
موجة هجمات ثالثة بين إسرائيل وإيران ومخاوف من تدخل قوى خارجية
تبادلت إسرائيل وإيران موجة جديدة من الهجمات خلال الليل حتى صباح اليوم الأحد، وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الصراع يمكن أن ينتهي بسهولة، محذراً طهران من ضرب أهداف أميركية.
وقالت الحكومة الإسرائيلية إن فرق الإنقاذ مشطت أنقاض مبانٍ سكنية مدمرة في الغارات، بالاستعانة بالمصابيح والكلاب المدربة للبحث عن ناجين بعد مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص بينهم أطفال.
تحذير للإيرانيين
وصباحاً أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيراً للإيرانيين الذين يعيشون قرب منشآت الأسلحة يطالبهم بالإخلاء، فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الهجمات التي تعرضت لها إيران حتى الآن لا تقارن بما ستشهده في الأيام المقبلة.
وقال ترمب في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، "إذا هاجمتنا إيران بأي صورة من الصور، فإنها ستواجه القوة والقدرة الكاملة للقوات المسلحة الأميركية بمستويات لم تشهدها من قبل".
واستطرد قائلاً "لكن بإمكاننا التوصل بسهولة إلى اتفاق بين طهران وإسرائيل، وإنهاء هذا الصراع الدموي".
ولم يقدم ترمب تفاصيل حول أي اتفاق محتمل.
إفشال المحادثات النووية
بدوره قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن الهجمات الإسرائيلية، التي بدأت الجمعة تهدف إلى إفشال المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، والتي كان من المقرر أن تستأنف في عمان اليوم الأحد، لكنها ألغيت. وأضاف أن الهجمات الإسرائيلية حظيت بدعم الولايات المتحدة، وأن إيران لم تتحرك إلا دفاعاً عن النفس.
وقال عراقجي في وقت سابق إنه لا يمكن إجراء محادثات عمان بينما تتعرض إيران لهجمات إسرائيلية وصفها بـ"الهمجية".
وأعلنت إيران مقتل 78 شخصاً في اليوم الأول من العملية الإسرائيلية عليها وسقوط عشرات آخرين في اليوم الثاني من بينهم 60 شخصاً عندما دمر صاروخ مبنى سكنياً من 14 طابقاً في طهران وكان من بين القتلى 29 طفلاً.
وقالت إيران إن مستودع النفط في "شهران" استهدف في هجوم إسرائيلي، لكن الوضع تحت السيطرة، وأفادت وكالة "تسنيم" للأنباء اليوم الأحد بأن حريقاً اندلع بعد هجوم إسرائيلي على مصفاة للنفط قرب العاصمة، وأن الغارات الإسرائيلية استهدفت أيضاً مبنى وزارة الدفاع في طهران، مما أدى إلى وقوع أضرار طفيفة.
وبدأت الموجة الأحدث من الهجمات الإيرانية على إسرائيل بعد الساعة 11 مساء أمس السبت بقليل (20:00 بتوقيت غرينتش)، عندما دوت صفارات الإنذار في القدس وحيفا ليهرب نحو مليون شخص إلى الملاجئ.
وفي نحو الساعة 2:30 صباحاً بالتوقيت المحلي (23:30 بتوقيت غرينتش أمس السبت)، حذر الجيش الإسرائيلي من إطلاق وابل جديد من الصواريخ من إيران، وحث السكان على البحث عن ملاجئ. وتردد دوي الانفجارات في تل أبيب والقدس مع إطلاق صواريخ لاعتراض الوابل الجديد. وألغى الجيش تحذير الاحتماء بعد ساعة تقريباً من إصداره.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
هجوم للحوثيين
قالت جماعة الحوثي اليمنية اليوم الأحد إنها استهدفت مدينة يافا في وسط إسرائيل بصواريخ باليستية عدة خلال الساعات الـ24 الماضية، في أول مرة تنضم فيها جماعة متحالفة مع إيران إلى التصعيد.
