
تحديات ضغوط الليكود لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية
هذه الدعوة -التي جاءت في رسالة رسمية موقعة باسم جميع وزراء الليكود – تعد الأولى من نوعها بهذا الوضوح والصراحة من قبل الحزب الحاكم، ودعت إلى "فرض السيادة والقانون الإسرائيليين على يهودا والسامرة" (المصطلح التوراتي الذي يستخدمه الاحتلال للإشارة إلى الضفة).
وبررت العريضة هذا المطلب بالهجوم الذي نفذته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، معتبرة أن فكرة إقامة دولة فلسطينية تشكل "تهديدا وجوديا" لإسرائيل، ودعت إلى "استكمال المهمة" ومنع "تكرار المذابح" في قلب البلاد.
ويعكس هذا الطلب تحولا سياسيا نحو حسم مسألة الضفة الغربية ، مستفيدا من الدعم التقليدي للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي لطالما شجع خطوات ضم جزئي أو اعترافا بالسيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة، ويثير التوقيت تساؤلات بشأن قدرة نتنياهو على تمرير مثل هذا القرار في ظل انقسام داخلي وصعوبات أمنية واقتصادية، فضلا عن الضغط الدولي.
ويرى بعض المحللين أن المطالبة قد تكون موجهة نحو ضم جزئي يركز على الكتل الاستيطانية الكبرى و مناطق (ج) ، في محاولة لإيجاد حل وسط يحفظ الأغلبية اليهودية ويحافظ على السيطرة الأمنية.
في المقابل، يشكك آخرون في قدرة الحكومة على إقرار مثل هذه الخطوة في المدى القريب دون إثارة ردود فعل دولية حادة، خاصة في ظل جهود التطبيع مع دول عربية عبر توسيع اتفاقات أبراهام.
أما بشأن موقف ترامب فإن التقديرات الإسرائيلية منقسمة بين من يرى أنه قد يدعم خطوة الضم لتعزيز مكانته لدى القاعدة الإنجيلية واليمين الأميركي الداعم لإسرائيل، خاصة في موسم انتخابي، وبين من يحذر من أنه قد يفضل تجميد أو ترحيل هذا الملف مؤقتا خشية إرباك مسار التطبيع الذي يحاول دفعه مع الدول العربية.
وفي كل الأحوال تعكس هذه الدعوة الرسمية محاولة لفرض جدول أعمال جديد يحول النقاش من وقف إطلاق النار في غزة أو التهدئة إلى مسألة حسم السيادة الإسرائيلية في الضفة، بما يضع تحديا إستراتيجيا أمام نتنياهو وشركائه في الائتلاف الحاكم.
وتقول حركة " السلام الآن" الإسرائيلية "منذ سنوات، ظل الضم -سواء الكامل أو الجزئي- مطلبا مطروحا في اليمين، لكنه بقي موضع تجاذب بين أجنحة الليكود وتحالفات اليمين المختلفة، الجديد هنا هو مطالبة رسمية جماعية من وزراء الحزب نفسه، مما يعكس تزايد الضغوط من القاعدة اليمينية على نتنياهو".
وأوضحت الحركة في بيان لها أن الطلب يأتي في مرحلة حساسة من زوايا عدة، إذ يواجه نتنياهو تحديات ائتلافية وصراعات داخل الليكود، ويعتمد على الجناح الأكثر تطرفا في الحزب لضمان استقرار حكومته، مشيرة إلى أن الدفع بالضم قد يكون وسيلة لاحتواء التمردات الداخلية وإعادة توحيد صفوف اليمين حوله.
وبخصوص توقيت هذا الطلب قبل نهاية الدورة الصيفية للكنيست، ترى الحركة أن الهدف هو انتزاع التزام فوري لتفادي المماطلة أو تضييع الفرصة السياسية مع الإدارة الأميركية الحالية، وذلك إدراكا أن الموقف الأميركي هو مفتاح الشرعية الدولية لمثل هذه الخطوة، وأن إدارة ترامب بدت أكثر ميلا للتساهل مع خطوات إسرائيلية أحادية الجانب.
