logo
"لبنان الكبير" على وقع "زلزال" المنطقة؟!

"لبنان الكبير" على وقع "زلزال" المنطقة؟!

النشرة٢٣-٠٧-٢٠٢٥
لم يكن تفصيلاً أن يعلن رئيس الجمهورية ​ جوزاف عون ​، في مقدمة خطاب القسم، أنه أصبح "الرئيس الأول بعد المئوية الأولى لقيام دولة ​ لبنان ​ الكبير، في وسط زلزال شرق أوسطي تصدّعت فيه تحالفات وسقطت أنظمة وقد تتغير حدود"، لا سيما أن جميع الأحداث، التي تلت ذلك، تؤكد وجود مجموعة من الأخطار، التي ينبغي التعامل معها بحكمة، لتفادي أي تداعيات كارثية على لبنان.
في هذا السياق، قد يكون من المنطقي العمل على تشريح المشهد المحيط بالساحة المحلية، قبل الإنتقال إلى الواقع الداخلي، خصوصاً أنّ ​ أحداث السويداء ​ في سوريا، في الأيام الماضية، أثبتت أن الأمور من الممكن أن تتدحرج بسرعة قياسية، لا سيما إذا ما ربط ذلك بمجموعة من المواقف التي يدلي بها، بين الحين والآخر، الموفد الأميركي إلى سوريا ولبنان وسفير واشنطن في تركيا توم براك.
بالنسبة إلى براك، فهو سبق له أن وجه العديد من الإنتقادات إلى إتفاقية ​ سايكس بيكو ​، التي قسمت المنطقة بالشكل المعروف حالياً، كما عمد، قبل أن يتراجع، إلى توجيه تحذير بلغة تهديد، عن إمكانية عودة لبنان إلى "بلاد الشام"، بما يشكله ذلك من تهديد لنموذج لبنان الكبير، في حال لم يسارع المسؤولون اللبنانيون إلى معالجة ملف سلاح "​ حزب الله ​"، بحسب قوله، قبل أن تسقط أحداث السويداء ما كان يروج له عن نموذج سوري بقيادة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، يُراد من لبنان أن يقتدي به.
على الرغم من حالة الإنقسام في قراءة ما حصل في السويداء، إلا أنّ ما يمكن التأكيد عليه هو أنّ الأحداث التي وقعت في المحافظة أحدثت شرخاً كبيراً في الهويّة السوريّة، التي كانت قد تعرضت إلى إنتكاسة أخرى، في شهر آذار الماضي، نتيجة أحداث الساحل، حيث بات من الصعب، في ظل العلاقة المتوترة أيضاً بين "​ قوات سوريا الديمقراطية ​" والسلطة الجديدة في دمشق، الحديث عن إمكانية الحفاظ على سوريا موحدة تحت سلطة الشرع.
هنا، قد يكون من المفيد الإشارة إلى أنّ ما بعد إتفاق وقف إطلاق النار، كان الأبرز عمليات التهجير التي طالت سكان السويداء من البدو نحو أماكن أخرى، في حين لن يكون مستبعداً أن يقرر الدروز، الذين يسكنون مناطق عدّة، النزوح إلى المحافظة، خوفاً من أي هجمات قد يتعرضون لها، بعد أن تحولت الأزمة إلى طائفية بالدرجة الأولى، ما يقود، من الناحية العملية، إلى تكريس الكانتونات الطائفية.
ما تقدم، لا يمكن أن يُفصل عما يخطط على الساحة الفلسطينية، حيث لا تزال مشاريع تهجير سكان قطاع ​ غزة ​، المدعومة من قبل الولايات المتحدة، حاضرة بقوة، بعد أن عمل العدوان الإسرائيلي للقضاء على كل مقومات الحياة في القطاع، بالرغم من الموقف الرافض الذي تُعبر عنه بعض الدول العربية، إلا أن الأهم هو أن هذا الأمر لا يقتصر على غزة فقط، بل يشمل أيضاً ما يًطرح من مشاريع تطال الضفة الغربية.
بالنسبة إلى لبنان، لا يمكن تجاهل حالة القلق من تداعيات الأحداث السوريّة عند كل تطور، حيث كانت المخاوف قائمة، في الأيام الماضية، من إنتقال التوترات المذهبية هناك إلى الساحة المحلية، بدليل البيان الصادر عن قيادة الجيش، ثم تأكيد الرئيس عون نفسه، أن الاتصالات مستمرة لمعالجة تداعيات ما يجري في عدد من دول المنطقة، تفادياً لتأثيرها على لبنان، من دون تجاهل الخطر الإسرائيلي القائم، في ظل الضغوط التي تفرض على الجانب الرسمي.
في المحصّلة، في ظلّ ما يجري في المنطقة من تطورات، بالإضافة إلى العدوان الإسرائيلي المستمر، لا يمكن أن يبادر أيّ فريق لبناني إلى تجاهل التهديدات أو الأخطار المحدقة بالساحة المحلية، الأمر الذي يتطلب أعلى درجات الدقة في مقاربة مختلف الملفات، وصولاً إلى تمرير المرحلة الراهنة، بالشكل الذي يبقي لبنان بعيداً عن زلزال المنطقة ومشاريع تغيير الحدود فيها.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل تزعم تورط حزب الله في كارثة 4 آب
إسرائيل تزعم تورط حزب الله في كارثة 4 آب