وحذرت طهران حلفاء إسرائيل من أن قواعدهم العسكرية في المنطقة ستتعرض للقصف أيضاً إذا ساعدوا في إسقاط الصواريخ الإيرانية.
لكن الحرب المستمرة منذ 20 شهراً في غزة والأعمال القتالية في لبنان العام الماضي تسببتا في إضعاف أقوى حليفين لطهران، وهما حركة "حماس" في غزة و"حزب الله" في لبنان، مما قلص خيارات الرد المتاحة أمام إيران.
وقالت السلطات الإسرائيلية إن 10 أشخاص في الأقل قتلوا ليلاً، بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب أكثر من 140 آخرين بسبب صواريخ سقطت على منازل في شمال ووسط إسرائيل.
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن ما لا يقل عن 35 شخصاً في عداد المفقودين بعد ضربة أصابت مدينة بات يام جنوب تل أبيب. وقال متحدث باسم خدمات الطوارئ إن صاروخاً أصاب مبنى من ثمانية طوابق هناك، وجرى إنقاذ عديد من الأشخاص، لكن سقط قتلى.
وحتى الآن قتل 13 شخصاً في الأقل في إسرائيل وأصيب أكثر من 300 منذ أن بدأت إيران شن هجماتها التي سمتها "دفاعية" الجمعة.
حقل بارس
وفي أول هجوم على البنية التحتية للطاقة في إيران على ما يبدو أفادت وكالة "تسنيم" للأنباء بتعليق جزئي لإنتاج الغاز من حقل بارس الجنوبي، وهو أكبر حقل غاز في العالم، في أعقاب هجوم إسرائيلي على الموقع أمس السبت أدى إلى اندلاع حريق.
ويقع حقل بارس الجنوبي قبالة ساحل إقليم بوشهر جنوب إيران، وهو مصدر معظم الغاز الذي تنتجه إيران.
وأدت المخاوف من التعطيل المحتمل لصادرات النفط في المنطقة إلى ارتفاع أسعار الخام بنحو تسعة في المئة يوم الجمعة، على رغم أن إسرائيل لم تستهدف قطاع النفط والغاز الإيراني في اليوم الأول من حملتها.
وفتحت أسواق الأسهم في المنطقة اليوم للمرة الأولى منذ الضربات الإسرائيلية، وانخفضت أسهم تل أبيب بنسبة تزيد على واحد في المئة، وانخفضت الأسهم السعودية 3.6 في المئة في التعاملات المبكرة.
ومع إعلان إسرائيل أن عمليتها قد تستمر لأسابيع وحث نتنياهو الشعب الإيراني على الانتفاض على حكامه من رجال الدين، تتزايد المخاوف من تصعيد في المنطقة يستقطب قوى خارجية.
وترى إسرائيل البرنامج النووي الإيراني تهديداً لوجودها، وقالت إن حملة القصف تهدف إلى منع طهران من اتخاذ الخطوات المتبقية نحو صنع سلاح نووي.
