logo
بـ«إيميل خاطئ».. جندي بريطاني يعرّض حياة 25 ألف أفغاني للخطر

بـ«إيميل خاطئ».. جندي بريطاني يعرّض حياة 25 ألف أفغاني للخطر

خطأ كارثي ارتكبه جندي بريطاني كلف الحكومة ودافعي الضرائب 7 مليارات جنيه استرليني.
وبشكل غير مقصود، قام جندي من مشاة البحرية الملكية البريطانية بتوزيع رسالة بريد إلكتروني تتضمن جدول بيانات يحتوي على تفاصيل 25 ألف أفغاني، بمن فيهم أفراد عائلاتهم.
وهؤلاء الأفغان ساعدوا القوات البريطانية خلال الحرب مع حركة طالبان، وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "تليغراف البريطانية".
وانطلاقًا من مقر القوات الخاصة في ثكنات "ريجنتس بارك" بوسط لندن، أرسل الجندي المسؤول عن فحص طالبي اللجوء، البريد الإلكتروني إلى مجموعة من الأفغان الذين يثق بهم في المملكة المتحدة.
وكان الجندي مكلفا بالتحقق مع الأفغان الموثوق بهم من أن الذين تقدموا بطلبات لجوء كانوا جزءا من وحدات قاتلت إلى جانب القوات البريطانية.
وكان أفراد معارفه، بدورهم، يرسلون الأسماء إلى زملائهم الذين ما زالوا في أفغانستان؛ لضمان أن بريطانيا لا تنقل سوى العائلات التي لديها حق حقيقي في إعادة التوطين بالمملكة المتحدة.
لكن الكارثة وقعت لأن الجندي قام بإرسال جدول البيانات بأكمله، وليس مجرد بضعة أسماء وذلك بمناسبتين: في فبراير/شباط 2022، وهو ما أدى إلى تعريض آلاف الأرواح للخطر، في حين قدّرت الحكومة تكلفة إصلاح هذه الفوضى بـ7 مليارات جنيه استرليني.
وبموجب أمرٍ قضائي، مُنعت صحيفة "تليغراف"، إلى جانب عددٍ من وسائل الإعلام الأخرى، من الكشف عن أي تفاصيل حول الخطأ أو حتى عن وجود الأمر القضائي نفسه.
وفي وقت إرسال البريد الإلكتروني، كانت الحكومة تُسارع إلى الوفاء بوعدها بتوفير ملاذٍ آمن للأفغان، بمن فيهم الجنود والمترجمون الفوريون، الذين قاتلوا إلى جانب القوات البريطانية بعد الغزو عام 2001 حتى سقوط كابول في أيدي طالبان في أغسطس/آب 2021.
وكان هناك عشرات الآلاف من الأسماء الموجودة في قاعدة البيانات لأفغان تقدّموا بطلبات لجوء للمملكة المتحدة بموجب برنامج "أراب" المُصمّم خصيصًا.
كما تضمنت قاعدة البيانات معلومات عن أفغان تقدموا بطلبات إلى برنامج مماثل يُسمى "برنامج إعادة توطين المواطنين الأفغان"، لكن مجرد تقدمهم بطلب اللجوء عرّض حياتهم للخطر.
بعد 18 شهرا
لمدة 18 شهرًا، بدت وزارة الدفاع غافلة عن أزمة البريد الإلكتروني لكن كل ذلك تغير في أغسطس/آب 2023 حينما كتب أحد الأشخاص إلى النائب العمالي لوك بولارد وإلى وزير القوات المسلحة المحافظ جيمس هيبي مُحذّرًا إياهما من انتشار جدول البيانات على نطاق واسع عبر الإنترنت، ولكن بعد 4 أيام انتشرت مقتطفات من الجدول على فيسبوك.
وفي مجموعة يستخدمها 1300 أفغاني بحاجة إلى الانتقال، وقد يكون بعضهم من المتسللين من طالبان، كتب المستخدم المعروف فقط باسم "العضو المجهول" أنه يمتلك قاعدة بيانات تحتوي على سجلات 25 ألف متقدم وقال "أريد الكشف عنها".
ويُعتقد أن المستخدم الذي نشر المقتطفات كان أفغانيًا أُرسلت إليه قاعدة البيانات، ورُفض طلب لجوئه لاحقًا.
ولإثبات صحة القائمة، نشر بعد ذلك التفاصيل الشخصية لتسعة أفغان تقدموا بطلبات لجوء، ومع تنبيه الموظفين البريطانيين الذين يديرون برنامج "أراب" في باكستان، بدأ ناقوس الخطر يدق.
