logo
قصة بطل يكسر الحواجز.. لاعب الرياضات الإلكترونية الذي لا يعرف المستحيل

قصة بطل يكسر الحواجز.. لاعب الرياضات الإلكترونية الذي لا يعرف المستحيل

عكاظمنذ 5 ساعات
عند الحديث عن عالم الرياضات الإلكترونية، غالباً ما ترسم المخيلة صورة نمطية للاعب شاب، في أوائل العشرينيات من عمره، منهمك في شاشة الكمبيوتر، يرتدي سماعات الرأس، ويقضي ساعات طويلة في عوالم افتراضية. لكن هذه الصورة لم تعد الوحيدة التي تمثل هذا المجتمع المتنامي. ففي قلب السعودية، يبرز اسم يكسر هذه القوالب الجاهزة ويثبت أن الشغف والعزيمة لا تعترفان بالسن أو الظروف. إنه وسام الغامدي، المعروف في عالم الألعاب بلقب «أبو عمر»، لاعب محترف في الألعاب القتالية، وأب لثلاثة أطفال، يبلغ من العمر 38 عاماً، ويوازن بنجاح بين مسيرته المهنية بدوام كامل وشغفه باللعب الاحترافي.
قبل ثلاث سنوات فقط، دخل أبو عمر عالم الرياضات الإلكترونية، ليثبت خلال فترة وجيزة أن العمر مجرد رقم أمام الطموح والإصرار. وانضم إلى نادي Falcons، وبدأ رحلته الاحترافية في ساحة المنافسة عبر لعبة «Street Fighter 5» ضمن بطولة الأندية. كانت هذه هي الشرارة التي حولت مجرد هواية إلى مسار احترافي حافل بالإنجازات.
لم يمض وقت طويل قبل أن يُتوّج أبو عمر بلقب الدوري السعودي للألعاب القتالية في الموسم الصفري، والذي كان بمثابة أول بطولة رسمية للعبة «Street Fighter 6» في المملكة. لم يكن هذا اللقب نهاية المطاف، بل تأكيداً على جدارته، حيث عاد ليحصد لقب البطولة الكبرى الأولى للموسم ذاته. كما مثل نادي Thevicious سابقاً، محققاً إنجازات مهمة في بطولات محلية وعالمية. من أبرز هذه الإنجازات كان تمثيله للمنتخب السعودي في بطولة Global Esports Games 2023، حيث حقق المركز الثالث على مستوى العالم، وخاض تجربة فريدة في مواجهة لاعبين عالميين بارزين خلال موسم الجيمرز في الرياض، الذي يعد واحداً من أكبر فعاليات الألعاب والرياضات الإلكترونية على مستوى العالم.
ولكن أبرز محطات مسيرته الاحترافية، والتي شكلت علامة فارقة في رحلته، كانت مع لعبة «Fatal Fury». في هذه اللعبة، أثبت أبو عمر مهاراته الاستثنائية، حيث حصد أولى بطولاتها في الدوري السعودي. ولم يكن هذا الفوز المذهل مجرد لقب آخر يضاف إلى سجله المميز، بل كان بوابة نحو فرصة عظيمة. فبعد أن فاز ببطولة نظمها نادي Falcons، لم يتردد النادي في تقديم عرض له، ليوقع أبو عمر عقداً احترافياً مع Falcons كلاعب بارز في لعبة «Fatal Fury»، مؤكداً بذلك مكانته كأحد ألمع النجوم الصاعدين في مشهد الرياضات الإلكترونية السعودية.
وعندما يُسأل عن سر استمراره وتألقه رغم تعدد مسؤولياته، يجيب بثقة وابتسامة تعكس عمق التجربة: «تنظيم الوقت».
وراء هذه العبارة البسيطة تختبئ معادلة يومية، يتقن موازنتها بين كونه أباً لثلاثة أطفال وزوجاً وموظفاً بدوام كامل، وفي الوقت ذاته لاعباً محترفاً ينافس على أعلى المستويات.
ويقول أبو عمر: «أحرص على تخصيص وقت كافٍ لأطفالي خلال النهار، وبمجرد أن يخلدوا للنوم، أبدأ تدريباتي. ويمثل التوازن بين مسؤولياتي الأسرية والمهنية وشغفي باللعب التحدي الأكبر الذي أواجهه يومياً. أنا ممتن لزوجتي أيضاً، فلولا دعمها وتفهمها، خاصة حين تتطلب البطولات السفر خارج المملكة، لما تمكنت من تحقيق كل هذا. هي من سهّلت لي الطريق ومنحتني المساحة لأمارس شغفي. وكما يقال: وراء كل رجلٍ عظيم امرأة».