وتؤكد طهران أن برنامجها مدني بالكامل وأنها لا تسعى إلى امتلاك قنبلة ذرية، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت أن طهران لا تمتثل لالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 16 دقائق
- الرياض
زيلينسكي: «الحسم الأميركي» مفتاح إنهاء الحرب الروسيةبوتين لترمب: مستعدون لمفاوضات جديدة مع كييف
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره الأميركي دونالد ترمب استعداده لإجراء مفاوضات جديدة بين موسكو وكييف، وذلك في اتصال جرى بينهما السبت في يوم أخذ فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على واشنطن نهجها "التصالحي جدا" حيال روسيا. وبحث بوتين وترمب خلال الاتصال الوضع في الشرق الأوسط والتصعيد بين إسرائيل وإيران، وفق ما أعلن الكرملين. الا أن الرئاسة الروسية أشارت في بيان الى أن بوتين أطلع ترمب كذلك على "تطبيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها في الاجتماع بين الوفدين الروسي والأوكراني في اسطنبول في الثاني من يونيو". وقال بوتين لترمب إن روسيا مستعدة لمواصلة التفاوض مع أوكرانيا بعد 22 يونيو، في حين "أكّد ترمب مجددا اهتمامه بحل سريع للنزاع الروسي الأوكراني"، وفق الكرملين. وكان هذا الاتصال الخامس بين الرئيسين في خضم جهود تبذل لإعادة ضبط العلاقات منذ عودة ترمب الى البيت الأبيض في يناير، واعتماده حيال موسكو مقاربة تختلف جذريا عن تلك التي اتّبعها سلفه جو بايدن. وقال الكرملين إن الزعيمين أعربا خلال المكالمة التي ناقشا خلالها أيضا النزاع بين إيران وإسرائيل، "عن رضاهما للعلاقة الشخصية" التي تجمعهما. وأضاف أن الرئيسين "يتواصلان بطريقة عملية ويسعيان إلى إيجاد حلول للقضايا الملحة على الأجندة الثنائية والدولية، بغض النظر عن مدى تعقيد هذه القضايا". أما ترمب فقد كشف على موقع "تروث سوشال" أن بوتين اتصل "ليهنئني بعيد ميلادي" ال79، لكن "الأكثر أهمية" كان مناقشة الأزمة الإيرانية الإسرائيلية. وقال ترمب في إشارة إلى الصراع بين روسيا وأوكرانيا "إنه يشعر مثلي، بأن هذه الحرب بين إسرائيل وإيران يجب أن تنتهي، وقد أوضحت له أن حربه أيضا يجب أن تنتهي". وفي ما يتعلق باحتمال عقد جولة جديدة من المباحثات مع أوكرانيا، اكتفى زيلينسكي الى الآن بأن المسألة سيتم بحثها "متى أنجزت النقاشات" بشأنها. ولم تفض الجولتان السابقتان من التفاوض سوى الى تبادل الجانبين لأسرى وجثامين الجنود القتلى، من دون أن تفلح في إبرام هدنة ولو مؤقتة. وكرر زيلينسكي في مؤتمر صحافي السبت رفضه المطالب التي جددتها روسيا خلال التفاوض، خصوصا التخلي عن أربع مناطق أوكرانية أعلنت موسكو ضمها، والتخلي عن مسعى الانضمام لحلف شمال الأطلسي. وقال زيلينسكي إن ما تطلبه روسيا هو "انذار تمّت صياغته بطريقة متعمدة لكي لا تكون أوكرانيا قادرة على قبوله. وفي منشور على منصة إكس، دعا زيلينسكي الولايات المتحدة إلى "تغيير لهجتها" تجاه روسيا في وقت تأخذ فيه كييف على ترمب اتصالاته بنظيره الروسي فلاديمير بوتين وتردده في فرض عقوبات جديدة على موسكو. وقال زيلينسكي "في الوقت الحالي، تبدو نبرة الحوار بين الولايات المتحدة وروسيا تصالحية للغاية. لنكن صادقين: هذا لن يوقف بوتين. ما نحتاجه هو تغيير اللهجة". وقال الرئيس زيلينسكي إن بلاده تحتاج إلى موقف واضح من الولايات