وبحلول عصر يوم 14 أغسطس/آب، تلقى 1800 أفغاني في باكستان رسالة تحذرهم من احتمال حدوث اختراق لبيانات الاتصال الخاصة بهم، في حين أبلغ بعضهم عن تلقيهم اتصالات من أرقام هواتف إيرانية عبر "واتساب"، تطلب منهم الكشف عن نسخ ضوئية من جوازات سفرهم.
وفي غضون ذلك، سعى الجواسيس إلى حذف أي أثر للقائمة من الخوادم في الخارج، وخلال 3 أيام تم حذف المنشورات بعدما تواصل مسؤولون من وزارة الدفاع مع شركة ميتا، مالكة فيسبوك وتم إبلاغ الشرطة لكن تقرر عدم ضرورة إجراء تحقيق جنائي.
ومن المفهوم أن أفرادًا في المملكة المتحدة وباكستان لا يزال بحوزتهم قاعدة البيانات، وفي حالة واحدة على الأقل، انتقلت ملكية القاعدة إلى شخص آخر مقابل مبلغ كبير من المال، يُعتقد أنه مكون من خمسة أرقام.
الحقيقة
كان السؤال المقلق للحكومة في ذلك الوقت هل كان هناك اختراق غير قانوني؟
وأطلعت وزارة الخارجية أجهزة الاستخبارات على الأمر، وطلبت منها التحقق مما إذا كانت دولة معادية مسؤولة عن التسريب، كما أُبلغت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وبعد أيام، اكتشف المسؤولون حقيقة التسريب الذي تم بالخطأ.
ومنذ ذلك الوقت، دخلت الحكومة في حالة طوارئ وقررت أن أي تلميح لجدول البيانات قد يُعرّض حياة الناس للخطر، فأصدرت وزارة الدفاع ما يُسمى "إشعار D" تطلب فيه من الصحف الامتناع عن نشر معلومات حول الاختراق.
ودخلت الحكومة في سباق مع الزمن للوصول إلى الأفغان المُحددين في جدول البيانات قبل أن تتمكن طالبان من ذلك.
وكان بن والاس، وزير الدفاع البريطاني آنذاك، غاضبًا للغاية وقلقًا بشأن سلامة البيانات ولم يُصدّق السماح بحدوث مثل هذا الاختراق المستهتر.
وقبل استقالته، طلب والاس من المحكمة العليا إصدار أمر قضائي لمنع نشر المعلومات وهو ما صدر في أول سبتمبر/أيلول الماضي بالتزامن مع تعيين غرانت شابس خلفا له.
وفي ذلك الوقت، أطلق الوزراء عملية "روبيفيك"، التي تهدف إلى جلب آلاف العائلات الأفغانية الأكثر عرضة للخطر إلى المملكة المتحدة، عبر باكستان وأُبقيت أعدادهم خارج السجلات الرسمية، بعد نقلهم جواًً.
كلفة
مع حظر النشر، كان البرلمان يجهل القضية رغم إبلاغ رئيسي مجلسي اللوردات والعموم سرًا، في حين قدرت وزارة الدفاع للتكلفة الإجمالية لإحضار الأفغان إلى بريطانيا بـ4 مليارات جنيه إسترليني.
وارتفع المبلغ لاحقا إلى 7 مليارات جنيه إسترليني، قبل أن يُخفّض إلى 6 مليارات جنيه إسترليني، وهو مبلغ استثنائي بكل المقاييس.
وبحلول مايو/أيار 2024 قررت لجنة فرعية وزارية برئاسة نائب رئيس الوزراء آنذاك، أوليفر دودن، السماح بدخول 11,500 أفغاني إلى بريطانيا نتيجةً للتسريب، لكن لم يُعلن عن القرار للبرلمان ولم يخضع لأي تدقيق عام.
ومع تغيير الحكومة البريطانية في يوليو/تموز 2024، أبقى حزب العمال الأمور سرية، وبحلول يناير/كانون الثاني الماضي، تم تكليف الموظف الحكومي المتقاعد بول ريمر، نائب رئيس استخبارات الدفاع السابق، بمراجعة المخاطر.
وعلمت "تليغراف" أنه بحلول أبريل/نيسان الماضي، كان الوزراء على دراية بأن خطر نشر القصة تضاءل وأنه لا توجد أدلة على نية طالبان شن حملة انتقامية.
aXA6IDE1NC4yMS42NC45OCA=
جزيرة ام اند امز
CA
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

