
«مصائب قوم عند قوم فوائد»
اقتنص الإنجليز كعادتهم الفرصة مجدداً، بعد أن أعلنت الحكومة الأميركية تقليص التمويل والحريات الأكاديمية في بلادهم، الذي سوف تتضرر منه كبريات الجامعات مثل هارفارد وغيرها. ولذلك بادرت الحكومة البريطانية بإطلاق تمويل قدره 50 مليون جنيه إسترليني لمِنَح الأبحاث وتكاليف انتقال العلماء والنوابغ الذين يسعى البريطانيون لاستقطابهم في مجالات الصناعة والعلوم والذكاء الاصطناعي وغيرها، لردم الهوَّة بينهم وبين منافسيهم.
في علم الإدارة، هناك مفهوم جوهري في التخطيط، يطلق عليه «الفجوة الاستراتيجية» وهو الفرق بين الأداء الحالي للمنظمة أو البلد والأداء المنشود، كما هو موضَّح في رسالتهما ورؤيتهما وأهدافهما الاستراتيجية. كلما اتسعت الفجوة اقتنص المنافسون في الإقليم أو السوق الفرصة لصالحهم. وهذا ما يبرر بزوغ نجم منظمة على أخرى وبلد على آخر في فترة زمنية قياسية. هم في الواقع لا يصلون إلى التفوق من فراغ، بل يستفيدون من ثغرات منافسيهم وأخطائهم.
حينما استشعرت اليابان تلك الفجوة، في الأربعينات، أرسلت طلائع وفودها إلى بلدان عدة، محاولةً استقطاب الكفاءات التي لا تقدِّرهم بلدانهم. ومنهم النابغة إدواردز ديمنغ، وهو مهندس صناعي أميركي، ومحاضر في جامعة نيويورك في الرياضيات والفيزياء، وكان من أوائل مَن قدَّموا نظرية تطبيقية لتحسين الجودة. الحكومة اليابانية كانت تريد مأسسة الجودة وتحسينها، فغرس الأميركي فيها مبدأً «ثورياً» آنذاك، وهو أن «الجودة الأعلى تؤدي إلى تكلفة أقل» وهو عكس الاعتقاد الشائع، ولكنها فكرة لم تجد أصداءً لدى المديرين الأميركيين. وبعد نجاح «أبو الجودة» كما يلقَّب، وضعت اليابان جائزة باسمه عام 1951 تُمنح سنوياً للشركات الرائدة في الابتكار ضمن برامج إدارة الجودة.
ورأينا ثمار ذلك في منتجات «تويوتا» و«سوني» و«أبل» وغيرها التي لا تكاد تتعطل، الأمر الذي يطيل عمر الاستخدام ويقلل من تكلفة الصيانة، ولا يثقل كاهل المستهلك بالتكاليف.
وعلى مدى التاريخ استفادت بلدان عدة من أخطاء غيرها أو التراجع عن تقدير المبدعين فيها. فبعد صعود الحزب النازي إلى السلطة فرَّ خيرة العلماء من أقوى دولة صناعية في العالم (ألمانيا) إلى أميركا وبريطانيا وغيرهما. وأطلقت فرنسا مبادرة «اختر فرنسا للعلوم» لجذب علماء وموهوبين أميركيين ودوليين، ومبادرة «كندا تقود 100» لاستقطاب مائة باحث من أميركا للعمل في مراكز الأبحاث والمستشفيات، ومبادرة النرويج في الذكاء الاصطناعي لتعزيز تفوقها، والإقامة الذهبية في الإمارات للموهوبين.
والأمر ليس بالكثرة؛ فقد يغيِّر موهوب واحد أو نابغة مسار الحياة، كما فعل أيقونة الجودة الأميركي ديمنغ الذي احتضنته اليابان، فصارت مضرباً للمثل في الجودة.
