
مساءلة حكومة مغيّبة عن ورقة برّاك وعن الردّ اللبنانيّ
الثلثاء، تمثل الحكومة أمام مجلس النواب في جلسة مساءلة وهي التي تقف على مشارف الدخول في شهرها السادس منذ حصولها على ثقة البرلمان.
بالتأكيد، سيركّز النوّاب في مداخلاتهم على ملف حصرية السلاح بيد الدولة وما حمله المبعوث الأميركي توم برّاك إلى بيروت والردّ اللبنانيّ الذي استغيب مجلس الوزراء. وسيكون نواب حزب 'القوات اللبنانية' رأس الحربة لا سيّما وأن الردّ على ورقة برّاك أُعِدَّ عبر لجنة ثلاثية ضمّت الرؤساء الثلاثة خارج إطار الحكومة، ما أثار تساؤلات حول دستوريّة هذه الخطوة.
وسأل النائب غسان حاصباني: 'على أيّ أساس تتمّ صياغة الرّد من قبل الرؤساء الثلاثة من دون علم مجلس الوزراء وقراره، وهو الجهة التي أعطاها الدستور هذه الصلاحية؟'. فإذا كانت قضايا السياسة الخارجية وحصرية السلاح لا تُبحث داخل الحكومة، فماذا سيناقش مجلس النواب المدعوّ لمناقشة السياسة العامة؟
دور المؤسسات بين البيان الوزاري والدستور
ينصّ اتفاق الطائف والدستور على دور محوريّ لمجلس الوزراء في رسم السياسة العامة للدولة. فقد أناط الدستور السلطة الإجرائية بمجلس الوزراء الذي يضع السياسة العامة للدولة. وأكّدت الحكومة الحالية في بيانها الوزاري التزام حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وبسط سلطة الدولة على أراضيها، باعتباره أمرًا توافق عليه اللبنانيون منذ الطائف. لكن رغم هذا الالتزام، لم يتّخذ مجلس الوزراء خطوات عملية أو يُقرّ خطة لتحقيق ذلك، ما يثير تساؤلات حول جدية تنفيذ البيان الوزاري.
سلاح 'حزب اللّه': فقدان الردع ومخاطر داخلية
كانت حجّة المقاومة والتصدي للعدوان الإسرائيلي هي المبرّر الأساسي لبقاء سلاح 'حزب اللّه'، لكنّ هذه الغاية باتت موضع تشكيك مع تفكّك عناصر الردع التقليدية. فمعادلة الردع التي طالما اعتُمدت لتبرير احتفاظ 'الحزب' بترسانته بدأت تتفكّك تدريجيًا. خاصةً بعد اتفاق وقف إطلاق النار الأخير وما تخلله من خروقات إسرائيلية، لم يعد السلاح يُستخدم حصريًا ضد إسرائيل، بل دخل في التوظيف الداخلي عبر تخوين الخصوم. بهذا المعنى، تنهار إحدى ركائز ما كان يسمّى بشرعية سلاح 'الحزب'، إذ يفقد الردع الخارجي فعاليّته بينما تُستنزف وظيفته الدفاعية في صراعات سياسية داخلية.
على صعيد الأمن الداخلي، يشكّل استمرار امتلاك 'حزب اللّه' السلاح المتوسط وحتى الخفيف تهديدًا لاستقرار الدولة. إذ إنّ وجود جماعة مسلّحة تمتلك ترسانة خارج سلطة المؤسسات يعني أنّ أيّ خلاف سياسيّ قد يتطوّر إلى مواجهة مسلّحة. ولعلّ أحداث 7 أيار 2008 – عندما اجتاح مسلّحو 'الحزب' العاصمة بيروت في نزاع داخلي – أبرز مثال على خطورة هذا الواقع. وفي واقعة أحدث، في آب 2023، انقلبت شاحنة ذخيرة تابعة لـ 'الحزب' في بلدة الكحالة، ما أشعل اشتباكات مسلّحة مع الأهالي. يذكّر هذا الحادث بتراجع شرعية سلاح 'حزب اللّه' خارج بيئته الحاضنة، وينذر بالتبعات الخطيرة لإبقاء أسلحة وذخائر تتحرّك بين المناطق المأهولة.
