
العمق الاستراتيجي للنزاع الإيراني الإسرائيلي !
بعد الضربات الإسرائيلية لأصول عسكرية كمصانع الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي ومراكز القيادة في إيران، بالإضافة إلى أحياء سكنية يقطنها بعض كبار قادة حرس الثورة وقيادات عسكرية وسياسية وعلماء نوويون ايرانيون، وبعد الرد التقليدي لإيران الذي إنحصر في الصواريخ الباليستية والمسيرات، حيث تمتلك إيران ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية متوسطة وبعيدة المدى، فضلاً عن مسيرات هجومية متنوعة، طرح الكثيرون العديد من التساؤلات، من أبرزها ما هو العمق الاستراتيجي للنزاع الإيراني الإسرائيلي ؟؟
لطالما إتسم الصراع الإيراني الإسرائيلي بطابع استراتيجي معقد تجاوز الجغرافيا ليأخذ أبعادًا إقليمية ودولية، هذا الصراع، وإن لم يتحول حتى الآن إلى مواجهة شاملة، إلا أنه يشهد تصاعدًا مستمرًا في التوترات عبر عمليات عسكرية غير مباشرة، وهجمات سيبرانية متنوعة، ودعماً لتنظيميات عسكرية أو سياسية متفرقة، فما هو البعد الاستراتيجي لهذا الصراع الإقليمي؟ وما الذي يمكن أن يحمله المستقبل في ظل التصعيدات الأخيرة ...!
تاريخياً، بعد ظهور مفهوم الإسلام السياسي "الإسلاموية" التي جاء أعقاب سقوط نظام الشاه (محمد رضا بهلوي) وصعود الخميني للسلطة في إيران العام 1979، سعت إيران منذ بداية الثمانينيات إلى تحقيق نفوذ إقليمي في منطقة الشرق الأوسط، خاصة عبر محور المقاومة (حزب الله، حماس، الحوثيين، ميليشيات العراق)، وكان لمشاركة أيدلوجيات مختلفة مثل الإشتراكية والليبرالية والقومية دور في ترسيخ فكرة هذا النفوذ، لتتطور الأفكار الإيرانية إلى تطوير القدرات النووية كأداة ردع ولتحقيق مكانة استراتيجية في منطقة الشرق الأوسط.
في مقابل ذلك كان لإسرائيل رأي آخر، حيث رأت أنه من غير الممكن أن تسمح لإيران بإمتلاك أية قدرات عسكرية نووية مهما كان الثمن، وسعت إلى إضعاف أو تفكيك بنية "الممر الشيعي" الذي إمتد من طهران إلى بيروت مروراً في دمشق وبغداد، والمحافظة على تفوقها العسكري والتكنولوجي والاستخباراتي في منطقة الشرق الأوسط.
إسرائيل حققت العديد من الأهداف الإستراتيجية خلال السنوات الماضية، فاغتالت العديد من القيادات العسكرية والسياسية في إيران وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين، كما وقامت بتنفيذ مئات الغارات ضد أهداف إيرانية أو تابعة لها في سوريا والعراق ولبنان، رافق كل ذلك هجوم سيبراني وإلكتروني متطور للعديد من المنشآت الحيوية في المنطقة.
في خضم هذا النزاع رآى الكثير من المحللين في الجانب السياسي والعسكري إلى أن هنالك عدداً من السيناريوهات التي يمكن طرحها للنزاع الإيراني الإسرائيلي بشكله الحالي، كالتصعيد المحدود من خلال استمرار الغارات الإسرائيلية على إيران، يقابل ذلك ردود محسوبة من إيران عبر المسيرات والصواريخ أوعبر حلفائها دون الإنزلاق لحرب شاملة، هذا السيناريو مرجح في الوقت الراهن، نظراً لحسابات الربح والخسارة للطرفين، بينما يرى البعض أن حرباً إقليمية متعددة الجبهات، قد تفجر الأوضاع في المنطقة، يشعل أكثر من جبهة في المنطقة تستدعي تدخلاً دولياً لمحاولة احتواء الموقف، كما قد يكون لإتفاق ضمني أو صفقة غير مباشرة، بوساطة دولية يتم التوصل من خلالها لتفاهمات لخفض التصعيد العسكري، يشمل الإتفاق تقييد النفوذ الإيراني مقابل عدم استهدافه المباشر، هذا السيناريو ضعيف في المدى القريب بسبب غياب الثقة بين الأطراف ..!
