
تهجير الفلسطينيين يعود إلى الواجهة.. خطة إسرائيلية بدعم أميركي لإفراغ غزة
وتأتي هذه التحركات ضمن مساع حثيثة للبحث عن بدائل ميدانية، بعد فشل الحلول العسكرية والسياسية في تحقيق أهداف حكومة الاحتلال، وعلى رأسها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن لا يزال التهجير، سواء القسري أو الطوعي، يشغل تفكير نتنياهو، إلا أنه يسعى هذه المرة إلى إيجاد آليات فعالة لتحقيق هذا الهدف الذي أخفق في تنفيذه خلال الفترات السابقة.
وأضاف الرقب- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الولايات المتحدة منحت نتنياهو مهلة لإقناع شركائه في الائتلاف الحكومي، وفي المقابل، استطاع نتنياهو أن يقنع الأمريكيين بأن عطلة الكنيست الصيفية، التي تمتد حتى أكتوبر، توفر له مساحة للمناورة السياسية وإعادة ترتيب أوراقه.
وأشار الرقب، إلى أن الغاية الأساسية من هذه الحرب، من وجهة نظر نتنياهو، هي تهجير سكان قطاع غزة بذريعة القضاء على حركة حماس، واستعادة السيطرة الإسرائيلية على القطاع، لكن هذا المسار العسكري لا يمكن أن يعتمد عليه وحده، إذ أن الحل السياسي لا يزال ضرورة ملحة، خاصة في ظل عجز المجتمع الدولي عن مواجهة هيمنة القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
وكشف موقع "أكسيوس" الأميركي أن إسرائيل تجري اتصالات دبلوماسية مع الولايات المتحدة بهدف إقناع ثلاث دول بقبول لاجئين فلسطينيين من قطاع غزة.
وبحسب ما نقل الموقع عن مصادر مطلعة، فقد ناقش رئيس جهاز الموساد، دافيد برنياع، هذا الملف مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف خلال زيارته إلى واشنطن هذا الأسبوع.
ووفقا للمصادر، أبلغ برنياع ويتكوف بأن إسرائيل دخلت في اتصالات رسمية مع كل من إثيوبيا، إندونيسيا، وليبيا، في محاولة لإقناعها بقبول أعداد كبيرة من الفلسطينيين المرحلين من القطاع.
وخلال الاجتماع، أوضح برنياع أن بعض هذه الدول أبدت انفتاحا أوليا تجاه الفكرة، مما شجع الجانب الإسرائيلي على المضي قدما فيها.
كما اقترح أن تتدخل الولايات المتحدة عبر تقديم حوافز اقتصادية أو دبلوماسية لتلك الدول، بما يساعد على تسهيل تنفيذ الخطة.
ومع ذلك، أشارت المصادر إلى أن المبعوث الأميركي لم يبدِ موقفا حاسما تجاه الطرح الإسرائيلي، ولا تزال مدى جدية أو استعداد واشنطن للتدخل الفعلي في هذا الملف غير واضحة حتى الآن.
وفي السياق نفسه، كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد اقترح في وقت سابق خطة تقضي بترحيل جميع سكان قطاع غزة، غير أن البيت الأبيض تراجع عنها لاحقا بعد أن قوبلت برفض واسع من عدد من الدول العربية، ولم يحرز أي تقدم حقيقي بشأنها.
وأفاد مسؤولون إسرائيليون بأن إدارة ترامب أبلغت نتنياهو بوضوح أن عليه، إن أراد تنفيذ الخطة، أن يجد بنفسه دولا توافق على استقبال الفلسطينيين المرحلين.
وبناءا على ذلك، كلف نتنياهو جهاز الموساد رسميا بمهمة البحث عن دول تقبل استضافة أعداد كبيرة من الفلسطينيين كجزء من خطة إعادة التوطين.