تُثار كذلك تساؤلات حول ترسانة 'الحزب' غير المستخدمة وما تحمله من أخطار كامنة. فرغم امتلاك 'حزب اللّه' إحدى أضخم الترسانات غير النظامية قبل حرب 2024، فإنّ جزءًا من قدراته بقي خارج ساحات المعارك المباشرة. على سبيل المثال، تشير تقارير إلى حصوله سابقًا على صواريخ بحرية روسية متطوّرة من طراز 'ياخونت' (يصل مداها إلى 300 كلم)، إلّا أنه لم يظهر أي دليل عملي على استخدامها حتى الآن. كذلك يمتلك 'الحزب' منظومات دفاع جوي وصواريخ أرض-جو (قدّر بعضها بنحو 2500 صاروخ مضاد للطائرات)، لكن ثبت أنّ قسمًا كبيرًا منها إمّا دُمّر أو خرج من الخدمة. وهكذا، يتحوّل ثقل الترسانة غير المستخدمة من عنصر قوة إلى عبء استراتيجي؛ فإما أنها قدرات جامدة غير قابلة للتفعيل، أو أنّ استخدامها المحتمل سيجلب دمارًا أشدّ على لبنان في أي مواجهة مقبلة.
على المستويين الإقليمي والدولي، يتفاقم الشعور بأنّ سلاح 'حزب اللّه' أصبح مشكلة تتجاوز حدود لبنان. تعتبر واشنطن مثلًا أنّ استمرار وجود هذه الترسانة يبقي لبنان رهينة للوضع الأمني المتوتر، إذ يؤدي إلى استمرار الضربات الإسرائيلية ويقوّض ثقة المجتمع الدولي بأي خطة إنقاذ أو إعادة إعمار للبنان. ومن هنا، بات لبنان يواجه ضغوطًا غير مسبوقة لوضع حدّ لفوضى السلاح وإخضاع أيّ قدرة عسكرية على أراضيه لسلطة الدولة الشرعية.
استعادة الدولة تبدأ من استعادة القرار، والقرار يبدأ من مجلس الوزراء
أمام كل ذلك، لا بدّ من الإسراع في بدء الخطوات العملية لحصر السلاح بيد الدولة، ولا مفرّ من تحرّك الحكومة بشكل فوري على هذا الخط، لذلك كان لا بدّ من أن تكون في صورة ما يحصل من اتفاقات وأوراق وردود عابرة للمحيطات.
كما أنه وفي ظلّ تنامي المخاوف من جرّ البلاد إلى حروب بالوكالة، وتعاظم الدعوات المحلية والدولية لحصر السلاح بيد المؤسسات الدستورية، يغدو احترام اتفاق الطائف والدستور – نصًّا وروحًا – مرهونًا بالمعالجة الجذرية لهذه الإشكالية. فحصر قرار السلم والحرب بيد الدولة ووضع حدّ لازدواجية السلاح هما شرطان لا بدّ منهما لحماية الأمن الوطني واستعادة ثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي. واستعادة الدولة تبدأ من استعادة القرار، والقرار يبدأ من مجلس الوزراء.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت لبنان
منذ 7 ساعات
- صوت لبنان
باراك: آن الأوان لسلام يُنتج ازدهارًا... ولبنان يستحق استعادة إرثه
أشار المبعوث الأميركي توم برّاك، إلى أنّ الزيارة التي يقوم بها حالياً "ليست زيارتي الثالثة الى لبنان، إنما هي الثالثة خلال الاسابيع الاخيرة، وبالنسبة لي يمثل ذلك عودتي الى دياري، والنقاشات التي اجريها مع الجميع هي في إطار ما بحثناه في السابق، وتركز حول إستطاعة الولايات المتحدة الاميركية في اوقات دقيقة في المنطقة، ووقت اكثر دقة في لبنان، التوصل الى اتفاقية وقف الاعمال العدائية التي تسمح لنا بمضمونها ومعايير تنفيذها بالانتقال الى الخطوة التالية، التي يحتاج ان يحققها لبنان. ولقاءاتي مع رئيس الجمورية ورئيس مجلس الوزراء كانت بناءة ومدروسة ومفعمة بالامل ونحن نتقدم ونحرز تقدماً"، لافتاً إلى أنّه سيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه برّي الثلاثاء صباحاً. إليكم تفاصيل المقابلة مع "تلفزيون لبنان" في ما يلي، بالأسئلة والأجوبة: الصحافة اشارت الى ان اميركا تطلب تفكيك الصواريخ الباليستية والمسيرات لحزب الله وانتم في احدى مقابلاتكم قلتم ان نزع سلاح حزب الله يتطلب سياسة الجزرة والعصا علماً ان الشيخ نعيم قاسم كان واضحاً بان لاتسليم للسلاح حتى توقف إسرائيل عملياتها العسكرية، هل يمكن التأكيد ان هذه هي مطالب اميركا؟ وماذا تقصدون بسياسة الجزرة والعصا؟وهل الولايات المتحدة مستعدة للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتهامن النقاط الخمسة؟ ليس لاميركا اي مطالب. نية اميركا ازاء لبنان هي كصديق، لارشاده الى المستوى التالي من الملاءمة التي يستحقها. اذاً، ليس لدينا اي مطالب. جئنا تلبية لطلب المساعدة، وهذه هي اقتراحاتنا.اقتراحات فقط سعياً لإيجاد السبيل الى تفاهم بين كل هذه المكوّنات التيفشلت في التوصل إليه.وقد كانت هنالك اتفاقيات عديدة في السابق، بعضها شمل إسرائيل، وبعضها شمل اقليات اخرى، ومنها شمل حزب الله، وهناك اتفاقية لوقف الاعمال العدائية موضوعة قيد التنفيذ وتم التواصل معنا، وكأننا طبيب وان هناك حاجة لعملية جراحية لمريض على الطاولة. وطلب منا المساعدة.ليست هناك اي مطالب ولم نعلن عن اي مطالب. ما فعلناه هو اننا جئنا وقلنا دعونا نساعدكم ونساعد الجميع.من الواضح انني لم اجرِ اي محادثات مع حزب الله شخصياً، وان التصاريح التي يُدلي بها حزب الله هي تصاريح خاصة به. وليس لدينا اي مصلحة في هذا الموضوع ولكن الحل واضح، هنالك معضلة مع ميلشيا حزب الله، ولديكم اسرائيل التي كانت واضحة وصارمة للغاية حول توقعاتها بشأن علاقتها مع حزب الله والذي برأي اسرائيل ليس هناك اي فارق بين ميليشيا او حزب سياسي لحزب الله ولبنان وباقي المنطقة.قلنا لدينا اقتراح عن كيفية احتمال انضمام لبنان الى ذلك لان حزب الله يجب ان يكون مشاركا بإرادته.ويسرنا ان نفاوض بالنيابة عن لبنان وليس بالنيابة عن اسرائيل.. وعلى حزب الله كونه جزءاً من لبنان عليه ان يصل الى نتيجة خاصة به. وفي حال حصل ذلك يمكنكم الاعتماد علينا لمساندتكم واخذكم الى المستوى التالي ومنحكم كل الموارد المتوفرة لدينا لكي يصبح ذلك ممكنا ولكن هذا قراركم انتم وقرار لبنان حزب الله جزء من لبنان. وباستطاعة كل قادة حزب الله القول في وسائل الاعلام انهم يتواصلون معي، ولكن هذا لا يعني اي شيء وليس لدي اي علاقة بهم.ولم اجرِ معهم اي حوار، ليباركهم الله ويمكنهم اجراء هذه الاحاديث مع نظرائهم في الحكومة اللبنانية. وماذا عن استراتيجية الجزرة والعصا؟ان هذه الاستراتيجية منطقية في اي عملية تفاوض ونحن ننظر الى المسألة بان هناك غياب الثقة من جهة الحكومة اللبنانية، وغياب الثقة من قبل حزب الله وايضاً غياب الثقة من قبل اسرائيل.اذا كانت هذه الاتفاقية موضوعة قيد التنفيذ لماذا لم تنجح؟ هذا سؤالي الاول للجميع، لو اتيت كطبيب لاقوم بتشخيص المرض، ما الذي قد حصل؟ ما حصل هو ان اي من الافرقاء لم يثق بالآخر. كانت هنالك مجموعة من المطالب والشروط موضوعة من إسرائيل ومجموعة اخرى منالحكومة، وكانت هناك توقعات لما سيحصل ولم تحصل اي من هذه المسائل. نتيجةً لذلك ما زالت النزاعات مستمرة في الجنوب وهذا جزء من المشكلة وهذه المشكلة تفاقمكل الامور العظيمة التي هنالك محاولة لانجازها في موضوع الاصلاحات من قبل الحكومة. يجب ان يكون لبنان قلب المنطقة الاقتصادي والسياحي، ونقطة على السطر.اللبناني هو الاذكى والألمع والاكثر علماً والثقافة الموجهة للخدمات دائماً. وعلى مدار خمسين عاما حصة لبنان لم تتجاوز سوى 5 سنتات من كل دولار تحققه المنطقة.ليس لان الشعب اللبناني غير قادر او لانه ليس الالمع، وليس لان المكان ليس الاكثر جاذبية، بل لان الامن غير متوفر وليس هناك بيئة آمنة للسياحة والاقتصاد والصناعة والاستثمار. لديكم الشعب الاكثر علماً، وهو بحاجة للأمن، والامن كان هدف هذه الاتفاقية التي لم تنجح.