القيامة على مرمى زر
لم تشعر الولايات المتحدة للحظة واحدة بالندم أو الألم على ما فعلته. وقد عبّر عن هذا الرئيس الأسبق باراك أوباما خلال زيارته لليابان قبل تسع سنوات، مؤكدا أنه لن يعتذر، بل إن على القادة في أوج الحرب اتخاذ جميع أشكال القرارات.
«الطفل الوليد» هو الاسم الحركي لتلك القنبلة التي أودت بحياة أكثر من 140 ألف إنسان في لحظة. أما «الرجل البدين»، فقد قتل 74 ألفًا، وربما سميت القنبلة تهكمًا أو تلميحًا إلى رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل المعروف ببدانته، وقد دعمت بلاده مشروع «مانهاتن» الذي فجّر على كوكبنا رعبًا مستمرًا حتى اليوم.
بعد سنتين فقط ظهر مصطلح «ساعة القيامة»، أطلقه مجلس إدارة مجلة علماء الذرة التابعة لجامعة شيكاغو. هذه الساعة ترمز لاقتراب نهاية العالم بسبب السباق النووي المحموم بين الدول، ونزقها السياسي. وعندما تصل عقاربها إلى منتصف الليل، يعني ذلك قيام حرب تفني البشرية، فيما يشير عدد الدقائق المتبقية إلى احتمال وقوع الكارثة.
لا نعرف كم دقيقة أو ثانية تفصلنا عن منتصف ليل تلك الساعة، لكنها تذكرنا دوما بجرأة الإنسان على قتل أخيه بكل ما اخترعه من أسلحة. ويبدو أننا مطالبون بفهم أكثر فطنة لما قاله أوباما: إن القادة المنغمسين في أتون الحروب يملكون ما لا يملكه سواهم حين يتخذون قرارات الموت الشامل.
اليوم كوكبنا المكلوم، بصورة أو بأخرى، يقبع في قلب غيمة فطر، أو تحت رحمة طفل وليد. فاحتمالات استخدام الأسلحة النووية لا تقل خطورة عن زمن ذروة الحرب الباردة.
وفي الذكرى الثمانين لمأساة هيروشيما، لا تزال الأمم المتحدة تدعو الدول النووية إلى الالتزام بعدم البدء باستخدام تلك الأسلحة، محذرة من أن البشرية تعبث بمسدس محشو مصوب إلى رأسها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وطنا نيوز
منذ 3 ساعات
- وطنا نيوز
قوافل الأمل بين حجارة المستوطنين وضرائب الاحتلال
بقلم/د. سعيد محمد ابو رحمه- فلسطين – غزة في غزة لم يعد الجوع مجرد شعور مؤقت، بل أصبح واقعًا دائمًا يعيشه الناس يومًا بعد يوم. آلاف العائلات تنتظر وصول شاحنات المساعدات، علّها تحمل ما يسد رمق أطفالها. لكن حتى هذه القوافل لم تسلم، فالمستوطنون باتوا يعترضونها، يهاجمونها، في مشهد يعكس مستوى التوحش في التعامل مع مأساة إنسانية. في الأيام الأخيرة، ظهرت مقاطع مصوّرة لمستوطنين يعتدون على قوافل مساعدات أردنية متجهة إلى قطاع غزة. لم تكن تلك الهجمات عشوائية، بل حملت رسالة سياسية واضحة: حتى الدعم الإنساني يجب أن يمرّ عبر بوابة السيطرة والعقاب الجماعي. كما لو أن الاعتراضات الميدانية لا تكفي، قررت السلطات الإسرائيلية فرض رسوم جمركية باهظة على شاحنات الإغاثة الإنسانية – تصل إلى 300 دولار على كل شاحنة. هذا الإجراء أثار غضبًا واسعًا في الأوساط الفلسطينية والدولية، واعتُبر وسيلة ممنهجة لخنق القطاع اقتصاديًا ومنع دخول الإمدادات الأساسية. أحد المواطنين في غزة قال: نام أولادي بلا خبز أمس، وقيل لنا إن الشاحنات في الخارج… تُفحص، تُعتدى عليها، وتُفرض عليها رسوم! هل أصبح الخبز بحاجة لتأشيرة أمنية؟ وفي شهادة أخرى، أضافت أم لطفلين: لم نعد ننتظر الشاحنات فقط، نحن ننتظر رحمة العالم. في كل يوم نتساءل إن كنا سنأكل أم لا. رغم كل العقبات، تواصل المملكة الأردنية الهاشمية إرسال مساعداتها إلى غزة، عبر طائرات إنزال أو المستشفى الميداني. لكن الحملة الإعلامية الإسرائيلية وبعض الأطراف المشبوهة تسعى لتشويه هذا الدور، متهمة الأردن بتسييس المساعدات، في محاولة لتقويض التضامن العربي مع غزة. ولأن تجويع السكان هو أداة ضغط فعّالة في حروب طويلة الأمد. عندما يُصبح الجوع لغة التفاوض، تُستبدل المعابر بالمساومات، ويُصبح الخبز مشروعًا سياسيًا وليس حقًا إنسانيًا. يجب على المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن تتحرك لحماية قوافل المساعدات ومنع فرض الضرائب عليها. ويجب أن يكون هناك توثيق حي من داخل غزة يظهر الأثر الإنساني الحقيقي لتلك المساعدات، لكشف زيف الروايات التي تحاول تبرير الحصار. إن تجويع الناس ليس استراتيجية. إنه جريمة. وما يُمارَس في غزة اليوم ليس فقط حصارًا، بل وصمة عار في جبين الإنسانية.


صراحة نيوز
منذ 3 ساعات
- صراحة نيوز
الإمارات.. نبض الإنسانية حين يخذل العالم الضمير
صراحة نيوز- بقلم: فهد فايز العملة حين يعمّ الصمت، ويبهت صوت الضمير، وتغيب الرحمة عن موائد السياسة، تُطلّ الإمارات العربية المتحدة، كعادتها، في وقت الشدة، حاملةً في يدها دواءً وفي الأخرى كرامة، وفي قلبها إنسانية لا تعرف التردد. في غزة المنكوبة، حيث يموت الأطفال بصمت، وتُهدم البيوت على أصحابها، ويكاد اليأس يبتلع الأمل… كانت الإمارات كما عهدناها: أول الواصلين، وأصدق المُلبّين. لم تنتظر مؤتمرات، ولا صفقات، ولا كاميرات، بل انطلقت بتوجيهات مباشرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، نحو القلوب الجريحة، لتُداويها قبل أن تنطق بالنداء. منذ بداية الكارثة، والإمارات تسابق الزمن في إقامة المستشفيات الميدانية، وتسيير قوافل الإغاثة، وفتح الجسور الجوية والبرية والبحرية. لم تكن تلك مجرد مساعدات، بل كانت رسائل حب، ووفاء، والتزام تاريخي لا يتزحزح تجاه الشعب الفلسطيني، الذي تتقاسم معه الإمارات همّه، وجراحه، وحقه في الحياة بكرامة. إنّ ما تقوم به الإمارات ليس طارئًا ولا رد فعلٍ عاطفي، بل هو امتداد لرؤيةٍ قيادية نبيلة، تؤمن أن الإنسان أولًا، وأن الواجب الأخلاقي لا يخضع لحسابات الربح والخسارة. توجيهات سمو الشيخ محمد بن زايد لم تترك مجالًا للشك: العمل الإنساني في عقيدة الإمارات ليس منّة، بل شرف وواجب والتزام أصيل. غزة اليوم، لا تنزف وحدها، لأن هناك من لا يزال يؤمن أن الأخوّة لا تباع ولا تُشترى. وأن الكِبَر الحقيقي هو أن تُسعف قلبًا مكسورًا، لا أن تكتفي بإدانةٍ باردة أو صمتٍ مخجل. وحدها الإمارات، في هذا الظرف الصعب، تُثبت مرة تلو الأخرى أنها دولة أفعال لا شعارات، وأنها ما زالت على عهدها مع القيم، مع العروبة، مع الإنسان. شكرًا للإمارات.. شكرًا لقيادتها وشعبها.. شكرًا لهذا النبل المستمر، ولهذه الشهامة المتجددة في زمنٍ باتت فيه المروءة عملة نادرة. من قلبي، ومن قلب كل عربي شريف..