ويُعرب أبو عمر عن امتنانه العميق لكل من سانده في هذه الرحلة. كما يوجه الشكر لأسرته التي كانت الداعم الأول، ولمجتمع الرياضات الإلكترونية السعودي الذي احتضن موهبته، ولناديه Falcons الذي آمن بقدراته، وللاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية الذي أتاح للاعبين الموهوبين فرصة الظهور والتميز.
وفي عالم الألعاب، ينظر أبو عمر إلى اللاعب الصيني الشهير «تشاو هاي» كقدوة، ليس فقط لبراعته في اللعب وقدرته على السيطرة على ساحات المنافسة، بل لأنه تخطى الخامسة والثلاثين من عمره ولا يزال في قمة أدائه، ينافس الأجيال الشابة بقوة.
ويتحدث الغامدي: «تشاو هاي هو محفز كبير لي ولكل من هم في مثل مرحلتي العمرية. فهو يثبت أن الخبرة قد تتفوق على حيوية الشباب حين تقترن بالإصرار، وأن الشغف الحقيقي لا يتلاشى مع مرور السنين».
وبصفته من عشاق الألعاب القتالية، يجد أبو عمر في شخصية «كاين» تجسيداً لأسلوبه المفضل في اللعب، لما تتميز به من توازن بين القوة والسرعة والذكاء التكتيكي. أما من حيث المنافسة، فيجد اللاعب الباكستاني أحمد شاهد، المعروف بلقب «Ammo»، أحد أصعب الخصوم الذين واجههم في عالم الألعاب والرياضات الإلكترونية.
وعلى صعيد العائلة، يؤكد أبو عمر التزامه بدعم أبنائه بكل قوة، أياً كان المسار الذي يختارونه، سواء في الرياضات الإلكترونية أو خارجها. ويقول إن حلمه الأكبر وطموحه الذي يدفعه للاستمرار في المنافسة هو أن يلعب يوماً ما ضد أبنائه في بطولة رسمية، ليصبح الخصم الشرس والقدوة الملهمة في آن واحد.
تعكس قصة أبو عمر تحولاً كبيراً ومذهلاً يشهده قطاع الرياضات الإلكترونية في المملكة العربية السعودية. فبعد أن كان اللاعبون السعوديون يضطرون للسفر خارج البلاد للمشاركة في البطولات الكبرى، أصبحت المملكة اليوم وجهة عالمية لهذه الفعاليات الضخمة.
ويضيف: «كنا نحلم بالمشاركة في البطولات الدولية، وأصبحنا اليوم من يستضيفها. إنها نقلة نوعية في مستوى التنظيم وجودة المنافسات وحجم الجوائز».
وبمشاركة أكثر من 2800 لاعب ولاعبة، يمثل الدوري السعودي للرياضات الإلكترونية منصة شاملة تعزز التنوع وتكسر الصور النمطية، ما يتيح الفرصة للمواهب من جميع الخلفيات والأعمار. ومع وجود أكثر من 23.5 مليون لاعب في المملكة، وقطاع حجمه المليار دولار، فإن القصة الحقيقية لهذا القطاع لا تُروى فقط من خلال الجوائز الضخمة أو الأرقام القياسية، بل من خلال قصص ملهمة مثل قصة أبو عمر. إنه الرجل الذي لم يكسر القيود العمرية فحسب، بل رسم ملامح جديدة لمفهوم البطولة، وأثبت أن الشغف لا يعرف حدوداً، وأن الأب يمكن أن يكون خصماً شرساً في ساحة المنافسة، وبطلاً حقيقياً في أعين أبنائه، ومثالاً يحتذى به لكل من يطمح لتحقيق أحلامه مهما كانت الظروف.
أخبار ذات صلة
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رئيس الاتحاد الآسيوي يهنئ الهلال بعد تأهله لربع نهائي المونديال: سفير مشرف للكرة الآسيوية
رئيس الاتحاد الآسيوي يهنئ الهلال بعد تأهله لربع نهائي المونديال: سفير مشرف للكرة الآسيوية