باكستان والصين.. تحالف دفاعى لمواجهة الإرهاب وتحديات الإقليم
باكستان والصين.. تحالف دفاعى لمواجهة الإرهاب وتحديات الإقليم

البوابة

timeمنذ 14 ساعات

  • البوابة

باكستان والصين.. تحالف دفاعى لمواجهة الإرهاب وتحديات الإقليم

فى ظل تزايد العمليات الإرهابية فى باكستان، وتنامى التهديدات التى تواجه مشروع الممر الاقتصادى الصيني-الباكستانى (CPEC)، تتعزز الحاجة إلى تعاون استراتيجى أكثر عمقًا بين بكين وإسلام آباد فى مجال مكافحة الإرهاب. هذا التعاون لم يعد خيارًا تكتيكيًا، بل تحول إلى ضرورة تفرضها الجغرافيا، وتشكلها المصالح المشتركة، وتقودها التحديات المتصاعدة التى تضرب استقرار باكستان وتهدد الاستثمارات الصينية الهائلة فى البلاد. الأمن الإقليمى فى الصدارة خلال الزيارة، عقد رئيس أركان الجيش الباكستانى اجتماعات مكثفة مع عدد من كبار المسئولين الصينيين، من بينهم نائب الرئيس هان تشنغ ووزير الخارجية وانغ يى. وركزت هذه اللقاءات على جملة من القضايا الاستراتيجية، فى مقدمتها الأمن الإقليمى والديناميكيات الجيوسياسية المتغيرة فى جنوب ووسط آسيا، إضافة إلى التعاون المتنامى ضمن مشروع الممر الاقتصادى الصيني-الباكستانى (CPEC)، الذى يُعد ركيزة اقتصادية أساسية فى العلاقات بين البلدين. وفى بيان مشترك، أعرب الجانبان عن «ارتياحهما العميق لوتيرة ومستوى التعاون الثنائي»، مؤكدين التزامهما بمبادئ السيادة المتساوية، والشراكة الاستراتيجية الشاملة، والتنسيق فى المحافل الإقليمية والدولية، لا سيما فى ظل بيئة أمنية تتسم بعدم الاستقرار فى آسيا الوسطى وأفغانستان. تصاعد مقلق للإرهاب.. تهديد متعدد الأبعاد شهدت باكستان فى السنوات الأخيرة موجات متكررة من العمليات الإرهابية، تصاعدت بشكل لافت منذ استيلاء طالبان على الحكم فى أفغانستان عام ٢٠٢١. وبحسب تقارير معهد الدراسات الأمنية فى إسلام آباد، فقد زادت وتيرة الهجمات بنسبة ٦٠٪ خلال عام ٢٠٢٣، وشهد عام ٢٠٢٤ معدلات مروعة فى عدد الضحايا، خصوصًا فى إقليم خيبر بختونخوا وبلوشستان. وتتنوع خلفيات الجماعات المنفذة لتلك الهجمات، بين حركة طالبان الباكستانية (TTP)، وتنظيم «داعش-خراسان»، والانفصاليين فى بلوشستان، والذين ركزوا بشكل متزايد على استهداف العمال والمشروعات الصينية. هذه التهديدات الإرهابية لا تنبع فقط من دوافع أيديولوجية، بل تحركها عوامل إقليمية معقدة، منها هشاشة الوضع الأمنى فى المناطق الحدودية مع أفغانستان، وتراخى الحكومة الأفغانية فى لجم تحركات الجماعات المسلحة التى تتخذ من الأراضى الأفغانية ملاذًا آمنًا. كما أن بعض تلك الجماعات تستغل الخطاب المناهض للتدخلات الأجنبية فى البلاد، وتستثمر فى حالة الاستياء الشعبى المحلى تجاه بعض مشروعات CPEC، التى يعتبرها البعض تهميشًا للمجتمعات المحلية. هذه الديناميكيات الداخلية المعقدة تجعل من محاربة الإرهاب فى باكستان معركة طويلة الأمد، تتطلب شراكات أمنية أوسع، لا سيما مع قوى دولية لها مصالح مباشرة مثل الصين. ما الذى يمكن أن تقدمه الصين؟ لم تكن الصين تقليديًا لاعبًا نشطًا فى الشئون الأمنية خارج حدودها، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تحولًا تدريجيًا فى عقيدتها الأمنية، خاصة فى ضوء توسع استثماراتها الخارجية عبر مبادرة «الحزام والطريق». وتعد باكستان من أهم حلفاء الصين، وأكثرهم اعتمادًا على الدعم الاقتصادى والأمنى الصينى، مما يبرر اهتمام بكين المتزايد بدعم الجهود الباكستانية لمكافحة الإرهاب. تقدم الصين دعمًا استخباراتيًا متطورًا، وقد زادت من مستوى التنسيق الأمنى مع باكستان عبر آلية «الاجتماع المشترك لمكافحة الإرهاب»، الذى يُعقد دوريًا بين وزارتى الدفاع والداخلية فى البلدين. كما ساعدت بكين فى توفير تكنولوجيا متقدمة للمراقبة الجوية والبرية، تشمل طائرات مسيرة وأنظمة مراقبة إلكترونية عالية الدقة، جرى استخدامها فى مناطق القبائل وبلوشستان. وتشير تقارير غير معلنة إلى أن الصين قد خصصت ميزانية خاصة لدعم العمليات الأمنية حول مشروعات CPEC، فضلًا عن قيامها بتدريب وحدات خاصة من الشرطة الباكستانية، تعرف باسم «قوة الحماية الخاصة»، والتى تتولى تأمين المشاريع الصينية والعاملين فيها. كما تسعى بكين إلى تعزيز التعاون الثلاثى مع باكستان وأفغانستان لتضييق الخناق على الجماعات العابرة للحدود. جدير بالذكر أن الصين تمتلك خبرة قوية فى محاربة الحركات الانفصالية داخل حدودها، خاصة فى إقليم شينجيانغ، وقد طورت نموذجًا متكاملًا فى التعامل مع التهديدات الداخلية، يجمع بين الوسائل الأمنية الصارمة والتكنولوجيا والرقابة المجتمعية. وتسعى بعض الدوائر الأمنية الباكستانية للاستفادة من هذه التجربة، خاصة فى مناطق التوتر كبلوشستان. أمن CPEC أولوية استراتيجية يشكل مشروع الممر الاقتصادى الصيني-الباكستانى (CPEC) حجر الزاوية فى العلاقات بين البلدين. ويمتد هذا المشروع من إقليم شينجيانغ الصينى شمالًا، حتى ميناء غوادر الباكستانى جنوبًا، متضمنًا استثمارات تزيد عن ٦٢ مليار دولار فى البنية التحتية والطاقة والنقل. تدرك باكستان أن تحقيق الاستقرار الأمنى هو شرط أساسى لجنى ثمار هذا المشروع، لا سيما أن الجماعات المسلحة أصبحت تركز فى عملياتها على استهداف مشروعات CPEC، فى محاولة لتعطيلها وكسب اهتمام إعلامى ودولى. وقد شهد العامان الأخيران استهداف عدد من المهندسين والعاملين الصينيين، ما دفع بكين إلى توجيه تحذيرات صارمة لإسلام آباد بضرورة تأمين هذه المشاريع. وتعتبر الصين أن حماية CPEC لا تخدم فقط المصالح الباكستانية، بل هى قضية أمن قومى بالنسبة لها، لأن الممر يمثل أحد أهم منافذها إلى المحيط الهندى، ويقلص اعتمادها على الممرات البحرية التقليدية المعرضة للتهديد الأمريكى. ولذلك، فإن بكين مستعدة للذهاب إلى أبعد مدى لحماية هذا الاستثمار، بما فى ذلك الضغط لتغيير السياسات الباكستانية تجاه الجماعات المسلحة، أو التدخل المباشر عبر أدواتها الاستخباراتية. وتفكر باكستان من جانبها فى تخصيص وحدات عسكرية مستقلة لحماية الممر الاقتصادى، كما تسعى للحصول على دعم مالى وتقنى من الصين لتعزيز قدراتها على مراقبة وتأمين خطوط الإمداد، خاصة فى المناطق الصحراوية والجبال الوعرة التى يسهل استخدامها