
صحف أمريكية: قمة ألاسكا فشلت في تحقيق اختراقات.. وترامب يفرش "السجادة الحمراء" لبوتين دون مقابل
وقالت واشنطن بوست إن القمة بدأت بسجادة حمراء وانتهت بخروج مبكر ورصين، ورأت وول ستريت جورنال أن ترامب فرش السجادة الحمراء لبوتين، ولم يحصل على الكثير في المقابل، وأشارت فورين بوليسي إلى أن مناورة ترامب مع بوتين فشلت، ولكن الأمر كان يستحق المحاولة، في حين نقلت نيوزويك عن مسؤول أوكراني أن القمة كانت فاشلة.
وفي بداية تقريرها، قالت واشنطن بوست إن الدبلوماسية الناجحة تتطلب نوعا من التنازلات عالية المخاطر، وذكرت بأن ترامب استقبل بوتين استقبال الأبطال، ولكنه بدا في ظهورهما المشترك بعد ساعات، محبطا ومقتضبا على غير عادته.
وركزت الصحيفة على تناقض لحظة خروج الرئيسين مع لحظة وصول بوتين، عندما استقبله ترامب بروح الاستعراض التي ميزت مسيرته المهنية، قبل أن يدخلا سيارة ترامب المدرعة، المعروفة باسم 'الوحش'، بدون مترجم في خرق غير معتاد للأمن والبروتوكول الدبلوماسي.
ورأت الصحيفة أن دفء الترحيب أثار صدمة في أوكرانيا وأوروبا، لتناقضه الحاد مع الاستقبال الذي تلقاه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالبيت الأبيض في فبراير/شباط، عندما وبخه ترامب ونائبه جيه دي فانس على الهواء مباشرة بعد أن قال إنه لا يستطيع قبول وقف إطلاق النار دون الحصول على ضمانات أمنية.
وكان ترامب قد أعرب في الساعات التي سبقت القمة عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق لإحلال السلام في أوكرانيا، وقال 'لن أكون سعيدا إذا انسحبت دون التوصل إلى وقف إطلاق نار'، ولكن بعد اللقاء، بدا الاستياء على وجهه، وقال رغم إعلانه إحراز 'تقدم كبير'، إن خطواته التالية ستكون الاتصال بقادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) وزيلينسكي.
ورأت الصحيفة أن بوتين حقق العديد من أهدافه بمجرد دعوته للقاء ترامب، ووصفت محادثاتهما بأنها 'ودية ومبنية على الثقة'، وأشارت إلى أن الظهور مع ترامب أتاح لبوتين منصة للتعبير عن أفكاره حول ما يسميه 'الأسباب الجذرية' للحرب والتهديدات الأمنية التي تتعرض لها روسيا مما يصفه بأوكرانيا المعادية.
واختتم بوتين كلامه باللغة الإنجليزية، معلنا بابتسامة عريضة أنهما سيلتقيان قريبا 'في المرة القادمة في موسكو'، ولكن ترامب اعترض قائلا إنها فكرة مثيرة للاهتمام، وإنه قد 'يتعرض لانتقادات شديدة بسببها'.
وذكرت الصحيفة أن هذه كانت أول رحلة يقوم بها بوتين لأرض غربية منذ غزوه أوكرانيا عام 2022، وبعد صدور مذكرة توقيف بحقه من المحكمة الجنائية الدولية، كما كانت أول زيارة له للولايات المتحدة منذ عام 2007، باستثناء رحلة إلى الأمم المتحدة في نيويورك.
ونبهت الصحيفة إلى احتفاء الروس بتصفيق ترامب عندما اقترب منه بوتين على السجادة الحمراء، وكتب المؤرخ الروسي سيرجي رادشينكو 'يا إلهي. لقد حظي بوتين بتصفيق من ترامب'، كما أشاد التلفزيون الرسمي بالترتيبات الأولية، و'السجادة الحمراء والمصافحة الدافئة التي تكاد تكون ودية، فهي لا تتناسب مع صورة روسيا التي رسموها في أوروبا كدولة منبوذة'.
لم يحصل على الكثير
أما وول ستريت جورنال، فبدأت تقريرها بأن اجتماع ألاسكا كما يبدو لم يسفر عن أي اختراقات، رغم البذخ المعتاد لممثل الاستعراض السابق -كما وصفت ترامب- موضحة أن اللقاء اختتم دون الإعلان عن أي اختراق، مع بقاء مسار إنهاء الحرب في أوكرانيا غامضا.
وكان ترامب، الذي خاطر بدعوة زعيم الكرملين الخاضع للعقوبات إلى الولايات المتحدة، عالقا -كما تقول الصحيفة- في المأزق نفسه الذي واجهه قبل أيام، وكان بوتين لا يزال غير راغب في إنهاء الحرب التي استمرت 3 سنوات ونصف دون تقديم تنازلات بشأن مستقبل أوكرانيا.