تلك الجهود، تحاول أن تسد الفجوة الاستراتيجية؛ فكلما كبرت الفجوة بين الأداء الحالي والمأمول استفاد المنافسون من خيرة عقولنا، وعندها تصبح مهمة اللحاق بركب التقدم أكثر مشقَّة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
ارتفاع الأسهم الآسيوية يشجع «المؤشرات العالمية»الذهب يرتفع.. والبلاتين لأعلى مستوى
ارتفعت أسعار الذهب، أمس الاثنين، مدعومةً بضعف الدولار الأمريكي قبيل محادثات التجارة الأمريكية الصينية الهادفة إلى حل التوترات، بينما واصل البلاتين مكاسبه للجلسة السادسة على التوالي، متجاوزًا أعلى مستوى له في أربع سنوات. ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.4 % ليصل إلى 3,323.71 دولارًا للأوقية (الأونصة)، بعد أن انخفض في وقت سابق من الجلسة إلى 3,293.29 دولارًا، وهو أدنى مستوى له منذ 2 يونيو. واستقرت العقود الآجلة للذهب الأمريكي عند 3,344.70 دولارًا. انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.3 % مقابل سلة من العملات الرئيسية، مما جعل السبائك أرخص لحاملي العملات الأخرى. تراجع الدولار في التعاملات الآسيوية يوم الاثنين، مما أتاح لأسعار المعادن مجالًا أكبر للتحرك، بينما ظل المتداولون مترددين بعض الشيء في شراء الأصول الأمريكية قبل المحادثات. وأكدت الصين خلال عطلة نهاية الأسبوع أن محادثات تجارية رفيعة المستوى مع واشنطن ستُعقد في لندن يوم الاثنين، مما ترك المتداولين متمسكين بأمل تهدئة الصراع التجاري الخطير بين القوتين العظميين، والذي اتسع نطاقه في الأسابيع الأخيرة ليتجاوز التعريفات الجمركية المتبادلة، ويتجاوز ضوابط تصدير السلع والمكونات الضرورية لسلاسل التوريد العالمية. كان الطرفان قد اتفقا على خفض مؤقت للتعريفات الجمركية بينهما في منتصف مايو، على الرغم من تعثر المحادثات في الأسابيع الأخيرة. لكن المستثمرين يتطلعون الآن إلى هدنة تجارية أكثر استدامة، أو حتى إلى تحسن في العلاقات بين العملاقين الاقتصاديين. وقال جيوفاني ستونوفو، محلل في يو بي إس: إن المستثمرين يدركون أن العوامل الرئيسية المحفزة للذهب، مثل التوترات التجارية والجيوسياسية، ومخاوف الديون، وضعف النمو الاقتصادي، لا تزال قائمة، ومن المتوقع أن تستمر في دعم المعدن الأصفر في الأشهر المقبلة. دفعت بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية، التي جاءت أقوى من المتوقع، المستثمرين إلى تقليص توقعاتهم بخفض أسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي هذا العام من خفضين إلى خفض واحد فقط في أكتوبر. وتحول انتباه السوق الآن إلى بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي، المقرر صدورها يوم الأربعاء، بحثًا عن المزيد من المؤشرات على مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي. استقرت السبائك على مكاسب قوية من الأسبوع الماضي، حيث أدى مزيج من عدم اليقين الاقتصادي الأمريكي وضعف الدولار إلى تفضيل المتداولين بشكل كبير للملاذات الآمنة. في حين أن بيانات الوظائف غير الزراعية التي فاقت التوقعات قد عوضت هذا الاتجاه بشكل طفيف، إلا أن الذهب ظل قويًا، ويبتعد بنحو 200 دولار عن أعلى مستوياته القياسية. وشهدت أسعار البلاتين ارتفاعًا حادًا، حيث ارتفع سعر البلاتين في المعاملات الفورية بنسبة 3 % ليصل إلى 1,210.80 دولارًا أمريكيًا، وهو أعلى مستوى له منذ مايو 2021، مدعومًا بتوقعات بانخفاض المعروض. شهد المعدن، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع كبديل استثماري للذهب والفضة، ارتفاعًا حادًا في الأسابيع الأخيرة، خاصة بعد أن أبرز تقرير سوقي زيادة الطلب وتقلص المعروض من المعدن. كما أدى اختراق مستوى 1,100 دولار للأونصة، وهو مستوى مهم من الناحية الفنية، إلى تعزيز الشعور الإيجابي تجاه المعدن. وقال ألكسندر زومبفي، تاجر المعادن الثمينة في شركة هيراوس ميتالز ألمانيا: "يدعم ارتفاع سعر البلاتين، مزيج من توقعات شح المعروض، وتحسن معنويات القطاع الصناعي، والنتائج الفنية لارتفاع أسعار المعادن الثمينة على نطاق أوسع". وصعد سعر الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 1 % ليصل إلى 36.3 دولارًا أمريكيًا للأونصة، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 2.3 % ليصل إلى 1,070.97 دولارًا أمريكيًا. من بين المعادن الصناعية، تراجعت أسعار النحاس بعد بعض المكاسب الأخيرة، حيث أثارت البيانات الضعيفة