص التي يزعمون أنها مقدّسة، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يشمل نهر النيل والبحر الأحمر وصولًا إلى أجزاء واسعة من الجزيرة العربية بما فيها مكة المكرمة والمدينة المنورة. واعتبر أن تحقيق هذا المخطط يترتب عليه سيطرة عالمية تامة للصهاينة. وأوضح السيد الحوثي أن مئات الملايين في أمريكا وأوروبا وأستراليا باتوا يعتقدون أن دعمهم للمخطط الصهيوني مشاركة في تنفيذ 'الإرادة الإلهية'، مستندين إلى معتقدات تزعم أن الله يساعد من يساعد 'إسرائيل' ويعادي من يعاديها، معتبرًا أن هذه المعتقدات إنما تلبي أطماعًا استعمارية قائمة على الاستعباد والسيطرة. وأضاف السيد الحوثي أن المعتقد اليهودي الصهيوني يتمحور حول إعادة بناء الهيكل المزعوم وهدم المسجد الأقصى، معتبرًا أن هذا العنوان يمثل محور المشروع الصهيوني الذي أحاطه اليهود بخرافات وأساطير تمثل إساءة بالغة لله سبحانه وتعالى. وأشار إلى أن الصهيونية العالمية في أمريكا وأوروبا توفر الدعم الكامل لتحقيق هذا الهدف، من خلال مؤسسات وجمعيات تنشط دعائيًا وتعبويًا وتجمع التبرعات لصالح المشروع. ولفت السيد الحوثي إلى أن اليهود الصهاينة يتحركون ضمن تعبئة دائمة ويطبعون مشروعهم بالطابع الديني، مبينًا أن هذه الرؤية تقوم على الإفساد والسيطرة على المجتمعات البشرية، فيما ينبغي على المسلمين أن ينشطوا لفضح الزيف الصهيوني وإظهار بطلانه، كونه يمثل 'جريمة القرن' بحق الشعب الفلسطيني وشعوب الأمة. وبيّن السيد الحوثي أن التحريف اليهودي للحقائق مستمر عبر الأجيال، وأن القرآن الكريم يكشف حقيقة دورهم السلبي القائم على الإفساد والعلو والاستكبار والطغيان، مؤكدًا أن فسادهم شامل في المعتقدات والأخلاق والمجتمعات. واعتبر أن نصوص المشروع الصهيوني تكشف أنه عدواني وحشي قائم على الإبادة والاستعباد ونهب الثروات، وليس فيه أي مضمون إيجابي للمجتمعات البشرية. وأضاف السيد الحوثي أن المشروع اليهودي هو مشروع 'شيطاني إجرامي'، يقوم على استعباد الشعوب، في حين أن الرسالة الإلهية قائمة على تحرير الإنسان من عبودية غير الله، داعيًا المسلمين إلى إدراك هذه الحقيقة ومواجهة المشروع الصهيوني الذي يعمل منذ قرون على نشر الضلال والفساد في المجتمعات الغربية والعالم. وأشار السيد الحوثي إلى أن الصهاينة حوّلوا الغرب إلى بؤرة للرذيلة والانحطاط، ونسفوا مكارم الأخلاق، وروّجوا للشذوذ والفواحش والإباحية والمخدرات والخمور، مؤكدًا أن اليهود هم مصدر الإلحاد والمعتقدات الباطلة. وانتقد السيد الحوثي الدعم الغربي للمشروع الصهيوني الذي يشن عدوانًا وحشيًا على قطاع غزة منذ 22 شهرًا، متسائلًا كيف يمكن اعتبار هذا المشروع مقدسًا وهو قائم على الإبادة والإجرام؟!، معتبرًا أن نهايته ستكون 'الضربة الإلهية القاصمة'. وأكد السيد الحوثي أن القرآن الكريم هو المشروع الإلهي الحق الذي يمثل الرحمة للعالمين، داعيًا أبناء الأمة الإسلامية والمجتمعات البشرية إلى النظر لليهود الصهاينة من زاوية القرآن الكريم والواقع، وعدم الانخداع بالدعايات المضللة. كما شدد السيد الحوثي على أن الصراع مع اليهود الصهاينة حتمي ولا يمكن التعايش معهم، معتبرًا أن معظم السياسات في الأمة قائمة على 'نظرة غبية' تساهم في ظلم الشعب الفلسطيني. وأكد أن المطلوب اليوم إصلاح الواقع الداخلي للأمة للتحرك بشكل صحيح في مواجهة المشروع الصهيوني، والتعامل مع وعد الله الحق بثقة وإيمان. وأشار السيد