والجدير بالذكر، أن تعكس هذه التحركات الإسرائيلية سعي حكومة نتنياهو إلى إيجاد مخرج ديمغرافي وسياسي لأزمة قطاع غزة، عبر محاولة نقل الفلسطينيين قسرا إلى دول أخرى، تحت غطاء تفاهمات دولية أو دعم أميركي.
ورغم مؤشرات الانفتاح من بعض الدول، تبقى مدى واقعية تنفيذ الخطة محل شك، في ظل الرفض العربي السابق، والموقف الأميركي المتردد حتى اللحظة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت بيروت
منذ ساعة واحدة
- صوت بيروت
بن غفير: الحكومة رضخت لإرادة "حماس" وأتموا الاتفاق يوم الإجازة
ندد وزير الأمن القومي الإسرائيلي من أقصى اليمين، إيتمار بن غفير، اليوم الأحد، بقرار الحكومة زيادة المساعدات الإنسانية لغزة، ووصفه بأنه 'استسلام لحماس'، وقال إنه تم استبعاده من المداولات. وكتب بن غفير على مواقع التواصل الاجتماعي: 'أبلغني مصدر في مكتب رئيس الوزراء، مساء السبت، أن مشاورة أمنية جرت بدوني خلال الإجازة'. وأضاف بن غفير: 'إنهم يعلمون جيدًا أنني، بصفتي وزيرًا للأمن القومي، متاح يوم السبت لأي حدث أمني مهم أو مشاورة' وفقا لما جاء في بيان نشرته 'سي أن أن ' وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أنه سيفتح ممرات للمساعدات الإنسانية لدخول غزة، وسيوقف العمليات القتالية في مناطق معينة، وسط غضب عالمي إزاء موت المدنيين جوعا في القطاع. ودافع بن غفير عن مواصلة الحرب في غزة، وعارض باستمرار أي وقف لإطلاق النار يتم التفاوض عليه مع حماس. ووصف القرار بأنه 'استسلام' من شأنه أن يُعرّض الجنود الإسرائيليين للخطر ويؤخر عودة الرهائن المتبقين. وقال بن غفير: 'إن السبيل الوحيد للفوز في الحرب واستعادة الرهائن هو وقف المساعدات 'الإنسانية' تماما، وغزو القطاع بأكمله، وتشجيع الهجرة الطوعية'. وفرضت إسرائيل حصارا لمدة 11 أسبوعا على جميع المساعدات إلى القطاع بدءًا من مارسالماضي، وأعادت أخيرا توزيعها في أواخر مايو من خلال مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) المثيرة للجدل والمدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل. وبحسب الأمم المتحدة، قُتل أكثر من 1000 فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات في الأشهر التي تلت ذلك، وحذرت منظمات الإغاثة من انتشار 'المجاعة الجماعية' في جميع أنحاء غزة.


الميادين
منذ 2 ساعات
- الميادين
حماس ترد على ترامب: تصريحاته تكرّس رواية الاحتلال وتمنحه غطاءً لمواصلة الإبادة
ردّت حركة المقاومة الإسلامية حماس، عبر عضو مكتبها السياسي، عزّت الرشق، على تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التي أنكر فيها وجود مجاعة في قطاع غزة، واتّهم الحركة بسرقة المساعدات، مؤكدةً أنّ هذه الادعاءات تكرّس رواية الاحتلال وتمنحه غطاءً إضافياً لمواصلة حرب الإبادة ضد الفلسطينيين. وأدان الرشق في بيان له تصريحات ترامب، قائلاً إنها "تنكر المجاعة رغم شهادات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وموت عشرات الأطفال جوعاً بسبب الحصار ومنع إدخال الغذاء والدواء". ونفى القيادي في الحركة