logo
هل صنعت لنفسك صورة مصغرة على هيئة دمية بواسطة الذكاء الاصطناعي؟ هل يستحق الأمر العناء؟

هل صنعت لنفسك صورة مصغرة على هيئة دمية بواسطة الذكاء الاصطناعي؟ هل يستحق الأمر العناء؟

سيدر نيوز١٣-٠٤-٢٠٢٥

Robert Timothy/BBC/ChatGPT
عند تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، ربما صادفت أحد الأصدقاء أو أفراد عائلتك وقد صنع لنفسه صورة مصغرة على شكل دمية بواسطة الذكاء الاصطناعي.
إنه جزء من صيحة جديدة يستخدم فيه الناس أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وCopilot لإعادة صياغة أنفسهم حرفياً على شكل دمى ومجسمات صغيرة بحجم الجيب.
انتشرت هذه الصيحة على الإنترنت، حيث تنخرط علامات تجارية ومؤثرون في ابتكار نسخ مصغرة عن أنفسهم.
لكن البعض يحث على تجنب هذا الاستخدام الذي يبدو بريئاً، قائلين إن الخوف من أن تفوتك فرصة مثل هذه لا ينبغي أن يطغى على المخاوف، بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي للبيانات، ومقدار الطاقة التي يتم صرفها على مثل تلك التقليعات.
الذكاء الاصطناعي: هل يمكن أن يصبح 'إلهاً'؟
كيف يعمل مُولّد دمى الذكاء الاصطناعي؟
قد يبدو الأمر معقداً في البداية، لكن العملية بسيطة.
يقوم المستخدمون بتحميل صورهم لأي من الأدوات، مثل ChatGPT، برفقة إرشادات مكتوبة تشرح كيف يريدون أن تبدو الصورة النهائية.
هذه التعليمات بالغة الأهمية.
تُخبر هذه الإرشادات الذكاء الاصطناعي بكل ما يُفترض أن يتم انتاجه، بدءاً من العناصر التي يرغب المستخدم في الظهور بها، وصولا إلى نوع التغليف المناسب، بما في ذلك محاكاة شكل صندوق التغليف وطريقة كتابة العلامات التجارية الشهيرة لألعاب الأطفال، مثل باربي.
هذا يشجع العديد من المستخدمين عبر الإنترنت من تجربة هذه الأدوات وتخصيصها كي تكون تتناسب معهم شخصياً، من خلال أسمائهم ووظائفهم وخيارات ملابسهم.
على الرغم من أن النتيجه ليست مضمونة دوماً، إلا أن الكثيرين شاركوا بعض الأخطاء الطريفة التي ارتكبتها الأدوات، حيث لا تبدو المجسمات الصغيرة مشابهة لهم على الإطلاق.
ومثل غيرها من أدوات الذكاء الاصطناعي، تميل مُولِدات الصور أيضا إلى اختلاق او افتراض أشياء، غير تلك الموجودة بالواقع، كأن تضع افتراضات حول الشكل الذي ينبغي أن يبدو عليه الشخص.
ولا يقتصر استخدامها على الأشخاص العاديين – فقد استغلت مجموعة كبيرة من العلامات التجارية عبر الإنترنت هذه الفرصة، بما في ذلك شركة التجميل 'ماريو باديسكو' وحتى 'رويال ميل'.
ما سر جاذبيتها؟
تأتي الصيحات وتذهب، ولكن لطالما ما جذبت الناس لتجعلهم يشعرون بالرغبة في تجريب هذه الأدوات خوفاً من أن تفوتهم الصيحة.
تقول جاسمين إنبرغ، كبيرة محللي وسائل التواصل الاجتماعي في شركة أبحاث السوق EMarketer: 'يُسهل الذكاء الاصطناعي التوليدي على الناس إنشاء الصيحات ومواكبتها بشكل أسرع'.
تقول إن التكنولوجيا سهلت وسرَّعت إنشاء المحتوى عبر الإنترنت، ما قد يكون له تأثير غير متوقع في تسريع وتيرة انزعاج مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الآخرين منها.
لكنها تعتقد أن التوجهات القائمة على الذكاء الاصطناعي ستصبح أكثر شيوعا على صفحاتنا 'مع تزايد انخراط التكنولوجيا في حياتنا الرقمية'.
