وزير الدفاع الأمريكى يثير الجدل بعد مشاركته تفاصيل هجوم على اليمن عبر سيجنال
أفادت صحيفة نيويورك تايمز، أن وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيجسيث، أجرى محادثة خاصة ثانية عبر تطبيق سيجنال حول الضربات المرتقبة على اليمن مع أعضاء، من بينهم زوجته وشقيقه ومحاميه الشخصي.
وذكرت مصادر أن هيجسيث شارك جداول رحلات طائرات إف-18 هورنت التي تستهدف الحوثيين في اليمن، تمامًا كما فعل في محادثة منفصلة عبر سيجنال في اليوم نفسه، والتي تضمنت عن طريق الخطأ رئيس تحرير مجلة ذا أتلانتيك. ليس من الواضح ما إذا كان أي من المشاركين في المحادثة الجماعية سيحتاج إلى معرفة أمر الهجمات، على الرغم من أن شقيق هيجسيث ومحاميه يعملان في البنتاجون.ويذكر التقرير أن جينيفر هيجسيث، زوجة وزير الدفاع، لا تعمل في وزارة الدفاع، أما الدردشة الثانية، المسماة "الدفاع | اجتماع الفريق"، فقد أنشأها هيجسيث قبل تعيينه، وشارك فيها نحو اثني عشر شخصًا من دائرته المهنية والشخصية (من بينهم مستشاران كبيران طُردا مؤخرًا بسبب اتهامات بتسريب معلومات).أُنشئت في البداية للسماح بمناقشات حول جدول أعماله الروتيني ومعلوماته الإدارية على جهازه الشخصي، وقد صرح مسؤول أمريكي لصحيفة نيويورك تايمز بأنه لم يحدث أي اختراق للأمن القومي، لكنه رفض التعليق على ما إذا كان هيجسيث قد شارك معلومات استهداف مفصلة. وأضاف: "الحقيقة هي أن هناك دردشة جماعية غير رسمية بدأت قبل تعيين أقرب مستشاريه ولم يُناقش أي شيء سري في تلك الدردشة"، ودافع مسؤولو إدارة ترامب سابقًا عن هيجزيث بشأن الاختراق الأول، مؤكدين أنه لم تُكشف أي معلومات سرية. مع ذلك، أعرب الديمقراطيون في الكونجرس عن قلقهم، وقال السيناتور جاك ريد، العضو الديمقراطي البارز في لجنة القوات المسلحة: "إذا صحت هذه الحادثة، فهي مثالٌ آخر مُقلق على استخفاف الوزير هيجزيث المُتهور بالقوانين والبروتوكولات التي يُطلب من كل فرد في الخدمة العسكرية اتباعها". وأضافت السيناتور الديمقراطية تامي داكوورث: "كل يوم يقضيه في وظيفته هو يومٌ آخر تُعرّض فيه حياة جنودنا للخطر بسبب غبائه المُفرط".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الأهرام
منذ 4 ساعات
- بوابة الأهرام
الصحفى الأمريكى كريس هيدجز يواجه المدافع بكلماته: فى كتابى الجديد عن غزة صـوت الضحايا يكفى
العرب لا يعرفون الخيانة.. و«الثقة» عنوان تعاملى معهم «نيويورك تايمز» طلبت منى السكوت عن جرائم العراق فتركت الصحيفة أمريكا لم تعد ديمقراطية بل إمبراطورية رومانية تحكمها الشركات إسرائيل تخوض حرب إبادة لطمس الإنسان الفلسطينى وتاريخه الرأسمالية الأمريكية تلتهم الديمقراطية من الداخل العنصرية ضد العرب تعتمد على الجهل والإعجاب بالنفس فى عالمٍ يغلفه الظلام وتصنع فيه القوة سردية المنتصر، يظهر من آن إلى آخر من يشق هذا الظلام بكلمة صادقة، الصحفى والكاتب الأمريكى الكبير كريس هيدجز واحد من هؤلاء القلائل، خاض ميادين الحروب كصحفى ميداني، وخرج منها لا ببطولات زائفة، بل بجرح مفتوح من الضمير وذاكرة مثقلة بالشهادات. هيدجيز دفع ثمن مواقفه المستقلة بإبعاده عن العمل فى جريدة «نيويورك تايمز» الأمريكية ،لأنه رفض السير فى ركاب المؤيدين لغزو العراق، وفى هذا الحوار يفتح قلبه ودفاتره، متحدثًا عن كتابه الجديد عن