المتحدة بشأن الخطوات المطلوبة للضغط على روسيا من أجل الوصول إلى وقف إطلاق نار، مشيرا إلى أن دعم أوروبا يعتمد بدرجة كبيرة على هذا الموقف الأميركي، وقال زيلينسكي للصحفيين في كييف مساء الجمعة: "أرغب بشدة في أن يتخذ ترمب خطوات قوية. من المهم جدا بالنسبة لنا أن يقوم ترمب بإيقاف بوتين عبر العقوبات وإجراءات أخرى. هذا سيبعث برسالة قوية إلى أوروبا بأكملها، وسيتوحد الجميع، وسنحظى بهذه الفرصة". وأضاف: "في غياب العقوبات أو الإجراءات الأميركية، سيكون الأمر صعبا جدا بالنسبة لنا". وأوضح أن "الحسم الأميركي" هو المفتاح لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، التي تدخل الآن عامها الرابع. وأشار زيلينسكي إلى أن الحلفاء الأوروبيين لم يحسموا بعد موقفهم بشأن إمكانية دعم أوكرانيا بشكل كامل من دون وجود دعم أميركي صريح ومؤثر. وأعرب زيلينسكي عن أمله ألا يؤدي النزاع الدائر بين إسرائيل وإيران إلى تراجع في المساعدات الغربية لبلاده مبديا أسفه لـ"تباطؤ" الدعم الأوروبي وآخذا على واشنطن نهجها "التصالحي جدا" حيال موسكو. وقال الرئيس الأوكراني إن الجيش الأوكراني يعمل الآن على احتواء الهجوم العسكري الروسي في منطقة سومي شمال شرقي البلاد. وذكر زيلينسكي الجمعة في كييف، في تصريحات نشرتها وكالة أنباء إنترفاكس أوكرانيا: "إننا نعمل على تسوية الموقع بالأرض. الأمر المهم هو أن هناك 53 ألف روسي هناك". وأضاف الرئيس: "إن القتال يدور هناك على طول الحدود. عليكم أن تفهموا أنه يتم منع العدو من التقدم هناك". هذا وتسلمت أوكرانيا أكثر من 3600 جثة من روسيا في ثلاث عمليات نقل الأسبوع الجاري، من بينها 1200 جثة تم تسليهما السبت، حسبما ذكر مسؤولون في كييف. وتحدث مركز تنسيق شؤون أسرى الحرب عن "جثث، لمواطنين أوكرانيين، من أفراد الجيش بشكل رئيسي، وفقا للمعلومات الروسية". وأضاف المركز أن الطب الشرعي سيعمل على تحديد هوية الجثث.


الرياض
منذ 24 دقائق
- الرياض
مهاجمة موقعين إيرانيين للوقود «مزدوجي الاستخدام» وتحذير للسكان بالقرب من منشآت الأسلحة(حرب الصواريخ) تستعر.. وترمب يرى سهولة وقف الصراع
تبادلت إسرائيل وإيران موجة جديدة من الهجمات منذ مساء السبت وحتى الأحد مما أدى لمقتل العشرات، فيما حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأحد إيران من أنها ستواجه "كامل قوة" الجيش الأميركي إذا هاجمت الولايات المتحدة، مؤكداً أن واشنطن "لا علاقة لها" بالضربات الإسرائيلية على طهران. وكتب ترمب على منصته "تروث سوشال" الأحد "إذا تعرضنا لهجوم من إيران بأي شكل من الأشكال، فإن كامل قوة وقدرة القوات المسلحة الأميركية ستنزل عليكم بمستويات لم تُشهد من قبل". من جهة أخرى، أكد ترمب "يمكننا بسهولة إبرام اتفاق بين إيران وإسرائيل، وإنهاء هذا الصراع الدامي". وأجرت الولايات المتحدة مفاوضات مع إيران في محاولة لإلزامها بتقليص برنامجها النووي، الذي تقول طهران إنه مدني تماماً، لكن إسرائيل تراه تهديداً لوجودها بسبب إمكانية استخدامه لصنع الأسلحة. ولم يقدم ترمب تفاصيل حول أي اتفاق محتمل. وحض الرئيس الأميركي طهران الجمعة على التوصل إلى اتفاق وإلاّ ستواجه هجمات "أكثر عنفاً" من إسرائيل. وقالت السلطات الإسرائيلية: إن فرق الإنقاذ مشطت أنقاض مبانٍ سكنية مدمرة في الغارات، بالاستعانة بالمصابيح والكلاب