
أزمة الدفاع بين واشنطن وكانبيرا.. معركة السيادة في زمن الضغوط الأمريكية
تواجه أستراليا معضلة استراتيجية تتمثل في الموازنة بين مطالب حليفها الأقوى، الولايات المتحدة، وحسابات سياستها الداخلية ومفهومها للسيادة الوطنية.
وقد شدد رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، في تصريحات صحافية اليوم الاثنين، على أن بلاده ستواصل نهجها القائم على "تحديد الاحتياجات الدفاعية أولاً قبل تقرير حجم الإنفاق"، في رد غير مباشر على دعوة وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث إلى رفع الإنفاق العسكري الأسترالي إلى 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي.
الخلاف بين الرؤية الأمريكية والمقاربة الأسترالية
وجاءت تصريحات هيجسيث خلال اجتماعه مع وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارليس، على هامش "منتدى شانجريلا" الأمني في سنغافورة، حيث أكد أن واشنطن ترى ضرورة عاجلة لرفع أستراليا لإنفاقها الدفاعي، في إطار جهود تعزيز الجاهزية العسكرية في منطقة آسيا-الباسيفيك لمواجهة النفوذ الصيني المتنامي.
لكن كان لكانبيرا موقف مغاير؛ فالحكومة الأسترالية ترى أن أي زيادة في الميزانية يجب أن تنبع من تقدير داخلي مستقل للاحتياجات الدفاعية، لا أن تُفرض نتيجة ضغوط خارجية أو في سياق التنافس بين القوى الكبرى.
معضلة السيادة ولقاء وشيك مع ترامب
يرتبط هذا التوتر بتوقيت حساس، إذ يستعد ألبانيز لعقد أول اجتماع له مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب منذ إعادة انتخابه، حيث من المتوقع أن يتناول اللقاء قضايا استراتيجية شائكة، أبرزها الرسوم الجمركية الأميركية المفروضة على الصادرات الأسترالية، والتي لا تزال قائمة رغم العلاقات الأمنية الوثيقة بين البلدين.
ويشير مراقبون، من بينهم بيتر دين، مدير السياسة الخارجية والدفاع في مركز دراسات الولايات المتحدة بجامعة سيدني، إلى أن ألبانيز يسعى لتقديم قرارات بلاده الدفاعية على أنها قرارات ذات طابع سيادي ووطني، في محاولة لامتصاص أي انطباع داخلي بأن أستراليا ترضخ لإملاءات واشنطن.
واقع اقتصادي هش يحد من المناورة
الوضع الاقتصادي الأسترالي لا يسمح بالكثير من المرونة في الاستجابة للضغوط الأمريكية. فبعد عام من فوز حزب العمال في الانتخابات عام 2022، بلغ التضخم ذروته عند 7.8%، ورغم بوادر التحسن مؤخراً مع خفض سعر الفائدة إلى 4.1% في فبراير الماضي، لا تزال مؤشرات الركود ماثلة، وهو ما يجعل أي زيادة ضخمة في الإنفاق العسكري موضع تساؤل شعبي ومعارضة سياسية محتملة.
الحكومة الأسترالية كانت قد التزمت بالفعل بزيادة الإنفاق الدفاعي بمقدار 10 مليارات دولار أسترالي خلال أربع سنوات، إضافة إلى خطة طويلة الأمد لرفع الإنفاق إلى 2.3% من الناتج المحلي بحلول عام 2033، لكنها لم تستجب لمطلب الرفع الفوري إلى 3.5%، كما لم تتضمن الموازنة السنوية الأخيرة أي زيادات إضافية، رغم إعلان حكومي سابق عن تخصيص 50 مليار دولار أسترالي للقطاع الدفاعي خلال العقد المقبل.
اختبار لاستقلال القرار الأسترالي
الواقع أن الاجتماع المرتقب بين ألبانيز وترمب لن يقتصر على الملف الدفاعي، بل سيتطرق إلى مروحة أوسع من القضايا الثنائية، أبرزها الملف التجاري وأزمة الرسوم الجمركية، مما يجعل اللقاء اختباراً مزدوجاً للقدرة الأسترالية على الحفاظ على استقلالية القرار دون المساس بتحالفاتها الإستراتيجية.