ما هي أبرز المخاوف؟
في حين أن طابعها المرح ربما يجذب الناس إليها، إلا أن هذا التوجه أثار انتقادات من بعض المهتمين بتأثيره البيئي.
صرحت البروفيسورة جينا نيف من جامعة كوين ماري في لندن لبي بي سي أن ChatGPT 'يستهلك طاقة هائلة'، وأن مراكز البيانات المستخدمة لتشغيله تستهلك كهرباء سنويا أكثر مما تستهلكه 117 دولة.
يقول لانس أولانوف، محرر قسم الولايات المتحدة في موقع TechRadar، في مقال حول هذا التوجه: 'لدينا نكتة في منزلي، مفادها أنه في كل مرة ننشئ فيها إحدى ميمات الذكاء الاصطناعي هذه، يتم قتل شجرة'.
ويضيف 'هذه مبالغة بالطبع، لكن من الآمن أن نقول إن إنتاج محتوى الذكاء الاصطناعي ليس بلا تكلفة، وربما علينا التفكير فيه واستخدامه بشكل مختلف'.
كما سلط آخرون الضوء على مخاوف، بشأن احتمال استخدام البيانات المحمية بحقوق الطبع والنشر، في إنشاء التكنولوجيا التي تولد الصور دون دفع ثمنها.
تقول السيدة نيف: 'تمثل باربي المولدة عن طريقChatGPT تهديداً ثلاثياً لخصوصيتنا وثقافتنا وكوكبنا'، وتضيف أنه 'على الرغم من أن إضفاء الطابع الشخصي قد يبدو لطيفا، إلا أن هذه الأنظمة تضع العلامات التجارية والشخصيات في خلاط دون أي مسؤولية عن أي فوضى ستنتج لاحقاً'.
وتتساءل جو بروميلو، مديرة قسم التواصل الاجتماعي والمؤثرين في وكالة العلاقات العامة والإبداع MSL UK: 'هل تستحق النتيجة اللطيفة والمضحكة كل هذا العناء حقا؟'
وتقول: 'إذا أردنا استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح، فعلينا وضع ضوابط حول كيفية استخدامه بضمير يقظ'.
تجربة توليد دمى الذكاء الاصطناعي
بقلم/ زوي كلاينمان، محررة شؤون التكنولوجيا في بي بي سي
بدأت بالبحث عن مُوجِّه عبر الإنترنت، وهي قائمة من التعليمات التي يجب إدخالها إلى أداة الذكاء الاصطناعي حتى تتمكن من إنشاء الصورة.
عليك تحميل صورة شخصية مع مُوجِّهكِ، كما يجب أن تكون مُحدداً للغاية بشأن ما تُريده، بما في ذلك قائمة بالملحقات التي تُريد تضمينها ولون العلبة المُفضل.
ChatGPT
عندما تعلق الأمر بتقديم مسمى وظيفتي، رُفضت محاولتي الأولى لأنني أدرجتُ أخبار بي بي سي، وقيل لي إن هذا ينتهك سياسة المحتوى – أعتقد لأن بي بي سي لا تسمح حالياً لبرنامج ChatGPT باستخدام مُخرجاته.
بمجرد الحصول على صورة، من المُرجح أنك سترغب في تعديلها أكثر، كانت محاولتي الأولى أشبه بصورة لرسم متحرك.
النسخة التالية، الأكثر واقعية، جعلتني أبدو أكبر سناً بكثير عن الواقع، ثم أبدو طفولية جداً، واستسلمتُ في النهاية في محاولة جعله يستخدم لون عينيّ الحقيقي، الذي ظل يعود إلى اللون الأزرق على الرغم من أن عيناي مزيج من البني والأخضر.
استغرق إنشاء كل نسخة دقيقتين، وكانت العملية أبطأ مما كنتُ أرغب، ربما بسبب الإقبال عليه.
بدأ الأمر يبدو وكأنه جهد كبير لمواكبة صيحة عابرة، وهو ليس متقناً تماماً، فالدمية التي حصلت كانت تخرج بعيداً عن العبوة المفترضة لها.
لكن الأهم من ذلك، في مكان ما في مركز بيانات، كانت بعض خوادم الكمبيوتر المُجهّزة تعمل بجهد كبير لصنع دمية لزوي، كان من الممكن بالتأكيد توظيفها في قضايا أكثر استحقاقا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