المدربة للبحث عن ناجين بعد مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص بينهم أطفال. وقالت إيران: إن ما لا يقل عن 138 شخصاً قتلوا جراء الهجمات الإسرائيلية منذ يوم الجمعة، من بينهم 60 شخصاً، نصفهم أطفال، سقطوا السبت عندما دمر صاروخ مبنى سكنياً من 14 طابقاً في طهران. وأصدر الجيش الإسرائيلي تحذيراً للإيرانيين الذين يعيشون بالقرب من منشآت الأسلحة يطالبهم بالإخلاء، بعدما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وترمب إن الهجمات لن تهدأ بل ستزداد كثافة. وقال مسؤول: إن إسرائيل لا يزال لديها قائمة طويلة من الأهداف في إيران، وأحجم عن تحديد إلى متى ستستمر الضربات. وذكر أن الأهداف التي تم قصفها مساء السبت شملت موقعين إيرانيين للوقود "مزدوجي الاستخدام" كانا يدعمان العمليات العسكرية والنووية. طلب إسرائيلي كشف موقع /أكسيوس/ الإخباري الأميركي، أمس، نقلاً عن مصادر إسرائيلية مطلعة، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي طلبت من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب المشاركة عسكريًا في خطط هجومية تستهدف البرنامج النووي الإيراني، وعلى وجه الخصوص منشأة "فوردو" شديدة التحصين والمقامة داخل جبل. وأشار التقرير إلى أن أبرز العقبات التي تواجه "تل أبيب" في تنفيذ ضربات حاسمة ضد المنشآت النووية الإيرانية، تكمن في افتقارها للقنابل الخارقة للتحصينات والطائرات الثقيلة بعيدة المدى القادرة على الوصول إلى أهداف محصّنة بعمق، مثل "فوردو". في المقابل، تمتلك الولايات المتحدة هذه القدرات العسكرية، ما يجعل مشاركتها ضرورية لإنجاح أي هجوم من هذا النوع. ورغم الإلحاح الإسرائيلي، فإن إدارة ترمب أبدت تحفظًا على التورط المباشر، معتبرة أن تنفيذ ضربة واحدة ضد هدف إيراني سيؤدي حتمًا إلى اندلاع مواجهة شاملة، وهو ما تسعى واشنطن إلى تفاديه. ونقل التقرير عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين قولهم إن بقاء منشأة "فوردو" بعد انتهاء العمليات سيكون بمثابة "فشل ذريع" في تحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل. وفي السياق نفسه، أفاد الموقع بأن الإدارة الأميركية الحالية لا تدرس في الوقت الراهن خيار التدخل العسكري المباشر، مرجّحة السعي إلى التفاوض نحو تسوية سلمية إذا أبدت طهران استعدادها لذلك. إفشال المفاوضات قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي: إن الهجمات الإسرائيلية هدفها إفشال تلك المفاوضات التي كان من المقرر أن تستأنف في عُمان أمس الأحد لكنها أُلغيت. وأضاف أن الهجمات الإسرائيلية حظيت بدعم الولايات المتحدة، وأن إيران لم تتحرك إلا دفاعاً عن النفس. وتقول إسرائيل، التي لم توقع على معاهدة حظر الانتشار النووي العالمية ويعتقد على نطاق واسع أنها تمتلك أسلحة نووية: إنها تهدف إلى منع إيران من تطوير مثل هذه الأسلحة إلى جانب القضاء على قدراتها في مجال الصواريخ الباليستية. وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الخميس أن طهران لا تمتثل لالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي. وأقر مسؤولون إسرائيليون بأن من المستبعد أن تسفر الضربات عن وقف البرنامج تماماً، لكنهم عبروا عن أملهم في أن تؤدي إلى اتفاق شامل بين الولايات المتحدة وإيران. وقالت إيران: إن مستودع