ما نقوم به هو اننا نحاول القول ان هذه الاتفاقية لم تنجح، ودعوني كميكانيكي نساعدكم لتصحيح المسائل التي نقترحها ومن ثم سنستخدم نفوذنا على كل الافرقاء.كما تعلمون في الولايات المتحدة الاميركية يُنظر الى حزب الله كمنظمة إرهابية اجنبية، ولكن ليست هذه هي الحال داخل لبنان، وهذا يجب ان يكون موضع بحث لبنان معهم، ونفوذنا من الخارج هو في مرحلة ما ان نقنع الاسرائيليين انه لدينا خطة او بساط مزخرف ذات مغزى للجميع للوصول الى السلام وفي نهاية المطاف الى الازدهار، لان ما يحتاج اليه الشعب اللبناني هو السلام والازدهار وقد حان الوقت لذلك. هل انتم راضون عن الاصلاحات التي انجزتها حكومة نواف سلام؟نعم ما يعتزمون القيام به هو هائل، والقرارات إن كانت في ما يتعلقبالمسائل المصرفية او في ما يتعلق بالفجوة المالية جمعيها تصل الى نتيجة، وهنالك حاكم مصرف لبنان حائز على الاحترام من كل الجوانب، ومشروع ستارلينك المحتمل. وعندما نقول اننا نريد إعادة الاشخاص الى لبنان فانتم بحاجة الى نظام مصرفي وانتم بحاجة الى مصرف مركزي، ويجب ان تكون هناك مصارف مراسلة، وهي بحاجة الى الكهرباء والماء والانترنت والطاقة. اذاً كيف يُمكن تأمين هذه الاحتياجات الاساسية للاشخاص الذين بدورهم سيتمكنون من تأمين هذه المسائل، واعتقد ان الحكومة وكل الهيئات التشريعية تقوم بعمل جيد للغاية لمعالجة هذه المسائل بطريقة منهجية، وما يحتاجون إليه لتوفير كل ذلك هو الامن، لانه لن تأتي اي مؤسسة خارجية او اي مستثمر اجنبي الى هنا قبل ان نتمكن من تأمين ذلك لهم. هل ستستمر الولايات المتحدة في موقفها الحازم بدعم لبنان خصوصا دعم الجيش اللبناني والقوات المسلحة اللبنانية، وما هي الشروط لذلك؟لا توجد اي شروط وتُولي احتراماً كبيراً لمؤسسة الجيش اللبناني، وقد جمعنا بين التدريب والاشراف والمال للمساعدة في دعم القوات المسلحة اللبنانية وقدقلت في وقت سابق ان احدى المسائل التي علينا جمعياً القيام بها هي هندسة منهجية لتقديم المزيد من الدعم للقوات المسلحة اللبنانية لكي تكون لديهم الموارد لتقديم الدعم العسكري من الطراز الاول لعناصره، وان تُدفع لهم الرواتب ليكون لديه العدد الضروري من العناصر، رجالاً ونساءً، وان يكونوا بشكل مناسب ومدربين بشكل صحيح كقوات لحفظ السلام، وليس كقواتعسكرية هجومية، وضمن ذلك يُمكن ان يبدأ الجميع بالشعور بالارتياح.الشيعة، حزب الله يُمكن ان يقول لدينا قوة كافية لحمايتنا من القوات التي نشعر بالقلق ازاءها، وانا لست بحاجة الى قوة عسكرية خاصة بي. لدينا التزام ونية لمساعدة الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل موجودة هنا منذوقت طويل وتؤمن الدعم. التجديد لولاية جديدة لليونيفل في آب ماذا سيكون الموقف الاميركي من هذه المسألة؟هو ما زال قيد التنفيذ من اوجه عديدة ونحاول العبور لما هو التوصية الصحيحة لما يجب القيام به بشأن قوات اليونيفل. اولاً نحن ممتنون لمشاركتهم ونُكن لهم احتراماً كبير وللأمم المتحدة لهذاالعمل الصعب الموكل إليهم. ووصلنا الى نقطة نحتاج فيها التركيز الدقيق على ما هي المسائل وكيف نوفرالثقة للفريقين. اذاً، هذا القرار ما زال قيد البحث ولم يُتخذ بعد القرار بشأنه. وقبل نهاية شهر آب نقرر ما ستكون توصيتنا التي بالتأكيد ستُحوّل الى هيئة أكبر. اذاً وقبل أيلول سيتضح موقفنا او الى اين وصلنا في ما يتعلق باليونيفل. هل بحثتم مع المسؤولين اللبنانيين مسألة ترسيم الحدود البرية بين لبنان وسوريا؟