كملاذات آمنة للمسلحين. تعاون ثلاثى مرتقب من أبرز النقاط التى ظهرت مؤخرًا فى النقاشات الأمنية بين الصين وباكستان، هو الدفع نحو إنشاء آلية ثلاثية مع أفغانستان لمواجهة التهديدات العابرة للحدود. تدرك بكين أن تجاهل الوضع الأمنى فى أفغانستان يعنى بقاء خاصرتها الغربية مكشوفة، وأن استقرار باكستان لن يتحقق بالكامل إلا بضبط الحدود بين البلدين. وقد عُقدت عدة اجتماعات ثلاثية على مستوى وزراء الخارجية خلال العامين الماضيين، وأُطلقت مبادرات لبناء الثقة وتبادل المعلومات الأمنية. وتطمح الصين لأن تساهم هذه الآلية فى استقرار المناطق الحدودية، خاصة أن لطالبان بعض النفوذ على الجماعات المسلحة الباكستانية، وقد تمارس ضغوطًا لضبط سلوكها، مقابل حوافز اقتصادية أو دبلوماسية من بكين. غير أن مستقبل هذا التعاون يظل مرهونًا بعدة عوامل، منها قدرة طالبان على ضبط الأمن الداخلى، ومدى تجاوبها مع الشروط الصينية، فضلًا عن مدى قدرة باكستان على التنسيق الفعّال فى الملفات الاستخباراتية الحساسة. لكن على المدى الطويل، فإن التعاون الثلاثى قد يشكل ركيزة لاستراتيجية أمنية إقليمية أكثر شمولًا. دلالات التوقيت ورسائل إقليمية تحمل زيارة رئيس الأركان الباكستانى إلى بكين دلالات متعددة فى توقيتها ومضمونها. فهى تأتى فى وقت تواجه فيه باكستان تحديات أمنية متزايدة على جبهتها الغربية، خاصة بعد تصاعد الهجمات فى إقليمى بلوشستان وخيبر بختونخوا، إلى جانب التوترات المتكررة على الحدود مع أفغانستان. فى المقابل، تتصاعد التنافسات الإقليمية فى منطقة آسيا الوسطى والمحيط الهندى، حيث تسعى القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة والهند، إلى تعزيز نفوذها فى مواجهة الصين. ومن هنا، فإن تكثيف التنسيق الأمنى بين بكين وإسلام آباد يُعد رسالة واضحة بأن البلدين يعتزمان الدفاع عن مصالحهما المشتركة فى وجه أى تهديدات محتملة. ويرى مراقبون أن باكستان، من خلال هذه الزيارة، تبعث برسالة طمأنة إلى بكين مفادها أنها لن تسمح بتهديد المصالح الصينية على أراضيها، فى ظل تصاعد استهداف المشاريع الصينية من قبل جماعات انفصالية ومسلحة. فى المقابل، تعيد الصين التأكيد على دعمها الثابت لباكستان، ليس فقط على الصعيد الأمنى، بل فى جميع المحافل الإقليمية والدولية. توازن استراتيجى فى بيئة متغيرة الزيارة تمثل أيضًا تأكيدًا على استراتيجية باكستان فى الحفاظ على توازن دقيق فى علاقاتها مع القوى الكبرى، إذ ترى إسلام آباد أن علاقتها مع بكين لا تتعارض مع انفتاحها على قوى أخرى مثل الولايات المتحدة ودول الخليج. ومع ذلك، فإن عمق التعاون العسكرى مع الصين، والاستمرار فى التنسيق الأمنى رفيع المستوى، يعكس إدراكًا باكستانيًا لأهمية الاعتماد على شريك موثوق فى بيئة إقليمية غير مستقرة. وفى ضوء هذه التطورات، يبدو أن التحالف الباكستانى الصينى يشهد مرحلة جديدة من التبلور، لا تقتصر فقط على الدعم السياسى أو المشاريع الاقتصادية، بل تتوسع لتشمل التعاون الدفاعى والتنسيق الاستراتيجى، فى مواجهة تهديدات لا تفرق بين حدود الجغرافيا وأيديولوجيات الأطراف.