ليبانون ديبايت

timeمنذ 38 دقائق

  • ليبانون ديبايت

إسرائيل تزعم تورط حزب الله في كارثة 4 آب

نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، رسالة عبر حسابه على منصة "إكس" في الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت، استعاد فيها أحداث الرابع من آب 2020، متهمًا حزب الله بالمسؤولية المباشرة عن الكارثة. وقال أدرعي: "قبل 5 أعوام، كنّا الأوائل الذين مدّوا يد العون للشعب اللبناني، عارضين مساعدة إنسانية صادقة في أعقاب انفجار المرفأ. لم نسأل عن دين أو طائفة أو توجه سياسي – رأينا فقط شعبًا منكوبًا ولبّينا نداء الإنسانية". وأضاف: "لكن حتى آنذاك، كان واضحًا تمامًا من يقف في صفّ الخير، ومن يصرّ على جرّ لبنان إلى الجحيم. حزب الله، الذي لعب دورًا مركزيًا في التسبب بكارثة المرفأ من خلال تخزين مواد متفجرة في قلب العاصمة، لم يكتفِ بالدمار، بل سخر من يد المساعدة وفضّل الارتماء في أحضان النظام الإيراني". واعتبر أدرعي أن حزب الله هو "سبب نكبة لبنان"، متهمًا إياه بخداع الناس بشعارات المقاومة، وتحويل لبنان إلى رهينة بيد إيران، وجر البلاد إلى الحروب، وتعطيل المؤسسات، وإفقار الشعب، وتهجير الشباب، والمساهمة في انفجار المرفأ. وتابع: "قصصنا يديه ورجليه في الحرب الأخيرة، وكشفنا حقيقته أمام العالم، ورغم ذلك لا يزال متمسكًا بخياره المدمر، كأنّ دمار لبنان هو مشروعه الوحيد". وختم أدرعي رسالته بالقول: "نحن كنّا وسنظل مع الشعب اللبناني، لكن هل الشعب اللبناني مع نفسه؟".

قسد تشتبك مع فصائل تابعة للحكومة الانتقالية في حلب.. وتحمّل دمشق المسؤولية
قسد تشتبك مع فصائل تابعة للحكومة الانتقالية في حلب.. وتحمّل دمشق المسؤولية

الميادين

timeمنذ 42 دقائق

  • الميادين

قسد تشتبك مع فصائل تابعة للحكومة الانتقالية في حلب.. وتحمّل دمشق المسؤولية

أعلنت قوات سوريا الديمقراطية أنها اشتبكت، اليوم الاثنين، مع فصائل تابعة لقوات حكومية وتصدت لهجومها على نقاطها في قرية "الإمام" في منطقة دير حافر في حلب. 2 اب 1 اب وأوضحت "قسد" أن القوات التابعة للحكومة نفذت هجمات على 4 من مواقعها في المنطقة، مضيفة: "نؤكد أن قواتنا مستعدة اليوم أكثر من أي وقت مضى لاستخدام حقها في الرد المشروع بكل قوة". وحمّلت دمشق مسؤولية هذا التصرف، مشيرةً إلى أن قواتها "استخدمت حقها في التصدي للهجوم... وردت عليه بما يلزم دفاعاً عن مواقعها ومقاتليها"، بحسب زعمها. وكانت "قسد" قد ردت أمس على ما قالته "إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع في الحكومة السورية" بشأن تعرّض نقاطها لهجوم من قبلها، معربةً عن رفضها هذه التصريحات، مشيرة إلى أن ما يحدث هو "العكس تماماً"، بحيث تقوم ما سمّتها بـ"فصائل غير منضبطة عاملة في صفوف قوات الحكومة بمواصلة استفزازاتها واعتداءاتها المتكررة على مناطق التماس في دير حافر" جنوبي شرقي محافظة حلب.

