
الديار: برّاك «يُناور» ويُدير «لعبة» تمرير الوقت؟.. لا ضمانات تكبح «اسرائيل»… و«العين» على لقاء بري.. مخاوف امنية من «خاصرة رخوة» في الشمال!
علما انه قال بان هجمات إسرائيل على سوريا جاءت في «توقيت سيئ»، وإن تل أبيب تفضل أن ترى سوريا «ممزقة ومقسمة» بدلا من أن تسيطر عليها دولة مركزية قوية..فماذا عن لبنان؟ وهل من يصدق ان واشنطن مكبلة ولا تستطيع المونة على «اسرائيل» التي تمعن في تمزيق خرائط المنطقة وتمعن في جرائمها واختراقها لسيادة الدول العربية، ام ان الدبلوماسية الاميركية تلعب دورا خبيثا ضمن خطة متفق عليها مسبقا ويتم العمل بها وفق اولويات الامن الاسرائيلي اولا؟ وكان لافتا بالامس كلام وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين الذي عبر عن حقيقة النوايا الاسرائيلية في المنطقة بقوله ان «اسرائيل» ستتنازل عن السلام مع السعودية والتطبيع لأن الأولوية هي فرض السيادة على الضفة الغربية.
ارتفاع نسق الضغوط
وفي هذا السياق، يبدو واضحا ان براك الغارق في اتون الازمة السورية التي عرضت صورته الى الاهتزاز، بعدما ظهر انه فاقد السيطرة على الملف، يتولى مهمة تقطيع الوقت على الجبهة اللبنانية، بانتظار ان تتحول الى اولوية اسرائيلية، وحتى ذلك الوقت، من المتوقع ارتفاع نسق الضغط العسكري والامني، ودون اي سقوف، طالما ان «اسرائيل» لا تدفع حتى الان اي ثمن في المقابل، ولهذا فهو سيمضي وقته في اجتماعات ولقاءات غير مثمرة ويغادر يوم الاربعاء دون تحديد موعد جديد لزيارته، رابطا الامر بتوجهات جديدة من قبل البيت الابيض، مركزا على ضرورة انتقال الحكومة اللبنانية الى مرحلة التنفيذ وتحديد المهل الزمنية، متجاهلا دور دولته كدولة ضامنة.
«اسرائيل»: برّاك لم يحصل على شيء
فالزيارة الثالثة للمبعوث الاميركي توماس برّاك الى بيروت، والتي تروج مصادر مقربة من «عوكر» انها قد تكون الاخيرة، لزيادة الضغط على الجانب اللبناني، لم تحمل جديدا يمكن التعويل عليه، وبحسب وسائل اعلام اسرائيلية، فان براك لم يحصل على اي تعهد لبناني بتجريد حزب الله من السلاح، معتبرة ان الحزب ما يزال قوة فاعلة،وهناك خيبة امل في «اسرائيل»، وخيبة ايضا لدى كل من انتظرشرق اوسط جديد! في المقابل تلفت مصادر مطلعة الى ان رئيس الجمهورية جوزاف عون سلم المبعوث الاميركي المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهد به لبنان، وقد خلت من اي جداول زمنية وخطوات عملية على صعيد تنفيذ عملية حصر السلاح بيد الدولة وتمسكت بضرورة انسحاب «اسرائيل» من الاراضي الجنوبية التي تحتلها. اما براك فقد شكلت تصريحاته خيبة امل جديدة لخصوم حزب الله في الداخل، بعدما كرر مواقف قديمة في شأن الحزب واسرائيل ودور بلاده، مؤكدا ان مسألة نزع سلاح حزب الله داخلية وان واشنطن تريد مساعدة لبنان وان لا ضمانات لتقديمها لبيروت.