بشكل قاطع مزاعم سرقة المساعدات، مشيراً إلى تحقيق داخلي أجرته وكالة التنمية الأميركية (USAID) كشف أن وزارة الخارجية الأميركية لم تقدّم أي أدلة تدين حماس، وأن وكالة "رويترز" أكدت غياب أي تقارير تشير إلى وجود سرقة ممنهجة. واتهم الرشق الاحتلال الإسرائيلي بخلق بيئة الفوضى التي تؤدي إلى نهب المساعدات، عبر استهدافه المتكرّر لعناصر الشرطة الفلسطينية الذين يحمون شاحنات الإغاثة، ما يسهّل استيلاء "عصابات محمية" من الاحتلال على هذه المساعدات. اليوم 00:23 27 تموز وفي ختام بيانه، دعا الرشق الإدارة الأميركية إلى "التوقّف عن ترديد دعاية الاحتلال وأكاذيبه المكشوفة"، محمّلاً واشنطن مسؤولية إنسانية وأخلاقية عن نتائج الحصار والتجويع والقتل الممنهج في غزة. #غزة في المرحلة الأخيرة على مؤشر المجاعة العالمي #المشهدية #الميادين المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الأحد، من تفاقم المجاعة في القطاع، مؤكداً أنها "مستمرة بل تتسع وتزداد خطورة وتوحشاً"، في ظل عجز واضح في إدخال المساعدات واستمرار الحصار. وأوضح المكتب الحكومي في بيانه، أنّ "73 شاحنة فقط دخلت اليوم إلى القطاع"، في حين أنّ عمليات الإنزال الجوي، جرت في مناطق قتال خطرة، ما أدّى إلى صعوبة الوصول إليها. وأضاف المكتب، أنّ معظم ما دخل من مساعدات، "جرى نهبه تحت أنظار قوات الاحتلال الإسرائيلي"، التي تعمل بشكل ممنهج على منع وصول المساعدات إلى مراكز التوزيع المنظمة، "ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني".


الشرق الجزائرية
منذ 2 ساعات
- الشرق الجزائرية
'بائع خرضوات' أقنع ترومان بدولة إسرائيل؟
«أساس ميديا» بدأت العلاقات الأميركية – الإسرائيلية بين رجلين: الأوّل ابن يهوديّ مهاجر من ليتوانيا في أوروبا الشرقية يُدعى إدوارد جاكبسون، وكان من سكّان مدينة كانساس في ولاية ميزوري، والثاني هو هاري ترومان. بعدما وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها أقام الرجلان محلّاً تجاريّاً لبيع الخرضوات من اللوازم المنزلية البسيطة في مدينة كانساس. نجحت تجارتهما مع بساطة الاختصاص. إلّا أنّ الكساد الاقتصادي الذي ضرب الولايات المتّحدة بعد ذلك أدّى إلى إفلاسهما. مع ذلك حافظ الرجلان على صداقتهما. انصرف جاكبسون إلى العمل التجاري المنفرد وعلى نطاق محدود، فيما توجّه ترومان نحو العمل السياسي. عام 1948 تربّع ترومان على رأس الدولة الأميركية. وفي هذا العام أيضاً انتهى الانتداب البريطاني على فلسطين. وكان ترومان معارضاً لمشروع إقامة دولة يهوديّة، وكان يقول إنّ 'السيّد المسيح نفسه عجز عن إرضاء اليهود، فكيف يمكن لي أنا أن أرضيهم؟'