logo
كيف يفكر المسئولون في إيران؟.. وزير الخارجية يصر على أن تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% حق للبلاد

كيف يفكر المسئولون في إيران؟.. وزير الخارجية يصر على أن تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% حق للبلاد

البوابةمنذ 2 أيام
زعم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده لا تزال منفتحة على الحوار مع واشنطن بشأن القضية النووية، شريطة أن تقدم الولايات المتحدة "ضمانات ضد أي هجوم"، وتلتزم "بالاحترام المتبادل"، وتعترف "بأخطائها"، لكنه استبعد أي مفاوضات بشأن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، الذي يصر على أنه "دفاعي ورادع".
جاء ذلك في مقابلة مسجلة كتابياً حيث لم يكن من الممكن إجراؤها شخصيا أو عبر الفيديو "لأسباب أمنية"، وأقر الوزير فى نهاية المقابلة باعتقال النظام لراكب الدراجات الفرنسي الألماني الشاب لينارت مونتيرلوس، الذي اختفى منذ ١٦ يونيو.
ورداً على سؤال حول مدى استعدادهم للتخلي عن تخصيب اليورانيوم، وإلى أي مستوى يمكن تخفيضه كجزء من اتفاق، أصر عباس عراقجى قائلاً: نحن نُجري تخصيب اليورانيوم استنادًا إلى حقوقنا بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، وقد أكدنا دائمًا عدم وجود نوايا عسكرية لدينا. وحتى الآن، وبعد تعرضنا للهجوم، لم نحيد عن سياستنا الرسمية المتعلقة بالأسلحة النووية، والتي تستند إلى فتوى شرعية، معتبرين إنتاج وتكديس واستخدام أسلحة الدمار الشامل أمرًا لاإنسانيًا ومنافيًا للإسلام. ويُحدد مستوى التخصيب بناءً على احتياجات إيران. بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة، حددنا مستوى أحادي الرقم لتخصيب اليورانيوم بنسبة ٣.٦٧٪. ثم، نظرًا لأن الدولة البائعة، الأرجنتين، لم تحترم التزاماتها المتعلقة بمفاعل الأبحاث في طهران، والذي يُستخدم لإنتاج الأدوية والمستحضرات الصيدلانية المشعة، انتقلنا إلى التخصيب بنسبة ٢٠٪، ولكن لهذا الغرض فقط. ثم رفعنا النسبة إلى ٦٠٪ لإثبات أن التهديدات والضغوط ليست حلولًا. إن مبدأ التخصيب حقٌّ وضرورةٌ لإيران، ولكن يمكن التفاوض على هذه التفاصيل في إطار اتفاق متوازن ومتبادل ومضمون.
البرنامج الصاروخى الباليستى مستمر
وأصر الوزير الإيرانى على رفض التفاوض بشأن البرنامج الصاروخي الباليستي، قائلاً: إذا كانت فرنسا تتسامح مع تطوير بعض الدول للصواريخ بعيدة المدى، أو حتى بيعها، فلماذا تُشكك في برنامج الدفاع الباليستي الإيراني، محدود المدى والذي يُعدّ جزءًا من تسليحها الدفاعي؟ لقد أكدنا مرارًا وتكرارًا أن برنامجنا الصاروخي دفاعي ورادع بحت. وفي ظلّ تهديدات إسرائيل والولايات المتحدة المستمرة لإيران، وتعرضنا الآن لهجماتهما، لا يُتوقع منا أن نتخلى عن قدراتنا الدفاعية. وكما هو الحال مع الدول الأوروبية التي تدافع عن حقها في الدفاع عن النفس، تحتفظ إيران أيضًا بحقها المشروع في الدفاع عن النفس.
واعترف عباس عراقجي أن أضراراً جسيمة لحقت بمنشآت خاضعة لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أعقاب الهجوم الأمريكي عليها، وقال: "يحق لنا المطالبة بتعويض عن ذلك"، مضيفاً أن الادعاء بإلغاء برنامج نووي أو أن دولة ما قررت إنهاء برنامجها النووي السلمي، الذي يهدف إلى تلبية احتياجاتها من الطاقة والطب والأدوية والزراعة، هو سوء تقدير.