الإبادة فى غزة الذى يكتبه بالشراكة مع فنان الكاريكاتير الشهير جو ساكو، والذى سيعتمد فيه فقط على أصوات الفلسطينيين، دون تدخل من صوته ككاتب، لأن القصة لا تحتمل تزيينًا أو تفسيرًا، بل تحتاج فقط إلى من يصغي. كما يتحدث بصراحة موجعة عن الهيمنة الأمريكية فى لحظة أفولها، وعن الرأسمالية التى تحولت إلى وحش مفترس يأكل الديمقراطية من الداخل، ويؤكد أنه يكتب ضد التيار، ويصر على أن الأمل يكمن فى أن نواصل الحديث، حتى لو كان صراخنا فى الفراغ. تعمل الآن على إصدار كتاب عن حرب الإبادة فى غزة، حدثنا عن هذا الكتاب.. أعمل على إعداد الكتاب مع رسام الكاريكاتير الشهير جو ساكو الذى أصدر العديد من الكتب، منها كتاب عن فلسطين وآخر عن غزة، ولقد ظللت سبع سنوات بين عامى 1988 و1995 أغطى أحداث غزة لجريدة نيويورك تايمز، ومن خلال خبرتى أعلم أن هدف إسرائيل من شن هذه الحرب هو أن تمحى الإنسان الفلسطينى وثقافته وتاريخه، وفور بدء حرب الإبادة اتصل بى جو ساكو، وأكد أنه لا بدّ أن نصدر كتابًا عن الحرب، لأن لدينا أصدقاء فى غزة وخسرنا عددًا منهم. لذلك فأنا ككاتب وجو كفنان، نحاول أن نقاوم ونحارب المخطط الإسرائيلى بأن نتحدث عن المعاناة فى غزة، وهو أمر صعب جدًا، لأن اللوبى الإسرائيلى والحكومة الأمريكية يلعبان دورًا كبيرًا فى منع انتقاد الحكومة الإسرائيلية، بتكميم الأفواه عن طريق وسائل الإعلام، ولذلك فقد الكثيرون أعمالهم ممن تحدوا هذه الأوامر. مدير التحرير الخاص بي، وهو أكبر مدير تحرير فى الولايات المتحدة، وصاحب دار نشر حقق مئات الآلاف من الدولارات من بيع كتبي، رفض نشر كتابى عن غزة، لأنه لا يريد أن يتعرض لأى انتقاد أو حرب من الحكومة، لكن يمكن أن نجد دار نشر، لكنها لن تكون من كبرى دور النشر، لكن هذا غير مهم بالنسبة لي، المهم ألا نسمح لهذه القصص أن تختفي. وكنا بالطبع نريد الذهاب إلى غزة، لكن الحكومة الإسرائيلية تمنع أى صحفى من دخول القطاع، لذلك جئنا إلى القاهرة كى نتمكن من الحديث مع أشخاص تركوا غزة وجاءوا إلى مصر، سواء للعلاج أو لأسباب إنسانية، وكنا قد أصدرنا كتابًا بعنوان «Days of Destruction, Days of Revolt» كان من بين قائمة «نيويورك تايمز» للكتب الأكثر قراءة وشراء، وكان يضم أبحاثًا وتقارير عن أكثر المناطق فقرًا فى الولايات المتحدة، وكان عبارة عن 50 صفحة تشمل رسومات ساكو وكتاباتي، وسنتبع الطريقة نفسها فى كتابنا عن غزة. هل يعتمد الكتاب على شهادات الفلسطينيين فقط أم تمزجها برؤيتك للوضع فى غزة؟ لن أستخدم صوتى أو رأيي، فقط سأعتمد على شهادات أهل غزة، لأن الفكرة أن أظهر أصواتهم وقصصهم إلى العالم، ولقد أصدرت كتابًا الشهر الماضى عن الإبادة بعنوان «A Genocide Foretold»، شمل الكثير من آرائى وتحليلاتى الشخصية للحرب، أما الكتاب الجديد سيكون مبنيًا بشكل كامل على شهادات الفلسطينيين وما مروا به خلال الحرب. تجمع بين التجربة الميدانية والفكر التحليلى فى التعامل مع الحروب.. كيف أفدت من ذلك؟ قضيت وقتًا طويلًا فى الشرق الأوسط خاصة فى غزة، ولذلك فأنا أفهم الثقافة الفلسطينية، ومطّلع على تاريخها، وأعرف كيف يعمل نظام الفصل العنصرى فى إسرائيل، وهذا مهم جدًا فى معالجة الأمور، لأن هذه الخبرة تمكننى من طرح الأسئلة وتحديد الهدف منها، ولولا هذه التجارب والخبرة لكان من الصعب أن أصدر هذا الكتاب، إذ كان سيفتقد العمق ويمتلئ بالثغرات. هل كانت الحرب على العراق عام 2003 نقطة تحول أخلاقية فى الإعلام الأمريكي؟ نعم، أعتقد أنها غيرت مسار الإعلام الأمريكى بالفعل، لأن الغرب كان يشجع هذه الحرب، لكن كل الادعاءات بوجود أسلحة دمار شامل لدى صدام حسين كانت كاذبة، وكانت الصحافة الأمريكية والعالمية أداة دعاية فى يد إدارة الرئيس جورج بوش، وكل من ساندوا الحرب لم يكونوا على دراية بالأوضاع فى الشرق الأوسط، ومن تكلموا علانية عن خطأ شن الحرب واجهوا هجومًا كبيرًا، وهذه الحرب أدت إلى قتل مئات الآلاف من العراقيين، والإعلام الأمريكى ملطخ الأيدى بهذه الدماء، لأنهم روجوا للحرب لعامة الشعب الأمريكي. كيف تركت العمل فى صحيفة «نيويورك تايمز»؟ كنت ضد الحرب على العراق، ولم يكن ذلك رأيًا شخصيًا أو موقفًا سياسيًا، بل كان نتيجة قضائى سبع سنوات فى الشرق الأوسط كنت أغطى خلالها أخبار العراق، وحضرت حرب الخليج الأولى، وفى حرب الكويت كنت مع قوات الجيش الأمريكى ومع المارينز، وكنت فى البصرة خلال الثورة الشيعية، ثم اعتُقلت من الحرس الجمهورى العراقي، بعدها قضيت وقتًا طويلًا مع الأكراد فى الشمال، وشهدت على تخلص العراق من الأسلحة الكيماوية خلال حرب الخليج الأولى، فكنت أعرف أن صدام حسين لا يشكل تهديدًا للدول المجاورة ولا للولايات المتحدة، وكنت أعلم أيضًا أن حزب البعث العراقى يكره تنظيم القاعدة، لكن حينما أعلنت رأيى هوجمت فى الولايات المتحدة وتعرضت للرقابة، وتلقيت إنذارًا من «نيويورك تايمز» طالبتنى فيه بالكف عن كتابة وجهة نظرى التى تدعو إلى عدم شن الهجوم على العراق، بعدها تركت الجريدة، ورفضت كل الجرائد أن أعمل بها، فبدأت حياتى المهنية ككاتب. من منظورك النقدى للرأسمالية والإمبريالية، ما مستقبل الهيمنة الأمريكية فى العالم؟ وهل تراها فى مرحلة انحدار؟ الإمبريالية فى هبوط، والدول العظمى حينما تكون فى حالة هبوط فإنها تسعى للسيطرة على الدول الضعيفة كى تعود للشعور بالقوة، مثل فيتنام وأفغانستان والعراق وسوريا وليبيا، كل هذه مسرحيات عسكرية هدفها ترسيخ صورة القوة الأمريكية، هكذا أصبحت الولايات المتحدة مثل إسرائيل بلد مكروهة من الرأى العام العالمي، وفى الوقت نفسه تتطلب هذه المسرحيات نفقات عسكرية كبيرة، ما أدى إلى خسائر فادحة ويحرم الخدمات والبنية التحتية من هذه الأموال، كذلك يتطلب سيطرتهم على الرأى العام الأمريكي، ما يؤدى إلى مشكلات فى السياسات الداخلية كتبتَ كثيرًا عن «الوهم الديمقراطي»، فهل ترى أن النموذج الديمقراطى الأمريكى يمكن أن يُحتذى به فى العالم أم أنه فاشل فى جوهره؟ أمريكا ليست ديمقراطية، لكنها تشبه الإمبراطورية الرومانية، فالإدارة الحالية لديها المقومات نفسها، وما زالت هناك مؤسسات ديمقراطية مثل مجلسى الشيوخ والنواب، لكن القوة الداخلية الحقيقية تحت حكم المؤسسات الكبرى ومنها اللوبى الصهيوني، والمنتخبون فى المناصب الكبرى يعتمدون بشكل كبير على أموال هذه المؤسسات، ولهذا فالحكومات لا تنظر إلى ما يريده الشعب، فهناك 77% من الناخبين الديمقراطيين يريدون إنهاء المساعدات العسكرية إلى إسرائيل، ولكن من يديرون الحزبين الديمقراطى والجمهورى يعملون ما يريده اللوبى الصهيوني، ما يؤدى إلى إحباط فى الرأى العام الأمريكي. عملت فى مناطق عربية.. ما الانطباعات التى تركها الناس فى تلك المناطق؟ إذا كان هناك شيء متكرر فى المنطقة العربية طوال فترات إقامتى فيها فهى الثقة، فجميع أصدقائى العرب يحظون بثقتى الكاملة لم أتعرض إلى أى خيانة. هل هناك صورة نمطية ظالمة يروجها الإعلام الغربى عن العرب؟ الحكم المسبق غير عادل، لكن الإعلام الغربى منذ 11 سبتمبر حوّل المسلمين إلى كاريكاتير شرير، وأصبح من المقبول أن تنعت المسلمين بأى صفة إجرامية، حتى تلك الممنوع استخدامها تجاه أى فئة أخرى. غزة تحولت إلى ميدان تجويع وإبادة - «أ.ف.ب» كيف يمكن تغيير هذه الصورة؟ وهل فيديوهات غزة كالحجارة فى المياه الراكدة؟ قلت إن الحرب تُعطى حياتنا معنى، لكنها فى الوقت نفسه مدمّرة، ما الذى يجعل البشر يقبلون على الحروب بهذا الشكل؟ هل تؤمن بأن تغيير العالم لا يزال ممكنًا؟ أم أن ما نفعله مجرد صراخ فى الفراغ؟ كيف ترى ما يجرى الآن من ملاحقة الطلاب المؤيدين للقضية الفلسطينية وقطع المساعدات عن بعض الجامعات؟ أليس هناك إدراك لدى صانع القرار الأمريكى أن دعم الحرب الإسرائيلية على غزة سيساعد على خلق جيل جديد من المقاومين الفلسطينيين، وأيضًا من الإرهابيين؟ تقف موقفًا نادر الوجود فى الغرب.. فهل هو نابع من تربيتك ونشأتك الدينية؟ رابط دائم: العنصرية تعتمد على الجهل وحب الذات والإعجاب بالنفس، وهى أمراض وأنا لا أعرف كيف يمكن شفاء مجتمع مريض، فالمجتمع اختار أن يغمض عينيه عما يجري، لأن عدد القتلى فى الشرق الأوسط الذين تسببت أمريكا فى قتلهم أكثر بكثير من أى نوع من العنف الذى وقع ضدها، بما فى ذلك ما حدث فى 11 سبتمبر، فمهاجمو برجى التجارة تعلموا منا العنف واستخدموه ضدنا، فتفجير البرجين كان رسالة وجههوها لنا بعد أن تعلموها منا.الحرب تمنح من يحملون السلاح شعورًا بأنهم «آلهة»، وأنهم قادرون على تدمير أى شيء، بما فى ذلك تدمير حياة البشر دون أى محاسبة، لدرجة أنهم يدمنون هذا الشعور، والحقيقة المُرة أن هناك أشخاصًا تغريهم المشاركة فى الحرب.معظمنا يصرخ فى الفراغ، ولكنى لا أزال أؤمن بأهمية عملنا، لأنه على الأقل يعطى المظلومين ــ مثل الفلسطينيين ــ الأمل فى أن هناك من يسمعهم ويؤمن بقضيتهم، ويواجه تلك القوى الشريرة التى تضطهدهم.ليس لدى الحكومتين الأمريكية أو الإسرائيلية ما تقولانه الآن عما يحدث فى غزة، لذلك يجب أن يخرسوا الأصوات التى تدافع عن القانون الإنساني، وتستنكر الإبادة الجماعية فى غزة، وهذا مؤشر على الإفلاس الأخلاقي.من يديرون السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط فى إدارتى بايدن وترامب، ليس عندهم أى فكرة عن طبيعة الشرق الأوسط، وفكرتهم عن العرب والشرق أوسطيين أنهم إرهابيون، ولذلك فعندما يرد الشعب الفلسطينى على ما يتعرض له من ظلم ردًا طبيعيًا يمكن أن يصدر من أى شعب آخر فإنهم يعدّونه إرهابًا، ويمنحون أنفسهم الحق أن يكونوا أكثر دموية وعنفًا، وهكذا فإنهم يخلقون الجو المناسب للإرهاب، ثم يستخدمون هذا الإرهاب لتبرير عنفهم سواء الداخلى أو الخارجي.نعم، هذا نابع من تنشئتى الدينية، ومن أجل ذلك اتفهم جدًا موقف المسلمين فى الشرق الأوسط، لأن المجتمع الإسلامى لا يزال ينظر إلى الدين بجدية، بينما فى الغرب ليس لديهم تلك النظرة، والدين الإسلامى يدعو إلى نصرة المظلومين وهى نفسها نظرة الدين المسيحي، فقد تعلمنا أننا لو لم نساند المظلومين فسنكون شركاء فى الظلم.

