
الكونغرس يطالب البيت الأبيض بتوضيح سبب تعليق شحنات...
وأعلن النائب الجمهوري فيتزباتريك عن طلبه بعقد إحاطة عاجلة من البيت الأبيض و"البنتاغون" بشأن تعليق شحنات الأسلحة الموجهة إلى كييف.
وكتب على منصة "اكس" مرفقا رسالة رسمية موجهة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "لقد قدمت طلبا رسميا لإحاطة عاجلة من البيت الأبيض والبنتاغون لتوضيح هذه التقارير (حول تعليق المساعدات لكييف)، ومراجعة مخزون أسلحة وذخائر بلدنا، والتأكد من أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالكامل بتوفير الموارد التي تحتاجها أوكرانيا بشكل عاجل".
اضافة اعلان
ويوم أمس الأربعاء، أكد البنتاغون أن انتخاب الرئيس ترامب جاء لحماية مصالح البلاد وأن إدارة سلفه جو بايدن كانت ترسل الأسلحة إلى أوكرانيا بلا رقيب، وعلى حساب الاحتياجات الأمريكية من السلاح والذخيرة.
واعترف المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل بأن الولايات المتحدة كانت في عهد بايدن توزع الأسلحة دون تفكير مؤكدا أن هذا الأمر اختلف مع وصول الرئيس ترامب.
من جانبه، علق المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف على أنباء تعليق الولايات المتحدة بعض شحنات الأسلحة إلى كييف بالقول: "كلما قلّت الأسلحة الموردة لأوكرانيا، اقتربنا أكثر من نهاية العملية العسكرية الخاصة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وطنا نيوز
منذ 24 دقائق
- وطنا نيوز
وعد ترامب : انفراجةٌ لغزة .. وضمٌّ في الضفة .. وتطبيعٌ مع العرب
كتب: عريب الرنتاوي، مدير مركز القدس للدراسات السياسية تبدو غزة على موعد قريب مع الفرج والانفراج، وتبدو حرب التطويق والتطهير والإبادة والتجويع، التي تُشنّ عليها منذ أزيد من عشرين شهراً، في مربعها الأخير…غزة على موعد لإحصاء شهدائها وجرحاها والمفقودين من أبنائها وبناتها، وثمة ما يشير إلى أرقام صادمة، تفوق بكثير ما نعرفه حتى الآن. تأسيساً على الخبرات السابقة مع نتنياهو وأركان حكومة اليمين الفاشي، الذين لم يحفظوا عهداً ولم يلتزموا باتفاق، لا يمكن إطلاق العنان للتفاؤل، بل ولا يمكن الجزم به قبل ان يتجسّد واقعاً معاشاً في القطاع المنكوب…التفاؤل بقرب توقف الكارثة قائم، بيد أنه نسبي ومشروط…ثمة عوامل موضوعية وذاتية، تعزز هذا التفاؤل، وثمة عوامل أخرى، تتهدده في مهده. خمسة عوامل للتفاؤل خمسة عوامل تعزز الاعتقاد بأن الفرصة هذه المرة، تبدو مختلفة عن مرات سابقة: أولها؛ وأهمها على الإطلاق، نتائج وتداعيات الحرب الأمريكية – الإسرائيلية على إيران، إذ بات بمقدور نتنياهو وفريقه اليميني، أن يزعم بأنه حقق 'انتصاراً تاريخياً'، حتى وإن انطوى على قدر كبير من المبالغة، صورة النصر التي بحث عنها نتنياهو ولم يجدها في غزة، يحاول تظهيرها من إيران ولبنان وسوريا، وفي ذلك تعويض كبير له عن الفشل والمراوحة على جبهة غزة والمقاومة، وقد دللت استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي، أن نتنياهو وحزبه، كان لهما ما أرادا، وأن الذهاب إلى صفقة تعيد الرهائن اليوم، قد تكون مدخلاً للحفاظ على هذا التفوق، قبل أن يبدأ بالتآكل