الصراع الإيراني الإسرائيلي مرشح للبقاء كواحد من أعقد النزاعات غير المعلنة في الشرق الأوسط، البعد الاستراتيجي له لا يقتصر على الأمن القومي، بل يمتد إلى مستقبل النفوذ الإقليمي وهيكل النظام العالمي المتغير، ليبقى التساؤل بشأن التصعيد القادم الذي لا محالة منه إن لم يتم كبح الديناميكيات المتسارعة للطرفين، لكن حربًا شاملة تظل خيارًا مرًا للجميع، سيُسعى لتجنبه الدول التي تمتع بالحكمة والموضوعية كالأردن الذي لطالما كانت دعوته تنصب على ضبط النفس واللجوء للتفاوض البناء المبني على تبادل المصالح المشتركة، مع تأكيد الأردن المستمر بعدم السماح بإختراق أجواءه تحت أي ظرف أو غاية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 23 دقائق
- عمون
حماية سيادتنا
لم ولن تكن التحديات التي تواجه المنطقة ودولها هي الأولى أو الأخيرة ، فمنطقتنا ملتهبه منذ فجر التاريخ وما زالت . فالتسابق والصراع علي هذه المنطقة واقع محتوم دخل في فلسفة وتكوين دول المنطقة . ما يجري اليوم هو واحدة من النتائج الحتمية للسيطرة على هذه المنطقة ، فإسرائيل الامريكية لا تريد منافسا لها ولا شريكا يعرقل أهدافها في الهيمنة على المنطقة ، وايران وجدت نفسها امام تحدي مع إسرائيل الامريكية في التوسع وبنا الاحلام الفارسية العظمى المشهودة , فهذا الطمع الكبير من هذه القوى جميعا جاء وسط ضعف عربي، وانكسار في الوحدة والعمل المشترك ، حيث شهدنا كيف تهافت المال العربي والسياسة العربية لنيل الرضى الأمريكي وبركات البيت الأبيض هذه الحرب المحتومة وضعتنا نحن في الاردن امام مسؤولياتنا تجاه انفسنا وتجاه الدولة ، فنحن جميعا على وعي تام بأن هذه الحرب هي حرب مصالح واهداف أساسها : من سيهيمن على المنطقة ومن سيكون المتحكم بأمرها ، وأن الاطماع الإسرائيلية الامريكة لم ولن تقف عند حد ، بل تسعى أمريكيا لاخضاع ايران والتمكن من بنا نظام سياسي يصبح كبقية الأنظمة في المنطقة تحكمه الإرادة الامريكية . فإسرائيل أداة أمريكيا في المنطقة والشرطي الذي يجب أن ينفذ أوامرها لتحقيق الأهداف ، وهذا ينسجم بالتمام والكمال مع اهداف الجانب المتطرف في الإدارة الإسرائيلية التي تريد فرض الهيمنة والسيطرة على المنطقة . اما مسؤوليتنا تجاه الدولة الأردنية فمن الطبيعي أن نثق بتوجهات الدولة ، وان نتلاحم في التعبير عنها والتعامل معها بكل صدق ، وان ننطلق من منظور وعينا بالاطماع والغايات التي تشأت من اجلها هذه الصراعات ، والاهداف التي تسعى اليها كل من عناصر هذه الحرب ، فالاردن دولة مستقلة ذات سيادة ، واحترام سيادتنا هو احترام للدولة وشعبها ونظامها ، وأن أي إساءة لها يعني إساءة لكل عناصر الدولة ، هذا إضافة للخطورة الكبيرة التي تترتب عن انتهاك هذه السيادة خاصة ونحن نعيش بين اقطاب ملتهبة ، تحاول الدول الطامعة توريطها وزجها إلى اتون حرب غير عادلة بحيث يكون الأردن ساحة لهذا الصراع الذي يشكل خطرا فادحا على هذا البلد. من حق الأردن أن يدافع عن نفسه / ومن حقه أن يمنع تحويل الأردن جوا وبحرا وارض الى ساحات لمعارك أي طرف أو أن نعطي لإسرائيل الفرصة وباي حجة للتمادي والتبرير التوسعي الذي تسعى اليه . من حق الأردن أن يثبت عمليا أنه لا يسمح لاحد استغلال سمائه كمعابر أو ساحة صراع ليس دفاعا عن احد أو الوقوف مع أحد ضد أحد بل دفاعا عن سماء وارض وشعب الأردن ، فلقد رأينا كيف شكلت المقذوفات التي سقطت بالأردن خطورة على المواطنين الأردنيين! نحن جميعا نتعاطف مع ايران لضرب إسرائيل ، فكلنا لنا ثأر عند هذا النظام الاسرائيل القاتل ، ولكن يجب على