مصرس
منذ 4 ساعات
- مصرس
بعد استهداف ترامب هارفارد.. ما حدود تدخل الإدارة الأمريكية في حرية الجامعات؟
كشف تحقيق موسّع عن موجة غير مسبوقة من «القمع المعرفي» في الولايات المتحدة، تقودها إدارة دونالد ترامب في نسختها المتشددة، وتستهدف بعضا من روافد الوعي البشري، من قاعات الجامعات، إلى مختبرات العلم، إلى رفوف المكتبات. ليست قرارات عشوائية أو سياسات متفرقة؛ وإنما هجوم شامل، مدروس، على جوهر التقدّم، والمعرفة، حيث تتحرك إدارة ترامب بعينٍ مفتوحة على تفكيك العقل الأمريكي، وتجريده من أدوات التحليل والتفكير والنقد.باسم "أمريكا العظيمة" يتم تهديد الجامعات بسحب التمويل، وتحويل مؤسسات ثقافية مرموقة مثل "سميثسونيان" إلى منصات ترويج للأيديولوجيا بدلاً من الاستكشاف والتنوير.وتحت لافتة "محاربة الانحياز"، تُحذف قواعد بيانات صحية تم بناؤها عبر عقود، وتُجبر مراكز الأبحاث على اتّباع أجندات سلطوية لا علاقة لها بالعلم أو الحقيقة.وصفت مجلة «ذا أتلانتيك» الأمريكية، إن ما يحصل في الولايات المتحدة نحو المؤسسات التعليمية، هو عصر مُظلم جديد يحدث بوسائل أكثر دهاء، من الرقابة، والتجويع المعرفي، ونزع الشرعية عن كل من يطرح سؤالًا خارج النص.وبحسب ما أوردته المجلة، لا يكتفي التيار الترامبي بالسعي للهيمنة السياسية، بل يتجاوز ذلك إلى ما هو أخطر، إلى تفكيك واحدة من أعظم إنجازات أمريكا، وهي منظومة المعرفة، وتدمير هذه المنظومة لا يعني فقط إضعاف الجامعات أو الأبحاث في الولايات المتحدة، بل شلّ الديمقراطية نفسها، عبر منع الرقابة على السلطة الأمريكية، وتقليص دور العقل والعلم في صناعة القرار.اقرأ أيضًا: المحكمة الفيدرالية تمنع الرئيس الأمريكي من تنفيذ رسوم جمركية جديدةالجامعات الأمريكية في مرمى النيرانفي يوم الخميس الماضي، ألغت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صلاحية جامعة هارفارد في تسجيل الطلاب الدوليين، ما يعني أن الطلاب الأجانب الجدد لن يتمكنوا من الالتحاق، والحاليين قد يضطرون إلى الرحيل أو يفقدوا إقامتهم القانونية.وقالت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية في بيان رسمي: "لم يعد بإمكان هارفارد تسجيل الطلاب الأجانب، وعلى الطلاب الحاليين الانتقال أو فقدان وضعهم القانوني".وجاء هذا القرار بأمر مُباشر من وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية، كريستي نويم، التي بررت الخطوة برفض الجامعة تسليم سجلات سلوك الطلاب الأجانب، التي طلبتها الوزارة في وقت سابق. وبهذا، بدا واضحًا أن العقوبة ليست قانونية بقدر ما هي سياسية، تستهدف مؤسسة نخبويّة رفضت الانصياع لتوجهات إدارة ترامب.وأصبحت مؤسسات التعليم العالي أبرز أهداف هذا الهجوم، وخسرت جامعات مرموقة مثل كورنيل، برينستون، ونورث وسترن مئات الملايين من التمويل الفيدرالي، وفقدت جامعة جونز هوبكنز وحدها 800 مليون دولار، ما يهدد مشاريعها الصحية من بالتيمور حتى موزمبيق، وتم ذلك بعدما جُمّد التمويل دون أي تفسير.شروط أيديولوجية صارمة مقابل التمويل.. ما القصة؟فرضت إدارة ترامب، مطالب أيديولوجية على الجامعات الأمريكية، فيما رفضت هارفارد، ذلك ولجأت للقضاء، وقال رئيسها: "لا يحق لأي حكومة أن تملي علينا ما ندرّسه أو من نوظف".