ففي وقت ترى فيه واشنطن أن الجبهة الآسيوية تتطلب التزامات مالية وعسكرية من جميع الحلفاء، تسعى كانبيرا لتمرير رسائل واضحة بأن التوسع في الإنفاق الدفاعي لا يجب أن يكون نتيجة لضغوط خارجية، بل نتاجاً لحوار وطني وتقييم استراتيجي مستقل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- العين الإخبارية
تسلا تدفع ثمن خلاف ترامب وماسك.. السهم يهوي 8%
تم تحديثه الخميس 2025/6/5 10:34 م بتوقيت أبوظبي أثارت الخلافات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا مخاوف لدى مساهمي الشركة بعد أن تبادلا الاتهامات في تصريحات حادة اليوم الخميس. وانخفض سهم تسلا بأكثر من 8% اليوم الخميس خلال جلسة لم تشهد أي أخبار تتعلق بشركة صناعة السيارات الكهربائية، مما دفع المتداولين إلى التخلص من السهم في تداولات مكثفة بعد أن صعد ماسك انتقاداته لمشروع قانون الضرائب الذي أصدره الرئيس. وزعم ترامب أن ماسك مستاء لأن مشروع القانون يلغي المزايا الضريبية الموجهة لشراء السيارات الكهربائية، فيما يخشى المستثمرون أن تضر علاقتهما المتوترة بإمبراطورية ماسك التجارية. وقال ترامب "أنا وإيلون كانت علاقتنا رائعة. لا أعرف ما إذا كان ذلك سيستمر". وأضاف "قال أجمل الأشياء عني. ولم يقل عني شخصياً أي شيء سيء. سيكون ذلك هو التالي. لكنني أشعر بخيبة أمل كبيرة". وانتقد أغنى رجل في العالم، وكان شخصية رئيسية في إدارة الكفاءة الحكومية، مشروع القانون بعد فترة ليست طويلة من تصريحه بأنه سيقضي وقتاً أقل في البيت الأبيض ووقتاً أطول في شركاته. ودعا ماسك في منشور على منصة "إكس" التابعة له أعضاء الكونغرس إلى إلغاء مشروع القانون الذي وصفه بأنه "شر مقيت". وقال ماسك على موقع إكس يوم الثلاثاء "الأمر يجهض كل وفورات التكاليف التي حققها فريق إدارة الكفاءة الحكومية بتكلفة ومخاطر شخصية كبيرة". وأدى دور ماسك في إدارة الكفاءة الحكومية وانحيازه لإدارة ترامب إلى عزوف بعض المشترين عن سيارات تسلا، إذ تراجعت مبيعات مركباته الكهربائية في أوروبا والصين والأسواق الأمريكية الرئيسية مثل كاليفورنيا، حتى مع استمرار نمو إجمالي مشتريات السيارات الكهربائية. وبدأ ماسك في الابتعاد ببطء عن البيت الأبيض في الأسابيع القليلة الماضية متأثراً جزئياً بموجة احتجاجات ضد تسلا. وانخفض سهم تسلا 12% منذ 27 مايو/أيار، وهو ما تزامن تقريباً مع قراره بالانسحاب من أدواره بالحكومة. ويتقرح مشروع قانون الميزانية لدى مجلس النواب الأمريكي إنهاء دعم السيارات الكهربائية البالغ 7500 دولار إلى حد كبير بحلول نهاية 2025. واعتمدت تسلا وشركات صناعة السيارات الأخرى على الحوافز لسنوات لجذب الطلب، لكن ترامب وعد خلال الفترة الانتقالية بإنهاء الدعم. وانخفضت أسهم تسلا 22% منذ بداية العام، بما في ذلك خسائر اليوم الخميس. aXA6IDgyLjI3LjIzNC45MCA= جزيرة ام اند امز CH


سبوتنيك بالعربية
منذ 2 ساعات
- سبوتنيك بالعربية
ترامب: أشعر بخيبة أمل تجاه ماسك.. والأخير يرد: لولا وجودي لخسر الانتخابات
ترامب: أشعر بخيبة أمل تجاه ماسك.. والأخير يرد: لولا وجودي لخسر الانتخابات ترامب: أشعر بخيبة أمل تجاه ماسك.. والأخير يرد: لولا وجودي لخسر الانتخابات سبوتنيك عربي انخفضت أسهم "تسلا"، شركة صناعة السيارات الأمريكية المملوكة لإيلون ماسك، اليوم الخميس، بأكثر من 8%، في ظل خلاف واضح بين الملياردير، والرئيس الأمريكي، دونالد... 05.06.2025, سبوتنيك عربي 2025-06-05T18:20+0000 2025-06-05T18:20+0000 2025-06-05T18:20+0000 إيلون ماسك دونالد ترامب الولايات المتحدة الأمريكية العالم أخبار العالم الآن شركة تسلا ووفقا لموقع " لرصد السوق، انخفضت أسهم شركة "تسلا"، اعتبارا من الساعة 17:42 بتوقيت غرينتش، بأكثر من 8.6% لتصل إلى أقل من 303.5 دولار. وكان إيلون ماسك قال، اليوم الخميس، إنه لم يطّلع على مشروع قانون الإنفاق الذي أُقرّ أخيرا، مخالفا بذلك تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي أفادت بعكس ذلك. وكان ترامب قد قال للصحفيين إن ماسك كان على علم كامل بمحتوى مشروع القانون، ولم يعترض إلا بعد معرفته بخطط لإلغاء إلزامية السيارات الكهربائية. ورد ماسك عبر منصته "إكس" للتواصل الاجتماعي: "هذا غير صحيح، لم أُطلع على القانون مطلقا، وقد تم تمريره في وقت متأخر بسرعة مذهلة لم تُتح لأي عضو في الكونغرس قراءته بالكامل". وتكهّن ترامب بأن ماسك، بعد مهاجمته لمشروع القانون، قد يتجه قريبا إلى توجيه انتقادات شخصية له. وكان ماسك قد وصف مشروع القانون هذا الأسبوع بأنه "عمل مقزز"، مطالبا الكونغرس برفضه أو تقديم بديل لا يرفع سقف الدين الأمريكي بخمسة تريليونات دولار. يشار إلى أن ماسك غادر منصبه، يوم الجمعة الماضي، بعد أن شغل رئاسة وزارة كفاءة الحكومة الأمريكية منذ يناير/ كانو الثاني 2025. الولايات المتحدة الأمريكية سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي إيلون ماسك, دونالد ترامب, الولايات المتحدة الأمريكية, العالم, أخبار العالم الآن, شركة تسلا


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
ترامب: طلبت من بوتين عدم الرد على الهجوم الأوكراني ولكن «الكراهية شديدة»
واشنطن - أ ف ب أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس أنّه طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين عدم الرد على الهجوم الأوكراني على القواعد الجوية الروسية. وقال بوتين خلال لقائه المستشار الألماني فريدريش ميرتس في البيت الأبيض، «قلت (لفلاديمير بوتين): لا تفعل ذلك. عليك ألا تفعل ذلك. يجب أن تتوقّف». وأضاف ترامب: «ولكن مجدداً، هناك كراهية شديدة بين أوكرانيا وروسيا».