هذه المشاعر والعواطف النبيلة أن لا تنسينا مسؤوليتنا تجاه الأردن حاضره ومستقبلة . ولعل تجربة ايران وما حصل سابقا مع حزب الله في ايران أن يكون درسا لنا جميعا في تحصين جبهتنا الداخلية وتقويتها ، وتعزيز تماسكها فكرا وفعل . فنحن المؤهلون في منطقتنا لأن نحمل شعاع النور بالعقل والمنطق ، وأن نفوت على اعدائنا والمتربصين بنا كل محاولات النيل من هذا الوطن . فنحن ندرك أن نوايا نتنياها تجاه الأردن لم ولن تكون متساهلة ، بل يحاول على الدوام الاساءات المتكررة، وامامنا أربعة سنوات قادمة فرضت علينا أن نكون اكثر وعيا ، وأعظم مسؤولية ، داعمين القيادة متعاضدين في الداخل ، واعين لكل المحاولات .لا نلتفت لهؤلاء القوالون ، أصحاب القول والكلمة المدفوعة والمواقف المتقلبة والمصالح الخاصة أن يفرضوا اجندات غير صحيحة , وغير سليمة علينا . نحن كشعب لا نختلف في ان إسرائيل هي العدو الأكبر ، وأن نتنياهو جاء بفكر يميني متطرف ، وأن مصلحته السياسية وائتلافه هي القضاءعلى كل معاني السلام والسلم في المنطقة ، وابقائها في حالة اللهيب المحترق . وأن مواجهته وعلى المستوى الأردني هو كشف أهدافه وأطماعه أمام المجتمع الدولي وبيان الأفعال غير الإنسانية المنافية للقيم والأعراف والقوانين الدولية من خلال دبلماسية واقعية حكيمة ، كذلك تفويت المحاولات المستمرة اختراق الساحة الأردنية وذلك بالتكاتف والتلاحم وأدراك هذه المحاولات التي لا تنقطع . تماسكنا هو الأساس ووعينا هو الدرع الذي يبقينا على الدوام في ساحة الأمان.


جو 24
منذ ساعة واحدة
- جو 24
"القسام" تنشر مشاهد لاستهداف قوتين إسرائيليتين في بيت لاهيا
جو 24 : نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، يوم الأحد، مشاهد لاستهداف قوتين إسرائيليتين في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة. وتضمنت المشاهد التي نشرتها الكتائب ضمن سلسلة عمليتها "حجارة داود" استهداف قوة إسرائيلية تحصنت داخل منزلفي منطقة العطاطرة بقذيفة مضادة للأفراد. "> كما استهدفت الكتائب قوة أخرى راجلة في محيط نفسالمنطقة. وأطلقت كتائب القسام مؤخرًا اسم "حجارة داود" على عملياتها ضد قوات جيش الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة ردا على العملية الإسرائيلية المسماة"عربات جدعون". تابعو الأردن 24 على


جو 24
منذ ساعة واحدة
- جو 24
نتنياهو: اعطيت توجيهاتي للمضي قدما في مفاوضات صفقة التبادل
جو 24 : - صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه أعطى الضوء الأخضر للمضي قدما في مفاوضات صفقة التبادل. واضاف قائلاً: "لقد أصدرتُ تعليماتٍ للمضي قدمًا في المفاوضات بشأن الرهائن، لوجود اختراقه ". وأجرى فريق التفاوض برئاسة الوزير رون ديرمر امس، تقييمًا للوضع، وفي وقت لاحق من اليوم، عُقدت مناقشة أخرى بقيادة نتنياهو مع منسق الأمن القومي والأمن الداخلي (الإفراج والمفقودين) غال هيرش والوزير ديرمر. ووفقًا لمصدر إسرائيلي رفيع المستوى، فقد نوقشت قضية المختطفين أيضًا في اجتماع الكابنيت الذي عقد الليلة الماضية. قبل يوم من الهجوم الإسرائيلي على إيران، أطلع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، على آخر مستجدات المحادثات الخاصة بصفقة التبادل. يذكر ان المقترح المحوري للمفاوضات يتضمن إطلاق سراح عشرة رهائن إسرائيليين ووقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا. وتشير التقارير إلى أن حماس تُظهر مرونة، بينما تطالب إسرائيل بضمان حرية العمل العسكري حتى خلال وقف إطلاق النار. تابعو الأردن 24 على