على وقع الكمائن والخسائر في حرب التي لا أفق لها. ثانيها؛ وهو لا يقل أهمية عن أولها، أن نتنياهو بحث عن 'شبكة أمان' لمستقبله الشخصي والسياسي، فلم يجدها عند حلفائه وخصومه في الداخل الإسرائيلي، إلى أن مدّه دونالد ترامب بطوق نجاة، طال انتظاره…تًدخُل ترامب في المسار القضائي الإسرائيلي، وتهديده بالويل والثبور إن استمرت محاكمة 'بيبي'، لم يكن بعيداً عن رغبة نتنياهو وطلبه، والبحث جارٍ اليوم، في 'التخريجة' المناسبة لإتمام مشيئة ترامب، والتي أظهرت إسرائيل تحت قيادة 'الملك'، كجمهورية موز، غير قادرة على إتمام محاكمة فاسد ومرتش، من دون ضوء أخضر أمريكي. ما يهمنا، ويهم غزة في هذا المقام، إن الخشية من كابوس اليوم التالي للحرب على مستقبل نتنياهو، في طريقها للتبدد، وأن الرجل إن حالفه الحظ، سيخوض غمار انتخابات قادمة، مبكرة أو في موعدها، ومن موقع أعلى، لم يسبق أن بلغه منذ صدمة السابع من أكتوبر…نتنياهو اليوم، أكثر قدرة على التحرر من قيود الحلفاء ومكائد خصوم الداخل، وهو يعرف أن 'الصفقة' وحدها، هي 'المخرج' و'الفرصة'، وبخلاف ذلك، سيكون غامر بعلاقاته الحميمة مع سيد البيت الأبيض و'الكرياه' معاً، وقامر بتبديد رصيده المرتفع على وقع الضربات على إيران، ووضع رأسه من جديد، تحت مقصلة القضاء. ثالثها؛ أن 'مايسترو' الحرب والتهدئات في واشنطن، بات ينظر لغزة من منظور أبعد وأشمل، يرى إلى الإقليم ومنظومته الأمنية وفرضه الاقتصادية الاستراتيجية، وليس من 'ثقب إبرة' الرهائن ووقف إطلاق النار فحسب، وأن الرجل الذي قامر بإشعال حرب مع إيران، خروجاً عن صورته كبطل للسلام توّاق لجائزة نوبل، يريد أن يقطف ثمار هذه المقامرة، وأن يغلق جملة من الصفقات الكبرى، دفعة واحدة، وأن يكون لإسرائيل نصيب منها على صورة تطبيع إبراهيمي متسارع ومغانم اقتصادية متعاظمة…هذه حسابات كبرى، لا يحتملها 'ضيق أفق' بن غفير ولا 'قصر نظر' سموتريتش….نتنياهو، بطل الحرب والسلام، كما وصفه ترامب، شريك محتمل في إبرام هذه الصفقات والتسويات، وقطف ثمارها، ولعل هذا هو ما دار حوله البحث في قمتهما الأخيرة، وما سيستكمله الرجلان في قمتهما المقبلة….لا شيء ينبغي أن يعطل هذه المسار، وأن يبدد هذه الفرصة، لا القضاء الإسرائيلي ومحاكماته الماراثونية الممتدة، ولا مناكفات وزراء معتوهين، يرون السماء من ثقب إبرة مستوطنة هنا أو بؤرة استيطانية هناك. رابعها؛ إن جيش الاحتلال ما انفك يكرر أن الحرب استنفذت أغراضها، وأن ما بين ثلثي إلى ثلاثة أرباع القطاع تحت سيطرته، وأن المضي في بسط السيطرة على كامل القطاع، ينطوي على مقامرة بمصير الرهائن، ويتطلب شهوراً عدة، وتكلفة بشرية ومادية كبيرة، وأن خسائره من جنود وضباط في الشهر الأخير من هذه الحرب (حزيران) فقط، تفوق أعداد الأسرى الأحياء لدى المقاومة، وأن قواته في حالة إجهاد وإعياء جراء استطالة أمد الحرب وتعقد مناخاتها…قد يقول قائل أن الجيش سبق وأن جأر بالشكوى منذ عدة أشهر، ولم يستمع له المستوى السياسي المحكوم بأجندات أخرى…هذا صحيح من قبل، ولكنه قد لا يظل صحيحاً في الظروف التي أعقبت حرب إسرائيل على إيران وتداعياتها. خامسها؛ لم يعد الاحتجاج