
البنك الدولى يعزز الشراكات مع المؤسسات لاعتماد معايير عالمية لإدارة بيانات التنمية واستخدامها مع أنظمة الذكاء الاصطناعى
وأشار إلى أن النمط الرقمى للبيانات ساهم فى توفير أكبر لمجموعات البيانات الحكومية والمؤسسية، وهو ما عزز فرص التحليل، ورفع مستوى الشفافية، ودعم الابتكار فى مختلف المجالات. وفى الوقت نفسه، أسهمت التطورات الكبيرة فى مجال البيانات الضخمة وعلوم البيانات فى زيادة حجم المعلومات المتاحة وتنوعها، مما أتاح لصناع السياسات الاستفادة من رؤى أعمق وأكثر دقة لتوجيه سياسات التنمية.
وتابع: مع التقدم السريع فى تقنيات الذكاء الاصطناعى، أصبحت البيانات أكثر سهولة فى الاكتشاف والفهم والوصول والاستخدام، سواء من قبل البشر أو تطبيقات الذكاء الاصطناعى.
وأشار التقرير إلى أن نماذج اللغات الكبيرة (LLMs) شهدت ثورة فى الطريقة التى يتفاعل بها الناس مع البيانات. حيث أصبح بإمكان جميع مستخدمى البيانات طرح أسئلة معقدة بلغة طبيعية على روبوتات الدردشة، مع توقع الحصول فوراً على رؤى دقيقة مستندة إلى البيانات، بالإضافة إلى تفسيرات واضحة وإجابات دقيقة.
وقال التقرير إن عمل أنظمة الذكاء الاصطناعى بكفاءة وموثوقية يحتاج إلى أن تمر البيانات بعدة مراحل أساسية: التقييم، والتفسير، والتحقق من الصحة، والتنظيم، وأخيراً التبادل بطرق تدعم الاستخدام المسؤول والفعّال للذكاء الاصطناعى.
وأكد أن البيانات الجاهزة للاستخدام عبر أنظمة وتقنيات الذكاء الاصطناعى لا تلغى ما سبق اعتماده من تطورات أو مفاهيم أساسية أو معايير، مثل المبادئ الأساسية للإحصاءات الرسمية بل تبنى عليها وتستفيد منها.
بل إن ضمان جاهزية البيانات للاستخدام عبر تقنيات وأنظمة الذكاء الاصطناعى يمكن أن يختصر الطريق نحو اتخاذ قرارات أفضل بشأن بيانات التنمية، وتحسين السياسات وتسريع الابتكار، مما يجعل رؤى التنمية متاحة للجميع بشكل أكثر ديمقراطية.
وقال التقرير إن الذكاء الاصطناعى التوليدى أصبح واجهة رئيسية يلجأ إليها الأفراد للبحث عن المعلومات، بما فى ذلك ما يتعلق بالتنمية. وهناك منصات مثل Google's AI Overviews، وMicrosoft's Bing Perplexity.AI، وOpenAI's ChatGPT تقوم بالبحث عبر الإنترنت لتجميع مصادر مختلفة للمعلومات بهدف الإجابة الفورية عن استفسارات المستخدمين. ويكمن التحدى الحقيقى فى أن إجابات الذكاء الاصطناعى لا يمكن أن تكون موثوقة إلا بقدر موثوقية البيانات التى تعتمد عليها. ففى كثير من الأحيان، تستند هذه الأنظمة إلى محتوى الإنترنت العام، بما فى ذلك المصادر غير الموثوقة أو نتائج البحث العشوائية، بدلاً من التركيز على مصادر البيانات الموثوقة مثل البنك الدولى أو مكاتب الإحصاء الوطنية.
وشدد التقرير على ضرورة التأكيد على أن بيانات التنمية ذات الجودة العالية والموثوقة متوفرة وليست نادرة. بعبارة أخرى، لا ينبغى أن تتاح لأدوات الذكاء الاصطناعى مصادر بيانات ضعيفة أو غير موثوقة للإجابة عن الاستفسارات المتعلقة بموضوعات التنمية. وقال التقرير إن تحويل البيانات الجاهزة للاستخدام عبر تقنيات الذكاء الاصطناعى إلى واقع ملموس يتطلب ترجمة المبادئ الأساسية إلى خطوات عملية قابلة للتنفيذ. وتشمل بيانات التنمية أشكالاً متعددة، مثل المؤشرات، والبيانات الجزئية، ومجموعات البيانات الجغرافية.