صحيفة سبق

timeمنذ 36 دقائق

  • صحيفة سبق

رئيس الاتحاد الآسيوي يهنئ الهلال بعد تأهله لربع نهائي المونديال: سفير مشرف للكرة الآسيوية

هنأ الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، النائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي "فيفا"، نادي الهلال السعودي بمناسبة تأهله إلى الدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم للأندية 2025، مؤكدًا أن الهلال حقق نتيجة مشرفة تمثل كرة القدم الآسيوية في هذا المحفل العالمي. وأوضح الشيخ سلمان أن الهلال أثبت مجددًا مكانته كسفير ناجح للكرة الآسيوية على الساحة الدولية، من خلال المستويات الفنية المميزة التي قدمها في الدور الأول، والأداء المبهر الذي ظهر به أمام فريق مانشستر سيتي في دور الـ16، وهو الأداء الذي تُوّج بانتصار تاريخي قاد الفريق إلى مصاف الثمانية الكبار في البطولة. وأعرب رئيس الاتحاد الآسيوي عن ثقته في قدرة الهلال على مواصلة رحلة التميز، مضيفًا أن الفريق يحمل آمال وتطلعات القارة الآسيوية في مباراته المقبلة أمام فلومينيسي البرازيلي، ومشيرًا إلى أن الهلال مؤهل -بإذن الله- لتحقيق نتيجة جديدة مشرفة تعزز مكانته في مشواره المونديالي.

ضمن فعاليات كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025.."عالم صناع المحتوى" وجهة للتفاعل والإبداع تجمع الجمهور بنجوم المنصات الرقمية
ضمن فعاليات كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025.."عالم صناع المحتوى" وجهة للتفاعل والإبداع تجمع الجمهور بنجوم المنصات الرقمية

الرياض

timeمنذ 37 دقائق

  • الرياض

ضمن فعاليات كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025.."عالم صناع المحتوى" وجهة للتفاعل والإبداع تجمع الجمهور بنجوم المنصات الرقمية