الحوثي إلى أن المسلمين أصحاب القضية العادلة، وأن المنهج القرآني نور حقيقي لا يتضمن أي توجه عدواني، في حين أن الصهاينة هم من صنعوا 'التكفيريين' لتشويه الإسلام وإبعاد الأمة عن مواجهتهم. وأكد السيد الحوثي على أن ثبات المجاهدين في قطاع غزة دليل بيّن على إمكانية مواجهة المشروع الصهيوني والانتصار عليه في إطار وعد الله الحق. صمود المقاومة في غزة ورسائل الأمة المخذولة تجاه العدوان الإسرائيلي وأشاد قائد 'أنصار الله' السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بفاعلية المقاومة الفلسطينية وصمودها رغم محدودية الإمكانات، ومؤكدًا في الوقت ذاته تورط أنظمة عربية في دعم العدو الإسرائيلي. وأوضح السيد الحوثي أن فاعلية المجاهدين في قطاع غزة، رغم تواضع قدراتهم مقارنة بما يمتلكه العدو الإسرائيلي من ترسانة عسكرية ودعم أمريكي وغربي، شكلت مفاجأة كبيرة للاحتلال. وأشار إلى أن عمليات كتائب القسام وسرايا القدس وبقية الفصائل الفلسطينية المجاهدة نكّلت بالعدو الإسرائيلي، الذي فوجئ بمستوى الأداء الفاعل بعد مرور كل هذه الفترة الزمنية الطويلة من العدوان. وأكد أن العدو الإسرائيلي يواجه أزمة حقيقية في القوى البشرية لدرجة التفكير في جلب مقاتلين من الجاليات اليهودية ومرتزقة من بلدان أخرى، إضافة إلى أزمة داخلية متفاقمة في مسألة تجنيد الحريديم. وأشار إلى أن هذا الأسبوع شهد عمليات فعّالة نفذتها كتائب القسام وسرايا القدس إلى جانب الفصائل الأخرى في قطاع غزة. ونقل السيد الحوثي رسالة لأحد المجاهدين الفلسطينيين أثناء اشتباك في عملية خان يونس، قال فيها: 'نقول للأمة جمعاء نحن حجة عليكم، لا حجة لكم، لا سامح الله من تخاذل، ولا سامح الله من ترك غزة وحدها، وحسبنا الله ونعم الوكيل'. وعلّق بأن هذه الرسالة تجسّد وجدان كل مجاهد في غزة، وتمثل لسان حالهم تجاه تخاذل أمة الملياري مسلم. وأضاف أن تخاذل الأمة الإسلامية المخزي لن يُسامحها الله عليه، وهي التي تمتلك الإمكانات والقدرات والعدد والعدة، مشددًا على أن حال الأمة بات أكثر من مجرد تخاذل، إذ وصل الأمر إلى تعاون بعض أبنائها مع العدو الإسرائيلي. وتوقف السيد الحوثي عند ما وصفه بالفضيحة المتعلقة بالسفينة السعودية التي كُشف أمرها في أحد الموانئ الإيطالية وهي تحمل السلاح للعدو الإسرائيلي، متسائلًا: 'هل النظام السعودي الذي يملك أكبر احتياطي نفطي في العالم يعمل حمالًا بالأجرة كي يحصل على مقابل من العدو الإسرائيلي؟'، مؤكّدًا أن ما يقوم به النظام السعودي ليس نقلًا بالأجرة، بل دعم مباشر للعدو بالسلاح، وهو ما يعكس دورًا داعمًا عسكريًا للاحتلال. كما تناول الصفقة التي عقدها النظام المصري مع الكيان الإسرائيلي بقيمة خمسة وثلاثين مليارًا تحت عنوان الحصول على الغاز، واصفًا إياها بالكارثة والدعم الفاعل للعدو. وقال إنه كان بالإمكان أن تستثمر مصر هذا المبلغ الهائل في مشاريع داخلية أو أن تحصل على الغاز من أي بلد إسلامي. وأعرب عن أسفه للحالة السلبية في العالم العربي، معتبرًا أنها تؤثر على بقية الدول الإسلامية، لافتًا إلى أن بعض الأنظمة العربية تعادي الدول التي تدعم فلسطين، كما هو حالها مع إيران. وأكد أن تبني نزع سلاح حركة حماس ليس سوى موقف سعودي تتبناه أنظمة عربية أخرى، بل وحتى السلطة الفلسطينية، مشددًا على أن المطالبة بنزع سلاح المقاومة في لبنان تمثل بدورها دعمًا صريحًا للاحتلال الإسرائيلي. المصدر: موقع المنار