ورغم الطابع العلني للطلب فإن إيتمار آيخنر مراسل الشؤون السياسية في صحيفة يديعوت أحرونوت يعتقد أنه من المرجح أن المقصود العملي هو "ضم جزئي" بالحد الأدنى، خصوصا للكتل الاستيطانية الكبرى، ومناطق (ج) حسب اتفاق أوسلو التي تقع تحت السيطرة الأمنية والإدارية الإسرائيلية أصلا.
وأوضح آيخنر أن هذا السيناريو قُدّم سابقا ضمن خطة ترامب التي تُعرف بـ"صفقة القرن"، مما يجعل من السهل تبريره سياسيا أمام الإدارة الأميركية.
لكن، على الرغم من الحماسة التي يبديها وزراء الليكود فإن آيخنر يرى أن هذه الخطوة تواجه تحديات عدة قد تحول دون تطبيقها على أرض الواقع.
ولفت إلى إدارة ترامب كانت قد ألمحت إلى دعم الضم في إطار "صفقة القرن" لكن بشرط التنسيق الكامل، ومع توقع ضمانات لإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح لاحقا.
ويوضح آيخنر أن واشنطن كانت قلقة ولا زالت من أن الضم الفوري قد يعرقل جهودها لتوسيع اتفاقيات أبراهام وتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية جديدة.
وإجابة على سؤال عما إذا كانت هناك فرص لتنفيذ طلب وزراء الليكود؟ يقول آيخنر "عمليا، من الصعب رؤية حكومة إسرائيلية تمرر ضما كاملا للضفة خلال أسابيع قليلة في ظل الانقسامات الداخلية والضغوط الخارجية، ومع ذلك ضم جزئي -خصوصا للكتل الاستيطانية- قد يُطرح كحل وسط، خاصة إذا قُدّم باعتباره تنفيذا محدودا لا ينسف كليا فرص التفاوض".
خيار حاسم
من جهته، ربط أبراهام بلوخ مراسل الشؤون القانونية والحزبية في صحيفة معاريف بين مطالب وزراء الليكود وصفقة تبادل الأسرى التي تقترب، معتبرا أن ضم المنطقة (ج) في الضفة الغربية يُطرح كبديل إستراتيجي لوقف الحرب في غزة حتى دون تحقيق "هزيمة كاملة" لحماس.
وأوضح أن وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش -اللذين يملكان 13 مقعدا في الائتلاف الحاكم- يطالبان بنصر عسكري كامل، لكن في المقابل يُعرض عليهما خيار سياسي مغر هو فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة بدعم أميركي.
وبرأيه، فإن إدارة ترامب قد تدعم مثل هذا الضم الجزئي، خاصة لمواجهة التحركات الفلسطينية في الأمم المتحدة والمحاكم الدولية، وأن بن غفير وسموتريتش قد يعتبران الضم إنجازا تاريخيا، خاصة إذا شمل مناطق رمزية مثل قبر يوسف و الحرم الإبراهيمي.