وراهن كلا الرجلين بسمعتهما السياسية على نجاح القمة، ولكن الغلبة كانت لبوتين الذي عومل على قدم المساواة على الأراضي الأميركية، وتمكن من تجنب أي عقوبات أميركية محتملة في الوقت الحالي، دون أن يعلن عن أي تنازلات ميدانية -حسب الصحيفة- في حين أن ترامب الذي تعهد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب في أول يوم له في منصبه، فقد فشل في تأمين وقف إطلاق نار مؤقت.
وقال ترامب، وهو يقف أمام خلفية كتب عليها 'السعي إلى السلام'، إنهما أحرزا 'بعض التقدم' وإنه يتوقع من بوتين وزيلينسكي ترتيب اجتماع مستقبلي، مضيفا أن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على عدة نقاط، لكنهما لا تزالان بحاجة إلى التوصل إلى توافق في الآراء بشأن 'نقطة أو نقطتين مهمتين للغاية'، مؤكدا أن الطريق لا يزال طويلا.
وفي مقابلته مع قناة فوكس نيوز، قال ترامب إنه سيؤجل فرض عقوبات جديدة على روسيا في الوقت الحالي، وقال 'أعتقد أننا لسنا مضطرين للتفكير في ذلك الآن، كما تعلمون، سار الاجتماع على ما يرام'، ثم قدم نصيحة لزيلينسكي قائلا 'اعقد صفقة'، وذكر أوكرانيا بأن 'روسيا قوة عظمى وهم ليسوا كذلك'.
وأوضحت الصحيفة أن بوتين حقق، حتى قبل بدء الاجتماع رسميا، سلسلة من الانتصارات الرمزية، وذكرت بأن غياب أي خطوات ملزمة للجانب الروسي من الاجتماع يمنحه فرصة لمواصلة حربه في أوكرانيا.
الأمر يستحق المحاولة
ومن ناحيتها، ذكرت مجلة فورين بوليسي، بعد وصفها الاستقبال الذي حظي به بوتين، بأن ترامب واجه انتقادات شديدة لدعوته الرئيس الروسي على الأراضي الأميركية، وفرشه له سجادة حمراء، رغم عدم تقديم أي تعهد روسي إلا بمواصلة قتل الأوكرانيين والاستيلاء على أراضيهم.
واستغربت المجلة أن يوافق ترامب على القمة أصلا دون أي إشارة مسبقة إلى أنه سيحصل على تنازلات، مشيرة إلى أن مثل هذه الاجتماعات عالية المخاطر لا ترتب عادة إلا عند وجود مؤشر معقول على التوصل إلى تسوية من كلا الجانبين.
ورأت فورين بوليسي أن استمرار الجمود قد يعني أن ترامب سيخرج من هذا الاجتماع ذليلا وغير فعال، خاصة إذا رضخ لأي من مطالب بوتين دون موافقة أوكرانية أو تعاون أوروبي، وذكرت بأن أفضل نتيجة ممكنة لقمة ألاسكا كانت وقف إطلاق نار مطول على خطوط المواجهة الحالية، مع ترك المسائل الإقليمية معلقة ربما لعقود.
انتصار شخصي لبوتين
وفي سياق قمة ألاسكا، علقت مجلة نيوزويك من وجهة نظر أوكرانية، وقالت إن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني أوليكساندر ميريزكو انتقد القمة ووصفها بأنها 'فاشلة'، وذكرت بقول البيت الأبيض إن الزعيم الروسي طلب عقد الاجتماع، ولكن الرئيس الأوكراني لم يدع إليه.
وصرح المسؤول الأوكراني لصحيفة نيويورك تايمز بأن القمة لم تسفر عن اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، وأن بوتين 'استغل ترامب ليظهر أنه ليس معزولا'، وأضاف أن بوتين، الذي اتهمته المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب، 'فاز في حرب المعلومات'.
وذكرت المجلة بأن زيلينسكي أبدى شكوكا عميقة بشأن المحادثات الأميركية الروسية، وقال في وقت سابق إن بوتين سيستفيد بشكل كبير من مجرد لقائه بترامب لأنه سيخرج من عزلته الدبلوماسية والاقتصادية، وأضاف 'أعتقد أن بوتين سيستفيد من هذا لأن ما يسعى إليه بصراحة هو الصور. إنه يحتاج إلى صورة من اجتماعه مع الرئيس ترامب'.