يعمل البنك الدولى حالياً على إقامة شراكات مع المنظمات الدولية، بما فى ذلك اللجنة الإحصائية للأمم المتحدة، وصندوق النقد الدولى، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، والبنك الإفريقى للتنمية، وعدد من البلدان، والقطاع الخاص لتعزيز الحوكمة واعتماد معايير وآليات عالمية لإدارة بيانات التنمية واستخدامها بشكل فعال مع أنظمة الذكاء الاصطناعى.
وقال التقرير إن بيانات التنمية تتسم عن معظم بيانات القطاع الخاص بأنها تخدم مجموعة واسعة من المستخدمين، مثل الحكومات، والمنظمات، والباحثين، والمجتمع المدنى، وقطاع الأعمال، والجمهور العام.
وعندما تُعتبر هذه البيانات ذات منفعة عامة، يصبح من الضرورى أن تتسم بالانفتاح والشفافية والمساءلة.
يحقق الاستخدام المستمر لبيانات التنمية وإعادة استخدامها قيمة مضاعفة. فعندما نقوم بتجهيز بيانات التنمية لاستخدامها عبر تقنيات وأنظمة الذكاء الاصطناعى وتوفير الحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعى لمشكلات التنمية فى القطاعين الحكومى والخاص، فإننا نعزز من تأثير هذه البيانات، ونشجع على تقاسم المنافع على نحو أكثر عدلاً وإنصافاً، كما نعزز الثقة فى استخدام البيانات على نحو مسؤول. ويمكن للذكاء الاصطناعى أن يساعدنا فى تحقيق قيمة اقتصادية واجتماعية أكبر من خلال الاستفادة من البيانات، وهو ما يطلق العنان لتحولات كبيرة فى مختلف المجالات. وهذا بدوره يدعم جهودنا لتحسين مستويات المعيشة، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية، والمساهمة فى القضاء على الفقر.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المصري اليوم
منذ 2 ساعات
- المصري اليوم
رامز صلاح يكتب: صراع على المستقبل.. وكلاء الذكاء الاصطناعي.. منافسة قوية وتداعيات عميقة المصري اليوم منذ 10 ساعات
فى ضوء التنافس التكنولوجى المتصاعد بين القوى الكبرى على ريادة مستقبل الذكاء الاصطناعى، ظهرت مرحلة جديدة فى مسار هذا التطوّر؛ تمثّلت فى بروز ما يُعرف بـ«وكلاء الذكاء الاصطناعى» (AI Agents). هذه الأنظمة شبه المستقلة صُمّمت لأداء سلسلة من المهام المعقّدة ضمن بيئات تفاعلية ديناميكية، وبدرجة متزايدة من التخطيط والتنفيذ الذاتى؛ متجاوزةً بذلك القدرات التقليدية للنماذج اللغوية LLMs، التى لطالما اقتصرت على توليد النصوص والصور. وقد كان الإعلان عن وكيل Manus AI، الذى أطلقته شركة Monica AI الصينية فى السادس من مارس ٢٠٢٥، إيذاناً بمرحلة نوعية فى هذا المسار؛ إذ لا يُنظر إلى «مانوس» كمجرد حلقة إضافية فى سلسلة تطورات الذكاء الاصطناعى، بل كتجسيد ملموس لطموح بكين الاستراتيجى فى إعادة تعريف حدود المنافسة على الذكاء الاصطناعى الوكيلى. فبينما تُهيمن الولايات المتحدة على إنتاج النماذج اللغوية المتقدمة، يبرز «مانوس» بمقاربة هجينة تدمج النماذج اللغوية كـ«عقل» مع الخوارزميات التنفيذية المستقلة كـ«يد»؛ ما يجعله نواةً لنموذج صينى أوسع يسعى إلى «التوطين المجتمعى» للذكاء الاصطناعى، من خلال الاعتماد على نماذج لغوية متوفرة كتطبيقات خارجية، مثل «كلود ٣،٥ سونِت» التابع لشركة أنثروبيك الأمريكية، و«كوين» التابع لشركة على بابا الصينية؛ حيث يُوظِّفها ضمن بنيته التحتية؛ فى تجسيدٍ عملى لمقاربته الهجينة. وفى السياق نفسه، وبعد أقل من شهر، وتحديداً فى إبريل ٢٠٢٥، أطلقت شركة Genspark الأمريكية، ومقرّها بالو ألتو فى كاليفورنيا، وكيلها الذكى Genspark Agent، بوصفه «الوكيل الخارق» القادر على تنفيذ مهام متعددة عبر أدوات مختلفة ضمن بيئات تنفيذية موحدة. وقد جاء هذا الإطلاق استجابة مباشرة للطلب المتزايد فى السوق الأمريكية على وكلاء ذوى قدرات تنفيذية حقيقية، تتجاوز مجرّد تقديم المعرفة أو تنظيمها، نحو تنفيذ المهام والتحكم الديناميكى. ولم يمضِ وقت طويل حتى لحقت شركة MiniMax الصينية بركب هذا التحوّل؛ ففى يونيو ٢٠٢٥ أعلنت عن إصدار وكيلها الذكى مفتوح المصدر MiniMax-M١. فهذا الوكيل ثمرة استثمار مكثّف من كبرى الشركات الصينية مثل «على بابا»، إلى جانب دعم مالى من «تينسنت»، و«هونغ شان»، و«هيلهاوس كابيتال»؛ ما يعكس الرهان الاستراتيجى على هذا النمط الجديد من الذكاء الاصطناعى بوصفه أداة تنافسية ذات طابع وطنى واقتصادى فى آنٍ معاً. وفى استجابة مباشرة لهذا الزخم المتصاعد، لا سيما فى ظل التحوّلات الصينية المتسارعة، أطلقت شركة «أوبن إيه آى»، التى تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها، فى ١٧ يوليو ٢٠٢٥، وكيلها المتقدم ChatGPT Agent. وقد شكّل هذا الإعلان نقطة تحوّل فارقة فى مسار «تشات جى بى تى»؛ إذ انتقل من مجرد نموذج لغوى إلى وكيل ذكاء اصطناعى متكامل، يجمع بين قدرات الفهم والإبداع والتنفيذ. وهنا يُثار تساؤل جوهرى هو كيف تكشف نماذج الذكاء الاصطناعى الوكيلى، التى ظهرت مؤخراً، عن ملامح التنافس الدولى فى هذا المجال، وما أبرز التداعيات التى تترتب على اختلاف بنياتها وتقنياتها؟ منافسة قوية: تُمثِّل بنية «مانوس إيه آى» ابتعاداً عن أنظمة الذكاء الاصطناعى التقليدية التى تعتمد على نماذج لغوية كبيرة LLM. فاسمه المشتق من العبارة اللاتينية Mens et Manus «العقل واليد» يعكس بنيته المزدوجة؛ فخوارزميات نماذج اللغة الكبيرة تعمل بمثابة «العقل» للتفكير والتخطيط، بينما الخوارزميات القطعية تمثل «اليد» لتنفيذ الإجراءات. ويُتيح هذا التصميم لـ«مانوس إيه آى» تنفيذ المهام بشكل مستقل، والتكامل مع الخدمات، ومعالجة البيانات، وإجراء العمليات بأدنى حد من التوجيه البشرى، وذلك بخلاف النماذج اللغوية السائدة فى السوق، سواء أكانت أمريكية، أوروبية، أم حتى يابانية، والتى تقتصر على توليد الاستجابات استناداً إلى هندسة أوامر معقدة متوالية، تُبنى خطوةً بعد أخرى بطريقة تراكمية. ومع ذلك، لا ينفصل «مانوس» كلياً عن علم وفن هندسة الأوامر، ولا يتخلى عنها بالكامل، بل يوظفها ضمن إطار تكاملى يُسهم فى تعزيز كفاءته وتحسين دقة مخرجاته. كما تبرز ميزة بارزة فى «مانوس إيه آى»، وهى نافذة «كمبيوتر مانوس»، التى تسمح للمستخدمين بمراقبة إجراءات الوكيل فى الوقت الفعلى والتدخل عند الضرورة؛ مما يوفر شفافية غير مسبوقة فى عملية اتخاذ القرار للذكاء الاصطناعى. وقد شكّلت هذه الخاصية، عند إطلاقها، سابقة لافتة فى تصميم الوكلاء الأذكياء، مثل MiniMax-M١ وChatGPT Agent، اللذين سارعا لاحقاً إلى تبنّى نماذج مراقبة وتنفيذ تفاعلية مستوحاة جزئياً من تجربة «مانوس». هذا التبنّى يعكس ليس فقط فاعلية البنية