نعم، انه بحث مستمر منذ 40 عاماً ولن نحله في اسبوع، شعوري تجاه ذلك بسيط، علينا جميعنا ان نُمضي قُدماً لمناقشات عن كيفية توفير الامل بالمستقبل لاولادكم واحفادي والى الاجيال القادمة وهي لا تتمحور حول خطوط رسمها رجال ونساء في الماضي لاهداف مختلفة وقد اصبحت من دون معنى اليوم، وحتى نتوقف عن التركيز على هذه المسائل والتي اصبحت تافهة ان كان الخط الاحمر او الازرق او الاخضر.لبنان يستحق العودة الى الارث الذي كان لديه، ارث اللؤلؤة على رأس هذا العقد في منطقة كانت دائماً تعتبره في القيادة وبيئة رحبت دائماً بالمسيحيين والسنة والشيعة والدروز واليهود.في مكان، وفي منطقة، في السنتين او الثلاث المقبلة ومع القليل من الحظ يمكن انتبدأوا برؤية قوة إقليمية مع لبنان في وسط وقلب هذه العلاقة الدورية الجديدة، وهذا املي وسبب وجودنا هنا.واعتقد ان الهيئات الحكومية تقوم بعمل عظيم في معالجة هذه المسائل والجميع فقد صبره وهذه هي اللحظة لوضع وراءنا مشاعر الندم من الماضي، الانتقام القبلي، الاعمال العدائية التي كانت لدينا ونقول دعونا نأخذ أفضل ما لدى لبنان وهو شعبهونُعيد التعريف بالاشخاص الموجودين في الجهة المقابلة للحدود وننسى ما هي الخطوط، فهي غير مهمة.


IM Lebanon
منذ 9 ساعات
- IM Lebanon
برّاك: لبنان يجب أن يكون قلب المنطقة… وهذا ما كشفه
أشار المبعوث الأميركي توم برّاك، إلى أنّ الزيارة التي يقوم بها حالياً 'ليست زيارتي الثالثة الى لبنان، إنما هي الثالثة خلال الاسابيع الاخيرة، وبالنسبة لي يمثل ذلك عودتي الى دياري، والنقاشات التي اجريها مع الجميع هي في إطار ما بحثناه في السابق، وتركز حول إستطاعة الولايات المتحدة الاميركية في اوقات دقيقة في المنطقة، ووقت اكثر دقة في لبنان، التوصل الى اتفاقية وقف الاعمال العدائية التي تسمح لنا بمضمونها ومعايير تنفيذها بالانتقال الى الخطوة التالية، التي يحتاج ان يحققها لبنان. ولقاءاتي مع رئيس الجمورية ورئيس مجلس الوزراء كانت بناءة ومدروسة ومفعمة بالامل ونحن نتقدم ونحرز تقدماً'، لافتاً إلى أنّه سيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه برّي الثلاثاء صباحاً. إليكم تفاصيل المقابلة مع 'تلفزيون لبنان' في ما يلي، بالأسئلة والأجوبة: الصحافة اشارت الى ان اميركا تطلب تفكيك الصواريخ الباليستية والمسيرات لحزب الله وانتم في احدى مقابلاتكم قلتم ان نزع سلاح حزب الله يتطلب سياسة الجزرة والعصا علماً ان الشيخ نعيم قاسم كان واضحاً بان لاتسليم للسلاح حتى توقف إسرائيل عملياتها العسكرية، هل يمكن التأكيد ان هذه هي مطالب اميركا؟ وماذا تقصدون بسياسة الجزرة والعصا؟وهل الولايات المتحدة مستعدة للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتهامن النقاط الخمسة؟ ليس لاميركا اي مطالب. نية اميركا ازاء لبنان هي كصديق، لارشاده الى المستوى التالي من الملاءمة التي يستحقها. اذاً، ليس لدينا اي مطالب. جئنا تلبية لطلب المساعدة، وهذه هي اقتراحاتنا. اقتراحات فقط سعياً لإيجاد السبيل الى تفاهم بين كل هذه المكوّنات التيفشلت في التوصل إليه. وقد كانت هنالك اتفاقيات عديدة في السابق، بعضها شمل إسرائيل، وبعضها شمل اقليات اخرى، ومنها شمل حزب الله، وهناك اتفاقية لوقف الاعمال العدائية موضوعة قيد التنفيذ وتم التواصل معنا، وكأننا طبيب وان هناك حاجة لعملية جراحية لمريض على الطاولة. وطلب منا المساعدة. ليست هناك اي مطالب ولم نعلن عن اي مطالب. ما فعلناه هو اننا جئنا وقلنا دعونا نساعدكم ونساعد الجميع. من الواضح انني لم اجرِ اي محادثات مع حزب الله شخصياً، وان التصاريح التي يُدلي بها حزب الله هي تصاريح خاصة به. وليس لدينا اي مصلحة