لكن بلوخ حذر من أن ربط الضم بخطة لإقامة دولة فلسطينية سيثير رفضا واسعا داخل الحكومة، بما في ذلك في صفوف الليكود، وخلص إلى أن إسرائيل قد تواجه قريبا خيارا حاسما، وهو وقف الحرب مقابل ضم الضفة، أو استمرار القتال دون أفق سياسي واضح.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
إيكونوميست: لماذا فشلت إسرائيل بغزة وانتصرت على إيران وحزب الله؟
اهتمت صحف عالمية بالتطورات المتلاحقة بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ، في ظل تقارير متزايدة تتحدث عن قرب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وحاولت مجلة إيكونوميست البريطانية تفسير "أسباب فشل إسرائيل في تحقيق نصر في غزة، في وقت انتصرت فيه على إيران و حزب الله بسرعة ووضوح رغم أن قوتهما أكبر". وذكرت المجلة في تحليلها أن إسرائيل تعاني من غموض أهدافها في غزة، وباتت عاجزة حتى عن تحديد شكل نهاية الحرب. ووفق المجلة، فإن الحرب "قد تكون مجرد حلقة أخرى في صراع بين اليهود والفلسطينيين عمره أكثر من قرن، ولن ينتهي بوقف إطلاق نار". ومنذ بداية الحرب على غزة، رفعت إسرائيل شعار "النصر المطلق" وضرورة تحقيق أهداف الحرب، وهي: القضاء على قدرات المقاومة الفلسطينية وبنيتها التحتية، وإنهاء حكم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واستعادة الأسرى المحتجزين، وضمان ألا تشكل غزة تهديدا مستقبليا. وكثفت فصائل المقاومة خلال الأسابيع الأخيرة نشر مشاهد مصورة لعملياتها ضد القوات والآليات الإسرائيلية شمالي القطاع وجنوبيه، في حين ذكرت إذاعة جيش الاحتلال، قبل أيام، أن 30 ضابطا وجنديا قتلوا بالقطاع، بينهم 21 قتلوا بعبوات ناسفة، منذ استئناف إسرائيل الحرب على غزة في 18 مارس/آذار الماضي. بدورها، خصصت لوتون السويسرية افتتاحيتها لمراكز توزيع المساعدات في غزة وما تشهده من قتل دائم للفلسطينيين، مستندة إلى تحقيق أجرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية. وقالت الصحيفة إن أهم ما يميّز هذا التحقيق أنه منح الكلمة لجنود مارسوا القتل في نقاط التوزيع بشكل ممنهج ومتعمد في غياب أي خطر عليهم، واصفة غزة بأنها أصبحت منطقة "لا قيمة فيها لحياة الناس، وفضاء موازيا لا قانون فيه ولا يهم أحدا". بدوره، وصف أحمد النجار، وهو كاتب ومؤلف من غزة، تفاصيل قصف إسرائيلي أودى بحياة ابنة أخيه (6 أعوام) وابن أخته (16 عاما) وآخرين في مقال بصحيفة غارديان البريطانية. وحسب النجار، فإن جوري وعلي كانا فقط يجلسان في الخارج هربا من حرارة خيمة النزوح، عندما مزقت قذيفة جسديهما إلى نصفين، حقيقة لا مجازا. ومع ذلك -يضيف الكاتب بحسرة- لم تذكرهما الأخبار، ولم يُغضب موتهما أحدا، ولم تُضأ لهما الشموع. حرب إسرائيل وإيران وفي وقت وضعت فيه حرب الصواريخ والمسيّرات بين إسرائيل وإيران أوزارها، قالت لوفيغارو الفرنسية إن حربا أخرى تستمر بينهما في الخفاء، وسمتها "حرب الجواسيس". ويكشف ما يتسرب من جهازي الشرطة والأمن الداخلي في إسرائيل عن جهود إيرانية حثيثة لتجنيد عملاء واختراق المجتمع الإسرائيلي، وفق الصحيفة، التي أشارت إلى حملة اعتقالات لشبان إسرائيليين بشبهة التعاون مع إيران. وفي السياق ذاته، أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت وجود اعتقالات داخل إسرائيل تستهدف مشتبها بتعاونهم مع إيران. وكشفت الصحيفة عن اعتقال إسرائيلي لدى نزوله ب مطار بن غوريون في تل أبيب للاشتباه في تجسسه لمصلحة إيران طوال العام ونصف العام الماضيين، لافتة إلى أن هذا الاعتقال يرفع عدد الموقوفين خلال اليومين الماضيين إلى 6 أشخاص. وفي ملف آخر، كشفت حربا أوكرانيا وإسرائيل أن التكنولوجيا الدقيقة ضرورية لتحقيق التفوق، لكنه يحتاج أيضا إلى الأدوات القديمة وأبرزها الإنسان، حسب مقال في صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية. ورأى المقال أن تجارب أوكرانيا وإسرائيل يجب أن تكون جرس إنذار للدول الغربية، إذ إن الحروب المقبلة لا تُحسَم فقط بالتقنيات العلمية، بل بالجيوش التي تعرف استعمال هذه التقنيات والمزج بينها.