رؤيا نيوز
منذ 5 ساعات
- رؤيا نيوز
جيش الاحتلال يهاجم أهدافا لحز.ب الله
قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي ليل الأربعاء، إن 'الجيش' هاجم أهدافا وصفها بـ'الإرهابية' لحزب الله تضم مستودعات أسلحة ومنصة صاروخية وبنى تحتية في جنوب لبنان. وأضاف أدرعي عبر منصة 'إكس' أن الأهداف شملت مستودعات أسلحة ومنصة صاروخية وبنى تحتية استخدمها الحزب لتخزين آليات هندسية مخصصة لإعادة إعمار 'بنى تحتية إرهابية' في المنطقة. وتابع أن حزب الله يواصل محاولاته لترميم بنى تحتية في أنحاء لبنان. واستهدفت سلسلة غارات إسرائيلية، أطراف دير سريان الشمالية لناحية مجرى نهر الليطاني جنوبي لبنان. وأفادت 'الوكالة الوطنية للإعلام' في لبنان بسقوط إصابات جراء غارات إسرائيلية استهدفت مرآباً للآليات والجرافات بجوار منازل مأهولة في دير سريان. ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي مساء الأربعاء سلسلة غارات جوية مستهدفاً المنطقة الواقعة بين بلدات يحمر الشقيف وعدشيت القصير ودير سريان جنوبي لبنان. ومنذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، يسري في لبنان اتفاق لوقف إطلاق النار بعد نزاع امتد أكثر من عام بين 'إسرائيل' وحزب الله، تحوّل إلى مواجهة مفتوحة اعتباراً من أيلول/ سبتمبر. لكن رغم ذلك، يشن الاحتلال الإسرائيلي باستمرار غارات في مناطق لبنانية عدة، خصوصاً في الجنوب، تقول غالباً إنها تستهدف عناصر في الحزب أو مواقع له. ويزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه يواصل العمل 'لإزالة أي تهديد' ضده، مشددا على أنه لن يسمح للحزب بإعادة تأهيل بنيته العسكرية. كذلك توعد بمواصلة شن ضربات ما لم تنزع السلطات اللبنانية سلاح حزب الله. ونص وقف النار بوساطة أميركية على انسحاب حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالي 30 كيلومتراً من الحدود) وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز انتشار الجيش وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل). ونص على انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق تقدمت إليها خلال الحرب، إلا أن 'إسرائيل' أبقت على وجودها في 5 مرتفعات استراتيجية، يطالبها لبنان بالانسحاب منها. وفي وقت سابق، تصاعدت وتيرة التوتر السياسي في لبنان عقب اتخاذ حكومة نواف سلام قراراً بتكليف الجيش اللبناني إعداد خطة لحصر السلاح بيد الدولة قبل نهاية العام، في خطوة اعتبرها حزب الله بمثابة استهداف مباشر لما وصفه بـ'سلاح المقاومة'، واعتبرته حركة 'أمل' استعجالاً 'لتقديم المزيد من التنازلات المجانية'. وفي بيان شديد اللهجة، وصف حزب الله القرار بأنه 'خطيئة كبرى' تمس بأسس الدفاع الوطني في وجه العدوان الإسرائيلي-الأميركي، واعتبر قرار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية بمثابة 'مخالفة ميثاقية واضحة'، بدعوى انتهاكه للبيان الوزاري الذي التزمت فيه الحكومة بتحرير الأراضي اللبنانية عبر القوى الذاتية، لا عبر الاستجابة لمطالب خارجية، بحسب البيان. واتهم حزب الله الحكومة بـ'الاستسلام' أمام ضغوط الموفد الأميركي توم باراك، واعتبر أن تمرير هذا القرار بمثابة 'منح إسرائيل فرصة للعبث بأمن لبنان وجغرافيته'، وانتهى إلى أن الحزب سيتعامل مع القرار على اعتبار أنه 'غير موجود'، مشددًا على انفتاحه على الحوار، 'لكن فقط في مناخ بعيد عن الضغوط والعدوان'، بحسب تعبيره. وقبل أيام قليلة، أكد وزير العدل اللبناني أنه لن يُسمح لـ'حزب الله' بجر لبنان والشعب اللبناني معه في حال اختار الانتحار برفضه تسليم السلاح. وقال نصار في تغريدة على منصة 'إكس'، إن 'حزب الله إذا اختار الانتحار برفض تسليم سلاحه، فلن يسمح له بأن يجر لبنان والشعب اللبناني معه'.