«ويست بوينت».. نموذج للجامعة «المثالية» في نظر ترامبفي الأكاديمية العسكرية العريقة "ويست بوينت"، بدأت إدارة ترامب حملة ممنهجة لإعادة تشكيل المناهج الدراسية وفق رؤيتها الأيديولوجية، بهدف تطهير المقررات من أي محتوى يتناول قضايا العرق أو النوع الاجتماعي.وفي هذا السياق، تم إجبار أحد الأساتذة على حذف أي مصطلحات توازي الإبادة الجماعية، بينما استُبعدت أعمال أدبية مهمة لكُتّاب بارزين مثل توني موريسون وجيمس بالدوين من قوائم القراءة.وبحسب مجلة «ذا أتلانتيك» الأمريكية، فإن ذلك يحوّل "ويست بوينت" إلى نموذج تعليمي مغلق، يخلو من أي نقاش جاد حول التاريخ، أو العدالة، أو التنوع، في ظل رؤية تسعى إلى إنتاج جيل يكرر ما يُملى عليه، لا ما يتعلّمه من نقد أو تفكير حر.فيما حاولت جامعة كولومبيا، تليين المواقف للحفاظ على 400 مليون دولار، لكنها اكتشفت أن الاستجابة لمطالب إدارة ترامب تفتح الباب لمزيد من الابتزاز. حيث طُرحت مطالب جديدة، قد تنتهي بسيطرة الحكومة الأمريكية على الجامعة عبر مرسوم قضائي.وفقًا لمجلة «ذا أتلانتيك» الأمريكية، هذه المليارات التي تُسحب من الجامعات الأمريكية ليست أرقامًا على ورق، حيث إنها تموّل مختبرات، وتعطى منح دراسية، وتزويد أرشيفات علمية، من دونها، تُغلق أقسام وتُعلّق أبحاث، وتتراجع فرص الطلاب.أكبر الضربات طالت الصحة والبحث العلميامتد الهجوم إلى داخل الحكومة الأمريكية، فآلاف الموظفين في مراكز السيطرة على الأمراض طُردوا، بينهم مَن يراقب الأمراض ويضمن سلامة أماكن العمل، حتى إن إدارة الغذاء والدواء خسرت علماء يختبرون الأغذية والأدوية، وكذلك وكالة حماية البيئة أُفرغت من ذراعها البحثية.تلقت الوكالات العلمية الكبرى كالNIH وNSF، ضربات مدمّرة، فمنذ يناير، فقدت NIH أكثر من ملياري دولار وسُرّح 1300 موظف، وبسبب ذلك، توقفت أبحاث عن الخرف والسرطان، وخُفّضت منح NSF بشكل كبير، خاصة تلك المتعلقة بالتنوع والعدالة.بينما لم تسلم البيانات من الحذف، حيث اختفت معلومات حيوية عن الصحة العامة والوفيات، وتلقى موظفو NIH تعليمات بإلغاء المشاريع التي تتناول قضايا التنوّع والعدالة البيئية، حتى داخل وزارة الصحة الأمريكية، أُلغيت 12 قاعدة بيانات، ما يجعل تقييم الأداء كارثيًا أمرًا شبه مستحيل.وعلى غرار ذلك، قال أحد المتخصصين في الصحة العامة: "إذا لم ندرس المشكلة، فهذا لا يعني أنها غير موجودة، بل أننا ببساطة لا نعرف".أما الأثر الأول للهجوم على المؤسسات التعليمية سيكون تراجع التقدم العلمي والتكنولوجي، فالطب والزراعة والإنترنت والGPS، كلها قامت على أبحاث ممولة من الحكومة الأمريكية، والشركات الخاصة لا تغامر في البدايات، بل تبني على ما موّلته الدولة، وتراجع الدعم يعني إبطاء مسيرة التقدم لعقود.المعركة الخفية.. إسكات الدراسات الاجتماعيةلا يتوقف الضرر عند العلوم الصلبة. حيث يتم إيقاف الأبحاث التي تتناول الفروقات العرقية والاقتصادية والصحية بحجة محاربة "الوعي الزائد"، لكن الهدف الخفي منع أي بحث قد يدعم المساواة أو يدعو لإصلاحات اقتصادية واجتماعية.وقال فيليب أتيبا سولومون، أستاذ بجامعة ييل: "عندما ندرس كوفيد طويل الأمد، نجد نتائج لا تعجبهم، لذلك يختلقون واقعهم، ويقمعون من يقدّم الحقيقة"، إنهم يخافون من الحقائق، لأنها تكشف عيوب منظومتهم.