من الصين، أكبر مستورد، مخاوف بشأن تباطؤ الطلب. ارتفعت العقود الآجلة القياسية للنحاس في بورصة لندن للمعادن بنسبة 0.1 % لتصل إلى 9,698.70 دولارًا للطن، بينما استقرت العقود الآجلة للنحاس الأمريكي عند 4.8508 دولارات للرطل. وأظهرت بيانات التجارة الصينية انخفاض واردات النحاس إلى أكبر مستورد في العالم بنسبة 18 % في مايو، مقارنةً بمستوياتها القياسية التي بلغتها في أبريل. جاء انخفاض واردات النحاس أيضًا في ظل انخفاض أكبر من المتوقع في الواردات الصينية، حيث تواجه البلاد رياحًا معاكسة مستمرة من الرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة. وأظهرت بيانات أخرى أن انخفاض التضخم في الصين ظل مؤثرًا بشكل كبير في مايو، حيث ظل إنفاق المستهلكين والشركات المحليون ضعيفًا. وقد أثارت هذه البيانات الضعيفة مخاوف من ضعف الطلب على النحاس في البلاد مع تباطؤ النمو، خاصة إذا استمرت الرياح المعاكسة التجارية. في بورصات الأسهم العالمية، دفع ارتفاع الأسهم الآسيوية المؤشرات العالمية إلى مستويات قياسية يوم الاثنين. وقلص الدولار مكاسبه الأخيرة قبيل محادثات في لندن تهدف إلى رأب الصدع التجاري بين الولايات المتحدة والصين. من جانب آخر، ارتفع مؤشر ام اس سي آي الأوسع نطاقًا للأسهم العالمية بنسبة 0.2 % ليصل إلى مستوى قياسي عند 893.88، مع استقرار المؤشرات الأوروبية وإغلاق الأسواق الآسيوية على ارتفاع. وأغلق مؤشر نيكي الياباني على ارتفاع بنسبة 1 % تقريبًا، وارتفع المؤشر الصيني للأسهم القيادية بنسبة 0.3 % تقريبًا، بينما ارتفع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.4 %. ومن المقرر أن يجتمع كبار ممثلي التجارة من واشنطن وبكين لإجراء محادثات من المتوقع أن تركز على المعادن الأساسية، التي تهيمن الصين على إنتاجها. وقال كايل رودا، كبير محللي الأسواق المالية في كابيتال دوت كوم: "ستظل السياسة التجارية مصدر عدم اليقين الرئيسي في الاقتصاد الكلي. قد تعطي مؤشرات على مزيد من الزخم في المحادثات دفعة جديدة للأسواق مع بداية الأسبوع". وصرح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بأن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، والممثل التجاري جيمسون جرير سيمثلون واشنطن في المحادثات مع الصين. وذكرت وزارة الخارجية الصينية أن نائب رئيس الوزراء هي ليفنغ سيزور بريطانيا لحضور أول اجتماع لآلية التشاور الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة. وأغلقت أسهم وول ستريت على ارتفاع حاد يوم الجمعة بعد أن خففت بيانات الوظائف الأمريكية الشهرية، التي حظيت بمتابعة وثيقة، المخاوف بشأن الضرر الذي قد يلحق بأكبر اقتصاد في العالم نتيجة نظام التعريفات الجمركية غير المتوقع الذي فرضه ترمب. كما تأثرت المعنويات سلباً بالمواجهة في لوس أنجلوس، والتي دفعت ترمب إلى استدعاء الحرس الوطني في كاليفورنيا لقمع التظاهرات المناهضة لسياساته المتعلقة بالهجرة. وانخفض الدولار بنسبة 0.5 % مقابل الين ليصل إلى 144.09 يناً، مقلصاً بذلك ارتفاعه الذي بلغ 0.9 % يوم الجمعة. وارتفعت العملة الأوروبية الموحدة بنسبة 0.2 % لتصل إلى 1.1422 دولار. وتداول الجنيه الإسترليني عند 1.3568 دولار، مرتفعاً بنحو 0.4 %. وأظهرت بيانات يوم الجمعة أن نمو الوظائف في الولايات المتحدة تباطأ في مايو بأقل من المتوقع. لكن القراءات الاقتصادية القاتمة من الصين أضافت إلى الأدلة على أن الحرب التجارية تُحدث خسائر فادحة. وأظهرت تقارير منفصلة يوم الاثنين أن نمو الصادرات الصينية تباطأ إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر في مايو، بينما تفاقم انكماش أسعار المصانع إلى أسوأ مستوى له في عامين. يتجه الاهتمام الآن إلى بيانات التضخم الأمريكية الصادرة يوم الأربعاء، والتي قد تُعدّل التوقعات بشأن توقيت أي تخفيضات في أسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي. يُعاني الاحتياطي الفيدرالي من فترة تعتيم قبل قراره بشأن السياسة النقدية في 18 يونيو. وقال برونو شنيلر، المدير الإداري في شركة إرلين كابيتال مانجمنت: "دخلت الأسواق في فترة هدوء تكتيكية بعد أداء قوي في مايو، ولكن تحت السطح، تتراكم نقاط الضعف"، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن يُظهر إصدار مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي ارتفاعًا آخر، مما يُشير إلى أن التضخم لا يزال مستقرًا.