تعيش العاصمة الرياض أجواء من الترقّب والحماس مع اقتراب انطلاق بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025، التي تحتضنها بوليفارد سيتي خلال الفترة المقبلة من 7 يوليو حتى 24 أغسطس، بمشاركة غير مسبوقة من نخبة اللاعبين والفرق العالمية، في حدث يُعد الأضخم في تاريخ قطاع الألعاب و الرياضات الإلكترونية من حيث تنوع المسابقات وعدد المشاركين وقيمة الجوائز. ولأول مرة في المهرجان المصاحب للبطولة، تنطلق منطقة "عالم صنّاع المحتوى" كإحدى أهم وجهات المهرجان وأكثرها حيوية، حيث تضم أكبر تجمع لصناع المحتوى، وتمزج بين متعة الترفيه، وزخم المنافسات والفعاليات، إذ صُمّمت المنطقة لتقدم تجربة حية مستوحاة من عالم صنّاع المحتوى، ضمن مساحة مفتوحة تجمع بين الألعاب الترفيهية، والتجارب العائلية، والبطولات غير الرسمية، وغيرها، في أجواء تفاعلية ودّية. ويركّز عالم صنّاع المحتوى على دمج التفاعل الرقمي بالواقع، من خلال نموذج مبتكر قابل للتكرار والتوسّع، يقدّم تجارب ترفيهية بأسلوب مدن الملاهي، ويوفر للزوار أنشطة متجددة ضمن مساحة بصرية تمكّنهم من التفاعل المباشر مع نخبة من أبرز صنّاع المحتوى في المنطقة، خلال مشاركتهم في الأنشطة، والجلسات المفتوحة، والتحديات الإبداعية، ومنهم: BanderitaX، SHoNgxBoNg، TOPZ، ABDULRAHMAN، Rico، وMOHAMMED SHAIF. ويتكون عالم صنّاع المحتوى من مجموعة من المناطق المتخصصة، التي تشمل: المساحات المشتركة الداخلية والخارجية، المسرح الرئيس، منطقة المجتمع، أجنحة الرُعاة والناشرين، تجارب صنّاع المحتوى، إضافة إلى مناطق المأكولات والتجزئة، وكذلك مقرات الأندية المشاركة بالمنطقة، وهي: "فالكونز HQ - مقر أبطال العالم"، و"منطقة باور"، و"منطقة لنكس"، و"مقر تي يو". وتتكامل تجربة الزوار داخل المنطقة من خلال بيئة بصرية مبتكرة، تشمل: المجسمات، والجداريات، وزوايا التصوير، إلى جانب فعاليات حيّة وأعمال فنية تركيبية تتيح التقاط لحظات لا تُنسى ومشاركة محتواهم الخاص مع جمهورهم، سواء خلال حضورهم للفعاليات أو أثناء استكشافهم للمكان، كما تسهم المنطقة المجتمعية في تشجيع المنافسات الودية، وتوفر منصات لظهور المواهب الجديدة، لتفتح كل زاوية من عالم صناع المحتوى بابًا لمشاركة الزوار ليكونوا جزءًا من المشهد لا مجرد متفرجين. ويزخر مهرجان كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025 إضافة إلى عالم صناع المحتوى، بعدد من المناطق الترفيهية المتخصصة، أبرزها: منطقة الرياضات الإلكترونية، وقاعة stc للألعاب التي تجمع بين البطولات المجتمعية وفرص التعليم والتواصل، ومضمار أرامكو الذي يحاكي سباقات الفورمولا 1، وحديقة سوني المخصصة للثقافة اليابانية، وحديقة جميل التي تدمج بين السيارات الواقعية والتقنية، إلى جانب قاعة المعارض التي تضم فعاليات ثقافية وتكنولوجية متنوعة. كما يشهد المهرجان عروضًا ليلية مميزة تشمل الطائرات بدون طيار، والألعاب النارية، والموسيقى الحية، ليجسّد وجهة عالمية بجميع المقاييس. وتستعد المملكة لاستضافة النسخة الثانية من بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025 في بوليفارد سيتي الرياض، بمشاركة أكثر من 2,000 لاعب محترف يمثلون 200 نادٍ من أكثر من 100 دولة، سيتنافسون على جوائز تتجاوز 70 مليون دولار، ضمن هذا الحدث العالمي الذي يعكس حجم التحول الذي تقوده المملكة ويؤكد طموحها في ترسيخ مكانتها الريادية في هذا القطاع على مستوى العالم.

الهلال يعاقب السيتي بالإقصاء... ويضرب موعداً مع فلومينينسي في «الثمانية»
الهلال يعاقب السيتي بالإقصاء... ويضرب موعداً مع فلومينينسي في «الثمانية»

الشرق الأوسط

timeمنذ 39 دقائق

  • الشرق الأوسط

الهلال يعاقب السيتي بالإقصاء... ويضرب موعداً مع فلومينينسي في «الثمانية»