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
عائلات الأسرى الإسرائيليين تطالب ترامب بالضغط لإنهاء الحرب
نظّم إسرائيليون وقفة أمام المقر القديم للسفارة الأميركية في تل أبيب ، اليوم الجمعة، مناشدين الرئيس الأميركي دونالد ترامب لممارسة ضغوط من أجل إبرام اتفاق شامل لإنهاء الحرب في غزة وتبادل الأسرى. وخلال الوقفة، قالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة للرئيس الأميركي "نناشدك مواصلة الضغط واستخدام قوتك من أجل إبرام اتفاق يعيد جميع المختطفين". وأضافت الهيئة، في بيان، "نعوّل عليك في تحرير جميع المختطفين الـ50 والعمل على وقف الحرب سريعا". وجاءت الوقفة في ظل حراك جديد في ملف المفاوضات قبل لقاء مزمع في البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن الرئيس الأميركي قد يعلن خلال اللقاء التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وتجري الحكومة الإسرائيلية الأمنية المصغرة مشاورات بشأن احتمال التوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة، لكن المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أكدوا أن نتنياهو رفض مرارا مقترحات إنهاء الحرب، مستجيبا للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية. من جانبها، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مساء أمس الخميس، أنها تجري مشاورات مع الفصائل الفلسطينية بشأن عرض قدمه الوسطاء، وأنها ستعلن قرارها النهائي بعد انتهائها من ذلك. ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال حرب إبادة على سكان قطاع غزة، أسفرت، حتى الآن، عن استشهاد أكثر من 57 ألف شخص وإصابة أكثر من 135 ألفا، وتشريد كل سكان القطاع تقريبا وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية ، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
إصابات واندلاع حرائق وتهجير جراء عنف المستوطنين بأنحاء الضفة
اندلعت مواجهات بين فلسطينيين ومستوطنين اليوم الجمعة على خلفية محاولة ناشطين تفكيك بؤرة استيطانية في بلدة سنجل شمال رام الله ، وسط الضفة الغربية المحتلة. كما أصيب 3 فلسطينيين إثر اعتداء نفذه مستوطنون على بلدة بيتا جنوبي نابلس شمالي الضفة. وذكر شهود عيان أن عشرات المستوطنين هاجموا فعالية دعت إليها بلدية سنجل للوصول إلى أراض سيطر عليها مستوطنون قبل نحو شهر. وأشار الشهود إلى أن الجيش الإسرائيلي تدخل لحماية المستوطنين وأطلق الرصاص الحي. وقالوا إن المستوطنين أضرموا النار في أراض زراعية، ورشقوا مركبات فلسطينية بالحجارة. وفي وقت سابق اليوم، فكك ناشطون فلسطينيون بؤرة استيطانية أقامها إسرائيليون على أراضي بلدة سنجل. وقال رئيس بلدية سنجل معتز طوافشة "اليوم دعَونا لفعالية شعبية بمشاركة أهالي البلدة وناشطين ومتضامنين، للوصول إلى البلدة التي مُنعنا منها منذ نحو شهر بفعل إقامة مستوطنين بؤرتين استيطانيتين". وبيّن أن الناشطين استطاعوا الوصول إلى إحدى البؤر الاستيطانية وتفكيك كل الغرف التي شيدها المستوطنون من الصفيح والأخشاب. وأكد