في هذا الموضوع ولكن الحل واضح، هنالك معضلة مع ميلشيا حزب الله، ولديكم اسرائيل التي كانت واضحة وصارمة للغاية حول توقعاتها بشأن علاقتها مع حزب الله والذي برأي اسرائيل ليس هناك اي فارق بين ميليشيا او حزب سياسي لحزب الله ولبنان وباقي المنطقة. قلنا لدينا اقتراح عن كيفية احتمال انضمام لبنان الى ذلك لان حزب الله يجب ان يكون مشاركا بإرادته. ويسرنا ان نفاوض بالنيابة عن لبنان وليس بالنيابة عن اسرائيل.. وعلى حزب الله كونه جزءاً من لبنان عليه ان يصل الى نتيجة خاصة به. وفي حال حصل ذلك يمكنكم الاعتماد علينا لمساندتكم واخذكم الى المستوى التالي ومنحكم كل الموارد المتوفرة لدينا لكي يصبح ذلك ممكنا ولكن هذا قراركم انتم وقرار لبنان حزب الله جزء من لبنان. وباستطاعة كل قادة حزب الله القول في وسائل الاعلام انهم يتواصلون معي، ولكن هذا لا يعني اي شيء وليس لدي اي علاقة بهم.ولم اجرِ معهم اي حوار، ليباركهم الله ويمكنهم اجراء هذه الاحاديث مع نظرائهم في الحكومة اللبنانية. وماذا عن استراتيجية الجزرة والعصا؟ ان هذه الاستراتيجية منطقية في اي عملية تفاوض ونحن ننظر الى المسألة بان هناك غياب الثقة من جهة الحكومة اللبنانية، وغياب الثقة من قبل حزب الله وايضاً غياب الثقة من قبل اسرائيل. اذا كانت هذه الاتفاقية موضوعة قيد التنفيذ لماذا لم تنجح؟ هذا سؤالي الاول للجميع، لو اتيت كطبيب لاقوم بتشخيص المرض، ما الذي قد حصل؟ ما حصل هو ان اي من الافرقاء لم يثق بالآخر. كانت هنالك مجموعة من المطالب والشروط موضوعة من إسرائيل ومجموعة اخرى من الحكومة، وكانت هناك توقعات لما سيحصل ولم تحصل اي من هذه المسائل. نتيجةً لذلك ما زالت النزاعات مستمرة في الجنوب وهذا جزء من المشكلة وهذه المشكلة تفاقمكل الامور العظيمة التي هنالك محاولة لانجازها في موضوع الاصلاحات من قبل الحكومة. يجب ان يكون لبنان قلب المنطقة الاقتصادي والسياحي، ونقطة على السطر. اللبناني هو الاذكى والألمع والاكثر علماً والثقافة الموجهة للخدمات دائماً. وعلى مدار خمسين عاما حصة لبنان لم تتجاوز سوى 5 سنتات من كل دولار تحققه المنطقة. ليس لان الشعب اللبناني غير قادر او لانه ليس الالمع، وليس لان المكان ليس الاكثر جاذبية، بل لان الامن غير متوفر وليس هناك بيئة آمنة للسياحة والاقتصاد والصناعة والاستثمار. لديكم الشعب الاكثر علماً، وهو بحاجة للأمن، والامن كان هدف هذه الاتفاقية التي لم تنجح. ما نقوم به هو اننا نحاول القول ان هذه الاتفاقية لم تنجح، ودعوني كميكانيكي نساعدكم لتصحيح المسائل التي نقترحها ومن ثم سنستخدم نفوذنا على كل الافرقاء. كما تعلمون في الولايات المتحدة الاميركية يُنظر الى حزب الله كمنظمة إرهابية اجنبية، ولكن ليست هذه هي الحال داخل لبنان، وهذا يجب ان يكون موضع بحث لبنان معهم، ونفوذنا من الخارج هو في مرحلة ما ان نقنع الاسرائيليين انه لدينا خطة او بساط مزخرف ذات مغزى للجميع للوصول الى السلام وفي نهاية المطاف الى الازدهار، لان ما يحتاج اليه الشعب اللبناني هو السلام والازدهار وقد حان الوقت لذلك. هل انتم راضون عن الاصلاحات التي انجزتها حكومة نواف سلام؟ نعم ما يعتزمون القيام به هو هائل، والقرارات إن كانت في ما يتعلقبالمسائل المصرفية او في ما يتعلق بالفجوة المالية جمعيها تصل الى نتيجة، وهنالك حاكم مصرف لبنان حائز على الاحترام من كل الجوانب، ومشروع ستارلينك المحتمل. وعندما نقول اننا نريد إعادة الاشخاص الى لبنان فانتم بحاجة الى نظام مصرفي وانتم بحاجة الى مصرف مركزي، ويجب ان تكون هناك مصارف مراسلة، وهي بحاجة الى الكهرباء والماء والانترنت والطاقة. اذاً كيف يُمكن تأمين هذه الاحتياجات الاساسية للاشخاص الذين بدورهم سيتمكنون من تأمين هذه المسائل، واعتقد ان الحكومة وكل الهيئات التشريعية تقوم بعمل جيد للغاية لمعالجة هذه المسائل بطريقة منهجية، وما يحتاجون إليه لتوفير كل ذلك هو الامن، لانه لن تأتي اي مؤسسة خارجية او اي مستثمر اجنبي الى هنا قبل ان نتمكن من تأمين ذلك لهم. هل ستستمر الولايات المتحدة في موقفها الحازم بدعم لبنان خصوصا دعم الجيش اللبناني والقوات المسلحة اللبنانية، وما هي الشروط لذلك؟ لا توجد اي شروط وتُولي احتراماً كبيراً لمؤسسة الجيش اللبناني، وقد جمعنا بين التدريب والاشراف والمال للمساعدة في دعم القوات المسلحة اللبنانية وقدقلت في وقت سابق ان احدى المسائل التي علينا جمعياً القيام بها هي هندسة منهجية لتقديم المزيد من الدعم للقوات المسلحة اللبنانية لكي تكون لديهم الموارد لتقديم الدعم العسكري من الطراز الاول لعناصره، وان تُدفع لهم الرواتب ليكون لديه العدد الضروري من العناصر، رجالاً ونساءً، وان يكونوا بشكل مناسب ومدربين بشكل صحيح كقوات لحفظ السلام، وليس كقواتعسكرية هجومية، وضمن ذلك يُمكن ان يبدأ الجميع بالشعور بالارتياح. الشيعة، حزب الله يُمكن ان يقول لدينا قوة كافية لحمايتنا من القوات التي نشعر بالقلق ازاءها، وانا لست بحاجة الى قوة عسكرية خاصة بي. لدينا التزام ونية لمساعدة الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل موجودة هنا منذوقت طويل وتؤمن الدعم. التجديد لولاية جديدة لليونيفل في آب ماذا سيكون الموقف الاميركي من هذه المسألة؟ هو ما زال قيد التنفيذ من اوجه عديدة ونحاول العبور لما هو التوصية الصحيحة لما يجب القيام به بشأن قوات اليونيفل. اولاً نحن ممتنون لمشاركتهم ونُكن لهم احتراماً كبير وللأمم المتحدة لهذاالعمل الصعب الموكل إليهم. ووصلنا الى نقطة نحتاج فيها التركيز الدقيق على ما هي المسائل وكيف نوفرالثقة للفريقين. اذاً، هذا القرار ما زال قيد البحث ولم يُتخذ بعد القرار بشأنه. وقبل نهاية شهر آب نقرر ما ستكون توصيتنا التي بالتأكيد ستُحوّل الى هيئة أكبر. اذاً وقبل أيلول سيتضح موقفنا او الى اين وصلنا في ما يتعلق باليونيفل. هل بحثتم مع المسؤولين اللبنانيين مسألة ترسيم الحدود البرية بين لبنان وسوريا؟ نعم، انه بحث مستمر منذ 40 عاماً ولن نحله في اسبوع، شعوري تجاه ذلك بسيط، علينا جميعنا ان نُمضي قُدماً لمناقشات عن كيفية توفير الامل بالمستقبل لاولادكم واحفادي والى الاجيال القادمة وهي لا تتمحور حول خطوط رسمها رجال ونساء في الماضي لاهداف مختلفة وقد اصبحت من دون معنى اليوم، وحتى نتوقف عن التركيز على هذه المسائل والتي اصبحت تافهة ان كان الخط الاحمر او الازرق او الاخضر. لبنان يستحق العودة الى الارث الذي كان لديه، ارث اللؤلؤة على رأس هذا العقد في منطقة كانت دائماً تعتبره في القيادة وبيئة رحبت دائماً بالمسيحيين والسنة والشيعة والدروز واليهود. في مكان، وفي منطقة، في السنتين او الثلاث المقبلة ومع القليل من الحظ يمكن انتبدأوا برؤية قوة إقليمية مع لبنان في وسط وقلب هذه العلاقة الدورية الجديدة، وهذا املي وسبب وجودنا هنا.واعتقد ان الهيئات الحكومية تقوم بعمل عظيم في معالجة هذه المسائل والجميع فقد صبره وهذه هي اللحظة لوضع وراءنا مشاعر الندم من الماضي، الانتقام القبلي، الاعمال العدائية التي كانت لدينا ونقول دعونا نأخذ أفضل ما لدى لبنان وهو شعبهونُعيد التعريف بالاشخاص الموجودين في الجهة المقابلة للحدود وننسى ما هي الخطوط، فهي غير مهمة.