في ليلة كروية ستبقى محفورة في ذاكرة الكرة السعودية والآسيوية، حقق نادي الهلال، صباح الثلاثاء، إنجازاً استثنائياً بإقصائه مانشستر سيتي الإنجليزي، بطل أوروبا، من كأس العالم للأندية، بعد فوزه عليه 4 - 3 في مباراة درامية امتدت لأشواط إضافية، ضمن الدور الـ16 للبطولة المقامة في الولايات المتحدة. الهلال الشهير بلقب زعيم آسيا، واجه عملاق البريميرليغ بقيادة بيب غوارديولا، في مباراة حفلت بالتحولات الفنية والدرامية، وكانت واحدة من أكثر المباريات إثارة في تاريخ البطولة. الهلال دخل المباراة بتكتيك محسوب وذكاء حاد في استغلال الثغرات، ليقدّم واحدة من أبرز مفاجآت البطولة. البداية جاءت بهدف مبكر لسيتي عبر برناردو سيلفا في الدقيقة التاسعة، وسط احتجاجات هلالية على لمسة يد من ريان آيت نوري، تلتها أخرى على إلكاي غوندوغان، غير أن الحكم الفنزويلي خيسوس فالينزويلا أقر بصحة الهدف دون العودة لتقنية الفيديو. إنزاغي خطط بذكاء في الفوز الهلالي (أ.ف.ب) غضب هلالي بسبب لمسة يد! تلك اللقطة أثارت غضب لاعبي الهلال، الذين بدوا للحظة وكأنهم يرفضون استئناف اللعب، ما اضطر الحكم لتقديم شرح صوتي للجمهور عبر مكبرات الملعب. ومع ذلك، تماسك الهلال، وبدأ يبني عودته بتماسك دفاعي وتألق من الحارس المغربي ياسين بونو، الذي تصدى لسيل من المحاولات من غوندوغان وسافينيو وجيريمي دوكو. وفي الشوط الثاني، غيّر المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي شكل الهلال بالكامل. رصد الخط الدفاعي العالي للسيتي، وأطلق العنان لثنائي السرعة مالكوم وماركوس ليوناردو اللذين مزّقا دفاع الإنجليز خلال دقائق. جاء التعادل بعد عرضية أرضية من جواو كانسيلو أبعدها إيدرسون، وتابعها مالكوم بمحاولة تصدى لها الدفاع، لترتد لليوناردو الذي أودعها الشباك برأسه. وبعدها بخمس دقائق فقط، استغل الهلال ركلة ركنية للسيتي وانطلق بهجمة مرتدة أنهاها مالكوم بهدف ثانٍ رائع. السيتي عاد سريعاً بهدف هالاند من كرة مرتدة داخل المنطقة، لكن ملامح السيطرة التي اعتادها الفريق اختفت تماماً. دفاعه بدا هشاً، وروبن دياز ارتكب خطأ على مالكوم في انطلاقة جديدة، لولا التسلل الذي أنقذه. وتدخل حاسم من أكانجي في الدقيقة 61 منع هدفاً محققاً. غوارديولا أدرك الأزمة، فأجرى تغييرات متعددة بنزول: أكانجي، وناثان آكي، ورودري، ثم لاحقاً عمر مرموش ورايان شرقي. ومع دخول الأشواط الإضافية، سجل كوليبالي الهدف الثالث للهلال من ركنية نفذها نيفيز، ليعيد التقدم للفريق السعودي. لكن السيتي لم يستسلم، ونجح البديل فودن في معادلة النتيجة بعد عرضية مثالية من شرقي، غير أن الهلال واصل الإيمان. رينان لودي رفع كرة، مهدها ميلينكوفيتش - سافيتش برأسه، وتابعها ليوناردو مسجلاً هدف الفوز في الدقيقة 112. هدف ماركوس ليوناردو القاتل في الوقت الإضافي، الذي أنهى المباراة لصالح الفريق السعودي، سيُدوّن بوصفه من أهم اللحظات في تاريخ الكرة الآسيوية. ورغم الأسماء والاستثمارات، لم يكن أحد يتوقع أن يتمكن الهلال من التفوق على فريق