تكرار للمواقف
اما تشديد الموفد الاميركي امام من التقاهم من مسؤولين على ضرورة الانتقال من النظري الى المرحلة التنفيذية، بالنسبة لحصر السلاح بيد الدولة او الشروع في الاصلاحات، فبدت نسخة مكررة عن مواقفه السابقة، ولم تحمل جديدا، خصوصا ان حزب الله قد استبق زيارته بتكرار رفض الحديث عن اي تفاهمات جديدة، طالما لم تنفذ «اسرائيل» الاتفاق السابق وتستمر في اعتداءاتها. فاذا كان لا يرد الضغط على الحكومة الاسرائيلية، ولم يتحدث عن رد فعل اميركي سلبي ازاء ردود بيروت على «ورقته»، ويعتبر سلاح حزب الله مشكلة داخلية. فاذا ما الذي جاء يفعله؟
مهمة «تمرير الوقت»
وفي هذا الاطار، لم تعد مصادر سياسية بازرة، تتعامل مع مهمة براك على محمل الجد، وترى فيها مجرد تمرير للوقت لانها لا تحمل اي صيغ دبلوماسية جدية يمكن البناء عليها، ولهذا ثمة حذر كبير لدى المسؤولين من المرحلة المقبلة التي تتسم بالغموض، وتتحكم بها «اسرائيل» التي لم تعد تقف طموحاتها عند اي حدود، ومن شبه المؤكد ان مسار التطورات في لبنان بات مرتبطا على نحو وثيق بما سيحصل في سوريا التي تقف عند مفترق طرق خطير جدا، ويحتاج الى جهد امني وسياسي للحد من تداعياته.
«الخاصرة الرخوة» شمالا
وفي هذا السياق، كان لافتا كلام جهات امنية خلال اجتماعات عقدت في الايام القليلة الماضية، عن وجود «خاصرة رخوة» في الشمال وتحتاج الى تدابير خاصة، بدأت تنفذ على الارض، خصوصا اذا ما استمر الموقف على توتره في سوريا، في ظل وجود بيئة «حاضنة» ومؤيدة للنظام السوري الجديد، حيث يتقدم الولاء المذهبي والسياسي على الولاء الوطني، وقد تجد القوى الامنية نفسها غير محمية في «ظهرها» اذا ما تطورت الاحداث. في المقابل تشير التقييمات الامنية الى ان الحدود الشرقية اكثرتماسكا في ظل بيئة حاضنة تنظر بعين الريبة الى النظام في دمشق، وهي تشكل خط دفاع ثان للقوات الامنية اللبنانية.
ماذا تريد «اسرائيل» اكثر؟
وفي هذا السياق، استغربت صحيفة «يسرائيل هيوم» الاسرائيلية كيفية تعامل الحكومة الاسرائيلية مع الرئيس السوري الذي تبنى سلسلة طويلة من الخطوات التي تشير بوضوح إلى أنه يسعى للسلام مع إسرائيل، وقد أعلن ذلك مرارا وتكرارا، ولم يقم بأي خطوة تفهم كتهديد عسكري أو لفظي تجاه إسرائيل، بل العكس. وقالت انه عملية تجنيس آلاف من أبناء «اللاجئين الفلسطينيين» المقيمين في سوريا منذ عام 1948 –بدات الاسبوع الماضي، ما يعني تقويض أحد الركائز الأساسية لـ»حق العودة». فماذا يمكن أن تطلب إسرائيل أكثر من ذلك؟ الشرع أوضح مرارا وتكرارا أنه لا يريد القتال مع إسرائيل، فقد أغلق حدود بلاده أمام شحنات السلاح الإيرانية، وتغاضى عن سيطرة الجيش الإسرائيلي على قمة جبل الشيخ (جبل حرمون) وأراضٍ سيادية أخرى، ولم يطالب بمرتفعات الجولان، وشارك في سلسلة محادثات تهدف إلى تنظيم العلاقات بينه وبين إسرائيل.
مذكرة شاملة في بعبدا
وكان برّاك استهل لقاءاته مع المسؤولين من القصر الجمهوري في بعبدا، حيث استقبله رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قبل ظهر امس ، في حضور السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، وسلّمه باسم الدولة اللبنانية مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهد به لبنان منذ إعلان 27تشرين الثاني 2024، حتى البيان الوزاري للحكومة اللبنانية، مروراً خصوصاً بخطاب القسم، وذلك حول الضرورة الملحة لإنقاذ لبنان، عبر بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة اللبنانية وحدها، والتأكيد على مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية اللبنانية. كل ذلك، بالتزامن والتوازي مع صون السيادة اللبنانية على حدودها الدولية كافة، وإعادة الإعمار وإطلاق عملية النهوض الاقتصادي، بضمانة ورعاية من قبل أشقاء لبنان وأصدقائه في العالم، بما يحفظ سلامة وأمن وكرامة كل لبنان وجميع اللبنانيين.