في الشارع مقتصراً على أسر وعائلات الأسرى والرهائن فحسب، فقد انضمت إليهم عائلات الجنود الأحياء، الذين يقاتلون في قطاع غزة، بعد أن تزايدت الخسائر في صفوف أبنائها، وتكاثرت أعداد التوابيت العائدة من أرض المعركة، وتَعرضْ ألوف منهم، لإصابات جسدية ونفسية، تلامس ضفاف الإعاقة المزمنة…ثمة فاتورة عالية يدفعها الجيش وعائلات منتسبيه، نظير أهداف يعتقد كثيرون في إسرائيل، أنها لا تمت لأمنهم الشخصي والقومي بصلة. عقبات و'فخاخ' عل الطريق لا يعني ذلك كلّه، أن الطريق للصفقة في غزة وحولها، قد بات معبداً، أو ذو اتجاه واحد، نتنياهو في جوهر تكوينه، لا يختلف بشيء عن زميليه من 'عظمة يهودية' و'الصهيونية الدينية'، وإن كان أقدر منها على تغليف مواقفه الأكثر تطرفاً، بلبوس دبلوماسي مناور ومراوغ…..و'الكتلة الصلبة' من اليمين المتطرف، ما زالت قادرة على تعطيل نصاب الحكومة والكنيست، إن هي أضافت ثقلها إلى ثقل 'كتلة حريدية' لديها أسبابها الخاصة لـ'الحرد' والتعطيل، فيما سيناريوهات المخرج الأمن من المسار القضائي ما زلت غير محسومة تماماً، ومفتوحة على احتمال 'العفو مقابل الانسحاب من الحياة السياسية'، أما الانتخابات المبكرة، فما زالت في حكم التكهنات لجهة إجرائها أو عدم إجرائها، والأهم لجهة الظروف التي ستحيط بتنظيمها والنتائج التي ستفضي إليها. والأهم، من كل هذا وذاك، أن أحداً لا يدري ما الذي يجول في ذهن ترامب، وما هي مكونات 'الرزمة الأشمل' التي سيعرضها لغزة والإقليم من حولها…لا أحد لديه يقين، بأن ما يفكر به ترامب اليوم، سيظل عليه غداً، إذا ما استجد جديد في الأمر…لا أحد يعرف كيف يفكر الرجل بغزة ومقاومتها، الضفة وتوزيعاتها، السلطة ومالاتها، وأي نظام إقليمي جديد، يجول في خاطره، وكل واحدٍ من هذه العناوين، كفيل وحده، بقلب المشهد رأساً على عقب. في ضوء المعطيات القائمة، فلسطينياً وإقليمياً، والأهم إسرائيلياً من وجهة النظر الأمريكية، فإن الصفقة، لكي تمر، يتعين أن تتوزع على مراحل متعاقبة، متصلة ومنفصلة، من ضمن رؤية و'إطار' قد يقتصر على العموميات والمبادئ العامة. هنا، يمكن التفكير باتفاق على مراحل، يبدأ بخطة ويتكوف معدّلة، هدنة الستين يوماً المصحوبة بالإفراج عن جميع الرهائن، وإدخال المساعدات، يمكن أن تكون 'مدخلاً' للرؤية الأمريكية الأشمل، تتعهد خلالها واشنطن بالسعي لإنجاز اتفاق أوسع وأشمل حول إنهاء الحرب وأسئلة اليوم التالي، توازياً مع مسعى إقليمي لضم دول جديدة للمسار الإبراهيمي…إسرائيل قد تبتلع الخطة، دون التزام رسمي وعلني بوقف الحرب، ولكن سيكون معروفاً للقاصي والداني، أنها لن تعاودها ولن تعود إليها، لأنها ببساطة، تتعارض مع الطموح الأكبر والأوسع لرجل الصفقات والمقايضات في البيت الأبيض. نجح ترامب في 'طي نتنياهو تحت إبطه'، ولست شخصياً أذكر، عهداً أو مرحلةً، بلغت فيه سطوة واشنطن على مطبخ صنع القرار الإسرائيلي هذا المستوى من التغوّل…وهو يريد لنتنياهو أن يكون عوناً له في تنفيذ مآربه الأكبر، نظير الحماية من الملاحقة القضائية، والدعم المفرط لإسرائيل في حروبها كما في 'سلامها' المفروض بالقوة مع الأطراف العربية (وإيران) بالطبع. وسيكون