غوارديولا، أحد أعظم فرق العقد الأخير، خاصة أن سيتي كان قد استعرض قوته بفوز ساحق 5 - 2 على يوفنتوس في دور المجموعات، وبدا أنه يسير نحو لقب جديد يزين خزينته العالمية. الهلال، الذي يملك تشكيلاً من أكثر التشكيلات تكلفة وقوة في القارة، بدا وكأنه يلعب مباراة موسمية بأعلى تركيز، في حين ظهر سيتي وكأنه لا يزال في طور الإعداد. غوارديولا أقر بصراحةٍ: «كنا مفتوحين جداً، وسمحنا لهم بالركض، ارتدوا علينا كثيراً، وكانوا حاسمين. صنعنا الكثير، لكن بونو تصدى بشكل مذهل». فرحة هلالية تاريخية في شباك السيتي (أ.ف.ب) إنزاغي: المباراة أشبه بتسلق قمة إيفرست! إنزاغي من جهته وصف المباراة بأنها «تسلق لإيفرست دون أكسجين»، معترفاً بأن فريقه كان عليه أن يفعل شيئاً غير عادي، وأنه فخور بروح اللاعبين وما قدموه. ردة الفعل بعد المباراة كانت هستيرية في المدرجات. جماهير الهلال التي غطت مدرجات كامبينغ وورلد ستاديوم رفعت الأعلام الزرقاء والخضراء، وعلت الهتافات، بينما غادر مشجعو سيتي في صمت. هذا الفوز لم يكن مجرد مفاجأة عابرة، بل لحظة انعكاس لتحول عميق يحدث في مكان آخر من خريطة الكرة. فالهلال الذي وصفه البعض بأنه «الحلقة الأضعف» قدّم ما يشبه البيان الرسمي أمام كرة القدم العالمية: «نحن هنا، ولسنا عبوراً مؤقتاً». الفريق يمتلك عمقاً فنياً كبيراً، ويضم أسماءً لامعة مثل كوليبالي، وبونو، ونيفيز، وميلينكوفيتش - سافيتش، وكانسيلو، ومالكوم، إلى جانب المواهب الشابة، أبرزهم ماركوس ليوناردو الذي أصبح حديث البطولة، وبات رمزاً لجيل جديد من اللاعبين القادرين على فرض أنفسهم. يبلغ إجمالي القيمة السوقية لتشكيلة الهلال نحو 159 مليون يورو، متفوقاً على أندية أوروبية معروفة، لكنه لا يقف فقط على الأرقام، بل على العقلية والتنظيم والعمل الجماعي. الهلال لم يكن مفاجأة مالية، بل كان نموذجاً كروياً يُبنى بخطة مدروسة. غوارديولا، الذي لم يسبق له أن خسر في 11 مباراة بكأس العالم للأندية مع برشلونة وبايرن ميونيخ، وجد نفسه يودّع البطولة من الباب الخلفي. حتى صانع ألقاب أوروبا، رودري، لم يكمل المباراة بعد أن طلب الخروج. أما هالاند، فقد استنفد طاقته واستبدل بواسطة عمر مرموش. مالكوم ينطلق فرحا بعد تسديدة الهدف في شباك السيتي (أ.ف.ب) سرعة التحولات الهلالية...وإجهاد السيتي المثير أن الهلال، الذي لم يمضِ على تعيين إنزاغي مدرباً له سوى أسابيع، قدّم أداءً بدا وكأنه نتاج مشروع طويل الأمد. السيطرة على المرتدات، والشجاعة في التبديلات، وسرعة التحولات الهجومية كلها عناصر عكست فريقاً يعرف تماماً ما يريد. في الجانب المقابل، لم يظهر السيتي بأفضل حالاته، وكان لاعبوه يبدون منهكين من حرارة الصيف الأميركي. غوارديولا نفسه لمح إلى تأثير السفر والجهد البدني على جاهزية الفريق، وقال بصراحة إن فريقه خلق كثيراً لكنه لم يكن حاسماً، وإن بونو حرمه من أهداف مؤكدة. خطط غوارديولا تبخرت أمام الهلال (أ.ف.