«خيبة الامل»؟
وبعد لقاء ئيس الحكومة نواف سلام في السراي الحكومي، اكد براك أهمية استعادة الاستقرار والأمن في لبنان وقال» القادة في البلد يحاولون معالجة المشاكل. واضاف: مسألة نزع سلاح حزب الله داخليّة وبالنسبة لأميركا «الحزب» منظمة إرهابيّة ونحن نبحث مع الحكومة في كيفية المساعدة وتقديم الإرشادات لعودة الاستقرار والسلام إلى المنطقة. وفي موقف لافت اكد» ان أميركا ليست هنا لإرغام إسرائيل على القيام بأي شيء ونحن لا نرغم أحدًا إنّما نقدّم المساعدة للوصول إلى خلاصة ولسنا هنا لنضع أي مصالح على الأرض. وقال: لا ضمانات ولا نستطيع إرغام إسرائيل على فعل أي شيء، معلنا «اننا لا نفكر حالياً في فرض عقوبات على لبنان». واشار الى «إنه اذا لم يحدث نزع سلاح حزب الله لن تكون هناك تبعات مباشرة أو أي تهديد ولكنه سيكون أمراً «مخيباً للآمال». دون ان يشرح ما الذي يعنيه خيبة الامل بالنسبة لواشنطن، وكيف يمكن ان تترجم عمليا؟!
لقاءات سياسية
والتقى الموفد الاميركي مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، واشاد بمواقفه «العقلانية»، كما التقى متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة، كما سيلتقي اليوم عددًا من النواب خلال عشاء في السفارة الأميركية. كذلك سيلتقي بعدد من النواب والوزراء خلال عشاء في دارة النائب فؤاد مخزومي. ويزور برّاك غدا، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
موقف حزب الله
في هذا الوقت، عبر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسين جشي عن موقف حزب الله، واشار الى أنّ «زيارة برّاك إلى لبنان تأتي مجددًا في سياق الضغط للتخلي عن سلاح المقاومة»، مؤكدًا أن «هذا السلاح ليس موضع مساومة، وأن من ينبغي عليه أن يتخلى عن تدخلاته هو الأميركي نفسه. وحول مطلب نزع سلاح المقاومة وتسليمه إلى الجيش اللبناني، أوضح النائب جشي «أنهم يريدون اليوم من لبنان أن يتخلى عن سلاح المقاومة بطريقة منمّقة، تحت عنوان تسليم السلاح الاستراتيجي للجيش اللبناني، إلا أنه وفي الحقيقة أن الجيش اللبناني الوطني يُمنع عليه الاحتفاظ بهذا السلاح، بل المطلوب تدميره كما حصل في المنطقة الواقعة جنوبي نهر الليطاني». اضاف»فليطمئن الأصدقاء، وليعلم الأعداء والمتربصون أننا لن نتخلى عن السلاح مقابل وعود أميركية فارغة وزائفة..
بوشكيان في كندا؟
على صعيد آخر، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة عامة، الحادية عشرة من قبل ظهر الأربعاء للاستماع إلى الوزراء السابقين للإتصالات السلكية واللاسلكية بطرس حرب، نقولا صحناوي، وجمال الجراح ، ودرس طلب رفع الحصانة عن النائب والوزير السابق جورج بوشكيان الذي غادر عبر قبرص الى كندا قبل قرار رفع الحصانة عنه في مجلس النواب وهو يحمل الجنسية الكندية. وفي بيان اكد بوشكيان انه غادر بتاريخ 7 تموز 2025، في إطار سفر شخصي – عائلي تم التخطيط له منذ أشهر، ولم يكن في حينه قد صدر بحقه أي قرار بالملاحقة أو حتى أي طلب رسمي برفع الحصانة… ولفت الى ان اي احد ليس فوق المحاسبة، لكن لا تُبنى العدالة بالكيل بمكيالين؟!
…وعويدات لم يلتزم!
قضائيا، تغيّب النائب العام التمييزي السابق القاضي غسان عويدات، عن جلسة استجوابه التي كانت مقررة امس أمام المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، وصرف الأخير النظر عن استدعاء عويدات مجددًا. وأرجأ اتخاذ القرار إلى حين ختم التحقيق أسوة بكل الذين استجوبهم أخيرًا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت لبنان
منذ 2 ساعات
- صوت لبنان
الخوري: سنطرح ملف احتكار الدولة للسلاح في الجلسة المقبلة
أكد وزير الصناعة جو عيسى الخوري عزم وزراء القوات اللبنانية طرح ملف احتكار الدولة للسلاح خلال الجلسة الحكومية المقبلة، مشيرًا إلى أنهم أجروا اتصالات مع عدد من الوزراء الذين أبدوا تجاوبهم مع هذا الطرح. وفي حديث لـMTV، شدّد عيسى الخوري على أنّ الوقت حان لوضع سيناريو واقعي يقوم على فرضية أنّ "حزب الله" لن يسلّم سلاحه، واتخاذ القرار المناسب على مستوى الدولة. أضاف: "الموفد الأميركي توم براك قدّم آلية زمنية تمتد لـ120 يومًا، تطلب من إسرائيل وحزب الله تنفيذ خطوات محددة، على أن تضمن الولايات المتحدة التزام الجانب الإسرائيلي، فيما تتولّى الحكومة اللبنانية متابعة الشق المتعلق بحزب الله عبر الجيش اللبناني." ولفت إلى أنّ الاستقالة غير مطروحة، مشددًا على أن الإجماع ليس ضروريا لاتخاذ قرار في ملف السلاح، بل تكفي أكثرية وازنة تدعو المجلس الأعلى للدفاع لوضع خطة زمنية واضحة لتسليم سلاح المنظمات المسلحة غير الشرعية.


IM Lebanon
منذ 2 ساعات
- IM Lebanon
برّاك نقل رسالة الفرصة الاخيرة: الحسم وإلا!
كتبت نجوى أبي حيدر في 'المركزية': دخل مأزق حصر السلاح بيد الدولة مرحلة موغلة في في التعقيدات والتجاذبات الداخلية وسط تضاؤل الفرص المتاحة للتوصل الى حل وانعدام اي معطيات ملموسة في هذا الاتجاه، في اعقاب محصلة الجولات الثلاث للموفد الاميركي توم برّاك، وموقفه الأخير في منشورٍ على منصة 'إكس' حينما اشار، إلى أنّ 'مصداقية الحكومة اللّبنانيّة تستند على قدرتها في التوفيق بين المبادئ والتطبيق. وكما قال قادتها مرارًا وتكراراً، من الضروري أنّ تحتكر الدولة وحدها السلاح. وما دام حزب الله لا يزال يحتفظ بالسلاح، فلن تكون الكلمات كافية. يجب على الحكومة وحزب الله أن يلتزما بالكامل ويتخذا خطوات عملية الآن، كي لا يُحكم على الشعب اللبنانيّ بالبقاء في حالة الجمود والتعثّر'. كلام برّاك يؤشر بوضوح الى حصيلة محادثاته في بيروت حيث لمس على الارجح حال الجمود والرتابة والشلل المتصاعد الذي يسود ادارة الأزمة على مستوى الحكم لجهة انعدام القدرة على التعامل مع مسألة سلاح الحزب الماضي في تسخين مواقفه والمكابرة والعناد رفضا لتسليم السلاح، وصولا الى ما تسرّب امس من معلومات في شأن رفع جهوزية عناصره استعداداً للحرب. فهل يخوض مجددا حربا انتحارية يجرّ بيئته وناسه ومعه لبنان وشعبه اليها عنوة، أم تتحرك الدولة رفضاً لبيع اللبنانيين في بازار مفاوضات ايران مع الولايات المتحدة الاميركية، فتتخذ قراراً ينتظره معظم هؤلاء، ولا تتنكر لإلتزاماتها في خطاب القسم والبيان الوزاري لحكومة تمام سلام، وتنصاع للنصائح الدولية والعربية؟ وما بين تعنّت حزب الله وتلكؤ الدولة وتصاعد الموقف الاميركي رفضا لعدم اتخاذ القرار الفعلي لا النظري، تستمر اسرائيل في الافادة من الواقع اللبناني الهش مستبيحة الميدان بخروقات يومية، يُخشى ان تتوسع في الايام المقبلة وصولا الى استعادة سيناريو ايلول 2024. اذ تقول اوساط دبلوماسية لـ'المركزية' ان زيارة براك شكّلت الفرصة الاخيرة لاثبات جدية لبنان الرسمي في تعاطيه مع الملف ووضع خطة لجمع السلاح بصورة نهائية ضمن مهلة زمنية محددة، وأنه نقل رسالة من ادارته حددت 4 اشهر لرئيس مجلس النواب نبيه بري لحسم ملف جمع السلاح واحتكاره من قبل الشرعية، والا فإن الوساطة الاميركية ستنتهي، ومعها افق الحل الدبلوماسي مفسحاً المجال للسخونة والتفجير، في ظل ما قاله برّاك نفسه في شأن عدم وجود ضمانات من اسرائيل التي تحدد الوقت في ما يتصل بمهلة نزع السلاح. وتكشف الاوساط ان اسرائيل رفضت الملاحظات والشروط التي طرحها الرئيس بري، بحجة ان الحزب خسر كما محوره بالمجمل ، ولا يمكنه فرض شروط على غرار انسحاب اسرائيل من لبنان وتسليم الاسرى ووقف العدوان ليبدأ بعد كل ذلك مسيرة الحوار وبحث الاستراتيجية الدفاعية لمعالجة ملف السلاح، وهو اعلن على لسان اكثر من مسؤول انه غير معني بتبادل الاوراق بين بيروت وواشنطن ولا بما يتم الاتفاق عليه بينهما، فالأمر يعني الدولة والرئاسات ولا شأن للحزب في هذا الموضوع ، وقد ابلغ الرئيسين جوزف عون ونبيه بري بالأمر.


الديار
منذ 5 ساعات
- الديار
تباينات حول عقد جلسة حكوميّة لبحث ملف السلاح... ووطن مُعلّق على «تغريدة»!
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب ودع «شعب» زياد الرحباني «العنيد» اسطورته التي لا تموت بفناء الجسد، وصفقوا له وبكوه في شارع الحمرا، الذي احب قبل ان يصل جثمانه الى الكنيسة في بكفيا لتستقبله الايقونة فيروز المكلومة بفاجعة فقدان الابن، فبكته بصمت. مشى وراء نعشه المسيحي والمسلم، المؤمن والملحد، والمثقف، وعامة الناس، كل تناقضات البلد اجتمعت حوله. مَن كان يمثله بافكاره السياسية حزن عليه بصدق، ومن كان يتناقض معه «ركب» الموجة مدعيا الفقدان. اما الدولة الحاضرة في الجنازات، والغائبة عن رعاية المثقفين المبدعين وهم احياء، فلم تجد نفسها معنية باعلان الحداد، واكتفت بمنحه وسام الارز الوطني. رحل زياد الرحباني تاركا وطنا هشا معلقا على «تغريدة»، فالبلد المنقسم على نفسه، لا يزال مشغولا بتفسير تعليقات المبعوث الاميركي توم براك على منصة «اكس». واذا كان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد ابدى استغرابه امام زواره من مضمون هذه «التغريدة»، بعدما اوحى براك بايجابية كبيرة خلال لقائهما الاخير، فان رئيس الحكومة نواف سلام سارع الى تلقف الموقف بسلبية، وتحرك على نحو «متوتر» مستعجلا عقد جلسة للحكومة لبحث ملف السلاح، الا ان المعلومات تشير الى عدم وجود حماسة في بعبدا، لمثل هذه الخطوة في ظل الانقسامات الراهنة، وكذلك لم يبد بري موقفا ايجابيا من الطرح، مفضلا التريث وعدم الذهاب الى خطوات قد تعقّد الامور. سلام «مستعجل» وكان سلام قد حمل معه من باريس» رسائل» واضحة الى «عين التينة»، تشير الى انه لا مساعدات قبل حل ملف السلاح واستكمال الاصلاحات، وحاول الضغط من خلال هذه الاجواء لتسريع التوافق على انعقاد جلسة حكومية، وليس عقدها قبل حصول تفاهمات سياسية، كما تقول اوساط مطلعة، التي لفتت الى ان سلام يعرف تداعيات هكذا خطوة، من دون حصول تفاهم على سيناريو ومخرجات الجلسة المفترضة. لكنه يبدو مستعجلا على عقدها، خوفا من ارتفاع نسق الضغوط الاميركية على الحكومة، التي توجه اليها براك بانتقاد مباشر في تغريدته، حينما قال»أنّ «مصداقية الحكومة اللّبنانيّة تستند الى قدرتها في التوفيق بين المبادئ والتطبيق. وكما قال قادتها مرارا وتكرارا، من الضروري أنّ تحتكر الدولة وحدها السلاح. وما دام حزب الله لا يزال يحتفظ بالسلاح، فلن تكون الكلمات كافية»... اولويات حزب الله وموقف بري وفيما يعتبر حزب الله انه يجب ان تعمل الحكومة وفق اولويات مختلفة، تبدأ بالسعي لسحب قوات الاحتلال والزامها على احترام وقف النار، فان بري ابلغ سلام انه يجب ألّا تتم معالجة الملف بتسرع. وكان بري سبق وابلغ براك ان حزب الله يتعامل بمرونة مطلقة، وارسل اكثر من اشارة ايجابية، حيث التزم بوقف النار، ولم يتدخل بالحرب «الاسرائيلية» على ايران، وهو جزء من السلطة التنفيذية، ولديه قوة وازنة في مجلس النواب. والآن المطلوب خطوات من الطرف الآخر، وقد اوحى براك بتفهم لهذه السردية، ووعد برد قريب ايجابي، ولهذا كانت تغريدة مفاجئة بالنسبة للرئيس بري. واقعية في بعبدا... ولجنة مشتركة وفي بعبدا، تشير الاجواء الى تعامل واقعي مع المرحلة الدقيقة، حيث لا يزال الرئيس جوزاف عون يصر على عدم نقل «المشكل» الى الداخل اللبناني، والتعامل بحكمة مع الملف كيلا ينفجر على نحو سلبي في الداخل. ولهذا لا يزال على تواصله مع حزب الله والحوار مستمر، وان كان بطيئا ربطا بالتطورات الاخيرة في سوريا، حيث يتم التعامل مع الاحداث بواقعية، وتتم النقاشات بعيدا عن المواقف الجامدة. ووفق المعلومات، تم تشكيل لجنة تضم بعض الضباط المتقاعدين، وعددًا من المستشارين، وشخصيات مقربة من حزب الله، لوضع مسوّدة او تصور لاستراتيجية الدفاع الوطني، على ان تكون جاهزة للنقاش مع اطراف اخرى عندما تصبح الاجواء الداخلية مهيئة لبحث ملف السلاح على المستوى الوطني. لا منطقة عازلة وكان سلام عقد لقاء بعيدا عن الاعلام مع الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط ،الذي جاء مستطلعا الاجواء في باريس. ووفق المعلومات، استغرب رئيس الحكومة الكلام عن اجواء سلبية في باريس، ووصف اللقاء مع ماكرون بانه كان ايجابيا، مجددا ثقته بان التجديد «لليونيفيل» سيتم نهاية شهر آب. اما بالنسبة لمسار التطورات، فاشار سلام الى ان لا شيء نهائي والامور مفتوحة على كل الاحتمالات، نافيا ان يكون قد سمع عن مطالب فرنسية او اميركية حول انشاء منطقة عازلة جنوبا. تهويل وضغوط...! وفي هذا السياق، بدأت «الماكينة» الاعلامية والسياسية المحسوبة على واشنطن، بضخ معلومات تفيد بان زيارة براك شكّلت الفرصة الاخيرة لاثبات جدية لبنان الرسمي في تعاطيه مع الملف، ووضع خطة لجمع السلاح بصورة نهائية ضمن مهلة زمنية محددة، وأنه نقل رسالة من ادارته حددت 4 اشهر لرئيس مجلس النواب نبيه بري، لحسم ملف جمع السلاح واحتكاره من قبل الشرعية، والا فإن الوساطة الاميركية ستنتهي، ومعها افق الحل الديبلوماسي، مفسحاً في المجال للسخونة والتفجير، في ظل ما قاله برّاك نفسه في شأن عدم وجود ضمانات من «اسرائيل» التي تحدد الوقت في ما يتصل بمهلة نزع السلاح. ودون نسب المعلومات الى اي مصدر محدد، تقول تلك الاوساط، ان «اسرائيل» رفضت الملاحظات والشروط التي طرحها الرئيس بري، وتتعامل مع حزب الله انه خسر الحرب، وعليه الالتزام بالشروط لا التفاوض حولها. ولهذا فان الكلام عن انسحاب جيش العدو من الأراضي التي يحتلها في الجنوب كمقدمة لتجاوب حزب الله