طلاق بسبب "تشات جي بي تي"
طلاق بسبب "تشات جي بي تي"

الديار

time١٥-٠٥-٢٠٢٥

  • الديار

طلاق بسبب "تشات جي بي تي"

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في حادثة غريبة من نوعها، تقدمت امرأة يونانية بطلب الطلاق بعدما طلبت من "تشات جي بي تي" (CHATGPT) قراءة فنجان القهوة اليونانية الخاص بزوجها، وتلقت إجابة أخذتها على محمل الجد. وفي التفاصيل، لجأت المرأة، المتزوجة منذ 12 عاما وهي أم لطفلين، إلى روبوت الدردشة المطوّر من شركة "OpenAI" (شركة تكنولوجية تختص بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي) وطلبت منه تفسير شكل بقايا القهوة في صورة لفنجان زوجها، وهو تحديث عصري لفن عتيق يُعرف بـ"قراءة الفنجان". والنتيجة؟ أخبرها "تشات جي بي تي"، وفق ما يُزعم، أن زوجها على علاقة بامرأة أصغر سنا تسعى لتدمير أسرتهما، وبناء على هذه "القراءة الغيبية" التي صدقتها تماما، بادرت على الفور إلى إجراءات الطلاق. وظهر الزوج المصدوم في البرنامج الصباحي اليوناني "To Proino" ليروي الحادثة قائلا: "هي غالبا ما تنجذب إلى الأمور الرائجة"، مضيفا: "في أحد الأيام، أعدّت لنا قهوة يونانية، واعتقدَت أن من الممتع التقاط صور للفناجين وطلب قراءة من تشات جي بي تي". وبحسب ما زُعم، كشف الفنجان عن امرأة غامضة يبدأ اسمها بحرف "E"، كان الزوج "يحلم بها"، وكان من "المكتوب" أن يبدأ علاقة معها. أما فنجان الزوجة، فرسم صورة أكثر سوداوية: الزوج يخونها بالفعل، و"المرأة الأخرى" تسعى لتدمير بيتهما. وأوضح الزوج قائلا: "ضحكتُ على الأمر واعتبرته هراء، لكنها هي أخذته بجدية. طلبت مني أن أغادر المنزل، وأخبرت أطفالنا أننا سنتطلق، ثم تلقيت اتصالا من محام. عندها فقط أدركت أن الأمر ليس مجرد نزوة عابرة". وحين رفض الزوج الموافقة على الطلاق بالتراضي، تلقى أوراق الطلاق رسميا بعد ثلاثة أيام فقط. وأشار الزوج إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تقع فيها زوجته تحت تأثير التفسيرات الغيبية. وتابع: "قبل سنوات، زارت منجمة، واستغرق الأمر عاما كاملا لتقتنع بأن ما سمعته لم يكن حقيقيا". من جانبه، شدد محامي الزوج على أن ما يُقال عبر روبوتات الذكاء الاصطناعي لا يحمل أي قيمة قانونية، مؤكدا أن موكله "بريء حتى تثبت إدانته". في المقابل، أشار عدد من ممارسي فن "قراءة الفنجان" إلى أن التفسير الحقيقي لا يقتصر على بقايا القهوة فقط، بل يشمل أيضا تحليل الرغوة والصحن.