«غولف فورس وان».. «بولاريس» المدرعة ترافق ترامب في رياضته المفضلة
«غولف فورس وان».. «بولاريس» المدرعة ترافق ترامب في رياضته المفضلة

العين الإخبارية

timeمنذ 21 ساعات

  • العين الإخبارية

«غولف فورس وان».. «بولاريس» المدرعة ترافق ترامب في رياضته المفضلة

تم تحديثه الأحد 2025/7/27 03:02 م بتوقيت أبوظبي بعد نجاته من محاولتي اغتيال خلال عام واحد، آخرها قبل 10 أشهر أثناء لعب الغولف، عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لممارسة هوايته المفضلة، لكن هذه المرة وسط حراسة أمنية مشددة. وخلال ممارسته هوايته المفضلة في ملعب "ترامب ترنبري" الشهير بمقاطعة ساوث أيرشاير الاسكتلندية، بدا واضحًا أن الفريق الأمني لترامب قد رفع حالة التأهب الأمني إلى مستويات غير مسبوقة، بحسب صحيفة "التليغراف" البريطانية. وإلى بجانب الترتيبات الأمنية المعتادة من شاحنات عسكرية ونقاط تفتيش وقناصة متمركزين في أنحاء المنطقة المحيطة بالملعب، لفت الأنظار استخدام عربة غولف مدرعة سوداء تسير بالقرب منه طوال الجولة. ورغم اختيار ترامب قيادة عربة بيضاء عادية، أثارت المركبة التي تبعته، والتي كانت أكبر حجمًا ومصممة للسير على الطرق الوعرة، تساؤلات بين المتابعين والخبراء حول طبيعتها. وأكد خبراء أمنيون لصحيفة "تليغراف" أن العربة تحمل مؤشرات واضحة على أنها مدرعة بشكل متقن، مشيرين إلى عناصر مثل الشريط الأسود حول الزجاج الأمامي، والتصميم السميك للأبواب والألواح الجانبية، وهي تفاصيل تدل غالبًا على خضوع المركبة لعملية تدريع دقيقة. وقال غاري ريلف، مدير شركة آرمورد كار سيرفس والمتخصصة في تجهيز المركبات الأمنية، إن العربة تُظهر خصائص مألوفة لديهم كمصنّعين، إذ تتضمن عملية تدريع المركبات تفكيك المكونات الداخلية بالكامل – من السقف إلى الأرضية – لتركيب الدروع، ثم إعادة تجميع كل شيء بعناية بحيث يصعب اكتشاف التعديلات. وتابع: "لكن الزجاج الأمامي نادرًا ما يخفي التعديلات، خاصة إذا وُضع شريط أسود حوله". وحدد خبير أمني آخر طراز المركبة على أنها "بولاريس رانغر إكس بي"، وهي مركبة تُستخدم عادة في البيئات الوعرة من قبل فرق الطوارئ والمزارعين، لكنها هنا خضعت لتعديلات دقيقة لتوفير الحماية دون الإضرار بأرضية الملعب. وأشار إلى أن مستوى الحماية يرتبط بنوعية التهديدات المتوقعة، إذ يُستخدم زجاج بوليكربونات ضد التهديدات الخفيفة، في حين أن مواجهة أسلحة مثل بندقية "دراغونوف" عيار 7.62 ملم تتطلب زجاجًا مصفحًا سميكًا متعدد الطبقات، ما يعطي النوافذ لونًا داكنًا واضحًا. وتُعد مركبات بولاريس خيارًا شائعًا لدى أجهزة الشرطة البريطانية والفرق الميدانية مثل خفر السواحل والإنقاذ الجبلي، لكن الشركة كذلك تقدم حلولًا عسكرية وتدريعا لوكالات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة.ق aXA6IDEwNy4xNzIuNzUuOTcg جزيرة ام اند امز US