سيدر نيوز
منذ 9 ساعات
- سيدر نيوز
توم برّاك لـ تلفزيون لبنان: لحظة الحسم اقتربت.. فإما استقرار أو انزلاق للفوضى
في زيارة ثالثة خلال أسابيع قليلة، أكد المبعوث الأميركي توم برّاك من بيروت أن بلاده لا تحمل أي 'مطالب' تجاه لبنان، بل تسعى لتقديم 'المساعدة كصديق' للخروج من الأزمة، عبر الدفع نحو تنفيذ اتفاقية لوقف الأعمال العدائية، وبناء بيئة مستقرة تتيح للبنان التقدّم الاقتصادي والاجتماعي. وأشار برّاك في تصريحاته إلى أن لقاءاته مع الرؤساء الثلاثة كانت 'بناءة ومفعمة بالأمل'، مؤكداً أن بلاده تسعى لتقريب وجهات النظر بين الأطراف اللبنانيين والدوليين، وليس فرض شروط. قال برّاك في مقابلة مع 'تلفزيون لبنان': 'ليس لدينا أي مطالب من لبنان. الولايات المتحدة جاءت بناءً على طلب للمساعدة. نحن هنا لنقترح حلولاً تساعد الجميع على الوصول إلى التفاهم'. واعتبر أن المعضلة الحقيقية تكمن في 'غياب الثقة بين الأطراف'، ما أدى إلى فشل كل الاتفاقات السابقة، مشيراً إلى أن واشنطن مستعدة لاستخدام نفوذها لتقريب وجهات النظر 'إذا ما أبدت جميع الأطراف – بما فيها حزب الله – رغبة حقيقية في الحل'. حزب الله والواقع الأمني 'التصريحات التي تصدر عن الحزب تخصه وحده، ونحن لم نتواصل معه، لكن نأمل أن يكون جزءاً من الحل داخل لبنان، لأنه مكوّن أساسي منه'. ورأى أن 'الاستراتيجية الواقعية' لحل النزاع هي الجمع بين 'الترغيب والترهيب' – أو ما يُعرف بسياسة 'الجزرة والعصا' – لمعالجة غياب الثقة المزمن بين الحكومة اللبنانية، حزب الله، وإسرائيل. دعم أميركي للجيش و'اليونيفيل' وعن الدعم الأميركي للمؤسسات اللبنانية، أكد برّاك أن لا شروط مسبقة، قائلاً: 'نحن ملتزمون بدعم الجيش اللبناني، ونعمل على تأمين الموارد والرواتب والتجهيزات المطلوبة ليقوم بدوره كقوة حفظ سلام، لا قوة هجومية'. أما بشأن تجديد ولاية 'اليونيفيل'، فأشار إلى أن القرار لم يُحسم بعد، لكن واشنطن تبحث عن 'صيغة أكثر فعالية تضمن الثقة بين الأطراف'. الإصلاحات والاقتصاد: الأمن أولاً ثمّن برّاك خطوات حكومة نواف سلام، لا سيما في ملف المصارف ومصرف لبنان، مشيراً إلى أن مشروع 'ستارلينك' للبنية الرقمية 'قد يكون أساساً لإعادة الحياة الاقتصادية'. لكنه شدد على أن 'أي إصلاح لا يمكن أن ينجح من دون استقرار أمني'، مضيفاً: 'اللبنانيون شعب مثقف وخدوم، لكن غياب الأمن حرمهم من الحصة التي يستحقونها في اقتصاد المنطقة'. ترسيم الحدود مع سوريا… وإرث لبنان المشرق في ختام حديثه، تطرّق برّاك إلى موضوع ترسيم الحدود البرية مع سوريا ، معتبراً أنه نقاش قديم ومستمر منذ عقود، داعياً إلى تجاوز 'حدود رسمها رجال في الماضي' والتركيز على مستقبل الأجيال. وقال: 'لبنان يستحق أن يعود لقيادة المنطقة كرمز للتنوع والانفتاح، وهذه هي لحظتكم لترك الخلافات والانطلاق نحو الازدهار'.