logo
هجاء الطوائف... وهشاشة الوطن

هجاء الطوائف... وهشاشة الوطن

الشرق الأوسطمنذ 13 ساعات
كشفت الصراعات الجارية بسوريا، ومن قبلُ في العراق، ومن قبلُ في الإقليم كُلّه، عن إرثٍ مريضٍ من خزائن القرون المتراكمة، من الشيطنة المتبادلة، بين الطوائف والإثنيات والجهويات، كل قوم بما لديهم فرحون، وبه مؤمنون.
قلتُ كشفت؟!
لا... بل أعادت اكتشاف هذا الإرث العليل. ننظر إلى آخر ما جرى.
المواجهات السياسية التي تصل للمواجهات العسكرية الأمنية، ليست حديثة عهد في سوريا، وفي السويداء مثلاً، حيث الغالبية الدرزية طائفياً. هناك تاريخ مديد من تشبّث الأهالي هناك بهويّتهم، ليست الدينية فقط، بل الاجتماعية والثقافية، والتاريخ الحديث يخبرنا عن ذلك منذ أيام حملة إبراهيم باشا، ابن عزيز مصر، محمد علي باشا، على بلاد الشام الشهيرة، مروراً بالعهود العثمانية، ثم الفرنسية، ثم الجمهورية الدستورية، ثم عهد الانقلابات العسكرية (خاصّة عهد الشيشكلي)، إلى عهود الأسدين، إلى العهد الحالي.
اليوم، مع «سِيرك» السوشيال ميديا، نرصد إقحام العوامّ وأشباه العوامّ في معمعة الشجارات السياسية، ونبش الهجائيات الطائفية القديمة، ورشّ الخرافات الشتائمية الجديدة عليها.
في عهد الانفتاح وازدهار الجامعة الوطنية الشاملة للجميع، تُكسر الأسوار الطائفية، وغير الطائفية، وتنبتُ على تربة الوطن الصحيحة، نباتات جديدة، من داخل تربة الطوائف، نباتات تصلُ الأشجار ببعضها، لتكوّن حديقة الوطن الغنّاء.
نشرت هذه الجريدة عرضاً مُغرياً عن كتاب صدر عن «المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات» تحت عنوان: «الحركة الإصلاحية عند العلويين من خلال قراءة تراجم شيوخهم في القرن التاسع عشر»، من تأليف (إياس أحمد حسن).
تناول الكتاب ملامح الإصلاح والنهضة لدى شيوخ الطائفة العلوية بسوريا وجنوب تركيا الغربي خلال القرن التاسع عشر، مركّزاً على دورهم في تجاوز العزلة والتهميش عبر الانفتاح على المذاهب الإسلامية الأخرى، والالتزام بالأركان الدينية، ونبذ الخرافات.
كما يُبرِزُ الكتاب إيمان العلويين في تلك المرحلة بالعلوم الحديثة، ونشر التعليم، وفتح المدارس، والنهضة اللغوية والأدبية.
يستند الكتاب إلى مجموعة من المخطوطات النادرة، أبرزها «تذكرة الأفكار» للشيخ علي حسن القاضي (1879)، ومؤلفات الشيخ يوسف علي الخطيب، وآل حرفوش، وغيرها، لرصد معالم الإصلاح المبكر الذي تجلّى في ثلاثة ملامح: الشكّ في مقاربة تاريخ تأسيس الطائفة، خصوصاً في سيرة الأمير المكزون السنجاري، والوعي التاريخي في حفظ تراجم الشيوخ وتوثيقها، والانفتاح على الشعائر الإسلامية، كأداء الحج، والقيادة الدينية والاجتماعية.
أي أن الحيوية الفكرية والاجتماعية الجديدة لدى طائفة العلويين المعزولة في كل تاريخها، تزامنت مع حيوية وطنية فكرية جديدة... هذا بذاك.
نعم، سيظلُّ هناك المرتابون الجامدون، داخل الطوائف، في كلّ الأحوال، لكن عددهم يقلُّ وصوتهم يخفتُ مع ازدهار الحِسّ الوطني.
الهجاء الطائفي، من أي طائفة ضد أي طائفة، يزيدها تخندقاً، ويزيد أوهام وهجائيات الآخرين عنها... يتبخّرُ هذا حين تزدهر السياسات الوطنية الجامعة «الحقيقية».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الرئيس اللبناني للاريجاني: نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية
الرئيس اللبناني للاريجاني: نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 دقائق

  • الشرق الأوسط

الرئيس اللبناني للاريجاني: نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية

أبلغ الرئيس اللبناني جوزيف عون أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، اليوم الأربعاء، رفض «أي تدخل في شؤوننا الداخلية»، واصفاً بعض التصريحات الإيرانية الأخيرة بشأن نزع سلاح «حزب الله» بـ«غير مساعدة». وقال عون خلال لقائه لاريجاني، وفق ما أوردت الرئاسة على منصة «إكس»: «نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة»، موضحاً أنه «من غير المسموح لأي جهة كانت ومن دون أي استثناء حمل السلاح والاستقواء بالخارج». الرئيس عون خلال لقائه الدكتور لاريجاني:- لبنان راغب في التعاون مع إيران ضمن حدود السيادة والصداقة القائمين على الاحترام المتبادل.- اللغة التي سمعها لبنان في الفترة الأخيرة من بعض المسؤولين الإيرانيين، غير مساعدة.- الصداقة التي نريد ان تجمع بين لبنان وإيران لا يجب ان تكون من... — Lebanese Presidency (@LBpresidency) August 13, 2025 وتأتي زيارة لاريجاني بعد تدخلات إيرانية في الشؤون اللبنانية تمثلت بإطلاق علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، تصريحات «مشبوهة ومرفوضة»، حسب ما وصفها وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي. وكانت «وكالة تسنيم» الإيرانية قد نقلت قبل أيام عن ولايتي قوله: «إن خطوات الحكومة اللبنانية لنزع سلاح (حزب الله) ستفشل»، مشيراً إلى أن إيران «تعارض حتماً نزع سلاح (حزب الله)؛ لأنها لطالما دعمت شعب لبنان ومقاومته، ولا تزال تواصل هذا الدعم حتى الآن». ولفت إلى أنها «ليست المرة الأولى التي تُطرح فيها مثل هذه الأفكار في لبنان، لكنها، كما فشلت سابقاً، ستفشل هذه المرة أيضاً»، وأن المقاومة ستصمد في مواجهة ما وصفها بـ«المؤامرات». وهو ما ردّ عليه رجّي بالقول: «بعض المسؤولين الإيرانيين يتمادون في إطلاق تعليقات مشبوهة على قرارات داخلية لبنانية... لن نقبل بهذه الممارسات الإيرانية المرفوضة تحت أي ظرف»، مؤكداً «أنه لا حق لأي طرف أن يتحدث باسم الشعب اللبناني أو أن يدعي حق الوصاية على قراراته السيادية».