«الداخلية» المصرية تعلق على فيديو متداول لاحتجاز ضباط بـ«قسم المعصرة»
«الداخلية» المصرية تعلق على فيديو متداول لاحتجاز ضباط بـ«قسم المعصرة»

العين الإخبارية

timeمنذ 2 أيام

  • العين الإخبارية

«الداخلية» المصرية تعلق على فيديو متداول لاحتجاز ضباط بـ«قسم المعصرة»

تم تحديثه السبت 2025/7/26 01:53 م بتوقيت أبوظبي علّقت الشرطة المصرية على فيديو متداول عن احتجاز ضباط في قسم المعصرة في القاهرة، بعد ساعات من انتشاره على شبكات التواصل الاجتماعي. ونشرت الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية المصرية على "فيسبوك" تصريحًا منسوبًا لمصدر أمني، قال فيه إن مقطع الفيديو الذي تم تداوله بعدد من الأبواق الإعلامية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية بشأن احتجاز ضابط بأحد أقسام الشرطة بالقاهرة "مفبرك". وأشار المصدر إلى أن الوثائق التي تم تداولها في ذات الشأن لا تمتّ بصلة للواقع، وقد تم ضبط القائمين على إعدادها وترويجها، وجارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم. وأكد المصدر الأمني أن الشائعة تأتي "في إطار ما دأبت عليه الجماعة الإرهابية من تزييف الحقائق وترويج الشائعات للنيل من حالة الاستقرار التي تنعم بها البلاد، وهو ما يعيه الشعب المصري". وتصنّف مصر جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي وتحظر نشاطه في البلاد. والفيديو الذي يربط بين احتجاز الضباط وموقف مصر من غزة، يأتي في إطار مزاعم للإيحاء بمشاركة مصر في حصار القطاع، وهو ما ترفضه القاهرة. وتقول مصر إنها لم تغلق معبر رفح، المعبر الذي يربط غزة بالعالم الخارجي. وكانت إسرائيل قد نشرت جيشها في المعبر من الجانب الفلسطيني وأغلقته، ما أثار التوتر بين القاهرة وتل أبيب. وتُعد مصر راعيًا رئيسيًا لمفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس. وروج تنظيم حسم الإرهابي المرتبط بجماعة الإخوان فيديو خلال الأسابيع الماضية لعودة نشاطه في مصر، وقالت الداخلية إن الفيديو صور في دولة مجاورة لم يسمها واعتقل خلية تابعة للحركة. aXA6IDE0Mi4xNDcuMjQzLjE1OCA= جزيرة ام اند امز US

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store