فضل الله: الشيعة لم يبخلوا بتقديم التضحيات
فضل الله: الشيعة لم يبخلوا بتقديم التضحيات

IM Lebanon

timeمنذ ساعة واحدة

  • IM Lebanon

فضل الله: الشيعة لم يبخلوا بتقديم التضحيات

التقى العلّامة علي فضل الله وفدًا ضمّ الدكتور محمد المصري، والإعلامي محمد عوّاد، والخبير في فنون الاتصال محمد كركي، حيث وضعوه في أجواء المبادرة التي يعملون على إطلاقها تحت عنوان: 'المبادرة اللبنانية لشيعة الوطن والسِّلم'، شارحين له الأسباب التي دفعت إلى إطلاقها والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها. في مستهل اللقاء، رحّب فضل الله بالوفد، مقدّراً كل 'جهدٍ يعمل على التقريب بين المكوّنات اللبنانية، ولاسيّما في ظل هذه المرحلة الصعبة، وفي أجواء الخطاب المتوتّر والمستفزّ والإقصائي الذي يبرز هنا وهناك، مثمّناً هذه الروحية الوطنية والإنسانية التي نحن أحوج ما نكون إليها في ظل هذا الاحتقان، ولغة التخوين وشدّ العصب التي تتحكّم بواقعنا'. وأكد أن 'مشكلتنا في هذا الوطن تكمن في أن كل طائفة تنكفئ داخل دوائرها الخاصة، بينما المطلوب هو الانفتاح والانطلاق نحو الدوائر الواسعة التي تؤمن بالآخر كشريك في الوطن، وتعمل على مدّ جسور التواصل من أجل التركيز على نقاط اللقاء، بعيداً عن منطق تسجيل النقاط والاستقواء بالخارج'. وأشار إلى أن 'خيارنا جميعاً هو أن نعيش معاً، فهذا الوطن لا يُبنى بطائفة دون أخرى، بل بتضافر جهود جميع أبنائه وتكاتفهم لمواجهة التحديات والضغوط التي تُمارس عليه.' وختم: 'إن الطائفة الشيعية قدّمت وما زالت تقدّم التضحيات في سبيل سيادة هذا الوطن ووحدته وأمنه واستقراره، ولم تعمل يوماً لمشروعها الخاص، بل آمنت بالانفتاح والتعددية والحوار، ودَفعت الأثمان في سبيل وحدة الوطن ومنع تقسيمه'.