ب) الأزرق يترقب فلومينينسي البرازيلي تقدّم الهلال بهذا الفوز لملاقاة فلومينينسي البرازيلي في ربع النهائي، الذي بدوره أقصى إنتر ميلان. وتبدو الطريق مفتوحة لمواصلة الحلم، في بطولة تشهد انقلاباً على كل التوقعات. وبعيداً عن الميدان، فإن لهذا الفوز رمزية أكبر على مستوى المشروع الكروي السعودي بأكمله. فالهلال الذي يتقدمه هذا الموسم طاقم فني أوروبي، ولاعبون ينتمون إلى مدارس مختلفة، يمثل المرحلة المتقدمة من التحول السعودي إلى نادٍ عالمي ليس فقط بالصفقات بل بالمنظومة. مشجع هلالي سعودي يحمل ابنته على كتفيه محتفلا بالفوز (أ.ف.ب) انتصار الهلال أكثر من رياضي انتصار الهلال على السيتي لم يكن فقط رياضياً، بل كان رمزياً، ويحمل في طياته إجابة عملية على التشكيك الأوروبي المستمر في قوة الدوري السعودي. الفرق الكبيرة لا تُقاس فقط بتاريخها، بل بقدرتها على إثبات نفسها في اللحظات الحاسمة. الهلال فعل ذلك، وبأسلوب لا يُنسى. من أورلاندو، إلى الرياض، إلى كل مدرج يرتفع فيه علم أزرق... الهلال لم يكن مفاجأة. الهلال جاء ليبقى. والمستقبل قد لا ينتظر، بل يبدأ من الآن. فوز الهلال ليس مجرد انتصار رياضي، بل يمثل نقطة تحول في نظرة العالم إلى كرة القدم السعودية. الهلال، في مباراة واحدة، قلب كل التصورات. هالاند ينظر بحسرة للفوز السعودي (أ.ف.ب) كم أرباح الهلال من إسقاط مانشستر سيتي؟ اقتصادياً، جلب هذا الفوز للهلال مبلغاً جديداً من الجوائز المالية يُقدّر بـ13.7 مليون دولار، بعد أن كسب سابقاً ما يزيد على 21 مليون دولار من مرحلة المجموعات. والمثير أكثر أن خصمه في الدور ربع النهائي سيكون فلومينينسي البرازيلي، وهو خصم يبدو - على الورق - أقل تعقيداً من السيتي، مما يمنح الهلال فرصة واقعية لمواصلة رحلته المدهشة. لكن الأثر الحقيقي لهذا الفوز يتجاوز الملاعب والعائدات، فهو يعيد تعريف موقع كرة القدم السعودية في المشهد العالمي، ويعزز من قناعة اللاعبين العالميين بأن القدوم إلى الدوري السعودي ليس نهاية الرحلة، بل قد يكون بداية فصل تنافسي جاد. ومع بقاء كريستيانو رونالدو في المشهد، وازدياد الحضور الأوروبي داخل الأندية، يبدو أن المشروع يسير نحو مزيد من العمق والاتساع. أسئلة صعبة تنتظر غوارديولا وفريقه أما مانشستر سيتي، فقد عاد إلى إنجلترا مثقلاً بأسئلة صعبة. رغم ما يزيد على ستة أشهر من الانتدابات والتحضيرات، بدا الفريق هشاً دفاعياً، وعاجزاً عن السيطرة، وتحديداً في مواجهة المرتدات السريعة التي أجادها الهلال. الحارس المغربي ياسين بونو قدّم مباراة أسطورية، ومنع أهدافاً محققة. بيب غوارديولا حاول التقليل من وطأة الهزيمة في تصريحاته، لكنه لم يُخفِ قلقه من الانفتاح الدفاعي الذي ظهر في المباراة، وقال: «كنا منفتحين جداً، لديهم القدرة على نقل الكرة سريعاً والهجوم. خلقنا فرصاً، لكنهم عاقبونا في التحولات». الرسالة باتت واضحة: الكرة السعودية لم تعد تبحث عن الاعتراف، بل تنتزعه انتزاعاً من أنياب الكبار. والهلال، في ليلة مجيدة، أثبت أنه ليس مجرد فريق طموح، بل هو منافس شرس في أي ساحة توضع أمامه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store