التصميمية التى ابتكرتها «مونيكا»، بل يؤكّد أيضاً موقع «مانوس» كرائد فى إدخال بُعد الشفافية التشغيلية إلى قلب تجربة الذكاء الاصطناعى الوكيلى التفاعلى. وعندما اختبرت مجلة MIT Technology Review، «مانوس» فى مارس ٢٠٢٥، وصفته بأنه «شديد الفطنة» قادر على القيام بالمهام المنظمة المستندة إلى الويب المفتوح؛ لكنه لم يصل بعد إلى مستوى الاعتمادية اللازم للتعامل مع أعباء العمل الثقيلة أو البحث الأكاديمى واسع النطاق دون إشراف. إلى ذلك، أظهر «مانوس إيه آى» للعديد من المُقبلين عليه قدرات تتراوح من تجميع الأبحاث حول مواضيع محددة إلى تحليل بيانات سوق الأسهم، و«الفايب كودينغ»، وفحص السير الذاتية للوظائف، وإنشاء مواد تعليمية تفاعلية، والتخطيط للرحلات والحجز المسبق. وفى اختبارات GAIA التى تقيس الأداء التنفيذى والتخطيط الاستراتيجى للذكاء الاصطناعى، سجّل «مانوس» نتائج تفوقت على GPT-٤ وكذلك Claude-٣ فى المهام التى تشمل التنسيق بين عمليات متعددة، والتحليل المالى، وبناء خطط تنفيذية. وبالرغم من الإمكانات اللافتة التى أظهرها «مانوس إيه آى» فى أعين العديد من المراقبين؛ فإنه يواجه قيوداً تقنية تُعوق أداءه واستقراره؛ إذ يُبلّغ المستخدمون عن أعطال متكررة وضعف فى استقرار النظام، خصوصاً مع الاستخدام المطول، بالإضافة إلى صعوبات فى الوصول إلى المحتوى المحجوب وتجاوز رموز التحقق Captchas التى تتطلب إثبات هوية المستخدم كبشرى. كما أن إصدار «مانوس» عند إطلاقه كان محدوداً جداً؛ إذ وصل إلى أقل من ١٪ فقط من المستخدمين عبر قائمة الانتظار؛ ما يعكس حذراً واضحاً فى طرحه للسوق. وفى ضوء هذا الإطلاق الحذر، أعلنت الشركة عن خطط اشتراك مدفوعة تبدأ بسعر ٣٩ دولاراً شهرياً، تمنح المستخدمين ٣٩٠٠ نقطة مع إمكانية تنفيذ مهمتين فى وقت واحد، وتتصاعد إلى خطة عُليا بقيمة ١٩٩ دولاراً شهرياً توفر ١٩٩٠٠ نقطة؛ وهو ما يجعلها تنافس خطط الاشتراك المميزة، مثل تلك الخاصة بـ«تشات جى بى تى». بيدَ أن التطور الأبرز جاء منتصف مايو ٢٠٢٥، عندما قررت الشركة منح المستخدمين الجدد ١٠٠٠ نقطة مبدئية، مع تجديد يومى لـ٣٠٠ نقطة مجاناً؛ فى خطوة استراتيجية تهدف إلى استقطاب قاعدة أوسع من المستخدمين، وتمكينهم من اختبار جدوى الخدمة؛ تمهيداً لترسيخ موقعها فى سوق الذكاء الاصطناعى الوكيلى. كما تعكس نماذج التسعير التى اعتمدتها «مونيكا» فى طرح «مانوس إيه آى» انخراطاً متزايداً فى نمط اقتصادى بات يُعرف بـ«رأسمالية الاشتراك»؛ حيث تُحوَّل الخدمات المعرفية إلى سلع رقمية تُباع ضمن أنظمة دورية مغلقة، يتم فيها تأطير الوصول إلى الذكاء الاصطناعى عبر أنظمة نقاط، وخطط شهرية، وقيود متدرجة على عدد المهام المسموح بتنفيذها. ورغم أن هذه الآلية ليست حصرية لـ«مانوس»، بل تُعد سمةً شائعة فى معظم النماذج اللغوية والوكلاء الذكيين السائدين؛ فإن حالة «مانوس» تُجسّد بوضوح أكثر الأثر الهيكلى لهذا النموذج على إعادة توزيع فرص الوصول والمعرفة. وفى هذا السياق، لا يبدو «مانوس» مجرد منتج تقنى، بل يُمثِّل لحظة تكثيف لعلاقات القوة الجديدة التى تُعيد تعريف المعرفة كامتياز رأسمالى، لا كحق عام. ومع أن الشركة حاولت لاحقاً إدخال خطة مجانية يومية بـ٣٠٠ نقطة، فإن هذه الخطوة لا