النفط في شهران بالعاصمة استُهدف في هجوم إسرائيلي لكن الوضع تحت السيطرة، وأفادت وكالة تسنيم للأنباء أمس الأحد بأن حريقاً اندلع بعد هجوم إسرائيلي على مصفاة للنفط قرب العاصمة وأن الغارات الإسرائيلية استهدفت أيضاً مبنى وزارة الدفاع في طهران، مما أدى إلى وقوع أضرار طفيفة. وذكرت الوكالة أيضاً أن شخصين متهمين بالانتماء لجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) تم اعتقالهما في إقليم البرز. وبدأت الموجة الأحدث من الهجمات الإيرانية على إسرائيل بعد الساعة 11 مساء السبت بقليل (20:00 بتوقيت غرينتش)، عندما دوت صفارات الإنذار في القدس وحيفا ليهرب نحو مليون شخص إلى الملاجئ. وفي حوالي الساعة 2:30 صباحاً بالتوقيت المحلي (23:30 بتوقيت غرينتش السبت)، حذر الجيش الإسرائيلي من إطلاق وابل جديد من الصواريخ من إيران، وحث السكان على البحث عن ملاجئ. وتردد دوي الانفجارات في تل أبيب والقدس المحتلة مع إطلاق صواريخ لاعتراض الوابل الجديد. وقالت جماعة الحوثي، التي تسيطر على مساحات واسعة من اليمن: إنها أطلقت صواريخ باليستية على يافا بالقرب من تل أبيب، في أول مرة تنضم فيها جماعة متحالفة مع إيران إلى التصعيد. وفي السابق، كان بوسع إيران أن تتوقع دعماً عسكرياً من الجماعات المتحالفة معها في غزة ولبنان والعراق. لكن الحرب المستمرة منذ 20 شهراً في غزة والأعمال القتالية في لبنان العام الماضي أضعفت أقوى حليفين لطهران، وهما حركة حماس في غزة وجماعة (حزب الله) في لبنان، مما قلص خيارات الرد المتاحة أمام إيران. وقال المسؤول العسكري الإسرائيلي: إن إسرائيل استهدفت القائد العسكري لجماعة الحوثي خلال الليل. صواريخ إيرانية قالت السلطات الإسرائيلية: إن 10 أشخاص على الأقل قتلوا ليلاً، بينهم ثلاثة أطفال، وأصيب أكثر من 140 آخرين بسبب صواريخ سقطت على منازل في شمال ووسط إسرائيل. وفي مدينة طمرة العربية بشمال إسرائيل، قُتلت أربع نساء بينهن أم وابنتاها. وقُتل ستة أشخاص على الأقل جراء صاروخ إيراني أصاب مجموعة من المباني السكنية، بما في ذلك مبنى متعدد الطوابق، في مدينة بات يام. وعاد شموئيل بار دافيد (62 عاماً) لفترة وجيزة إلى ما تبقى من منزله هناك. وقال: "أعيش هنا منذ 35 عاماً"، مضيفاً أن عائلته نجت "بمعجزة". وحتى الآن، قتل 13 شخصاً على الأقل في إسرائيل وأصيب أكثر من 350 منذ أن بدأت إيران الرد على هجماتها. وفي أول هجوم على البنية التحتية للطاقة في إيران على ما يبدو، أفادت وكالة تسنيم للأنباء بتعليق جزئي لإنتاج الغاز من حقل بارس الجنوبي، وهو أكبر حقل غاز في العالم، في أعقاب هجوم إسرائيلي على الموقع أمس السبت أدى لاندلاع حريق. ويقع حقل بارس الجنوبي قبالة ساحل إقليم بوشهر بجنوب إيران، وهو مصدر معظم الغاز الذي تنتجه إيران. وأدت المخاوف من التعطيل المحتمل لصادرات النفط في المنطقة إلى ارتفاع أسعار الخام بنحو تسعة بالمئة يوم الجمعة، على الرغم من أن إسرائيل لم تستهدف قطاع النفط والغاز الإيراني في اليوم الأول من حملتها. وفتحت أسواق الأسهم في المنطقة أمس لأول مرة منذ الضربات الإسرائيلية، وارتفعت أسهم تل أبيب بعد هبوطها في وقت سابق. ومع إعلان إسرائيل أن عمليتها قد تستمر لأسابيع وحث نتنياهو الشعب الإيراني على "الانتفاض على حكامه"، تتزايد المخاوف من تصعيد في المنطقة يستقطب قوى خارجية.