هل يتسارع تطبيع العلاقات اللبنانية السورية؟
هل يتسارع تطبيع العلاقات اللبنانية السورية؟

IM Lebanon

timeمنذ ساعة واحدة

  • IM Lebanon

هل يتسارع تطبيع العلاقات اللبنانية السورية؟

كتب معروف الداعوق في 'اللواء': سجلت اوساط سياسية ارتياحها لبداية مسار تطبيع العلاقات اللبنانية مع الادارة السورية الجديدة، والتأسيس لمرحلة جديدية في العلاقات بين لبنان وسوريا، تتجاوز المؤثرات السلبية والعوائق التي كانت تحول في السابق دون تطوير العلاقات الثنائية، سياسيا واقتصاديا، بما يتماشى مع متطلبات مواكبة نمو حركة الاقتصاد العربي والعالمي وتأمين الفائدة المشتركة لكلا البلدين. واشارت الى انه بعد اكثر من اجتماع بين مسؤولين لبنانيين وسوريين، إن كان في المملكة العربية السعودية، او دمشق، طرحت مبادرات ابجابية مشجعة من الجانب السوري، لصياغة علاقات بين البلدين، تتماشى مع مصالحهما المشتركة، وهو ما ظهر بوضوح في الاجتماعات التي حصلت مؤخرا لبحث ومناقشة المشاكل التي تعوق النقل البري بين البلدين، والعمل على ازالتها، وتسهيل الترانزيت من لبنان عبر الاراضي السورية باتجاه العراق والاردن ودول الخليج العربي، وتم الاتفاق على خطوات عملية لازالة الرسوم المالية الاضافية، التي تعيق حركة النقل والالتزام بالاتفاقيات المعقودة سابقا، لاسيما اتفاق العام ١٩٩٢للنقل العام او بروتوكول العام ١٩٧٧ بالنسبة لتنظيم حركة الترانزيت. واعتبرت الاوساط ان التجاوب والانفتاح على حل مشاكل النقل البري والترانزيت بين البلدين، مؤشر ايجابي، يدل عن رغبة حقيقة للانتقال بالعلاقات بين البلدين نحو الافضل، ويمهد للانتقال الى بحث جدي في المواضيع والمسائل المهمة الاخرى، والتي لم تعد تحتمل تأخيرها لمرحلة لاحقة. وكشفت عن ان لبنان تلقّى ردود فعل اولية مشجعة من الجانب السوري عبر الوسطاء، للبحث في مسألة ترسيم الحدود اللبنانية السورية، والواردة في بنود الورقة الاميركية التي قدمها الموفد الاميركي توم براك الى المسؤولين اللبنانيين، ما يعني ان طرح هذا الملف لن يكون مؤجلا او متروكا، كما كان سابقا، وانما طرحه قد يكون اقرب من المتوقع، نظرا لارتباطه بحل مشاكل الحدود بين لبنان واسرائيل ايضا. واعتبرت الاوساط السياسية ان الانتقال بالعلاقات السياسية بين لبنان وسوريا، نحو مرحلة التطبيع الكامل، يتطلب وجود قرار سياسي وقناعة مشتركة بين المسؤولين في كلا البلدين، والانتقال الفوري لتبادل الزيارات على المستوى الرئاسي والوزراء المعنيين، لوضع الاسس وتحديد الخطوات المطلوبة والمباشرة بالتنفيذ الفوري، لاسيما ما يتعلق بالمشاكل الامنية على الحدود المشتركة، لاسيما على الجانب الشرقي، ومشكلة اللاجئين السوريين وسبل تأمين عودتهم الى سوريا. وقللت الاوساط من اهمية ما يتردد من معلومات، بأن احد اسباب تباطؤ النهوض بالعلاقات مع سوريا، اعتراض حزب الله المبطَّن على هذا المنحى، ورفضه اقامة علاقات سوية مع النظام الجديد، واعترفت ان لبنان ينتظر من الجانب السوري رد الزيارات التي قام بها كُلٌّ،من رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، وبعده رئيس الحكومة الحالي نواف سلام على رأس وفد وزاري ورسمي، الى الرئيس السوري احمد الشرع في دمشق قبل مدة، كما اللقاء الذي حصل بين رئيس الجمهورية جوزف عون والشرع بالقاهرة على هامش القمة العربية، لوضع الاسس المطلوبة وتحديد الاجراءات اللازمة، للانتقال بالعلاقات اللبنانية- السورية، الى مرحلة متقدمة، تعبر عن طموحات ومصالح الشعبين اللبناني والسوري، وتتماشى مع المتغيرات في البلدين معاً.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store