تراجع ترامب عن الرسوم الجمركيةتراجع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب مُؤخرًا عن بعض قراراته بشأن الرسوم الجمركية، بعدما بدأت عائدات السندات في الارتفاع بشكل حاد، وهو ما اعتُبر مؤشرًا على أزمة اقتصادية وشيكة، وكانت إدارة ترامب قد حاولت سابقًا استبدال ضريبة الدخل – التي يستفيد منها الأثرياء – برسوم جمركية.بينما يرى مراقبون أن تجنّب الكارثة الاقتصادية يتطلب بيانات شفافة، لكن في حال وقعت الأزمة، قد تلجأ إدارة ترامب إلى التضليل وتزييف الحقائق، خاصة مع غياب مؤسسات قادرة على تقديم بيانات تُفند الأكاذيب، بحسب مجلة «ذا أتلانتيك» الأمريكية.المحافظون يواصلون استهداف الجامعاتأعاد الجمهوريون هجومهم على التعليم العالي في الولايات المتحدة، إذ سبق لنائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس أن استشهد بكلام للرئيس الأسبق نيكسون قائلاً: "الأساتذة هم العدو"، منتقدًا ما وصفه بهيمنة الفكر الليبرالي داخل الجامعات الأمريكية، ويرى فانس أن المؤسسات الأكاديمية تُصعّب على الأفكار المحافظة الانتشار، لكن إدارة ترامب، بحسب محللين، تكشف عن هدف أعمق وهو: تفكيك البنية المعرفية التي يمكن أن تقف في وجه الترامبية.وفي خطوة لافتة، ألغت إدارة ترامب منحة بحثية حول التغير المناخي كانت مخصصة لجامعة برينستون، بزعم أنها قد تُسبب "قلقًا مناخيًا" للأطفال، كما اشتكت من تقارير بثتها NPR تصف رخويات الموز بأنها كائنات خنثى، واعتبرتها إدارة ترامب "دعاية مستيقظة".استهداف مباشر للعاملين في مجال المعرفةتتجه إدارة ترامب نحو تقليص تمويل الجامعات الأمريكية والمؤسسات العلمية في الولايات الامتحدة، ما يهدد بتقليص عدد الباحثين والأكاديميين، وتراجع فرص الطلاب بعد التخرج، وتشمل هذه الإجراءات تقليص البرامج التي تدعم الأقليات في تخصصات STEM، في محاولة لصناعة نخبة تعليمية أكثر بياضًا وثراءً، والهدف الواضح – بحسب محللين – هو تقليل عدد المتعلمين الذين قد يشكلون قاعدة انتخابية مناوئة.ويرى ترامب وحلفاؤه أن المتعلمين تعليمًا عاليًا يُمثلون تهديدًا لمشروع "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا"، خاصة بعد توجههم نحو التصويت لليسار في الانتخابات الأخيرة، لذلك تسعى إدارة ترامب إلى تقليص تأثير التعليم العالي عبر تفكيك الجامعات والبرامج الأكاديمية، للحد من نمو القاعدة الانتخابية الديمقراطية، في المقابل، يُفضل الداعمون التكنولوجيون لترامب عمالاً مطيعين بدلاً من مواطنين نشطين سياسيًا، بخسب مجلة «ذا أتلانتيك» الأمريكية.بحسب المجلة ذاتها، فإن الشهادات الجامعية لا تحمي من تبني أفكار خاطئة، لكن العديد من أنصار ترامب باتوا يعتبرون الجامعات مصدرًا للتلقين الليبرالي، ويرغبون في إنهاء ثقة الناس بأي سلطة معرفية خارج توجه ترامب.وسبق لترامب أن صرح في 2018 بأنه يسعى إلى "تشويه سمعة وسائل الإعلام حتى لا يصدقها أحد عندما تكتب عنه أخبارًا سلبية".رؤية فانس لمستقبل التعليمفي خطاب له عام 2021، قال جي دي فانس، إن فكرة أن "النجاح لا يأتي إلا من خلال جامعة مدتها أربع سنوات" خاطئة، وهاجم المؤسسات التي "تُعلّم الطلاب كراهية وطنهم وتُثقلهم بالديون"، غير أن تدمير هذه المؤسسات – وفق محللين – لن يُحسن وضع العمال، بل سيخدم طبقة الممولين الذين يدعمون ترامب عبر تفكيك الخدمات العامة وتقليص الضرائب على الأثرياء.