وتابع قائلاً إن أي برنامج يخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية المستمر، ويستمر في إطار القانون الدولي، ليس مجرد مبانٍ وآلات. وقد أقرت تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية مرارًا وتكرارًا بعدم ملاحظة أي انحراف نحو الأنشطة العسكرية في البرنامج النووي السلمي الإيراني.
وأوضح أن ما لا يمكن إصلاحه في الواقع هو الضربة التي تلقاها نظام منع الانتشار. إن الهجوم على المنشآت النووية الخاضعة لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعدم إدانة الدول الغربية له، يُشكل اعتداءً على القانون الدولي، وخاصةً على نظام منع الانتشار. ومنذ عام ٢٠٠٣، ركّزنا جهودنا على تطوير برنامجنا النووي السلمي في إطار القانون الدولي وبمشاركة الدول الحائزة على التكنولوجيا النووية، من أجل بناء الثقة. لكن العقوبات والسلوك المتناقض لشركائنا في خطة العمل الشاملة المشتركة (اتفاق فيينا النووي المبرم عام ٢٠١٥ بين إيران والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وروسيا والصين) عقّد هذا المسار.
شروط استئناف المفاوضات مع واشنطن
وحول إمكانية استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، قال عراقجى إن خصمنا "الولايات المتحدة" انتهك اتفاقًا دوليًا ومتعدد الأطراف في عام ٢٠١٨ بانسحابه الأحادي من خطة العمل الشاملة المشتركة، وانتهك مجالنا الجوي في خضم المفاوضات، وهاجم منشآتنا. وكان من الممكن أن تؤدي هذه الهجمات إلى كارثة بيئية وإنسانية تؤثر ليس فقط على أمن وصحة الشعب الإيراني، بل أيضًا على شعوب المنطقة لسنوات قادمة. والدبلوماسية طريق ذو اتجاهين، والولايات المتحدة هي التي قطعت المفاوضات ولجأت إلى العمل العسكري. لذلك، من الضروري الاعتراف بمسؤولية الأخطاء، وملاحظة أي تغيير واضح في السلوك. ويجب ضمان عدم قيام الولايات المتحدة بهجوم عسكري مستقبلاً، في خضم المفاوضات.
وأقر عراقجى أن تبادلات دبلوماسية تجري حاليًا مع الولايات المتحدة بخصوص المفاوضات التى توقفت بين البلدين، عبر بعض الدول الصديقة أو وسطاء. وقد يتغير شكل هذه المناقشات تبعًا للظروف. حيث كان الحوار، ولا يزال، جوهر السياسة الخارجية الإيرانية، ولن تجد في التاريخ مثالًا واحدًا على انتهاك إيران لهذا المبدأ، بحسب زعمه.
وأضاف أن دونالد ترامب يزعم أنه أنقذ المرشد الأعلى علي خامنئي من الموت ويهدد إيران بمزيد من الهجمات إذا قامت بتخصيب اليورانيوم، فيما لن تُصبح الولايات المتحدة عظيمة إلا بتعزيز قيمها الأخلاقية السامية. ويحتل المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية، إلى جانب بُعده السياسي، مكانةً فريدةً في دستور البلاد، وهو قانونٌ أقرته أغلبية الشعب الإيراني. ولن نسمح لأحدٍ بسلب إرادة أمتنا تحت تهديد الحرب. علاوةً على ذلك، فإن إسرائيل، خلافًا لادعاءاتها وأهدافها التي حددتها سابقًا، لم تحقق النصر.
وحول مقترح تشكيل تحالف بين إيران وبعض الدول في المنطقة لإنشاء برنامج نووي مدني، قال عراقجى: لطالما رحّبت إيران بالأفكار القائمة على التعاون والشفافية على الصعيدين الدولي والإقليمي، وإن كانت النجاحات في هذا المجال نادرة. ويمكنكم ملاحظة التعاون بين إيران وفرنسا في شركة فراماتوم خلال سبعينيات القرن الماضي. حيث جمّدت الحكومة الفرنسية أسهم إيران في فراماتوم، كما جمّدت الأرباح المستحقة لها. وينطبق الأمر نفسه على التعاون بين إيران وألمانيا في سبعينيات القرن الماضي.. ومع ذلك، فإن أي تعاون إقليمي قابل للتفاوض. شرطنا الوحيد هو عدم تجاهل حقوق الشعب الإيراني ومصالحه. وقد أكدت إيران مرارًا استعدادها للحوار والتعاون لتطوير تقنيتها النووية السلمية مع أي دولة مسئولة، خاصة جيرانها.