الرياض
منذ 24 دقائق
- الرياض
المقالأميركا رهينة الديون
يشكل ارتفاع تكلفة خدمة الديون الأميركية تهديدًا للاستقرار المالي للولايات المتحدة على المدى الطويل، حيث أنفقت 1.1 تريليون دولار كفوائد على ديونها في عام 2024، أي ما يقارب ضعف المبلغ الذي كانت تدفعه قبل خمس سنوات، وقد ترتفع هذه المبالغ أكثر بعد إقرار قانون الضرائب والإنفاق الجمهوري الذي يُناقشه مجلس الشيوخ حاليًا، حيث من المتوقع أن يزيد العجز الفيدرالي بمقدار 2.4 تريليون دولار خلال العقد المقبل، وهذا يتطلب جمع ديون إضافية، ودفع فوائد إضافية بحوالي 550 مليار دولار، وبحلول عام 2035، قد تصل فوائد الدين إلى 1.8 تريليون دولار. خلال السنوات الأخيرة تصاعدت تكاليف خدمة الديون حتى أصبحت أكبر من الإنفاق الدفاعي، وهو أمر استثنائي للغاية، ويكمن التهديد في أن فوائد خدمة الدين المتزايدة تزاحم بقوة جميع الأولويات الأخرى التي يرغب صانعو السياسات في الإنفاق عليها، وبعبارة أخرى، قد تجد إدارة ترمب صعوبة في دعم البرامج الحيوية مثل الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية، خاصة وأن نسبة مدفوعات الفائدة الفيدرالية من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بلغت 3 % العام الماضي، وإذا استمرت الاتجاهات الحالية، فقد ترتفع هذه النسبة إلى 4.1 % من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035. نظراً لحالة الاستقطاب السياسي الحادة في الولايات المتحدة، تشتبك الآراء، فبينما يرى الديمقراطيون أن التخفيضات الضريبية ستفيد الأميركيين الأكثر ثراءً، من العمال ذوي الدخل المنخفض والمتوسط، وستضيف أيضاً المزيد من الأعباء إلى جبل الديون، يجادل الجمهوريون بأن التخفيضات الضريبية المقترحة ستفتح الطريق أمام النمو الاقتصادي، وستدخل بالولايات المتحدة إلى العصر الذهبي الجديد، من جهة أخرى، تثير هذه المعضلة القلق لدى النخبة الاقتصادية في وول ستريت، وعلى سبيل المثال، كتب الملياردير إيلون ماسك تغريدةً ناقدة قال فيها: "إن الكونجرس يُنفق أموالًا طائلة حتى الإفلاس"، حيث ارتفعت مدفوعات الفائدة من 416 مليار دولار في عام 2014 إلى أكثر من تريليون دولار في عام 2024. السؤال: كيف أصبحت خدمة الديون الأميركية بائسة إلى هذا الحد؟.. هذا يعود ذلك لسببين رئيسيين، الأول: مولت إصدارات الديون الجديدة قوانين الإنفاق الفيدرالي خلال جائحة كورونا والبالغة 4.6 تريليون دولار للأفراد والشركات، والثاني: رفع أسعار الفائدة منذ مارس 2022 بهدف كبح جماح التضخم، ما اضطر وزارة الخزانة لدفع مستحقات أعلى لحاملي السندات، وبلغة الأرقام، ارتفعت الديون في عام 2020 إلى 27 تريليون دولار، ثم قفزت بنسبة 23 % إلى 35.5 تريليون دولار في عام 2024، بينما ارتفع سعر الفائدة من قرابة الصفر إلى أكثر من 5 %، وربما تعجل هذه الديون الهائلة بالركود الاقتصادي، وقد شهدنا هذا بالفعل قبل 15 عامًا في اليونان وبعض الدول الأوروبية.