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
مصافي النفط العالمية تعاني من تراجع الطلب وزيادة مشتريات السيارات الكهربائية
تعاني مصافي التكرير في العالم بشكل عام من تراجع الطلب نتيجةً للتباطؤ الاقتصادي، وزيادة الإقبال على السيارات الكهربائية، ومنافسة المصافي الأحدث في آسيا وأفريقيا. وبلغت هوامش التكرير العالمية المركبة 8.37 دولارات للبرميل في مايو 2025، وفقًا لشركة الاستشارات وود ماكنزي، وهو أعلى مستوى لها منذ مارس 2024، لكنها لا تزال أقل بكثير من متوسط 33.50 دولاراً للبرميل في يونيو 2022 خلال فترة انتعاش الطلب بعد الجائحة وفي أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا. وأظهرت بيانات وود ماكنزي أن هوامش أرباح مصافي التكرير العالمية قد ارتفعت قليلاً في عام 2025 حتى الآن، لكنها لا تزال أقل بكثير من ذروتها في الفترة 2022-2023. وأدت عمليات الإغلاق في الولايات المتحدة وأوروبا إلى تباطؤ نمو صافي طاقة المصافي العالمية دون نمو الطلب، مما ساهم في جعل المصافي العاملة أكثر ربحية نسبيًا. وفقًا لشركة اف جي إي للاستشارات في مجال الطاقة، من المتوقع أن ينخفض المعروض العالمي من الديزل بمقدار 100,000 برميل يوميًا على أساس سنوي في عام 2025، بينما سينخفض الطلب بمقدار 40,000 برميل يوميًا. سينخفض المعروض من البنزين بمقدار 180,000 برميل يوميًا، مع ارتفاع الطلب بمقدار 28,000 برميل يوميًا. وقال يوجين ليندل، رئيس قسم المنتجات المكررة في أف جي إي: "نشهد بالتالي تضييقًا في سوق المنتجات على أنواع الوقود الرئيسية المستخدمة في النقل، مما يضغط على هوامش الربح، مما يُشعر مصافي التكرير الإقليمية بالارتياح". وأضاف تشيلين تام، رئيس قسم التكرير في شركة أف جي إي، أن مصافي التكرير بجميع أنواعها المنتجة للوقود تستفيد من هوامش الربح الحالية، حيث ارتفعت أسعار الوقود الخفيف كالبنزين والمنتجات الثقيلة كالوقود مؤخرًا. في أوروبا، تشمل عمليات الإغلاق مصفاة غرينغماوث التابعة لشركة بتروينوس في اسكتلندا، ومنشأة ويسيلينج التابعة لشركة شل هذا العام، بالإضافة إلى إغلاق جزئي لمصفاة غيلسنكيرشن التابعة لشركة بي بي. وفي الولايات المتحدة، أُغلقت مصفاة ليونديل باسل في هيوستن هذا العام، بينما من المقرر إغلاق مصفاة لوس أنجلوس التابعة لشركة فيليبس 66، ومصفاة بينيسيا التابعة لشركة فالرو في أكتوبر 2025 وأبريل 2026 على التوالي. كما فاقمت عمليات الإغلاق غير المخطط لها للمصافي من تأثير عمليات الإغلاق. وأشار بنك جي بي مورغان إلى أن انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء شبه الجزيرة الأيبيرية في 28 أبريل أدى إلى توقف حوالي 1.5 مليون برميل يوميًا من طاقة التكرير، مع استمرار إغلاق 400 ألف برميل يوميًا منها بعد أسبوعين. وشهد اثنان من أكبر مشاريع التكرير الجديدة في العالم، وهما مصفاتي دانغوتي العملاقة في نيجيريا وأولميكا في المكسيك، انقطاعات غير مخطط لها في وحدات إنتاج البنزين في أبريل. وتُظهر بيانات من شركة أف جي إي لاستشارات الطاقة أن صافي طاقة معالجة النفط الخام أو المكثفات الأولية في أوروبا والولايات المتحدة ستنخفض هذا العام. وانخفضت مخزونات الوقود في المراكز الرئيسية هذا العام، مما أدى إلى زيادة الطلب على إنتاج