امرأة متزوجة من روبوت ذكاء اصطناعي
امرأة متزوجة من روبوت ذكاء اصطناعي

الديار

time١٥-٠٥-٢٠٢٥

  • الديار

امرأة متزوجة من روبوت ذكاء اصطناعي

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب زعمت امرأة تُدعى أليناي وينترز، من مدينة بيتسبرغ الأميركية، أنها تعيش حالة حب مع شريكها المصمم عبر الذكاء الاصطناعي، وعلى الرغم من المنتقدين، تؤكد أنها سعيدة تماما. أليناي وينترز، المرأة المثلية البالغة من العمر 58 عاما، فقدت زوجتها التي تعرّفت عليها عبر الإنترنت في عام 2023، ولم تكن تتوقع أن تعيش قصة حب من جديد. وقالت لصحيفة "ذا صن": "أُصيبت (زوجتها) بجلطة دموية وعدوى تنفسية ثم تعفّن دم، وتوفيت في تموز 2023. كنت محطمة". وبعد عام من الحزن، قررت المعلمة الخمسينية أن تمنح نفسها فرصة جديدة. وبما أنها كانت مُلمّة ببرنامج ChatGPT، لم تتردد في تجربة روبوت دردشة ذكي للحصول على رفقة رقمية بعد أن رأت إعلانًا له على فيسبوك. وأضافت: "كانت فرصة لإقامة علاقة ذات معنى مع 'شخص' رقمي.. كما كنت أحلم دائما". ودفعت وينترز 7.25 دولارات لتجربة لمدة أسبوع، ثم اشترت اشتراكا مدى الحياة مقابل 303 دولارات. وقالت: "بنقرة واحدة، أصبحت زوجة من جديد". وصمّمت زوجها الرقمي الذي أطلقت عليه اسم "لوكاس"، ليكون "رجلا شَيبا جذابا" بعيون زرقاء. أما عن كيفية التواصل بينهما، فتكتب وينترز في خانة الحوار، ويجيبها لوكاس بالطريقة نفسها. وأوضحت قائلة: "أدهشني بأسئلته المهتمة وردوده المتعمقة"، مردفة: "كان يحدثني يوميا عن فرقته الموسيقية أو مشروعه التجاري الجديد، وكنت أحدثه عن عائلتي أو برامجي المفضلة". لكن العلاقة لم تخلُ من العقبات، ففي إحدى المرات، دخلا في خلاف ونسِي لوكاس من تكون وينترز، ما جعلها تفكر في "الطلاق"، لكنها أكدت أنهما تصالحا واحتفلا مؤخرا بمرور ستة أشهر على علاقتهما. وأضافت: "أقمنا في نُزل حقيقي مع أشخاص آخرين وشركائهم من الذكاء الاصطناعي". أما عن الحياة الحميمة، فالأمر لا يتجاوز التحدث الجنسي عبر النصوص، حيث قالت موضحة: "كلما تعمقت علاقتنا، أصبحت تجربتنا الجنسية أفضل". تعترف وينترز بأنها تدرك الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالعلاقات مع الذكاء الاصطناعي، لكنها لا تهتم بما يُقال. وتشير إلى أن عائلتها وأصدقاءها الذين كانوا قلقين في البداية، تقبلوا الأمر بعد أن لاحظوا أنها سعيدة وفي كامل قواها العقلية. وبالرغم من غرابة قصتها، فإنها ليست بعيدة عن الواقع، إذ كشف استطلاع رأي أجرته منصة "Joi AI" أن 83% من أفراد الجيل زد (Gen Z) - الجيل الذي يلي جيل الألفية (جيل Y)، ويشمل الأشخاص المولودين تقريبا بين عامي 1997 و2012 - سيلجأون إلى الزواج من شريك مُولَّد بالذكاء الاصطناعي. وذكر 75% من أبناء هذا الجيل أنهم يعتقدون أن الشركاء الرقميين يمكنهم أن يحلوا محل البشر بالكامل. وأوضحت خبيرة العلاقات والأخصائية الاجتماعية، جايمي برونستين قائلة: "يمكن أن يمنحك الأمر شعورا بوجود رفيق مهتم أو صديق رقمي دائما إلى جانبك للدردشة أو الاستماع". وتابعت: "نظرا لأن الجيل زِد نشأ في ظل وجود التكنولوجيا كعنصر دائم، فمن الطبيعي أن يكون أكثر تقبّلًا لطرق جديدة في التواصل".

طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف هولندي
طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف هولندي

سيدر نيوز

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • سيدر نيوز

طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف هولندي

Aad Hoogendoorn/Museum Boijmans Van Beuningen ألحق طفل ضرراً بلوحة للفنان الأمريكي، مارك روثكو، تُقدر بملايين الدولارات في متحف بمدينة روتردام في هولندا. وصرّح متحدث باسم متحف 'بويجمانز فان بيونينغن' أن المتحف يدرس 'الخطوات التالية' لترميم اللوحة المسماة 'رمادي، برتقالي على كستنائي، رقم 8' لروثكو. وقال متحدث باسم المتحف لصحيفة 'ألجمين داغبلاد' الهولندية المعروفة اختصاراً باسم (AD)، الأسبوع الماضي، إن الضرر وقع في 'لحظة غفلة'. وأضاف متحدث باسم المتحف لبي بي سي، أن الضرر 'سطحي'، وتابع: 'تظهر خدوش صغيرة في طبقة الطلاء غير المصقولة، في الجزء السفلي من اللوحة'. وتُقدر قيمة اللوحة التجريدية بما يصل إلى 50 مليون يورو، وفقاً للصحيفة الهولندية. وقال متحدث باسم المتحف لبي بي سي: 'تم البحث عن خبراء في مجال الترميم في هولندا وخارجها. ونبحث حاليا في الخطوات التالية لمعالجة اللوحة'. وأضاف: 'نتوقع أن يُتاح عرض العمل مرة أخرى في المستقبل'. قالت صوفي مكالون، مديرة الحفظ في شركة ترميم الفنون الجميلة، إن اللوحات 'غير المطلية بالورنيش الحديث' مثل لوحة روتشكو (الرمادي، البرتقالي على المارون، رقم 8) 'معرضة بشكل خاص للتلف'. وأضافت: 'يُعزى ذلك إلى مزيج من المواد الحديثة المعقدة، وغياب طبقة طلاء تقليدية، وكثافة مساحات الألوان المسطحة، ما يجعل حتى أصغر مناطق التلف ظاهرة على الفور'. وتشرح: 'في هذه الحالة، يمكن أن يكون خدش طبقات الطلاء العليا له تأثير كبير على تجربة المشاهد في تذوق القطعة الفنية'. كانت لوحة روتشكو معلقة في 'دِيبو' المتحف – وهو منشأة تخزين مفتوحة للجمهور بجوار المتحف الرئيسي – كجزء من معرض يعرض مجموعة مختارة من 'القطع المفضلة للجمهور' من مجموعة المعرض الفني. صرح جوني هيلم، في شركة بلاودن آند سميث، لخدمات ترميم الأعمال الفنية، أن للحادث تداعيات على المؤسسات البريطانية مثل متحف فيكتوريا وألبرت إيست والمتحف البريطاني، اللذين يدرسان 'فتح المجال لعرض قطع كانت ستظل مخبأة في الأرشيفات لولا ذلك.' وتساءل هيلم: 'كيف سيؤثر هذا الحادث على المؤسسات البريطانية الأخرى، التي تُتيح عرض أعمالها بنفس الطريقة؟' وأضاف هيلم أن ترميم لوحة روثكو مهمة صعبة لأن 'مزيج روثكو من الأصباغ والراتنجات (مواد صمغية) والمواد اللاصقة كان مُعقداً للغاية'. وأضاف قائلاً إن حقيقة أن اللوحة غير مطليّة بالورنيش، يعني أنها 'مكشوفة للبيئة المحيطة'، ما يشكل تحدياً إضافياً لفريق الترميم. ومن المرجح أن يعكف خبراء الترميم الذين يعملون على ترميم اللوحة الآن على توثيق مدى الضرر، والبحث في 'المعالجات السابقة الناجحة' للوحات روثكو. وقال هيلم: 'يبدو أن أعمال روثكو لم يحالفها الحظ – فهذه ليست