طوافشة أن "هذه الأراضي ملك لأهالي بلدتي سنجل والمزرعة الشرقية وتقع ضمن الأراضي المصنفة (أ) حسب اتفاق أوسلو ويملك السكان فيها أوراقا رسمية وطابو يعود للعهد الأردني (1948-1967) في الضفة الغربية". وأوضح أن المستوطنين شيدوا بؤرا استيطانية قبل شهر على تلك الأراضي ومنعوا المواطنين والمزارعين من الوصول إليها بحماية من الجيش الإسرائيلي. وقدّر مساحة الأراضي بحوالي ألف دونم، وجميعها مزروعة بأشجار الزيتون واللوزيات والمحاصيل الحقلية (حبوب، وخضار)، وفيها شوارع معبدة، وغرف زراعية. وصنفت اتفاقية أوسلو 2 (1995) أراضي الضفة 3 مناطق: مناطق (أ) تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و(ب) تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و(ج) تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية وتشكل الأخيرة نحو 61 بالمئة من مساحة الضفة. وقد شهدت بلدة سنجل مظاهرة نظمتها فعاليات شعبية وطنية من قرى عدة شمال وشرق رام الله وبمشاركة وفود دولية بهدف تسليط الضوء على مخاطر الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. وأكدت مصادر فلسطينية للجزيرة إغلاق مستوطنين بالحجارة طرق تلال بلدة سنجل شمال رام الله وإضرام النيران في بعض الأراضي. إصابات من ناحية أخرى، أصيب 3 فلسطينيين إثر اعتداء نفذه مستوطنون على بلدة بيتا جنوبي نابلس في شمال الضفة الغربية المحتلة. وذكرت مصادر محلية أن مجموعة من المستوطنين هاجموا منطقة جبل قُماص، وحاولوا إحراق أحد المنازل، قبل أن يتصدى لهم الأهالي. كما اقتحمت قوات الاحتلال البلدة، وأطلقت وابلا من قنابل الغاز المسيل للدموع. وفي الخليل جنوبا، أفادت مصادر للجزيرة بأن مستوطنين نصبوا خيمة على أرضٍ في قرية سوسيا. كما أطلق أحد المستوطنين مواشيه في خِربة أم الخير بمسافر يطا واعتدى على ممتلكات بعض سكان القرية. وقد تجمع فلسطينيون في محيط خيمة المستوطنين في سوسيا قبل أن تقوم الشرطة الإسرائيلية بإزالتها. نزوح قسري من جهتها، قالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إن إجبار العائلات في تجمع عرب المليحات شمال غرب أريحا على النزوح قسرا يأتي ضمن خطة يقودها الوزيران بتسلئيل سموتريتش و إيتمار بن غفير لتهويد منطقة المعرجات التي تعد منطقة إستراتيجية. وقالت الهيئة إن اضطرار العائلات إلى النزوح قسرا جاء تحت ضغط وإرهاب المستوطنين المسلحين وبحماية جيش الاحتلال لافتة إلى تصاعد الاعتداءات منذ بدء العدوان على غزة. ودعت الهيئة كلا من الفصائل والمؤسسات والعائلات للتحرك العاجل وعدم ترك التجمعات البدوية وحدها، خصوصا مع ارتفاع منسوب الخطر على حياة الفلسطينيين بفعل إطلاق النار والاعتداءات المتكررة داعية لإحياء المقاومة الشعبية. وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن تصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية يفاقم تهجير الفلسطينيين ويقيد وصولهم للمياه والموارد الأساسية. وأضاف أن المستوطنين نفذوا نحو 740 هجوما في النصف الأول من العام الجاري استهدفت أكثر من 200 تجمع فلسطيني في الضفة. وكشف المكتب أن هجمات المستوطنين في الضفة أسفرت عن أضرار واسعة وإصابة 340 فلسطينيا. يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي والمستوطنين صعدوا -بالتوازي مع الإبادة بقطاع غزة – اعتداءاتهم في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى استشهاد 989 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال أكثر من 17 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية.