logo
غزة على شفا المجاعة: غارات على مدار الساعة ومخزونات الغذاء إلى نفاد

غزة على شفا المجاعة: غارات على مدار الساعة ومخزونات الغذاء إلى نفاد

يورو نيوز٣٠-٠٤-٢٠٢٥

اعلان
في مشهد يعيد إلى الأذهان أحلك فصول الكوارث الإنسانية، تغرق وسائل التواصل بمشاهد أجساد هزيلة، وعيون غائرة لأطفال لا يجدون ما يسد رمقهم في قطاع غزة، الذي يعيش حصاراً خانقاً في ظل الحرب الدائرة منذ عامٍ ونصف العام، والمتجددة منذ 44 يوماً.
ولم تعد هذه الأخبار حكرًا على
تقارير المنظمات الدولية
،
بل باتت حاضرة في كل زاوية من منصات التواصل، تحت وسم: "غزة تموت جوعًا". وفيه لكل صورةٍ حكاية عائلة تبحث عن وجبة غذائية واحدة.
وتتجاوز أزمة الجوع في القطاع حدود الأزمات الإنسانية العابرة، لتتحول إلى إجراءات سياسية وحربية تدخل المدنيين في إطار الحسابات السياسية، بحسب وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين
"الأونروا"
التي تقول إن المجاعة في غزة ليست كارثة طبيعية، بل خطة بقرارٍ سياسي محض.
وفي مقابلة مطوّلة أجرتها وكالة الأناضول مع جوناثان فاولر، مدير الاتصال لدى "الأونروا" برزت ملامح المشهد الإنساني القاتم في غزة، والذي وصفه فاولر بأنه "أشبه بأهوال يوم القيامة".
من المشاهد اليومية في قطاع غزة
AP Photo
الحصار كسلاح سياسي
ومنذ مطلع مارس/آذار 2025، أغلقت إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، بما فيها معبر كرم أبو سالم وإيريز وزيكيم، ما أدى إلى وقف تام لدخول المساعدات الغذائية والطبية والوقود. ويرى فاور أن القرار لم يكن استجابة لأوضاع أمنية،، بل ممارسة متعمدة لتجويع السكان وتحويل الغذاء إلى أداة ضغط في الحرب حسب قوله
ومع استمرار الحصار لما يزيد عن 60 يومًا، تؤكد الأونروا أن قطاع غزة دخل فعليًا المراحل الأولى من المجاعة، في ظل نفاد كامل للمخزونات الغذائية.
بدوره، أعلن
برنامج الأغذية العالمي
رسميًا أنه لم يعد يملك أي مواد قابلة للتوزيع داخل القطاع، بعدما استنفدت مخزونات الطحين قبل أيام، تاركًا السكان بلا غذاء ولا أمل، بينما ينتشر سوء التغذية الحاد بشكل ينذر بكارثة، خاصة بين الأطفال.
Related
"الغارديان" عن عاملين في المجال الإنساني في قطاع غزة: "المجاعة باتت أشد من الغارات"
المجاعة تتفاقم في غزة: أطفال القطاع يعانون سوء التغذية ونقص الأدوية
غزة تحت القصف والمجاعة تهدد السكان وسط تحركات سياسية مكثفة
فاولر لا يرى في هذه المجاعة نتيجة حتمية للحرب، بل قرارًا سياسيًا إسرائيليًا خالصًا، مشددًا على أن المعونات جاهزة وتنتظر فقط إذنا بالدخول، وهو ما ترفضه إسرائيل بشكل قاطع.
ووصف المسؤول في الأونروا الحصار القائم على قطاع غزة بأنه
"
فضيحة حقيقية
". فرغم النداءات المتكررة من الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية، لم يُسجل أي تحرك ملموس لفرض إدخال المساعدات. "ليس الوضع معقدًا، بل واضح جدًا"، قال فاولر. "الناس لا يجدون شيئًا ليأكلوه لأن إسرائيل تمنع الطعام عنهم عمدًا".
ومن وجهة نظره، فإن ما يحدث في غزة اليوم يهدد حياة الملايين، ويُقوّض أسس القانون الدولي الإنساني، ويبعث برسالة خطيرة مفادها أن استخدام المجاعة كسلاح عقابي بات أمرًا مقبولًا في ظل إفلات كامل من العقاب.
استهداف الأونروا...
وإلى جانب
الحصار الغذائي
، تشنّ إسرائيل حملة منظمة لتفكيك وجود الأونروا في المناطق الفلسطينية، وخاصة في القدس الشرقية، عبر حظرها من العمل في المناطق التي تعتبرها إسرائيل "أراضيها السيادية". كما شمل الحظر قطع جميع القنوات الرسمية للتواصل بين
الحكومة الإسرائيلية
والوكالة الأممية، ما يعقّد أي تنسيق إنساني، ويفتح الباب لمزيد من العراقيل أمام العمل الميداني.
تدير الأونروا في القدس الشرقية مؤسسات تعليمية وصحية يستفيد منها عشرات الآلاف، ويؤكد فاولر أن هذه الخدمات مهددة بالتوقف الكامل، في ظل انعدام قنوات التواصل والتضييق المتصاعد على موظفي الوكالة.
وبالعودة إلى غزة، فبرغم انسحاب الطواقم الدولية نتيجة المخاطر الأمنية، ما زالت الأونروا تنشط ميدانيًا عبر 12 ألف موظف فلسطيني، يقدمون خدمات يومية صحية لنحو 15 ألف شخص، ويؤمّنون تعليمًا بديلًا لنحو 12 ألف طفل، ويعملون حتى على ترميم آبار المياه بقطع غيار مصنّعة من الخردة.
لكن هذه الجهود تقف على حافة الانهيار، بعدما صنّفت إسرائيل ثلثي القطاع كمناطق عسكرية مغلقة، ومنعت حركة فرق الإغاثة، وهو ما وصفه فاولر بأنه سابقة قانونية خطيرة تهدّد بإعادة تعريف علاقة الدول مع
الوكالات الإنسانية الأممية
.
الصورة المكررة في غزة لأطفال يتضورون جوعاً.
AP Photo
تمويل مشروط
من جانبها، أوقفت الولايات المتحدة إلى جانب عدد من الدول الأوروبية، تمويلها للأونروا، استنادًا إلى ادعاءات إسرائيلية تتهم عددا من موظفي الوكالة بالتورّط في عمليات نفذتها "حماس" في 7 أكتوبر 2023. لكن الأونروا نفت تلك المزاعم بشكلٍ قاطع، وناشدت الممولين إعادة النظر بقراراتهم التي تمس أرواح المدنيين في غزة.
اعلان
وكانت واشنطن تقدم للأونروا نحو 350 مليون دولار سنويًا، ما يمثل أكثر من ربع الميزانية السنوية للوكالة البالغة 1.2 مليار دولار، لكن الانسحاب الأمريكي فتح فجوة مالية ضخمة، تحاول الأونروا سدّها عبر دعم من دول أخرى، غير أن حجم التحديات يفوق ما يمكن لأي دولة بمفردها تحمله.
فاولر اختصر المعادلة بوضوح بقوله إن
"
استهداف الأونروا
يهدد بتكرار هذا النموذج مع وكالات أخرى مستقبلاً، وهو تقويض لمنظومة الأمم المتحدة ذاتها".
Related
غزة: غارات إسرائيل تقتل العشرات بينهم أطفال وعائلة كاملة مُحيت من السجل المدني
في غزة.. الخبز مفقود والعدس لا يكفي والمطابخ الخيرية تلفظ أنفاسها الأخيرة
جنوب أفريقيا للعدل الدولية: "غزة تحوّلت إلى جحيم مفتوح" وتدعو لمحاسبة إسرائيل
الأمين العام للأمم المتحدة: غزة يجب أن تبقى جزءاً لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية
الحرب مستمرة، والموت أيضاً
وفي اليوم الـ44 من تجدد الحرب، تواصل
إسرائيل
عملياتها العسكرية المكثفة، حيث قُتل 23 فلسطينيًا في القطاع، بينهم 14 في وسط غزة، وفق مصادر طبية. ومع استمرار الغارات واستحالة إدخال الدواء والغذاء، تحذّر المنظمات الإنسانية من أن المجاعة ستتحول إلى موت جماعي إذا لم يُرفع الحصار فورًا.
ورغم كل هذه التحذيرات، تصرّ الدولة العبرية على استكمال حملتها، حيث أكد وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن الحكومة لن تتراجع من "دون تحقيق
نصر كامل
"، بينما تستمر عمليات الهدم والمداهمات في الضفة الغربية، ما يُفاقم منسوب التوتر في عموم الأراضي الفلسطينية.
اعلان
من جهتها، ترى إسرائيل أن الإجراءات المتخذة تأتي ضمن سياق عملياتها العسكرية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فيما تؤكد الأمم المتحدة أن وصول المساعدات الإنسانية يجب أن يكون غير مشروط، وفق القانون الدولي.
وفي خضم ذلك كله، تتواصل الدعوات الدولية لتمكين المنظمات الإنسانية من الوصول إلى السكان المدنيين وضمان حماية البنية الأساسية والخدمات الحيوية في القطاع.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأمم المتحدة: مستويات قياسية في نسبة الجوع عبر العالم بسبب النزاعات وأزمة المناخ
الأمم المتحدة: مستويات قياسية في نسبة الجوع عبر العالم بسبب النزاعات وأزمة المناخ

يورو نيوز

timeمنذ 5 أيام

  • يورو نيوز

الأمم المتحدة: مستويات قياسية في نسبة الجوع عبر العالم بسبب النزاعات وأزمة المناخ

كشفت الأمم المتحدة، في تقريرها الصادر يوم الجمعة، أن انعدام الأمن الغذائي الحاد وحالات سوء تغذية الأطفال سجّلا ارتفاعاً للسنة السادسة على التوالي في عام 2024، حيث طالت هذه الأزمات أكثر من 295 مليون شخص في 53 دولة وإقليم، بزيادة بلغت 5% مقارنة بعام 2023. وفي أكثر المناطق تضرراً، يعاني نحو 22.6% من السكان من مستويات جوع مصنفة في "مرحلة الأزمة" أو ما هو أسوأ. وقال راين بولسن، مدير قسم الطوارئ والقدرة على الصمود في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو): "يرسم تقرير الأمن الغذائي العالمي لعام 2025 صورة مروّعة... النزاعات، والتطرف المناخي، والضغوط الاقتصادية هي المحركات الرئيسية لهذه الكارثة، وغالباً ما تتداخل فيما بينها لتفاقم الأوضاع." ويتوقّع التقرير أن تتدهور الأوضاع أكثر خلال عام 2025، مشيراً إلى أن التمويل المخصص للمساعدات الغذائية الإنسانية يشهد أكبر تراجع منذ بدء إعداد هذه التقارير، حيث يُقدَّر الانخفاض بنسبة تتراوح بين 10% وأكثر من 45%. ويأتي هذا التراجع في ظل انسحاب الولايات المتحدة من دورها التقليدي في تقديم المساعدات، بعد أن أقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تقليص وكالة التنمية الدولية (USAID) وإلغاء أكثر من 80% من برامجها الإنسانية. وحذرت سيندي ماكين، مديرة برنامج الأغذية العالميالتابع للأمم المتحدة، ومقره روما، قائلة: إن "الملايين من الجوعى فقدوا، أو هم على وشك أن يفقدوا، شريان الحياة الذي نوفره لهم." وأوضح التقرير أن النزاعات المسلحة شكّلت السبب الأول للجوع، حيث طالت قرابة 140 مليون شخص في 20 دولة خلال 2024، بما في ذلك مناطق تعيش مستويات "كارثية" من انعدام الأمن الغذائي، مثلغزة، وجنوب السودان، وهايتي، ومالي. وقد أعلنت السودان رسمياً دخولها في حالة مجاعة. أما الصدمات الاقتصادية، بما فيها التضخم وانهيار العملات، فقد دفعت بـ59.4 مليون شخص في 15 دولة -من بينها سوريا واليمن- إلى هاوية الجوع، أي ما يقرب من ضعف العدد المسجَّل قبل جائحة كوفيد-19. وفي السياق المناخي، تسببت ظواهر الطقس القاسي، وخاصة الجفاف والفيضانات المرتبطة بظاهرة "النينيو"، في إدخال 18 دولة في حالة أزمة غذائية، مؤثرةً على أكثر من 96 مليون شخص، خصوصاً في مناطق إفريقيا الجنوبية، وجنوب آسيا، وشرق إفريقيا. أشار التقرير إلى أن عدد الأشخاص الذين يواجهون ظروفاً أشبه بالمجاعة قد تضاعف أكثر من مرتين، ليصل إلى 1.9 مليون شخص، وهو أعلى رقم مسجّل منذ بدء مراقبة هذه المؤشرات عام 2016. كما بلغت معدلات سوء التغذية لدى الأطفال مستويات مفزعة؛ إذ يُقدَّر أن نحو 38 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد في 26 بؤرة تغذوية، من بينها السودان واليمن ومالي وقطاع غزة. وقد ساهم التهجير القسري أيضاً في تعقيد الأزمة، حيث يعيش نحو 95 مليون نازح -سواء لاجئين أم مهجّرين داخلياً- في دول تعاني من أزمات غذائية، كجمهورية الكونغو الديمقراطية وكولومبيا. ورغم الصورة القاتمة العامة، شهد عام 2024 بعض التحسن في 15 دولة، من بينها أوكرانيا وكينيا وغواتيمالا، حيث ساهمت المساعدات الإنسانية، وتحسُّن المحاصيل، وتراجع معدلات التضخم، وانخفاض حدة النزاعات، في تخفيف حدة انعدام الأمن الغذائي. ودعا التقرير إلى كسر الحلقة المفرغة للجوع من خلال الاستثمار في الأنظمة الغذائية المحلية. وقال بولسن: "تُظهر الأدلة أن دعم الزراعة المحلية هو الطريق الأنجع لإغاثة أكبر عدد من الناس، بكرامة، وبأقل التكاليف."

يونيسف: قصف مدفعي يحرم ألف مريض المياه في مدينة الفاشر السودانية
يونيسف: قصف مدفعي يحرم ألف مريض المياه في مدينة الفاشر السودانية

يورو نيوز

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • يورو نيوز

يونيسف: قصف مدفعي يحرم ألف مريض المياه في مدينة الفاشر السودانية

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الأربعاء، أنّ حوالي ألف مريض في حالة حرجة في إقليم دارفور في غرب السودان يعانون من انعدام شبه كامل لمياه الشرب بعدما دمّر قصف مدفعي صهريجًا في أحد المستشفيات. وكان الصهريج مركونا خارج المستشفى السعودي، وهو أحد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل في مدينة الفاشر التي يناهز عدد سكانها مليوني نسمة. والفاشر هي العاصمة الوحيدة لولايات دارفور الخمس، التي لا تزال خارج سيطرة قوات الدعم السريع. وتحاضر الأخيرة المدينة منذ أيار/مايو 2024، وتواصل قصفها وشنّ هجمات على أطرافها. وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة في بيان "أمس، تمّ تدمير صهريج مياه تدعمه يونيسف في مجمع المستشفى السعودي في الفاشر، بنيران المدفعية، ما أدى إلى تعطيل الوصول إلى المياه الآمنة لحوالي ألف مريض يعانون من أمراض خطيرة". وأضافت "تواصل يونيسف دعوة جميع الأطراف إلى الالتزام بواجباتهم بموجب القانون الدولي وإنهاء جميع الهجمات على البنية التحتية المدنية الحيوية أو بالقرب منها". ويشهد السودان منذ منتصف نيسان/أبريل 2023 حربا دامية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو تسبّبت في مقتل عشرات آلاف المدنيين ونزوح 13 مليونا، وأزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة من الأسوأ في التاريخ الحديث. وقسمت الحرب البلاد إلى مناطق نفوذ حيث يسيطر الجيش على وسط السودان وشماله وشرقه بينما تسيطر قوات الدعم السريع وحلفاؤها على معظم إقليم دارفور في الغرب وأجزاء من الجنوب. وفي نيسان/أبريل الماضي، قدّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنّ ما بين 70 إلى 80 في المئة من المرافق الصحية في المناطق المتضرّرة جراء النزاع في السودان، أصبحت خارج الخدمة، مشيرة إلى الفاشر بشكل رئيسي.