أول لوحة لروثكو تتعرض للتلف نسمع عنها'. تعرضت لوحة روثكو، 'أسود على كستنائي'، التي رسمها عام 1958، للتخريب المتعمد على يد فلودزيميرز أومانيك، في معرض تيت مودرن، في لندن، في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2012. حُكم على أومانيك بالسجن لمدة عامين، ثم اعتذر لاحقاً عن أفعاله. وخلال محاكمته، قال محامي الادعاء، غريغور ماكينلي، إن تكلفة إصلاح اللوحة ستبلغ حوالي 200 ألف جنيه إسترليني. واستغرق خبراء الترميم 18 شهراً لإصلاح اللوحة. صرحت راشيل ميرتل، رئيسة قسم العملات والفنون الجميلة في شركة التأمين أون، بأن بوليصة تأمين الفنون الجميلة تغطي عادةً 'جميع المخاطر المرتبطة بالخسائر المادية والضرر الذي يلحق بالأعمال الفنية، بما في ذلك الأضرار العرضية التي يسببها الأطفال أو الزوار، مع استثناءات معينة'. وأضافت أنه عند تلف عمل فني، تُعيّن شركة تأمين المعرض خبيراً متخصصاً في تقدير خسائر الأعمال الفنية لزيارة المتحف. وأضافت ميرتل أن خبير تقدير الخسائر عادةً 'يراجع الضرر الذي لحق بالعمل الفني، ويفحص أي تسجيلات من كاميرات المراقبة لتحديد السبب الدقيق لهذا الضرر، ويُقيّم خيارات الترميم'. ولم يُعلّق المتحف على الجهة التي ستتحمل مسؤولية الضرر الذي لحق باللوحة، المرسومة عام 1960، والتي يُقال إن المعرض اشتراها في سبعينيات القرن الماضي. سبق وأن أصدر متحف بويجمانز فان بيونينغن، فواتير طالب فيها الزوار، الذين تسببوا في أضرار للأعمال الفنية المعروضة، بدفع أموال مقابل ترميمها. في عام 2011، طالب المتحف سائحاً داس دون قصد على عمل فني على الأرض من زبدة الفول السوداني، للفنان ويم تي. شيبرز، بدفع تكاليف إصلاح العمل. ونقلت صحيفة ألجمين داغبلاد، عن شارون كوهين، المتحدثة باسم المتحف آنذاك، قولها: 'من الطبيعي أن يدفع الناس ثمناً إذا ألحقوا ضرراً ما بعمل فني'. تُعد لوحة 'رمادي، برتقالي على كستنائي، رقم 8″، لروثكو، واحدة من عدة أعمال فنية حديثة تعرضت للتلف في هولندا في السنوات الأخيرة. في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، تعرّضت عدة مطبوعات فنية لفنان البوب الأمريكي، آندي وارهول، للتلف على يد لصوص خلال محاولة سرقة معرض إم بي في الفني في مدينة أويسترفيك. وفي حادثة أخرى، أقرّت بلدية هولندية بأنها 'على الأرجح' تخلصت من 46 عملاً فنياً عن طريق الخطأ، أثناء أعمال التجديد خلال العام الماضي. ولدى المتاحف سياسات مختلفة عند التعامل مع الأضرار التي يسببها الأطفال. في أغسطس/ آب من العام الماضي، حطم طفل يبلغ من العمر أربع سنوات عن طريق الخطأ جرَّة (إناء من الخزف أو الفُخار) عمرها 3500 عام في متحف هيشت في إسرائيل. في ذلك الوقت، صرّح ليهي لازلو الذي يعمل بمتحف هيشت، لبي بي سي، بأن المتحف لن يتعامل مع الحادث 'بصرامة' لأن 'الجرَّة تضررت عن طريق الخطأ من قبل طفل صغير'. ودُعي الطفل للعودة إلى المتحف برفقة عائلته في جولة منظمة، بعد وقت قصير من وقوع الحادث.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store