تُخفى الطابع الطبقى المتأصل فى منطق الخدمة؛ حيث من يدفع أكثر، يُنجز أكثر، ويُتاح له تنفيذ مهام أكثر تعقيداً وعمقاً. إلى ذلك، وبرغم هذه الخطوات؛ تبرز هذه التحديات الفنية لتسلط الضوء على الفجوة الكبيرة القائمة بين الوكلاء الذكيين الحاليين وأنظمة الذكاء الاصطناعى العام الذى لا يزال مفهوماً نظرياً قيد التبلور، ويتجاوز القدرة على أداء مهام محددة إلى تعميم المعرفة عبر مجالات متعددة، والانخراط فى تعلم مفتوح يتجاوز المهام المحددة، فضلاً عن التفكير السببى وفهم المدخلات الحسية للعالم المادى. كذلك يفتقر «مانوس» إلى الذكاء الاجتماعى وفهم المعايير الثقافية التى تمثل جانباً أساسياً من الذكاء العام. وفى هذا الإطار، يؤكد هارفى بى نيوكويست، مؤلف كتاب The Brain Makers، أنه «لا يمكننا الافتراض بأننا قريبون من الذكاء الاصطناعى العام AGI؛ لأننا فى الواقع لا نفهم الذكاء الاصطناعى الحالى، والذى يختلف اختلافاً جذرياً عن ذلك الذكاء العام الذى نطمح إليه». تداعيات عميقة: يحمل ظهور وكلاء الذكاء الاصطناعى ضمن النظام التكنولوجى الاستراتيجى للذكاء الاصطناعى فى الصين تداعيات عميقة لقيادة التكنولوجيا العالمية والعلاقات الدولية، وتتجاوز أهميته الجوانب التقنية لتشمل أبعاداً استراتيجية متعددة، ويمكن تفصيلها كالتالى: ١- التفرّد الصينى فى الذكاء الاصطناعى: عقب إثبات «ديب سيك» منذ ظهوره اللافِت فى يناير ٢٠٢٥ أن الشركات الصينية يمكنها إنشاء نماذج لغوية قوية بتكاليف أقل بكثير من نظيراتها الأمريكية، يُشير «مانوس إيه آى» إلى أن الصين تكتسب زخماً – أو بالأحرى تتفرد– فى جبهة جديدة ومهمة هى تطوير وكلاء الذكاء الاصطناعى المستقلين عبر «مانوس»، الذى يُمثّل باكورة استثنائية لهذا التفرّد. ويأتى هذا التفرّد فى سياق الخطة الصينية المعلنة منذ ٢٠١٧، والتى تهدف إلى جعل الصين مركزاً عالمياً للابتكار فى الذكاء الاصطناعى بحلول عام ٢٠٣٠. ٢- إعادة توزيع النفوذ التكنولوجى: يُسرّع التفرّد الصينى وتيرة إعادة توزيع النفوذ التكنولوجى عالمياً، فمع تزايُد أهمية الذكاء الاصطناعى كعنصر محدد للقوة الوطنية فى القرن الحادى والعشرين، سيؤثر أى تحوّل فى موازين القوى بهذا المجال فى التنافسية الاقتصادية والميزة العسكرية للدول. ونتيجة لذلك، تواجه الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، ضغطاً متزايداً لتسريع مبادراتها الخاصة بالتوازى. هذا الوضع يؤدى إلى تكثيف ما يصفه بعض المراقبين بأنه «سباق تسلح فى مجال الذكاء الاصطناعى»، وذلك فى ظل مشهدٍ تتغير معالمه يومياً بفعل الابتكارات المتلاحقة؛ ما يعكس دينامية غير مسبوقة فى صناعة الذكاء الاصطناعى وتحوّلاتها الهيكلية المستمرة. ٣- تحوّل بوصلة التنافس نحو الذكاء الاصطناعى الوكيلى والعام: بالنسبة لصناعة التكنولوجيا العالمية، يُشير «مانوس إيه آى» إلى أن الجبهة التنافسية التالية قد تتمثل فى الإدراك المتزايد بأننا نعيش «لحظة الذكاء الاصطناعى الوكيلى»، بدلاً من الاكتفاء بتطوير نماذج لغوية أقوى من فترة لأخرى، مثل «تشات جى بى تى» المعروف بقدراته المتقدمة، أو «ديب سيك» الذى أثبت كفاءة عالية، أو «جروك» التابع لشركة «إكس إيه آى»، أو «جوجل جيميناى»، أو حتى «كلود سونِت». فهذا