عون للاريجاني: نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية
عون للاريجاني: نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية

عكاظ

timeمنذ 12 دقائق

  • عكاظ

عون للاريجاني: نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية

شدد الرئيس اللبناني جوزيف عون، خلال لقاء أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، على أن لبنان يرفض أي تدخل في شؤونه الداخلية من أي طرف. وقال في بيان، اليوم (الأربعاء): نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة.. ونريد أن تبقى الساحة اللبنانية آمنة ومستقرة لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين من دون تمييز. وأكد عون أن من غير المسموح لأي جهة كانت ومن دون أي استثناء حمل السلاح والاستقواء بالخارج، مشدداً على أنّ الدولة اللبنانية وقواها المسلحة مسؤولة عن أمن جميع اللبنانيين من دون أي استثناء. وقال إن أي تحديات تأتي من العدو الإسرائيلي أو من غيره، هي تحديات لجميع اللبنانيين وليس لفريق منهم فقط، وأهم سلاح لمواجهتها هو وحدة اللبنانيين. وأوضح الرئيس اللبناني أن بلاده "راغبة في التعاون مع إيران ضمن حدود السيادة والصداقة القائمين على الاحترام المتبادل".وقال إن" اللغة التي سمعها لبنان في الفترة الأخيرة من بعض المسؤولين الإيرانيين، غير مساعدة"، لافتا إلى أن "الصداقة التي نريد أن تجمع بين لبنان وإيران لا يجب أن تكون من خلال طائفة واحدة أو مكوّن لبناني واحد بل مع جميع اللبنانيين". وكان لاريجاني أعلن فور وصوله بيروت، وقوف بلاده إلى جانب الشعب اللبناني في جميع الظروف. وقال للصحفيين من مطار بيروت، حيث استقبله وفد من حزب الله وحليفته حركة أمل: «إذا عانى الشعب اللبناني يوماً ما، فسنشعر نحن أيضا في إيران بهذا الألم، وسنقف إلى جانب الشعب اللبناني العزيز في جميع الظروف». وأضاف: «سنسعى دائماً إلى تحقيق المصالح الوطنية للشعب اللبناني». وأكد لاريجاني بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، أن «لبنان بلد صديق لنا ولدينا الكثير من الروابط التاريخيّة واليوم لدينا أحسن العلاقات معه». وقال: «نحن مؤمنون أنّه من خلال الحوار الودي والشامل والجاد في لبنان يُمكن لهذا البلد الخروج بقرارات صائبة». وأضاف أن وحدة لبنان ونجاحه في الإنجازات والتطوّر والازدهار أمر مهمّ، وسياسة إيران مبنيّة على أن تكون الدول المستقلّة في المنطقة قويّة وهذا النهج يأتي على عكس ما تميل إليه بعض الدول. وكانت الحكومة اللبنانية كلفت الجيش الأسبوع الماضي، بوضع خطة تطبيقية لنزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام الحالي. ورفض الحزب القرار، مؤكداً أنه سيتعامل معه «كأنه غير موجود»، واتهم الحكومة بارتكاب «خطيئة كبرى». وسارعت طهران على لسان مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي، إلى التأكيد بأنها تعارض نزع سلاح حزب الله، لأنها ساعدت على الدوام الشعب اللبناني والمقاومة، وما زالت تفعل ذلك، وفق تعبيرها. واستدعت تصريحات ولايتي رداً من وزارة الخارجية اللبنانية، التي اعتبرتها «تدخلاً سافراً وغير مقبول في الشؤون الداخلية». أخبار ذات صلة

القواعد الروسية في سوريا.. إعادة تموضع أم انسحاب؟
القواعد الروسية في سوريا.. إعادة تموضع أم انسحاب؟

الشرق السعودية

timeمنذ 32 دقائق

  • الشرق السعودية

القواعد الروسية في سوريا.. إعادة تموضع أم انسحاب؟

بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، تواجه روسيا تحدياً وجودياً للحفاظ على أهم أصولها الاستراتيجية في الشرق الأوسط: قاعدتي حميميم وطرطوس. هذه القواعد، التي تضمن لموسكو منفذها الوحيد على البحر المتوسط، وجسراً لوجستياً حيوياً لإفريقيا، بات مصيرها غامضاً. وبينما تجري مفاوضات مع القيادة السورية الجديدة، تشير تقارير غربية إلى بدء تفكيك أسلحة استراتيجية، ما يطرح سؤالاً حاسماً: هل تتجه روسيا نحو إعادة تموضع أم انسحاب؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store