سكان غزة بين مخالب المجاعة: عشرات المطابخ المجتمعية تغلق أبوابها بسبب نفاد الإمدادات
سكان غزة بين مخالب المجاعة: عشرات المطابخ المجتمعية تغلق أبوابها بسبب نفاد الإمدادات

يورو نيوز

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • يورو نيوز

سكان غزة بين مخالب المجاعة: عشرات المطابخ المجتمعية تغلق أبوابها بسبب نفاد الإمدادات

أفاد أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة، أن غالبية المطابخ الـ170 في القطاع أوقفت عملها نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي الذي يمنع دخول المساعدات. وقال في تصريح لوكالة رويترز: إن "الجميع في غزة اليوم جائع. على العالم أن يتحرك فورًا لإنقاذ الناس هنا"، محذرًا من أن المطابخ المتبقية أيضًا على وشك التوقف، ما ينذر بكارثة غذائية كبرى قد تسفر عن وفيات في صفوف كبار السن والأطفال والمرضى. وكانت منظمة "المطبخ العالمي المركزي" الأمريكية قد أعلنت مساء الأربعاء عن توقفها عن توزيع الوجبات المجانية بعد استنفاد مخزونها الغذائي، مشيرة إلى أنها مُنِعت من إدخال المساعدات اللازمة من قبل إسرائيل. ومع إغلاق هذه المطابخ، يُتوقع انخفاض عدد الوجبات المجانية اليومية بما يتراوح بين 400 ألف و500 ألف وجبة، وسط معاناة يعيشها أكثر من 2.3 مليون شخص في القطاع، بحسب الشوا. وفي ظل توقف المطابخ، لجأ الأهالي للطهي بأنفسهم، لكنهم واجهوا مشكلة جديدة: الطحين المتوفر في الأسواق ملوث. يقول محمد أبو عايش، وهو أب نازح لتسعة أطفال من شمال غزة: إن "الطحين مليء بالحشرات والرمل… نضطر لغربلته ثلاث أو أربع مرات حتى يمكن خبزه. رائحته لا تُحتمل، ولا تصلح حتى للحيوانات، لكننا مضطرون لإطعام أطفالنا منه". وتواجه إسرائيل ضغوطًا دولية متزايدة لرفع الحصار المفروض على دخول المساعدات منذ انهيار الهدنة التي رعَتها واشنطن قبل نحو شهرين. وتتهم تل أبيب المنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة، بالسماح بوصول المساعدات إلى أيدي مقاتلي حماس، وهو ما نفته الحركة التي اتهمت بدورها إسرائيل باستخدام الجوع كسلاحٍ ضد المدنيين، مشيرة إلى أن معظم السكان نزحوا أكثر من مرة منذ بدء الحرب قبل 19 شهرًا. ويقول الشوا إن الوضع الغذائي بلغ مرحلةً حرجة، حيث أصبح الاعتماد اليومي على وجبة واحدة فقط خالية من اللحوم أو الخضروات أو العناصر المغذية الأساسية، بعد أن كان السكان يحصلون على وجبة ونصف قبل أسابيع. وأضاف: "الوجبات المجانية كانت تتكون من أرز أو عدس، وهذه أيضًا أصبحت مهددة بالتوقف خلال أيام". وتفاقمت الأزمة مع تزايد عمليات النهب التي طالت مطابخ مجتمعية ومخازن التجار وحتى مراكز تابعة للأمم المتحدة بسبب الحصار، مما دفع سلطات حماس إلى تنفيذ حملة أمنية ضد العصابات المحلية، أعدمت خلالها ما لا يقل عن ستة أفراد، بحسب ما نقلته رويترز عن مصادر مطلعة. وتُقدّر وكالة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية(OCHA) أن أكثر من مليوني شخص -أي غالبية سكان غزة- يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء، في ظل ارتفاع جنوني في الأسعار. إذ بلغ سعر كيس الطحين (25 كغ) نحو 500 دولار، مقارنة بـ7 دولارات قبل الحرب، وهو مبلغ يتجاوز قدرة معظم العائلات. وفي ظل هذا الانهيار الكامل في سلاسل الإمداد، واستمرار الحصار، تحذر منظمات الإغاثة من أن القطاع بات على شفا مجاعة شاملة تهدد حياة الملايين، في ظل صمت دولي متزايد وتقاعس عن التدخل لإنقاذ أرواح الأبرياء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store