وأضاف زيلينسكي 'أولا، سيكون الاجتماع على أرض أميركية، وهو ما أعتقد أنه انتصار شخصي له، ثانيا، سيخرج من عزلته، ثالثا، بهذا الاجتماع، أجل بطريقة ما سياسة العقوبات، ونحن نتطلع بشدة إلى هذه العقوبات'، وقال 'سنرى ما سيحدث لاحقا'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


IM Lebanon
منذ 18 دقائق
- IM Lebanon
الذهب يرتفع والأنظار على لقاء ترامب وزيلينسكي
سجّل الذهب ارتفاعًا في التعاملات المبكرة الإثنين، بعدما لامس أدنى مستوى له في أسبوعين، مستفيدًا من تراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية، في ظل ترقّب المستثمرين لاجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين لمناقشة اتفاق سلام محتمل مع روسيا. وصعد الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.3 في المئة ليبلغ 3345.64 دولارًا للأونصة، بعد أن سجّل أدنى مستوياته منذ الأول من آب. كما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم كانون الأول 0.3 في المئة لتسجّل 3391.80 دولار، وفقًا لوكالة 'رويترز'. وقال تيم ووترر، كبير محللي السوق في شركة 'كيه.سي.إم تريد': 'كان الذهب في بداية اليوم ضمن مسار هابط، لكنّه تمكن من عكس الاتجاه بعدما نشطت عمليات الشراء عند مستوى 3330 دولارًا تقريبًا'. ويأتي هذا الارتفاع بينما يستعد قادة أوروبيون للانضمام إلى زيلينسكي في محادثات مع ترامب، وسط معلومات تفيد بأن موسكو قد تتخلى عن بعض الجيوب التي تسيطر عليها في أوكرانيا مقابل تنازل كييف عن مساحات شرقية لم تتمكن روسيا من السيطرة عليها، وذلك ضمن مقترحات سلام نوقشت بين الرئيس فلاديمير بوتين وترامب خلال قمتهما الأخيرة في ألاسكا. كما يترقب المستثمرون المؤتمر السنوي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في جاكسون هول بولاية وايومنغ، بحثًا عن إشارات جديدة بشأن توجهات السياسة النقدية الأميركية.


لبنان اليوم
منذ 18 دقائق
- لبنان اليوم
لبنان لبراك وأورتاغوس: الكرة في ملعب إسرائيل
وصل الموفد الأميركي توم براك برفقة الدبلوماسية مورغن أورتاغوس إلى بيروت، للقاء كلّ من رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، ناقلاً الرد الإسرائيلي على التعديلات اللبنانية بشأن الورقة الأميركية حول حصرية السلاح وبنود إصلاحية أخرى. وبحسب صحيفة اللواء، يؤكد لبنان أنّه قدّم ما لديه عبر تعديلاته الأخيرة، وأن المرحلة المقبلة تتوقف على التزام إسرائيل بوقف الاعتداءات والانسحاب من النقاط المحتلة. وتشير الأوساط السياسية إلى أنّ الورقة الأميركية الثانية تراجعت عن ضمانات أساسية، ما يضع الكرة في ملعب واشنطن وتل أبيب. في موازاة ذلك، تواصل الأمم المتحدة نقاش صيغة قرار التجديد لـ'اليونيفيل' المتوقع صدوره بين 22 و25 آب، فيما تؤكد الحكومة اللبنانية تمسّكها بمبدأ حصرية السلاح بيد الدولة، بانتظار خطة الجيش لتنفيذه.


تيار اورغ
منذ 29 دقائق
- تيار اورغ
ترامب: يوم كبير في البيت الأبيض..
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في وقت مبكر الإثنين، إن اليوم سيكون "كبيرا" في البيت البيض، الذي سيستضيف عددا من القادة الأوروبيين لبحث سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا. وفي سلسلة تغريدات على حسابه بموقع "تروث سوشال"، أوضح ترامب: "يوم كبير في البيت الأبيض. لم يسبق أن استقبلنا هذا العدد من القادة الأوروبيين في آن واحد. شرف عظيم لي أن أستضيفهم!". وأضاف: "ستقول الأخبار الكاذبة إن استضافة هذا العدد من القادة الأوروبيين العظماء في بيتنا الأبيض الجميل خسارة كبيرة للرئيس ترامب. في الحقيقة، إنه لشرف عظيم لأميركا". وتابع: "قبل عام، كانت الولايات المتحدة دولة شبه ميتة. أما الآن، فنحن محط حسد الجميع. يا للفرق الذي يمكنه أن يحدثه رئيس". وبشأن الحرب في أوكرانيا، ذكر ترامب: "بإمكان زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، إنهاء الحرب مع روسيا على الفور تقريبا، إن أراد، أو مواصلة القتال". وأشار إلى أن استعادة أوكرانيا لشبه جزيرة القرم والانضمام إلى الناتو أمران غير مطروحين على الطاولة ضمن أي تسوية محتملة. يشار إلى أنه من المرتقب أن يلتقي ترامب وزيلينسكي، الإثنين في البيت الأبيض، لمناقشة سبل إنهاء الحرب المستعرة منذ فبراير 2022. وسيعرف هذا اللقاء حضور عدد من قادة أوروبا، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، وأورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، والأمين العام لحلف الناتو، إلى جانب شخصيات أخرى.