هل يعود الخلاف بين عون و"القوات"؟
هل يعود الخلاف بين عون و"القوات"؟

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 2 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

هل يعود الخلاف بين عون و"القوات"؟

فشل جلسة الحكومة المرتقبة غدا في إطلاق آلية عملية لسحب سلاح الحزب، وهو أمر مرجح في ضوء المعطيات السياسية الحالية، ستكون له تداعيات مباشرة على الداخل اللبناني، وخصوصًا على العلاقة بين رئيس الجمهورية جوزاف عون وحزب "القوات اللبنانية". فـ"القوات"، التي وضعت ملف السلاح في صلب خطابها السياسي منذ سنوات، ستعتبر هذا الفشل بمثابة إثبات جديد على العجز عن مقاربة القضية الأكثر حساسية في الحياة السياسية اللبنانية، وستستثمره لتعزيز حملتها غير المباشرة ضد الرئيس ، معتبرة أنه فقد القدرة على التعامل مع ملفات سيادية أساسية. ورغم أن الخطاب العلني لـ"القوات" سيتركز على البعد الوطني والسيادي، إلا أن الهدف الفعلي يتجاوز ذلك بكثير، إذ ترى أن إضعاف الرئيس في هذا الملف سيحول دون تمكنه من الاستثمار سياسيًا في الشارع المسيحي قبل الانتخابات النيابية المقبلة. ف"القوات" تدرك أن أي محاولة من الرئيس لزيادة شعبيته بين المسيحيين تحتاج إلى أوراق قوية، وأن ملف السلاح يمكن أن يتحول إلى سلاح سياسي بحد ذاته لإفقاده أي فرصة للحصول على الزخم الشعبي. في المقابل، يبدو أن الرئيس ليس في وارد الدخول في مواجهة مباشرة مع "القوات"، بل يميل إلى الحفاظ على علاقة مستقرة معه، وهو ما سيفسره خصومه على أنه تنازل أو مسايرة. هذا الخيار سيمنح "القوات" فرصة إضافية لتصوير ان عهده انشغل بالتفاصيل السياسية بدل البحث عن الحلول الجذرية. ومع اقتراب موعد الانتخابات، يشتد التنافس بين الفرقاء المسيحيين على زعامة الساحة المسيحية. "القوات" تسعى إلى تكريس نفسها كقوة سياسية وحيدة قادرة على التصدي لـ"الحزب"، فيما يحاول الرئيس الحفاظ على صورة رجل الدولة الذي يوازن بين الاستقرار الداخلي والحفاظ على أوراق الضغط. لكن في ظل الانقسام السياسي الحاد، يبدو أن أي إخفاق حكومي في الملفات الكبرى، وعلى رأسها ملف السلاح، سيتحول إلى مادة سجالية تُستثمر بشكل مكثف في الحملات الانتخابية. ومن المرجح أن يشهد الشارع المسيحي في المرحلة المقبلة تصعيدًا غير مسبوق في الخطاب، حيث ستضاعف "القوات اللبنانية" تحركاتها الإعلامية والسياسية ضد "الحزب"، مستغلة فشل الجلسة لإثبات أن العهد لم يحقق أي إنجاز في القضايا المصيرية. في المقابل، قد يحاول الرئيس التعويض عبر إنجازات في ملفات أخرى، لكن تأثيرها سيبقى محدودًا أمام قوة ورمزية ملف السلاح. وبهذا، فإن فشل الجلسة قد يتحول إلى نقطة مفصلية تزيد من حدة المواجهة، وتفتح الباب أمام مرحلة أكثر سخونة سياسيًا وانتخابيًا في لبنان. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store