. حاولت الحركة الصهيونية الالتفاف على هذا الموقف السلبي، فأوفدت إلى واشنطن أحد كبار زعمائها حاييم وايزمن. إلّا أنّ ترومان رفض استقباله. هنا جاء دور جاكبسون الصديق القديم الذي تحوّل إلى بائع جوّال. فقد طلبت منه الحركة الصهيونية العالمية التودّد إلى صديقه القديم وشريكه السابق في تجارة الخرضوات الذي أصبح سيّد البيت الأبيض. الصّداقة فعلت فعلها لم يكن جاكبسون يحتاج إلى موعد مسبق لزيارة الرئيس. كان معروفاً بصداقته لترومان، ولذلك توجّه إليه من دون موعد مسبق، فاستقبله بحرارة وودّ. واستطاع بالفعل أن يقنعه عاطفياً بتغيير موقفه بالموافقة على مشروع تقسيم فلسطين بعد انتهاء الانتداب البريطاني إلى دولتين يهودية وعربية. تقول الوقائع الرسمية المسجّلة عن هذا اللقاء بين الرجلين إنّ الرئيس ترومان كان في حيرة من أمره. فقد أمضى لحظات ينظر عبر النافذة إلى حديقة الورود… ثمّ عمد إلى ضرب طاولة الاجتماع بأصابعه بتوتّر شديد قبل أن يتوجّه إلى شريكه السابق بالقول: 'لقد كسبت الرهان… يا ابن العاهرة'. خرج جاكبسون سعيداً من البيت الأبيض ليحمل إلى الحركة الصهيونية العالمية البشرى التي عجز عن الوصول إليها وايزمن نفسه! تنقل وقائع ما حدث بعد ذلك أنّ جاكبسون توجّه إلى أوّل خمّارة (بار) حيث شرب كأسين من الويسكي احتفالاً بالمناسبة. بعد هذا اللقاء استدعى الرئيس ترومان المبعوث الصهيوني وايزمن ليبلغه أنّه غيّر رأيه ويوافق الآن على إقامة دولة يهودية في فلسطين. بالفعل بتاريخ 14 أيّار 1948 أصبحت الولايات المتّحدة أوّل دولة في العالم تعترف بالدولة اليهودية، وبعد مرور ألفَي عام على زوال أيّ كيان يهوديّ خاصّ. ويعترف ترومان في مذكّراته أنّ زميله السابق في تجارة الخرضوات لعب الدور الحاسم في هذه المسألة. تأرجح العلاقة تاريخيّاً مع ذلك لم تكن العلاقات الأميركية – الإسرائيلية دوماً على ما يرام. فقد سبق للرئيس الأميركي جون كينيدي أن هدّد إسرائيل برفع الغطاء العسكري والسياسي عنها إذا أصرّت على الامتناع عن السماح للمفتّشين الدوليّين (وهم من الأميركيّين بصورة خاصّة) بالتحقّق من أنّ منشآتها النووية (ديمونا) لا تعمل على إنتاج سلاح نووي. غير أنّ الثابت الآن أنّ اسرائيل أنتجت قنابل نووية وهدّدت فعلاً باستخدامها ضدّ مصر وسوريا في حرب رمضان 1973. ثمّ إنّ الرئيس كينيدي نفسه قُتل اغتيالاً في ظروف لم يُكشف عن أسرارها حتّى اليوم من دون أن يزور المفاعل النووي الإسرائيلي أيّ شخص 'غير يهوديّ'! هدّد الرئيس جورج بوش (الأب) أيضاً بوقف كلّ الدعم الماليّ والعسكري الذي تقدّمه الولايات المتّحدة لإسرائيل إذا واصلت تمرّدها على قرارات الرئيس ومواقفه في الشرق الأوسط. يومها قال وزير الدفاع الإسرائيلي الجنرال أرييل شارون إنّ 'الرئيس بوش يتودّد للعرب على حساب المصالح الإسرائيلية'. وشبّه ذلك بما فعلته الدول الأوروبية مع هتلر قبيل نشوب الحرب العالمية الثانية! واجهت العلاقات الأميركية – الإسرائيلية مطبّات عديدة مع معظم الرؤساء الذين تعاقبوا على البيت الأبيض، بمن فيهم كارتر وكلينتون، الذي وصف نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلي بـ'ابن العاهرة' و'الذي يحاول أن يفرض علينا (على الولايات المتّحدة) آراءه ومواقفه'. لكنّ العلاقة التي بدأت بين صديقين من باعة الخرضوات في مدينة كانساس بولاية ميزوري، أصبحت اليوم علاقة 'مصيريّة' تمسك بتلابيبها 'الدولة الخفيّة' في كلّ من واشنطن وتل أبيب. وما حدث وما يحدث في غزّة اليوم شاهِد على ذلك! محمد السماك