مع مسار حصر السلاح، طرح غير مقبول اميركيا و «اسرائيليا»، ولذا من المتوقع ان يكون الرد الاميركي سلبيا. «العين» على العراق وفي هذا السياق، «العين» على العراق الذي يقف أمام تَحَد جديد، يشبه الى حد ما التحدي اللبناني الراهن، في ظل الضغوط الاميركية الكبيرة لمنع تمرير مشروع قانون جديد، ينص على إعادة تنظيم بنية هيئة الحشد الشعبي، من خلال إنشاء أكاديمية عسكرية خاصة لتدريب العناصر، وتحديد شروط جديدة للانتساب والرتب، بينها تحديد عمر المتقدمين بين 18 و35 عاما، ومنح درجات وظيفية مباشرة للحاصلين على شهادات في الاختصاصات الأمنية والعسكرية. ويُعد مشروع القانون الجديد تعديلا لقانون هيئة الحشد الشعبي رقم 40 لسنة 2016، ويهدف إلى دمج الحشد الشعبي ضمن المنظومة العسكرية الرسمية، مع منحه صلاحيات تنظيمية وأمنية واسعة. صدامات داخلية ويمنح المشروع الحشد الشعبي استقلالا ماليّا من خلال تخصيصات من الموازنة العامة والتبرعات، ويستثنيها من قانون الخدمة والتقاعد العسكري، الأمر الذي تخشى الولايات المتحدة الأميركية من أن يمنح الحشد الشعبي العراقي مزيدا من النفوذ، وتفكيك ارتباطه بالقوات المسلحة العراقية. وفيما عبّر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، عن مخاوف بلاده بشأن مشروع قانون هيئة الحشد الشعبي الذي ما يزال قيد المناقشة في البرلمان، ومن غير المعلوم كيف ستتعامل الحكومة العراقية مع مشروع قانون الحشد، بعد التحذير الأميركي الصريح الرافض للقانون، وسط مخاوف من صدامات داخلية، إذا أصرّت الكتل الشيعية على تمرير القانون... وقد يكون العراق راهنا النموذج الذي ينظر اليه المسؤولون اللبنانيون الذين يراقبون بحذر مآلات الامور، كي تتم الاستفادة من التجربة العراقية؟! الاعتداءات «الاسرائيلية» وفي استمرار للخرق السيادة اللبنانية، قامت قوات الاحتلال بتمشيط بالاسلحة الرشاشة من موقع الراهب في اتجاه اطراف بلدة عيتا الشعب. كما سجل تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتّجاه بلدتيْ رامية ويارون، كما استهدفت مسيرة معادية عصر امس، دراجة نارية في منطقة البركة في مدينة بنت جبيل، وافيد عن سقوط جريح حالته حرجة جراء الغارة. دريان في كليمونصو وفي اطار استمرار الاتصالات السياسية لتبريد الاجواء بعد الاحداث في السويداء، وانعكاسها توترا في بعض المناطق اللبنانية، استقبل الرئيس السابق للحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط في كليمنصو، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان. وشارك في اللقاء رئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» طلال أرسلان ومفتو المناطق اللبنانية. وبعد اللقاء، أكد دريان أن «اللقاء كان وديا وتشاوريا وسيبقى مستمرا إن شاء الله»، وقال: «الله يديم الوفاق بيننا وبين وليد بك على الدوام». وفي بيان مشترك بعد اللقاء، تم الاعلان عن رفض اي محاولات لاثارة الفتنة، واعتبروا ان الفتنة وما تشهده السويداء مدان... اجتماع امني في الرياض على صعيد متصل، وفي دلالة على اهتمام سعودي واضح في تفعيل مستوى العلاقات اللبنانية- السورية وكبح جماح اي تصعيد، عقد اجتماع امني لبناني – سوري في السعودية حضره مدير المخابرات طوني قهوجي، ونظيره السوري حسين سلامة، في حضور امني وسياسي سعودي، وشارك في اللقاء مسؤول الملف اللبناني يزيد بن فرحان، حيث تم البحث في ملف