مثيراً للاهتمام، تتبع كيف سيعمل ترامب على استرضاء نتنياهو وتسهيل مهمته مع حلفائه الأكثر نهماً للعربدة والاستيطان، وكم ستدفع القضية الفلسطينية، من كيس القدس والضفة الغربية، نظير ذلك، وإلى أي حد ستقبل السلطة بالتساوق مع هكذا تصورات ورؤى، وكيف ستتكيّف معها…وكيف ستتصرف بعد أن تكون 'السكرة' بانتهاء حكم حماس لغزة قد تبددت، لتحل محلها 'فكرة' ضم مناطق واسعة من الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية…سيكون مثيراً معرفة ما المقصود بإعادة إصلاح وتأهيل السلطة، وما إن كان دورها سيقتصر على 'تدريس الكارثة والبطولة' في المنهاج الفلسطينية، وتقويض 'السردية الكفاحية' للشعب الفلسطيني وتحطيم 'أيقوناته'، وتكريس الوقت والجهد والموارد، لحماية أمن المستوطنات وطرقها الالتفافية. على أن عنصر الإثارة الأكبر، سيكون في تتبع مواقف الدول العربية الوازنة، وهل ستلتزم بوعدها المبثوث في مبادرة السلام العربية، أم انها ستهبط إلى ما هو أقل من ذلك بكثير، فنعاود مسار التطبيع المجاني، بقليل من الخشية من 'محور' تراجع دوره وتآكل، في حروب العامين الفائتين. والختام، فإن غزة قد تكون على قريب مع فرج وانفراجه، لكن فلسطين، قضية وشعباً وحقوقاً، ما زالت على موعد لولوج عتبات مرحلة استراتيجية جديدة، عنوانها الصراع بأشكال وأدوات ورؤى جديدة، أما 'السلام القائم على العدل'، فليس ثمة ما يشير إلى أنه على مرمى حجر، أو أنه تخطى لعبة الاتجار بالأوهام.


البوابة
منذ 2 ساعات
- البوابة
ترامب ووسائل الإعلام.. حرب قانونية تهدد حرية الصحافة في أميركا
البوابة -في بلد يتغنّى بديمقراطيته، يشنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب ما سمّته بعض الأوساط الإعلامية الأمريكية "حربًا قانونية" على عدد من المنابر الإعلامية البارزة، على رأسها محطة "سي إن إن". ولم يكتفِ ترامب بالسخرية من الصحفيين والمراسلين، بل بات يستعمل أدوات حكومية لترهيب وسائل الإعلام التي تنشر أخبارًا وقصصًا لا تروقه، ووصفت تلك الخطوة بأنها "دنيئة في بلد حر يتمتع بحرية الصحافة". "سي إن إن" لم تسلم تأتي هذه التهم ضد ترامب، بعد عزم إدارته على مقاضاة قناة "سي إن إن" لنشرها تقريرًا عن تطبيق رقمي يُسمّى "آيسبلوك" يتيح للمستخدمين تحديد المواقع التي رُصدت فيها تحرّكات وكلاء إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك. في المقابل، ردّت الصحيفة بالقول إن سلوك الحكومة في هذه الحالة غير قانوني، لأن شبكة "سي إن إن" لا تدير تطبيق "آيسبلوك"، ونشرت فقط تقريرًا عن وجوده واستعماله في أوساط المهاجرين غير النظاميين لتجنّب وكلاء إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك. كما لوّحت إدارة ترامب بمقاضاة صحفيي "سي إن إن" على خلفية تغطية الضربات الجوية الأميركية لمنشآت نووية في إيران، وقال ترامب إنهم "قد يُحاكمون أيضًا لتقديمهم تقارير كاذبة عن الهجوم في إيران"، وأصرّ مجددًا على أن تلك المنشآت "دُمّرت". وخلصت الصحيفة إلى أن هذه الوقائع تُعتبر سابقة مقلقة تُؤشّر لانحدار الثقافة السياسية أكثر فأكثر نحو حرب قانونية. المصدر: وول ستريت جورنال