التحوّل فى الإدراك قد يدفع الشركات الغربية إلى إعادة النظر فى استراتيجياتها للذكاء الاصطناعى، والدفع نحو تطوير أنظمة أكثر استقلالية؛ مما يؤدى إلى تسارُع عالمى فى تطوير وكلاء الذكاء الاصطناعى، وربما حتى تجاوز هذه المرحلة نحو السعى لتحقيق الذكاء الاصطناعى العام الكامل. فبينما يتوقع بعض قادة الصناعة، مثل سام ألتمان، الوصول إلى الذكاء الاصطناعى العام (AGI) فى المستقبل القريب، تشير دراسات أخرى إلى أن تحقيقه قد يستغرق وقتاً أطول. على سبيل المثال، قدّرت دراسة نُشِرت عام ٢٠٢٣ احتمال تحقيق (AGI) بحلول عام ٢٠٤٣ بأقل من ١٪. وعلى النقيض، أظهرت دراسة استقصائية شملت ،٧٧٨ باحثاً فى الذكاء الاصطناعى فى العام نفسه، أن هناك احتمالاً بنسبة ٥٠٪ بتحقيقه بحلول عام ٢٠٤٧، و١٠٪ بحلول عام ٢٠٢٧؛ الأمر الذى يعكس التباين الكبير بين التقديرات التقنية المتحفظة والتفاؤل الصناعى. ٤- تعقد المشهد التنظيمى للذكاء الاصطناعى: من المرجح أن يشهد المشهد التنظيمى العالمى تحوّلات متسارعة استجابةً لهذه القفزات النوعية. فمع تزايد استقلالية وكلاء الذكاء الاصطناعى، كما تُجسّده أنظمة مثل «مانوس إيه آى»، تزداد حدة التساؤلات حول المساءلة القانونية، والشفافية الخوارزمية، وآليات التحكم البشرى (Human-in-the-loop). وقد بدأت بعض الحكومات والمنظمات بالفعل فى مراجعة أطر الحوكمة الحالية، كما يظهر فى لائحة الاتحاد الأوروبى للذكاء الاصطناعى (AI Act)، ومبادرات إدارة المخاطر التى تقودها الولايات المتحدة. ٥- تحوّلات العلاقة بين الإنسان والآلة: بالنسبة للمستخدمين الأفراد والمؤسسات على حد سواء، يُشير بروز وكلاء الذكاء الاصطناعى إلى تحوّل جذرى فى طبيعة التفاعل مع هذه الأنظمة. فبدلاً من كون الذكاء الاصطناعى مجرد أداة للاستجابة أو المساعدة، بات يُنظر إليه كمشارك نشط فى العمليات الإبداعية والتنظيمية. هذا التحوّل يحمل وعوداً بإنتاجية أعلى وكفاءة محسّنة؛ لكنه يثير فى الوقت ذاته تساؤلات أخلاقية ومعرفية عميقة حول الإرادة البشرية، خصوصية القرارات، وتغير طبيعة العمل. كما يستدعى إعادة التفكير فى حدود الاستقلالية التى يمكن أن تتمتع بها هذه الأنظمة دون المساس بالرقابة البشرية. ختاماً، يشير إطلاق «مانوس إيه آى» إلى أن الصين لم تَعُدْ تكتفى بملاحقة التطورات الغربية فى مجال الذكاء الاصطناعى، بل باتت تُسهم فى إعادة تعريف ساحات المنافسة ذاتها. فبصفته وكيلاً ذكياً يجمع بين الكفاءة التنفيذية والاستقلالية التشغيلية، ومقاربة هجينة تستفيد من بنى تحتية متنوعة، يُجسّد «مانوس» بوضوح استراتيجية بكين الرامية إلى تحقيق «التوطين المجتمعى» للذكاء الاصطناعى. هذا التحوّل يعنى أن المعيار الحاسم للهيمنة التكنولوجية لم يَعُد يقتصر على التفوق التقنى للنماذج اللغوية الخام فحسب، بل يمتد إلى مدى قدرة الدول على دمج أنظمة الذكاء الاصطناعى هذه (بما فيها الوكلاء الأذكياء) بعمق فى كيانها ومجتمعها. وبينما يتأرجح الغرب بين تطوير النماذج اللغوية العملاقة التى تركز على توليد المحتوى وقلق الحوكمة، تُرسّخ الصين موقعها عبر هذه الأدوات التكنولوجية الهجينة المتمثلة فى الوكلاء. ومع أن «مانوس» شأنه شأن غيره من الوكلاء الحاليين، لا يُمثّل بعد الذكاء