الحدود، ومنع انعكاس التوترات في السويداء على لبنان، وتم الاتفاق على استمرار التنسيق برعاية سعودية مباشرة. مأتم زياد «ورهبة» فيروز تحول مأتم زياد الرحباني الى الحدث بالامس، حيث ووري في الثرى في المحيدثة- بكفيا. وقد انطلق موكب النعش منذ الصباح من الحمرا، حيث انطلق فنيا وعاش آخر ايامه، الى بكفيا، مرورا بأنطلياس حيث ترعرع، بمواكبة شعبية كبيرة. اما في الكنيسة فكان لحضور والدته السيدة فيروز رهبة منقطعة النظير، فبكت بصمت وأبكت الحاضرين. وتوافدت الشخصيات السياسية والفنية ومحبو زياد لتقديم التعازي برحيله الى العائلة. ومن ابرز الحاضرين رئيس الحكومة نواف سلام، الذي سلم العائلة باسم رئيس الجمهورية، وسام الارز الوطني من رتبة كومندور. كما حضر نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب ممثلاً الرئيس نبيه بري، عقيلة رئيس الجمهورية السيدة نعمت عون ، السيدة رندة بري وعدد كبير من الوزراء والنواب، ومتروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة. تصفيق وزغاريد والى كنيسة رقاد السيدة العذراء في بكفيا،عاد زياد ليبقى هناك. تاركا وراءه بلدا منقسما على ذاته، وهو الذي جمع في مماته من لم يتمكن من جمعهم في حياته. سياسيون من كل الاطياف وفنانون واناس من محبيه حضروا جميعاً للوداع الاخير. وكان محبو زياد تجمعوا بالمئات أمام مدخل مستشفى فؤاد خوري في الحمرا، في أجواء من الحزن الشديد، ترافقت مع ترداد أغان وأعمال فنية، لحنها الراحل. وعند خروج الجثمان، علا التصفيق الحاد والزغاريد والهتافات باسم زياد، بمشاركة خالة الراحل هدى حداد، وأبناء أعمامه، بالإضافة الى الأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب، فيما أدى عدد من كهنة المحيدثة، الصلاة على جثمانه في داخل المستشفى. بعدها شق موكب التشييع طريقه بصعوبة في شارع الحمرا الرئيسي، وسط رفع أعلام الحزب الشيوعي اللبناني والأعلام الفلسطينية، بمشاركة النائبين ابراهيم الموسوي وعلي فياض، بالاضافة الى عدد كبير من الفنانين ورفاق درب الراحل، فيما احتشد المواطنون على جانبي الطريق، ونثروا الورود على الموكب، لإلقاء النظرة الأخيرة على زياد، مع بث أغاني فيروز التي لحنها الراحل. اصلاح المصارف ماليا، اقرت لجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان قانون اصلاح المصارف بعد جلسة استمرت 6 ساعات، في حضور وزير المال ياسين جابر ووزير الاقتصاد عامر البساط، وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد. وقال كنعان بعد انتهاء الجلسة:» لن تتم التضحية بأموال المودعين ولا المحاسبة، فالكل يعلم كيف هدر المال وكيف توزّع ذلك بين الحكومة ومصرف لبنان والمصارف». واشار الى انه «تم تأكيد استقلالية الهيئة المصرفية العليا عن السلطة السياسية وعن المصارف «، معلنا انه سيتمثّل فيها. واشار الى «ان لا تمييز بين المودعين، وما يطبّق على مودع يطبّق على الآخر، وما من مودع أهم من الآخر، فكلّهم لهم حقوق. وسيحضر المشروع الإصلاحي الهام كأحد البنود الرئيسية على جدول أعمال الجلسة التشريعية التي سيدعو اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري هذا الأسبوع». وكان كنعان قد صرّح في الأيام الماضية «ان المشروع تضمّن اجراءات كثيرة تحمي حقوق المودعين، منها ربط تنفيذ قانون اصلاح المصارف بقانون استرداد الودائع، الذي اصبح مطلبا دولياً».