السوسنة
منذ 3 ساعات
- السوسنة
أمريكا تعقم يديها القذرتين بانتقاد سايسبيكو على لسان مندوبها إلى سوريا
هل هو تَحَوُّلٌ في الرؤية الأمريكية أم جرعةُ مورفين لتخدير الوعي العربيِّ المسلوب!وأسئلة أخرىربما هو اعتراف أمريكي بما اقترفه الاستعمار الأوروبي من جرائم وكوارث بحق الوطن العربي مطلع القرن الماضي! أو هي حقنة مورفين يفرغها مستشارو ترامب في الجسد العربي المنهك؛ لتسهيل عملية استئصال ما تبقى من وعيٍ تاريخيٍّ إزاء مجريات الأحداث في الشرق الأوسط الذي يعربد في تفاصيله الشيطان! فقد ينخدع البعض للوهلة الأولى بالكلام الصادر عن أحد أهم المقربين المتصهينين من الرئيس الأمريكي دوناند ترامب، على اعتبار أن ما قاله مجرد صليةِ رصاصٍ يطلقها ترامب ضد الموروث الاستعماري للمنطقة، الناتج عن "سايسبيكو" من خلال المبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس بارك، أثناء لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع في مدينة إسطنبول التركية، لمناقشة عدد من الملفات الحيوية وسُبل دعم الاستثمارات الأجنبية في سوريا (الإخبارية السورية). فقد انتقد بارك اتفاقية "سايكس بيكو" وهو في تركيا ممجداً الحكم العثماني على اعتبار أنه تمكن من خلق حالة من الوئام والسلم المجتمعي رسّخت العلاقة بين فسيفساء المنطقة القومية والطائفية على مدى قرون خلت، متأملاً في أنْ تتمكنَ أمريكا من تحقيق ذلك في وقتنا الراهن، اعتماداً على تفاهمات محلية بين دول المنطقة دون تدخل من الدول الغربية الاستعمارية كما كان دأبها، متجاهلاً حقيقة دامغة فحواها أن وحدة وجوهر الدين الإسلامي وسماحته إزاء الطوائف المنضوية تحت جناحيه، كان الأساس في ذلك، إلى جانب اللغة العربية وتشابه العادات والتقاليد، فيما لم يكن لليهود وجود يذكر بين العرب المنفتحين على بعضهم دون قيود أو حدود.ولكن بعد هزيمة الدولة العثمانية، والتغلغل الاستخباراتي الإنجليزي الفرنسي في الهلال الخصيب، تقاسم الاستعماران الفرنسي والبريطاني تركة رجل أوروبا المريض، فرسِّمت الحدودُ عشوائياً وكأنه "سدر كنافة" على مائدة اللئام.. فيما تم غرس الكيان الإسرائيلي "اللقيط" في القلب كمحراك للشر في الشرق الأوسط إلى وقتنا الراهن حتى لا يستعيد العرب وعيهم التاريخي ووحدتهم المفقودة على أساس اللغة والدين.و"سايسبيكو" هي معاهدة سرية أبرمت بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية وإيطاليا على اقتسام منطقة الهلال الخصيب (بلاد الشام والعراق) بين فرنسا وبريطانيا بعد هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الثانية باستثناء فلسطين التي كانت خاضعة للانتداب البريطاني.ويبدو أن بارك بأوهامه يريد التشكيك بالحدود البينيّة بين الدول العربية، التي أصبحت قانونية ومقدسة، وعُمِّدَتْ بالدماء التي نزفت ذوداً عنها.. وخاصة ما يتعلق بسوريا المعنية باللقاء، حيث تجاهل بارك التلميح إلى الشعب الفلسطيني الذي سلبت منه أرضه عام 1948 خارج سياق "ساكسبيكو"من قبل العصابات الصهيونية تحت غطاء الانتداب البريطاني، بمنح اليهود وعد بلفور ، الصادر "ممن لا يملك الأرض، لمن لا يستحقّها" في سابقة غير مشهودة عبر التاريخ المعاصر.إلا إذا وجد باركُ البديلَ الروحيَّ للإسلام الذي وحّدَ الأمةَ العربيةَ في الحقبةِ العثمانية، بالديانة الإبراهيميةِ التي يأمل ترامب أن توحِّدَ فسيفساءَ إقليم الشرق الأوسط بعد طمس معالم القضية الفلسطينية التي تشكل جوهرياً العقبةَ الكأداءَ لمشروعه المُغَلَّفُ بورقِ الهدايا والمُزَيَّنُ بابتسامةِ الذئبِ في وجوه الحملان، بغية مسح أيِّ أثرٍ للدم الفلسطيني المُراق في زمن تعددت مكاييله! فماذا قال بارك بالتفصيل في انتقاده ل"سايكسبيكو":اتهم الاتفاقية بالجور، قائلاً: بأنها"خطأ تاريخي" لمطامع استعمارية، ودفعت ثمنه أجيالٌ بكاملها!؟ "عجبي!"وكأن أمريكا مُنَزّهَةٌ عن مثل هذه الخطايا، ما يعني أن إعادة رسم الحدود نية ترامبية مبيتة، وقد فعلها من قبل، على نحو الاعتراف بضم الجولان السوري للكيان الإسرائيلي المحتل، ومحاولة تفريغ القضية الفلسطينية من عنصريّ الأرض والإنسان توطئة لضم الضفة الغربية وقطاع غزة إلى ما يسمى ب"إسرائيل".إذن هل بوسع بارك مخاطبة الفلسطينيين بنفس المنطق لو تجرأ على ذلك! بينما هم يقاومون الاحتلال في أجزاء من فلسطين المحتلة التي منحها اللورد بلفور للعصابات الصهيونية عام 1917 ليأتي الرئيس الأمريكي ترامب فيدافع عن الوجود الاستعماري الإسرائيلي بالحديد والنار، مخالفاً القانون الدولي بدعمه حرب الإبادة على قطاع غزة واضعاً العراقيل أمام تنفيذ قراري محكمة العدل والجنايات الدوليتين.ففي التفاصيل ستجد ما يثير الحيرة والاتباس، حينما ينتقد بارك معاهدة "سايكس بيكو" قائلاً بأنها "خطأ".وهي المرة الثانية التي يستهدف فيها المفكرون الأمريكيون هذه المعاهدة، بغية تفتيت المجزأ، حينما أعاد المفكر البريطانيّ الأصل برناند لويس رسم خرائط للشرق الأوسط على أساس طائفي ليشرعن ليهودية "إسرائيل"، وأقرها الكونغريس الأمريكي عام 1983 في عهد الرئيس ريغان الذي لم يكن متحمساً كثيراً لها.وفي تقديري أن خرائط لويس كانت تنتظر رئيساً مقامراً مثل ترامب، حتى ينفذ هذا المشروع مع شريكه المتطرف، نتنياهو.ورغم أن تلك الخرائط حفظت في خزائن البيت الأبيض؛ إلا أنه جاء من يبشر بالبديل من خلال شرق أوسط جديد يلبي حاجة "إسرائيل" الاستراتيجية والأمنية، من بوابة الاتفاقيات الإبراهيمية وإعادة رسم الحدود "غير المقدسة" وكأن القضية الفلسطينية طويت إلى الأبد، وسوريا ستكون موحدة ومنسجمةً فسيفسائياً دون الالتفات إلى ما سوف يُقْضَمُ من أراضيها شمالاً، لصالح تركيا إلى جانب ضم هضبة الجولان إلى "إسرائيل" وفق ما ينادي به نتنياهو كشرط للسلام مع سوريا خلافاً لشعارات وحدة سوريا، وهي بمثابة السم في الدسم.ولكم أن تستذكروا في سياق ذلك ما قاله ترامب في مناسبات عديدة بأن "إسرائيل" ضيقة المساحة وتحتاج للتوسع باتجاه الضفة الغربية، ولولا صمود المقاومة في غزة لنفذت هذه الأجندة كأمر واقع في ظل صمت دولي مطبق.وبكل غرور، وفي نشوة السوبرمان الأمريكي القادر على اجتراح المعجزات وتغيير العالم وفق المصالح الأمريكية، آخذاً في حساباته أن"إسرائيل" مصلحة أمريكية، قال بارك: إن الغرب ارتكب قبل قرن من الزمن "خطأ تاريخياً" بتقسيم المنطقة عبر خرائط وقرارات استعمارية، مؤكداً أن واشنطن لن تكرر ذلك المسار، وأن الوقت قد حان لتمكين السوريين وشعوب المنطقة من رسم مستقبلهم بأنفسهم.