الاصطناعى العام (AGI)؛ فإنه يُمهّد لجيل جديد من الأنظمة القادرة على التفاعل النشط والتنفيذ المتعدد، بما قد يُسرع تحوّلات المشهد التكنولوجى العالمى. وعليه، فإن المستقبل القريب قد لا يُقاس فقط بحجم النموذج أو قدرته على توليد النصوص، بل بمدى ما يُتيحه الوكيل من استقلالية فى الفعل، وتكامل فى الوظائف، وانخراط فى القرار. يُضاف إلى ذلك، أن دخول ChatGPT Agent بقوة إلى هذه الجبهة الحديثة من الوكلاء الأذكياء، يؤكد احتدام المنافسة وتعقيدها، فى عالم تزداد فيه الأسئلة حول آليات التنظيم والسباق بين هذه الأنظمة المتقدمة. * باحث متخصص فى القضايا الدولية


خبر صح
منذ 3 ساعات
- خبر صح
لميس الحديدي تدعو لشفافية في إعلان بيانات الفقر وسط ردود التعبئة والإحصاء غير الكافية
وجهت الإعلامية لميس الحديدي عبر تغريدة على 'فيسبوك' شكرها للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء على سرعة الرد حول تساؤلها بشأن غياب بحث الدخل والإنفاق لمدة خمس سنوات، وهو البحث الذي يقيس معدلات الفقر وخط الفقر في مصر. لميس الحديدي تدعو لشفافية في إعلان بيانات الفقر وسط ردود التعبئة والإحصاء غير الكافية من نفس التصنيف: وزير التموين يطمئن المواطنين بتوفر السلع وارتفاع المخزون الاستراتيجي تاريخياً ورغم إشادتها بنشر دليل الفقر متعدد الأبعاد لأول مرة، أكدت أن الرد الرسمي لم يوضح كل الأسئلة الجوهرية التي تشغل الرأي العام، مثل عدد الفقراء في مصر، وما هو خط الفقر اليوم، وكيف تأثرت معيشة المصريين بالتغيرات الاقتصادية خلال السنوات الماضية، خاصة مع تضاعف سعر صرف الدولار وارتفاع معدلات التضخم. وانتقدت الحديدي منطق اقتصار البيانات على المتخصصين، مشددة على أن الفقر قضية عامة وليست ملفاً مغلقاً على الخبراء فقط، مؤكدة أن الشفافية في عرض الأرقام هي المدخل الحقيقي لتقييم السياسات الاقتصادية وقدرتها على مواجهة التحديات. وفي ختام تغريدتها، دعت لميس إلى إصدار بحث شامل ومعلن في أكتوبر المقبل، يعرض الأرقام بوضوح أمام الشعب وليس فقط أمام الدوائر الفنية، ويجيب عن الأسئلة المهمة، مثل عدد الفقراء، وما خطة الحكومة لمواجهة ذلك. وفي سياق متصل، أثارت الإعلامية حالة من الجدل بعد تساؤلها عن غياب بحث الدخل والإنفاق الذي كان يصدره سنوياً الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، والذي يحدد معدلات الفقر في مصر وخط الفقر ومتوسط دخل الأسر وتطور مستوى المعيشة . ممكن يعجبك: خبير سياسي يكشف عن الجهات الداعمة لقافلة صمود وتوجهاتها السياسية أرقام الفقر في مصر وقالت الحديدي في تغريدة لها عبر حسابها الرسمي بمنصة 'إكس': 'هو فين بحث الدخل والإنفاق اللى كان بيصدر عن جهاز التعبئة والإحصاء سنوياً ويحدد معدلات الفقر فى مصر، خط الفقر، متوسط دخل الأسر المصرية وتطور مستوى معيشتها' وأضافت: 'آخر نتائج أعلنت كانت عام 2020 وحددت معدل الفقر 29.7% (عدد السكان كان 100 مليون)، وفي عام 2022 قال البنك الدولى إن الرقم ارتفع إلى 32.5%، وبقي لنا نحو 5 سنوات بدون أرقام رسمية أو مؤشرات حول معدلات الفقر رغم الكورونا والتضخم والتعويمات المتتالية' وتابعت متسائلة: 'أين ذهب الإحصاء؟ هل ارتفعت الأرقام أم انخفضت؟ كيف تعمل الحكومة بدون مؤشرات؟ كيف يتم استهداف الفئات الأولى بالرعاية دون أرقام؟ وكيف تقول الحكومة إن الأزمة الاقتصادية انتهت دون أن تعرف معدلات الفقر فى مصر؟ باختصار، كم عدد الفقراء فى مصر؟'


فيتو
منذ 7 ساعات
- فيتو
التضامن والبنك الدولي والسكة الحديد تبحث التعاون في دعم خدمات الطفولة المبكرة
استقبلت المهندسة مرجريت صاروفيم نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي ثريا الأسيوطي أخصائي الحماية الاجتماعية بالبنك الدولي، سارة عزيز مؤسسة ورئيسة منظمة سيف إيجيبت Safe Egypt، وغادة حامد ممثل الهيئة القومية لسكك حديد مصر، والوفد المرافق لهم لمناقشة آليات التعاون بين الأطراف الثلاثة فى دعم خدمات الطفولة المبكرة لأبناء العاملين بمقر الهيئة القومية لسكك حديد مصر. واستعرض اللقاء آليات التعاون بين الأطراف الثلاثة فى توفير بيئة تربوية وتعليمية آمنة ومتميزة لأبناء العاملين بالهيئة القومية لسكك حديد مصر من خلال توفير منظومة رعاية متكاملة للأطفال. وأعربت المهندسة مرجريت صاروفيم نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي عن سعادتها بهذا التعاون والذي يأتي استمرارًا للتعاون بين الوزارات فى ملف الطفولة المبكرة لإنشاء حضانات تهدف إلى توفير بيئة آمنة ورعاية للأطفال، وتنمية قدراتهم، ورفع كفاءة العاملين، وتطبيق أحدث المناهج التعليمية، بالإضافة إلى توفير خدمات متكاملة للأطفال وأسرهم. وأشارت صاروفيم إلى مركز استقبال أبناء العاملين والعاملات بديوان عام الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، والذي افتتح مؤخرا كنموذج متميز يطبق المنهج الياباني فى التعلم بداية من التجهيزات وأدوات اللعب والبرامج والمستوى التأهيلي والتدريبي لمقدمي الخدمة والتطبيق للمنهج اليابانى فى التعلم. وأشارت صاروفيم إلى الأعمال الميدانية للحصر الوطني الشامل للحضانات في مصر على مستوى الجمهورية، والذي تنفذه الوزارة تنفيذًا للتوجيهات الرئاسية والتكليف المباشر بزيادة أعداد الحضانات، والعمل على تيسير عملها، وزيادة معدلات التحاق الأطفال بالحضانات فى إطار ملف تنمية الطفولة المبكرة وبالتوازى مع ذلك يتم العمل على المنظومة الالكترونية بما يتيح خدمة أفضل وكفاءة أعلى، فضلا عن استغلال نتائج دراسات المقارنة والاستفادة منها لرفع كفاءة الخدمات. وطرح اللقاء عددا من نماذج التعاون المقترحة وإمكانية التنفيذ وفق ما تم من دراسات خاصة باحتياجات العاملين والعاملات بالهيئة القومية لسكك حديد مصر، والتي نفذها البنك الدولى ووفق رؤية تأخذ أبعاد تنموية واجتماعية، حيث تم الاتفاق بين الحضور على وضع رؤية متكاملة لخطة التدخلات المطلوبة لتقديم إطار متكامل للرعاية فى منظومة الطفولة المبكرة لأبناء العاملين بالهيئة. حضر اللقاء دينا الصيرفي مساعدة وزيرة التضامن الاجتماعي للتعاون الدولي والعلاقات والاتفاقات الدولية، راندا فارس مستشارة وزيرة التضامن الاجتماعي لشئون صحة وتنمية الأسرة والمرأة والطفل، والأستاذة منى الشبراوى رئيس الإدارة المركزية لشئون الأسرة والمرأة، والدكتورة هانم عمر مدير عام الإدارة العامة لشئون الطفل، وعدد من قيادات العمل بقطاع الطفل بالوزارة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.