أشارت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إلى تحرك إدارة ترامب نحو خصخصة أعداد كبيرة من وظائف وأصول الحكومة الأمريكية، بدعم من الملياردير إيلون ماسك، وتهدف الخطة إلى استبدال الموظفين العموميين بتقنيات الذكاء الاصطناعي غير المجربة، في خطوة تسعى لإنقاذ استثمارات شركات التكنولوجيا الخاصة، والمفارقة أن هذه التقنيات طُورت أصلاً بدعم من نفس الوكالات الحكومية التي تسعى إدارة ترامب لتفكيكها.يرى مراقبون أن الهجوم على المعرفة في حقيقته هجوم على الشفافية والمساءلة، فالمحاسبة تبدأ من توفر المعلومات، لكن مع إضعاف المؤسسات الرقابية مثل الأرشيف الوطني ومكاتب المفتشين العامين، تصبح الحكومة الأمريكية غير خاضعة للرقابة، وكان ترامب قد أقال رئيس الأرشيف الوطني في فبراير، في خطوة أثارت مخاوف من تلاعب أو إتلاف السجلات التاريخية.وذكرت تقارير أن إدارة ترامب أزالت قواعد بيانات مهمة، مثل قاعدة بيانات خاصة بمخالفات ضباط إنفاذ القانون.وأشارت صحيفة "The Appeal" إلى أن هذه الخطوة تُسهل على الضباط المتهمين بمخالفات الاستمرار في العمل دون مساءلة، كما أُقيل محامون داخل وزارتي العدل والدفاع الأمريكية لمنعهم من تقديم نصائح قانونية قد تُقيد الرئيس الأمريكي، في ممارسات تُشبه منطق "لا جثة، لا دليل، لا جريمة".كشف أستاذ القانون جون كيو. باريت عن حالات فساد خطيرة اكتشفها مكتب المفتش العام بوزارة العدل الأمريكية في التسعينيات، شملت أدلة جنائية خاطئة ورشى لمسؤولي السجون، وأكد أن الهجوم على المعرفة سيؤدي إلى ازدهار "الفساد البسيط"، محذرًا من أن غياب الرقابة سيُشجع على سوء الإدارة والاحتيال داخل المؤسسات الحكومية الأمريكية.


بوابة الفجر
منذ 6 ساعات
- بوابة الفجر
البيت الأبيض يدعو زوجة بايدن للكشف تفاصيل مرض زوجها أثناء توليه منصبه
دعت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت السيدة الأولى السابقة جيل بايدن إلى توضيح ما كانت تعرفه عن الحالة الصحية لزوجها الرئيس السابق جو بايدن، ومتى علمت بذلك. وقالت ليفيت في مؤتمر صحفي: "أعتقد أن السيدة الأولى السابقة يجب بالتأكيد أن توضح ما رأته، ومتى كان ذلك، وما كانت تعرفه". وأضافت أنه يكفي النظر إلى "التسجيلات المصورة والصور الفوتوغرافية" لـ "إدراك أن هناك محاولة لإخفاء" المعلومات عن الحالة الصحية الحقيقية للرئيس السابق. وفي وقت سابق، بدأ الجمهوريون في الكونغرس التحضير للتحقيق في الادعاءات بإخفاء تدهور الحالة الإدراكية لبايدن من قبل محيطه خلال العام الأخير من رئاسته. هذا وصرح الطبيب السابق للبيت الأبيض والنائب الجمهوري روني جاكسون أن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، الذي تم تشخيص إصابته بسرطان متقدم قد يكون أمامه ما بين 12 إلى 18 شهرًا للعيش. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" في 18 مايو، عن المتحدث باسم بايدن أن الرئيس السابق شخص بسرطان البروستاتا العدواني، مع الإشارة إلى أن المرض قابل للعلاج الفعال. ويبلغ عمر بايدن 82 عاما. وفي 2024، اضطر للانسحاب من السباق الرئاسي وسط مخاوف بشأن حالته الصحية، وهو معروف بهفواته اللفظية المتكررة ونسيانه وسقوطه في الأماكن العامة.