وقال في تغريدة على حساب أنشأه مؤخراً ووثقته منصة "إكس" باعتباره جهة حكومية، إن فرضَ الغرب قبل قرنٍ من الزمان خرائط وانتداباتٍ ورسمَ حدوداً بأقلام الرصاص و(نصّب نفسه عليها) حاكماً أجنبياً. فقسّمت اتفاقية سايكس-بيكو سوريا وعموم المنطقة لأجل المطامع الإمبريالية لا لأجل السلام. وقد كلّف ذلك الخطأ أجيالاً بأكملها. ولن نُكرّرهُ مرة أخرى".متناسياً بارك دور أمريكا بفرض أجندتها التقسيمية في جنوب شرق أسيا، ولولا هزيمة أمريكا النكراء في حرب فيتنام عام 1959 لتغير شكل قارة آسيا وفق المصالح الأمريكية الاستعمارية.وأضاف بارك: "عصرُ التدخل الغربي قد ولّى إلى غير رجعة. أما المستقبلُ فهو للحلول التي تضعها المنطقة بنفسها، وللشراكات، وللدبلوماسية القائمة على الاحترام (المتبادل)".وهذا إيحاء مبطن بأن "إسرائيل" جزء من الإقليم، وقادرة على ضبط ساعته وفق الاتفاقيات الإبراهيمية؛ لبناء شرق أوسطي جديد يقوم شكلاً على مبادئ السلام والتعاون الاقتصادي بينما مضمونه يقوم على تحقيق نبوءة إسرائيل الكبرى وفق ما بشر به جابوتسكي ووريثه نتنياهو الذي يجر الشرق الأوسط من حرب إلى أخرى بدعم أمريكي مفتوح على كافة الصعد؛ لتحقيق هذا الحلم على حساب القضية الفلسطينية، دون أن يدركَ بارك استحالة ذلك لأنه لا يتعلم من التاريخ.إن "إسرائيل" التي فشلت في هزيمة المقاومة في قطاع غزة، ولم تحقق أهدافها في إيران، وعجزت عن لجم الخطر الحوثي عند باب المندب؛ لن يكون بوسعها التمدد في الشرق الأوسط لمجرد أنها حجمت حزب الله شمالاً، واحتوت سوريا لتقوم بدورها الوظيفي: بالتنازل عن الجولان- وهذا لم يحصل بعد- وقطع خط الإمدادات عن حزب الله، وربما مشاغلة حزب الله إذا نفذت "إسرائيل" خطتها بخلط الأوراق في وجهه، وإحراجه بتسليم مزارع شبعا لحكومة الشرع والاعتراف بسوريتها، والوضع مهيأ لذلك.والغريب أن بارك أشار إلى خطاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في الرياض عام 2017 قائلاً: "فإنّ الأيّام التي كان فيها المتدخّلون الغربيون يطيرون إلى الشرق الأوسط ليحاضروا فيكم عن الطريقة التي يجب أن تعيشوا حياتكم فيها وتديروا بها شأنكم قد ولّت".وكأن ترامب منزه عن ذلك! وهو يتدخل حتى في القضاء الإسرائيلي المستقل لصرفه عن محاكمة نياهو وهذا تدخل سافر في شؤون الدول، لا بل يحاول تخليصة من ملاحقة محكمة الجنايات الدولية بتهمة جرائم حرب! وكيف أنه يدعم حرب الإبادة على غزة وتهجير الفلسطينيين قسرياً منها! فماذا لو أضفنا إلى ذلك مطالبته بضم كندا إلى الولايات المتحدة دون موافقتها! ومحاولته الاستحواذ على قناة بنما.. وغيرها من التدخلات غير المشروعة في شؤون الغير.سأكتفي بهذا القدر من حديث بارك الذي جاء ليكسب ودّ تركيا من خلال مدحه للعثمانيين، وقد وضع السم في الدسم لجذب السوريين إلى هذا المنطق الذي يخفي شكله البراق جوهره المسموم، وفي المحصلة ليُسَوِّقَ ترامبَ بطريقة غير مباشرة كرجل سلام وبناء، معني بحل الأزمات الجيوسياسية في المنطقة.