المصافي مع اقتراب موسم الذروة الصيفي. انخفضت المخزونات في منطقة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وسنغافورة، بمقدار 50 مليون برميل خلال الفترة من يناير إلى مايو، وفقًا لمحللي جي بي مورغان. وقال المحللون: "لقد أبرز هذا الانخفاض الكبير في مخزونات المنتجات مرونة أسعارها". ويبلغ الطلب العالمي على الوقود في نصف الكرة الشمالي ذروته في الصيف مع زيادة السفر بالسيارات والطائرات. في الشرق الأوسط، يبلغ الطلب على زيت الوقود الثقيل ذروته في الصيف لتلبية الطلب على التبريد عند ارتفاع درجات الحرارة. وقال جانيف شاه، المحلل في ريستاد إنرجي: "إن قوة نمو الطلب في نصف الكرة الشمالي خلال الصيف هي ما يدعم هوامش الربح". وكان المسؤولون التنفيذيون في مصافي التكرير الأمريكية متفائلين بشأن الطلب، مع ملاحظة انخفاض المخزونات نسبيًا. وقال برايان مانديل، نائب الرئيس التنفيذي لشركة فيليبس 66، في مكالمة أرباح الربع الأول للشركة: "تشير توقعاتنا الحالية لإمدادات البنزين إلى استمرار انخفاض هذه المخزونات". وقالت ماريان مانين، الرئيسة التنفيذية لشركة ماراثون بتروليوم، في مكالمة أرباحها: إن أعمالها المحلية والتصديرية تشهد طلبًا ثابتًا على البنزين، ونموًا في الديزل ووقود الطائرات مقارنة بعام 2024. مع ذلك، حذّر المحللون من أن القوة الحالية قد تتلاشى قريبًا مع تأثر الطلب بالحروب التجارية، ومع ارتفاع إنتاج الوقود مع سعي المصانع للاستفادة من هوامش الربح المرتفعة. وقال أوستن لين، المحلل في وود ماكنزي: "نرى أن هناك بعض الارتفاع على المدى القصير". ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، من المتوقع أن يبلغ متوسط نمو الطلب العالمي على النفط 650 ألف برميل يوميًا للفترة المتبقية من عام 2025، منخفضًا من أقل بقليل من مليون برميل يوميًا في الربع الأول، نظرًا لتأثير حالة عدم اليقين التجاري على الاقتصاد العالمي. وقال نيل كروسبي، المحلل في شركة سبارتا كوموديتيز: "الهوامش قوية لأن توازن المنتجات - العرض والطلب - لا يزال ضيقًا". وتعكس هوامش التكرير الأرباح التي تحققها المصافي من معالجة النفط الخام وتحويله إلى وقود مثل البنزين أو الديزل. وقبل بضعة أشهر فقط، حذرت شركات النفط الكبرى من أن عام 2025 سيكون عامًا قاتمًا على قطاع التكرير. وأعلنت شركتا توتال إنرجيز وبي بي عن انخفاض أرباح الربع الأول بسبب ضعف أرباح الوقود.


مباشر
منذ 2 ساعات
- مباشر
ارتفاع أسعار النفط.. و"برنت" يتجاوز 67 دولار
مباشر: ارتفعت أسعار النفط بشكل ملحوظ في ختام تعاملات الإثنين، لتضيف إلى مكاسبها القوية المسجلة الأسبوع الماضي، وسط ترقب المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي تسليم أغسطس بنسبة 0.90% أو ما يعادل 57 سنتًا، لتغلق عند 67.04 دولار للبرميل، بعدما لامست 67.12 دولار خلال الجلسة، وهو أعلى مستوى منذ 28 أبريل. فيما صعدت أسعار العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأمريكي تسليم يوليو بنسبة 1.1% أو 71 سنتًا، لتغلق عند 65.29 دولار للبرميل، بعدما لامست 65.38 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ 4 أبريل. وتراجع مؤشر الدولار – الذي يقيس قيمته مقابل سلة من العملات الرئيسية – بنسبة 0.25% إلى 98.95 نقطة.