الدور الأوروبى مطلوب "وفق رؤيتنا"
وعندما سئل الوزير عن تهديد الدول الأوروبية الموقعة على خطة العمل الشاملة المشتركة بفرض بعض العقوبات التي رُفعت عام ٢٠١٥، قال إن التهديد بالعقوبات لا يخدم الدبلوماسية. وإذا سعت أوروبا حقًا إلى لعب دور محوري، فعليها أن تُظهر استقلاليتها وحيادها. ومن مؤشرات ذلك إدانة العدوان الإسرائيلي والهجوم الأمريكي على المنشآت الإيرانية. ولكن فرنسا لم تفعل ذلك. ففي هذا السياق، كيف يُمكنهم مطالبة إيران باحترام قواعد اللعبة الدولية؟
وتابع قائلاً: يمكن لأوروبا أن تلعب دورًا بنّاءً في الحفاظ على الاتفاق النووي وخفض التوترات، شريطة إدانة سلوك إسرائيل العدواني. ندعم الدور البنّاء للدول الأوروبية الثلاث [فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة] في إعادة بناء خطة العمل الشاملة المشتركة، شريطة تجنبها الإجراءات الاستفزازية وغير البنّاءة، مثل التهديد بآلية "العودة السريعة"، التي ستُحدث نفس تأثير الهجوم العسكري. نرى أن مثل هذا الإجراء سيُمثّل نهاية دور فرنسا وأوروبا في قضية البرنامج النووي السلمي الإيراني.
ومن جانب إيران، ليس لدينا نية للانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي. حتى في ظل الظروف الصعبة المتمثلة بالعقوبات، واغتيال علمائنا، وعمليات التخريب، أثبتنا احترامنا لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، رغم أن اغتيال العلماء والمسؤولين العسكريين الإيرانيين وعائلاتهم انتهاك صارخ للقانون الدولي، ويُظهر طبيعة إسرائيل الإرهابية وغير المسؤولة. هذا العمل ليس مفاجئًا، بل عمل جبان. وقد تمكنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بالاعتماد على قدراتها الأمنية والاستخباراتية وتعاون الشعب الإيراني، من تحديد وتحييد العديد من هذه الشبكات منذ وقوع الهجمات.
وتعليقاً على الهجوم الإسرائيلى على سجن إيفين، قال الوزير: وفقًا لتقرير السلطة القضائية، قُتل في الهجوم ٧٩ شخصًا، من بينهم موظفون في سجن إيفين، وجنودٌ في الخدمة، وسجناء وعائلاتهم في قاعة الزيارة، بالإضافة إلى بعض جيران السجن. وفيما يتعلق باعتقال بعض المشتبه بهم الذين تحركوا خلال الهجوم الإسرائيلي بهدف تنفيذ عمليات تخريبية، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفقاً لقوانينها الوطنية، تحملت مسؤوليتها في حماية أمن مواطنيها.
وبسؤاله عن راكب الدراجات الفرنسي الألماني الشاب لينارت مونتيرلوس الذي اختفى في إيران منذ ١٦ يونيو أثناء توجهه إلى هناك، أقر الوزير بأنه تم القبض عليه بتهمة ارتكاب جريمة، وتم إرسال إشعار رسمي بشأن وضعه إلى السفارة الفرنسية، لكن عراقجى لم يحدد طبيعة تلك الجريمة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لا حرب شاملة ولا سلام كاملًا.. إيران على حافة الهاوية ولكن لن تقفز فى الفراغ
لا حرب شاملة ولا سلام كاملًا.. إيران على حافة الهاوية ولكن لن تقفز فى الفراغ

البوابة

timeمنذ 3 ساعات

  • البوابة

لا حرب شاملة ولا سلام كاملًا.. إيران على حافة الهاوية ولكن لن تقفز فى الفراغ

بينما يتأرجح الشرق الأوسط على حافة الاشتعال بفعل التهديدات المتبادلة بين واشنطن وطهران، والضربات التى وصلت إلى العمق الإيرانى والاسرائيلي، يتساءل المراقبون إن كانت الظروف الراهنة قد تدفع نحو عودة للمفاوضات أو تقارب وقبول متبادل بين إيران وإسرائيل وأمريكا. رغم التاريخ الثقيل بالصراعات والدماء والشعارات العدائية، إلا أنه منذ الاطاحة بالشاه الايرانى وتأسيس الجمهورية الاسلامية فى عام ١٩٧٩، ظل جوهر السياسة الأمريكية ثابتا وهو عدم إسقاط النظام الإيرانى رغم معاداته علنا، والاكتفاء بالضغط عليه لمنع طموحه النووى وضبط تمدده الإقليمي، لأن وجهة النظر الأمريكية اعتبرت دائما ترى أن البديل المحتمل للنظام الإيرانى الحالى قد يكون أسوأ، إذ قد يعنى انهيارًا داخليًا يفتح أبواب الفوضى فى دولة مترامية الأطراف إثنيًا ودينيًا، مما يهدد كل المصالح الأمريكية فى الخليج وآسيا الوسطى ويفتح المجال أمام قوى دولية أخرى مثل روسيا والصين لملء الفراغ. هذا الموقف الأمربكى الثابت ظهر جليًا حتى فى ذروات التصعيد، كما حدث بعد اغتيال قاسم سليمانى فى ٢٠٢٠، حين صرّح ترامب بأنه لا يسعى لتغيير النظام فى إيران، وإنما إجبارها على تغيير سلوكها، وانتهاء بإعلان ترامب المفاجيء فى خضم الصراع الأخير بأن الحرب انتهت وتأكيده أنه لا يرغب فى اسقاط النظام فى إيران، وحافظت الإدارات الأمريكية المتعاقبة، من أوباما مرورًا بترامب فى ولايته الأولى ووصولًا إلى بايدن، على هذه القاعدة رغم اختلاف تكتيكاتها بين التفاوض المباشر كما فعل أوباما بتوقيع الاتفاق النووى فى عام ٢٠١٥، أو بممارسة سياسة الضغط الأقصى التى تبناها ترامب فى ولايته الثانية بفرض عقوبات غير مسبوقة، أو مزيج بين الاثنين كما حاول ترامب حين أعلن أنه مستعد للتفاوض لكنه لن يقبل إيران نووية، ورغم أن ترامب قام بالتصعيد بالضربات الجوية ضد مواقع تخصيب اليورانيوم الإيرانية بعدما زادت مستويات التخصيب وفق تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلا انه أكد أن بلاده لا تخطط لإسقاط النظام الإيراني، وإنما تريد فقط ضمان عدم امتلاكه سلاحًا نوويًا، وهو تصريح ينسجم مع سياسة واشنطن منذ أربعة عقود. أما إسرائيل، فعلى الرغم من عداوتها المعلنة لإيران واعتبار البرنامج النووى الإيرانى تهديدًا وجوديًا منذ إعلان الخمينى ضرورة إزالة إسرائيل من الوجود، فإنها لم تبادر يومًا إلى تبنى خيار العمل على إسقاط النظام الإيراني، بل إن السياسة الإسرائيلية تركز على إضعاف قدرات إيران عبر ضربات دقيقة واغتيالات لعلماء البرنامج النووى مثل محسن فخرى زاده، مع الحرص على تجنب حرب شاملة قد تنتهى بإسقاط النظام وتخلق فراغًا أمنيًا لا يقل خطورة على إسرائيل عن امتلاك طهران قنبلة نووية، وهذا ما عبر عنه نتنياهو حين أعلن فى خطابه أمام الكونجرس عام ٢٠١٥ أن "الاتفاق السيئ مع إيران أسوأ من عدم وجود اتفاق"، داعيًا إلى تشديد الضغوط والعقوبات بدلًا من إسقاط النظام الذى قد يفتح الباب أمام جماعات راديكالية قد تهدد إسرائيل أكثر من النظام الحالي، ولعل المثير للسخرية أن بقاء النظام الإيراني، بتهديداته المستمرة، يقدم للقيادة الإسرائيلية مبررا دائما لتوحيد الجبهة الداخلية واستمرار الحصول على دعم عسكرى وسياسى أمريكى غير محدود. ومن جهة إيران، فهى وإن رفعت منذ ١٩٧٩ شعار "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل"، ظلت تمارس سياسة براجماتية عند الحاجة، إذ تعاونت سرًا مع واشنطن فى غزو أفغانستان ٢٠٠١ لإسقاط طالبان التى كانت عدوًا مشتركًا للطرفين، وساعدت فى دعم حكومة المالكى فى العراق بما خدم المصالح الأمريكية فى مواجهة تنظيم القاعدة وداعش لاحقًا، كما لم تغلق طهران أبدًا قنوات الاتصال الخلفية مع الولايات المتحدة حتى فى أشد الأزمات، وفتحت إيران بابا للتقارب خلال الهدنة الأخيرة بتلميح لإمكانية التفاوض شرط الحصول على ضمانات بعدم تعرضها لضربات أثناء المفاوضات، وهو ما يثبت أن النظام فى إيران يجيد لعبة التفاوض عند الضرورة. فى عهد روحانى تحديدًا ظهرت رغبة النظام فى تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على ايران عبر تقديم تنازلات فى الملف النووي، وهو ما أفضى لتوقيع الاتفاق النووى فى ٢٠١٥، أما مع وصول رئيسى للحكم، فقد تصاعد الخطاب الأيديولوجى المتشدد، لكنه بقى فى إطار التصريحات أكثر من كونه خطوات عملية لكسر الخطوط الحمراء الأمريكية أو الإسرائيلية بشكل مباشر، لتظل إيران تلعب على حافة الهاوية دون أن تقفز فى الفراغ. تاريخيًا، بدا واضحًا أن الأطراف الثلاثة تجنبت التصعيد إلى حد الانهيار الكامل للنظام الإيراني، وهو ما يعكس إدراكها جميعًا للمخاطر الكبرى من إسقاطه، لكن هل يمكن لهذه البراجماتية أن تتطور إلى تقارب فعلى أو قبول متبادل؟ حتى اللحظة، تبدو المسألة صعبة فى ظل التطورات الأخيرة، لكن الظروف الاستراتيجية وتعقد الصراع قد يفتحان نافذة محدودة، إذ يدرك قادة إيران أن طموحاتهم النووية أو الإقليمية تؤدى لعزلة قاتلة اقتصاديًا وأمنيًا، فيما تعرف واشنطن وتل أبيب أن أى حرب شاملة ستجر المنطقة كلها إلى أتون صراع لا يمكن السيطرة عليه. ومع توقيع اتفاق بكين فى مارس الماضى بين السعودية وإيران برعاية صينية، ظهر أول مؤشر على إمكانية مرونة الخطاب الإيرانى تجاه دول المنطقة، مما انعكس لاحقا على العلاقة مع أمريكا ومع إسرائيل بشكل غير مباشر إذا شعر الطرفان بجدية فى تقليص النفوذ الإيرانى فى سوريا ولبنان واليمن. وفى موازاة ذلك، تأتى التوازنات الدولية كأحد المؤثرات فى هذا الصراع إذ تراقب روسيا والصين أى فرصة لانزلاق العلاقة بين واشنطن وطهران نحو مواجهة شاملة، قد تعيد تشكيل العلاقات الاقليمية وتفتح لهما أبواب التوسع الاستراتيجى فى الخليج وآسيا الوسطى، وتضاعف احتياج دول المنطقة للسلاح الروسى أو الاستثمارات الصينية، وهو ما يجعل موسكو وبكين عاملًا كابحًا لإسقاط النظام الإيرانى حفاظًا على التوازن الذى يخدم مصالحهما الحالية، وفى المقابل، لا تبدو دول الخليج متحمسة لسقوط النظام الإيرانى رغم عدائها له، لأنها تدرك أن تفكك إيران قد يعنى انطلاق موجات نزوح واسعة وظهور جماعات مسلحة منفلتة تزعزع الاستقرار فى المنطقة. يبقى السيناريو الأكثر احتمالًا استمرار حالة "القبول المسكوت عنه" بين واشنطن وطهران، حيث لا حرب شاملة ولا سلام كاملًا، وإنما إدارة الأزمات وتقاسم مناطق النفوذ من بعيد، أما بين إيران وإسرائيل فالأمر أكثر تعقيدًا، لأن الصدام بينهما قائم على أبعاد عقائدية وعسكرية يصعب تجاوزها فى المدى القريب، رغم ذلك، فإن تاريخ الشرق الأوسط حافل بانعطافات مفاجئة غير متوقعة، وقد يؤدى تغير ميزان القوى داخل إيران نفسها أو تبدل أولويات الإدارة الأمريكية أو الحكومة الإسرائيلية إلى إعادة رسم معادلات الصراع والتفاهم على أسس جديدة، خاصة إذا اتفقت المصالح الكبرى على ضرورة استقرار الشرق الأوسط أمام تصاعد أدوار الصين وروسيا، عندها فقط قد يتحول القبول البراجماتى إلى تقارب تدريجى يغيّر خريطة العلاقات فى منطقة الشرق الاوسط. من جانب آخر، فإن تأثير العوامل الاقتصادية لا يمكن تجاهله فى هذا السياق، إذ ترى واشنطن أن إبقاء إيران فى دائرة الاقتصاد الخانق وسيلة أكثر فاعلية من أى عمل عسكرى شامل، ويدرك صانع القرار الإيرانى أن العقوبات الأمريكية والأوروبية أرهقت الاقتصاد الإيرانى إلى حد التهديد باضطرابات اجتماعية واسعة، خاصة مع ارتفاع معدلات البطالة والتضخم، وهو ما يضغط على النظام الإيرانى للبحث عن تسوية تحفظ بقاءه. فى النهاية، يبقى أن إسرائيل تعتبر أى تسوية نووية بين واشنطن وطهران خطيرة إذا لم تتضمن قيودًا صارمة ودائمة تمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، لذلك فإنها تكثف ضغوطها السياسية على الإدارات الأمريكية وتستخدم نفوذها فى الكونجرس لضمان عدم تمرير اتفاق لا يحقق أمنها، لكن إسرائيل فى الوقت نفسه لا تريد انهيارًا كاملًا لإيران يطلق موجات فوضى قد تصل إلى حدودها عبر العراق وسوريا. ولذلك فرغم انعدام الثقة التاريخية وشعارات العداء العلنية، فإن الضرورات الاستراتيجية قد تقود الأطراف الثلاثة عاجلًا أو آجلًا إلى تفاهمات تضمن لكل طرف بقاءه ومصالحه فى المنطقة، لأن الشرق الأوسط اليوم لا يحتمل حربًا شاملة، ولا يملك رفاهية فوضى جديدة، وحتى تأتى تلك اللحظة، ستظل إيران وإسرائيل وأمريكا أسرى لعبة توازنات دقيقة، حيث لا غالب ولا مغلوب، بل مصالح متبادلة فى بقاء الوضع مهما كان هشا لكن تحت السيطرة.

لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني: اكتمال الإجراءات العسكرية المتعلقة بمضيق هرمز
لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني: اكتمال الإجراءات العسكرية المتعلقة بمضيق هرمز

سبوتنيك بالعربية

timeمنذ 7 ساعات

  • سبوتنيك بالعربية

لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني: اكتمال الإجراءات العسكرية المتعلقة بمضيق هرمز

لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني: اكتمال الإجراءات العسكرية المتعلقة بمضيق هرمز لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني: اكتمال الإجراءات العسكرية المتعلقة بمضيق هرمز سبوتنيك عربي صرح عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، اسماعيل كوثري، بأن "الإجراءات العسكرية بشأن مضيق هرمز اكتملت، لكن قرار إغلاقه لم يتخذ بعد... 14.07.2025, سبوتنيك عربي 2025-07-14T15:38+0000 2025-07-14T15:38+0000 2025-07-14T15:38+0000 إيران أخبار إيران أخبار إسرائيل اليوم إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية العالم وأوضح كوثري، في مقابلة تلفزيوينة، أن "إيران لم تغادر طاولة المفاوضات، بل عرقلها الطرف الآخر ثم اجتاحها. لذلك، لا توجد شروط للعودة إلى المفاوضات حاليًا، وللعودة شروطها".وأضاف: "إيران كانت تتفاوض واجتازت خمس مراحل، وحتى خلال هذه المراحل الخمس فُرضت عقوبات جديدة مرارًا. ولكن في المرحلة السادسة، منحوا الصهاينة تصريحا لمهاجمة إيران. من هو الذي نقض التفاوض؟ هم أنفسهم يخربون ثم يفرضون الحرب".وتابع: "شرط إيران للعودة إلى المفاوضات هي أن تدين الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية العدوان الإسرائيلي الأحمق، وأن يحاكم من هاجموا المنشآت النووية الإيرانية، وفقاً لقوانين الوكالة، عندما يتم استيفاء هذه الشروط، سنقرر وقتها ما إذا كنا سنتفاوض أم لا".وفي 13 يونيو الماضي، شنّت إسرائيل ضربات جوية مفاجئة، في عملية أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية في إيران، أهمها منشأة "نطنز" الرئيسية لتخصيب اليورانيوم.وأدت الضربات الإسرائيلية إلى مقتل عدد من العلماء النوويين والقادة العسكريين البارزين والمسؤولين الإيرانيين، أبرزهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس أركان الجيش محمد باقري، وقائد القوات الجوية والفضائية في الحرس الثوري أمير علي حاجي زاده.وردّت إيران بضربات صاروخية ضد إسرائيل، في عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "الوعد الصادق 3"، استهدفت خلالها عشرات المواقع العسكرية والقواعد الجوية في إسرائيل، مؤكدة أن العملية ستتواصل طالما اقتضت الضرورة.وبرّرت إسرائيل هجماتها بأن إيران وصلت إلى "نقطة اللاعودة" في تخصيب اليورانيوم وتقترب من امتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران وتصرّ دائمًا على أن أنشطتها النووية مخصصة لأغراض سلمية فقط.كما شنّت الولايات المتحدة هجومًا على 3 منشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان، ليلة 22 يونيو/حزيران الماضي. ووفقًا لواشنطن، "كان الهجوم يهدف إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني أو إضعافه بشكل خطير".وبعدها بأيام، أعلن الحرس الثوري الإيراني الرد على الولايات المتحدة الأمريكية بضرب قاعدة "العديد" الأمريكية في دولة قطر. إيران أخبار إيران إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي إيران, أخبار إيران, أخبار إسرائيل اليوم, إسرائيل, الولايات المتحدة الأمريكية, العالم

نائب الرئيس الإيراني: سنرد بشكل صارم وقاس على أي موقف عدائي تجاه بلادنا
نائب الرئيس الإيراني: سنرد بشكل صارم وقاس على أي موقف عدائي تجاه بلادنا

سبوتنيك بالعربية

timeمنذ 8 ساعات

  • سبوتنيك بالعربية

نائب الرئيس الإيراني: سنرد بشكل صارم وقاس على أي موقف عدائي تجاه بلادنا

نائب الرئيس الإيراني: سنرد بشكل صارم وقاس على أي موقف عدائي تجاه بلادنا نائب الرئيس الإيراني: سنرد بشكل صارم وقاس على أي موقف عدائي تجاه بلادنا سبوتنيك عربي أكد محمدرضا عارف، النائب الأول للرئيس الإيراني، اليوم الاثنين، أن "إيران لا تسعى إلى الحرب مع أحد، لكن في حال وجود أي تهديد ضد إيران، فإن الرد سيكون صارماً... 14.07.2025, سبوتنيك عربي 2025-07-14T14:53+0000 2025-07-14T14:53+0000 2025-07-14T14:53+0000 إيران أخبار إيران أخبار إسرائيل اليوم إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية العالم وشدد رضا عارف، خلال اجتماع المجلس الاقتصادي، على ضرورة الاستعداد، مؤكدا أن "أكبر الخسائر تقع في مرحلة وقف إطلاق النار كما حدث في لبنان"، حسب وكالة "مهر" الإيرانية.وأشار إلى أنه "قبل اندلاع حرب الـ12 يوماً، كان من المقرر أن يشارك وزير الخارجية في مفاوضات بحصيلة واضحة، لكن العدوان الوحشي وغير الإنساني للكيان الصهيوني قطع هذا المسار"، مشيدا بالتنسيق بين المؤسسات الحكومية في الحرب الأخيرة.وقال: "منذ الساعات الأولى للحرب، عقدت اجتماعات حكومية، وواصلت الهيئات الاقتصادية أعمالها دون أي تقاعس، وشعرنا بالفخر حين رأينا محاضر الاجتماعات في الأيام الأولى للحرب، وكيف كانت المشاكل تُحل بروح التعاون والتفاهم"، منوها إلى أن الحكومة حرصت على توفير السلع وإبقاء رفوف المتاجر ممتلئة.وفي 13 يونيو الماضي، شنّت إسرائيل ضربات جوية مفاجئة، في عملية أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية في إيران، أهمها منشأة "نطنز" الرئيسية لتخصيب اليورانيوم.وأدت الضربات الإسرائيلية إلى مقتل عدد من العلماء النوويين والقادة العسكريين البارزين والمسؤولين الإيرانيين، أبرزهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس أركان الجيش محمد باقري، وقائد القوات الجوية والفضائية في الحرس الثوري أمير علي حاجي زاده.وردّت إيران بضربات صاروخية ضد إسرائيل، في عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "الوعد الصادق 3"، استهدفت خلالها عشرات المواقع العسكرية والقواعد الجوية في إسرائيل، مؤكدة أن العملية ستتواصل طالما اقتضت الضرورة.وبرّرت إسرائيل هجماتها بأن إيران وصلت إلى "نقطة اللاعودة" في تخصيب اليورانيوم وتقترب من امتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران وتصرّ دائمًا على أن أنشطتها النووية مخصصة لأغراض سلمية فقط.كما شنّت الولايات المتحدة هجومًا على 3 منشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان، ليلة 22 يونيو/حزيران الماضي. ووفقًا لواشنطن، "كان الهجوم يهدف إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني أو إضعافه بشكل خطير".وبعدها بأيام، أعلن الحرس الثوري الإيراني الرد على الولايات المتحدة الأمريكية بضرب قاعدة "العديد" الأمريكية في دولة قطر. إيران أخبار إيران إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي إيران, أخبار إيران, أخبار إسرائيل اليوم, إسرائيل, الولايات المتحدة الأمريكية, العالم

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store